المؤلف
قسم التربية الخاصة کلية التربية- جامعة عمر المختار
المستخلص
مقدمة الدراسة
ازداد الاهتمام في الآونة الأخيرة من قبل الاختصاصيين بعلم الإعاقة والتربية الخاصة من أجل خدمة ذوي الاحتياجات الخاصة ليحيوا حياة طبيعية کأقرانهم من العادين، حيث تتأثر شخصياتهم کما تتأثر شخصيات غير المعاقين، ولکن ذوي الاحتياجات الخاصة تفرض عليهم إعاقتهم – مهما اختلف نوعها أو شدتهاـ موانع کثيرة سواء کانت بسبب عدم وعي أفراد المجتمع أو عدم تکييف مرافق المجتمع، أو کان هذا القصور نابعًا من شخصية المعاق نفسه، وهو ما قد يحدث اضطرابات ومشکلات في شخصية المعوق نتيجة الإعاقة أو النظرة السلبية نحوه، إما بالشفقة أو الرحمة، فيصبح المعوق مدلل ً لا يکهل أسرته والمجتمع أو يستغل المجتمع بإعاقته أو ربما ينظر له المجتمع بنظرة دونية واحتقار، ومن ثم تفرض عليه الإعاقة بعض التصرفات والتي تميز شخصيته ببعض السمات کالانطوائية أو العدوانية أو الانحراف أو عدم التوازن، أو أن منهم من تفرض عليهم الإعاقة طابع الصبر والتدين والالتزام والاحترام والمشارکة وإلى غيره من هذه السمات.(رامي اسعد ومحمد الحلو,2007). فهؤلاء الأطفال يعانون من خلل أو قصور في واحدة من أهم الحواس الأساسية وهى السمع وخاصة أن حاسة السمع تلعب دوراً مهماً في تکوين شخصية الطفـل وفى اکتسابه اللغة التي هي المحـور الأساسي للاتصال والتفاعل مع الآخرين , وعندما يفقد الطفـل هذه الحـاسة فإنه في الواقع قد فقد أهم مصـادر التواصل مع الآخرين ومع البيئة المحيطة به , ولما کان النمـو اللغوي والانفعالي والنفسي يعتمد کلاً منهم على الأخر بشـکل کبير فإن الطفل الأصم يواجه العديد من المشکلات والاضطرابات التي تترتب على إعاقته السمعية بما يجد نفسه عاجزاً عن التفاعل مع الآخرين أو مشارکتهم أنشطتهم بما يؤثر سلبياً على تکوينه الانفعالي والنفسي , وکذلک السلوکي وهو ما يجعـله مختلفاً عن أقرانه العاديين في السمع .
وکبقية الأطفال فإن الطفل المعاق سمعياً لديه مشکلات واحتياجات کغيره من الأطفال , غير أن مشکلات الطفـل المعـاق سمعياً عـادة ما تکون مرتبطة بقصور فى مهاراته الاجتماعية أو فهمه لحقيقة الموقف خاصة مع صعوبة إقامته لعلاقات تواصليه إيجابية مع للآخرين .
وهذا ما ظهر واضحًا وجليًا أيضًا لدى الممارسين الميدانيين من خلال العمل الميداني مع هذه الحالات. مما دفع الباحث إلى البحث في دراسة مشکلات المعاقين سمعيا من وجهة نظر المعلمين في ضوء بعض المتغيرات وهو ما نرى أنها قد تکون هذه خطوة إيجابية بإلقاء الضوء على بعض هذه المشکلات مما يعود بالفائدة على المعاقين أنفسهم والعاملين من أجلهم.
ولا شک في أن اللغة اللفظية تعد بالنسبة للإنسان هي أشهر وأهم أشکال الاتصال والتواصل، إضافة إلى کونها أکثر مظاهر النمو تأثراً بالفقدان السمعي بکافة أشکاله، وخاصة في حالات الصمم،" وبدون تدريب منظم ومکثف لن تتطور لدى الشخص المعوق سمعياً مظاهر النمو اللغوي الطبيعية " ( جمال الخطيب، 2005, 78) فعملية اکتساب اللغة تعتمد على قدرة الطفل على التقليد، فالطفل أول ما يقلد يبدأ بنفسه أي يقلد نفسه وهذا ما يعرف بالتقليد الذاتي وذلک في مرحلة المناغاة، بعد ذلک تأتي مرحلة التقليد الخارجي حيث نجده يقلد الأم أو بديلة الأم وبدون عملية التقليد يحرم الطفل من وسيلة هامة تمکنه من اکتساب اللغة، فالأطفال الذين يعانون من الإعاقة السمعية لا يمکنهم اکتساب اللغة من خلال عملية التقليد بسبب وجود هذه الإعاقة ولذلک يحاول الأطفال ذوو الإعاقة السمعية اکتساب اللغة المکتوبة لأنها الوسيلة التي يتعاملون من خلالها مع المجتمع.والطفل ذو الإعاقة السمعية يستخدم صوته أيضاً، ولکنه أقل إثارة بالاستمتاع السمعي وکلما نقصت قدرة الطفل على السمع نقص مقدار اللذة الذي يحدثه التصويت أو التلفظ به، ثم يصبح طفلاً لا يقدر على الکلام. والنمو اللغوي لدى الصم هو الأکثر تأثراً بالإعاقة السمعية وإذا لم يتم تزويده بتدريب مکثف مبکراً فالطفل الأصم قد يصبح أبکم , والطفل ضعيف السمع فذخيرته اللغوية ستکون محدودة وکلامه بطيئـاً ذا نبرة غير عادية , ويتمرکز حول المحسوس . (جمال الخطيب و منى الحديدي , 1996 , 407)
وينتقل تأثير فقدان الطفل المعاق سمعياً إلى القدرة اللغوية إلى مظاهر أخرى من السـلوک کالمظاهر العقـلية والانفعالية والاجتماعية لديه , وذلک لأنه من الصعب فصل اللغة عن تلک المظاهر في الشخصية مما ومن الواضح أن عـدم قـدرة الطفـل المعاق سمعياً على الاتصـال اللغوي والاجتماعي مع الآخرين يترتب عليه مشکلات عديدة منها انسحابه اجتماعياً وشعوره بالعزلة وأنه مهمل مما يولد لديه العديد من المشکلات الانفعـالية والسلوکية غير السوية . وهذا ما أکدته نتائج العديد من الدراسات السابقة مثل دراسات کلاً من إبراهيم على , 1994 , حمدى عرقوب 1996 , عمرو منصور , 1997 , سهير توفيق 1997 , محمد حلاوة , السيد بدوى , 1999 , زينب شقير , 2001. (طارق النجار,2005 ,157).
وهو ما أدى إلى أن العديد من الدراسات وأدبيات التربية الخاصة قد أکدت على أن المعوقين سمعياً وأسرهم في حاجة إلى العديد من البرامج التربوية الخاصة والخدمات ذات العلاقة بها، حيث أن إعاقة الطفل يترتب عليها العديد من المشکلات بشکل يتطلب تقديم خدمات مساندة لتأهيل تلک الفئة ودعم العملية التعليمية والتربوية لهم ، ودعم دور الأسرة للاستفادة والمشارکة في جميع البرامج التعليمية وغير التعليمية المقدمة لهم ولأطفالهم ، وبناء شراکة بين الأسرة والمؤسسات المجتمعية(علي عبد النبي حنفي,2007) .
وعندما يفقد الطفل الأصم الاتصال اللغوي فإنه يعانى من المشکلات التکيفيه , حيث النقص في قدراته اللغوية وصعوبة تعبيره عن ذاته, وصعوبة فهمه للآخرين , ولذلک فهو يعـانى من اضطرابات غالباً ما ترتبط بالجانب الاجتماعي والانفعالي . وعادة ما يواجه الطفل الأصم مواقف حياتيه تحتاج إلى التخاطب مع أفراد المجتمع فيقف عاجزاً عن فهم الآخرين , کمـا يقف
متحدثيه عاجزين عن فهمه, فيشعر الطفل الأصم إزاء ذلک بالإحبـاط ويتجه إلى أن ينعزل عن المجتمع الذي يتشکک فيه , أو يلجـأ إلى استخدام العنف فيتخـذ العدوان شکل من أشکال التعبير عن ذاته . ( زينب شقير , 2001 , 270)
أو قد يلجـأ الطفل الأصم للتعويض عن مواقفه الإحباطية بالاهتمام بالمظهر والملبس والنواحي البدنية , کما أن بعضهم يلجـأ إلى الانحـراف والبعض الآخر يرتکب الجـرائم الجنسية أو السرقة , تحقيقاً لانتصار يخرج بعض إحباطاته . [ إدارة التأهيل الاجتماعي للمعوقين , 1994 ]
والمشاهد للطفل المعاق سمعيا يجد انه في محاولته للتوافق مع العالم الذي يعيش فيه يتخذ تکيفه احدي الصور الآتية : إما أن يتقبل أن يعيش کفرد ذي إعاقة وإما أن ينعزل عن أفراد المجتمع متجنباً أي تفاعل شخصي أو اجتماعي مع الآخرين، فإذا اختار لنفسه الأسلوب الأول کان لزاماً عليه أن يواجه المجتمع وهو محروم من الوسائل التي تيسر له الاتصال ويحدث نتيجة لذلک أن يعيش على هامش الجماعة وفي تلک الحالة يواجه الکثير من مواقف الشعور بعدم الأمن عندما يحاول الاختلاط بالغير فهو في حيرة دائمة لأنه لا يعرف ما إذا کان کلامه مفهوماً أو أن يقال له قد فهمه على حقيقته أما إذا اختار الأسلوب الثاني - العزلة - فسوف يعيش طوال حياته في فراغ لا يشعر بمتعة الحياة.
لذا فالمعاق سمعيا يعيش في عزلة عن الأفراد عاديي السمع الذين لا يستطيعون فهمه، وهم مجتمع الأکثرية الذي لا يستطيع أن يعبر بلغة الإشارة أو بلغة الأصابع ولهذا السبب يميل ذوو الإعاقة السمعية إلى تکوين النوادي والتجمعات الخاصة بهم بسبب تعرض الکثير منهم لمواقف الإحباط الناتجة عن تفاعلهم الاجتماعي مع الأفراد عاديي السمع ومن ثم ليس من المستغرب ميلهم إلى المهن التي لا تتطلب الکثير من الاتصال الاجتماعي کالرسم والخياطة والنجارة والحدادة... الخ.کما أنه عندما ينضج الطفل الأصم، ويکتشف أن المحادثة الشفوية والقراءة هما وسائل الاتصال والتعلم الأساسية، فإنه سيزيد من إمکانية ميله إلى العزلة، إذ يجب عليه أن يلجأ إلى الفعل والحرکة والإشارة ؛ ليوصل رغباته, ومما تجدر الإشارة إليه أنه "عند سن الخامسة أو السادسة، نجد أن الطفل الأصم المتوسط ليس لديه قدرة على الکلام أو لديه القليل منه رغم البرامج التدريبية الشفوية المبکرة، وإن تدرب ضمن برنامج شفوي ناجح جداً، فالطفل الأصم في هذا السن في حاجة إلى مفردات حوالي ( 200 ) کلمة، ومهما يکن فإنه لن يکون لديه معرفة في بناء الجملة، فأطفال صم کثيرون في هذا السن لا يعرفون أسماء المأکولات أو الملابس، وإذا قارنا هذا بالطفل السامع الذي لديه نفس العمر فإن حصيلته اللغوية تقدر بحوالي من (26000: 5000) کلمة . ( مندل وفيرنون، 1974, 115)
ومن هنا فالآثار الواضحة للإعاقة السمعية أنها تؤدي إلى مشکلات اجتماعية عديدة منها عزل الطفل الأصم عن الحياة الطبيعية العادية فيبقى بعيدا عن الخبرات وفرص التعـلم التي يتمتع بها الطفـل العادي ومن ثم فعليه أن يبذل جهداً مستمرً ومضاعفًا لتحقيق ما يقوم به الطفل العادي بسهولة وتأتى له بسهولة أيضاً, وانعزال الطفل الأصم يجعله لا يشارک بفاعلية في عملية اکتساب اللغة اللفظية , التي تسهل الاتصال والتفـاهم بين الناس وهنا يتأثر نمـوه العقلي والمعرفي , وتعوق عملية تعلمه , أو اکتسـابه للمهارات والخبرات اللازمة لاستثمار ما يتمتع به من قـدرات وخاصة العقلية منها والتي ينجم عنها عدم استفادته من البرامج التربوية المقدمة إليه والتي ربما قـد يتفوق فيها عن الطفل العادي إذا أحسن استغلال وتنمية قدراته. کما يمتد ذلک إلى إعاقة نموه الاجتماعي بما يحـد من مشارکته وتفاعله مع الآخرين واندماجه في المجتمع مما يؤثر بالسلب على توافقه الاجتماعي ونموه الانفعالي والعاطفي .( عبد الطلب أمين القريطى , 1996 , 136 : 137 )وتسبب کذلک الإعاقة السمعية بعض المشکلات الأکاديمية الناشئة عن طبيعية الإعاقة السمعية، وبخاصة في مجالات القراءة والحساب، وذلک بسبب اعتمادها أساسا على النمو اللغوي، وهذا الضعف أو التأخر في هذه المجالات يمکن تفسيره بعدد من العوامل أهمها:
1- عدم ملائمة المناهج الدراسية لهذه الفئة حيث أنها مصممة بالأصل للأفراد السامعين.
2- انخفاض الدافعية للتعلم في الغالب لدى المعاقين سمعيا نتيجة سوء حالتهم النفسية الناجمة عن وجود الإعاقة السمعية.
3- عدم ملائمة طرق التدريس لحاجاتهم، فهم بحاجة لأساليب تدريس فعالة تتناسب وظروفهم ومن الجدير بالذکر هنا أن درجة الإعاقة السمعية تلعب دوراً هاماً في التحصيل المدرسي فکلما زادت درجة الإعاقة السمعية قلت فرص المعوق سمعياً للاستفادة من البرامج التربوية، وهذا مع العلم بأن التحصيل الأکاديمي يتأثر بمتغيرات أخرى غير شدة الإعاقة السمعية مثل القدرات العقلية والشخصية والدعم الذي يقدمه الوالدين والعمر عند حدوث الإعاقة السمعية وعوامل اجتماعية واقتصادية کثيرة.وفي هذا الإطار فقد أکدت العديد من الدراسات على أن مستوى ذکاء الأصم وقدراته العقلية لا يختلف عن مستواها لدى أقرانه السامعين،ويظهر ذلک عند استخدام الاختبارات الغير لفظية، ويختلف الأمر کثيراً عند استخدام الاختبارات اللفظية،وطالما أن الصمم يؤثر بشکل واضح على اللغة اللفظية للطفل فبطبيعة الحال ستتأثر الجوانب المعرفية والأکاديمية له ( التي تستند على اللغة اللفظية کالقراءة والکتابة والحساب )، فيمکن أن يعاني من صعوبات في القراءة والکتابة، إلا أنه قد ينجز بشکل أفضل ويتقن المهارات الحسابية وما له علاقة بالمدرکات الحسية .ويرى " فيرث " أن نسبة قليلة من الصم قادرة على القراءة الاستيعابية في مستوى ما بعد المرحلة الثانوية . (فاروق الروسان، 2001, 179)وقد تبين أيضاً أن الأطفال ذوي الإعاقة السمعية قادرون على الانخراط في السلوک المعرفي ولکن ينبغي إکسابهم خبرات لغوية أکبر وأنهم إذاً اکتسبوا هذه الخبرات فإنهم سوف يکشفون عن فاعلية ذهنية کالتي يتصف بها الأطفال عاديي السمع , فما لم تکن هناک نواحي قصور أو عجز أخرى کوجود تلف في خلايا المخ مثلاً فإنه لا يمکن القول بوجود علاقة سببية بين الإعاقة السمعية وانخفاض مستوى الذکاء، وهکذا يمکن القول أن الفروق في الأداء بين ذوي الإعاقة السمعية وعاديي السمع يعود إلى القصور الواضح في اختبارات الذکاء وخاصة اللفظية المقدمة لذوي الإعاقة السمعية لا إلى قدراتهم العقلية ويعني ذلک أن اختبارات الذکاء بوضعها الحالي لا تقيس قدراتهم الحقيقية إلا إذا صممت بطريقة تناسبهم ولذلک يصعب اعتبارهم معاقين عقلياً.
والأصم لديه القابلية للتعلم والتفکير التجريدي ما لم يصاحب إعاقته تلف دماغي، فمفاهيمه لا تختلف عن مفاهيم السامعين باستثناء المفاهيم اللغوية، ويستطيع أن يتعلم بشکل أفضل إذا ما تضمن الموقف مثيرات حسية متعددة، ويمکن اعتبار بعض الأطفال الصم في عداد الموهوبين،وينخفض مستوى تحصيلهم بشکل ملحوظ عن مستوى أقرانهم السامعين ( على الرغم من عدم اختلاف مستويات ذکائهم ).
ويعد التحصيل القرائي هو الأکثر انخفاضاً لديهم، ولکنه عندما يکونوا لآباء صم يکون الانخفاض أعلى من أمثالهم لأقرانهم الصم لآباء سامعين، وکلما زادت المتطلبات اللغوية ومستوى تعقدها أصبحت قدرة الأطفال الصم على التحصيل أضعف، وکما قلنا في السابق فان ذلک يرجع إلى تأخر نموهم اللغوي وانخفاض قدرتهم اللغوية وتدني مستوى دافعيتهم وعدم ملائمة طرق التدريس المتبعة، وهو ما يؤدي إلى تأخر تحصيل الطلاب الصم بثلاث أو أربع صفوف دراسية عن أقرانهم السامعين في نفس عمرهم الزمني . (عادل عبدالله، 2004, 204-201)
وقد أشار " فاروق صادق" (1988, 143) أن الأداء التحصيلى والأکاديمي للطفل الأصم يتأثر إضافة إلى ما سبق بعدد من العوامل , وهى درجة الإعـاقة السمعية وحاجة الأصـم للتعلم, ونضيف عليها درجة ترکيزه وانتبـاهه وتأثير حرکته المفرطة في الفصـل الدراسي التي تحـول دون استفادته من العملية التعليمية وشرح المدرس في الفصل .
