المهارات التدريسية اللازمة لمعلمة القرآن الکريم في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية


المقدمة:

الحمد لله الذي اختار من عباده أقواماً شرفهم بحمل وتعليم کتابه وأوجب عليهم تجويده والعمل بمافيه القائل (ورتل القرآن ترتيلا) (سورة المزمل آية :4) والصلاة والسلام على نبيه المصطفى محمد بن عبد الله النبي الأمي خير من قرأ القرآن وعلمه بلسان عربي مبين القائل (خيرکم من تعلم القرآن وعلمه ) (صحيح البخاري ،ص 577) وبعد،تعد عملية التدريس عملية ضرورية تؤدي وظائف حيوية ومهمة في جميع المجتمعات الإنسانية ،فإعداد کوادر بشرية مهيأة تسهم في خدمة المجتمع وتعمل على تنميته ورقيه، وتحافظ على ثوابته وقيمه وتراثه وسلوکياته واتجاهاته ،من أهم الجوانب التي تستهدفها عملية التدريس وتعمل على تحقيقها،فالتدريس علم قائم على مجموعة من النظريات التربوية والأسس العلمية والدراسات والبحوث في مجال التربية وعلم النفس وهو يمثل کما ذکرت تغريد عمران(2001م)"مرکز الثقل في العملية التعليمية إذ تمثل العلاقة بين عمليات التدريس ونتائجه جوهر عملية التعليم الحادث في إطار المنظومة التعليمية، فالمناهج الدراسية مهما بلغت جودة محتواها وسلامة وتتابع مضامينها، لا عائد يرجى منها مالم تدعم بتدريس فعال کفء قادر على تحقيق نواتج التعلم المرجوة من مثل هذه المناهج "ص7.

ومهنة التعليم کما ذکر حريري وموسى (1413هـ) هي "مهنة الرسل الکرام وهي مهمة شاقة لا تنجح فيها إلا خاصة المهارات وهي ذات مسئوليات کبيرة يتطلب تنفيذها الإلمام بالکثير من المعارف والإتقان للکثير من المهارات الفنية والاجتماعية واکتساب الکثـير من الاتجاهات المهنية والتربوية المطلوبة في أداء المهنـة" ص 374. وهناک شبه إجماع على أن الجودة النوعية للمعلمين هي مفتاح التعليم ، فمهما کانت المادة الدراسية التي يقدمها للمتعلم على درجة عالية من الجودة فإن التعلم لهذه المادة لا يتحقق إلا إذا کان المعلم قادراً على تهيئة التلاميذ وجذب انتباههم وتحضيرهم لاستقبالها وتلقيها.

ومن الجدير بالذکر أن تدريس مواد التربية الإسلامية يتطلب طرقاً معينة ينبغي أن تمارسها المعلمة وتتمکن منها وتجيد القيام بها، حتى يتسنى لها القيام بواجبها على الوجه الأمثل وبفاعلية أقوى وأکبر، ويؤکد أهمية ذلک ما ذکره علي (1423هـ) " من أن الدراسات والبحوث التربوية أثبتت أن التدريس الفعّال يعتمد بالدرجة الأولى على شخصية المعلم وطرقه التدريسية التي يقوم بها"ص49

ومن المعلوم أن الاهتمام بتدريس التربية الإسلامية يقتضى الاهتمام کذلک بمن يقوم بهذه المهنة الشريفة؛ فلا يختلف اثنان على أن المعلم هو العنصر المهم في النظام التعليمي، ويعتبر إعداده وتأهيله من أهم المسؤوليات والعمليات التربوية التي يضطلع بها أي نظام تربوي، ومن ذلک ضرورة تزويده بقدر کاف من الکفاية العلمية في مجال تخصصه و المهارات والطرق التدريسية التي تؤهله وتمکنه من إيصال مادته العلمية بطريقة صحيحة وجعل تدريسه فعالاً مستمراً خاصة أن فاعلية المعلم کما ذکر الحربي (1413هـ) "تبنى في تدريسه على محورين رئيسين هما: کفاءته في المعلومات ومهاراته في الأداء"ص108.

وبناء على أهمية تمکن المعلم من المهارات التدريسية وضرورة ممارسته لها في مواقف التدريس التي تهدف إلى تعليم التلاميذ التعليم الأمثل والارتقاء بمستوياتهم نحو الأفضل ، فقد عقدت العديد من المؤتمرات والندوات والحلقات التي عُنيت بإعداد المعلم والرفع من مستوى أداءه وتطوير أدواته وإمکانياته، وکان من أهمها ، المؤتمر الأول لإعداد معلم التعليم العام بالمملکة العربية السعودية، والمؤتمر الثاني لإعداد معلم التعليم العام بالمملکة العربية السعودية، والمؤتمر التربوي الثالث لإعداد معلم التعليم العام أيضاً في المملکة العربية السعودية .

 وقد أکدت جميع هذه المؤتمرات على ضرورة تمکن المعلم من مهارات التدريس وتسلحه بها، کما أجريت العديد من البحوث والدراسات في مهارات تدريس معلم القرآن الکريم خاصة وبرامج التدريب أثناء الخدمة، وذلک في سبيل رفع کفاءته وتحسين أدائه بصورة أکثر فعالية منها دراسة الوزان(1408هـ) ودراسة الزهراني (1418هـ)ودراسة الغامدي (1419هـ) والتي أوصت جميعها بضرورة تسلح معلم القرآن الکريم بالمهارات التدريسية، وعمل البرامج لتدريب المعلمين والمعلمات عليها وتمکنهم منها، بهدف إيجاد معلمين أکفاء وقادرين على القيام بواجباتهم وأدوارهم على
الوجه الصحيح.

 ولکن على الرغم من کل هذا الاهتمام بإعداد المعلم عامة وتطوير مستواه وتزويده بمهارات التدريس سواء کان على المستوى العربي أو المستوى المحلي على حد سواء والاهتمام بمعلم التربية الإسلامية وإعداده خاصة فإننا لا نزال نستمع لأصواتٍ تشکو من قصور أداء المعلمين والمعلمات في عمليات التدريس وافتقارهم لکثير من مهاراته وطرقه وقدراته .

 ومن يتأمل في واقع تدريس التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية يلاحظ ما هو عليه من جمود ورتابة وعشوائية انعکس سلبياً على مستوى التلميذات ذلک نتيجة لقصور في أداء المعلمات ويؤکد ذلک ما توصلت إليه مريم وادي في دراستها(1411هـ)"أن العديد من المعلمات لا يؤدين دورهن کما يجب وان هناک ضعفا في مستوى إعدادهن وطرائق تدريسهن مما أدى على انخفاض مستوى التلميذات في هذه المرحلة وقد أو صت بعدة توصيات کان أبرزها :أن تکون المعلمة على درجة کبيرة من الإعداد والمعرفة في مجالها،وأن يستند التدريس في هذه المرحلة لمعلمات مؤهلات قادرات على التدريس بکفاءة ومهارة عالية"ص0212

بالإضافة إلى إسناد تدريس مواد التربية الإسلامية في المرحلة الابتدائية في کثير من الأحيان إلى معلمات غير متخصصات في العلوم الشرعية ويؤکد ذلک ما ذکره عبد الجواد (1402هـ) من أن "التعليم الابتدائي لا زال يعاني من هبوط مستوى کفاية المعلم ، وتعدد مؤهلات المعلمين ، کما أن معظم معلمي المرحلة الابتدائية حاصلون على مؤهلات دون الجامعة "ص139-181.

ومن کل ذلک شعرت الباحثة بضرورة إجراء هذه الدراسة النظرية، لاستنباط واستخلاص المهارات التدريسية اللازمة لمعلمة القرآن الکريم في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية، لما لذلک من أثر إيجابي في الارتقاء بالأداء التدريسي للمعلمات، الذي هو مطلب رئيسي لتدريس القرآن الکريم بصورة فعّالة صحيحة تنعکس إيجابياً على مستوى التلميذات في القرآن الکريم تلاوة وحفظاً وفهماً.

مشکلة الدراسة :

تظهر مشکلة الدراسة من خلال ملاحظة الباحثة أثناء ممارستها لتدريس مواد التربية الإسلامية أثناء التربية العملية في مدارس التعليم العام في المرحلة الابتدائية ضعف مستوى الأغلبية من التلميذات في مواد التربية الإسلامية، بالإضافة إلى استماع الباحثة أيضاً لشکاوى أولياء الأمور من ضعف بناتهن في مواد التربية الإسلامية ، وشکوى معلمات التربية الإسلامية أنفسهن من تدنى مستوى التلميذات ، وقد تعود أسباب هذا الضعف في مستوى تلميذات المرحلة الابتدائية إلى ضعف معلمات التربية الإسلامية أنفسهن بالإضافة إلى عدم تخصص الأغلبية منهن في العلوم الشرعية بالإضافة إلى افتقار معظمهن لمهارات التدريس وتنويع طرقه وأساليبه وعدم ممارستهن لها في
المواقف التعليمية .

