نوع المستند : مقالات علمیة محکمة
المؤلفون
1 باحثة بکلية التربية النوعية قسم التربية الفنية جامعة المنصورة
2 أستاذ بکلية الفنون التطبيقية جامعة حلوان
3 عميد کلية الفنون التطبيقية جامعة المنصورة
المستخلص
الموضوعات الرئيسية
مقدمة
"أن الفن دائما وليد عصره وبيئته سواء کان هذا الفن تعبيرا نقديا يهاجم ظواهر عصره أو يمجدها ويشارک في رکب هذا العصر ، ومن ثم فأن أي متغير يتسم به الفن يکون انعکاسا لما في عصره من متغيرات الثقافة"(20.ص4) ، فمن المعرفة أن التراث الفني الأصيل ليس مجرد تحف جامدة أو أطلال خالدة لأن القيم الخالدة والباقية في التراث توجد فيما يحمله من فلسفة وقيم وخبرات ومعاني وکل هذا ما هو إلا مقومات قادرة على أن تجعله يستمر ويبقى إلى الأبد ، ولکن تلک الصورة التي ظهر عليها هذا التراث من مئات السنين يصعب أن تستمر دون تغير يتلاءم مع متغيرات العصر ، وشغلت الطبيعة حيزا کبيرا من اهتمامات الفنانين على مر العصور ، ومن خلال ما شاهده الفنان من الطبيعة وما تحتويه من علاقات ومتغيرات کان لها دور کبير في التأثير علي التصميمات ، وللفنان دور فعال في المجتمع ، وتتضح أهميته بصورة عامة إذا ما أدرکنا الوظائف الأساسية التي يؤديها وان کانت بعض المجالات الفنية ذات وظائف تطبيقية مثل النسيج والطباعة ، فان الفنون بصفة عامة لها وظائف متعددة يستفيد منها الفرد والمجتمع .
وطباعة المنسوجات من الصناعات التي تتميز بالتغير والتطور المستمر متأثرة بالعصر الذي نعيش فيه ، وما يتصف به من خصائص تشکيلية جديدة ، تتنوع وتتعدد أساليب ومفاهيم والرؤى التشکيلية لتصميم طباعة المنسوجات تبعا لغرض ووظيفة واستعمال المنسوج ، وتعدد استخدام المنسوج المطبوع في أغراض مختلفة مستمدة من خواصه وصفاته العامة ، والتي جعلته حلاً مناسبًا لأغلب الاحتياجات ، وبالتتبع التاريخي للحضارات المختلفة نجد أن توظيف المنسوجات کمعلقات له قيمة نفعية وجمالية ووسيلة تمکن الإنسان من التعبير عن الإحساس الفني ، وباستمرار التطور ظهرت أنماط مختلفة بخامات متعددة ومصنعة بأساليب إبداعية عديدة في مجال المعلقات .
والمعلقات النسجية الحائطية تؤدي وظيفة جمالية مثل الوظيفة التي تؤديها الزخرفة الجدارية ويستلزم ذلک أن تکون لتصميماتها طابعا مميزا له اعتباره بما يحقق فکرتها الموضوعية من خلال أسلوب تنفيذها الذي يظل فريدا .
مشکلة البحث
الاستخدام الخاطئ للضوء يؤدي الي مظهر سيئ وغير مطلوب لعناصر العمل الفني ، والاستخدام الجيد له يحسن من مظهره وشکله ويعطي قيم فنية عالية للعمل الفني ، وعلي ذلک فان مشکلة البحث تتلخص في : التعرف علي أثر الضوء علي تکوينات تصميم المعلق الطباعي لاکسابه قيم جمالية عالية .
هدف البحث
يهدف البحث الي ايجاد تکوينات من الطبيعة يلعب فيها الضوء (الطبيعي أو الصناعي) دورا لابراز القيم الفنية والجمالية لهذه التکوينات التي تصلح لعمل معلق طباعي .
أهمية البحث
ـ تکمن أهمية البحث في التعرف علي مصدر هام يمکن أن يبرز القيم الفنية والجمالية في المعلق الطباعي ألا وهو الضوء .
فروض البحث
ـ تفترض الباحثة أن :
منهج البحث
يتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي من خلال وصف وتحليل بعض اللوحات (من أعمال الباحثة) التي لعب الضوء فيها دور کبير وتوضيح أثره عليها .