و يذکر ويشان وجرهارت(1994 Weishahn, &Gearheart) في هذا الشأن أن من الخصائص المعرفية للمعاقين سمعيا والتي تؤدي لمشکلات تعليمية لديهم :
وقد أشار " جمال عطية " (2000 , 153) أن أهم المشکلات التي تظهر في فصول التلاميذ الصم هي الحـرکة الدائمة من مکان لمکان , ويرتبـط ذلک بانخفاض فى مستوى انتباهه بما ينعکس على مستواهم الأکاديمي .
ويتاثر المستوى التعليمي بالسلب لدى المعاقين سمعيا بمشکلات في السلوک مثل نقص الانتباه وفرط الحرکة والاندفاعية , فالطفل الأصم يعتمد دائماً على التوجيهات والتعليمات الخارجية فلا يستطيع إتمام عمل بمفردة فهو دائم الحاجة إلى دعم وتشجيع مستمر , ولذلک فسلوک الطفل الأصـم دائماً ما نصفه بعـدم النضج والطفولية , حيث يظهر دائمـاً بمظهر المتعجل غير الصبور وغير القـادر على إنهـاء عمل بدأه ولا يقوم بالحمـاس اللازم لإتمام العمل . کما أن شعوره بعدم الأمن وعدم الکفـاءة يرتبط بضعف الانتباه وعدم القدرة لمقاومة التشتت فنجد الطفل الأصم شارداً يعيش في عالمه الخاص الذي يحقق فيه أحلامه وطموحاته ورغباته بعيداً عن الواقع المليء بالإحاطات والمشاکل والمعقدة , مما يترتب على ذلک ضعف قدرته على الانتباه , فينعکس ذلک على تحصيله وظهور اضطرابات وصعوبات التعلم لديه .
وهو ما فسره " بلانک وبردجر Blank & Bridger " بان الأطفال الصـم يعانون بشکل واضح من مشکلات نقص الانتبـاه والحرکة المفرطة , ويظهر ذلک في شکل تشتت بصري وعـدم القدرة على الانتباه في الفصل الدراسي , الأمر الذي يؤدى إلى مشکـلات في التحصيـل وصعوبات واضحة للتعلم .(جمال عطية جاد , 2000 , 153 )
إن قدرة الطفل على التواصل والتفاعل مع البيئة المحيطة هي التي تلعب دوراً هاماً وأساسياً في نمو وتطور بناءه النفسي وعلاقته مع ذاته من جهة وانسجامه مع مجتمعه من جهة أخرى، والطفل الأصم کغيره من الأطفال بحاجة لمجتمع يستجيب له ويتفهم احتياجاته، وليس هناک ثمة صفات تميزه عن غيره " فعلى الرغم من اعتقاد البعض بأن للمعاقين سمعياً سمات نفسية وانفعالية مميزة وفريدة إلى أن نتائج البحوث العلمية لا تدعم هذا الاعتقاد " .(جمال الخطيب، 2005, 84) .
إضافة إلى أنه يتأثر بشکل کبير بالسياق الاجتماعي، فالأطفال الصم يواجهون صعوبات في تکوين أصدقاء، ذلک لأن فرصهم محدودة في التفاعل مع أقرانهم ؛ لما تفرضه مشکلات التواصل لديهم، فتباين ردود الفعل التي تصدر عن رفقائهم وأسرهم والآخرين وصعوبات التواصل تؤدي إلى صعوبات في التکيف الاجتماعي وخفض تقدير الذات، حيث تظهر کنتائج خاصة عندما يشعر الطفل بالرفض من قبل الأطفال الآخرين الذين يتفاعل معهم يومياً ويعتبرون عنصراً أساسياً بالنسبة له . (إبراهيم الزريقات، 2003, 181).
کما أن الأشخاص الصم يميلون إلى الخضوع والتطفل أکثر من أقرانهم السامعين، يتعرضون لضغوط نفسية کثيرة في حياتهم، غير قادرين على التوافق بسرعة، وهم بحاجة إلى جهد أکثر من غيرهم لتحقيق تفاعلات مقبولة بالنسبة لهم , أما " ميدو " فيرى أنهم کثيراً ما يتجاهلون مشاعر الآخرين، ويسيئون فهم تصرفاتهم،ويظهرون درجة عالية من التمرکز حول الذات علاوة على أنهم يميلون للتفاعل مع من يماثلونهم في الإعاقة ( حيث يختلفون في هذا الجانب عن أفراد أي إعاقة أخرى )، وربما يکون الدافع وراء ذلک هو حاجتهم إلى التفاعل اجتماعياً والشعور بالقبول ممن حولهم . (جمال الخطيب، 2005, 83-84)
وقد عرض (لطفي برکات أحمد، 1978 ) الخصائص النفسية والاجتماعية للأطفال الصم، والتي کان من أبرز ما توصلت إليه أن التعلم عن طريق الشفاه له أثره في مساعدة الأطفال الصم على حسن التکيف، فهو أفضل کثيراً من التعلم عن طريق الإشارة، کما أثبتت أن الأطفال الصم الذين لا يوجد في أسرهم أشخاص صم کانوا أقل توافقاً وتکيفاً بالنسبة لنظائرهم الذين يوجد في أسرهم من يعاني من تلک الإعاقة، وأن الکثير منهم يعانون من الشعور بالنقص والدونية وأن علاقتهم الاجتماعية في محيط الأسرة والمدرسة والبيئة المحلية کانت سيئة وغير متوافقة، وأنهم أميل للأمراض العصابية من الأطفال العاديين .
وما يتعلق بالسلوک العدواني فقد أکد " رشاد على موسى " (1989) في دراسة هدفت للکشف عن الاستجابات العدوانية عند المراهقين الصم أنهم أکثر عدوانية من العاديين في السمع , کما أن المراهق الأصـم أکثر تنفيساً بالتنفيذ الحرکي Acting Out من المراهق عادى السمع , فالصم أکثر تعبيراً عن مشاعر الغضب والعدوان بشکل يظهر فيه بوضوح التعبير الحرکي والجسمي .
( رشاد على موسى , 2002 , ص 212 )
وهذا يوضح بشکل ظاهر کيف أن الأصـم يعبر عن المشکلات التي يواجهها بسلوکيات غير مرغوبة لعل أوضحها النشاط الحرکي الزائد الذي قد يلجأ إليه الطفل الأصـم تعبيراً عن ضيقه وتنفيسـاً عن إحباطه ومشـاعره المکبوتة , وهکذا يرتفع النشاط الحرکي الزائد لدى هؤلاء الأطفال عنه لدى أقرانهم العاديين في السمع , فالأصم يرى أشياء کثيرة تحدث من حـوله لا يمکنه فهمها ولا يجد من يوضحها له . کما أن لديه طاقة يرغب في التعبير عنها إذا لم يجد المجال المناسب لذلک فعلياً فإنه يخرجها في صورة نشاط زائد ( عبد العزيز الشخص , 1992 ,1022 : 1044 )
ولا بد من التأکيد على أن معظم المشکلات النفسية للصم ترجع إلى توقعات الآباء غير الواقعية، وضعف قدرتهم على تقبل حقيقة الاختلاف بين الأطفال الصم والعاديين في نموهم وبالتالي ضعف قدرة الآباء على التواصل يومياً مع أطفالهم لتحقيق احتياجاتهم،وکذلک الاتجاهات السلبية نحو الإعاقة وإتباع أساليب تربوية ومهارات تعامل أسرية ضعيفة وغير مناسبة، والتعرض لضغوط وأزمات غير متوقعة . (Moores,1996 )
وترى( کاترين برودوى 1987 )أن الطفل الأصم لا يستطيع اکتساب الخبرات کالطفل العادي کخبرات النمو والخبرات التي يتحصل عليها من البيئة فهي دائما قاصرة فهو مختلف عن الطفل العادي نتيجة عدم قدرته على الاتصال أو المشارکة مع الآخرين ,والطفل الأصم لا تتاح له فرصة التفاعل الاجتماعي والحصول على الخبرات الاجتماعية بصورتها السليمة وهذا يؤدى إلى شخصية منطوية غير ناضجة تتسم بالقصور والعجز فتسبب سوء التوافق النفسي والاجتماعي. وهکذا يتضح لنا أن الأمر ليس مجرد عدم القدرة على الکلام، ولکن الواقع يشير بعکس ذلک فالعجز عن الکلام ليس إلا أضعف الآثار التي يمکن أن تنتج عن هذه الإعاقة، فالتعبير عن النفس والتلقي عن الآخرين، ومواصلة هذا التلقي لا يتم إلا من خلال ما يطلق عليه اسم التغذية المرتدة أو المرتجعة وعملية الاتصال هذه هي أساس عملية أخرى لها أهميتها وهي عملية التفاعل الاجتماعي وما يتصل به من قيام العلاقات البينشخصيه، وتلک العلاقات هي المسئولة عن قيام حياة اجتماعية فعالة. إن احد الشکاوى الأساسية للصم سواء کانوا کبار أم صغار هي (العزلة الاجتماعية)عن أسرهم ومجتمعهم فعالمهم خاوي قاحل من الإحساس والعواطف ,وان أهم ما يميز الطفل الأصم ويعانى منه ,عدم الاتزان الانفعالي -الانطواء - قلة السيطرة-العدوانية - عدم التکيف / عدم النضج الاجتماعي -وتمتاز شخصيته بالصلابة والجمود الفکري - وعدم النضج العاطفي (دعاء محمد احمد, 996 1, 54)والخلاصة مما سبق أن أهم السمـــات البارزة للطفل المعاق سمعيا والتي تنعکس في شکل مشکلات لديه :-
1- مشکلات اجتماعية کالميل إلى العزلة والانسحاب من المجتمع وبذلک فهو غير ناضج اجتماعيا بدرجة کافية وکذلک مشکلات في عملية التکيف الاجتماعي کما أثبتته نتائج اختبارات روجرز للشخصية ومقياس فايلاند للنضج الاجتماعي فهم غير ناضجين من الناحية الاجتماعية وذلک بسبب عجزهم عن التواصل والتفاعل مع المجتمع .
2- لديهم بعض مشکلات في السلوک مثل العدوان والسرقة الرغبة في إيذاء الآخرين و الکيد للطفل العادي.
3- مشکلات تعليمية وتحصيلية واستجاباتهم بالنسبة لاختبارات الذکاء لا تتفق مع نوع الإعاقة فقد تصل نسبة الذکاء إلى اعلي مستوى عن الطفل العادي
4- لديهم مشکلات نفسية عديدة کالقلق بأشکاله والمخاوف المرضية والاکتئاب والوساوس وغيرها
مشکلة الدراسة
ما الإعاقة إلا نعمة أکرم الله تعالى بها بعضاً من بني البشر، فهي بإذن المولى جل شأنه مدعاة تخفيف ذنوبه، إلا أن المجتمع قد يرى منها مشکلة، وما يعکس ذلک سوى أساليب تعامله و آرائه تجاه المعاقين، والتي يمکن أن تؤدي بدورها إلى الحد من قدرتهم على تحقيق قدر من التوافق والانسجام سواء مع ذاتهم أو بيئتهم، مما قد يکون دافعاً لظهور بعض السلوکيات المضطربة والتي يمکن أن يلجأ إليها الطفل المعاق بشکل مبدئي کوسيلة لتعويض النقص الذي يشعر به، أو محاولة لجذب انتباه الآخرين إليه، لتصبح فيما بعد سلوکاً ملازماً له، يوقعه في طائلة الحرج، وعدم الرضا عن نفسه التي لا تستطيع التغلب عليها، أو التقليل من الآثار السلبية المترتبة على وجودها.
ويختلف تأثير الإعاقة السمعية من فـرد إلى أخر فالإعاقة السمعية وإن کانت تؤثر على سيکولوجية الإنسان بشکل أو بأخر إلا أنها قد لا تؤدى بالضرورة إلى سوء توافق نفسي. ففقدان الطفل القدرة على السمع يؤثر على القدرة اللغوية التي تؤثر بدورها على مظاهر السـلوک الأخرى, فمن الصعب فصل اللغة عن مظاهر الشخصية الأخرى بما يجعل المعاق سمعياً يختلف عن غيره من العاديين, ويؤثر ذلک على التواصل والتکيف الاجتماعي, ويترتب على ذلک مشکلات مع البيئة المحيطة وصعوبة التعبير عن ذاته أو فهمه للآخرين , حيث يقف الطفل المعاق سمعيا عاجزاً أمام العـديد من المواقف الحيـاتية التي تحتاج للتفاعل والتعبير فيشعر بالغربة والعزلة , وقد يصل الأمر إلى التشکيک في المجتمع الذي يعيش فيه, فالإعاقة السمعية تتعدى بکثير کونها کإعاقة فيزيقية أو جسمية , بل إنها تنطلق إلى إرجـاء جوانب شخصية الطفل فتصيبها بالعطل والخلل , وحينئذ يبدأ لدى الطفل الشعور بالإحباط وتتولد لديه الاتجـاهات العدوانية فينعزل عن المجتمع ويشک في المحيطين به من السامعين , وقد يتعرض إلى نوبات من الاکتئاب , وکذلک العجز عن تحمل المسئولية , وتظهر لديهم المخاوف.(زينب محمود شقير , 1999 , 189 )
ووفقاً لمفهوم الطفل الأصم عن ذاته فإنه يخطط لحياته في ضوء صورة ذهنية يرسمها عن نفسه وعن شخصيته فتجده وکأنه يدخل في عداء مع المجتمع وصراع لا يتوقف , ولذلک نجد أن الطفل الأصم عرضه عن غيره للإصابة بالمشکلات النفسية والاضطرابات السلوکية,إضافة لذلک فإن فقدان السمع يترتب عليه اهتزاز نفسي وانفعالي من نتائجها الاجتماعية مشکلة الانطوائية لدى غالبية الصم , وتکتلهم فى مجتمعات شبه معزولة اجتماعياً , ومن الناحية النفسية يؤدى هذا الاهتزاز , أو عدم الثبات الانفعالي إلى أمراض نفسية مختلفة تصاحب أحياناً حالات الصمم الشديدة .((Wood, et al, 1989, p. 207 ) – (Brain Fraser, 1992, p. 129
وتؤکد (رشـيدة قطب,1997, 59) أن الأطفـال الصـم يميلون إلى الإشباع المباشر لحاجاتهم دون تأجيل ويعانون من سـوء التوافق الشخصي والاجتماعي والشعور بالقـلق والاضطراب فى العـلاقة بالآخرين , وتتميز الاستجابات العصابية لديهم بأنها متوترة , وکذلک انخفـاض مستوى الطموح وعـدم التوازن الانفعالي , کما أنهم أقل تعاوناً وأقل إقداماً على المواقف الجديدة .
وکما أن هناک علاقة ارتباطيه بين إعاقة السمع , والاضطرابات السلوکية behavioral Problems , فکذلک تؤثر الإعاقة السمعية على القدرة على التواصل والأداء ألتحصيلي و الأکاديمي .( Peter & Sean, 1994, p.p., 917 : 932 )
کما أن هناک علاقة بين الأطفال الصم ومشکلات التواصل لديهم Communication وعدم قدرة الآباء على فهم أطفالهم , فآباء المعاقين سمعيا يشعرون بعـدم الرضا عن استيعاب أطفالهم ويصابون بالإحباط والفشل في فهمهم Andrews, 1988, p150)).
ولذلک نجدان الأطفال الصم أکثر عرضة للإصابة بالأعراض الاکتئابية وکذلک من مشکلات تتعلق بالمخاوف الاجتماعية Social phobia , وتدنى مفهوم الذات لديهم Law Self Concept أکثر من غيرهم .( محمد عبد العزيز و هالة عبد العظيم , 1999 )وهو ما فسره حامد زهران بأن النمو الاجتماعي لديهم يتأثر بعدة عوامل يمرون بها کعدم قدرتهم على التعبير اللفظي , وعدم القدرة على الإدراک الذهني , مما يدفعهم إلى شعورهم بالاکتئاب والانزواء والإصابة بالاضطرابات والمشکلات النفسية.( حامد زهران , 1997, 19 )
ومن معالم شخصية الطفل الأصم أنها تتسم بعدة سمات انفعالية منها الشعور بالدونية والشک ونقص الثقة بالذات وفى الأفراد السامعين , وسوء التوافق الانفعالي , وسوء الضبط الذاتي والشعور بنقص الکفاية , وتوقع مواجهة مواقف إحباط جديدة , مما يثير لديه القـلق والاضطراب الانفعالي وسوء التوافق , وتؤدى مشاعر الحرمان لديه إلى تبعات أخرى, مثل سمات سلوکية مضطربة , مثل [ السرقة والحقد والکذب والاعتداء على الغير والکراهية ] , مما يجعله يميل إلى الانسحاب من المجتمع . ((Walsh & Cindy, 1989 و ) زينب شقير , 2001 ).