وتأسيساً على ذلک قامت الباحثة بإجراء هذه الدراسة النظرية،لاستنباط واستخلاص أهم مهارات تدريس القرآن الکريم التي ينبغي أن تتمکن منها معلمة القرآن الکريم في تدريسها لمادة القرآن الکريم في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية وذلک لما لهذه المرحلة من أهمية کبرى لکونها القاعدة الأساسية للسلم التعليمي والمصنع الأول لتربية الأجيال فهي النواة الرئيسية التي تکون منها الانطلاقة الأولى في التربية والتنمية والبناء، وعن طريقها يتم بناء الأسس التربوية السليمة التي يحتاجها الفرد والمجتمع ،وعن طريقها کذلک يتم إعداد الناشئة للمراحل التي تليها وتزويدهم بالمعلومات والمعارف والمهارات الأساسية

ومن حوافز الدراسة أيضاً ندرة الدراسات والبحوث التي تعنى بمهارات تدريس القرآن الکريم ، مما يؤکد الحاجة الملحة للقيام بهذه الدراسة ليتم في ضوئها مستقبلاً بناء برنامج إعداد معلمات القرآن الکريم في المرحلة الابتدائية، کما تساعد الموجهات التربويات في وضع أسس علمية لتقويم مستوى أداء معلمات القرآن الکريم في ضوء مهارات تدريس القرآن الکريم الواجب على معلمة القرآن الکريم ممارستها والتمکن منها .

ويمکن تحديد مشکلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي :

(ما المهارات التدريسية اللازمة لمعلمات القرآن الکريم في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية)

أهميــة الدراســة :

 تتجلي أهمية الدراسة الحالية في کونها تتعلق بکتاب الله عز وجل وأن خيرية الفرد تنبع من حرصه على تعلم القرآن وتعليمه لغيره بإتقان، ومن ثمّ فهي تعين على ذلک، ويمکن تحديد أهمية الدراسة الحالية في الأتي:

  1. أهميتها للمعلمة:

 تساعد هذه الدراسة بما تقدمه من قائمة بمهارات تدريس القرآن الکريم معلمة القرآن الکريم في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية على تغيير أدائها وتطوير مهاراتها التدريسية وطرق تدريسها للرفع من مستوى أدائها وکفاءتها وذلک بتحديد المهارات اللازمة لتدريس القرآن الکريم في هذه الصفوف ليکون تدريسها للقرآن الکريم منظماً وهادفاً.

  1. أهميتها لواضعي البرامج التربوية والتدريسية :

 وذلک بما تضعه هذه الدراسة من قائمة مقترحة بمهارات تدريس القرآن الکريم أمام واضعي البرامج التربوية والتدريسية والقائمين على شؤون إعداد معلمة القرآن الکريم في المرحلة الابتدائية مما يساعدهم في بناء برامج إعدادها التربوي قبل الخدمة وفي أثنائها.

  1. أهميتها للتلميذات:

 تواجه تلميذات المرحلة الابتدائية الکثير من المشکلات التعليمية في مادة القرآن الکريم، ولعل من أبرز هذه المشکلات ضعفهن في تلاوة وحفظ القرآن الکريم، ولعل السبب في هذا يرجع لعدم ممارسة معلمة القرآن الکريم في المرحلة الابتدائية للمهارات اللازمة لتدريس القرآن الکريم، لذا فإن هذه الدراسة ستهتم بتقديم قائمة بمهارات تدريس القرآن الکريم لمعلمة القرآن الکريم لکي تساعد التلميذات على دراسة القرآن الکريم وفهمه بطريقة تليق بعظمة وشرف هذا الکتاب الکريم.

  1. أهميتها للباحثين:

 تفتح هذه الدراسة المجال للباحثين أمام بحوث مستقبلية أخرى مماثلة أو تطبيقية، على مستوى المهارات التدريسية لبقية فروع التربية الإسلامية ، وللمواد الدراسية الأخرى ، أو المرحل الدراسية الأخرى ، في ضوء ما تقدمه الدراسة من قائمة بمهارات تدريس القرآن الکريم ، مما يساعد على إثراء الأدبيات حول هذا الموضوع.

أهداف الدراسة :

 تتحدد أهداف الدراسة فيما يلي:

1. استخلاص واستنباط مهارات تدريس القرآن الکريم التي ينبغي أن تتمکن منها معلمة القرآن الکريم عند تخطيط درس القرآن الکريم ، لتقديمه لتلميذات الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية.

2. استخلاص واستنباط مهارات تدريس القرآن الکريم التي ينبغي أن تتمکن منها معلمة القرآن الکريم عند تنفيذ درس القرآن الکريم في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية.

3. استخلاص واستنباط مهارات تدريس القرآن الکريم التي ينبغي أن تتمکن منها معلمة القرآن الکريم عند تقويم درس القرآن الکريم في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية.

  1. التوصل إلى نتائج تخدم تدريس مادة القرآن الکريم في المرحلة الابتدائية من جهة وإعداد برامج تعليم المعلمات وتقويمهن من جهة أخرى.

تساؤلات الدراسة :

 تتحدد مشکلة الدراسة في السؤال الرئيس التالي :

 (ما المهارات التدريسية اللازمة لمعلمات القرآن الکريم في الصفوف العليا من
المرحلة الابتدائية)

ويتفرع من هذا السؤال الرئيس الأسئلة التالية :

  1. ما المهارات التدريسية اللازمة لمعلمات القرآن الکريم في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية في مرحلة التخطيط ؟
  2. ما المهارات التدريسية اللازمة لمعلمات القرآن الکريم في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية في مرحلة التنفيذ؟
  3. ما المهارات التدريسية اللازمة لمعلمات القرآن الکريم في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية في مرحلة التقويم؟
  4. ما الخصائص السيکومترية للمقياس.

حدود الدراسة :

 اقتصرت الدراسة على:

 استخلاص واستنباط مهارات تدريس القرآن الکريم في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية، دون باقي المرحلة ، لأن لتدريسه في الصفوف الدنيا إستراتيجية تختص بتعليم المبتدئات بما يتفق ونموهن.

مصطلحات الدراسة :

التعريف اللغوي للمهارة:

   عرفها مجمع اللغة العربية بأنها مأخوذة من: مَهَر الشيء، ومهر فيه، ومَهَر به مَهَارَةَ أي أحکمه وصار به حاذقاً فهو ماهر.

   ويقال : تَمَهَّرَ في کذا ، أي حذِقَ فيه فهو مُتمَهِّرٌ، ومنه قوله صلى الله عليه وسلم ( الماهر بالقرآن مع السفرة الکرام البررة ) (صحيح مسلم ،ص313).

التعريف الاصطلاحي للمهارة :

   عرفها الوزان (1408هـ) بأنها"حذاقة، تنمو بالتعليم وقد تکون حرکية أو لفظية، أو عقلية، أو مزيجاً من أکثر من نوع. ويقصد بمهارة تدريس القرآن الکريم هي الأداء السليم الذي يتبعه المعلم في تدريس القرآن الکريم للتلاميذ بغية مساعدتهم في إجادة تلاوة القرآن الکريم بشکل واضح وميسر مع مراعاة الدقة في ذلک" ص14.

    وتعرف الباحثة مهارة تدريس القرآن الکريم إجرائيا بأنها مجموعة من الأفعال والسلوکيات التي يتوقع أن تتمکن منها معلمة التربية الإسلامية أثناء تدريسها للقرآن الکريم للتلميذات في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية لتساعدها على القيام بمهامها التدريسية بسهولة وإتقان في مراحلها الثلاث: التخطيط، والتنفيذ، والتقويم، بما يحقق أهداف تدريس القرآن الکريم.

الإطار النظري:

  1. طرائق وأساليب التدريس في النظرية الإسلامية :

إن مصدري منهج التربية في التصور الإسلامي هما القرآن الکريم والسنة النبوية الشريفة، ولذا کانت أولى آيات القرآن الکريم التي نزل بها جبريل على النبي صلى الله عليه وسلم هي قوله تعالى: (إقرا بإسم ربک الذي خلق *خلق الإنسان من علق *اقرا وربک الأکرم الذي علم بالقلم *علم الإنسان مالم يعلم) (سورة العلق ،آية 1-5)، والمتأمل لمنهج التربية في التصور الإسلامي يجد أنه منهج کامل للحياة وللنظام التعليمي ومکوناته فهو منهج يضم جميع مناحي حيلة الإنسان على قدم المساواة في الدنيا والآخرة ،وهو منهج مستمر يبدأ منذ أن يکون الإنسان جنيناً في بطن أمه إلى أن تنتهي حياته على الأرض، ويعنى به في کل مراحل حياته ومرافقها ؛حيث يشتمل على ألوان عديدة من التربية المقصودة وغير المقصودة ، تهدف إلى تربية الإنسان بجميع جوانبه الروحية والجسمية والخلقية والنفسية، وتهيئته لوظيفته في الحياة وهي عبادة الله عز وجل والخلافة في الأرض بتعميرها وإصلاحها بالحق والخير والمعروف ، والمعرفة في منهج التربية في التصور الإسلامي هي علاقات قائمة بين الإنسان والکون والحياة، وهي کل مايمکن ان يصل إليه العقل من اکتشاف وتفسير ،لذا يامرنا الله عزوجل في کثير من الآيات القرآنية الکريمة بإستخدام العقل والتأمل والتفکير في آياته ومخلوقاته في الکون قال تعالى:(الذين يذکرون الله قياماً وقعوداًوعلى جنوبهم ويتفکرون في خلق السموات والأرض*ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانک فقنا عذاب النار)(سورة آل عمران،آية 191) 0

 لذا کان الکون کله کتاب مفتوح لمنهج التربية في التصور الإسلامي تنهل منه المعلمة عامة ومعلمة التربية الإسلامية خاصة أفضل وأجود الطرق والأساليب والوسائل التي تمکنها من تحقيق أهداف منهج التربية الإسلامية تحقيقا حقيقيا في حياة التلميذات.

