الرضا عن الحياة وعلاقته بتقدير الذات والوحدة النفسية في ضوء بعض المتغيرات الديموجرافية لدى الأخصائي الاجتماعي

المؤلف

مدرس علم النفس المعهد العالى للخدمة الاجتماعية بالمنصورة


مقدمة :

يعيش الإنسان فى المجتمع ويرتبط ببيئته ارتباطا وثيقا ، يؤثر فيها وتؤثر فيه ، والإنسان وحدة نفسية اجتماعية مترابطة تتشکل شخصيته وتتحدد سلوکياته من تفاعل عوامل وراثية وأخرى بيئية ثقافية ، بالإضافة إلى مجموعة الخصائص الجسدية والنفسية والشخصية التي تميزه ، والإنسان فى تفاعله مع البيئة يستجيب للمواقف والأحداث والمثيرات باستجابات مختلفة ومتنوعة محاولا التوافق والتکيف معها ، والاهتمام بالعنصر البشرى من أهم العناصر المؤثرة في التنمية المتواصلة ، فهو دعامة الإنتاج ، تحدد مهاراته مدى کفاية التنظيم وکفاءته، ومن ثم فالعوامل البشرية ينبغى أن تحتل مرکز الصدارة في ميدان التنمية والعمل والإنتاج، لأن الاستقرار النفسي، وما يتمتع به الإنسان من رضا يوفر المناخ الملائم للعمل .

والرضا عن الحياة يعد سمة نفسية تتکون لدى الفرد من خلال تقييمه لنوعية الحياة التى يعيشها فى ضوء ما لديه من مشاعر وأحاسيس واتجاهات وقدرة على التعامل مع البيئة المحيطة به ، وما يشعر به من حماية وتلبية لحاجاته بصورة مرضية له ، وقناعته بما يقدمه إليه والاحساس بالتقدير والاعتراف ( جمال تفاحة ، 2009).

ويهتم علم النفس الإيجابى بالرضا عن الحياة لدى الإنسان ، حيث يرکز اهتمامه على جوانب القوة لا الضعف ، ومن هنا تترکز جهوده فى إثراء القوى  الإنسانية القابلة للتعديل والتغيير ، کمدخل لتحقيق الرضا عن الحياة الذى يتمثل فى طمأنينة القلب وراحة الضمير وسکينة النفس والقدرة على التفاعل الاجتماعى السليم والإنجاز والشعور بالرضا الذاتى وتقدير الذات وتحقيقها والشعور بالحب والأمان والاستقرار ، أى إشباع حاجات الفرد وتمتعه بصحة نفسية جيدة .

وإذا کانت دراسة السلوک الإنسانى الاجتماعى ومحاولة فهم جوانب شخصية الإنسان تعد أمورا هامة لعامة الناس فإن مثل هذه الدراسات تکون أکثر أهمية حينما تخص الأخصائى الاجتماعى الذى يتبوأ درجة وظيفية هامة حيث يتعامل مع فئات المجتمع المختلفة ( سواء فى المجال المدرسى ، الطب ، الأسرة ، الطفولة ، مراکز الشباب ، السجون ، والمصانع على سبيل المثال ) .

والأخصائى الاجتماعى حينما يقوم بعمله يواجه کثير من الضغوط والصعوبات التى قد تؤثر على رضاه عن حياته إيجابا وسلبا ، ومن ثم على عمله وأسرته ومجتمعه ، وإذا کان الإنسان لا يستطيع أن يغير من أحداث العالم والبيئة المحيطة به ، فهو يستطيع بالطبع أن يغير من نفسه ومن نظرته إلى الحياة وموقفه من متاعبها وضغوطها ، وأن يشعر بالسعادة مع نفسه ومع الآخرين ويقبل مبدأ الفروق الفردية بروح إيجابية والعيش فى سلام ويقبل على الحياة ويتمتع بها ، ويخطط لمستقبله بثقة وأمل ، ويعمل بحيث يتناغم فى وحدة واحدة مع أفراد المجتمع مشکلاته ، والإنسان الإيجابى من وجهة نظر الصحة النفسية يصبر عند البلاء ، ويشکر فى الرخاء ويرضى بالقضاء .

والرضا عن الحياة يعد الدافع الخفى الذى يحرک الإنسان ويقوده للحياة ، وهو حالة شعور داخلى بالقناعة عن النفس والحياة بصفة عامة ، ومن ثم يختلف هذا الشعور باختلاف سمات وخصائص الشخصية والقيم والأفکار والمبادئ التى يتصف بها الفرد ، فتظهر حالة الرضا عن الحياة فى سلوکيات الفرد التى تعبر عن تقبله لذاته ورضاه عن حياته الشخصية وأسلوب حياته ، ومدى توافقه وتفاعله مع أسرته وأصدقائه والمحيطين به فى عمله ، وکذلک مدى إنجازه فى العمل .

وعدم الرضا عن الحياة هو ناتج مجموعة من الأسباب منها : عجز الفرد فى الوقت الحاضر مما يعيطه شعورا بعدم الرضا عن حياته ، وکذلک الأمانى التى لاتتناسب مع حجم امکانياته ، فيشعر بالعجز الذى يولد لديه مشاعر الخيبة واليأس والاحباط ، بالاضافة إلى تعدد الظواهر المتباينة والمثيرة لمشاعر الحيرة والاضطراب والتى تبعث لدى البعض الاحساس بالحرمان فيفقد الإنسان معنى حياته والهدف من عيشه فيها ،  ومن ثم يشعر بعد الرضا ( عاشور دياب ، 2007).

وتؤکد بعض الدراسات سواء فى البيئة العربية أو الأجنبية على أن مشکلات سوء التوافق والإحساس بعدم الرضا عن الحياة من المشکلات النفسية الشائعة ، فالإحساس بعدم الرضا عن الحياة يشکل مشکلة لدى نسبة لا تقل عن 36.3% لدى الراشدين ( مجدى الدسوقى ، 1998م ) .

مشکلة الدراسة :

الرضا عن الحياة يرتبط بکثير من العوامل والمتغيرات التى تؤثر فى توافق الفرد وتقديره لذاته ، وتقبله للأحداث وقدرته على مواجهة الضغوط الحياتية ، خاصة لدى الأخصائى الاجتماعى الذى يتعامل مع شريحة کبيرة من المجتمع ومن جميع الفئات العمرية المختلفة ، ومن ثم قد يواجه کثير من الصعوبات التى تؤثر على حياته وتوافقه النفسى حيث يعد الرضا عن الحياة عاملا أساسيا فى توافق الفرد النفسى ، وتقبله للأحداث والضغوط الحياتية ، ولذا فإن انخفاض مستوى الرضا يدل على عدم التوافق النفسى والتأزم عند مواجهة مشکلات الحياة وضغوطها ، ومن هنا تحاول الدراسة الحالية الکشف عن بعض المتغيرات النفسية والديموجرافية التى ترتبط بالرضا عن الحياة لدى الأخصائى الاجتماعى، وتتحدد مشکلة الدراسة فى التساؤلات التالية :

  1. هل توجد علاقة بين الرضا عن الحياة وتقدير الذات لدى الأخصائي الاجتماعي ؟

2. هل توجد علاقة بين الرضا عن الحياة والإحساس بالوحدة النفسية لدى
الأخصائي الاجتماعي ؟

  1. هل تختلف درجة الرضا عن الحياة لدى الأخصائي الاجتماعي باختلاف الحالة الاجتماعية ؟
  2. هل تختلف درجة الرضا عن الحياة لدى الأخصائي الاجتماعي باختلاف الجنس ؟
  3. هل تختلف درجة الرضا عن الحياة لدى الأخصائي باختلاف العمر الزمني ؟
  4. هل تختلف درجة الرضا عن الحياة باختلاف عدد سنوات الخبرة ؟

أهداف الدراسة :

تهدف الدراسة الحالية إلى:

  1. الکشف عن العلاقة بين الرضا عن الحياة وکل من ؛ تقدير الذات ، والوحدة النفسية لدى عينة من الأخصائيين الاجتماعيين .

2. الکشف عن الفروق فى درجة الرضا عن الحياة لدى عينة الدراسة فى ضوء متغيرات ( الجنس-  السن – الحالة الاجتماعية – عدد سنوات الخبرة ).

أهمية الدراسة :

ترجع أهمية هذه الدراسة إلى ما يلى :

1. اهتمام الدراسة بموضوع الرضا عن الحياة الذى يعد من الموضوعات الهامة التى تتناولها العلوم النفسية باعتباره علامة هامة على تمتع الإنسان بصحة نفسية سليمة ( إيجابية ) .

2. الحاجة الماسة لمزيد من الدراسات والبحوث لاستکشاف مزيد من المتغيرات المرتبطة بمفهوم الرضا عن الحياة ، کسمات شخصية الفرد ، والوعى الدينى لديه وکذلک علاقته ببعض المتغيرات الديموجرافية لدى قطاعات مختلفة من المجتمع .

3. معرفة العوامل المرتبطة بالرضا عن الحياة تفيد فى تصميم برامج إرشادية وعلاجية تساعد فى تنمية وزيادة مشاعر الرضا عن الحياة لدى الأفراد منخفضى الرضا عن الحياة والتخلص من ويلات المشاعر السلبية التى تتولد لديهم ، ومن ثم نحصل على أداء متميز فى إنجازهم أعمالهم وتحسين توافقهم الشخصى والأسرى والاجتماعى .

  1. ندرة الدراسات – فى حدود علم الباحثة – التى تناولت الرضا عن الحياة لدى الأسوياء ، حيث رکزت معظم الدراسات على فئة غير الأسوياء .

مصطلحات الدراسة :

1 - الرضا عن الحياة Life satisfaction :

يعرف ( محمد يوسف ، 2003 ) الرضا عن الحياة بأنه تقدير الفرد لظروفه وأحواله مقارنة بالمستوى الذى يراه ملائما له ، ويعد المستوى الذى يقرره الفرد لنفسه إحساس داخلى يظهر فى سلوکه واستجاباته ، ويعکس قدرة تکيف الفرد مع المشکلات الشخصية والأسرية والاجتماعية والمالية والصحية التى تواجهه .

بينما يعرفه ( عاشور دياب ، 2007 ) على أنه إدراک الفرد بأنه زود بإمکانيات واستعدادات فى جميع جوانب شخصيته ، وأنه نجح فى استثمارها بما يشعره بالسعادة وحب الحياة والإقبال عليها .

وکذلک يعرفه ( أحمد عبد الخالق ، 2008 ) بأنه التقدير الذى يضعه الفرد لنوعية حياته بوجه عام اعتمادا على حکمه الشخصى .

وتعرفه الباحثة الحالية بأنه تقدير ذاتى لنوعية الحياة التى يعيشها الفرد بوجه عام مقارنة بالمستوى الذى يراه ملائما له ، ويظهر فى سلوکيات الفرد التى تعبر عن تقبله لذاته وأسلوب حياته ومدى تفاعله وتوافقه مع أسرته وأصدقائه والمحيطين به .

ويقاس الرضا عن الحياة إجرائيا بالدرجة التى يحصل عليها المفحوص على مقياس الرضا عن الحياة الذى أعدته الباحثة .

2- تقدير الذات Self- esteem :

يعرف ( مصطفى الحارونى ، 2007 ) تقدير الذات على أنه نظرة الفرد واتجاهه نحو ذاته ومدى تقدير هذه الذات من الجوانب المختلفة ، کالدور والمرکز الأسرى والمهنى ، والجنس وبقية الأدوار التى يمارسها فى مجال العلاقة بالواقع .

بينما يعرفه ( صبحى الحارثى ، 2010) بأنه الفکرة التى يدرکها الفرد عن کيفية رؤية الآخرين وتقييمهم له .

ويقاس تقدير الذات اجرائيا بالدرجة التى يحصل عليها المفحوص فى اختبار تقدير الذات المستخدم فى الدراسة .

3 – الشعور بالوحدة النفسية Feeling Loneliness :

يعرف ( محمود مندوه ، 2005 ) الشعور بالوحدة النفسية بأنه شعور الفرد بالعزلة عن الأشخاص المحيطين به وعدم إشباعه لاحتياجاته مع شعوره بالحزن والتشاؤم وافتقاد
المهارات الاجتماعية .

وتعرفه ( نعمات علوان ، 2008م ) الوحدة النفسية بأنها حالة نفسية تنشأ من إحساس الفرد ببعده عن الآخرين نتيجة موقف أو أزمة ألمت به مما يترتب عليها : عزلة وانسحاب ، قلة الأصدقاء ، وشعور بالإهمال .

بينما يعرفه ( إبراهيم قشقوش ، 1988) بأنه إحساس الفرد بوجود فجوة نفسية تباعد بينه وبين أشخاص وموضوعات مجاله النفسى إلى درجة يشعر معها بافتقاد التقبل والتواد والحب من جانب الآخرين ، بحيث يترتب على ذلک حرمان الفرد من أهلية الانخراط فى علاقات مثمرة ومشبعة مع أى من أشخاص وموضوعات الوسط الذى يعيش فيه ويمارس دوره من خلاله  ويقاس إجرائيا بالدرجة التى يحصل عليها المفحوص على المقياس المستخدم فى الدراسة الحالية.