واذا انتقلنا للنمو اللغوي لدى الصم نجد انه الأکثر تأثراً بالإعاقة السمعية وإذا لم يتم تزويد الطفل المعاق سمعيا بتدريب مکثف مبکراً قد يصبح أبکم , کما أن الطفل ضعيف السمع ذخيرته اللغوية ستکون محدودة وکلامه بطيئـاً ذا نبرة غير عادية , ويتمرکز حول المحسوس . (جمال الخطيب و منى الحديدي , 1996 , ص 407) کما يتأثر التکيف النفسي والاجتماعي للأشخاص المعاقين سمعياً بشکل کبير بالسياق الاجتماعي ، فعملية التواصل مع الطفل المعاق سمعياً هي محدودة وتتطور ضمن العائلة أو أسرة الطفل ، لذلک فأن الأطفال المعاقين سمعياً يواجه ويتأثر کل طفل أصم باختلاف ظروف البيئة النمو والتنشئة الاجتماعية لکل طفل کما يتأثر بدرجة إصابته بالمعاقين سمعيا ، إنما يختلف في النواحي النفسية والانفعالية والاجتماعية .
فنتيجة لعدم قدرة الأصم مشارکة الآخرين وسائل اتصالهم المختلفة والتي تعتمد في الأساس على القدرة على السمع وتميز الأصوات والکلام, فهو غالباً يبعد عن اکتساب الخبرات التربوية والاجتماعية بصورة سليمة وهو ما يؤدى إلى تکوين شخصية منطوية غير ناجحة انفعاليا واجتماعيا ، ويزيد من ذلک إحساس الطفل المعاق سمعيا بالنقص والقصور والدونية والعجز وعدم الثقة ، الأمر الذي يؤثر على توافقه الشخصي والاجتماعي.و صعوبات في تکوين أصدقاء ، کما أن فرصهم في التفاعل مع أقرانهم تقل بسبب ما تفرضه مشکلات التواصل لديهم .
ان السلوک الإنساني السوي يختلف عن غير السوي في الدرجة وليس في النوع. وتتراوح سلوکيات المضطربين سلوکيا وانفعاليا من ذوي الإعاقة السمعية بين السلوک القريب من الطبيعي والسلوک شديد الانحراف حسب شدة الاضطراب ودرجته، وقد تکون هذه السلوکيات المضطربة موجهة نحو الداخل کالانعزال أو الانسحاب أو إيذاء الذات أو تکون موجهة نحو الخارج من عدوان أو نشاط حرکي زائد، وفي کلتا الحالتين فإنها تؤثر في المضطرب والمحيط الذي يعيش فيه وهي تحتاج إلى طريقة ضبط للتعامل معها من قبل المحيطين وخاصة المعلمين داخل المدرسة فالمعلم بشر، يتأثر بعواطفه بما يتعرض له من مشکلات و ضغوط من طلابه وما يدور في بيئته الدراسية. وهذا النوع من الضغط النفسي إذا لم يبادر بعلاجه وإزالة أسبابه قد يتسبب في تعب نفسي شديد للمعلم قد يؤدي إلى اتخاذ قرارات غير سليمة. فعدم إلمام المعلم بخصائص الطلاب ذوي الإعاقة السمعية وسيکولوجيتهم ومشکلاتهم يؤثر على شکل وطبيعة العمل معهم وفهم حاجاتهم وحل مشکلاتهم . فمن المعلمين من يجهل خصائص طلابه من المعاقين سمعيا في مراحل النمو وما يصاحبها من سلوکيات ومشکلات , فيفسر تصرفات الطلاب بقياسها على تصرفات العاديين ويقيس قدراتهم التعليمية في التعليم والتذکر والتصور المجرد على قدرات الأطفال العاديين وکذلک قدراتهم النفسية والاجتماعية قياسا على نفس الشبه ,ومن ثم کان من الضروري أن تتاح له الفرصة لفهم مشکلات ذوي الإعاقة السمعية بشکل واقعي في سبيل إيجاد طرق وحلول للحد منها.ولذلک تتحدد مشکلة الدراسة الحالية في التعرف على مشکلات التلاميذ من ذوي الإعاقة السمعية في المدرسة , من وجهة نظر معلميهم وإدراکهم لها وفق بعض المتغيرات مثل الجنس ,المستوى التعليمي ,سنوات الخبرة والصفوف الدراسية التي يتم التدريس لها, والتعرف على أکثر مجالات مشکلات التلاميذ ذوي الإعاقة السمعية شيوعًا ومن اجل ذلک تحاول الدراسة الحالية الإجابة على التساؤلات التالية :
1-ما أکثر المشکلات التي يعاني منها معلمي ذوي الإعاقة السمعية والأکثر شيوعًا في المدرسة؟
2- هل هناک فروق في مشکلات ذوي الإعاقة السمعية کما يدرکها معلميهم في المدرسة تبعًا لمتغير(جنس المعلم)؟
3- هل هناک فروق في مشکلات ذوي الإعاقة السمعية کما يدرکها معلميهم في المدرسة تبعًا لمتغير(خبرة المعلم)؟
4- هل هناک فروق في مشکلات ذوي الإعاقة السمعية کما يدرکها معلميهم في المدرسة تبعًا لمتغير درجة الصفوف الدراسية التي يقوم بالتدريس لها (أولية- متقدمة)؟
5-هل هناک فروق في مشکلات ذوي الإعاقة السمعية کما يدرکها معلميهم في المدرسة تبعًا لمتغير(درجة المؤهل العلمي)؟
أهمية الدراسة
تکمن أهمية الدراسة الحالية فيما يلي:ـ
1- يعد المعلم هو العنصر الهام والفعال ضمن المنظومة التعليمية وفهم ومعرفة ما يتعرض له من مشکلات في إطار عملة مع ذوي الإعاقة السمعية هو السبيل الرئيسي لتوضيح وفهم هذه المشکلات والعمل على إيجاد تصور مقترح لحلها.
2- إن من أساسيات الصحة النفسية السليمة معرفة ما يتعرض له الفرد من مشکلات وعوائق والعمل على حلها وتخليصه منها ليحيا حياة يتمتع فيها بالصحة النفسية السوية.
3- معرفة أهم الاختلافات والفروق بين معلمي ذوي الإعاقة السمعية في إدراکهم ورؤيتهم لهذه المشکلات وفق بعض المتغيرات التي تتناولها الدراسة.
4- تضيف الدراسة الحالية معلومات نظرية وتطبيقية جديدة حول سيکولوجية أطفال الفئات الخاصة،الأمر الذي يفتح المجال لدراسات ميدانية أخرى .
5-لعل الدراسة الحالية تکشف عن أهم مشکلات أطفال الفئات الخاصة (ذوي الإعاقة السمعية) في المدرسة العادية ، الأمر الذي يساعد ذوي الصلة بالأمر من مربين وعاملين في مجال التربية لذوي الإعاقة السمعية في الوقوف على هذه المشکلات ، والعمل على إيجاد حلول علمية وعملية لها.
6- لعل الدراسة الحالية تستثير الحس التربوي تجاه موضوعات تتعلق بالتجديد في الممارسات التربوية المتعلقة ببرامج تعليم ذوي الإعاقة السمعية فإذا کان الاتجاه التربوي الحديث يهدف إلى دمج ذوي الإعاقة السمعية من الجنسين في المدارس العادية فان معرفة مشکلاتهم من وجهة نظر معلميهم يعد بالأهمية في تمکين القائمين على رعايتهم من إعداد البرامج التربوية الملائمة لهم لمواجهة هده المشکلات بما يهيئ لعملية دمجهم بشکل يضمن لهم الاستفادة من عملية الدمج.
أهدف الدراسة
تهدف الدراسة الحالية:ـ
إلى التعرف على مشکلات التلاميذ من ذوي الإعاقة السمعية في المدرسة , من وجهة نظر معلميهم, وفق بعض المتغيرات مثل الجنس والمستوى التعليمي وسنوات الخبرة ،الصفوف الدراسية التي يتم التدريس لها, والتعرف على أکثر مجالات مشکلات التلاميذ ذوي الإعاقة السمعية شيوعًا ، في محاولة لإيجاد حلول تساعد على القضاء على هذه المشکلات التي تؤرق المعلمين والطلاب على حدا سواء.
مفاهيم ومصطلحات الدراسة:
بعض التعريفات التي تناولت الإعاقة السمعية Hearing Impairment: حيث يُعرف (مصطفى القريوتى وإبراهيم أمين,1994, 138) الإعـاقة السمعية بأنها :تلک المشکلات التي تحول دون أن يقوم الجهاز السمعي عند الفرد بوظائفه , أو تقلل من قدرة الفـرد على سماع الأصوات المختلفة , وتتراوح الإعاقة السمعية في شدتها من الدرجات البسيطة والمتوسطة التي ينتج عنـها ضعف سمعي إلى الدرجات الشديدة جداً والتي ينتج عنها صمم .بينما يتفق عبد المطلب القريطى وديفيد David " (1996) على أن الإعاقة السمعية تعرف کمصطلح عام يغطى مدى واسع من درجات فقدان السمع Hearing Loss يتراوح بين الصمم أو الفقدان العميق Profound Deaf , الذي يعوق عملية تعـلم الکلام واللغة والفقـدان الخفيف Mild Hearing الذي لا يعـوق استخدام الأذن في فهم الحـديث , وتعلم الکلام واللغة .(عبد المطلب القريطى , 1996 , 137),( David & Peter, 1996, p. 171 ).أما (منى الحديدي وجمال الخطيب,1996, 407) فيشيرا إلى أن مصطلح الإعاقة السمعية هو فقدان سمعي يبلغ من الشدة درجة يصبح معهـا التعليم بالطريقة العادية غير مفيد , وبالتالي فلابد من تقديم البرامج التربوية الخاصة , وتشمل الإعاقة السمعية کلاً من الصمم والضعف السمعي وترى(سهير خيري,1997 ,198) أن مصطلح الإعاقة السمعية مصطلح عام يدل على الإعاقة التي يتراوح مداها من فقد سمعي خفيف Mild مروراً بفقـد السمع المتوسط Moderate , وحتى فقـدان السمع الشـديد Profound ,وهذا المصطلح يتضمن فئتين هما الصم Deafness وضعف السمع Hard of Hearing , والاختلاف بينهما يکون في طبيعة الإعاقة ونوع الخدمات التعليمية التي يجب تقديمها . ويرى (عبد المطلب القريطى,1996, 138) أن ثقيلو السمع [ ضعـاف السمع ] هم أولئک الذين يکون لديهم قصور سمعي أو بقايا سمع , ومع ذلک فإن حاسة السمع لديهم تؤدى وظائفها بدرجة ما , ويمکنهم تعلم الکلام واللغة سواء باستخدام المعينات السمعية أو بدونها, ويرى الباحث على أن الأطفال الصم هم الذين لديهم فقد في حاسة السمع حسياً أو وظيفياً وبدرجة تتراوح ما بين الشديد والعميق (70-110 ديسبل) ويعوقه ذلک الفقد عن الاتصال والتواصل اللفظي حتى لو استعمل المعينة السمعية.
هم القائمين على العملية التعليمية للتلاميذ المعاقين سمعيا بمدارس الأمل لذوي الإعاقة السمعية التابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية الاجتماعي وتحت إشراف وزارة التربية والتعليم بليبيا.
هي مواقف تواجه المعاقين سمعيا من الفئات الخاصة في مدرستهم ، وتعجز قدراتهم على مواجهتها وتؤثر على النواحي التعليمية ، والنفسية ، والاجتماعية ، والصحية ، وتحتاج إلى تدخل مهني للتخفيف من تأثيراتها السلبية) نظمي أبو مصطفى ، 1993 ، (11.
أما إجرائيًا فيقصد بها الدرجة التي يحصل عليها الأطفال موضع الدراسة في المقياس الذي أعد لهذا الغرض وفي الدراسة الحالية فالمشکلات موضع الدراسة هي کما يدرکها معلمو ذوي الإعاقة السمعية من وجهة نظرهم والتي تقر من خلال معايشتهم لطلابهم من ذوي الإعاقة السمعية والتي تؤثر على الطلاب وکذلک على معلميهم بالسلب.
وتتمثل تلک المشکلات في:
1-المشکلات التعليمية. 2-المشکلات المرتبطة بالعدوان.
3-المشکلات الاجتماعية. 4 -المشکلات النفسية .
الدراسات السابقة
أجرى نظمي عودة أبو مصطفى و نجاح عواد السميري ( 2008)دراسة هدفت إلى التعرف على الأهمية النسبية لمشکلات أطفال الفئات الخاصة في المدرسة الجامعة ، والتعرف على أکثر مجالات مشکلات أطفال الفئات الخاصة شيوعًا في المدرسة الجامعة ، والتعرف على الفروق المعنوية في مشکلات أطفال الفئات الخاصة في المدرسة الجامعة ،تبعًا لمتغيري : الجنس ، ونوع الإعاقة ، والتعرف إلى أثر تفاعل الجنس ونوع الإعاقة في مشکلات أطفال الفئات الخاصة في المدرسة الجامعة . وتکونت عينة الدراسة من ( 220 ) طفلا وطفلة من أطفال الفئات الخاصة في المدرسة الجامعة ، واستخدم مقياس مشکلات أطفال الفئات الخاصة في المدرسة الجامعة "
إعداد : الباحثين . وأظهرت نتائج الدراسة أن مشکلة" يؤدي قصر وقت الحصة إلى عدم إکمال أطفال الفئات الخاصة الامتحانات مما يتسبب في تدني درجاتهم " ، أکثر المشکلات حدوثًا لدى الأطفال المعوقين حرکيًا، وأن مشکلة "زيادة الکثافة الطلابية لا تسمح بمتابعة أطفال الفئات الخاصة "، ومشکلة تندر الوسائل التعليمية المناسبة لتعليم الفئات الخاصة ، ومشکلة " تکتب الکتب المدرسية بطريقة عادية لا تناسب أطفال الفئات الخاصة " ، أکثرالمشکلات حدوثًا لدى الأطفال المعوقين سمعيًا ،وأن مشکلة " يصعب على أطفال الفئات الخاصة إنهاء العمل الذي يبدؤوه "، أکثر المشکلات حدوثًا لدى الأطفال المعوقين بصريًا . کما أظهرت الدراسة أن مجال المشکلات التعليمية أکثر المجالات شيوعًا لدى أطفال موضع الدراسة.کذلک أظهرت الدراسة أنه لا توجد فروق معنوية بين الجنسين في مشکلات مقياس موضع الدراسة . وبينت الدراسة أنه توجد فروق معنوية في مجالي المشکلات النفسية والاجتماعية تبعًا لمتغير الإعاقة ، لصالح الأطفال المعوقين سمعيًا . کما بينت الدراسة عدم وجود فروق معنوية لتفاعل کل من الجنس، ونوع الإعاقة في مشکلات أطفال موضع الدراسة.
واتجهت دراسة هشام غراب2007) )إلى معرفة المشکلات النفسية لدى الأطفال المعوقين الملتحقين بالمدارس الجامعة بمحافظة غزة ، وتکونت عينة الدراسة من ( 125 ) طفلا معوقا، منهم ( 56 ) طفلا ، و( 69 ) طفلة ،وحصلت مشکلة الخجل على أعلي الأوزان النسبية ، يليها على التوالي : مشکلة القلق ، ومشکلة العزلة الاجتماعية ، ومشکلة عدم الدافعية نحو الدراسة، ومشکلة العدوانية ، وأظهرت الدراسة عدم وجود فروق معنوية في قائمة المشکلات النفسية تبعا لمتغير العمر ، في حين أظهرت الدراسة وجود فروق معنوية في مشکلة العدوانية ، تبعا لمتغير العمر ، لصالح الأطفال الأقل عمرا ، کما کشفت الدراسة عن عدم وجود فروق معنوية في المشکلات النفسية تبعا لمتغير الجنس ، بينما کشفت الدراسة عن وجود فروق معنوية في المشکلات النفسية تبعا لنوع الإعاقة - حرکية ، وسمعية ، وبصرية ،ومنغولي - لصالح الأطفال المنغوليين.
وقام باسم کراز ونعيم کباجة (2006 )بدراسة سعت للتعرف على أهم المشکلات التعليمية التي يواجهها الصم من وجهة نظر الصم أنفسهم وأولياء أمورهم. واستطاع الباحثان حصر المشکلات التعليمية في: الأهداف العامة لتعليم الصم وعدم اکتمال وجود المنهاج وأساليب التقويم واستراتجيات التعليم وأساليب التواصل اللفظي والاشاري والشامل وأبجدية الأصابع، کما استطاع الباحثان التعرف على المواد الدراسية الأکثر صعوبة والتي يعاني منها الصم، کما أخذت اتجاهات الطلبة نحو المواد المختلفة واستطاع الباحثان الوقوف على مدى التوافق الأکاديمي للتلاميذ الصم بمحافظات غزة وأهم المشکلات التعليمية لهؤلاء التلاميذ.
فيما تناولت دراسة ليلى وافي (2006)والتي هدفت بشکل أساسي للتعرف على علاقة الاضطرابات السلوکية بمستوى التوافق النفسي بأبعاده الأربعة ( الشخصي، المدرسي، الأسري، الجسدي ) للأطفال الصم والمکفوفين في ضوء عدة متغيرات شملت الجنس ومنطقة السکن والمرحلة التعليمية لهم ودرجة الإعاقة ( بالنسبة للمکفوفين فقط ).