حدود البحث
مصطلحات البحث
"هي تلک الأقمشة ذات القيمة الفنية العالية التي تنتج بغرض استکمال العمارة الداخلية لأغراضها الوظيفية سواء أعدت لأغراض السکنى أو لأي أغراض أخرى من أغراض الحياة العامة کدور العبادة أو غير ذلک ."(11.ص1)
" الضوء هو الشعاع الذي يکشف خبايا الأشکال ، ويجلي تفاصيلها ، فتعيها العين المتذوقة."(9.ص178)
يعرف الضوء علي أنه " ذلک الإشعاع الذي يؤثر في العين فيسبب الرؤيا ، وأيضا ما هو إلا موجات کهرومغناطيسية لها طاقة تظهر في صورة إشعاعية وتتحول هذه الطاقة الإشعاعية الي الأنواع الأخري المعروفة للطاقة تحقيقا لمبدأ بقاء الطاقة ." (15.ص199)
الضوء عنصر أساسي کاللون يمکننا ملاحظته عن طريق الرؤيا ، ويعد عاملا حيويا له تأثيرات عديدة على العناصر ، وعرف الفنان الإضاءة علي مر العصور سواء الإضاءة الطبيعية أو الصناعية بأنواعهم المتعددة ، واعتمد کثير من الفنانيين في أعمالهم الفنية علي الإضاءة ، وذلک لإحداث التأثيرات الممکنة علي التکوين ، ومع التطور المستمر ووسائل الإضاءة الحديثة أصبحت لدي الفنان القدرة الخاصة في استخدام الضوء ، " فنحن بحاجة دائما الي الکشف عن اسرار الضوء ، وذلک لأهميته في حياتنا بصفة عامة وفي مجال الفن التشکيلي بصفة خاصة ، وهذا لاحداث تغيرات فيما يتعلق بالإدراک البصري للإنسان ." (16.ص205)
الضوء هو الذي يجعل کل شئ يري ، وهو أيضا " الذي يحدد معالم الفضاء وأجوائه ويسبب إحساسنا بالمادة وشکلها ولونها بما يوصله من أشعة منعکسة الي عيوننا بالأشعة الضوئية ليس لها نظام خاص بل نحن الذين نختار وننظم هذه الأشعة بما يتوافق مع مانصبوا إليه ، والشکل أو الأشکال تستمد واقعها عن طريق الضوء ." (7.ص281)
وتظهر أهمية الضوء عندما يصطدم بالأجسام في الفراغ ، ولدقة متابعة التغيرات الناشئة من مصدر الضوء على السطوح يمکن وضع مسطح مستوى على زاوية قائمة بالنسبة لمحور الضوء ومحصلة ذلک درجة من اللمعان المنتظم على کامل المسطح بينما مصدر الضوء الموجه مائلا نحو سطح ما ينتج عنه تدرج لمعان ضوئي ويظهر الجزء الأقرب إلى الضوء أکثر لمعانا وکلما ابتعد الضوء عن السطح قلت درجة اللمعان ، وباستخدام أکثر من مصدر يمکن الحصول على تأثيرات متعددة وتحديد مصدر الضوء له أهمية في تأکيد تجسيم بعض الأشکال ذات الصفات الخاصة مثل الأشکال الکروية التي يحولها الضوء المواجه لها إلى قرص مستدير بينما الضوء الجانبي يؤکد کرويتها ، وفى التصميمات ذات الأسطح المتعددة المستويات من خلال الضوء يمکن الحصول على تأثيرات متنوعة للضوء واللون حتى في حالة استخدام لون واحد ، فتعدد المستويات يعطى إحساسا بالعمق الفراغي لعدم استمرار مرور الضوء بنفس القوة ، وتزداد نعومة الأشکال البعيدة وتبدو الأشکال الأکثر بعدا أقل وضوحا وتقل التباينات يحدث تدرج لونى (في اللون الواحد) إلى الدرجة القاتمة متوازيا مع قلة درجة الضوء ، " وبذلک يحصد المصمم تأثيرات إضافية جديدة داخل تصميمه لا يمکن الحصول عليها باستخدام التصميمات المسطحة ، کما تلعب الظلال الساقطة من الشرائح المتراکبة دورا في إحداث تغييرات بصرية في صفات الشرائح التي تليها وبالتالي في الدرجات اللونية ، ويزداد التغير کلما زادت الفجوات المفرغة في الشرائح وزادت تفاصيلها وکلها عوامل تسهم في إعادة تشکيل البنية التصميمية الأساسية اعتمادا على تأثير مصدر الضوء والإسقاطات الظليلة التابعة له ."(10.ص290)