الإطار النظري

أولا : الرضا عن الحياة

يعد الإحساس برضا الفرد عن حياته من الحاجات المهمة التى يسعى الفرد إلى تحقيقها ومن وجهة نظر علماء الصحة النفسية يعد مظهرا من مظاهر الشخصية السوية ، وعلى قدر نجاح الفرد فى إشباع حاجاته على قدر إحساسه وتمتعه بالرضا عن الحياة بوجه عام ، والرضا عن الحياة حالة داخلية فى الفرد تظهر فى سلوکياته وتعبر عن تقبله ورضاه عن حياته الشخصية ومدى توافقه مع ذاته وأسرته وأصدقائه والمحيطين به ومدى إنجازه فى عمله وتفاؤله بمستقبله.

والرضا عن الحياة يشتمل على الشعور بالسعادة ، وهذا الشعور يأتى من تحقق مجموعة من المطالب التى تشعر الفرد بقيمته وأن حياته لها معنى ، کالتوافق النفسى والاجتماعى ، والذى بدوره يشير إلى الرضا عن جوانب الحياة المختلفة وأبعادها کالبعد الاجتماعى والأسرة وغيرها بالإضافة إلى بيئة الفرد النفسية والفيزيقية ( عاشور دياب ، 2007 ) .

والرضا Satisfaction يشمل الرضا الإجمالى عن العمل ، والرضا عن مختلف جوانب بيئة عمل الفرد ( مشرفيه – زملائه – المؤسسة التى يعمل فيها – ساعات عمله – الأجر – نوع العمل ) کما يشمل إشباع حاجاته وتحقيق أوجه طموحه وتوقعاته ويشمل اتفاق ميوله المهنية وميول معظم الناس ( الناجحين ) الذين يعملون فى مهنته ( فرج طه ، 1992 ،51 ).

ويرى فريق من علماء النفس أن الرضا عن الحياة يعد حالة معرفية وحکما عقليا يعتمد على حکم الفرد وإدراکه لما يقرره مصدرا لرضاه عن حياته ، حيث يرتبط مفهوم الرضا عن الحياة بتقدير الذات وتقبلها والشعور بالسعادة وطمأنينة النفس والحالة المزاجية المعتدلة ، وتشير إلى ذلک ( عزة عبد الکريم ، 2007 ) حيث ترى أن الرضا عن الحياة تقييم معرفى ذاتى Self Cognitive Evaluation  فى ضوء ما يدرکه الفرد من إنجازات وشعوره بالأمن والطمأنينة والانسجام مع الواقع کما ترى أنه من الأفضل النظر للرضا على أنه سمة وحالة متغيرة فى نفس الوقت ، فالرضا فى أفضل حالاته سمة مستقرة استقراراً متوسطاً على المدى القصير ، وفى نفس الوقت هو إحساس لتغيرات الحياة ، وأن هذا المفهوم يتميز بثلاث خصائص هى :

1. الخبرة الذاتية ، والتى تنبثق داخل الفرد ، مما يعنى تأثيرا مباشرا للعوامل الأکثر التصاقا بالشخص فى شعوره بالرضا کسماته الشخصية وأساليبه فى التعايش ودرجة تدينه
وحالته الجسمية .

  1. غياب الوجدان السلبى ، کالشعور بالقلق والاکتئاب واليأس .
  2. التقييم الشامل لکافة جوانب حياة الشخص على نحو متکامل ، فالفرد يضع توقعاته فى حدود قدراته واحتمالات النجاح والفشل المتوقعة .

والرضا عن الحياة يتمثل فى الإقبال عليها بسعادة وقبول ، والقدرة على تقبل ما فيها من مصاعب واستعداد إيجابى لمواجهتها من خلال السعى الدءوب والمستمر لتحقيق الأهداف المرجوة وإشباع الحاجات والعمل على تبنى سلوکيات إيجابية مثل الرضا الإيجابى بالواقع لتحقيق الإحساس براحة البال وتقبل الذات وتحقيق الهدوء الشخصى والطمأنينة ، وکذلک من معايير الرضا عن الحياة الاستقرار وتحقيق التوافق النفسى والاجتماعى للفرد ، وما يتفرع منها من توافق زواجى وأسرى ومهنى .

وقد توصل تورجوف Torgoff  إلى أن الرضا عن الحياة متعدد الأبعاد حيث يشمل : الحياة العائلية ، والأصدقاء ، الحياة الاجتماعية ، وحياة الفرد الذاتية ، کما توصل فيلک وبيرى Felce & Perry إلى أن الرضا عن الحياة يتضمن السعادة ( الجسمية – الاجتماعية – الانفعالية ، والنمو  ،والنشاط ، وأيضا الناحية المادية ) کما توصل ليبکوس وزملاؤه إلى أن سمات الشخصية والمدخلات النفسية التى تشمل التفاؤل وفاعلية الذات والأفکار الإيجابية عن الحياة من العوامل المهمة فى إحساس الفرد بالرضا ، وفى مقابل ذلک فإن انخفاض درجة الرضا عن الحياة يرتبط بالاکتئاب ( علاء الشعراوى ، 1999) .

ويرى ( جمال تفاحة ، 2009) أن الرضاعة عن الحياة يتضمن الأبعاد التالية :

1. التفاعل الاجتماعي Social Interaction :   قدرة الفرد على التفاعل والاندماج والاتصال مع الآخرين ، وان يؤثر فيهم ويتأثر بهم وأن يدرک أنهم مصدر ثقة وانتماء.

  1. القناعة  Contentment:   هى رضا الفرد بما يقدم إليه من مساعدة أو عون ، وقبول ذاته والمحيطين به.
  2. التفاؤل Optimism:   توقعات الفرد الايجابية نحو مستقبل حياته والاستبشار والأمل فى أن العسر يليه يسر.

4. الثبات الانفعالى Emotinal Stability:   التعايش  مع الأحداث والمواقف بالثبات النسبى ، مع القدرة على ضبط النفس واستقرار الحالة المزاجية والاعتدال فى اسباع الحاجات النفسية والبيولوجية.

5. التقدير الاجتماعى Social Appreciation:   هو شعور الفرد بالتقبل والحب والاعتراف به ، والسماح بالمشرکة فى صنع القرارات ، و حرية التعبير عن الرأى والثناء على ما قدمه وما يفعله.

6. الحماية Protection:   إدارک الفرد لحجم العراية التى تقدم إليه والاحساس بالأمن وعدم النبذ والهجر ، وتلبيه احتياجاته ومتطلباته ، وتخفيف حدة القلق والتى يتعرض إليها، والمساندة والمواساة وقت الشدائد والأزمات .

والرضاء عن الحياة يعنى الرضاء عن أشکال الحياة ، وأبعادها المختلفة مثل : الرضاء المهنى ، والرضاء الزواجى ، والصحى ، وغيرها ، ولکى يتحقق الرضاء عن الحياة لدى الإنسان فلابد أن يتوفر له مستوى معيشى يليق به کإنسان ، وأن هذا المستوى المعيشى ذو ارتباط وثيق بتقديره لذاته ( فرانکل ، 2001 ، 118 ) .

والفرد يشعر بالرضا نحو النشاط الذى يتصور أنه يحقق له الإشباع المناسب لحاجاته ، وعندما يمارس الفرد هذا النشاط ويحدث له الإشباع يتکون لديه الميل نحوه ، ومن تکرار ارتباط الفرد بهذا النشاط يتکون لديه الاتجاه ، لذلک فالرضا يمثل أولى درجات سلوک الفرد نحو أى نشاط معين ( ياسر إبراهيم ، 2010 )

والرضا عن الحياة تقدير عام لنوعية حياة الفرد حسب معايير السعادة والعلاقات الاجتماعية والطمأنينة ، والاستقرار الاجتماعى ، والتقدير الاجتماعى ( نعمات شعبان ، 2008 ) .

کذلک يراه کل من جلجلان وهيبنر( Gilligan & Huebner , 2002 ) على أنه التقييم الذى يضعه الفرد لمجالات معينة فى حياته ، وکذلک فإنه تقييم الفرد لنوعية الحياة التى يعيشها طبقا لنسقه القيمى ، وهو يعتمد على مقارنة الفرد لظروفه الحياتية بالمستوى الأمثل الذى يضعه لنفسه.

بينما يراه جلمان وآخرون ( Gilman , et al , 2005 ) بأنه تقدير الفرد لجودة حياته من خلال تقديره لنواحى معينة فى حياته ، کذاته ، أسرته ، مجتمعه وبيئته.

والرضا عن الحياة هو التقدير الذى يضعه الفرد لنوعية حياته بوجه عام اعتمادا على حکمه الشخصى ، وهذا التعريف يتضمن جوانب أساسية هى ( أحمد عبد الخالق ، 2008 ) :

‌أ-   يعتمد حکم الشخص على تقديره الشخصى وليس کما يحدده غيره .

‌ب- يحدد الفرد بنفسه المعايير التى يقيم على أساسها حکمه على نوعية حياته .

‌ج- ينتمى الحکم على الحياة على الجوانب المعرفية للشخصية وليس الوجدانية .

‌د-  يتعلق هذا التقدير أو الحکم بالحياة بشکل شامل وليس بقطاع محدد فيها .

والرضا عن الحياة هو إدراک الفرد بأنه زود بإمکانيات واستعدادات فى جميع جوانب شخصيته وأن نجاحه فى استثمار تلک الإمکانيات يعطيه شعورا بالسعادة وحبا للحياة والإقبال عليها ( عاشور دياب ، 2007 ) .

وهو بنية نفسية متعددة الأبعاد ترتبط بالعديد من المتغيرات النفسية الهامة کالضغوط وتقدير الذات والأمل ، وتعد هذه البنية المؤشر الأساسى للنجاح فى التکيف مع ظروف الحياة المتغيرة ( جابر عيسى ، ربيع رشوان ، 2006) .

والرضا عن الحياة يشير إلى معرفة الفرد لذاته وأسلوب حياته ، وتوافقه مع ربه وذاته وأسرته ومجتمعه وتقبله للمحيطين به وإحساسه بالسعادة والتفاؤل إزاء المستقبل .

وعدم الرضا عن الحياة من العوامل المؤثرة فى الشخصية والسلوک ، والتى تنتج الشخصية القلقة التى لا تشعر بالراحة ولا تجد للحياة معنى ، فالشخصية القلقة هى تلک الشخصية التى لا تستطيع أن تحقق إنجازا أو إبداعا ، وإنما تضطرب فى صور متعددة مما يدعو إلى ضرورة العودة إلى الدين ، فلا يمکن للحياة أن تستمر على وتيرة واحدة بل تعتريها بعض الصعاب والهموم التى تعکر صفو الحياة وتجعل الإنسان يعيش مهموما لفترة ما ، لکن إذا ما نظر إلى حقيقة الأمر ورجع إلى دينه عندئذ يعيش سعيدا بلا هموم ، فالرضا عن الحياة يشير إلى رغبة الفرد فى الحياة وتحمسه لها وهو أقصى ما يطمح إليه الإنسان العاقل الرشد ، وذلک بهدف تجنب الإحباطات والصراعات النفسية ، والتمتع بصحة نفسية إيجابية .

ويشير ( محمد معوض ، 1996 ، 76 ) إلى أن الفرد الذى يعانى من مشاعر عدم الرضا عن الحياة والقلق يکون دائما متشائما ، وتنتابه الأفکار الوسواسية السالبة عن مستقبل حياته مما يؤدى به إلى السلبية ، والانطواء ، وعدم الشعور بالاستقرار والأمن .

وقد ارتبط الجانب النفسى المتمثل فى عدم الرضا عن الحياة بدرجة تدين الفرد وإيمانه بالله وبعقيدته التى يعتقدها ، فأحداث الحياة اليومية تحمل معها هموم وصعوبات يدرکها الفرد عندما لا يساير باستمرار المواقف المختلفة فى العمل أو فى التعامل مع الآخرين أو الصعوبات والمشکلات التى تواجهه وضغوط الحياة ، التى تحتاج إلى درجة من المرونة والمسايرة من أجل تحقيق التوافق النفسى ، وعندما يفشل الفرد فى المسايرة والموائمة يصاب بالصراعات والإحباطات وخيبة الأمل التى تؤدى إلى مشاعر عدم الرضا عن الحياة ( Lindsy , 2004 ) .

ولعل عدم الرضا عن الحياة من المشکلات التى تؤثر على حياة الفرد وسلوکياته ويؤدى به إلى مشاعر الأسى والکآبة بالإضافة إلى سوء الإدراک الاجتماعى والانطواء والشعور بالوحدة النفسية ( إسماعيل بدر ، 1993 ) .