وتم اختيار عينتين إحداها للصم ( 135 طالب) وأخرى للمکفوفين ( 86 طالب) وتراوحت أعمار أفرادهما ما بين (16-9 ) سنة، طبق عليهم مقياسي الاضطرابات السلوکية لباظة وتعديل الباحثة ومقياس التوافق النفسي من إعداد الباحثة، ومن النتائج التي أکدت عليها الدراسة أن اللازمات العصبية والنشاط الزائد هي أبرز الاضطرابات السلوکية لدى المکفوفين بينما کانت اللازمات العصبية والنشاط الزائد واضطراب المسلک هي أبرز تلک الاضطرابات لدى الصم .وکذلک وجد فروق في مستوى التوافق النفسي وجميع أبعاده ( الشخصي، المدرسي، الأسري، الجسدي ) لدى الأطفال الصم المضطربين سلوکياً منهم وغير المضطربين،وتبين أنه لا توجد فروق جوهرية ذات دلالة إحصائية في مستوى التوافق النفسي لدى الأطفال تعزى لنوع الإعاقة ( صم، مکفوفين ) .ولا توجد فروق في مستوى التوافق النفسي وأبعاده لدى الأطفال الصم تعزى للتفاعل بين متغيرات الجنس ومنطقة السکن والمرحلة التعليمية، باستثناء الفروق في مستوى التوافق النفسي ترجع للتفاعل بين الجنس والمرحلة التعليمية . لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية في مستوى التوافق النفسي للأطفال المکفوفين ترجع للتفاعل بين متغيرات الجنس ومنطقة السکن والمرحلة التعليمية ودرجة الإعاقة، سوى الفروق التي تميزت بکونها دالة في مستوى التوافق النفسي لديهم تبعاً للتفاعل بين منطقة السکن والمرحلة التعليمية ودرجة الإعاقة وکانت دراسة کباجة، وکراز( 2006) حول أهم المشکلات التعليمية لدي الطلاب الصم وجد الباحثان أن هناک مشکلة في التحصيل الدراسي لدى المعوقين سمعياً تعزى للمشکلات اللغوية وطرق التواصل مع الصم وعدم ابتکار أساليب جيدة في التغذية الراجعة وأساليب التقويم الخاصة باکتساب المهارات والتحصيل الأکاديمي ، والصعوبات في التحصيل تعود في أساسها إلى الصعوبة في فهم مفردات اللغة والتعبير والقراءة واللغة المنطوقة، لذلک يجب الأخذ بعين الاعتبار أساليب التقييم الخاصة بلغة الأصم "الإشارة وأبجدية الأصابع والکتابة" وتمت الدراسة على عينة تتکون من 70 طفلاً بمؤسسة الأمل للصم بالزقازيق وکشفت النتائج عن وجود علاقة جوهرية دالة بين اتجاهات کلاً من الصم والوالدين والمدرسين نحو الإعاقة السمعية والتوافق النفسي لدى الأصم، کما وجدت علاقة ذات دلالة إحصائية بين الذکور والإناث في درجات التوافق النفسي لصالح الذکور، کما أن الذکور أکثر تقبل للإعاقة من الإناث.
فيما کانت دراسة إيمان کاشف2004)) التي هدفت إلى المقارنة بين الطلاب الصم المدمجين في فصول ملحقة بالمدارس العادية ،وأقرانهم الملحقين بمعاهد الصم المختصة بتعليم المعوقين سمعيا ، وذلک للتعرف على تأثير الدمج مع الأطفال العاديين على درجة انتشار المشکلات السلوکية بينهم، وکذلک مدى تقديرهم لذواتهم ، کما تحاول الدراسة الکشف عن العلاقة بين انتشار المشکلات السلوکية وتقدير الذات لدى الأصم المدمج وغير المدمج ،وأي من المشکلات السلوکية تنبئ بتکوين تقدير ذات سلبي لديهم ، وذلک على عينة مکونة من ( 80 ) من التلاميذ الصم ، تتراوح أعمارهم بين (14 -10عام ودلت نتائج الدراسة على أن هناک فروقا معنوية في المشکلات السلوکية ، لصالح الطلاب غير المدمجين ، في حين لم تظهر نتائج الدراسة فروق معنوية في تقدير الذات ، وسلوک الانسحاب ، والسلوک النمطي ، والأزمات ،لدى طلاب موضع الدراسة ، وکان سلوک الانسحاب – فقط - هو السلوک المنبئ بتقدير ذات سلبي لدى الأصم المدمج فقط.
آما إبراهيم المشهراوي ، وباسم کراز( ( 2003فقد قاما بدراسة هدفت إلى التعرف على المشکلات التي يواجهها المعوقون سمعيًا في مدارس الصم بمحافظات غزة ، وضمت عينة الدراسة ( 86 ) معلمًا ومعلمة ، وبينت الدراسة أن أکثر المشکلات شيوعًا لدى أطفال موضع الدراسة المشکلات التعليمية ، ويليها على التوالي المشکلات الآتية :المشکلات المادية ، ومشکلات التواصل ، ومشکلات الدمج ، ومشکلات الإدارة والتخطيط ، والمشکلات النفسية ، والمشکلات الحرکية ، ومشکلات العمل ، ومشکلات الاحتلال ، والمشکلات الاجتماعية ، والمشکلات الصحية ، والمشکلات القانونية ، والمشکلات البيئية .
وترکزت دراسة سمية جميل( ( 2003التي هدفت إلى التعرف على مشکلات الأطفال المعوقين سمعيًا مقارنة بمشکلات أقرانهم المعوقين بصريًا ، وتألفت عينة الدراسة من ( 100 ) تلميذ وتلميذة ، وأوضحت الدراسة وجود فروق معنوية بين الأطفال المعوقين سمعيًا وبصريًا في المشکلات النفسية، لصالح الأطفال المعوقين بصريًا ،ووجود فروق معنوية بين الأطفال المعوقين سمعيًا وبصريًا في المشکلات الاجتماعية ، لصالح الأطفال المعوقين سمعيًا ، في حين أوضحت الدراسة عدم وجود فروق معنوية بين الأطفال المعوقين سمعيًا وبصريًا في کل من مشکلات الصداقة ، والمشکلات التعليمية .
وقام علي عبد النبي حنفي(2002) بدراسة مشکلات ذوي الإعاقة السمعية کما يدرکها المعلمين في المرحلة الابتدائية وفق بعض المتغيرات مثل الجنس وسنوات الخبرة ومدى شدة الإعاقة وشملت العينة المستخدمة في الدراسة (191)من معلمي الإعاقة السمعية في المرحلة الابتدائية بمدينة الزقازيق واستخدم الباحث قائمة تقدير المعلمين لمشکلات المعاقين سمعيا من إعداد الباحث وتوصلت النتائج إلى أن أکثر المشکلات إدراکا من قبل المعلمين کانت کالترتيب الأتي أولا المشکلات الاجتماعية ثم المشکلات المرتبطة بالعدوان والتقلبات المزاجية يليها المشکلات المرتبطة بالعمليات العقلية ثم مشکلات التحصيل الدراسي والمهارات الأکاديمية وأخيرا مشکلات السلوک المضاد للمجتمع وأظهرت النتائج وجود فروق لصالح المعلمات الإناث مقابل المعلمين الذکور ومعلمي الصم عن معلمي ضعاف السمع ومعلمي المرحلة التعليمية الأعلى(9- 12)سنة عن الأدنى (6-9)سنة والأکثر خبرة عن الأقل خبرة في إدراکهم للمشکلات وفق متغيرات الدراسة المستخدمة
وتناولت منى حسين الدهان (2001) لدراسة تحت عنوان الوحدة النفسية لدى کل من الطفل العادى والطفل الأصم والطفل المتخلف عقلياً, وهدفت الدراسة إلى مقارنة الأطفـال من ذوى الإعاقات المختـلفة بالإحساس بالوحـدة النفسية لدى [ الطفل الأصم - المتخلف عقلياً ] , ومقارنتهم بأقرانهم الأسوياء , وتناولت الدراسة عينـة تصل إلى [ 72 ] طفل عـادى و [ 52 ] طفل متخلف عقلياً , [ 64 ] طفل معاق سمعياً , تتراوح أعمارهم جميعاً ما بين سن [ 5ر10 : 5ر11 ] سنة , واستخدمت الدراسة مقياس الوحدة النفسية .
وأوضحت الدراسة أن هناک فروق ذات دالة إحصائية بالنسبة للوحـدة النفسية بين کل من الطفل العادي والطفل الأصم والطفل المتخلف عقلياً , لصالح الطفل الأصـم , حيث أن الأطفـال الصم أکثر حساساً بالوحـدة النفسية مقارنة بالأطفال العاديين وذوى الإعاقة الذهنية
ويعزز ذلک نتائج دراسة نظمي أبو مصطفى ، وبسام أبو حشيش ( 2000 )، حيث أثبتت أن معلم التربية الخاصة يرى أن الطفل المعوق سمعيًا يشکل مشکلة تربوية، وغير منسجم مع أقرانه العاديين ومتوتر نفسيًا ، ومحل سخرية واستهزاء من زملائه، ومنطوٍ ، ومنعزل، ومستواه الدراسي منخفض.
وهدفت دراسة محمد صوالحة ( 1999) إلى معرفة مدي انتشار المشکلات النفسية والاجتماعية لدى المعوقين (الصم(الملتحقين بمدرسة الأمل للصم في مدينة إربد( ، وتکونت عينة الدراسة من ( 101 ) معوق ، وأظهرت نتائج الدراسة أن هناک فروقًا معنوية في المشکلات السلوکية، تعزى لأثر الجنس ، والعمر، لصالح الذکور المعوقين سمعيا الأکبر سنا، بينما لم تظهر نتائج الدراسة وجود فروق معنوية في المشکلات السلوکية الشخصية التحصيلية ، تعزى لأثر التفاعل بين الجنس ، والعمر .
آما خوله يحيي( ( 1999فقد هدفت دراستها إلى التعرف على المشکلات الناجمة عن الإعاقة ، وبلغت عينة الدراسة ( 90 ) أسرة في مدينة عمان ، وجاء ترتيب المشکلات التي يعاني منها أطفال موضع الدراسة على النحو الآتي:المشکلات الانفعالية ، والمشکلات الاجتماعية ، والمشکلات الاقتصادية ، کما أشارت نتائج الدراسة إلى وجود فروق معنوية في المشکلات الانفعالية لدى المعوقين ، تعزى لنوع الإعاقة ، في حين أظهرت نتائج الدراسة عدم وجود فروق في المشکلات ، تعزى لمتغيري: العمر ، والجنس.
وأشارت دراسة کارين لاين Karen Lynn (1998)والتي تناولت هذه التوافق النفسي لـدى عينة من الأطفال الصم , والعوامل التي تؤدى إلى التوافق النفسي , لـدى هؤلاء الأطفـال , وذلک من خـلال نموذج " والنـدر وآخرون Wallander, et al. " (1988) , حيث بتنـاول هذا النموذج تصنيف الإعـاقة السمعية , ومشکلات الأطفال الصـم السلوکية والنفسية , وتناول الإعاقة السمعية باعتبارها أهم الضغوط التي يتعرض لها الأطفـال الصم , وقد تناولت الدراسة عينة يصل قوامها نحو [ 50 ] طفل أصم ممن تتراوح أعمارهم ما بين سن [ 5 : 12 ] سنة , وکذلک أسرهم , وأوضحت الدراسة [ التي طبقت على الأطفال الصم الذين لا يستخدمون معينات سمعية ] ارتفـاع معدل الضغوط النفسية والاجتماعية , وتـدنى الوعي بالتعامل مع المشکلات النفسية وطرق حلها باستخدام الأساليب العلاجية المناسبة وارتباط المشکلات السلوکية لدى الأطفال الصـم بالضغوط النفسية الناجمة عن إعاقتهم السمعيـة , کما أن زيـادة التعرض لهـذه الضغـوط يؤدى إلى تفـاقم المشکلات السلوکية لدى هؤلاء الأطفال , حيث توجد علاقة ارتباطيه موجبة بين اکتساب الأطفال بعض مهـارات حل المشکلات , والقـدرة على تخفيف حـدة الضغوط النفسية لديهم , کذلک أکـدت الدراسة ضرورة إجادة الأطفـال وذويهم لمهارات التخاطب Speech Skills وکذلک لغـة الإشارة Sign Language , بما يؤدى إلى تعديل السلوک المضطرب لدى الطفل الأصم .
وبحثت دراسة جمال الخطيب ومنى الحديدي (1996) في أهم الخصائص السيکولوجية للأطفال المعاقين سمعياً, وهدفت لمعرفة الفروق بين الأطفال الصم وعادى السمع في هذه الخصائص السيکولوجية وعلاقته ببعض المتغيرات [ کالعمر وشدة الإعاقة ] , وشملت العينة [ 136 ] طفل من الصـم الملتحقين بمدارس الصم , وتراوحت أعمـارهم من [ 6 : 9 ] سنوات ويعانون من الصمم البسيط حتى الصم الشديد , واستخدمت الدراسة استبيان لملاحظة سلوک الطفل الأصم داخل الفصل الدراسي يجيب عليه المعلم . وتوصلت الدراسة إلى أن هنـاک ثمانية خصائص تنطبق على أکثر من [ 50 % ] من عينة الدراسة ,هي : ( سهولة التأثر بالآخرين والخجل والتعصب الفئوي والميل نحو التنافس والمزاجية ومحدودية الاهتمام والميل نحو التملک).
تعليق على الدراسات السابقة-:
من خلال استعراض الباحث للدراسات السابقة تبين ما يلي:
من الملاحظ أن معظم الدراسات السابقة التي تناولت مشکلات المعاقين سمعيا اختلفت فيما بينهامن حيث تناولها لبعض المتغيرات ، هناک بعض الدراسات تناولت المشکلات الأطفال ذوي الإعاقة السمعية من أهداف مختلفة مثل دراسة نظمي عودة والسميري( 2002) وتناولت مشکلات المعاقين سمعيا بوجه عام ,في حين کانت هناک دراسات لمشکلات نوعية مثل هشام غراب( 2007 ) ومنى الدهان ( 2001 )ومحمد صوالحة (1999 )وکارين لاينKarin Lynn(1998) والتي تناولت جميعا المشکلات النفسية للمعاقين سمعيا وهناک من تناول المشکلات التعليمية مثل کرازوکباجة(2007 ) وکذلک تناولت إيمان الکاشف 2004وصوالحة1999المشکلاتالاجتماعية في حين تناولت بعض الدراسات الاضطرابات والمشکلات السلوکية مثل وافي (2006)وکاشف( 2004 ) وقامت دراسات أخرى لتناول عدة مشکلات للمعاقين سمعيا کما يدرکها معلميهم مثل دراسة علي عبدرب النبي ( 2002 ) التي تناولت المشکلات التعليمية والعدوان والسلوک المضاد للمجتمع والتقلبات الانفعالية.
فيما أظهرت هذه الدراسات نتائج متباينة لأهم مشکلات المعاقين سمعيا فقد توصلت دراسة سمية جميل (2003) وعبد رب النبي (2002 )أنهم مشکلات المعاقين سمعيا کانت المشکلات الاجتماعية, وهناک دراسات أوضحت أن أهم المشکلات کانت المشکلات التعليمية مثل نظمي عودة ونجاح السميري (2002 )والمشهراوي وکراز(2003 )أما دراسات وافي ( 2006 ) وأبو مصطفى والتي توصلت في نتائجها إلى أن النشاط الذائد واضطرابات المسلک کانتا على رأس مشکلات التي يعاني منها المعاقين سمعيا وأما دراسة خوله يحي (1999 ) فأظهرت أهمية المشکلات النفسية والانفعالية وسوء التوافق النفسي ، توصلت في نتائجها إلى وجود مستويات مرتفعة من سوء التوافق النفسي والاجتماعي ، واضطراب النفسية کالوحدة والانعزالKarin Lynn ((1998،کذلک أوضحت بعض هذه الدراسات أن هناک فروق بين المعلمين والمعلمات لصالح المعلمات وبين الأکثر خبرة والأقل خبرة لصالح الأکثر خبرة في إدراک المشکلات التي يعاني منها المعاقين سمعيا علي عبد النبي (2002)
حيث استفاد الباحث من هذه الدراسات في إعداد مقياس الدراسة کما سيأتي ذکرها لاحقا في أداة الدراسة.
کما استفاد الباحث من الدراسات السابقة في اختيار عينة الدراسة التي تناولت جميعها المشکلات من وجهة نظر المعاقين الصم أنفسهم عدا دراسة علي عبد النبي(2002) التي اعتمدت على المشکلات کما يدرکها المعلمين ومع هذه القلة من الدراسات التي طبقت على المعلمين کان من الضروري أن يوجه ذلک نظر الباحث إلى الاهتمام برأي معلمي التربية الخاصة للمعاقين سمعيا فهم العنصر الأساسي في نجاح عملية تعليم وتدريب وتأهيل المعاقين سمعيا والاهتمام بمشکلاتهم التي تواجههم في العمل مع ذوي الإعاقة السمعية فهو رکيزة أساسية لنجاح العملية التربوية للمعاقين سمعيا بشکل عام. وتميزت الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة بما يلي:
تناولت الإعاقة السمعية الشديدة,وکذلک متغيري المؤهل العلمي والخبرة,وإعداد مقياس لمشکلات المعاقين سمعيًا, تميزت الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة باختيار العينة من جميع مدارس الصم بالجبل الأخضر بليبيا(درنة- البيضاء-طبرق ).
فروض الدراسة:
وقد استفاد الباحث من خلال تلک الدراسات في صياغة فروض الدراسة، واختيار أداة الدراسة، واستخدام الأساليب الإحصائية الملائمة، فمن خلال العرض السابق للدراسات السابقة والإطار النظري انبثقت فرضيات الدراسة.
حيث جاءت فروض الدراسة کما يلي:
2. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات المعلمين على المقياس المستخدم لأهم مشکلات المعاقين سمعيا من وجهة نظرهم حسب متغير المؤهل العلمي لصالح ذوي المؤهلات الأعلى.
3. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات المعلمين على المقياس المستخدم لأهم مشکلات المعاقين سمعيا من وجهة نظرهم حسب متغير الجنس لصالح المعلمات الإناث.
4. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات المعلمين على المقياس المستخدم لأهم مشکلات المعاقين سمعيا من وجهة نظرهم حسب المؤهل العلمي لصالح ذوي الخبرة التعليمية الأعلى.
5. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات المعلمين على المقياس المستخدم لأهم مشکلات المعاقين سمعيا من وجهة نظرهم حسب متغير العمر المرحلة الدراسية التي يتم التدريس لها (فصول أولية- فصول متقدمة) لصالح معلمي الفصول المتقدمة.