 وإذا نظرنا إلى طرق وأساليب التدريس التي جاءت في القران الکريم وسنة المصطفى صلى الله عليه وسلم نجد انها طرق وأساليب عديدة ومتنوعة تؤکد على الناحية العلمية أکثر من الناحية النظرية ،کما يشترط معرفة أهداف مقررات التربية الإسلامية بکل فروعها وتؤکد على المشارکة الفعالة بين المعلم والمتعلم والتي هي طريقة أصيلة من طرق التعليم في القرآن الکريم والسنة النبوية المطهرة والتي تؤکد على ضرورة ربط النظرية بالتطبيق العملي لها0

 وبناءاً على ذلک فطرائق وأساليب التدريس في منهج التربية في التصور الإسلامي تتفرع وتتنوع ولا توجد طريقة تدريس أفضل من غيرها0 إذ لا يمکننا إلزام معلمة التربية الأمية الالتزام بطريقة معينة في تدريسها والاستغناء عن بقية الطرق الأخرى بل ينبغي أن يترک لها الخيار في أن تختار من طرق وأساليب التدريس في منهج التربية في التصور الإسلامي ما يتلاءم مع الأهداف التي تريد الوصول اليها وما يتناسب مع الموقف التعليمي الذي تکون بصدده0

 ولعل من أهم أساليب وطرق التدريس في منهج التربية في التصور الإسلامي والتي ذکرها (مدکور،2006م،ص360)و(زينب الشمري،والدليمي،2003م،ص87) و(سعادة،وابراهيم،2004م،ص94) هي:

1- مراعاة الفروق الفردية : وهذا المبدأ الذي ورد في القرآن الکريم قبل خمسة عشر قرناً ينادي به علماء التربية في هذا العصر، ولقد جاء القرآن الکريم ليؤکد عليه ويراعي الفروق الموجودة بين البشر، فلکل إنسان قدراته وطبيعته واستعداداته.

2- توزيع التعلم من المبادئ المهمة التي جاء بها القرآن الکريم وأکد على أهميتها في عملية التعلم والتعليم، فقد نزل القرآن الکريم منجماً على فترات متباعدة في مدة طويلة من الزمن فقدرها ثلاث وعشرون سنة، وذلک حتى يستطيع الناس أن يتعلموه على مهل، وأن يستوعبوا معانيه، وقد ساعد ذلک على إتقان تعلمه وفهمه وحفظه، ولو کان القرآن الکريم نزل دفعة واحدة لکان من الصعب على المسلمين تعلمه، وفهم معانيه وأغراضه.

3-التدرج في تطبيق الأحکام والتعليم:

 يعتبر التدرج من أهم مبادئ التعلم والتعليم التي استخدمها القرآن الکريم، فا الله سبحانه وتعالى لم يحرم المحرمات مرة واحدة ، بل سلک سبحانه في تحريمها وفي النهى عن المنکرات مسلک التدرج، وخير مثال على ذلک تحريم الخمر الذي جاء على مراحل مراعياً في ذلک نفسيات المسلمين وعقلياتهم ومدى تمسکهم بعادات جاهلية کانت جزءاً لا ي إن المتأمل للمنهج الذي اتبعه القرآن الکريم في دعوة الناس لعقيدة التوحيد وتعليمهم أمور دينهم وفي تربيته للمؤمنين وغرس قيم ومبادئ الدين الإسلامي الحنيف في قلوبهم؛ يجد أنه اشتمل على جميع المبادئ والأساليب والوسائل والطرق التي تتطلبها عمليات التعليم والتعلم والتربية، والتي کان لها الأثر البالغ في تربية أمة العرب التي کانت قبل نزول القرآن الکريم تعيش في جاهلية جهلاء، وضلالة عمياء، فأنقذها رب العزة من ضلالها وجهلها ورفع شأنها وجعلها خير الأمم وما کان هذا الحدث في أمة ليس لها من العلوم والمعارف نصيب سوى النفر القليل الذين لديهم دراسة بسيطة بمبادئ القراءة والکتابة. لولا اهتدائهم بکتاب الله عز وجل وسيرهم على نهجه القويم.

4- إثارة الانفعالات وتوجيه الأذهان: من العوامل المهمة في التعلم واکتساب المعرفة؛ لأن من لا يراعي الانتباه إلى ما يلقي عليه فإنه بلا شک لا يتحصل على الفائدة المرجوة من إدراک المعلومات واستيعاب الدروس وفهمها وقد نوه القرآن الکريم إلى أهمية ذلک في
استيعاب المعلومات.

5-الحوار والمناقشة : وهذه الطريقة من أفضل الطرق وأقربها الى روح منهج التربية الاسلامية وقد أتبع الرسول صلى الله عليه وسلم هذه الطريقة في تبليغ رسالته بوحي من الله قال تعالى :(ادعو الى سبيل ربک بالحکمة والموعظة الحسنة وجادلهم بالتي هي أحسن إن ربک هو اعلم بمن ضل عن سبيله وهو أعلم بالمهتدين)(سوره النحل،آيه 125)،وکان الرسول صلى الله عليه وسلم يعتمد على طرح الاسئله کي يحث على فکره جديدة اويعالج قضية معينة ،بعيدا عن التسلط الفکري،فقد کان يناقش صحابته ويحاورهم0

6-طريقة حل المشکلات: والمشکلة هي سؤال محير أو موقف مربک يواجه الانسان، بحيث لا يستطيع الاجابة عن السؤال أو التصرف في الموقف عن طريق مالديه من خبرات ،وقد جاءت هذه الطريقة في القرآن الکريم والسنة النبوية الشريفة فقد کان الصحابة تمر بهم المواقف التي لايستطيعون التعامل معها فيعودون للرسول صلى الله عليه وسلم فيحاورهم ويثير تفکيرهم ليصل معهم الى طريقة تحل بها مشکلاتهم 0فقد کان الرسول صلى الله عليه وسلم کما ذکر ( الدويش،1419هـ) "يعنى بتعليم صحابته المنهج العلمي في
التفکير ويعودهم على معرفة العلة ومناط الحکم ،کما يعودهم على منهج السؤال وأدبه ويعودهم على الاستنباط ،ويربيهم على التعامل مع النصوص،ويتيح لهم الحوار والمناقشة "ص23-041

7- طريقة الملاحظة والتجربة : إذا تأملنا القرآن الکريم والسنة النبوية الشريفة نجد أنهما استخدما طريقة الملاحظة والتجربة في التعليم والتربية ويتضح ذلک جلياً في کثير من الآيات منها قوله تعالى:(وإذ قال إبراهيم ربي أرني کيف تحيي الموتى قال أولم تؤمن قال بلى ولکن ليطمئن قلبي *قال فخذ أربعة من الطير فصرهن إليک ثم اجعل على کل جبلا منهن جزءا ثم ادعهن يأتينک سعيا وأعلم أن الله عزيز حکيم) (سورة البقرة ،آية260)

8- التصوير الفني: لقد استخدم القرآن الکريم الوسيلة في عملية الهداية والتعلم ، وضرب المثل ،وقص القصص ،وصور الوقائع ،واستخدم الصور المجسمة والمشاهد المعبرة ،وعبر عن الفکرة الذهنية في صورة مرسومة مصورة کل ذلک کان بالکلمة فقط 0

فالتصوير هو الأداة المفضلة في أسلوب القرآن وهو خطة موحدة ومقررة وشاملة، ومن ذلک :

أ-إخراج المعاني الذهنية في صورة حسية :

ومن الأمثلة على ذلک تصوير القرآن الکريم للإنسان المشرک بأنه لامنبت له ولا جذور ولا امن ولا استقرار بصورة سريعة الخطوات عنيفة الحرکات حيث قال تعالى :(ومن يشرک بالله فکأنما خر من السماء فتخطفه الطير أو تهوي به الريح في مکان سحيق)
(سورة الحج ،آية31).

ب- التخيل الحسي والتجسيم:

يعنى بالتخيل الحسي هي الحرکة التي تسير عليها التصوير في القرآن لبث الحياة في شتى الصور مع اختلاف الشيات والألوان ومن ذلک قوله تعالى):لاالشمس ينبغي لها أن تدرک القمر ولا الليل سابق النهار)(سوره يس،آيه40) فهنا صور القرآن الکريم الشمس والقمر أنهما في سباق دائم لا يتوقف.