وعدم الرضا عن الحياة هو ناتج عن مجموعة من الأسباب منها: عجز الفرد فى الوقت الحاضر ، مما يعطيه شعورا بعدم الرضا عن حياته وکذلک الأمانى التى لا تتناسب مع حجم إمکانياته ، فيشعره ذلک بالعجز الذى يولد لديه مشاعر الخيبة واليأس والإحباط ، بالإضافة إلى تعدد الظواهر المتباينة والمثيرة لمشاعر الحيرة والاضطراب والتى تبعث لدى البعض الإحساس بالحرمان فيفقد الإنسان معنى الحياة والهدف من عيشه فيها ، ومن ثم يشعر بعدم الرضا ( عاشور دياب ، 2007 ) .

وإذا کان الإنسان لا يستطيع أن يغير من أحداث العالم والبيئة المحيطة به ، فهو يستطيع بالطبع أن يغير من نفسه ومن نظرته إلى الحياة ومن موقفه من متاعبها وضغوطها ، وأن يشعر بالسعادة مع نفسه ومع الآخرين ويقبل مبدأ الفروق الفردية بروح إيجابية والعيش فى سلام والإقبال على الحياة ، والتمتع بها والتخطيط لمستقبله بثقة وأمل ويعمل بحيث يتناغم فى وحدة واحدة مع أفراد المجتمع ومشکلاته ، والإنسان الإيجابى المتمتع بصحة نفسية يصبر عند البلاء ويشکر فى الرخاء ويرضى بالقضاء .

ثانيا : الرضا عن الحياة وتقدير الذات:

تقدير الذات Self – esteem هو فکرة الفرد واعتقاده عن ذاته وقدراته ومدى تقييمه لها . فيمکن أن يکون تقديره لذاته مرتفعا أو متدنيا ، فالأفراد الذين يحصلون على درجات مرتفعة فى تقدير الذات ولديهم قدر کبير من الثقة فى ذواتهم وقدراتهم ويعتقدون فى أنفسهم الجدارة والحب من الآخرين ، بينما الأفراد الذين يحصلون على درجات منخفضة فى تقدير الذات لديهم فکرة متدنية عن ذواتهم حيث يعتقدون أنهم يفشلون وغير مقبولين للآخرين . ولکى يصبح الفرد سعيدا مع نفسه راضيا عن حياته عليه أن يحدث نوعا من التوازن بين مطالبه الخاصة ومتطلبات الواقع، بمعنى أن يشبع حاجاته دون الشعور بالإحباط ، ويقدر نجاح الفرد فى تحقيق هذا التوازن بنمو مفهوم الذات لديه بدرجة مقبولة ، بمعنى تکوينه صورة عن ذاته يحبها ويرغبها ، وعندئذ يتکون لديه تقديرا مرتفعا لذاته . حيث أن تقدير الذات المرتفع هو أکثر الأساليب التى يمکن أن يستخدمها الفرد للوصول إلى حالة التوافق ، فيستطيع أن يقتحم المواقف الجديدة أو الصعبة دون أن يفقد شجاعته ، بينما يميل الفرد ذو التقدير الذاتى المنخفض إلى الشعور بالهزيمة حتى قبل أن يقتحم المواقف الجديدة الصعبة حيث يتوقف الفشل مسبقا ، ومن ثم يحدث عدم الرضا عن الحياة .

وکذلک فإن تقدير الذات هو الفکرة التى يدرکها الفرد عن کيفية رؤية الآخرين وتقييمهم له ( صبحى الحارثى ، 2010).

وفهم الفرد لنفسه وتقييمها تقييما موضوعيا ومعرفة جوانب القوة والقصور يعکس مقدرة الفرد على فهم نفسه بشکل موضوعى وواقعى ومدى تقديره لمبدأ الفروق الفردية ومجمله أن الناس فيما بينهم لا يمتلکون أو يتمتعون بنفس المقادير المتساوية من حيث القدرات الجسمانية والعقلية والمعرفية والانفعالية والاجتماعية والتعليمية .... الخ ، أى أن فهم الفرد لذاته وتقديره لها يجعله يضبط نفسه وحياته بطريقة تجعله يواجه الصعوبات التى يمر بها فى حياته ( عبد المطلب
أمين ، 1998 :68 ) .

وقد أشارت دراسات عديدة إلى أن الأشخاص الذين تقل لديهم الفجوة بين صورة الذات المثالية والذات الواقعية يکونون أکثر رضا عن الحياة ، وأن الشخص يمکنه تحقيق الرضا عن طريق حل الصراعات الداخلية التى يعانى منها وبتحقيق قدر من التکامل فى الشخصية والتوازن بين الواجبات والحقوق .

فالفرد الذى يرضى عن نفسه ويتقبلها ، ويکون لديه تقدير جيد للذات نجد أنه يسعى دائما لتحقيق ذاته بالکفاح والتفوق وتکون لديه الفرصة للعمل والمثابرة وتحقيق التفوق ، کذلک فإن الفرد الذى يضع لنفسه أهدافا ومستويات من الطموح فى ضوء التقدير الواقعى لقدراته وإمکاناته يلقى النجاح وهذا بدوره يؤدى إلى زيادة نشاطه فى العمل والإنجاز وهکذا نجد أن تقدير الذات له أهميته البالغة فى تنشيط الفرد للعمل والتفوق ( مديحة العزبى ، إخلاص عبد الحفيظ ، 1991 ) .

وقد أسفرت نتائج دراسة ( الدسوقى ، 1998 ) ارتباط موجب بين الرضا عن الحياة وتقدير الذات وذلک على عينة من المصريين الراشدين ووجود ارتباط سالب بين الرضا عن الحياة والوحدة النفسية ، کما أشارت نتائج دراسات کل من : هونج وجيانکوبولوس ( Hong & Giankopoulos , 1993 ) ، وروجرز (Rogers , 1997)، وهدى عبده ، ريان علم الدين ( Abdo & Alamuddin , 2007 ) إلى أن تقدير الذات منبئ بدرجة کبيرة بالرضا عن الحياة .

وتقدير الذات اتجاه من الفرد نحو نفسه يعکس من خلاله فکرته عن ذاته وخبرته الشخصية معها ، وهو بمثابة عملية فينومونولوجية يدرک الفرد بواسطتها خصائصه الشخصية مستجيبا لها سواء من صورة انفعالية أو سلوکية ، وعلى ذلک فإن تقدير الذات عبارة عن تقييم من الفرد لذاته فى سعى منه نحو التمسک بهذا التقييم بما يتضمنه من إيجابيات تدعوه لاحترام ذاته مقارنا نفسه بالآخرين ، وبما يتضمنه هذا التقييم أيضا من سلبيات لا تقلل من شأنه بين الآخرين ويسعى فى نفس الوقت للتخلص منها ( صفوت فرج ، 1991).

ويرى معظم علماء النفس أن الذات تتکون من ثلاثة أبعاد هى : ( مصطفى الحارونى ، 2007)

1. الذات الواقعية Real – self وهى الطريقة التى يرى بها الفرد نفسه أو الذات التى يعتقد أنه عليها فى الواقع ، وتتأثر بالذات الجسمية للشخص ، ومظهره الشخصى ، وقدراته ، وقيمه ، ومعتقداته ، ومستويات طموحه .

2. الذات المثالية Ideal – Self وهى الصورة التى يود الشخص أن يکون عليها ، وکلما اقترب الفرد من ذاته المثالية زاد تقديره لذاته ، ويعد عدم التطابق بين الذات المثالية والذات الواقعية دليلا على عدم التوافق .

3. الذات الاجتماعية Social – Self وهى الصورة التى يعتقد الشخص أن الآخرين يرونها فيه ، وتتمثل فى مدرکات الفرد وتصوراته التى تحدد الصورة التى يعتقد أن الآخرين فى المجتمع يتصور أنها عنه .

وجهل الإنسان نفسه وعدم معرفته بقدراته يجعله يقيم ذاته تقييما خاطئا فإما أن يعطيها أکثر مما تستحق فيثقل کاهلها وإما أن يزدرى ذاته ويقلل من قيمتها فيسقط نفسه ( صبحى الحارثى ، 2010) .

ويرى روجرز ( Rogers , 1997 ) أن الأفراد الذين يتمتعون بتقدير ذات جيد ، يکون لديهم مستوى رضا عن حياتهم جيد ، حتى مع عدم توافر دعم مادى کاف لهم .

وعطاء الفرد وإنتاجه ورضاه عن حياته قد يتأثر سلبا أو إيجابا بتقديره لذاته ، فبقدر ازدياد المشاعر السلبية تجاه الذات بقدر ما تنحط ثقة الفرد بنفسه وبقدر ازدياد المشاعر الإيجابية تجاهها بقدر ازدياد الثقة بالنفس ، فالبعض لا يقدرون إمکاناتهم وقدراتهم التقدير الصحيح لها فيرونها أقل ومن ثم ينعکس ذلک سلوکهم الذى يکون له تأثير کبير فى تدمير الإيجابيات التى يمتلکونها ، والبعض الآخر يقدرونها حق قدرها ومن ثم ينعکس على سلوکهم فيتصرفون أفضل مع غيرهم ويزيد عطائهم وإنتاجهم وتتکون لديهم شخصية قوية متميزة راضية عن حياتها .

ثالثا : الرضا عن الحياة والوحدة النفسية

تعد الوحدة النفسية Feeling Loneliness والشعور الذاتى بعدم الرضا عن الحياة والتشاؤم والإحساس بالعجز والدونية نتيجة حتمية لما يعانيه الفرد من نقص فى العلاقات القوية والودودة من قبل المحيطين به ، الأمر الذى يترتب عليه عدم التمتع بالصحة النفسية السليمة لعدم شعور الفرد بالأمن والانتماء والولاء .

ولعل من أهم العواقب النفسية والاجتماعية للشعور بالوحدة النفسية أن يصبح الفرد أکثر استهدافا للإصابة بالاضطرابات النفسية مثل الاکتئاب والقلق ومشاعر الملل والسأم وانخفاض تقدير الذات وعدم الرضا عن حياته ، کما قد يعانى من التوتر والخجل الشديد والعجز عن التصرف الکفء ، إضافة إلى العديد من المشکلات السلوکية رغبة فى لفت أنظار الآخرين نظرا لشعوره بالتجاهل والوحدة والانعزال .

وترى ( آمال جودة ، 2005) أن الوحدة النفسية من ظواهر الحياة الإنسانية يخبرها الإنسان بشکل ما ، وتسبب له الألم والضيق والأسى ، فهى حقيقة حياتيه لا مفر منها ، ولاتقتصر على فئة عمرية معينة ، فيعانى منها الأطفال ، المراهقون ، الراشدون ، والمسنون.

کما تشير ( زينب شقير ، 2002 ، 279 ) إلى أن الشعور بالوحدة النفسية هو حالة غير سوية يصاحبها أعراض من التوتر والضيق مع انخفاض تقدير الذات ، واحترام الآخرين وعجز فى تحقيق تواصل انفعالى واجتماعى عن سوى مع الآخرين ، مع ميل للانفراد والعزلة مع شعور الفرد بأنه غير ودود أو محبوب من الآخرين وغير حذاب للجنس الاخر.

والوحدة النفسية هى تلک الخبرة غير السارة التى تضطرب فيها العلاقة بين الواقع وعالم الذات وتنبئ عن عجز فى المهارات الاجتماعية فى شبکة العلاقات الاجتماعية ، ويصاحبها أعراض سيکوسوماتية ومشکلات تدور حول نقص الأصدقاء والدفء فى العلاقات ، ومن ثم افتقاد الرابطة الوجدانية مع الوسط المحيط ، مما يؤثر على الأداء السيکولوجى والتوافق العام للفرد ( أبو بکر مرسى ، 1999) .

أما ( جمال تفاحة ، 2005) فيرى أن الوحدة النفسية هى إحساس الفرد بعدم التقبل من المحيطين به وافتقاد الحب والود والمساندة من جانبهم ، الأمر الذى يترتب عليه الشعور بالتوتر والرغبة فى العزلة والانطواء وقطع العلاقات الاجتماعية معهم.

والشعور بالوحدة النفسية خبرة نفسية مؤلمة تنتج عن شعور الفرد بعدم القرب النفسى من أعضاء أسرته والمحيطين به وفقدان الثقة والعلاقات الاجتماعية الدافئة معهم ، وتوقع الرفض منهم ، وشعوره بالعزلة عنهم فلا ينخرط معهم فى إقامة علاقات مثمرة ومشبعة ، وقد تکون نتيجة موقف أو أزمة ألمت بالفرد فأدت إلى عزلته وانسحابه وقلة أصدقائه وشعوره بالإهمال من قبل الجماعة .

وإحساس الفرد بالوحدة النفسية يتضمن أربعة مکونات أساسية هى ( إبراهيم
قشقوش ، 1988):-

  1. إحساس الفرد بالضجر نتيجة افتقاد التقبل والتواد والحب من جانب الآخريين وسمى هذا المکون بـ : الصداقة والحب .