إجراءات الدراسة
أولا : منهج الدراسة :
هي الطريقة البحثية التي يختارها الباحث للحصول على معلومات تمکنه من الإجابة على أسئلة البحث من مصادرها حيث استخدم الباحث المنهج الوصفي التحليلي لوصف وتحليل وتفسير الظاهرة دونما تدخل فيها، وذلک باستخدام مقياس مشکلات المعاقين سمعيا من إعداد الباحث بهدف التعرف على أهم مشکلات المعاقين سمعيا داخل المدرسة من وجهة نظر معلميهم.
مجتمع الدراسة والعينة :
اشتملت العينة على (51) معلما ومعلمة من معلمي الفئات الخاصة بمدارس الأمل للمعاقين سمعيا بمدينتي بطبرق ومدينة البيضاء. والجداول التالية توضح توزيع أفراد العينة:-
جدول رقم (1) يوضح توزيع أفراد العينة وفقا لنوع الخبرة
م |
المتغير (الخبرة) |
العدد |
النسبة |
المجموع |
1 |
الخبرة من( 1 - 3 ) |
10 |
20 |
|
2 |
الخبرة من( 4 – 6) |
13 |
5,25 |
|
3 |
الخبرة من( 7 – 9) |
13 |
,525 |
|
4 |
الخبرة من 10فمافوق |
15 |
29 |
51 |
جدول رقم(2) يوضح توزيع أفراد العينة وفقا لنوع التعليم والمؤهل العلمي
م |
المتغير (المستوى التعليمي) |
العدد |
النسبة |
المجموع |
1 |
مؤهل عالي(بکالوريوس ) |
30 |
59% |
|
2 |
مؤهل متوسط ( دبلوم) |
21 |
41% |
51 |
جدول رقم ( 3) توزيع أفراد العينة وفقا لنوع الجنس
م |
المتغير (الجنس) |
العدد |
النسبة |
المجموع |
1 |
ذکور |
24 |
47% |
|
2 |
إناث |
27 |
53% |
51 |
جدول (4) يوضح توزيع أفراد العينة وفقا لمتغير المرحلة الدراسية التي يتم التدريس لها.
م |
المتغير (المرحلة الدراسية التي يتم التدريس لها) |
العدد |
النسبة |
المجموع |
1 |
معلمي الصفوف الأولى(الأول والثاني والثالث)الابتدائي |
26 |
51% |
|
2 |
معلمي الصفوف المتقدمة(الرابع والخامس والسادس)الابتدائي |
25 |
49% |
51 |
أداة الدراسة :
تشمل خطوات تصميم مقياس مشکلات التلاميذ ذوي الإعاقة السمعية کما يدرکها المعلمين ، إعداد الباحث , ولتصميم المقياس اتبع الباحث ما يلي:ـ
2. الاطلاع على المقاييس النفسية التي تناولت متغير مشکلات أطفال الفئات الخاصة، مثل مقياس المشکلات السلوکية لدى أطفال القدرات الذهنية، إعداد نظمي أبو مصطفى،ومقياس المشکلات الناجمة عن الإعاقة، إعداد خوله يحيى، ومقياس المشکلات السلوکية لدى الأطفال الصم ، إعداد إيمان کاشف ، ومقياس المشکلات النفسية لدى الأطفال المعوقين الملتحقين بالمدارس الجامعة ، إعداد : هشام غراب,ومقياس مشکلات أطفال الفئات الخاصة في المدرسة الجامعة للأطفال المعوقين من إعداد نظمي عودة أبو مصطفى ونجاح عواد السميري,وقائمة تقدير المعلمين للمشکلات المعاقين سمعيا إعداد علي عبد النبي حنفي, (2002)ومقياس تقدير المعلم للسلوک العدواني لدى ذوي الإعاقة السمعية لإيهاب الببلاوي (2006) للکشف عن السلوک العدواني لدى التلاميذ ذوي الإعاقة السمعية.
3. عمل مقابلة لمدرسي الصم وضعاف السمع لمعرفة أکثر المشکلات بصفة عامة والتي تمثل لهم صعوبات في العمل مع التلاميذ ذوي الإعاقة السمعية داخل المدرسة والفصل الدراسي.
4. وتم تصميم المقياس وفق ما سبق مع عرضه في صورته الأولية على مجموعة من معلمي التربية الخاصة في مدارس الصم وضعاف السمع موضع الدراسة ، لإبداء رائيهم ووجهة نظرهم حول محتوى المقياس، ولقد تم الأخذ بآرائهم وتعليقاتهم في تعديل بعض العبارات .
5. علما بان المقياس اشتمل وفق الرؤى المتجمعة على عدة محاور أساسية تمثل أهم المشکلات لدى ذوي الإعاقة السمعية في المدارس طبقا لاستطلاع الرؤى .
ا-مجال المشکلات التعليمية ، ويتکون من ( 18 ) عبارة.
ب-مجال المشکلات المرتبطة بالعدوان ، ويتکون من ( 16 ) عبارة.
ج-مجال المشکلات الاجتماعية ، ويتکون من ( 17 ) عبارة .
د-مجال المشکلات النفسية ،ويتکون من ( 16 ) عبارة.
وکانت استجابات المقياس ثلاثي, موافق(3درجات),محايد (درجتان ), ارفض(درجة واحدة). تصحيح الاختبار:-بالنسبة للبنود کانت جميعها تأخذ شکل اتجاه واحد ايجابي .
الخصائص السيکومترية للمقياس موضع الدراسة :
صدق المقياس:
إن مفهوم صدق الاختبار يشير إلى أن الاختبار يقيس ما أردنا له أن يقيس ما وضع من أجله وليس شيئاً أخر، وقد اعتمد الباحث في صدق المقياس الحالي على عدة انواع من الصدق منها صدق المحتوى وهو النوع الأول من أنواع الصدق الذي حددته الجمعية الأمريکية النفسية فصدق الاختبار بأکمله يرتبط ارتباطاً وثيقاً بمفرداته، (فکلما کانت المفردات صادقة في قياس ما وضعت له، کان الاختبار صادقاً,وصدق المحتوى يعني درجة تمثيل محتويات المقياس، لمحتويات الموضوع الذي يراد قياسه، ويراد تعميم نتائج القياس عليه, وقد تم اللجوء إلى عدد من المحکمين ليقوموا بالحکم على ما إذا کان کل بند يمثل تمثيلاً صادقاً ما وضع له، وما إذا کان يقيسه,وقد قام الباحث بإخضاع المقياس المستخدم في الدراسة للتحکيم من قبل عدد من أعضاء الهيئة التدريسية في جامعة عمر المختار بکلية التربية، وعددهم ( 8( بقسم علم النفس والتربية الخاصة, کما قام بإجراء صدق المحتوى لبنود الاختبار، وذلک بالتأکد من شمولية الاختبار لمفردات الموضوع المراد قياسه.
صدق الاتساق الداخلي :
بعد ذلک تم حساب الصدق والثبات لمقياس مشکلات التلاميذ المعاقين سمعيا من وجهة نظر معلميهم وتوصل الباحث إلى ما يلي:-
حيث تم حساب معامل ارتباط کل عبارة من عبارات المقياس بالدرجة الکلية وکانت کل العبارات تتميز بالاتساق الداخلي ويوضح جدول (5) قيم معاملات الارتباط بين درجة المفردة والدرجة الکلية لمقياس مشکلات التلاميذ المعاقين سمعيا من وجهة نظر معلميهم.
جدول رقم (5) يوضح معاملات ارتباط کل بعد من أبعاد المقياس بالدرجة الکلية
لکل بعد من الأبعاد الأربعة للمقياس
البعد |
رقم العبارة |
معامل الارتباط |
البعد |
رقم العبارة |
معامل الارتباط |
1- المشکلات التعليمية |
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 18 |
,5590** ,6430** ,4850** ,6350** ,4290** ,6270** ,7010** ,5870** ,3660* ,4290** ,6380** ,5590** ,5530** ,6780** ,5410** ,4660** ,6050** ,4870** |
3- المشکلات الاجتماعية |
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 17 |
,5440** ,4790** ,3730* ,4860** ,6250** ,3800* 0,526** ,3480* ,6580** ,4250** ,6580** ,5720** ,7010** ,5630** ,6310** ,3630* ,5590** |
2- المشکلات المرتبطة بالعدوان |
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 |
,5390** ,4270** ,3630* ,6560** ,7440** ,7310** ,6420** ,5170** ,4100** ,3110* 0,760** ,5640** ,5790** ,6890** ,5880** ,7380** |
4- المشکلات النفسية |
1 2 3 4 5 6 7 8 9 10 11 12 13 14 15 16 |
,7750** ,5320** ,6540** ,7210** ,3920* ,3880* ,3660* ,8720** ,6570** ,8540** ,6670** ,7210** ,8620** ,6010** ,7040** ,6430** |
**دالة(,010) *دالة (5,00)
جدول رقم( 8 )يوضح معاملات أبعاد مقياس المشکلات المعاقين سمعيا
بالدرجة الکلية للمقياس
م |
البعد |
معامل الارتباط البعد بالدرجة الکلية |
1 |
المشکلات التعليمية |
,6430** |
2 |
المشکلات المرتبطة بالعدوان |
,7580** |
3 |
المشکلات الاجتماعية |
,5430** |
4 |
المشکلات النفسية |
,7870** |
** دالة عند مستوى (,050)
ب - ثبات المقياس :
لأجل التأکد من ثبات المقياس ، تم استخدام طريقتين ، هما :
أ – إعادةالقياس :
حسبت معاملات الثبات لمجالات مقياس مشکلات أطفال المعاقين سمعيا على عينة قوامها (24) من معلمي المعاقين سمعيا، عن طريق حساب معامل الاستقرار ، وذلک بتطبيق المقياس مرتين بفرق زمني قدره) 21 ) يوم ، والجدول الآتي يوضح معاملات الثبات .
جدول( (6يوضح معاملات الثبات لمجالات مقياس مشکلات المعاقين سمعيا
موضع الدراسة بطريقة إعادة القياس
م |
أبعاد المقياس |
معاملات الارتباط |
الدلالة |
1 |
المشکلات التعليمية |
,940 |
,010 |
2 |
المشکلات المرتبطة بالعدوان |
,960 |
,010 |
3 |
المشکلات الاجتماعية |
,940 |
,010 |
4 |
المشکلات النفسية |
,950 |
,010 |
5 |
الدرجة الکلية |
,930 |
,010 |
يتضح من الجدول السابق (6(أن جميع قيم معاملات الارتباط لمجالات مقياس مشکلات المعاقين سمعيا في المدرسة ، والدرجة الکلية للمقياس ، دالة إحصائيًا عند مستوى دالة,010 ، وهذا يؤکد الاتساق الداخلي للمقياس .
ب– طريقةألفاکرونباخ :
قام الباحث بحساب ثبات المقياس بطريقة ألفا کرونباخ ، بهدف معرفة مدى تجانس درجات المقياس، وذلک باستخدام درجات عينة الثبات السابقة، وحصل الباحث على معاملات الثبات الآتية .
جدول) 6 ) معاملات الثبات لمجالات مقياس مشکلات المعاقين سمعيا في المدرسة من وجهة نظر المعلمين بالدرجة الکلية للمقياس موضع الدراسة بطريقة ألفا کرونباخalpha))
م |
أبعاد المقياس |
معاملات الارتباط |
الدلالة |
1 |
المشکلات التعليمية |
77, 0 |
,010 |
2 |
المشکلات المرتبطة بالعدوان |
76, 0 |
,010 |
3 |
المشکلات الاجتماعية |
86, 0 |
,010 |
4 |
المشکلات النفسية |
72, 0 |
,010 |
5 |
الدرجة الکلية |
83,0 |
,010 |
يتضح من الجدول السابق (6(أن جميع قيم معاملات الارتباط لمجالات مقياس مشکلات المعاقين سمعيا في المدرسة من وجهة نظر معلميهم والدرجة الکلية للمقياس بطريقة ألفا کرونباخalpha)) ، دالة إحصائيًا عند مستوى دالة,010 ، وهذا يؤکد أنها معاملات ارتباط جيده يمکن القبول بها لثبات المقياس .
نتائج الدراسة
الفرض الأول تختلف مشکلات التلاميذ الصم في المدرسة کما يدرکها معلميهم من وجهة نظرهم طبقا لرؤيتهم لهذه المشکلات.
جدول رقم(7) يوضح قيمة المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية النسب المئوية للفروق وترتيب المشکلات وشدتها وفق درجات المعلمين في أبعاد مقياس مشکلات الصم وفقا لإدراک للمعلمين لها
م |
المشکلة |
المتوسط |
الانحراف المعياري |
النسبة المئوية |
الترتيب |
درجة الشدة |
1 |
المشکلات التعليمية |
,9633 |
,6266 |
,32110% |
الأولى |
مرتفعة |
2 |
المشکلات المرتبطة بالعدوان |
,9030 |
,1078 |
,3100% |
الثانية |
مرتفعة |
3 |
المشکلات النفسية |
,9229 |
,6877 |
,9790% |
الثالثة |
متوسطة |
4 |
المشکلات الاجتماعية |
,7427 |
,4638 |
,2490% |
الرابعة |
متوسطة |
تم حساب النسبة المئوية من خلال متوسط الدرجات مقسومة على (3) وهي عدد استجابات المقياس ومن حيث شدة المشکلة تم کالأتي:-
1- من(1) إلى (33) ضعيفة.
2- من (34) إلى(67) متوسطة. 3- من (68)إلى (100) شديدة.
ويتضح من الجدول (7) أن ترتيب المشکلات لدى المعاقين سمعيا کما يدرکها المعلمين کانت على الشکل التالي ,المشکلات التعليمية ثم المشکلات المرتبطة بالعدوان ثم المشکلات النفسية وأخيرا المشکلات الاجتماعية وهذا يدل على أن المشکلات التعليمية کانت في صدارة المشکلات و أکثرها إدراکا من وجهة نظر المعلمين وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسات کلا من نظمي عودة ونجاح السميري (2008)و کباجة وباسم کراز(2003)وعلي عبد النبي (2003). حيث أثبتت أن معلم التربية الخاصة يرى أن الطفل المعوق سمعيًا يشکل مشکلة تربوية، ومستواه الدراسي منخفض، ويتفق الباحث مع ما أشار إليه فاروق صادق ( 1988, 143 ) أن الأداء التحصيلى والأکاديمي للطفل الأصم يتأثر بعدد من العوامل , وهى درجة الإعـاقة السمعية ودرجة الذکاء والدافع للتعلم وطرق التدريس المستخدمة ونضيف عليها درجة ترکيزه وانتبـاهه وحرکته المفرطة في الفصـل الدراسي التي تحـول دون استفادته من العملية التعليمية وشرح المدرس في الفصل , يظهر التأثير الحادث للإعاقة السمعية في النمو العقلي من خلال انعکاسه علي الذکاء والقدرات العقلية، إذ يکون الأصم متخلفاً بحوالي عامين ، وعند مقارنة الطفل الأصم بالطفل العادي السمع في القدرات العقلية العامة وجدت فروق بينهم نتيجة الحرمان من المثيرات والخبرات المتاحة، وأن استجابات الطفل الأصم لاختبارات الذکاء غير اللفظية - والتي تتفق مع نوع إعاقته- لا تختلف عن استجابات الطفل عادي السمع.ويرى الباحث أن مستوى ذکاء الأصم وقدراته العقلية تتأثر وتختلف عند استخدام الاختبارات اللفظية,وطالما أن الصمم يؤثر بشکل واضح على اللغة اللفظية للطفل فبطبيعة الحال ستتأثر الجوانب المعرفية والأکاديمية کالقراءة والکتابة والحساب وتظهر لديه صعوبات في القراءة والکتابة ويتميز فقط في المدرکات الحسية .ويرى " فيرث " أن نسبة قليلة من الصم قادرة على القراءة الاستيعابية في مستوى ما بعد المرحلة الثانوية . (فاروق الروسان، 2001, 179)
وقد أشار " بلانک وبردجر Blank & Bridger " ويفسر الباحث النتيجة التي حصلنا عليها بأن الأطفال الصـم يعانون بشکل واضح من اضطراب في الانتبـاه الحرکة , ويظهر ذلک في شکل تشتت بصري وعـدم القدرة على الانتباه في الفصل الدراسي , الأمر الذي يؤدى إلى مشکـلات في التحصيـل فيترک بعض الأعمال دون إکمالها ,فتعليم المعوقين سمعيا بوجه عام يتطلب تعديلا في أسلوب التدريس والوسائل التعليمية المستخدمة لتتلاءم مع احتياجاتهم التربوية بسبب اعتماده في معلوماته على حاسة البصر,وينعکس سلوک ضعف الانتباه وفـرط الحرکة على الطفل الأصم في شکل انخفـاض تحصيل وضعف في الأداء الأکاديمي , فقد أشارت دراسات " وايت ستون وآخرون Wtite Stone, et al., " (1963) , و" لويس Lois " (1960) , "وليامز وفيرون Veron & Williams "(1990) أن مستوى الطفل الأصم التحصيلى أقل من الطفل العادي بمقدار ست سنوات , فهناک حوالي [ 5 % ] من الأطفال الصم لا يستطيعون الدراسة إلى ما بعد الصف الخامس الابتدائي .(طارق محمد النجار,2005, 88)
ويفسر الباحث تصدر المشکلات التعليمية عن باقي المشکلات الأخرى إنما يرجع إلى أن المعوقون سمعيا بحاجة إلى وقت أطول من العاديين لإنهاء واجباتهم المکلفين بها ، لأنهم يعانون من مشکلات في فهم اللغة ، والکتابة ، علاوة على اعتماد الکتب الدراسية على مهارات الحفظ والاسترجاع لأنها في الأساس وضعت لعادي السمع ، کما إن الکتب الدراسية المقررة على الأطفال المعوقين بها العديد من الکلمات التي لا يوجد لها مثيل في لغة الإشارة ، فيبقى الطفل المعوق سمعيا لا يعرف العديد من المصطلحات الموجودة في المناهج المدرسية ، علاوة على عدم وجود المعلم المؤهل الذي يستطيع التعامل مع هذه المواد المکتوبة. وبسبب إعاقتهم يؤدي ذلک إلى بطء في عملية التعلم لديهم ، لذلک هم في حاجة ماسة لاستخدام أساليب تدريسية خاصة ، حتى يستطيعون الترکيز البصري ، والانتباه ، وفهم المعلومات التي تلقى عليهم. کما أن الصم في حاجة ماسة لوضع وسائل لإيضاح بصورة دائمة تحت نظرهم ,أضف إلى ذلک إلى عدم توفر الوسائل المعينة الملائمة للصم ، التي تجعل المعلم يقوم بعرض الوحدات الدراسية على الطلاب المعوقين سمعيا وکأنهم أطفال عاديين دون الأخذ بعين الاعتبار طبيعة الإعاقة السمعية
فمن الضروري لمدرسي الأطفال الصم القدرة على إيجاد وابتکار مواقف وحالات تستعمل فيها اللغة حتى يکون لها معنى واضح في ذهن الأصم ،وذلک لقلة ونقص هذه المواقف في واقعه ، وربط معانيها في عملية الشرح ،کما يرجع الباحث تصدر المشکلات التعليمية لدى الأطفال الصم أولوية معلميهم بسبب أن هناک عدد کبير من المعلمين غير المؤهلين تربويا أومن غير خريجي أقسام التربية الخاصة بکليات التربية وليس لديهم القدرة على العمل مع المعاقين سمعيا والتي تحتاج لمهارات تدريسية خاصة لإيصال المادة الدراسية لهم،أوفهم الطبيعة التربوية والنفسية لذوي الفئات الخاصة وخاصة فئات الصم ولذلک فيعانون من صعوبة العمل التدريسي لهم مع وجود مشکلات تربوية في العمل کما أظهرت النتيجة التي حصلنا عليها.