 وبعد استعراضنا لأکثر الطرق والأساليب شيوعا في منهج التربية الاسلامية في القرآن الکريم يمکننا القول أننا إذا اردنا الحصول على تعليم قوي مبنى على أساس صحيح متين فلا بد أن نجعل هذه الطرق والأساليب هي الأساس الذي ننطلق منه في التربية والتعليم بصفة عامة

وإذا کان الحال کذلک فلاشک ان معلمة التربية الاسلامية هى الأولى بالأخذ بهذه الطرق والأساليب في تعليمها لمقررات التربية الاسلامية خاصة القرآن الکريم حتى نحصل على تعليم صحيح سليم يحقق الفائدة المرجوه منه 0

  1. مهارات التدريس :

 تحتاج مهنة التدريس إلى مجموعة من المهارات التدريبية التي ينبغي أن يتقنها المعلم عند ممارسته لها، ولذا کانت العناية بها وبمهاراتها من أهم زوايا هذا البحث وتوضيح ذلک على
النحو التالي:

أ) مفهوم التدريس :

 يعد مفهوم التدريس من المفاهيم التي حظيت بنصيب وافر من اهتمام التربويين حيث عرفه (حميدةوآخرون، 2003م) بأنه " عملية مقصودة ومخططه يقوم بها المعلم داخل المدرسة أو خارجها تحت إشرافها بقصد مساعدة التلاميذ على تحقيق أهداف تربوية محددة" ص43 . وعرفه (عصر،1412هـ) "عملية تواصل لغوية مدبّرة مقصودة هادفة ، متعددة الاتجاهات والمراحل والمهارات، يديرها المعلمون في حجرات الدراسة، ويوفرون فيها کافة الخبرات المباشرة المربية اللازمة الکافية الشاملة المتکاملة المتوازنة لکي يحتک بها المتعلمون ، ثم ينخرطون فيها متفاعلين معها لفترة محددة من الزمن، ليستقوا منها آثاراً خيرية عقلاً ووجداناً ومهارة ، فيعدل سلوکهم إلى نحو لم يکن لديهم من قبل التفاعل مع الخيرات فتنمو شخصياتهم في شمول وتکامل وتوازن" ص7.

 وإذا تأملنا في المفاهيم السابقة نجد أنّ للتدريس ملامح وسمات عامة هي على
النحو التالي:

  1. أن التدريس عملية هادفة ، ترمي إلى تحقيق أهداف معينة معدة مسبقاً.
  2. أن التدريس عملية مقصودة ومخططه بعناية فائقة تقوم على التخطيط المحکم البناء بعيداً عن العشوائية.
  3. أن التدريس عملية ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالظروف المحيطة به والامکانات المتوفرة لتنفيذه لذا لابد من معرفة هذه الأمور والإلمام بها.
  4. أن التدريس عملية منظمة ومرتبة لها مراحلها الرئيسة ، ومهاراتها المرتبطة بکل مرحلة .

5. وأن التدريس يهدف إلى تحسين الحياة في المجتمع وتنميته في جميع المجالات ، عن طريق الارتقاء بأبناء هذا المجتمع وتزويدهم بالإمکانات والمهارات والاتجاهات.

  1. أن التدريس عملية تفاعلية تتم بين المعلم والمتعلم والمحتوى التعليمي .

ويعتر المعلم هو الوسيط الإنساني الذي يعتمد عليه النظام التعليمي بأکمله، لتحقيق الأهداف التربوية المرجوة من عملية التعليم والتي ترمي إلى بناء وتنمية وتربية أجيال المستقبل، والثروة الحقيقية للمجتمعات، لذا کان التدريس عمليةتحتاج کما ذکر( مجاور ، 1974م ) ممن يمارسها أن يعد نفسه للقيام بها، وأن يکون ملماً بدستورها وأخلاقياتها، فهي مهمة تلقي على کاهل صاحبها أعباء من الجهد والمشقة، وألوناً من التضحية؛ لذا لابد أن يعطى فيها المعلم عن رضى وقناعة وإيمان بأنه يؤدى في مهنته واجباً اجتماعياً. وبهذا المفهوم يتصور المعلم نفسه من أبرز الموجهين في بناء المجتمع " ص38.

ومن المؤکد أنه ينبغي على الکوادر التي تتولى أمر التدريس وتقوم على إدارة شؤونه وتعمل على تهيئة الظروف والإمکانات المتاحة لتنفيذه أن تکون ملمة بطبيعة عملية التدريس ، ومدرکة لمراحله ومهاراته ، ومتطلباته ، منبثقة في أساسها من قاعدة تربوية صحيحة، وفکر تربوي مستنير، لتحقيق أهدافها التربوية المنشودة ، فتعمل على الارتقاء بمستويات التلاميذ في ضوء فهم سليم واضح لما ينبغي عليها القيام به.

ب) مراحل التدريس:

 إن عملية التدريس عملية منظمة تسير في مراحل رئيسة متدرجة ومتتابعة لا مجال للعشوائية فيها والارتجال، تعتمد کل مرحلة فيها على الأخرى وتکملها؛ لذا فإن أي خلل يقع في أيٍ منها ينعکس سلباً على المرحلة التي تليها ويؤثر فيها ، وهي تتکون من ثلاث مراحل رئيسة تتعاضد بعضها مع البعض ، للوصول إلى تحقيق الأهداف المنشودة لهذه العملية، المتمثلة في تحقيق الأهداف المرجوة من الدرس، وتنمية المتعلم فکرياً وجسدياً ووجدانياً، وهذه المراحل هي:

1 ) مرحلة تخطيط التدريس :

 يعتبر التخطيط عملية أساسية وجوهرية يلزم القيام بها قبل البدء بعملية التدريس، فهو بمثابة الرؤية الواعية الشاملة التي ترسم في ضوئها کافة الخطط والأفکار التي تقوم عليها جميع الأساليب والإجراءات اللازمة لتنفيذ الدرس وتقويمه، فالتخطيط للتدريس کما ذکر(جرادات وآخرون،دت)" يمثل منهجاً وأسلوباً وطريقة منظمة للعمل، فهو عملية عقلية منظمة هادفة، تؤدي إلى بلوغ الأهداف المنشودة بفعالية وکفاية " ص64، وفي ضوء ذلک فإن تخطيط التدريس عملـية تهتم في المقام الأول بتنظــيم الموقف التعليمي، والغاية منها کما ذکر (جامل 1422هـ ،ص32) أن يحصل التلميذ على تعليم کاف ذي أهداف واضحة وعلى مراحل محددة تحديداً تاماً ، وأن يشمل جميع أبعاد عناصر العملية التربوية المتمثلة ( في التلميذ ، والمعلم ، وعملية التعلم، والمنهج ، والتقويم) ،، وهي عملية عقلانية لأنها تعتمد على قدرة المعلم على التصور المسبق لعناصر الموقف التعليمي، ولذا يجب على المعلم قبل أن يشرع في عمله کما اشار الدريج (1414هـ،ص81) أن تکون بحوزته جملة من المعلومات والمعطيات عن مستوى تلاميذه وما إلى ذلک من معلومات ضرورية لتحديد المنطلق أو نقطة البداية التي يقيس عليها أهدافه ويحضر بالاستناد عليها دروسه، وإلا فإن نشاطه التعليمي سيعرض لعقبات هو في غنىً عنها، ولتخطيط التدريس أهمية کبرى في العملية التعليمية کما ذکرجامل(1422هـ،ص65) تتمثل في الجوانب التالية:

  1. يؤدي التخطيط للتدريس إلى مساعدة المعلم على مواجهة المواقف التعليمية بثقة وروح معنوية عالية، ويجنبه المواقف الحرجة .
  2. تؤدي عملية التخطيط إلى تنظيم الموقف التعليمي وتنظيم تعلم التلاميذ.
  3. تؤدي عملية التخطيط إلى مساعدة المعلم على النمو المهني المستمر.

4. تؤدي عملية التخطيط إلى توضيح الرؤية أمام المعلم وخاصة فيما يتعلق بتحديد الأهداف التعليمية ، ومحتوى هذه الأهداف والأنشطة ، والإجراءات التعليمية المناسبة لها واختيار أساليب التقويم الملائمة ، وتحديد الزمن المناسب مما يساعد على تحقيق أهداف التعلم بسهولة ويسر.

5. يؤدي التخطيط للتدريس إلى مساعدة المعلم للقيام بدوره في عملية تحسين وتطوير المنهج الدراسي، وذلک لأن التخطيط يتطلب من المعلم القيام بعملية تحليل ودراسة للمنهج الدراسي، والتعرف على المواد التعليمية، والمصادر التعليمية اللازمة لتنفيذه الأهداف التربوية؛ وبالتالي فإن التخطيط يمثل أحد الفرص الهامة التي تؤدي لإثراء المنهج ويحسنه.

وعلى هذا يمکننا القول إن معلمة القرآن الکريم تضطلع في مرحلة التخطيط للتدريس بمهام تخطيطية عديدة، من أبرزها:

 وضع تصور عقلاني للأساليب والإجراءات التي ستأخذ مکانها في داخل حجرة الصف الدراسي، وتحديد المادة المراد اعطاؤها للتلميذات وذلک بالاطلاع على المنهج المقرر للقرآن الکريم وتحديد عدد الحصص المخصصة لتنفيذه وتوزيع ذلک في إطار معين يمکن الرجوع إليه بسهولة، مما يساعدها على تحديد معالم الطريق الذي تسير فيه، ويبّين لها کيفية سيرها في المقرر ومدى ملائمة طول المادة القرآنية (عدد السور وآياتها) مع عدد الحصص المخصصة لتدريس القرآن الکريم ، ومنها تحديد الأهداف المراد تحقيقها "وصياغتها بشکل سلوکي لتحديد الخبرات التعليمية والمعلومات المراد تعليمها للتلميذات، ولاختيار الوسائل والأساليب والأنشطة ووسائل التقويم التي يمکن القيام بها، ولتحديد الفترة الزمنية اللازمة لتنفيذ المقرر ، ومن ذلک أيضاً القيام بتحديد حاجات التلميذات، ومستواهن في التلاوة والحفظ والتمکن من درس التلاوة وتنظيم وقته وتحديد خطوات درس التلاوة، ولذلک کانت عملية التخطيط للتدريس في غاية الأهمية للمعلمة؛ لتکون عوناً لها - بعد الله تعالى- على أداء عملها وتحقيق رسالتها على وجه أفضل .