2. إحساس الفر بوجود فجوة نفسية تباعد بينه وبين أشخاص الوسط المحيط به ويصاحبها أو يرتبط عليها افتقد الفرد لإنسان يستطيع أن يثق فيه وسمى هذا المکون بــ : الفجوة النفسية .

3. معاناة الفرد لعدد من الأعراض العصابية ، کالإحساس بالملل والإجهاد وانعدام القدرة على ترکيز الانتباه والاستغراق فى أحلام اليقظة وسمى هذا المکون بــ : الأعراض العصابية.

  1. إحساس الفرد بافتقاد المهارات الاجتماعية اللازمة لانخراطه فى علاقات مشبعة أو مستمرة مع الآخرين وسمى هذا المکون ب، : المهارة الاجتماعية

بينما يرى ( محمود مندوه ، 2005 ) أن الشعور بالوحدة النفسية يتضمن ثلاثة أبعاد :

1. الشعور بالعزلة : وتعنى شعور الفرد بأنه بعيد عن الآخرين ، لا يتفاعل معهم ولا يشترک معهم فى الأنشطة المختلفة ، وأنهم لا يهتمون بمشاکله الخاصة .

  1. الشعور بالحزن والتشاؤم : ويقصد به شعور الفرد بالخوف وعدم التفاؤل والشعور بعدم السعادة.

3. افتقاد المهارات الاجتماعية : وتعنى نقص عملية التواصل مع الآخرين وعدم الاجتماع معهم ، والارتباط فى المواقف الاجتماعية وعدم القدرة على القيام ببعض الأعمال التى يشترک فيها مع شخص آخر .

کما يراها ميرفى ونبشک ( Murphy & Knpshik ,1992 )  أحد أعراض سوء التوافق الاجتماعى للفرد ، وأن تدعيم الشعور بالأمن ، وتنمية تقدير الذات ورضا الفرد عن حياته ذا تأثير إيجابى حيث أنها بمثابة العوامل المهمة فى تخفيف ذلک الشعور بالوحدة النفسية وتحقيق التوافق الاجتماعى والسعادة ومن ثم الرضا عن الحياة.

والإحساس بعدم الرضا عن الحياة ذو تأثير على شخصية الفرد وتکيفه وعلاقاته داخل المجال الاجتماعى الذى يعيش فيه ، وهو تأثير لا ينبغى إغفاله أو تجاهله إذا کان يراد للفرد أن يعيش حياة مستقرة ( مجدى الدسوقى ، 1998 ) .

بحوث ودراسات سابقة :

تعرض الباحثة عددا من الدراسات السابقة المرتبطة بمتغيرات الدراسة الحالية :

أجرى کل من هونج وجيانا کوبولوس ( Hong & Giannkopoulos , 1993 ) بهدف التعرف على عدد من المتغيرات التى قد تنبأ بالرضا عن الحياة ، ومنها تقدير الذات ومرکز التحکم والاکتئاب ، وذلک على عينة قوامها ( 818 ) رجلا ، و (904 ) امرأة تراوحت أعمارهم من (17 : 40 ) عاما ،وقد کشفت النتائج أن تقدير الذات أفضل منبئ بالرضا عن الحياة .

وتناولت دراسة ( صابر عبد المولى ، 1994 ) الکشف عن  العلاقة بين الرضا عن الحياة وقلق الموت لدى عينة من الشباب والکشف عن الفروق بين البنين والبنات فى الرضا عن الحياة ، وذلک على عينة من شباب کلية الزراعة ، جامعة المنيا قوامها ( 104 ) طالبا وطالبة تراوحت أعمارهم بين 20 : 23 سنة واستخدم الباحث مقياسا لکل من الرضا عن الحياة وقلق الموت وکان من بين نتائجها : عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين البنين والبنات فى درجات مقياس الرضا عن الحياة .

وکذلک أجرى ( رياض ملکوش ، 1995 ) دراسة کان من أهدافها ومحاولة کشف العلاقة بين الرضا عن الحياة وبعض المتغيرات الديمغرافية والاجتماعية ، وذلک على عينة عددها ( 232 ) معلمة من معلمات رياض الأطفال ، وقد أوضحت النتائج وجود علاقة موجبة بين الرضا عن الحياة وکل من الدخل ومستوى التعليم ، وعدم وجود علاقة بين الرضا وکل من العمر الزمنى والحالة الاجتماعية ، وکذلک لم تختلف درجة الرضا عن الحياة باختلاف تقدير الذات.

وقام ناب وماجى ( Knapp & Magee , 1997  ) بدراسة من أهدافها الکشف عن العلاقة بين الرضا عن الحياة وکل من الإنجاز والعمر الزمنى لدى طلاب الجامعة ، وأشارت النتائج إلى وجود علاقة موجبة بين الرضا عن الحياة والإنجاز الأکاديمى لدى عينة الدراسة ، کما تقل درجة الرضا عن الحياة بزيادة العمر .

بينما دراسة روجرز ( Rogers , 1997 ) التى کان من أهدافها الکشف عن العوامل المرتبطة بالرضا عن الحياة ، وتأثير الدخل المنخفض على الرضا عن الحياة لدى المسنين وذلک على عينة قوامها (79) فرد أعمارهم فوق ستين عماما وکشفت النتائج أن الأفراد الذين يتمتعون بتقدير ذات جيد ودعم اجتماعى أکثر رضا عم حياتهم بالرغم من انخفاض الدعم المادى لهم کما أظهرت النتائج أن تقدير الذات والدعم الاجتماعى والصحة الجسمية منبأت جيدة بالرضا عن الحياة .

کما أجرى ( مجدى الدسوقى ، 1998 ) دراسة على عينة من المصريين الراشدين تهدف إلى الکشف عن علاقة الرضا عن الحياة وبعض المتغيرات النفسية من بينها الوحدة النفسية ، وأشارت النتائج إلى وجود ارتباط سلبى بين الرضا عن الحياة والوحدة النفسية ، وارتباط موجب بين الرضا عن الحياة وتقدير الذات .

بينما هدفت دراسة ( علاء الشعراوى ، 1999 ) دراسة هدفت إلى بحث الکشف عن العلاقة بين الرضا عن الحياة وبعض سمات الشخصية ، والدافع للإنجاز الأکاديمى ، وکذلک بحث الفروق بين الجنسين ، وذلک على عينة قوامها ( 121 ) طالبا وطالبة من طلاب کلية التربية بجامعة المنصورة ، طبق عليهم الباحث مقياسات لکل من الرضا عن الحياة  لسمات والإنجاز الأکاديمى ، وکان من نتائج الدراسة : وجود ارتباط موجب دال بين درجات الرضا عن الحياة بأبعاده ودرجات سمات الشخصية ( الثقة بالنفس وتحمل المسئولية والثبات الانفعالى ) وکذلک وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات الجنسين فى أبعاد الرضا عن الذات والرضا عن الأقران لصالح الذکور .

ودراسة ( محمد السيد ، والسيد سليمان ، 2000 ) التى هدفت إلى الکشف عن بعض المتغيرات الشخصية والديموغرافية المرتبطة بالرضا عن الحياة لدى المسنين وذلک على عينة عددها ( 50 ) فردا من المسنين ذکورا وإناثا تراوحت أعمارهم بين 60 : 85 عاما واستخدم الباحثان مقياسا لکل من : الرضا عن الحياة وتقدير الذات وموضع الضبط ، فقد أظهرت نتائج هذه الدراسة اختلاف درجة الرضا عن الحياة باختلاف العمر الزمنى ، ووجود ارتباط موجب دال بين الرضا عن الحياة وتقدير الذات .

کما اهتمت دراسة ( فريح العنزى ، 2001 ) بالکشف عن العلاقة بين الرضا عن الحياة وبعض سمات الشخصية ( الثقة بالنفس – التفاؤل – التوازن الوجدانى ) وذلک على عينة مکونة من ( 410) طالبا وطالبة من کلية التربية الأساسية بدولة الکويت بواقع ( 192 ) طالبا ، ( 218 ) طالبة ، مقياسات لکل من الرضا عن الحياة والثقة بالنفس ، ومقياس التوازن الوجدانى ( الإيجابى والسلبى ) ، وقد أوضحت نتائجها : عدم وجود فروق دالة بين الذکور والإناث فيما يتعلق بالرضا عن الحياة والتفاؤل ، وکذلک وجود ارتباط موجب بين الرضا عن الحياة والتفاؤل والتوازن الوجدانى الإيجابى ، وارتباط سالب بين الرضا عن الحياة والتوازن الوجدانى السلبى .

وکذلک أجرى ( يوسف الرحيب ، 2001 ) دراسة هدفت إلى الکشف عن العلاقة بين الرضا عن الحياة وبعض المتغيرات الديموجرافية لدى عينة کويتية ، وأظهرت نتائجها عن عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين الجنسين فى الرضا عن الحياة ولم تظهر فروق دالة بين المتزوجين وغير المتزوجين فى عوامل الرضا عن الحياة.

کما قامت ( إکرام درويش ، 2002 ) بدراسة هدفت إلى التعرف على مستوى درجات الرضا عن الحياة لدى الفرد الأردنى فى الفئة العمرية من ( 40 -60 ) عاما فى مجالات الحياة المختلفة ، وأجريت على عينة قوامها ( 1500) فردا ، وأظهرت النتائج أن الفرد الأردنى يتمتع بالرضا عن الحياة بشکل عام ، وکان مجال الأسرة فى مقدمة المجالات ، وکان مجال وسائل الاستجمام أدناها من حيث الرضا ، کما أظهرت النتائج وجود فروق بين الجنسين فى درجات الرضا عن مجالات العلاقات الحميمة والأسرة والدين ولصالح الذکور ، ولم تظهر فروق بين الجنسين فى المجالات الأخرى .

وکذلک قام ( عادل محمود سليمان ، 2003 ) بدراسة کان من أهدافها التعرف على العلاقة بين الرضا عن الحياة وتقدير الذات لدى مديرى المدارس الحکومية ومديراتها فى محافظات شمال فلسطين ودور کل من الجنسين – عدد سنوات الخبرة ، المؤهل العلمى والحالة الاجتماعية على کل من درجة الرضا عن الحياة وتقدير الذات ، وتکونت عينة الدراسة النهائية من ( 251 ) مديرا ومديرة ، وقد استخدم الباحث استبانة للرضا عن الحياة وأخرى لتقدير الذات ، ومن نتائج الدراسة : عدم وجود علاقة بين درجة الرضا عن الحياة وتقدير الذات لدى عينة الدراسة ، وجود فروق لصالح الإناث فى مجالات الرضا عن الحياة فى الناحية الاقتصادية – الحياة الدينية – النقل والمواصلات – العناية بالصحة لصالح، وجود  إحصائيا لصالح المتزوجين ، وجود فروق فى مجالات : الحياة الاجتماعية – الحياة السياسية – الخدمات – والدرجة الکلية للرضا عن الحياة  ، ولصالح الخبرة الأقل من ( 5 ) سنوات .

کما تناولت دراسة ( محمد يوسف محمود ، 2003 ) الکشف عن الفروق بين الجنسين فى الرضا عن الحياة ، والعلاقة بين قلق الموت والرضا عن الحياة لدى عينة من المسنين ذوى التوجه الدينى ( الحقيقى / الظاهرى ) وتکونت عينة هذه الدراسة من ( 131 ) من الرجال والسيدات تراوحت أعمارهم بين 66 : 88 عاما ، وکان من نتائجها عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسط درجات المسنين الذکور ومتوسط درجات المسنات فى الرضا عن الحياة وقلق الموت .

وکذلک أجرت  ( الجوهرة بنت عبد القادر شيبى ، 2005م ) دراسة هدفت إلى الکشف عن الشعور بالوحدة النفسية وعلاقتها بسمات الشخصية وفقا للمقياس المعد لنظرية أريکسون ، ودراسة الأثر المحتمل لکل من متغير ( العمر – الاختصاص – المستوى الدراسى ) على المتغيرات الأخرى لدى عينة من طالبات جامعة أم القرى ، عينة ( 400 ) طالبة من التخصصات العلمية والأدبية ، 200 أدبى ، 200 علمى ، وکشفت النتائج عن وجود ارتباط سالب بين الوحدة النفسية وسمات الشخصية ، والإحساس بالثقة ، الإحساس بالإنجاز ، الإحساس بالهوية ، الإحساس بالألفة .

کما أجرى ( جابر عيسى ، ربيع رشوان ، 2006 ) دراسة کان من أهدافها التعرف على الفروق بين المجموعات العمرية المختلفة ، وکذلک بين الذکور والإناث فى الرضا عن الحياة ، وکانت عينة الدراسة ( 300 ) تلميذا وتلميذة تراوحت أعمارهم بين ( 11 – 14 ) سنة واستخدما مقياس الرضا عن الحياة المتعدد الأبعاد إعداد ( Huebner , 1994 ) تعريب وتقنين الباحثان ، وکان من نتائجها : عدم وجود فروق دالة بين الذکور والإناث فى الرضا عن الحياة ، وکذلک عدم وجود فروق بين المجموعات العمرية المختلفة فى الرضا عن الحياة .