وإذا تناولنا المشکلة الثانية في الترتيب والمتعلقة بالمشکلات المرتبطة بالعدوان فإننا نفسر ذلک بان الطفل المعاق سمعيا لا يملک القدرة للتعبير عن وجهة نظـره أو رأيه أو يعبر عما بداخله , ولا يجـد الفرصة لذلک بشکل مقبول نظراً لإعاقته وصعوبة تواصله اللفظي مع الآخرين , فيعبر الطفل الأصم عن ذلک بالتواصل الجسدي والحرکي وبالشـکل الحرکي أو الإشاري لنقل أفـکاره ورغباته وأرائه إلى الآخرين , ومع النقص المعرفي الحـاد الذي يعانى منه هؤلاء الأطفـال , نظراً لضعف حصيلتهم اللغوية وضعف خبراتهم , فإن هذا التواصل الحرکي الجسدي غالباً ما يفسر من قبل الآخرين بشکل خـاطئ کونه عدوان, ويظهرون في مقابل ذلک ردود أفعال قد تکون قاسية على الطفل الأصم , فتزاد العلاقة سـوء عما هي عليه بين الطفل والمجتمع المحيط به , ويزداد الطفل في إحباطه ,والعدوان قد يکون سببه الإحباط کما هو الحال في أکثر حالات العدوان لدى المعاقين ومن هنا فقد اهتمت العديد من الدراسات بأن الطفل السمعية , ومن الضروري أن نفهم بان الطفل الأصـم هناک أشياء کثيرة يصعب عليه فهمها نتيجة نقص خبراته ومحصوله اللغوي , لذلک فيميل للإحباط ولقد اتفقت أبحاث دولر وزملاؤه على أن للإحباط دورًا محرضًا دافعًا على اتخاذ الاستجابة العدوانية , فالعدوان دائمًا ناتج عن الإحباط ولکن ميلر أعاد تصحيح هذه النظرية حيث أدرک أن هناک استجابات أخرى للإحباط إضافة إلى حدوث العدوان کالانطواء والانسحاب والاکتئاب, وهنا يشير Berkowitz بيرکويتز(1962)في تفسير لنظرية الإحباط وعلاقته بالعدوان إلى أن هناک أنواع معينة فقط من الاحباطات التي تؤدي إلى الاستجابة العدوانية کالتهديد ومهاجمة الذات بينما قد يحتمل أن يؤدي الحرمان إلى استجابات أخرى,Fromm Erich) .1973) ولمحاولات الطفل الأصم المستمرة فرض ذاته على العالم المحيط به وتحطيم مشاعر الخوف الذي يهدد قدرته على تعزيز ثقته بنفسه وإثبات وجوده ضمن المجتمع، تراه يستخدم أساليب عنيفة في التفاعل مع بيئته، ويبدي نمطاً من العدائية أو عدم التعاون أو المخادعة والتلاعب , ليکون أکثر تأثيراً في تلک البيئة، ويعتبر هذه الأساليب المضطربة حلاً بديلاً عن النشاط کذلک يفتقد الطفل المعاق سمعياً إلى قدرته على التکيف بالمجتمع والبيئة المحيطة وصعوبة التعبير عن نفسـه وصعوبة فهمه للآخرين , حيث يقف الطفل الأصـم عاجزاً أمام العـديد من المواقف الحيـاتية التي تحتاج للتفاعل والتعبير وحينئذ يبدأ لديه الشعور بالإحباط وتتولد لديه الاتجـاهات العدوانية.( زينب محمود شقير , 1999 , 189)وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة عبدالنبي حنفي (2003).
أما عن احتلال المشکلات النفسية لدى المعاقين سمعيا الترتيب الثالث فإننا نرى أن الطفل الأصم يتعرض لمواقف إحبـاط کثيرة نتيجة إعاقته السمعية بما يؤدى إلى تشـوه معرفى فينظـر الطفل الأصم إلى حاضرة ومستقبله نظـرة تشاؤمية ويشعر بأن الآخرين يعاملوه بسخرية واستهـزاء جراء إعاقته السمعية , فهو ينظـر إلى نفسـه وکأنه مختـلف عن الآخرين فيکتسب مدرکات ومعارف واتجاهات خاطئة فيشعر بهزيمة الذات وضعف ثقته بنفسه . ويجد الطفل الأصـم نفسه وقد کتب عليه أن يکافح للتغلب على عواقب إعاقته وما يتبعها من مشکلات مع والديه ومع مدرسيه , بل ومع أقـرانه خاصة عادى السمع منهم فهو يدرک حسب مفهومه أن الناس لا يفهمونه ولا يستطيعون التواصل معه فيعيش في قلق واضطراب انفعالي بسبب وجوده في عالم صامت خال من الأصوات واللغة، کما أنه معزول عن الرابطة التي تربطه بالعالم الخارجي، وهو في ذلک محروم من معاني الأصوات التي ترمز للحنان والعطف والتقدير، مما يعمق مشاعر النقص والعجز لديه، ولذلک يؤکد" جريجوريGregory أن الطفل الأصم يشعر بالاضطراب النفسي والانفعالي کمرجع للانطوائية وفقدهم لوسيلة الاتصال المتمثلة في اللغة وعدم التعبير عن مشاعره بصدق وأمانة في المواقف المختلفة وهي من الأسباب الرئيسية لتعرضه للقلق والصراع والاضطرابات النفسية والاکتئاب و المخاوف .
فقدان السمع يترتب عليه اهتزاز نفسي وانفعالي يؤدى إلى أمراض نفسية مختلفة تصاحب أحياناً حالات الصمم الشديدة . کما تتسم شخصية الطفل الأصم بعدة سمات انفعالية منها الشعور بالدونية والشک ونقص الثقة بالذات وفى الأفراد السامعين , وسوء التوافق الانفعالي , وسوء الضبط الذاتي والشعور بنقص الکفاية , وتوقع مواجهة مواقف إحباط جديدة وکذلک سلوکيات مضطربة.وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسات کلا من هشام غراب (2007)وليلى وافي (2006)ومنى الدهان (2002)ومحمد صوالحة(1999) وخولة يحي (1999)وکارين لاين Karen lynn(1998)ومنى الحديدي وجمال الخطيب (1996).
أما عن احتلال المشکلات الاجتماعية لدى المعاقين سمعيا الترتيب الرابع فإننا نرى أن ذلک يرجع لان النواحي التربوية وما يتعلق بالعدوان والمشکلات النفسية ابرز المشکلات وضوحا في بيئة المدرسة وأکثر تأثيرا على المعلم من المشکلات الاجتماعية التي تتضح أکثر في البيئة المنزلية للطفل المعاق وعموما فمن رأي الباحث إن عـدم قـدرة الطفـل سمعياً على الاتصـال اللغوي والاجتماعي مع الآخرين يترتب عليه انسحابه اجتماعياً وشعوره بالعزلة وأنه مهمل مما يولد لديه العديد من المشکلات الانفعـالية والسلوکية غير السوية,فالأطفال الصم يتعرضون لمواقف إحباطية کثيرة تترتب على تفاعلهم مع العاديين, أو حتى مع الصـم مثلهم فيصعب عليهم التعبير عن أنفسـهم , کذلک صعوبة فهم الآخرين سواء من أسرهم وبيئتهم أو محيطهم الاجتماعي الذي يعيشون فيه بشکل عام . ولذلک يبدو الأصم وکأنه يعيش في عزلة عن العاديين الذين لا يستطيعون فهمه , وذلک لعجز الطفـل الأصم عن التواصل معهم مما يؤثر على ذاتهم ويولـد لديه رد فعل سلبي تجـاه الآخـرين , وکذلک شعورهم بالوحدة النفسية وانخفاض دافعيه إنجـازهم وضعف المهارات الاجتماعية لديهم .(جابر عبد الله , وعبد المنعم الدر دير , 1999 , ص 9 : 58 ) إضافة لذلک فإن فقدان السمع من نتائجه الاجتماعية الانطوائية لدى غالبية الصم , وتکتلهم في مجتمعات شبه معزولة اجتماعياً , وفقدان اللغة يؤثر مباشرة على السـلوک الاجتماعي والتکيف الاجتماعي لديه فمن الصعب فصل اللغة عن مظاهر الشخصية الاجتماعية مما يجعل المعاق سمعياً يختلف عن غيره من العاديين في البعد الاجتماعي ويؤثر ذلک على أشکال الاتصال الاجتماعي لديه , وهو ما يؤثر على قدرته على التکيف بالمجتمع والبيئة المحيطة وصعوبة التعبير عن نفسـه وصعوبة فهمه للآخرين , وهو ما يؤکد عليه حامد زهران (1997) بأن النمو الاجتماعي لدى الصم يتأثر بعدة عوامل يمرون بها مثل عدم قدرتهم على التعبير اللفظي , وعدم القدرة على الإدراک الذهني , مما يدفعهم إلى شعورهم بالإحباط و بالاکتئاب والانزواء .
( حامد زهران , 1997, 19 ) فالحرمان الذي يعانيه الطفل الأصم نابع من عدم تحقيق حاجاته الإنسانية ورغباته الاجتماعية فيؤدى به ذلک إلى حـالة من اللاسواء الاجتماعي والرفض للمجتمع الذي يصطدم به , لذلک نجد أن الطفل الأصم عـادة ما يعبر عن رفضه لهذا الواقع بالاحتجاج على السلطة وسلک الطرق الغير مقبولة اجتماعيا , بل ويزيد من سخطه على إعاقته التي تحول دون طموحاته ورغباته, فيظهر سلوکيات غير تکيفيه ومضطربة ولا يرضى عنها المجتمع ولا المحيطين به . وهذا يتفق مع نتائج دراسات کلا من إيمان کاشف (2004) وإبراهيم المشهراوي وباسم کراز(2003)وسمية جميل (2003)وعلي عبد النبي حنفي (2003)وخوله يحي (1999)ومحمد صوالحة(1999).
التحقق من صحة الفرض الثاني:-
هل هناک فروق معنوية في إدراک المعلمين لمشکلات ذوي الإعاقة السمعية تبعًا لمتغير(جنس المعلم).
جدول رقم (8) يوضح اختبارt- test ومستوى دلالتها للفروق في الدرجات بين المعلمات الإناث والمعلمين الذکور في إدراکهم لمشکلات التلاميذ المعاقين سمعيا من وجهة نظرهم
م |
البعد |
إناث ن(24) |
ذکور ن (27) |
قيمة ت |
||
م |
ع |
م |
ع |
|||
1 |
المشکلات التعليمية |
,9732 |
,135 |
,0735 |
,557 |
,271 |
2 |
المشکلات المرتبطة بالعدوان |
,0428 |
,756 |
,2234 |
,039 |
,73 2(*) |
3 |
المشکلات الاجتماعية |
,3723 |
,995 |
,5131 |
,948 |
,763(**) |
4 |
المشکلات النفسية |
,9125 |
,987 |
,4832 |
,158 |
,892(*) |
(*)دالة ( ,050) (**) دالة,01)0)
بالنظر إلى الجدول السابق (8) يتضح ما يلي انه باستخدام اختبار(t-test) لتحديد دلالة الفروق بين المعلمين الإناث (ن24 ) والمعلمين الذکور(ن 27) على مقياس المعاقين سمعيا مايلي: –
- فيما يتعلق بالمشکلات التعليمية لم توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المعلمين تعزو لمتغير الجنس , فيما يتعلق بالمشکلات المرتبطة بالعدوان والمشکلات الاجتماعية والنفسية فيتضح أن هناک فروق ذات دلالة إحصائية بين الذکور والإناث من المعلمين في إدراک هذه المشکلات لصالح المعلمات الإناث في متغير الجنس. وتتفق هذه النتيجة مع ما توصلت إليه دراسة على عبد النبي (2003).ويمکن تفسير ذلک بان المعلمة هي المصدر لمشاعر الأمومة والقلب الإنساني العطوف على المعاق سمعيا فهي أکثر إدراکا وتفهما لمشاکله التعليمية وغير التعليمية لقناعتها أنهم ليسوا طلابها فقط بل هم بمثابة أبناء لهم حقوق تفرضها المبادئ الإنسانية والأخلاقية و القيم وهي تدرک أن المشکلات التعليمية للصم هي في الأساس ترتبط بعوامل متعلقة بإعاقتهم ومشکلاتهم في التواصل اللغوي و حل المشکلات الأکاديمية لديهم يرتبط بحل مشکلاتهم النفسية والاجتماعية والسلوکية مثل العدوان وتسعى في ذلک لجذب ولفت النظر إليها في محاولة منها لوجود حلول ,ولا يبعد عن ذلک التفسير أن نعلم أن الأصم يلجا إلى معلمته في مشکلاته وخاصة غير التعليمية لما تمثله له من مصدر أمومي بديل عن الدور الذي تلعبه أمه في المنزل وذلک إيمانا منه بجانب الحنان والعطف في شخصيتها وما يجده من معاني تقدير واهتمام منها لظروفه ومشکلاته بعيدا عن المعلم الذي يمثل له شکل سلطة الأب في المنزل وذلک يفسر لنا ذلک عدم وجود اختلاف بين المعلمين الذکور والمعلمات الإناث في البعد المتعلق بالمشکلات التعليمية دون سواه من الأبعاد الأخرى ( العدوان والمشکلات الاجتماعية والنفسية)فالمعلم يرکز جهده ودوره داخل الفصل الدراسي ولا يتخطى لأبعد من ذلک في بقية المشکلات الأخرى عکس دور المعلمة المتسم بالديناميکية في معرفة جوانب السلوک المحيطة بالعملية التعليمية کما أن التعليم في مجتمعاتنا العربية يعتمد على التقييم ألتحصيلي فقط ونغفل جوانب أخرى منها جذب اهتمام التلميذ والاقتراب منه بمودة واکتسابه کصديق والاعتراف به کشخص له قيمه بما يؤثر فى بنائه النفسي ، وإذ نجحنا فى تحقيق هذا الشعور فمن الممکن تنشيط دوافعه واستثماره بدلا من عزلته وانطوائه .
التحقق من الفرض الثالث
هل هناک فروق معنوية في إدراک المعلمين لمشکلات التلاميذ ذوي الإعاقة السمعية تبعًا لمتغير(المؤهل الدراسي للمعلم).