2) مرحلة تنفيذ التدريس:

تأتي عملية تنفيذ التدريس بعد الانتهاء من عملية التخطيط وإنجازها وتُعد ترجمة عملية لعملية التخطيط التي سبقتها و تتمثل کما ذکر(علي1423هـ،ص64) في مناقشة وعرض المعلومات والمعارف والمهارات، والخبرات المختلفة للتلميذات وإتباع طرق التدريس التي تم تحديدها مسبقاً أثناء التخطيط للتدريس، وتستخدم فيها المعلمة ما خططت لعملية تعليم التلميذات وتحقيق الأهداف المرسومة للموقف التعليمي،وهي کذلک مرحلة التطبيق العملي والممارسة الميدانية لکل ما افترضته المعلمة وخططته، ففيها تطبّق المعلمة الخطط والخطوات والإجراءات التي اقترحتها في مرحلة التخطيط التي تأخذ مکانها في هذه المرحلة داخل حجرة الصف الدراسي ، مما يوجب على المعلمة الاضطلاع بدور کبير وفعّال عند تقديم المادة العلمية للتلميذات على صورة تتفق مع ما تم وضعه واقتراحه في مرحلة التخطيط؛ ففي هذه المرحلة من التدريس تکون هناک الحاجة کما أشار(جابر وآخرون 1405هـ،ص126) لعرض حقائق ومبادئ جديدة على التلاميذ، وشرح الإجراءات والأنشطة الصفية، وتوضيح المسائل، واستکشاف العلاقات المعقدة، کل ذلک يتطلب من المعلمة دوراً کبيراً داخل الفصل عند تنفيذ خطة التدريس.

 وکما إن عملية التخطيط للتدريس تحتم على المعلمة التمکن من مهارات معينة تعتمد عليها أثناء تنفيذ التدريس، فإن هذه المرحلة من التدريس تستلزم کذلک مجموعة من المهارات التنفيذية التي يجب أن تتوفر في الأداء التدريسي للمعلمة.

 ومن هذا المنطلق يمکننا القول إنّ معلمة القرآن الکريم في هذه المرحلة تضطلع بمهام تنفيذية عديدة، لعل من أبرزها:

قدرتها على التفاعل مع التلميذات في الموقف التعليمي ، وتهيئة التلميذات وإعدادهن لدرس التلاوة ، وإجادتها لاستخدام الوسائل التعليمية وتوظيفها توظيفاً فعالاً في تدريس التلاوة، وتيسير تقدم التلميذات نحو تحقيق أهداف الدرس ، بالإضافة إلى قدرتها على تطويع ما جاء في التخطيط في ظل الظروف الطارئة والمستجدات التي قد تصادفها أثناء التدريس ولم تکن في الحسبان في مرحلة التخطيط، ومساعدة التلميذات على التعلم المثمر الفعال.

ومن هنا يظهر لنا أن مرحلة تنفيذ التدريس مرحلة ليست باليسيرة على المعلمة، فهي مرحلة تواصل وتفاعل بينها وبين التلميذات من خلال المناقشات والإجراءات التي تحدث أثناء الموقف التعليمي داخل حجرة الصف الدراسي، ولذا فهي تتطلب من المعلمة تطبيقاً عملياً منظماً لما خطط له في مرحلة التخطيط ، ومحققا بما أشتمل عليه من أساليب وإجراءات لتَعَلُّم أکثر فعالية.

3) مرحلة تقويم التدريس:

يعتبر التقويم جزءا أساسياً من عمليتي التعليم والتعلم، وهو عملية ذات أهمية کبيرة في المجال التربوي إذا أنه ثالث مرحلة من مراحل التدريس و به يتم الحکم على مدى تحقق الأهداف التربوية المطلوبة ، ومن خلال نتائجه نتمکن من تعديل المناهــج وأســاليب التدريس وتحسين عملية التعلــم ، ويعرف کما ذکر (جامل 1422هـ)بأنه " عبارة عن عملية تشخيص وعلاج ووقاية ، وهي عملية منظمة لتحديد مدى تحقق الأهداف التربوية " ص173، کما اشار (حمدان 1421هـ،ص113) بأنه عملية مستمرة يبدأ من قبل أن يبدأ التدريس وتسير معه خطوة خطوة ، وهو ما اصطلح على تسميته بالتقويم التشخيصي. ثم هناک تقويم شامل أي بعد أن تتم عملية التعليم والتعلم ، ويقصد به معرفة مدى تحقيق الأهداف التعليمية التي سبق تحديدها.

وللتقويم أهمية کبرى في المجال التربوي فمن طريقه يتم تشخيص المشکلات، وتقديم الحلول الناجعة والمناسبة وعملية تقويم التدريس عملية متدرجة لا تتم دفعة واحدة ، وإنما تتم على مراحل منها:

‌أ- التقويم التشخيصي: وهو الذي يکون قبل البدء في التعلم، ويهدف کما أشار (جامل 1422هـ،ص173) إلى تشخيص صعوبات التعلم ، وتحديد جوانب القوة والضعف في مستوى التحصيل الدراسي، بالإضافة إلى جمع معلومات يستخدمها المعلم في اتخاذ قراراته التعليمية، فهو يستخدم على سبيل المثال، لتحديد المستوى المبدئي للمتعلمين ، ومعرفة مدى حب التلاميذ للموضوع أو ميلهم إليه، وما إذا کانوا قد احتفظوا بما تعلموه أو فقدوه.

‌ب- التقويم التکويني: ويسمى بالتقويم المستمر حيث ذکر (جامل1422هـ،ص174 ) أنه يستخدم أثناء العملية التعليمية ، وهدفه تزويد المعلم والمتعلم بالتغذية الراجعة لتحسين عملية التعليم والتعلم ومعرفة مدى تقدم التلاميذ .

‌ج- التقويم الختامي ( الشامل ): وهو الذي يتم بعد انتهاء التدريس و يحدد کما اشار جامل (1422هـ،174) درجة تحقيق المتعلمين للمخرجات الرئيسية لتعلــم مقرر ما . ويهدف إلى تحديد مستوى التلاميذ ومدى تحقيقهم للأهـداف.

ومن أغرض التقويم الختامي کما ذکر(جابروآخرون، 1405هـ،ص132)

1- التزوّد بأسس لوضع الدرجات والتقديرات بطريقة عادلة .

2- إعطاء تقدير لتحصيل التلاميذ أو کفاءتهم نهاية العام.

3- التزوّد ببيانات يتم على أساسها رفع تقارير لأولياء الأمور.

وهناک مجموعة من الأدوات والوسائل التي يمکن للمعلمة استخدامها في تقويم التدريس ، وهذه الوسائل يتم اختيارها وتحديدها في ضوء الأهداف التي خطط لها مسبقاً من قبل المعلمة، ومنها على سبيل المثال الاختبارات الکتابية والشفهية والعملية ، والواجبات المنزلية ، والأسئلة بمختلف أشکالها، وملاحظات المعلمين، بالإضافة إلى استخدام أساليب التقويم الذاتي.

 وتأسيساً على ما سبق يمکن القول: إن مرحلة تقويم التدريس مرحلة مهمة تستلزم من معلمة القرآن الکريم التمکن من مهارات عالية تستطيع من خلالها التقويم بشکل صحيح وسليم، يمکنها من الوقوف على مدى اکتساب التلميذات لمهارات التلاوة ومدى فهمهن لمعاني القرآن الکريم ، ومدى تأثرهن به، کما يمکّنها من اقتراح الوسائل المناسبة للکشف عن مواطن القوة فتدعمها ، ومواطن الضعف فتعمل على تقويتها ، بالإضافة إلى قدرتها على معرفة التغيرات السلوکية التي طرأت على التلميذات نتيجة لدراستهن للقرآن الکريم ومساعدتهن على النمو الشامل في جميع الجوانب لا في جانب واحد من جوانب تلاوة الآيات وحفظها فقط.

 

الدراسات السابقة:

 قدمت الباحثة في هذا الفصل لما توافر من الدراسات السابقة ذات العلاقة بموضوع البحث بهدف بيان موقع هذا البحث من تلک الدراسات المتوافرة والإفادة منها بشکل مباشر أو غير مباشر في الدراسة الحالية، وقد صنفت الباحثة هذه الدراسات إلى محورين رئيسية کالتالي :

أولا : الدراسات التي تتعلق بالتربية الإسلامية وطرق تدريسها ومعلمها :

 باعتبار أن التربية الإسلامية هي التخصص الرئيس الذي تندرج تحته جميع مواد التربية الإسلامية وعلى رأسها القرآن الکريم ومن ثم ّفهي تشمل معلم القرآن الکريم ومهاراته بالإضافة إلى طرق تدريس القرآن الکريم مما يجعل لها علاقة بالدراسة الحالية ويجعل لنتائجها أهمية وهذه الدراسات هي :

1-دراسـة صالح المفــــدّى :

في عام ( 1409هـ) قام صالح سليمان المفدى بدراسة تحت عنوان ( أهم مشکلات التربية الإسلامية في المدارس الابتدائية بمنطقة الرياض التعليمية – دراسة مسحية ) ، وهدفت الدراسة إلى التعرف على أهم مشکلات تدريس فروع التربية الإسلامية في المدارس الابتدائية بمنطقة الرياض التعليمية، وقد استخدم الباحث الاستبانة کأداة لبحثه.