أما دراسة ( عزة مبروک ، 2007 ) التى اهتمت بتحديد المتغيرات المنبئة بالرضا عن الحياة وذلک على عينة قوامها ( 113 ) من المسنين الذکور المصريين ، واستخدمت مقياس الرضا عن الحياة ، الانبساطية ، درجة التدين ، العصابية ، تقدير الذات ، فقد أسفرت عن نتائج منها : وجود علاقة ارتباطية إيجابية دالة لمتغير الرضا عن الحياة بکل من التقدير الذاتى للصحة الجسمية ، ودرجة التدين ، التعليم ، الانبساطية ، ووجود علاقة سلبية بکل من العمر الزمنى والعصابية ، وعدم وجود فروق فى الرضا ترجع إلى الحالة الزواجية .

وکذلک أجرت کل من هدى عبده ، وريان علم الدين ( Abdo & Alamuddin , 2007 ) دراسة هدفت إلى التنبؤ بالرضا عن الحياة من خلال تقدير الذات والتفاؤل والمستوى الاجتماعى والاقتصادى ، وذلک على عينة قوامها ( 689 ) من الشباب اللبنانى ( ذکور / إناث ) تراوحت أعمارهم ما بين ( 17  - 24 ) عاما وقد أظهرت نتائج هذه الدراسة أن کل من تقدير الذات والتفاؤل والمستوى الاقتصادى والاجتماعى منبئ بدرجة کبيرة بالرضا عن الحياة ، کما أظهرت النتائج أن أفراد العينة من الذکور کانوا أکثر رضا عن الحياة مقارنة بالإناث .

کما هدفت دراسة ( عاشور دياب ، 2007 ) إلى الکشف عن العلاقة بين الرضا عن الحياة والوعى الدينى ومعرفة دلالة الفروق بين الذکور والإناث فى الرضا عن الحياة ، وتکونت عينة الدراسة من (260 )طالبا وطالبة من طلاب کلية التربية والتربية النوعية جامعة المنيا ، وکان من نتائج الدراسة وجود علاقة موجبة دالة بين الرضا عن الحياة والوعى الدينى ، ووجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطى درجات الذکور ومتوسطى درجات الإناث فى الرضا عن الحياة لصالح الإناث.

أما دراسة راو (Rao, 2007) فقد استهدفت الکشف عن مستوى الرضا عن الحياة لدى المسنين ، وذلک على عينة عددها (226) مسنا من الجنسين ، وطبق عليهم مقياس الرضا عن الحياة وأظهرت النتائج أن المسنين المقيمين مع أسرهم أکثر رضا عن حياتهم مقانة بالمقيمين بدور الإيواء ، کما أظهرت وجود فروق فى الرضا عن الحياة لصالح الذکور.

بينما قامت ( بسمة بنت حسن ، 2007) بدراسة کان من أهدافها الکشف عن طبيعة العلاقة بين الرضا عن الحياة وبعض سمات الشخصية وکذلک الفروق فى الرضا عن الحياة فى ضوء متغيرى الحالة الاجتماعية والعمر ، فتکونت العينة من (480) طالبة من طالبات جامعة أم القرى بمکة المکرمة ( علمى – أدبى ) ومن نتائج الدراسة : وجود علاقة ارتباطية موجبة بين الرضا عن الحياة ترجع إلى متغيرى الحالة الاجتماعية – والعمر.

کما هدفت دراسة ( أحمد عبد الخالق ، 2008 ) بيان معدلات الرضا عن الحياة لدى عينات کويتية مختلفة ، والکشف عن الفروق بين الجنسين وبين الأعمار فى الرضا عن الحياة ، وکان عينة الدراسة ( 1.416 ) مواطنا کويتيا تراوحت أعمارهم بين ( 15 – 61 ) عاما ، ( طلاب ثانوى ، طلاب جامعة ، موظفون ) واشتملت کل عينة على الجنسين ، واستخدم مقياس الرضا العام عن الحياة من وضع دينر وزملائه ( Diener , et al , 1985  ) ترجمة وتقنين الباحث ، وکان من نتائج الدراسة : وجود فروق فى الرضا عن الحياة لصالح الأکبر سنا ، وعدم وجود فروق بين الجنسين لدى طلاب الثانوى والجامعة ، بينما ظهرت فروق لصالح الذکور فى عينة الموظفين والموظفات .

کما استهدفت دراسة ( نعمات علوان ، 2008 ) التعرف على علاقة الارتباط بين متوسطات درجات مقياس الرضا عن الحياة والوحدة النفسية لدى عينة من زوجات الشهداء الفلسطينيين وتکونت عينة الدراسة من (211 ) زوجة شهيد فى محافظات غزة ، استخدم الباحث مقياس الرضا عن الحياة من إعداده ومقياس الشعور بالوحدة النفسية من إعداده ، وکان من بين نتائج الدراسة : وجود علاقة ارتباط سالبة دالة بين کل من متوسطات درجات مقياس الرضا عن الحياة والوحدة النفسية .

بينما أجرى شبنج وآخرون (Chaing, et. al., 2008) دراسة هدفت التعرف على أثر تقدير الذات على الرضا عن الحياة لدى عيمة من المسنين عددهم (75) مسنا تم تقسيمهم على مجموعتين: أحدهم تجريبية (36) مسنا والأخرى ضابطة (39) مسنا وتعرضت المجموعة التجريبية لبرنامج يهدف إلى تحسين تقدير الذات لمدة ثمانية أسابيع وذلک لمعرفة أثره على مستوى الرضا عن الحياة لديهم ، وأظهرت النتائج أن مستوى الرضا عن الحياة لدى أفراد المجموعة التجريبية قد ارتفع بارتفاع مستوى تقدير الذات مما يشير إلى وجود علاقة ايجابية بين تقدير الذات والرضا عم الحياة.

کما قام ليو و جو (Liu & Gow, 2008) بدراسة استهدفت الکشف عم الرضا عن الحياة لدى المسنين وعلاقته بالوحدة النفسية والاکتئاب والصحة الجسمية وتکونت العينة من (275) مسنا مقيما بدور الرعاية و(315) مسنا مقيما مع أسرته وکشفت النتائج عن : أن المسنين المقيمين بدور الرعاية لديهم رضا عن الحياة منخفض ، وشعور بالوحدة النفسية مرتفع مقارنة بالمسنين المقيمين مع أسرهم ، مما يشير إلى وجود علاقة ارتباطية بين الرضا عن الحياة والوحدة النفسية .

وکذلک هدفت دراسة ( جمال تفاحة ، 2009 ) إلى الکشف عن الفروق بين المسنين المقيمين مع أسرهم والمقيمين بدرو الرعاية من الجنسين فى الرضا عن الحياة والصلابة النفسية ، وتکونت عينة الدراسة من (120) مسنا من الجنسين ، وکان من نتائجها : وجود علاقة موجبة بين الرضا عن الحياة والصلابة النفسية.

تعقيب على الدراسات السابقة:

من خلال عرض الباحثة عدداً من الدراسات السابقة المرتبطة بمتغيرات الدراسة، يمکن ملاحظة التالي:

  1. ندرة الدراسات التي تناولت الرضا عن الحياة ومتغير عدد سنوات الخبرة.

2. وجود علاقة ارتباطية إيجابية بين الرضا عن الحياة وتقدير الذات (Hong & Giann Kopoules 1993 – Rogers, 1997 – مجدي الدسوقي 1998-  محمد السيد، السيد سليمان2000 – عزة مبروک 2007 – Chaing et. al., 2008) کما وجدت دراسة (هدى عبده وعلم الدين 2007) أن کل من تقدير الذات والتفاؤل منبئ بدرجة کبيرة بالرضا عن الحياة. بينما کشفت نتائج دراسة (رياض ملکوش 1995 – عادل سليمان 2003) عدم وجود
علاقة بينهما.

3. وجود علاقة ارتباطية سلبية بين الرضا عن الحياة والوحدة النفسية (مجدي الدسوقي 1998 – فريح العنزي 2001 – الجوهرة بنت عبد القادر 2005 – نعمات علوان 2008 – Liu
& Gow, 2008).

4. تباين نتائج الدراسات فيما يتعلق بالفروق بين الجنسية في الرضا عن الحياة، حيث کشفت دراسات عن عدم وجود فروق بين الذکور والإناث. (صابر عبد المولى 1994 – رياض ملکوش 1995 – فريح العنزي 2001 – يوسف الرحيب 2001 – محمد يوسف 2003 جابر عيسى وربيع رشوان 2006) وکشفت دراسات عن وجود فروق لصالح الذکور (علاء الشعراوي 1999 – إکرام درويش 2002 – هدى عبده وعلم الدين 2007 – Rao, 2007 – أحمد عبد الخالق 2008) بينما أظهرت نتائج دراسات (عادل سليمان 2003 – عاشور دياب 2007 – جمال تفاحه 2009) وجود فروق لصالح الإناث.

5. تباينت نتائج الدراسات فيما يتعلق بالفروق في الرضا عن الحياة وفقاً لمتغير السن، حيث کشفت دراسات عن عدم وجود فروق في الرضا عن الحياة تعزي إلى السن، (رياض ملکوش 1995 – جابر عيسى وربيع رشوان 2006 – بسمة بنت حسن 2007). بينما کشفت دراسات عن وجود فروق لصالح الأکبر سناً (أحمد عبد الخالق 2008) کما أظهرت دراسات أخرى (محمد السيد، السيد سليمان2000 – عزة مبروک 2007) وجود علاقة سلبية بين الرضا عن الحياة والعمر الزمني.

6. فيما يتعلق بالفروق في الرضا عن الحياة بين المتزوجين وغير المتزوجين فقد کشفت نتائج الدراسات عن عدم وجود فروق بينهما (رياض ملکوش 1995 – يوسف الرحيب 2001 – عزة مبروک 2007 – بسمة بنت حسن 2007) بينما أظهرت دراسة (عادل سليمان 2003) وجود فروق لصالح المتزوجين.

7. أظهرت دراسة (عادل سليمان 2003) وجود فروق في الرضا عن الحياة لصالح الخبرة الأقل
من (5) سنوات.

فروض الدراسة

وفي ضوء الإطار النظري ونتائج الدراسات السابقة يمکن صياغة فروض الدراسة على
النحو التالي:

  • الفرض الأول: توجد علاقة ارتباطية دالة إحصائياً بين درجة الرضا عن الحياة لدى الأخصائي الاجتماعي ودرجته في تقدير الذات.
  • · الفرض الثاني: توجد علاقة ارتباطية دالة إحصائياً بين درجة الرضا عن الحياة لدى  الأخصائي الاجتماعي ودرجته في الإحساس بالوحدة النفسية.
  • الفرض الثالث: لا يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطي درجات المتزوجين وغير المتزوجين من الأخصائيين الاجتماعيين في الرضا عن الحياة.
  • الفرض الرابع: لا يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطي درجات الذکور والإناث من الأخصائيين الاجتماعيين في الرضا عن الحياة.
  • الفرض الخامس: لا يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطي درجات صغار السن وکبار السن من الأخصائيين الاجتماعيين في الرضا عن الحياة.
  • · الفرض السادس: لا يوجد فرق دال إحصائياً بين متوسطي درجات حديثي الالتحاق بالعمل وقديمي الالتحاق بالعمل من الأخصائيين الاجتماعيين في الرضا عن الحياة.

إجراءات الدراسة :

أولا : عينة الدراسة :

تکونت عينة الدراسة الحالية في صورتها النهائية من عدد ( 100) من الأخصائيين الاجتماعيين العاملين بمدارس ادارتى غرب وشرق المنصورة التعليمية بمحافظة الدقهلية وذلک خلال العام الدراسى 2010- 2011م . والجدول التالى يبين توزيع العينة .

جدول (1) توصيف عينة الدراسة .