جدول رقم(9) يوضح قيمة(ت) ومستوى دلالتها للفروق بين متوسطات درجات المعلمين في أبعاد مقياس مشکلات الصم وفقا لطبيعة المؤهل الدراسي بين أفراد العينة
م |
البعد |
المؤهل العلمي ن(21) دبلوم متوسط |
المؤهل العلمي ن (30) مؤهل عالي |
قيمة ت |
||
م |
ع |
م |
ع |
|||
1 |
المشکلات التعليمية |
, 3833 |
,8 37 |
,0735 |
,557 |
,271(-) |
2 |
المشکلات المرتبطة بالعدوان |
9,8 02 |
,757 |
,2234 |
,039 |
,732(*) |
3 |
المشکلات الاجتماعية |
5,852 |
,995 |
,5131 |
,948 |
,763(**) |
4 |
المشکلات النفسية |
, 0429 |
,987 |
,4832 |
,158 |
,892(*) |
*دالة ,050 ** دالة,010
بالنظر إلى الجدول السابق (9) يتضح ما يلي انه باستخدام اختبار(t-test) لتحديد دلالة الفروق بين المعلمين الإناث والمعلمين الذکور على مقياس المعاقين سمعيا ما يلي –
فيما يتعلق بالمشکلات التعليمية لم توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المعلمين تعزو لمتغير المؤهل الدراسي للمعلم (دبلوم متوسط - مؤهل عالي بکالوريوس أو ليسانس)
فيما يتعلق بالمشکلات المرتبطة بالعدوان والمشکلات الاجتماعية والنفسية فيتضح أن هناک فروق ذات دلالة إحصائية بين المعلمين في إدراک هذه المشکلات لصالح المعلمين ذوي المؤهل العالي( بکالوريوس أو ليسانس) وذلک في ما يتعلق بمتغير(المؤهل الدراسي للمعلم).ويمکن تفسير ذلک بان المعلم التربوي الکفء هو من يتمتع بشخصية مستقرة منفتحة ، قادرة علي البذل والعطاء والابتکار والتجديد ، يتصف بثقافة عامة ، وإعداد أکاديمي متنوع وکاف ، متفهم لحاجات الطلاب وخصائص نموهم ومهيئا لاکتشاف مشکلاتهم ونقاط ضعفهم ، قادراً علي توجيههم وإرشادهم ، وتيسير التعلم لهم مدرک لمفهوم الفروق الفردية وأنواعها من حيث القدرات والاستعدادات والميول والتوجهات ودورها في عملية التعلم والتعليم ومعرفة ميول طلابه, وهو من البديهي أن يتوفر في المتخصصين من ذوي المؤهلات العليا وبالتحديد من کليات التربية وخاصة خريجي أقسام التربية الخاصة وبالنظر إلى الواقع العملي نجد أن تحويل أعداد کبيرة من ذوي المؤهلات المتوسطة وخاصة في ليبيا للعمل مع المعاقين قد اثر بالسلب على العملية التعليمية إضافة إلى أن أطفال الفئات الخاصة يعانون في الغالب من عدم وجود معلم تربية خاصة متخصص يکون مؤهلا للعمل معهم مما يجعله قادرًا على فهم طبيعة ومشکلات أطفال الفئات الخاصة من الصم وفهمهم ويوفر فرص تعلم تساند نموهم العقلي والاجتماعي والشخصي و فهم کيف يختلف الطلاب الصم في طرائقهم ومداخلهم للتعلم وان يوفر الفرص التعليمية التي تلاءم الطلاب علي اختلافهم إعاقتهم وفق ما اکتسبه من معلومات ومهارات بما تنعکس أثارة الإيجابية على تحسين أداؤه مع المعاقين سمعيا.أما المعلمون الحاصلين على مؤهلات متوسطة وغير مؤهلين للعمل مع الأطفال المعاقين وخاصة الصم فمن الضروري القيام بتدريبهم وتأهيلهم بالتدريب التحويلي وإعادة تحويلهم إلى فئة مؤهلة طبقا لوظائفهم مع المعاقين لتصبح قادرة على ممارسة المهنة وما تتطلبها العملية التعليمية من معارف ومهارات وفهم لسيکولوجية الصم يمکنه من أداء وممارسة أعباء التخصص .
التحقق من صحة الفرض الرابع
هل هناک فروق معنوية في إدراک المعلمين لمشکلات التلاميذ ذوي الإعاقة السمعية تبعًا لمتغير(الخبرة التعليمية للمعلم).
جدول رقم(10)يوضح قيمة(م) للمتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية والخطأ المعياري للفروق بين درجات المعلمين في أبعاد مقياس مشکلات الصم بين أفراد العينة وفقا لمستويات الخبرة للمعلمين.
طبيعة المشکلات |
سنوات الخبرة |
العينة |
المتوسط(م) |
الانحراف المعياري |
الخطأ المعياري |
(1) التعليمية |
3 سنوات فاقل |
10 |
37,8 |
,108 |
,562 |
4-6 سنوات |
13 |
31,53 |
,057 |
,2727 |
|
7-9 سنوات |
13 |
,0734 |
,403 |
,0232 |
|
10سنوات فما فوق |
15 |
,5333 |
,556 |
,9029 |
|
المجموع |
51 |
,034 |
,566 |
,1532 |
|
(2) العدوان |
3سنوات فاقل |
10 |
,5034 |
,828 |
,1828 |
4-6سنوات |
13 |
,0731 |
,526 |
,1327 |
|
7-9سنوات |
13 |
,8431 |
,1210 |
,7225 |
|
10سنوات فما فوق |
15 |
,8027 |
,036 |
,4524 |
|
المجموع |
51 |
,9830 |
,048 |
,7128 |
|
(3) الاجتماعية |
3سنوات فاقل |
10 |
0,2 29 |
,917 |
,5323 |
4-6سنوات |
13 |
,1532 |
,4711 |
,2225 |
|
7-9سنوات |
13 |
28 |
,326 |
,1724 |
|
10سنوات فما فوق |
15 |
,1323 |
,864 |
,4320 |
|
المجموع |
51 |
,8627 |
,428 |
,4925 |
|
(4) النفسية |
3سنوات فاقل |
10 |
,6031 |
,937 |
,9225 |
4-6سنوات |
13 |
,9232 |
,448 |
,4228 |
|
7-9سنوات |
13 |
,7628 |
,559 |
,9922 |
|
10سنوات فما فوق |
15 |
,7326 |
,774 |
,0924 |
|
المجموع |
51 |
,7829 |
,697 |
,6227 |
جدول ( 11)يوضح تحليل التباين أحادي الاتجاه(ANOVA)للفروق بين مستويات الخبرة للمعلمين على مقياس مشکلات المعاقين سمعيا بأبعاده الأربعة
م |
البعد |
مصدر التباين |
مجموع المربعات |
درجات الحرية |
متوسط المربعات |
قيمة ف |
مستوى الدلالة |
الدلالة |
1 |
المشکلات التعليمية
|
بين المجموعات |
|
3 |
,50475 |
,8391 |
,1530 |
غير دالة |
داخل المجموعات |
|
47 |
,05341 |
|||||
المجموع |
|
50 |
|
|||||
2 |
المشکلات المتعلقة بالعدوان |
بين المجموعات |
|
3 |
,15595 |
,5151 |
,2230 |
غير دالة
|
داخل المجموعات |
|
47 |
,79862 |
|||||
المجموع |
|
50 |
|
|||||
3 |
المشکلات الاجتماعية |
بين المجموعات |
|
3 |
,671197 |
,1443 |
,0340* |
دالة مستوى ,050 |
داخل المجموعات |
|
47 |
,87362 |
|||||
المجموع |
|
50 |
|
|||||
4 |
المشکلات النفسية |
بين المجموعات |
|
3 |
,688104 |
,8591 |
,1490 |
غير دالة |
داخل المجموعات |
|
47 |
,31056 |
|||||
المجموع |
|
50 |
|
جدول رقم (12) يوضح الفروق بين المجموعات الأربعة في بعد المشکلات الاجتماعية وفقا لمستويات الخبرة للمعلمين باستخدام معامل شيفيه ( scheffe )
المتغير |
المجموعة |
المجموعات الأخرى |
الانحراف المعياري |
معامل الخطأ |
مستوى الدلالة |
الدلالة |
المشکلات الاجتماعية |
1 |
2 |
,5932- |
,3353 |
,853 |
غير دالة |
3 |
,2001 |
,3353 |
,988 |
|||
3 |
,0666 |
,2373 |
,331 |
|||
2 |
1 |
,5932 |
,3353 |
,853 |
دالة ,050 |
|
3 |
,1 534 |
,1103 |
,622 |
|||
4 |
,0209 |
,0043 |
,040 |
|||
3 |
1 |
,2001 |
,3353 |
,988 |
غير دالة |
|
2 |
,1534- |
,1103 |
,622 |
|||
4 |
,8664 |
,003 |
,461 |
|||
4 |
1 |
,0666- |
,2373 |
,331 |
دالة,050
|
|
2 |
,0209- |
,003 |
,040 |
|||
3 |
,8664- |
,003 |
,461 |
بالنظر إلى الجداول السابقة (10)و( 11 )و(12) يتضح ما يلي انه باستخدام قيمة(م) للمتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية واختبار تحليل التباين أحادي الاتجاه(ANOVA) للفروق بين مستويات الخبرة للمعلمين على مقياس مشکلات المعاقين سمعيا بأبعاده الأربعة وکذلک باستخدام معامل شيفيه ( scheffe )لتحديد دلالة الفروق بين المعلمين وفق مستويات الخبرة التعليمية حيث تم تقسيم مستويات الخبرة التربوية کالأتي:-
-(3 سنوات فاقل) (ن= 10) -(4 – 6) سنوات (ن =13)
- (7- 9 ) سنوات (ن=13) -(10سنوات) فما فوق ( ن=15).
- فيما يتعلق بالمشکلات التعليمية لم توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المعلمين تعزو لمتغير الخبرة التعليمية للمعلم.
- فيما يتعلق بالمشکلات المرتبطة بالعدوان لم توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المعلمين تعزو لمتغير الخبرة التعليمية للمعلم.
- وفيما يتعلق بالمشکلات النفسية فيتضح أنه ليس هناک فروق ذات دلالة إحصائية بين المعلمين في إدراک هذه المشکلات وذلک في ما يتعلق بمتغير(الخبرة التعليمية للمعلم).
وفيما يتعلق بالمشکلات الاجتماعية وجد فروق ذات دلالة إحصائية بين المعلمين تعزو لمتغير الخبرة التعليمية للمعلم. بين الأقل خبرة نوعا ما (4-6) سنوات وبين الأکبر خبرة(10 سنوات فما فوق)لصالح الأقل خبرة ويمکن تفسير ذلک بان الباحث وجود فروق معنوية في المشکلات الاجتماعية لدى المعلمين ذوي الخبرة ما بين (4-6) سنوا ت وفق متغير نوع الخبرة ، لصالح المشکلات الاجتماعية إلى أن المعلمين حديثي الخبرة نوعا ما عادة ما يؤرقهم في التعامل مع المعاق سمعيا هو طبيعته الاجتماعية ومشکلاته الاجتماعية المرتبطة بإعاقته السمعية والتي تؤثر على تفاعل الطالب داخل الفصل الدراسي وعلى مستوى أدائه و دافعيته للتعلم وهو ما يؤرق المعلم قليل الخبرة نسبيا والذي لم يعتاد على هذا السلوکيات والمواقف من قبل ولا يستطيع التصرف معها عکس المعلمين الأکثر خبرة الذين اعتادوا مثل هذه السلوکيات والمشکلات الاجتماعية مع طلابهم المعاقين سمعيا فلم تعد تشغل لهم بالا أو فکرا فهم اعتادوا عليها وأصبحت من مجمل سمات التلاميذ
المعاقين سمعيا.
کما يمکن تفسير ذلک أيضا بان المعاق سمعيا يعيش في عالم صامت خال من المثيرات البيئية المختلفة،ولا يستطيع سماع ومعرفة کل ما يدور من حو له إلا من خلال حرکاتهم وإيماءاتهم لذلک فهو يلجأ إلى الانزواء والهروب و العزلة الاجتماعية ، إضافة إلى ما يحيط بالحياة التي يحياها المعاق سمعيا داخل المدرسة ، فالمعلم أحيانا غير مؤهلا وتنقصه الدراية والمقدرة الکافية لتنمية المهارات الاجتماعية لديهم ، کما أنه غير ملم بالخصائص النفسية والاجتماعية التي يتمتع بها الصم فالترکيز يتم على الجانب التربوي التعليمي دون سواه ، إضافة إلى أن الطفل الأصم يعاني من عدم توفر اللغة التي هي جوهر التفاعل الاجتماعي والتي يمکن من خلالها الحکم عليه من کونه اجتماعيا أم لا من خلال حصيلته اللغوية ،فعن طريقها يفهم معاني الکلمات المختلفة ،ويستطيع أن يضعها في جمل مفيدة ، ويستفيد منها اجتماعيا .
ويرى الباحث أن مشکلة صعوبة الاتصال اللغوي عند المعوقين سمعيا ترتبط بظهور بعض المشاکل الانفعالية والاجتماعية في محيط الأسرة والمدرسة والبيئة الاجتماعية، الأمر الذي يجعلهم يميلون إلى تکوين تجمعات خاصة ، ومن الملاحظ أن فئة المعاقين سمعيا دون غيرها من فئات الإعاقة يميلون إلى الاختلاط الاجتماعي مع بعضهم ، ومن هنا فهم يعتبرون أنفسهم جماعة فرعية في المجتمع ( فاروق الروسان،1989 ,10)
کما يمکن القول إن الصمم يحرم الطفل من وسيلة إدراک ما حوله ،وتعبيره عن نفسه وسماع ما يقوله الآخرون ،وأساس علاقته الشخصية ، کما أنه مسئول عن عدم وجود حياة اجتماعية فاعلة کذلک فإن الصمم يترک آثارا واضحة على الطفل الأصم ، تظهر واضحة أثناء تعليمه والتعامل معه ،حيث إن معلم الصم يتعود على أن يفکر للطفل ؛ لأنه يتوقع منه أن يخطئ ، لذلک يسعى سلفا أن يجنبه الخطأ،يحول ذلک دون تعلمه من أخطائه،ويبرر ذلک بأنه ليس أمام الطفل الأصم وقتا کافيا لکي يتعلم کل شيء بنفسه،وأنه من الأفضل للأصم أن ينمو دون اللجوء إلى الخبرات المباشرة،لکي يجنبه الوقوع في أخطاء محتمله،ولا شک أن هذا الموقف التربوي تجاه الأصم يعوق نضجه الاجتماعي ، ويجعله أکثر اعتمادا على الآخرين،ومن ثم فالخبرات التي يکتسبها الطفل في بيته ومدرسته تسهم في تشکيل مفهومه لذاته، ووفقاً لمفهوم الطفل الأصم عن ذاته فإنه يخطط لحياته فى ضوء صورة ذهنية يرسمها عن نفسه وعن شخصيته فتجده وکأنه يدخل فى عداء مع المجتمع وصراع لا يتوقف , ولذلک نجد أن الطفل الأصم أکثر من غيره عرضة للإصابة بالمشکلات النفسية والاضطرابات السلوکية .
وإذا تجمع کل ذلک بداخله أصبح مکبلا من الداخل ،ويستعصى عليه أمر الارتباط بمعلميه وزملائه،ويزداد مع تراکم خبرات الإخفاق بعدا وانفصالا عن الآخرين،کما أن نظرته لذاته تعدو أکثر تفضيلا، وحينما يضاف الفشل الأکاديمي إلى الإعاقة السمعية، تنمو معه مشاعر الرفض للإعاقة ، التي جعلته غير متوافق شخصيا واجتماعيا مثل أقرانه ، مما يزيد لديه مشاعر النقص (شاکر قنديل، 1995 ، ( 6
وکبقية الأطفال فإن الطفل المعاق سمعياً لديه مشکلات واحتياجات , غير أن مشکلات الطفـل المعـاق سمعياً عـادة ما تکون مرتبطة بقصور فى مهاراته الاجتماعية أو فهمه لحقيقة الموقف خاصة مع صعوبة إقامته لعلاقات تواصليه إيجابية مع للآخرين فنجد نتيجة لذلک أن الطفل الأصـم يؤثر الانسحاب والابتعاد ليعيش في عالمه الخـاص الذي يشعر معه بالأمن والاطمئنـان بعيـداً عن الآخرين الذين يمثلون له مصدر قلق وخـوف وتهـديد , من هنا فإن اتجاهات ومعارف الطفل الأصم في الغـالب تکون مبنية على أفـکار خاطئة وتصورات غير صحيحـة يستقيها في ضوء إحساسه برفض المجتمع له ونبذه , وإحساسه بالفشل والإحباط الناتج عن إعاقته فهؤلاء الأطفال يعيشون في إطار محدود ومنعزل عن المجتمع يصعب عليهم تجاوزه بسبب فقدانهم للغة التفاهم والتواصل المفقود بينهم وبين الآخرين , مما يصيب أسلوب تفاعلهم الاجتماعي بالخلل الوظيفي .ونتيجة لذلک نجد أن الطفل الأصم يعـانى من العديد من المشکلات التکيفية المترتبة على فقدان الاتصال اللغوي , مثل صعوبة التعبير عن ذاته , وصعوبة فهمه للآخرين , وتأخر نضجه الاجتماعي والانفعالي . ونجده قد وقف عاجزاً أمام العديد من المواقف التي تواجهه فيشعر بالغربة والعزلة , وقد يصل الأمر إلى التشکيک فى المجتمع الذي يعيش فيه . فالإعاقة السمعية تتعدى بکثير کونها کإعاقة فيزيقية أو جسمية , بل إنها تنطلق إلى إرجـاء جوانب شخصية الطفل فتصيبها بالعطل والخلل .
التحقق من صحة الفرض الخامس
توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات المعلمين على المقياس المستخدم لمشکلات التلاميذ المعاقين سمعيا من وجهة نظرهم حسب متغير المراحل الدراسية لصالح المراحل الدراسية المتقدمة.