وتکونت عينة الدراسة ومن مائتين وخمسة وثلاثين مدرساً وتسعة وخمسين مديراً واثنى عشر موجهاً للتربية الإسلامية ، موزعين توزيعاً عشوائياً بين تسع وخمسين مدرسة في أنحاء منطقة الرياض التعليمية ، وکان من أهم النتائج والتوصيات التي خلصت لها هذه الدراسة :

  1. اتفاق المدرسين والمدراء والموجهين علي:
  • افتقار طرق تدريس التربية الإسلامية إلى عنصر التشويق وإثارة اهتمام التلاميذ.
  • ضعف الإعداد التربوي لمدرسي التربية الإسلامية .
  • ضعف التلاميذ المتزايد في قراءة القرآن الکريم .
  • إسناد تدريس التربية الإسلامية إلى بعض المدرسين غير المؤهلين لتدريسها.
  1. ضرورة العمل على تقوية التلاميذ في مواد التربية الإسلامية ، وتلافي أسباب ضعفهم فيها.
  2. ألاّ يسند تدريس التربية الإسلامية إلا للقادرين على تدريسها .

2-دراسة محمد السکران :

 في عام ( 1411هـ ) قام محمد إبراهيم السکران بدراسة تحت عنوان ( أهم المشکلات التي تواجه تدريس العلوم الدينية في المرحلة الثانوية بمدينة الرياض من وجهة نظر الطلاب وأولياء أمورهم والمدرسين – دراسة مسحية) واستهدفت الدراسة التعرف على أهم المشکلات في تدريس العلوم الدينية للمرحلة الثانوية بمدينة الرياض التي تخص کل جانب من جوانب التدريس من : أهداف – طرق تدريس – ووسائل تعليمية – وکتاب – ومعلم – وطالب – وولي أمر للطالب – وتقويم .

وتمثلت عينة الدراسة في الطلاب وبلغ عددهم ستمائة وأربعة وتسعين طالباً وأولياء أمورهم وبلغ عددهم مئتين وتسعة وتسعين بالإضافة إلى المدرسين وبلغ عددهم تسعة وسبعين مدرساً موزعين توزيعاً عشوائياً بين عشر مدارس في مدينة الرياض مختارة عشوائياً وکانت أداة البحث هي الاستبانه. ومن أهم النتائج التي توصلت لها الدراسة :

  • إن تدريس العلوم الدينية يسند إلى بعض المعلمين غير القادرين على تدريسها .
  • اتفاق المدرسين والطلاب على :
  • أن الإعداد التربوي لمعلمي العلوم الدينية ضعيف.
  • کما اتفق المعلمون على عدم الإلمام الجيد بأسس وأساليب تحضير الدروس .

ثانياً : الدراسات التي تتعلق بمهارات التدريس بصفة عامة ومهارات تدريس اللغة العربية بصفة خاصة:

وذلک باعتبار أنه يمکن الإفادة منها في التعرف على بعض مهارات التدريس التي يجب أن يمتلکها کل معلم أيّاً کان تخصصه، بالإضافة إلى الوقوف على مهارات تدريس اللغة العربية باعتبارها لغة القرآن الکريم، وهذه الدراسات هي :

1-دراسة محمد البسيوني :

 في عام ( 1991م ) نشر المؤتمر السنوي الثامن لقسم أصول التربية دراسة تحت عنوان ( تقويم بعض مهارات التدريس لدى الطلاب المعلمين بالکليات المتوسطة بسلطنة عمان ) واستهدفت الدراسة التعرف على مدى تمکن الطلاب المعلمين من بعض مهارات التدريس وهي: صياغة الأهداف التعليمية، واختيار الوسائل التعليمية ، وصياغة وتوجيه الأسئلة الصفية، بالإضافة إلى تعزيز استجابات التلاميذ وقد قام الباحث بتصميم بطاقتين للملاحظة ، الأولى خاصة بمهارات الأسئلة الصفية، والثانية خاصة بمهارات تعزيز استجابة التلاميذ . کما قام أيضاً بتصميم بطاقتين للتحليل؛ الأولى خاصة بالأهداف التعليمية؛ والثانية خاصة بالوسائل التعليمية، وتکونت عينة الدراسة من مئتي واثنين طالب معلمّ من طلاب الفصل الدراسي الرابع بالکلية المتوسطة للمعلمين من الشعب
المختلفة بالکلية .

 وکان من أهم النتائج التي أسفرت عنها الدراسة عدم تمکن الطلاب المعلمين في جميع الشعب التعليمية من مهارات التدريس فيما يتصل بصياغة الأهداف، واختيار الوسائل التعليمية، وصياغة وتوجيه الأسئلة الصفية بالإضافة إلى تعزيز استجابات التلاميذ، کما أکدت الدراسة على ضرورة إکساب الطلاب المعلمين مهارات التدريس المختلفة في مراحل التدريس ( تخطيطاً
وتنفيذاً وتقويماً ) .

2-دراسة المهدي محمود وصلاح عبد الحفيظ :

 في عام ( 1992م ) نشرت مجلة کلية التربية بجامعة بنها دراسة تحت عنوان ( مهارات التدريس لدى معلمي المرحلة الابتدائية وعلاقتها بالقدرة المکانية والتحصيل عند التلاميذ ) وهدفت هذه الدراسة إلى تحديد مهارات التدريس الواجب توافرها في معلمي المرحلة الابتدائية، مع التأکيد على أهمية هذه المهارات ودورها الفعال في العملية التعليمية، وعلاقتها بالقدرة المکانية والتحصيل الدراسي بالتعليم الابتدائي بمنطقة الإحساء، وقد قام الباحثان بإعداد بطاقة ملاحظة لأداء معلمي العلوم والرياضيات بالمرحلة الابتدائية لمهارات التدريس ( على مستوى تخطيط ، وتنفيذ ، وتقويم الدرس ) وتکونت عينة الدراسة من معلمي العلوم والرياضيات الذين يقومون بتدريس الصف الخامس، وبلغ عددهم ثلاثون معلما؛ خمسة عشر معلماً للعلوم، وخمسة عشر معلماً للرياضيات.

کما تم إجراء اختبار تحصيلي لتلاميذ الصف الخامس، وإجراء اختبار دوران الشکل لقياس القدرة المکانية لدى التلاميذ .

وکان من أهم النتائج والتوصيات التي أسفرت عنها هذه الدراسة :

إنّه کلما ارتفعت مهارات التدريس لدى المعلم ساعد ذلک على ارتفاع تحصيل التلاميذ، وهذا في نظر الباحثين مؤشر مهم على فاعلية مهارات التدريس في التحصيل في مختلف المواد الدراسية على مستوى المرحلة الابتدائية .

3-دراســـــة مرحومــــة الثقفي :

 في عام ( 1421هـ ) قامت مرحومة فيصل الثقفي بدراسة بعنوان ( تحديد المهارات اللازمة لمعلمة اللغة العربية عند تدريس القراءة في الصفوف الثلاثة الأخيرة من المرحلة الابتدائية ) وهدفت هذه الدراسة إلى تحديد المهارات اللازمة لمعلمة اللغة العربية عند تخطيط درس القراءة وعند تنفيذه وعند تقويمه في الصفوف الثلاثة الأخيرة من المرحلة الابتدائية، وقد استخدمت الباحثة استبانة بوصفها أداة لبحثها، وقسمتها إلى ثلاثة محاور، کل محور اثنا عشر مجالاً، تدرجت تحتها المهارات اللازمة لمعلمة اللغة العربية عند تدريس القراءة في الصفوف الثلاثة الأخيرة من المرحلة الابتدائية ليتم تحديدها .

 وتمثلت عينة الدراسة في مائة وسبعة وخمسين مختصاً ومشرفة تربوية، وکان من أهم النتائج والتوصيات لهذه الدراسة :

1. حدد أفراد مجتمع البحث (36 ) مهارة تعتبر من وجهة نظرهم لازمة جداً لتخطيط
درس القراءة

  1. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين استجابات أفراد مجتمع البحث تُعزى إلى المؤهل التعليمي فيما يتعلق بتحديد مهارات تخطيط درس القراءة .
  2. أن تعنى مؤسسات إعداد المعلمات بإکسابهن مهارات التدريس اللازمة لهن .
  3. ضرورة أخذ المعلمات بالمهارات التدريسية اللازمة لهن عند تدريس القراءة على مستوى (( التخطيط والتنفيذ والتقويم )) .


4-دراسة لطيفة صالح العثيمين:

في عام ( 1423هـ ) قامت لطيفة صالح العثيمين بدراسة تحت عنوان ( واقع ممارسة الطالبات المعلمات مهارات تدريس النصوص الأدبية في المرحلة المتوسطة بالعاصمة المقدسة) وهدفت الدراسة إلى الکشف عن واقع ممارسة الطالبات المعلمات مهارات تدريس النصوص الأدبية في المرحلة المتوسطة.