البيان

الجنس

الحالة الاجتماعية

السن

سنوات الخبرة

العدد الکلى

ذکور

أناث

متزوج

غير متزوج

دون 40 سنة

فوق 40 سنة

أقل من 5 سنوات

أکثر من 5 سنوات

العدد

29

71

56

44

35

65

18

82

100

 ثانيا : منهج الدراسة :

استخدمت الباحثة المنهج الوصفى التحليلى کأسلوب للدراسة

ثالثا :  الأساليب الاحصائية :

للتحقق من صحة فروض الدراسة استخدمت الباحثة :

  • المتوسطات الحسابية
  • الانحرافات المعيارية
  • معامل ارتباط بيرسون    pearson
  • اختبار " ت "        t-test

وذلک بالاستعانة ببرامج الحزم الاحصائية spss باستخدام الحاسب الألى

رابعا : أدوات الدراسة :

1-مقياس الرضا عن الحياة ( إعداد الباحثة ) :

يتکون المقياس فى صورته النهائية من ( 30 ) عبارة تقيس مدى رضا الفرد عن الحياة بشکل عام ، تتم الإجابة عليها بأن يحدد المفحوص مدى انطباق العبارة عليه من بين خمسة اختيارات هى :

  • تنطبق تماما وتأخذ ( 4 ) درجات .
  • تنطبق بدرجة کبيرة ، وتأخذ ( 3 ) درجات .
  • تنطبق بدرجة متوسطة ، وتأخذ درجتان .
  • تنطبق بدرجة ضعيفة ، وتأخذ درجة واحدة .
  • لا تنطبق تماما ، وتأخذ صفر .

ويتم عکس تقدير الدرجات فى حالة العبارات السالبة وهى : ( 5-14-17-18-26-27) وتتراوح الدرجة على المقياس بين صفر إلى 120 درجة والدرجة المرتفعة تدل على ارتفاع درجة الرضا عن الحياة لدى المفحوص.

ثبات المقياس :

قامت الباحثة بحساب ثبات المقياس بطريقة ألفا کرونباخ ، وبلغ معال الثبات للمقياس 0.87 وهى قيمة تدل على ثبات مرتفع .

کما قامت الباحثة بحساب ثبات المقياس بطريقة التجزئة النصفية ، وبلغ معامل الثبات 0.86 ، وهو دال عند مستوى 0.01 وتشير القيمة إلى درجة عالية من الثبات .

صدق المقياس :

أ – صدق الاتساق الداخلى :

قامت الباحثة بحساب معاملات الارتباط بين درجة کل عبارة من عبارات المقياس والدرجة الکلية للمقياس ، ويوضح الجدول التالى هذه النتائج :

 

جدول (2)

يوضح معاملات الارتباط بين درجة کل عبارة من عبارات المقياس والدرجة الکلية للمقياس

م

معامل الارتباط

م

معامل الارتباط

1

0.639**

16

0.542**

2

0.474**

17

0.614**

3

0.379**

18

0.419**

4

0.321*

19

0.490**

5

0.531*

20

0.640**

6

0.540**

21

0.548**

7

0.459**

22

0.680**

8

0.327*

23

0.503**

9

0.530**

24

0.651**

10

0.537**

25

0.398**

11

0.630**

26

0.299*

12

0.520**

27

0.297*

13

0.399**

28

0.310*

14

0.491**

29

0.524**

15

0.415**

30

0.530**

* دالة عند مستوى 0.05     ** دالة عند مستوى 0.01

ويتضح من الجدول السابق أن جميع معاملات الارتباط بين درجة العبارة والدرجة الکلية للمقياس دالة إحصائيا مما يشير إلى صدق الاتساق الداخلى للمقياس .

ب- صدق المحکمين :

قامت الباحثة بعرض المقياس على عدد من الأساتذة المتخصصين فى مجال علم النفس والصحة النفسية ، وتم تعديل بعض المفردات وحذف بعضها الآخر ، وأخذت الباحثة العبارة التى تم الاتفاق عليها بنسبة 85% فأکثر .

2 - اختبار تقدير الذات ( ترجمة وتعريب : عادل عبد الله محمد 1991 )

أعد هذه الاختبار في الأصل هيلمربتش وستاب وايرفين Helmerich , Stapp , Ervin من جامعة تکساس بالولايات المتحدة الأمريکية وذلک للتعرف على تقدير المراهقين والراشدين لذواتهم . ويتکون الاختبار من ( 32 ) عبارة وتتراوح درجاته بين صفر – 138 درجة وتدل الدرجة المرتفعة على تقدير ذات مرتفع بينما تدل الدرجة المنخفضة على تقدير منخفض للذات .

وقد قام مترجم المقياس بالتأکد من صدقه وثباته وذلک بتطبيقه على عينة من طلاب وطالبات الجامعة وتم حساب الصدق عن طريق : صدق المحکمين ، الصدق التجريبى ، الصدق الذاتى ، ولحساب ثبات الاختبار استخدم الباحث طريقة : إعادة التطبيق ، وحساب معاملات الارتباط الثنائى ، طريقة التجزئة النصفية . وارشادات نتائج الصدق والثبات الى أن الاختبار يتمتع بدرجة مقبولة من الصدق والثبات .

وقد قامت الباحثة الحالية بحساب صدق الاتساق الداخلى عن طريق حساب معاملات الارتباط بين کل عبارة والدرجة الکلية للاختبار وجاءت جميع العبارات دالة ( بعضها عند مستوى 0.05 والآخر عند مستوى 0.01 ) کما قامت بحساب ثبات الاختبار باستخدام طريقة ألفاکرونباخ وبلغ معامل الثبات 0.89 وهى قيمة تشير الى ثبات مرتفع للاختبار .

3-مقياس الاحساس بالوحدة النفسية ( اعداد : إبراهيم قشقوش 1988 )

يتکون المقياس من ( 34 ) عبارة وتتراوح الدرجة على المقياس من ( 34) درجة کحد أدنى الى ( 136) درجة کحد أقصى ، والدرجة المرتفعة تشير الى مدى معاناة الفرد من الاحساس بالوحدة النفسية ، وقد قام معد المقياس بالتأکد من صدقه وثباته وذلک بتطبيقه على عينه من طلاب وطالبات الجامعة من عدة کليات وروعى التجانس في هذه العينة من حيث الوضع الاقتصادى والاجتماعى للأسرة ، وتم حساب الصدق عن طريق صدق البناء والصدق العاملى والصدق التلازمى والقدرة على التمييز بين المجموعات . للتأکد من ثبات المقياس استخدم طريقة الاختبار وأشارت نتائج الصدق والثبات الى أن المقياس يتمتع بدرجة مقبولة من الصدق والثبات وقد أعاد ( مصطفى جبريل ، 1997 ) حساب ثباته عن طريق اعادة تطبيقه بفاصل زمنى ثلاثة أسابيع على عينه من طلاب کلية التربية بدمياط قوامها (74) طالبا وطالبة وقد بلغ معامل الثبات 0.83 وهو دال عند
مستوى 0.01

وقد قامت الباحثة الحالية أيضا بحساب ثبات المقياس بطريقة ألفا کرونباخ ، وبلغ معامل الثبات 0.94 وهى قيمة عالية تدل على ثبات مرتفع للمقياس ، کما قامت بحسابه بطريقة التجزئة النصفية ، وبلغ معامل الثبات 0.91 وهو دال عند مستوى 0.01 ، وتشير هذه القيمة إلى درجة عالية
من الثبات .

کما قامت الباحثة بالتحقق من صدق المقياس عن طريق الاتسان الدراخلى لمفرداته حيث تم حساب معاملات الارتباط بين کل عبارة والدرجة الکلية للمقياس ، وجاءت معاملات الارتباط دالة عن مستوى 0.01

 

نتائج الدراسة وتفسيرهما:

1-ينص الفرض الأول على: " توجد علاقة ارتباطية دالة إحصائياً بين درجة الرضا عن الحياة لدى الأخصائي الاجتماعي ودرجته في تقدير الذات".

ولاختبار صحة هذا الفرض استخدمت الباحثة معامل ارتباط بيرسون Pearson، حيث قامت الباحثة بحساب معامل الارتباط بين درجات أفراد عينة الدراسة على مقياس الرضا عن الحياة ودرجاتهم في اختبار تقدير الذات وقد بلغ معامل الارتباط (0.293) وهي قيمة دالة عند مستوى 0.05 مما يدل على تحقق الفرض، وهذا يشير إلى وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة بي درجات أفراد العينة على مقياس الرضا عن الحياة ودرجاتهم في اختبار تقدير الذات.

وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسات (Hong & Giann Kopoules 1993 – Roges, 1997 – مجدي الدسوقي 1998 – محمد السيد، السيد سليمان2000 – عزة مبروک 2007 – Chaing et al.,2008) بينما تختلف مع دراسة (رياض ملکوش 1995 – عادل سليمان 2003) التي أظهرت عدم وجود علاقة بين الرضا عن الحياة وتقدير الذات.

وترى الباحثة أن هذه النتيجة تبدو منطقية في ضوء ما أشارت اليه نتائج عدد من الدراسات من أن تقدير الذات منبئ جيد بالرضا عن الحياة ويؤکد ذلک ( Rogers , 1997  ) الذى يرى أن الأفراد الذين يتمتعون بتقدير ذات جيد يکون لديهم مستوى جيد من الرضا عن حياتهم حتى مع عدم توافر دعم مادى کاف لهم .

ويمکن أن تفسر في ضوء أن الفرد الذى يتمتع بتقدير ذات جيد يقل لديه الفجوة بين صورة الذات المثالية والذات الواقعية فيحقق قدرا من التکامل في الشخصية والتوازن بين الواجبات والحقوق ، ومن هنا يکون أکثر رضا عن حياته ويسعى الى تحقيق ذاته واشباع حاجاته دون تعارض مع متطلبات وظروف البيئة المحيطة .

والرضا عن الحياة وفقا لنظرية الطموح والانجاز يکون أکبر عندما تقترب الانجازات من الطموحات ( مايکل أرجايل ، 1997 ، 182 ) والتقدير الجيد للذات يمثل دافعا قويا لتوافق الفرد مع متطلبات الحياة وضغوطها المتعددة ، فالتقدير والتقبل المرتفع للذات يعطى الفرد القدرة على تحمل الفشل ويجنبه الوقوع في براثن الاحباط ويجعله متفائلا يقبل الحياة بنفس راضية فترتفع لديه درجة رضاه عن حياته ومن ثم فإن تقدير الذات يعد متغيرا مهما وفعالا في توافق الفرد وصحته النفسية .

2- ينص الفرض الثانى على " توجد علاقة ارتباطيه دالة احصائيا بين درجة الرضا عن الحياة لدى الاخصائى الاجتماعى ودرجته في الاحساس بالوحدة النفسية ".

ولاختبار صحة الفرض قامت الباحثة بحساب معامل الارتباط بين درجات أفراد العينة على مقياس الرضا عن الحياة ودرجاتهم على مقياس الاحساس بالوحدة النفسية ، وقد بلغ معامل الارتباط ( - 0.61 ) وهى دالة عند مستوى 0.01 مما يدل على تحقق الفرض ، ويشير الى وجود علاقة ارتباطيه سالبة دالة بين درجات أفراد العينة على مقياس الرضا عن الحياة ودرجاتهم على مقياس الاحساس بالوحدة النفسية .

وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسات ( مجدى الدسوقى 1998 – فريح العنزى 2001 – الجوهرة بنت عبد القادر 2005 – نعمات علوان 2008 – Liu , Gow  2008   ) وبناء على ذلک يمکن القول أنه کلما ارتفعت درجة رضا الفرد عن حياته انحسر لديه الاحساس بالوحدة النفسية ، فالذين يتمتعون بدرجة جيدة من الرضا عن الحياة يتسمون بالسواء النفسى والخلو من الصراعات والاضطرابات النفسية ، ويميلون الى الاندماج والانخراط مع الآخرين في علاقات ودودة ولديهم ثقة بقدراتهم الذاتية والاطمئنان الى أن الفرد قادر على مواجهة صعوبات الحياة ، ومن ثم يقبل عليها ويرضى عنها وتقل لديه مشاعر الوحدة النفسية ويتکون لديه استعداد ايجابى لمواجهة ضغوط الحياة.

والإحساس بعدم الرضا ذو تأثير على شخصية الفرد وتکيفه وعلاقاته داخل المجال الاجتماعي الذى يعيش فيه ، وهو تأثير لا ينبغى اغفاله أو تجاهله اذا کان يراد للفرد أن يعيش حياة مستقرة ( مجدى الدسوقى 1998 ) وعدم الرضا عن الحياة من المشکلات التي تؤثر على حياة الفرد وسلوکياته ويؤدى به الى مشاعر الأسى والکآبة بالاضافة الى سوء الادراک الاجتماعى والانطواء والشعور بالوحدة النفسية ( اسماعيل بدر 1993).

والشعور بالوحدة النفسية حالة غير سوية يصاحبها أعراض من التوتر والضيق مع انخفاض تقدير الذات واحترام الآخرين وعجز فى تحقيق تواصل انفعالى اجتماعى سوى مع الآخرين ، مع ميل للعزلة  والانفراد ( زينب شقير 2002، 279).

وکذلک فإن الفرد الذى يعانى مشاعر عدم الرضا عن الحياة والقلق يکون دائما متشائما وتنتابه الأفکار الواسواسية السالبة عن مستقبل حياته مما يؤدى إلى السلبية والانطواء ( محمد معوض 1996، 76).

3 – ينص الفرض الثالث على : " لا يوجد فرق دال إحصائيا بين متوسطى درجات الذکور والإناث من الأخصائيين الاجتماعيين فى الرضا عن الحياة " .