جدول رقم(13) يوضح قيمة(ت) ومستوى دلالتها للفروق بين متوسطات درجات المعلمين في أبعاد مقياس مشکلات التلاميذ المعاقين سمعيا من وجهة نظر معلميهم وفقا لمتغير التدريس في المراحل الدراسية بين أفراد العينة
م |
البعد |
معلمي الصفوف الدراسية الأولى للمعاقين سمعيا (الأول- الثاني – الثالث الابتدائي) ن= (26) |
معلمي الصفوف الدراسية المتقدمة (الرابع- الخامس –السادس الابتدائي).ن =(25) |
قيمة ت |
||
م |
ع |
م |
ع |
|||
1 |
المشکلات التعليمية |
,536 |
,796 |
,7631 |
,755 |
,682(*) |
2 |
المشکلات المرتبطة بالعدوان |
,4630 |
,686 |
,5231 |
6, 39 |
,460 غير دالة |
3 |
المشکلات الاجتماعية |
,9226 |
5,96 |
,3229 |
9,010 |
,990 غير دالة |
4 |
المشکلات النفسية |
,5728 |
,266 |
,6431 |
, 528 |
,461- غير دالة |
يتضح من الجدول ( ) وجود فروق بين المجموعتين معلمي الصفوف الدراسية الأولى للمعاقين سمعيا (الأول- الثاني – الثالث الابتدائي) ن= (26) و معلمي الصفوف الدراسية المتقدمة (الرابع- الخامس –السادس الابتدائي) ن =(25) في بعد المشکلات التعليمية فقط لصالح معلمي الصفوف الدراسية الأولى للمعاقين سمعيا (الأول- الثاني – الثالث الابتدائي), المتوسط الأعلى للدرجات (,536). في حين کانت متوسط درجات معلمي الصفوف الدراسية المتقدمة (الرابع- الخامس –السادس)الابتدائي. (,7631) وبلغت قيمة (ت) (,682) وهي دالة إحصائيا عند مستوى (,050) ,في حين لم يستدل على وجود أي فروق دالة في الأبعاد الأخرى (العدوان- المشکلات الاجتماعية- المشکلات النفسية )أي انه لم يتحقق صحة الفرض وتختلف هذه النتيجة مع دراسة جمال الخطيب ومنى الحديدي (1996) ودراسة محمد صوالحة (1999) ودراسة علي عبد النبي حنفي (2002) التي أوضحت أن معلمي الصفوف المتقدمة (المستوى الثاني ) کانوا أکثر إدراکا لمشکلات التلاميذ المعاقين سمعيا في المشکلات التعليمية والتقلبات المزاجية والسلوک المضاد للمجتمع والمشکلات العقلية والتحصيل الدراسي , غير أنها تتفق مع دراسة نظمي أبو مصطفى وبسام أبو حشيش (2000).
ويمکن تفسير هذه النتيجة بان معلمي المراحل والصفوف الأولى يعانون في البداية من صعوبة تعليم التلاميذ الصم حيث هؤلاء الأطفال مازالوا في مراحل البداية التعليمية من تعلم لغة الإشارة وأساليب التواصل الفعال وکذلک حاجتهم للتأقلم مع البيئة الدراسية الجديدة عليهم وترکهم للبيئة المنزلية والحاجة إلى فترات طويلة تحتاج إلى صبر ومساندة لتعليمهم أساسيات المواد الأکاديمية خاصة ما يتعلق بالکتابة والإملاء والحساب ووفق هذا المعني يرى) أحمد اللقاني وأمير القرشي, 1999, 172 )أنه ينبغي على معلمي الصم استخلاص أوجه التعلم المختلفة المتضمنة في محتوى المادة الدراسية،والتي تتناسب مع تلاميذهم الصم،وعدم الاکتفاء بالکتاب المدرسي فقط،لأن هناک مصادر عديدة للتعلم ، مثل : الصحف ،والمجلات ، والبيئة المحلية ، والأحداث الجارية ، وغيرها من مصادر التعلم التي تعالج القصور القائم في محتوى الکتاب المدرسي ،والتي تساعد على إنجاز الأهداف التعليمية المختلفة ,کما إن المناهج الدراسية يجب أن تتضمن بعض التعديلات ، التي تجعلها تتناسب مع المعوقين سمعيا وتکون أکثر تشويقا ومتعة لهم ، کما أنها يجب أن تتضمن العديد من لأنشطة الأدائية الصفية المختلفة ،والتي تسهم في تکوين شخصياتهم, کما يجب أن تشمل مقرراتهم ما يتعلق بالإبداع المنهجي والبعد عن المقررات التقليدية الروتينية في وضع المقررات الدراسية المعتمدة على الجوانب الحسية البصرية کالصور الملونة والمبهجة التي تميل بنفوسهم نحو الرغبة والدافعية للتعلم.
التوصيات :
بناء على ما توصلت إليه الدراسة من نتائج ، يقترح الباحث بعض التوصيات التربوية الآتية:
-الاستعانة بالوسائل التکنولوجية الحديثة ، ووسائل الإيضاح المناسبة في التدريس لدى أطفال الفئات الخاصة وتوفير وسائل التعليم التي تناسب کل فئة ، کأنظمة التخاطب للمعوقين سمعيًا .
-أهمية استخدام التعزيز المستمر والمتقطع مع الطفل الأصم داخل الفصـل الدراسي , أو في المنزل وخاصة التعـزيز المعنوي وإظهار الود والحب للتواصل مع الطفـل الأصم .
- الإعداد الجيد , وخاصة في مجال سيکولوجية الفئات الخاصة للمعلمين الذين يقومون بالعملية التعليمية للأطفال الصم .
- ضرورة مراعاة الفـروق الفردية بين الأطفال الصم , خاصة داخل الفصل الدراسي أو حتى بينهم وبين أخواتهم في المنزل , سواء کانوا من المعاقين أو من العاديين.
- من الضروري أن تهتم البرامج التي تهـدف للعمل مع الأطفـال الصم إلى إعادة تربية الطفل بأساليب تربوية خاصة تمکنه من استثمار ذکاؤه وإمکاناته وقدراته الخاصة بأفضل الطرق وبأقصى حد ممکن ومساعدته على تحقيق التوافق النفسي والاجتماعي وإعداده مهنياً لتحقيق التوافق الاقتصادي.
- وضع المناهج الدراسية التي تتناسب مع الأطفال الصـم وتلبى حاجاتهم وتکون ملائمة لإعاقتهم السمعية وأن تتسم هذه المناهج بالإثارة والتشويق والمتعة لهؤلاء الأطفال بعيداً عن المناهج الحالية التي هي موضوعه في الأساس للأطفال العاديين.
- يجب أن تحدث بعض التغييرات في البرامج والمواد التعليمية ألمقدمه للصم ،لکي تتناسب مع لغة الإشارة ، ولغة الأصابع.
- عدم الاستخفاف بالطفل الأصم أو السخرية منه ويجب علينا من خلال وسائل الإعلام وغيرها مع توعية المجتمع المحلي بکافة شرائحه بدور هؤلاء المعاقين وتوضيح ما لديهم من طاقات وإمکانيات کغيرهم من غير المعاقين حتى لا ينظر إليهم المجتمع نظرة دونية واحتقار،ولکي يتعامل معهم المجتمع بشکل إيجابي مما ينمي من سماتهم الشخصية بطريقة إيجابية.
- الاهتمام بالتدخل المبکر مع الطفل الأصم الذي يعانى من اضطرابات خاصة باستخدام البرامج الإرشادية مع القائمين على تربيته في المنزل والمـدرسة , وکذلک تدريبهم على تعلم المهارات الاجتماعية والتفاعل الاجتماعي الفعال .
- إن تغيير وتعديل السلوک المضطرب يرتبط بحـدوث تغير وتحسين فى الظـروف المحيـطة به [ الأسـرة والمدرسة ] .
- ضرورة إعادة النظر ببرامج التدريب التربوي الحالية وإعادة تشکيلها وفق منظور شمولي تکاملي وبانتهاج سياسة واضحة للتنمية المهنية المستدامة للمعلمين، والعمل على تضمينها النظريات الحديثة حول أنماط التعلم وأساليب التعلم النشط التي تسهم في تطوير نظرتنا نحو الطلبة وتجعل تنمية قدراتهم وإمکانياتهم محور اهتمامنا وغاية عملنا.
- أهمية تضمين بعض مفاهيم التربية الخاصة ضمن برامج تأهيل وتدريب المعلمين العاديين في الجامعات العربية.
- ضرورة تضمين برامج تأهيل المعلمين في الجامعات والکليات الجامعية تدريبًا ميدانيًا في مجال التعامل مع الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة ، وتعتبر هذه خبرة عملية مهمة من شأنها أن ترفد الإعداد النظري وتعززه، وبخاصة أن هذا الجانب العملي التطبيقي ضعيف إلى حد ما في البرامج الحالية.
- أهميه إدخال الدمج في التعليم ليصبح جزءًا من النظام التعليمي، وأن يتم ربطه بإصلاح أوضاع المعوقين والفئات المهمشة الأخرى وتحقيق الاندماج الاجتماعي، مثلما ينبغي ربطه بالإصلاحات الديمقراطية الأساسية في المجتمع.
مراجع الدراسة
1. إبراهيم المشهراوي وباسم کراز : ( 2003 ) المشکلات التي يواجهها المعوقون سمعيًا في مدارس الصم بمحافظات غزة " ، مؤتمر التربية الخاصة للمعوقين – الواقع والمأمول ، جامعة. 42– 4 ديسمبر ,القدس المفتوحة ، غزة ، فلسطين .
4. إيمان فؤاد کاشف : ( 2004 ) المشکلات السلوکية وتقدير الذات لدى المعاق سمعيًا في ظل نظامي العزل والدمج " ، مجلة دراسات نفسية ، تصدر عن رابطة الأخصائيين المصرية "رانم " ، المجلد الرابع عشر ، العدد الأول ، يناير ، القاهرة.
5. الإدارة العـامة للتـأهيل الاجتماعي للمعـوقين بوزارة الشـئون الاجتماعية (1994) : تأهيل معوقي السمع اتحـاد هيئات رعاية الفئات الخاصة فى جمهورية مصر العربية , القـاهرة .
6. باسم کرازونعيم کباجة(2006):أهم المشکلات التعليمية لدى التلاميذ الصم ,بحث للمؤتمر الدولي الخامس لبرنامج عزة للصحة النفسية,غزة,فلسطين جمال الخطيب , منى الحديدى (1996) : الخصائص السيکولوجية للأطفال المعوقين سمعياً فى الأردن, دراسة استطلاعية , حولية کلية التربية , جامعة قطر , العدد [ 13 ] , قطــر.
9. جمال عطية جـاد (2000) : أثر مجموعة من الأساليب الإرشـادية على تعـديل جوانب السلوک المشکل للأطفال الصـم في مرحلة التعليم الأساسي , رسـالة دکتـوراه , کلية الـتربية , جـامعة المنصـورة , المنصورة.
11. خولة يحيى : ( 1999 ) المشکلات التي يواجهها المعوقين عقليًا وسمعيًا وحرکيًا الملتحقين بالمراکز الخاصة بهذه الإعاقات "، مجلة دراسات، جامعة الأردنية ، المجلد 26 ، العدد الأول ، مارس .
12. دعاء احمد محمد(1996) : المستوي التعليمي للام وعلاقته بدرجة النضج الاجتماعي لدى الأطفال الصم,رسالة ماجستير غير منشورة,معهد دراسات الطفولة, جامعة عين شمس.
13. رامي نتيل ومحمد الحلو( 2007) :السمات المميزة لشخصيات المعاقين سمعيًا وبصريًا وحرکيًا في ضوء بعض المتغيرات, (مجلة الجامعة الإسلامية (سلسلة الدراسات الإنسانية) المجلد الخامس عشر، العدد الثاني، ص 875 - ص 924 ، يونيه.
14. رشاد عبد العزيز موسى (1989) : الاستخبارات العدواني عند المراهقين الصم وعادي السمع.المؤتمر السنوي الثاني للطفل المصري، مرکز دراسات الطفولة، جامعة عين شمس.
16. رشيدة قطـب (1997) : الاکتئاب وعلاقته باضطراب السـلوک لـدى التلاميذ العاديين وقاطني دور الإيواء , مجلة کلية التربية , جامعة الزقازيق , العدد [ 28 ] الزقازيق.
18. زينب محمود شقير (1999) : برنامج معرفي سلوکى متعدد المحاور لتعديل بعض خصائص مفرطى النشـاط , مجلة الآداب والعلوم الإنسانية جامعة المنيا ,المجلد [ 34 ].
20. سمية طه جميل : ( 2003 ) دراسة مشکلات الأطفال المعاقين سمعيًا وبصريًا وبعض المتغيرات المرتبطة بها " ، مجلة الإرشاد النفسي ، تصدر عن مرکز الإرشاد النفسي ، کلية التربية جامعة عين شمس العدد السادس، السنة الحادية عشر .
22. شاکر قنديل: ( 1995 ) سيکولوجية الطفل الأصم ومتطلبات إرشاده " ، المؤتمر الدولي الثاني للإرشاد النفسي ، مرکز الإرشاد النفسي، کلية التربية، جامعة عين شمس ،
23. طارق محمد النجار(2005) : فعالية العلاج المعرفي السلوکي لتعديل سلوکيات اضطراب نقص الانتباه وفرط الحرکة لدى الأطفال الصم,رسالة دکتوراة غير منشورة,جامعة عين شمس
25. عبد العزيز السيد الشخص (1992) : دراسة لکل من السلوک التکيفى والنشاط الزائد لدى عينة من الأطفـال المعوقين سمعياً وعلاقتها بأسلوب رعـاية هؤلاء الأطفـال , بحوث المؤتمر السنوي الخامس للطفل المصري , مرکز دراسات الطفولة , جامعة عين شمس , القـاهرة .
27. عبد المطلب القريطي : ( 1996 ) سيکولوجية ذوي الاحتياجات الخاصة وتربيتهم ، دار الفکر
العربي ، القاهرة.
29. علي عبد النبي حنفي (2002) : مشکلات المعاقين سمعيا کما يدرکها المعلمين وفق بعض المتغيرات,بحث منشور بمجلة کلية التربية بنها جامعة الزقازيق المجلد(12) العدد(53) ,اکتوبر2002ص136-181.
30. علي عبدا لنبي حنفي (2007) : واقع الخدمات المساندة للتلاميذ المعوقين سمعياً وأسرهم والرضا عنها في ضوء بعض المتغيرات من وجهة نظر المعلمين والآباء ، بحث منشور بالمؤتمر العلمي الأول بقسم الصحة النفسية ، کلية التربية جامعة بنها " التربية الخاصة بين الواقع والمأمول خلال الفترة من 15-16 يوليو 2007 ، ص ص 185-260.
32. فاروق الروسان :(1989) : سيکولوجية الأطفال غير العاديين ، جمعية عمال المطابع ا لتعاونية ،
عمان ، الأردن .
35. ليلى أحمد مصطفى وافي (2006) : الاضطرابات السلوکية وعلاقتها بمستوى التوافق النفسي لدى الأطفال الصم والمکفوفين ,رسالة ماجستير غير منشورة, قسم علم النفس بکلية التربية بالجامعة الإسلامية ,غزة.
36. محمد أحمد صوالحة ( 1999 ) : المشکلات النفسية والاجتماعية لدى عينة من الأطفال المعوقين سمعيًا ) الصم)في الأردن، مجلة جامعة دمشق للآداب والعلوم الإنسانية والتربوية ، المجلد الخامس عشر ، العدد الثاني.
37. محمد عبد العزيز محمد (1999) : برنامج مقترح لتدريب الأطفال ضعاف السمع على السـلوک التوافقى , رسالة ماجستير , معهد الدراسات العليا للطفولة , جامعة عين شمس , القـاهرة.
41. نظمي عودة أبو مصطفى ، وبسام محمد أبو حشيش : ( 2000 ) اتجاهات أولياء الأمور والمعلمين نحو الدمج الأکاديمي للأطفال المعوقين سمعيًا مع الأطفال العاديين في المدارس العادية " ، حوليات ، مجلة تصدر عن جماعة القياس والتقويم ، جامعة الأزهر ، غزة .
42. نظمي عودة أبو مصطفى : ( 1993 ) المشکلات السلوکية لأطفال معهد تنمية القدرات الذهنية ببلدية بنغازي کما تدرکها الأخصائيات النفسيات والاجتماعيات والمعلمات "، مجلة کلية الآداب والتربية، جامعة ناصر ، ليبيا ، العدد الثالث.
43. نظمي عودة و نجاح عواد (2008) : مشکلات أطفال الفئات الخاصة في المدرسة الجامعة ,دراسة ميدانية على عينة من الأطفال المعوقين في فلسطين," المؤتمر العلمى الأول, قسم الصحة النفسية, کلية التربية ,جامعة بنها.
45. هشام أحمد غراب : ( 2007 ) المشکلات النفسية لدى الأطفال المعوقين في المدارس الجامعة من وجهة نظر معلميهم بمحافظة غزة وسبل التغلب عليها " ، مجلة الجامعة الإسلامية بغزة ، سلسلة الدراسات الإنسانية ، المجلد الخامس عشر ، العدد الأول ، يناير .
46. Andrews E. M., (1988) : The Relation ship Between Aural auralism, and the Maternal Reflective way of working., Journal of the British, Association of Teachers of the Deaf., Vol., (2), No., (5), p.p. 146 : 154.
47. Berkowitz , Leonard(1962) : Aggression, A social psychological ,Analysis . New York: McGraw. Hill Book Company , .Wiley Press, London.
48. Brain Fraser, (1992) : Hearing Impairments, Routledge, New York,
p.p. 129 : 148.
49. David M. B., & Peter D., (1997) : The Special Child ( Second Edition ), University press of Cambridge, London.
50. Fromm, Erich(1973): The Anatomy of Human destructiveness. New
York: Holt,.
51. Gearheart, B & Weishahn, M.(1994 ):The Exceptional Student in
52. Regular Classroom, ٤th ed., New York, Mosey College Publishing.
53. John. -Ysseldyke, j. & Algozzine, d.(1990) :Special Education: A practical approach for teachers. Houghton Mifflin Company, Boston - Karen Lynn,s (1998) : Adjustment of Hearing Impaired children Risk, and Resistance Factors Skills (PH, D ) Loyola., University of Chicago.
54. Moores, D. (1996) : Educating the deaf: Psychology, principles, and practices. Houghton Mifflin Company, Boston .
55. Peter,a & Sean,g (1994) : Deaf Studies for Australian Student’s Australian Association of Teachers of the Deaf Vol., (30), p.p. 917 : 932
56. Walsh,o & Cindy,h (1989) : Stress, and the Family., BethesdaMD; Wood Bine.
57. Wood D. J., (1986) : Teaching, and Talking with Deaf Children, John Wiley Press, London.