 واستخدمت فيها الباحثة بطاقة ملاحظة بوصفها أداة لدراستها، کما تمثلت عينة الدراسة في تسع وخمسين طالبة متدربة في المرحلة المتوسطة، وکانت من أهم النتائج والتوصيات
لهذه الدراسة:

1- قصور دافع تدريس النصوص الأدبية عما ينبغي أن يکون عليه ، حيث تهمل الطالبات المعلمات الکثير من مهارات التدريس في جوانبه الثلاث الإعداد والتنفيذ والتقويم أثناء ممارسة التربية العملية.

2- بعد الطالبات المعلمات عن ممارسة أغلب مهارات التقويم.

3- إعادة النظر في برامج إعداد معلمات اللغة العربية الحالية بحيث يتم إدخال هذه الأداءات في مادة طرق تدريس اللغة العربية.

4- الاهتمام بإعداد معلمة اللغة العربية، عن طريق تدريبها على ممارسة مهارات تدريس کل مادة من مواد اللغة العربية.

التعليق على الدراسات السابقة

 من خلال عرضنا للدراسات السابقة نلاحظ ما يلي :

1. أنه على الرغم من تنوع أهداف هذه الدراسات وأدواتها وتناولها لمراحل دراسية مختلفة إلا أنها أجمعت من خلال نتائجها على عدم تمکن أغلب المعلمين من مهارات التدريس بصفة عامة، کما أجمعت على وجود قصور في أداء معلم القرآن الکريم عند تدريس القرآن الکريم، وعدم اهتمامه باستخدام الأنشطة والوسائل التعليمية في تدريسه للقرآن الکريم، مما أنعکس سلباً على الطلاب، وذُيلتْ بتوصيات تؤکد على ضرورة العناية بمهارات التدريس اللازمة للمعلمين وضرورة تمکنهم منها وإحاطتهم بها، ليقوموا بأداء عملهم بکفاءة أعلى وفعالية أقوى ، مما يستوجب النهوض بدراسات جديدة تأخذ بتوصيات تلک الدراسات وتنهض لتحقيقها.

2. على الرغم من اختلاف الدراسة الحالية عن الدراسات السابقة باتجاهها إلى استخلاص واستنباط ممارسة مهارات تدريس القرآن الکريم في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية، إلا أنها تلتقي معها في بعض الجوانب، مما أمکن الإفادة منها في الوقوف على المهارات اللازمة لتدريس القرآن الکريم التي يجب أن تتمکن منها معلمة القرآن الکريم أثناء تدريسها للقرآن الکريم على مستوى التخطيط ، والتنفيذ، والتقويم، والوقوف على منهجية الدراسات
وأدواتها ونتائجها.

وختاماً فقد کانت الدراسات السابقة ذات فائدة کبيرة بالنسبة للدراسة الحالية من حيث الوقوف على:

  • أدبياتها وما تتضمنه.
  • الإفادة من المصادر والمراجع التي جاءت في تلک الدراسات لبناء قائمة مهارات تدريس القرآن الکريم في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية .

إجراءات الدراسة:

منهج الدراسة :

استخدمت الباحثة المنهج الوصفي - المسحي - وذلک لملائمته لطبيعة مشکلة البحث حيث انه يعتمد کما ذکر عبيدات وآخرون (1418هـ ،ص223-237) يعتمد على دراسة الواقع أو الظاهر کما توجد في الواقع ويهتم بوصفها وصفا دقيقا ويعبر عنها تعبيرا کيفيا أو تعبيرا کميا وفيه يقوم الباحث بجمع معلومات وبيانات عن ظاهرة ما أو واقعا ما ، وذلک بقصد التعرف على الظاهرة التي يدرسها وتحديد الوضع الحالي لها ،والتعرف على جوانب القوة والضعف فيه من أجل معرفة مدى صلاحية هذا الوضع او مدى الحاجة لإحداث تغييرات جزئية او أساسية فيه0

عينة الدراسة :

 تکونت عينة الدراسة من الکتب المؤلفة في مجال مهارات التدريس بصفة عامة، والدراسات التي تبحث في مهارات التدريس عامة ومهارات تدريس القرآن الکريم خاصة والمصادر والمراجع التي تبحث في مهارات تدريس التربية الإسلامية.

 وقد تمت الإجابة على تساؤلات الدراسة عن طريق :

  1. الإطلاع على الکتب المؤلفة في مجال مهارات التدريس بصفة عامة .
  2. الإطلاع على الدراسات التي تبحث في مهارات التدريس عامة ومهارات تدريس القرآن الکريم خاصة وکانت الإستبانة أداة لها والاستفادة منها.

الرجوع إلى المصادر والمراجع التي تبحث في مهارات تدريس التربية الإسلامية.للاستفادة منها جميعاً في بناء قائمة مهارات تدريس القرآن الکريم في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية في مراحل التدريس الثلاث( التخطيط، التنفيذ، التقويم). وفي ضوء ذلک يمکننا القول أن مهارات تدريس القرآن الکريم التي ينبغي أن تمارسها وتتمکن منها معلمة القرآن الکريم في الصفوف العليا من المرحلة الابتدائية تتلخص في القائمة التالية :

أولاً : مجال مهارات تخطيط درس القرآن الکريم ويشتمل على :

1. صياغة أهداف درس القرآن الکريم صياغة سلوکية إجرائية واضحة ومحددة وفق
مستويات التلميذات.

  1. صياغة الأهداف السلوکية بصورة شاملة لجميع جوانب التعلم المعرفية والمهارية والوجدانية لدى التلميذات.
  2. تضمين صياغة الأهداف السلوکية ما يشير إلى مهارات تلاوة القرآن الکريم التي ينبغي إکسابها التلميذات من خلال الدرس.

4. تحديد خطوات الدرس والأساليب والإجراءات التي تساعد على تحقيق الأهداف
السلوکية وتطبيقها.

5. تحديد خبرات التلميذات السابقة المتعلقة بالدرس القرآني وذلک من خلال طرح بعض الأسئلة على التلميذات والتي تتعلق بالآيات القرآنية موضوع الدرس السابق والأحکام التجويدية التي سبق دراستها.

  1. ترتيب خطوات الدرس ترتيباً مترابطاً يتفق مع الأهداف السلوکية المحددة .
  2. تحديد الوسائل التعليمية المستخدمة لعرض آيات القرآن الکريم.

8. تحديد الأنشطة التربوية المصاحبة مثل اختيار مناشط قرائية تعين التلميذات على تدبر القرآن الکريم وتقدم لهن خبرات تربوية جديدة وتتلائم مع مستوى إدراکهن وتدريب التلميذات على استخدام أجهزة التسجيل لتعليم أنفسهن القراءة.

  1. تحديد المدخل (التمهيد) المناسب للدرس.

10. تحديد بعض المفاهيم الدينية والکلمات الجديدة التي اشتملت عليها الآيات القرآنية
موضوع الدرس.

11. تحديد أساليب التقويم الملائمة لتحقيق کل هدف من الأهداف السلوکية لدرس
القرآن الکريم.

  1. تحديد الواجب المنزلي للآيات القرآنية موضوع الدرس.

ثانيًا : مجال مهارات تنفيذ درس القرآن الکريم :

13. تهيئة التلميذات للدرس القرآني باستحضار النية الحسنة والرغبة في الثواب من الله عز وجل وذلک من خلال الدعاء وذکر الآيات والأحاديث النبوية الشريفة التي تبين فضل ومکانة القرآن الکريم.

14. التمهيد للدرس تمهيداً مناسباً وذلک من خلال ذکر سبب النزول إن وجد أو طرح أسئلة أو سرد قصة مشوقة ذات علاقة بالدرس القرآني أو عرض آيات قرآنية سابقة ذات علاقة بالآيات القرآنية موضوع الدرس مع مراعاة مستويات التلميذات وخصائص نموهن.

  1. تکليف التلميذات قراءة الآيات القرآنية قراءة صامتة والطلب منهن تحديد الکلمات الصعبة.

16. قراءة الآيات القرآنية من قبل المعلمة قراءة جهرية نموذجية تراعي فيها التحلي بآداب تلاوة القرآن الکريم، والالتزام بقواعد التجويد وإخراج الحروف من مخارجها لإعطاء التلميذات نموذجاً جيداً للقراءة الصحيحة المجودة.

  1. توجيه التلميذات إلى قراءة الآيات القرآنية قراءة جماعية، بحيث يقسم الصف إلى مجموعات لتقرأ کل مجموعة على حدة قراءة مجودة.

18. توزيع القراءة الجهرية على التلميذات وفقاً لمستوياتهن في التلاوة توزيعاً عادلاً بدءاً
بالمجيدات للتلاوة.

  1. متابعة التلميذات أثناء القراءة الجهرية وتصويب أخطائهن.
  2. تدريب التلميذات على فهم الرسم العثماني للآيات القرآنية ومقارنته مع الرسم الإملائي.
  3. إعطاء المعنى الإجمالي للآيات القرآنية موضوع الدرس.
  4. تدريب التلميذات على استشعار عظمة القرآن الکريم وتذوق بلاغته وجمال أسلوبه.
  5. الإجابة على أسئلة التلميذات واستفسارهن حول الآيات.

24. مناقشة التلميذات حول الآيات کأن تطلب منهن المعلمة استخراج حکم تجويدي من الآيات أو تعرضن لهن بعضاً من الآداب أو الأحکام الإسلامية وتطلب منهن البحث عن ما يشير إليها
في الآيات.