وللتحقق من صحة هذا الفرض استخدمت الباحثة اختبار " ت " للکشف عن دلالة الفروق، والجدول التالى يوضح قيمة " ت " ودلالتها .

جدول (3)

قيم " ت " ودلالتها فى الرضا عن الحياة تبعا للحالة الاجتماعية

الحالة الاجتماعية

العدد (ن)

م

ع

ت

مستوى الدلالة

متزوج

56

91.13

12.76

0.4443

غير دالة

غير متزوج

44

90.00

12.52

ويتضح من الجدول (3) عدم وجود فرق دال إحصائيا بين متوسطى درجات أفراد العينة المتزوجين وغير المتزوجين ، مما يشير إلى تحقق الفرض ، وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسات ( رياض ملکوش ، 1999 – يوسف الرحيب 2001 – عزة مبروک 2007 – بسمة بنت حسن 2007 ) بينما تختلف مع دراسة ( عادل سليمان 2003 ) التى کشفت عن وجود فروق لصالح المتزوجين .

ويمکن أن تفسر هذه النتيجة فى ضوء وجود بعض المتغيرات الأخرى ذات التأثير فى درجة الرضا عن الحياة تبدو أکثر أهمية من متغير الحالة الزواجية للفرد منها : الدعم الاجتماعى والمادى ، الصحة الجسمية ، الثقة بالنفس ، التدين ، مستوى التعليم وغيره من المتغيرات التى قد تجعل متغير الزواج عديم التأثير على الرضا عن الحياة .

وما يراه ( أحمد عبد الخالق ، 2008 ) أن الرضا عن الحياة تقدير يضعه الفرد لنوعية حياته بوجه عام اعتمادا على حکمه الشخصى .

وما تراه ( هدى عبده علم الدين ، 2007 ) من أن تقدير الذات والتفاؤل والمستوى الاقتصادى والاجتماعى منبآت بدرجة کبيرة بالرضا عن الحياة .

کما تؤکد ذلک ( عزة مبروک ، 2007 ) حيث ترى أن الرضا عن الحياة تقييم معرفى ذاتى فى ضوء ما يدرکه الفرد من إنجازات ، وشعوره بالأمن والطمأنينة والانسجام مع الواقع ، وأن الرضا يتمثل فى ثلاث خصائص هى : الخبرة الذاتية التى تنبثق داخل الفرد – غياب الوجدان السلبى – التقييم الشامل لکافة جوانب حياة الشخص .

وما يشير إليه ( مايکل آرجايل ، 1997 ) : " من أن الشعور بالرضا نوع من التقدير الهادى .. والتأمل .. لمدى سير الأمور .. سواء الآن .. أو فى الماضى " .

وما يشير إليه ( حسام الدين عزب ، 2004 ) من وجود مدى فسيح من التصورات التى تؤثرفى الرضا عن الحياة بشکل عام وهى من قبيل : الوضع المهنى وفرص العمل ، وحالة المسکن ، والأمن الشخصى والأسرى ، والأنظمة التعليمية ، وقضاء وقت الفراغ ، والحالة الصحية والظروف النفسية التى يعيشها الفرد .

4 – ينص الفرض الرابع على : " لا يوجد فرق دال إحصائيا بين متوسطى درجات الذکور والإناث من الأخصائيين الاجتماعيين فى الرضا عن الحياة " .

وللتحقق من صحة الفرض استخدمت الباحثة اختبار " ت " للتحقق من دلالة الفروق ، والجدول التالى يوضح قيمة " ت " ودلالتها .

جدول (4)

قيم " ت " ودلالتها فى الرضا عن الحياة تبعا للجنس

الجنس

ن

م

ع

ت

مستوى الدلالة

ذکور

29

84.37

12.63

4.5669

دالة عند مستوى 0.1

إناث

71

95.13

1.90

ويتضح من الجدول (4) وجود فرق دال إحصائيا عند مستوى ( 0.01 ) بين متوسطى درجات الذکور والإناث على مقياس الرضا عن الحياة ، ولصالح الإناث ، وهذا يشير إلى عدم تحقق
الفرض الرابع .

وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسة ( عادل سليمان ، 2003 – عاشور دياب 2007 – جمال تفاحة 2009 ) التى اظهرت فروق لصالح الإناث .

بينما اختلفت مع نتائج دراسات ( علاء الشعراوى 1999 – إکرام درويش 2002 – هدى عبده وعلم الدين 2007 – Rao , 2007 – أحمد عبد الخالق 2008 ) التى کشفت عن فروق لصالح الذکور ، وکذلک اختلفت مع نتائج دراسات ( صابر عبد المولى 1994 – رياض ملکوش 1995 – فريح العنزى 2001 – يوسف الرحيب 2001 – محمد يوسف 2003 – جابر عيسى وربيع رشوان 2006 ) التى أظهرت عدم وجود فروق بينها .

ويمکن للباحثة أن تفسر هذه النتيجة فى ضوء : أن الرجل قد يواجه بعض المشکلات الاقتصادية والاجتماعية والمسئوليات الملقاة عليه ( والتى کثرت فى هذا العصر ) مما يسبب له ضغوطا أکبر ومن ثم تؤثر على رضاه عن حياته .

أن المرأة أصبحت تمارس ألوان النشاط الاجتماعى المختلفة ، وتبوأت مناصب الإدارة والرئاسة ، وکذلک ما تتمتع به الآن من حرية واستقلالية نتيجة التحرر الحضارى والتأثر بالحضارة والثقافة الغربية ، وأصبحت تخطو خطوات سريعة نحو التحرر من السيطرة الأسرية التى فرضت عليها بحکم التنشئة الاجتماعية التى تغيرت الآن ، کما أن المرأة شارکت الرجل فى الإنتاج مما رفع من مستواها الاقتصادى والاجتماعى وإحساسها بذاتها وبأهميتها فى المجتمع ، ومن ثم ارتفع لديها الرضا
عن الحياة .

5 – ينص الفرض الخامس على : " لا يوجد فرق دال إحصائيا بين متوسطى درجات صغار السن وکبار السن من الأخصائيين الاجتماعيين فى الرضا عن الحياة " .

وللتحقق من صحة الفرض استخدمت الباحثة اختبار " ت " للتحقق من دلالة الفروق ، والجدول التالى يوضح ذلک :

جدول (5)

قيم " ت " ودلالتها فى الرضا عن الحياة تبعا للسن

السن

ن

م

ع

ت

مستوى الدلالة

أقل من 40 سنة

35

93.08

10.63

1.6182

غير دالة

أکبر من 40 سنة

65

89.00

14.26

ويتضح من الجدول (5) عدم وجود فرق دال إحصائيا بين متوسطى صغار السن وکبار السن فى الرضا عن الحياة ، وبذلک يتحقق الفرض الخامس .

وتتفق هذه النتيجة مع نتائج دراسات ( رياض ملکوش 1999 – جابر عيسى وربيع رشوان 2006 – بسمة بنت حسن 2007 ) التى أظهرت عدم وجود فروق فى الرضا ترجع إلى السن .

بينما تختلف هذه النتيجة مع نتيجة دراسة ( أحمد عبد الخالق ، 2008 ) التى وجدت فروق فى الرضا عن الحياة لصالح الأکبر سنا ، وکذلک تختلف مع نتائج دراسات (  محمد السيد ، السيد سليمان 2000 – عزة مبروک 2007 ) التى أظهرت وجود علاقة سلبية بين الرضا عن الحياة والعمر الزمنى .

وقد يرجع ذلک إلى أن أفراد العينة ليس بينهم سن أو مراهق فکلهم مازالوا يمارسون العمل ، فالفروق يمکن أن تتضح أکثر عند المقارنة بين الشباب والمسنين ، ويؤکد ذلک ما کشفت عنهم نتائج دراسة ( أحمد عبد الخالق 2008 ) من وجود فروق فى الرضا بين شباب الجامعة والموظفين ولصالح الموظفين .

ويمکن أن يفسر ذلک بأن الرضا عن الحياة قد يرتبط بمتغيرات أکثر أهمية عن العمر الزمنى للفرد ، حيث يتأثر الرضا عن الحياة بخصائص وسمات الشخصية ، وبالعوامل الحياتية والاجتماعية التى يعيشها الفرد وغيرها من المدخلات النفسية والجسمية ودرجة تدين الفرد وثقته بنفسه وإحساسه بالإنجاز وتقدير لذاته ولأسرته ومجتمعه .

وما يؤکده ( عاشور دياب ، 2007 ) من أن الرضا عن الحياة هو ناتج مجموعة من الأسباب منها: عجز الفرد فى الوقت الحاضر ، مما يعطيه شعورا بعدم الرضا عن الحياة ، وکذلک الأمانى التى لا تتناسب مع حجم إمکانياته ، فيشعر بالعجز الذى يولد لديه مشاعر الخيبة واليأس والإحباط ، بالإضافة إلى تعدد الظواهر المتباينة والمثيرة لمشاعر الخيبة والاضطراب والتى تبعث لدى البعض الإحساس بالحرمان ، فيفقد الإنسان معنى حياته والهدف من عيشه فيها ومن ثم يشعر بعدم الرضاء.

6 – ينص الفرض السادس على : " لا يوجد فرق دال إحصائيا بين متوسطى درجات حديثى الالتحاق بالعمل وقديمى الالتحاق بالعمل من الأخصائيين الاجتماعيين فى الرضا عن الحياة " .

وللتحقق من صحة الفرض استخدمت الباحثة اختبار " ت " لدلالة الفروق ، والجدول التالى يبين ذلک :

جدول (6)

قيمة " ت " ودلالتها فى الرضا عن الحياة تبعا لسنوات الخبرة

سنوات الخبرة

ن

م

ع

ت

مستوى الدلالة

أقل من 5 سنوات

18

89.00

8.54

0.5159

غير دالة

أکبر من 5 سنوات

82

90.27

12.83

ويتضح من الجدول (6) عدم وجود فرق دال إحصائيا بين متوسطى حديثى وقديمى الالتحاق بالعمل ، مما  يشير إلى تحقق الفرض السادس ، وعدم وجود فروق فى الرضا عن الحياة ترجع إلى عدد سنوات الخبرة.

وتختلف هذه النتيجة مع نتائج دراسة ( عادل سليمان ،2003 ) التى کشفت عن فروق فى الرضا عن الحياة لصالح الخبرة الأقل من ( 5 ) سنوات .

ويمکن أن تفسر هذه النتيجة بأن شعور الفرد بالرضا عن الحياة قد يختلف باختلاف سماته وخصائصه الشخصية ، وبالقيم والأفکار والمبادئ التى يتصف بها الفرد ، وکذلک فإنه على قدر إشباع الفرد حاجاته على قدر إحساسه وتمتعه بالرضا عن حياته ، وکذلک مدى إنجازه
وتفاؤله بمستقبله .

ويؤکد ذلک ( مايکل أرحايل ، 1997 ، 182 ) الذى يرى أن الشعور بالرضا عن الحياة واحدا من المکونات الأساسية للسعادة ، وأن الشعور بالرضا هو نوع من التقدير الهادئ والتأمل لمدى حسن سير الأمور سواء الآن أو فى الماضى ، وأن خبرة الشعور بالرضا هى محصلة لقوى وتميزات نفسية مختلفة بالإضافة إلى الإشباع الفعلى للحاجات .

وما توصل إليه تورجوف ( Torgoff ) إلى أن الرضا عن الحياة متعدد الأبعاد حيث يشمل : الحياة العائلية – الأصدقاء – الحياة الاجتماعية – حياة الفرد الذاتية ) ، کما توصل فيلک وبيرى Felce & Perry إلى أن الرضا عن الحياة يتضمن السعادة الجسمية – الاجتماعية – الانفعالية – النمو – النشاط – وأيضا الناحية المادية ، کما توصل ليبکوس وزملاؤه إلى أن سمات الشخصية والمدخلات النفسية التى تشمل التفاؤل وفاعلية الذات والأفکار الإيجابية عن الحياة من العوامل المهمة فى إحساس الفرد بالرضا ( علاء الشعراوى ، 1999 ) .

بحوث ودراسات مقترحة :

فى ضوء نتائج الدراسة تقترح الباحثة اجراء البحوث التالية مستقبلا :

  1. علاقة الرضا عن الحياة بسمات الشخصية وأنماطها المختلفة .
  2. علاقة الرضا عن الحياة ببعض المتغيرات النفسية الايجابية ، کالسعادة وجودة الحياة ، التفاؤل ، تحقيق الذات .
  3. علاقة الرضا عن الحياة والتوافق النفسى والاجتماعى والمهنى.
  4. الرضا عن الحياة فى الريف والحضر ( دراسة مقارنة )
  5. الرضا عن الحياة فى ضوء متغير عدد سنوات الخبرة .
  6. الرضا عن الحياة وعلاقته بکل من الابتکار – الانجاز.
  7. فاعلية برنامج ارشادى لتنمدية الرضا عن الحياة لدى عينات مختلفة .