  1. إشراک التلميذات في استخلاص الملخص السبوري المتعلق بالآيات القرآنية بصورة تدريجية.
  2. إشراک التلميذات في استنتاج الفوائد من الآيات القرآنية.

27. توظيف ما تناوله الآيات القرآنية من المعاني السامية والأحکام والقيم الإسلامية في
حياة التلميذات.

  1. تحفيز التلميذات وتشجيعهن داخل حجرة الصف على حفظ القرآن الکريم والتخلق بأخلاق القرآن الکريم.

29. توظيف المفردات الجديدة التي وردت في الآيات القرآنية في استعمالات متعددة من قبل المعلمة وذلک من خلال ضرب أمثلة مبسطة تعين التلميذات على فهم المفردات الجديدة واستيعابها و صياغتها في جمل من إنشائها وتدريب التلميذات على ذلک

30. تنفيذ الأساليب التدريسية والإجراءات التي تم تحديدها في خطة الدرس مثل استخدام طرق التدريس المقترحة واستخدام الوسائل التعليمية المقترحة.

  1. التنويع في استخدام الوسائل التعليمية الخاصة بالآيات القرآنية موضوع الدرس .

ثالثًا : مجال مهارات تقويم درس القرآن الکريم :

32. ربط الأسئلة بالأهداف السلوکية المحددة لدرس القرآن الکريم مثل أسئلة تتعلق بالجانب المعرفي، أسئلة تتعلق بالجانب المهاري، أسئلة تتعلق بالجانب الوجداني

  1. صياغة الأسئلة في عبارات واضحة ومباشرة.
  2. استخدام أسئلة ترمي إلى کشف مواطن الضعف في التلاوة عند التلميذات.
  3. التنويع في الأسئلة التي يتم طرحها على التلميذات لتشمل (التذکر، الفهم، التطبيق، التحليل، الترکيب، والتقويم).
  4. مراجعة الآيات القرآنية باستمرار وبصورة شاملة .

37. تدرج أسئلة التقويم لتقيس مستوى التلميذات في مهارات تلاوة القرآن الکريم ومثال ذلک : من العام إلى الخاص، من السهل إلى الصعب، من البسيط إلى المرکب.

38. تعزيز الإجابات الصحيحة للتلميذات؛ وذلک من خلال الدعاء والثناء على التلميذات بعبارات تشجيعية، وتقديم بعض الهدايا الرمزية للتلميذات.

39. توزيع الأسئلة على أکبر عدد من التلميذات، سواء کانت الأسئلة تدور حول: تلاوة الآيات واستنتاج ما يستفاد من الآيات، أو استخراج الأحکام التجويدية التي اشتملت عليها.

  1. إعطاء التلميذات فرصة لتسميع بعضاً من الآيات القرآنية موضوع الدرس التي تُمکِّن من حفظها تشجيعاً لمن ترغب بذلک.

متابعة أعمال التلميذات التحريرية، سواء کانت کتابة الملخص السبوري، أو الواجبات المنزلية المتعلقة بالآيات القرآنية.

  1. المصادر والمراجع:

    1. القرآن الکريم.
    2. تغريد عمران ،نحو آفاق جديدة للتدريس "نهايات قرن وإرهاصات قرن جديد"،القاهرة :دارا لقاهرة ،ط1،2001م0
    3. زينب حسن الشمري،عصام حسن الدليمي،فلسفة المنهج الدراسي،عمان:دار المناهج للنشر والتوزيع، ط1،2003م0
    4. جودت إسماعيل سعادة ،عبد الله محمد إبراهيم ،المنهج المدرسي المعاصر،عمان: دار الفکر،ط4،2004م0
    5. علي أحمد مدکور،نظريات المناهج التربوية ،القاهرة :دار الفکر العربي،ط2،2006م0
    6. محمد عبد الله الدويش،المدرس ومهارات التوجيه،الرياض: دار الوطن،1419هـ0

    7. محمد صالح على جان،المرشد النفيس إلى أسلمه طرق التدريس،الطائف:دار الطرفين ،
    ط1، 1419هـ0

    8. هاشم حريري ، وعبد الحکيم موسى ، دراسة استطلاعية لتحديد مستوى الأداء الوظيفي للمعلمين المتخرجين حسب النظام التکاملي والنظام التتابعي في مدن مکة المکرمة ، جدة ، الطائف ، الکتاب العلمي ، المؤتمر الثاني لإعداد معلم التعليم العام في المملکة المنعقد في رحاب جامعة أو القرى من 21-23 شوال ، ج2 ، 1413هـ .

    9. مريم حسن وادي، معلمة المرحلة الابتدائية إعدادها وتدريسها – دراسة نظرية وميدانية في منطقة جدة، رسالة ماجستير غير منشورة ، مکة المکرمة ، جامعة أم القرى، کلية التربية، 1402هـ.

    10. محمد إبراهيم السکران ، أهم المشکلات التي تواجه تدريس العلوم الدينية في المرحلة الثانوية بمدينة الرياض من وجهة نظر الطلاب وأولياء أمورهم والمدرسين – دراسة مسحيه _ ، رسالة ماجستير غير منشورة ، الرياض، جامعة الملک سعود ، کلية التربية ، 1411هـ .

    1. سراج محمد وزان ، کيف ندرس القرآن الکريم لأبنائنا ، مکة المکرمة ، رابطة العالم الإسلامي، سلسلة دعوة الحق ، السنة السابعة ، العدد 79 ، 1408هـ .

    12. صالح سليمان المفدى ، أهم مشکلات تدريس التربية الإسلامية في المدارس الابتدائية بمنطقة الرياض التعليمية – دراسة مسحية - ، رسالة ماجستير غير منشورة ، الرياض ، جامعة الملک سعود، کلية التربية ، 1409هـ .

    1. 13- محمد زياد حمدان، التدريس في التربية المعاصرة أصوله وعناصره وطرائقه، عمان: دار التربية الحديثة، 1421هـ.
    2. محمد أمين المفتي، سلوک التدريس، القاهرة: مؤسسة الخليج العربي، ط2، 1406هـ.
    3. عبد الله محمد أحمد الأنصاري القرطبي ، الجامع لأحکام القرآن، القاهرة: الهيئة المصرية للکتاب، ج1، 1987 م .
    4. إمام مختار حيدة وآخرون، مهارات التدريس ، القاهرة: مکتبة زهراء الشرق، ط2، 2003.
    5. محمود محمد علي، مهارات التدريس الفعال، جدة: دار المجتمع للنشر والتوزيع، ط1، 1423هـ.
    6. حسنى عبد الهادي عصر، القراءة ،طبيعتها مناشط تعليمها، وتنمية مهاراتها، الإسکندرية: المکتب العربي الحديث، 1412هـ.

    19. طلال سعد الحربي ، تصميم برنامج لتقويم أداء معلم التعليم العام ، الکتاب العلمي ، المؤتمر الثاني لإعداد معلم التعليم العام المنعقد في جامعة أم القرى من 21- 23 شوال ، ج4 ، 1413هـ

    1. امام مختار حميدة وآخرون، مهارات التدريس ، القاهرة: مکتبة زهراء الشرق، ط2، 2003.
    2. محمد صلاح الدين مجاور، تدريس اللغة العربية في المرحلة الابتدائية، أسسه وتطبيقاته، الکويت: دار القلم، 1974م.
    3. ذوقان عبيدات وآخرون، البحث العلمي مفهومه وأدواته وأساليبه، عمان: دار الفکر، ط1، 1418هـ .

    23. محمد أحمد الغامدي، تقويم برنامج التدريب أثناء الخدمة لمعلمي القرآن الکريم بالمرحلة الابتدائية في ضوء احتياجاتهم من وجهة نظرهم ومشرفي التربية الإسلامية بمحافظة جدة، رسالة ماجستير غير منشورة، مکة المکرمة، جامعة أم القرى، کلية التربية، 1419 هـ.

    24. محمد سويلم البسيوني ، تقويم بعض مهارات التدريس لدى الطلاب المعلمين بالکليات المتوسطة بسلطنة عمان، المؤتمر السنوي الثاني لقسم أصول التربية، جامعة المنصورة، کلية
    التربية، 1991هـ.

    25. محمود حسن زينى، خطة التنمية الرابعة والتعليم والابتدائي وجهاً لوجه، ملخصات البحوث التربوية والنفسية عن طريق مرکز البحوث التربوية والنفسية من عام 1395- 1413هـ بجامعة أم القرى، ج1 ، 1417هـ .

    26. مرحومة فيصل الثقفي، تحديد المهارات اللازمة لمعلمة اللغة العربية عند تدريس القراءة في الصفوف الثلاثة الأخيرة من المرحلة الابتدائية، رسالة ماجستير غير منشورة، مکة المکرمة، جامعة أم القرى، کلية التربية، 1421هـ .

    1. مجمع اللغة العربية ، المعجم الوجيز ، بيروت : المرکز العربي للثقافة والعلوم ، ( ب . ت ).
    2. محمد الدريج، تحليل العملية التعليمية – مدخل إلى علم التدريس، الرياض: دار عام الکتب،ط1، 1414هـ .
    3. عبد الرحمن عبد السلام جامل، طرق التدريس العامة ومهارات تنفيذ وتخطيط عملية التدريس، عمان: دار المناهج ، ط3، 1422هـ .