الرضا عن الحياة وعلاقته بالضغوط النفسية 

  1. المراجع :

    1. إبراهيم قشقوش: مقياس الإحساس بالوحدة النفسية لطلاب الجامعات کراسة التعليمات ، القاهرة ، الأنجلو المصرية ، 1988.

    2. أبو بکر مرسى : تعاطى المراهقين للبانجو وعلاقته بتقدير الذات والشعور بالوحدة النفسية ، مجلة دراسات نفسية ، ، رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية ، 1999 ، مجلد (9) ، ع (3) ، ص ص 355 – 385 .

    1. أحمد محمد عبد الخالق : الرضا عن الحياة فى المجتمع الکويتى ، مجلة دراسات نفسية ، يناير 2008 ، مجلد (18) ، ع(1) ، ص ص 121 – 135 .

    4. إسماعيل إبراهيم محمد بدر : مدى فاعلية فنية التخيل فى تخفيف القلق لدى عينة من طلاب الجامعة ، المجلة المصرية للدراسات النفسية ، سبتمبر ، 1993 ،  ص ص 8 – 30 .

    5. إکرام عبد القادر درويش العش : الرضا عن الحياة وعلاقته بأنماط التعلق فى المرحلة الوسطى من الرشد ، رسالة ماجستير غير منشورة ، الجامعة الأردنية ، عمان، 2002م .

    6. الجوهرة بنت عبد القادر شيبى : الشعور بالوحدة النفسية وعلاقاتها بسمات الشخصية لدى عينة من جامعة أم القرى بمکة المکرمة ، رسالة ماجستير ، کلية التربية جامعة أم القرى ، 2005م .

    7. آمال عبد القادر جودة : الوحدة النفسية وعلاقتها بمفهوم الذات لدى الأطفال فى محافظة غزة ، المؤتمر التربوى الثانى ، کلية التربية ، الجامعة الإسلامية ، نوفمبر 2005م .

    8. بسمة بنت حسن محمد رملى قاروت : الرضا عن الحياة وعلاقته ببعض سمات الشخصية لدى عينة من طالبات جامعة أم القرى بمکة المکرمة ، رسالة ماجستير ، کلية التربية ، جامعة أم القرى ، مکة المکرمة ، 2007 .

    9. جابر محمد عبد الله عيسى ، ربيع عبده أحمد رشوان : الذکاء الوجدانى وتأثيره على التوافق والرضا عن الحياة والإنجاز الأکاديمى لدى الأطفال ، مجلة دراسات تربوية واجتماعية ، کلية التربية ، جامعة حلوان ، أکتوبر 2006 ، مجلد (12) ،ع (4) ، ص ص 45 – 130 .

    10. جمال السيد تفاحة : الشعور بالوحدة النفسية والمساندة الاجتماعية من الآباء والأقران لدى الأطفال العميان ، مجلة کلية التربية بالمنصورة، مايو 2005  ، الجزء الثانى ، ع ( 58 )، ص ص 123 – 149 .

    11. جمال السيد تفاحة : الصلابة النفسية والرضا عن الحياة لدى عينة من المسنين ( دراسة مقارنة ) ، مجلة کلية التربية ، جامعة الإسکندرية ، 2009 ، مجلد (19) ، ع ( 3أ ) ، ص ص 269 – 318 .

    12. حسام الدين محمود عزب : برنامج إرشادى لخفض الاکتئابية وتحسين جودة الحياة لدى عينة من معلمى المستقبل ، المؤتمر السنوى الثانى عشر ، کلية التربية ، جامعة حلوان ، 2004 ، ص ص 1 – 50 .

    13. رياض ملکوش : علاقة الرضا عن الحياة بالدخل والتعليم والعمر لدى معلمات رياض الأطفال فى الأردن والفروق فى الرضا باختلاف تقدير الذات ومرکز الضبط والحالة الاجتماعية ، مجلة کلية التربية – جامعة أسيوط ، 1995، مجلد (2)، ع (11) ، ص ص 887 – 909 .

    1. زينب شقير : الشخصية السوية والمضطربة ، القاهرة ، مکتبة النهضة العربية ، 2002 .

    15. صابر حجازى عبد المولى : دراسة للرضا عن الحياة وبعض المتغيرات النفسية والبيئية ، مجلة البحث فى التربية وعلم النفس، جامعة المنيا ، يناير 1994م ، مجلد6 ، ع10 .

    16. صبحى سعيد الحارثى : فاعلية برنامج إرشادى نفسى لتنمية مهارات الحياة لدى طلاب المرحلة الثانوية بمحافظة الطائف ، مجلة بحوث التربية النوعية ، جامعة المنصورة ، يناير 2010م ، ع (16) ، ص ص 31 : 80

    1. صفوت فرج : مصدر الضبط وتقدير الذات وعلاقتها بالانبساط والعصابية ، مجلة دراسات نفسية ، 1991م ، ع (1)، ص ص 7 – 26 .
    2. عادل عبد الله محمد : اختبار تقدير الذات للمراهقين والراشدين ، القاهرة ، الأنجلو المصرية ، 1991 .

    19. عادل محمود محمد سليمان : الرضا عن الحياة وعلاقته بتقدير الذات لدى مديرى المدارس الحکومية ومديراتها فى مديريات محافظات فلسطين الشمالية ، رسالة ماجستير غير منشورة ، نابلس ، فلسطين ، جامعة النجاح الوطنية ، کلية الدراسات العليا ، 2003 .

    20. عاشور محمد دياب : الوعى الدينى وعلاقته بالرضا عن الحياة لدى عينة من شباب الجامعة ، مجلة البحث فى التربية وعلم النفس ، يوليو 2007، مجلد (19) ، ع(4) ، ص ص 100 : 132 .

    1. عبد المطلب أمين القريطى : فى الصحة النفسية ، القاهرة ، دار الفکر العربى ، 1998 .

    22. عزة عبد الکريم مبروک : أبعاد الرضا العام عن الحياة ومحدداته لدى عينة من المسنين المصريين ، مجلة دراسات نفسية ، إبريل 2007، مجلد (17) ،   ع (2) ، ص ص 337 : 421 .

    23. علاء محمود الشعراوى : سمات الشخصية والدافع للإنجاز الأکاديمى وعلاقتهما بالرضا عن الحياة فى المرحلة الجامعية ، مجلة کلية التربية ، جامعة المنصورة ، سبتمبر 1999 ، ع (41) ، ص ص 150 – 196 .

    1. فرج عبد القادر طه : علم النفس الصناعى والتنظيمى ، القاهرة ، دار المعارف ، 1992م، ط7 .

    25. فريح عويد العنزى : الشعور بالسعادة وعلاقته ببعض السمات الشخصية ، دراسة ارتباطية مقارنة بين الذکور والإناث ، مجلة دراسات نفسية ، 2001 ، مجلد (11) ، ع (3) ، ص ص 351 – 377 .

    1. فيکتور إميل فرانکل : إرادة المعنى ، أسس وتطبيقات العلاج بالمعنى ، ترجمة إيمان فوزى ، القاهرة ، دار زهران الشرق ، 2001م .
    2. مايکل أرجايل : سيکولوجية السعادة ، ترجمة : فيصل عبد القادر يونس ،  مراجعة: شوقى جلال ، القاهرة ، دار غريب للطباعة والنشر ، 1997م .

    28. مجدى محمد الدسوقى : دراسة لأبعاد الرضا عن الحياة وعلاقتها بعدد من المتغيرات النفسية لدى عينة من الراشدين صغار السن ، المجلة المصرية للدراسات النفسية ، 1998م ، مجلد (8) ، ع (20) ،
    ص ص 157 – 200 .

    29. محمد عبد التواب معوض : أثر کل من العلاج المعرفى والعلاج النفسى الدينى فى تخفيف قلق المستقبل لدى عينة من طلاب الجامعة ، رسالة دکتوراه غير منشورة ، کلية التربية ، جامعة المنيا ، 1996م .

    30. محمد يوسف محمد محمود : قلق الموت وعلاقته بالرضا عن الحياة لدى المسنين ذوى التوجه الدينى الحقيقى / الظاهرى ، مجلة التربية ، جامعة الأزهر ، 2003م ، ع (12)

    31. محمود مندوه محمد : اتجاهات المعلمين نحو المعاق حرکيا – کما يدرکها التلاميذ – وعلاقتها بتقبل الذات والشعور بالوحدة النفسية ، مجلة کلية التربية ، جامعة المنصورة ، يناير 2005 ، ع (57) ،
    ص ص 169 – 200 .

    32. مديحة محمد العزبى ، إخلاص محمد عبد الحفيظ : مقياس تقدير الذات للرياضيين ، مجلة التربية وعلم النفس ، جامعة المنيا، أبريل 1991 ، مجلد (4) ، ع (4)، ص17 .

    33. مصطفى السعيد جبريل : التناقض فى التعبير الانفعالى وعلاقته بالوحدة النفسية وبعض الأعراض المرضية لى طلاب الجامعة ، مجلة کلية التربية – جامعة المنصورة ، 1997، ع(33) ، ص ص 39 : 66.

    34. مصطفى محمد على الحارونى : فاعلية برنامج للمساندة الاجتماعية وأساليب الاستذکار ومفهوم الذات لدى المراهقين المحرومين من الرعاية الأسرية ، المؤتمر السنوى الرابع عشر لمرکز الإرشاد النفسى ، جامعة عين شمس ، ديسمبر 2007م .

    35. نعمات شعبان علوان : الرضا عن الحياة وعلاقته بالوحدة النفسية ، ( دراسة ميدانية على عينة من زوجات الشهداء الفلسطينيين ) ، مجلة الجامعة الإسلامية ( سلسلة الدراسات الإنسانية ) ، يونيو 2008م ، المجلد (16) ، ع (2) ، ص ص 475 : 532 .

    36. ياسر محمد فضل إبراهيم : الرضا الفنى کأحد معوقات تطبيق معايير الجودة والاعتماد بکلية التربية النوعية ، جامعة أسيوط ، المؤتمر العلمى السنوى ( العربى الخامس – الدولى الثانى ) ، کلية التربية النوعية ، جامعة المنصورة ، أبريل 2010 ، ص ص 1261 – 1281 .

    37. يوسف الرحيب : الرضا عن الحياة والمتغيرات الديموجرافية : دراسة نفسية مقارنة لدى عينة من المجتمع الکويتى ، مجلة علم النفس المعاصر والعلوم الإنسانية ، جامعة المنيا ، 2001م ، ع (12) ، ص ص 8 – 47 .

    1. Abdo , H & Alamussin, R : predictors subjective well – being among college youth in lebanan , The Journal of social psychology , 2007 , Vol. (147) , No. (3) , PP . 265 – 284 .
    2. Chaing , K ., Band , C ., Yue , C . & Chou , R .,: Evaluation of the effect of a life review group program on self – Esteem and life satisfaction in the elderly . International journal of Geriatric psychiatry , 2008, vol (23) , No (1) , 7 – 10 .
    3. Gilligan . T & Huebner . S : Multidimensional life sartisfaction reports of Adelsecents : A Multitrait – Multimethod study . pernoality and individual Differences , 2002 , 32 , pp 1149 – 1155 .
    4. Gilman . R , Ashby . J , Sverk . D , Florell . D & Varjas . K : The Relationship between performance and Multimensional life satisfaction among creation and American youth . Personality and Individual Difference , 2005 , 39 ,
      PP . 155  - 166 .
    5. Hong , S , & Giannakopoulos , E : The relationship of satisfaction with life of personality characteristics , The Journal of psychology , 1993 ,Vol. (128) , No. (5) , PP. 547 – 558 .
    6. Knapp , S . J . & Magee , R . D : The relationship of life events to grade point average of college students , Journal of  college student personal , 1997 ,Vol. (20),  No.(6) , 497 – 501 .
    7. Lindsy , Ranstrom : The Influnce of prayer and Religious Beliefs on Measures of Life satisfaction , Minnesata student Academic Conference , Wedmesday , 2004 ,  14 .
    8. Liu , L & Gow , Q .,: Life satisfaction in a sample of empty – nest elderly : A survey in the rueal area of a mountainous country in China , Quality of life Research : An International journal of Quality of life aspects of Treatment , Carea Rehabiliation , 2008, vol (17) , No (6) , Aug ., 823 – 830 .
    9. Murphy , P . & Kupshik , G : Ioncliness stress on well bring , London , Tairstock Routledge , 1992, PP 301 – 331 .
    10. Rao , K : Life satisfaction among the rural elderly in three villages of north coastal Andhra Pradesh . Journal of Indian psychology, 2007, vol (25), No (1-2), Jan – Jul , PP 64 – 73 .
    11. Rogets , Anissa Taun : factors associated with depression and low life satisfaction in the low – income , frail Elderly ( Elderly ) Diss. Abss. Int. , 1997 , A58103 , P . 1097 .