"الضوء في المجال الفني له شقين أحدهما بالضوء الذي يأتي من المصدر ( سواء کان مصدرا طبيعيا أو صناعيا ) ، أما الشق الثاني فهو الضوء الداخل في إنشاء العمل الفني والمنبعث منه ، وهو الذي يثري قيمة العمل الفني بدلالاته المتنوعة ." (19.ص55)
دور الضوء في تحقيق القيم الجمالية للعنصر :
اللضوء والظل دورا هاما في تحقيق التأثيرات المختلفة علي العنصر المراد تصويره وتتلخص هذه التأثيرات في :
1) دور الإضاءة في تحقيق السيادة الموضوع الرئيسي :
تنجذب عين الإنسان في الصورة الي أکثر المناطق إضاءة ، " فقد استغلت هذه الظاهرة لإبراز عنصر من عناصر الصورة بأن توجه إليه إضاءة ذات مستوي ترکيز أعلي من غيرة من العناصر التي يجب أن تقع في المرتبة التالية من الأهمية ، فتقوم إضاءة الخطوط الرئيسية في الصورة بدور فعال في توجيه البصر نحو الموضوع الرئيسي فيها والمعاونة علي جعله مرکزا لسيادة ، وقد يحدث العکس بأن ينال کمية من الإضاءة تقل عما يحيط به من الموضوعات الأخري التي تبدو عديمة النصوع "(17.ص183)
شکل (1)
ومن الشکل (1) يتضح لنا دور الإضاءة المستخدمة في تحقيق السيادة للعنصر الرئيسي موضوع الصورة (القلم) في المقدمة حيث نال هذه السيادة عن طريق التباين من خلال درجة الإضاءة العالية التي تتباين مع الخلفية .
2) دور الإضاءة في تحقيق التوازن :
أصبح الضوء عاملا عضويا في بناء الشکل الزخرفي وعنصرا تشکيليا يقوم بدور هام في إحداث التوازن الفني للبناء التسکيلي بوجه عام ، " يتکون ذلک بتحقيق توازن بين توزيع المساحات البيضاء ذات مناسيب اضاءة عالية High ligh والمساحات القاتمة والسوداء التى تمثل مناطق الظلال Shadows او تلک القائمة أصلا فى العنصر المصور على ان يوضع فى الاعتبار أن المساحات القاتمة تمثل فى الواقع ثقلا فى مجال الادراک البصرى ." (17.ص183)
شکل (2)
ومن الشکل (2) يتضح لنا الإتزان الناتج من الظلال الشديدة الناتجة من سقوط الضوء علي العنصر مع المناطق الشديدة الإضاءة المجاورة لها .
3) دور الإضاءة في تحقيق التأثير الدرامي :
يمکن تقييم الإضاءة أيضا من خلال مدي نجاحها في تحقيق الوظائف الدرامية المطلوب منها ، وفي مقدرة الفنان أن يتحکم في خطته الضوئية من خلال القدرة علي التشکيل أي الرؤية الثلاثية الأبعاد والتي يجب أنتمدها الإضاءة لکافة عناصر العمل الفني ، وأيضا الحالة النفسية التي يجب تأکيدها والحفاظ عليها .
فالإضاءةهي " العنصر الخلاق لتعبر به عن العمل الفني ولها أهميتها لأن دورها في الحقيقة لا يظهر مباشرة للعينة ، حيث تساهم في خلق المناخ المناسب فالضوء يخاطب العين والعقل والوجدان ويسهم في تجسيد الجو الدرامي فالإضاءة هدف جمالي ودرامي وهو إبراز القيم الجمالية والقدرة علي الخلق والتجديد وليس مجرد عملية تسجيل ." (8.ص36)
شکل (3)
والشکل (3) تم فيه خلق المناخ المناسب للفنان أي أن الضوء يخاطب العين والعقل والوجدان ويسهم في تجسيد الجو الدرامي ، فالإضاءة هنا هدف جمالي ودرامي وهو إبراز القيم الجمالية والفنية للتکوين .
4) أثر الضوء والظل علي العمق الفراغي للشکل :
يقوم الضوء والظل بدورا هاما في إبراز الإحساس بالعمق الفراغي وتجسيم الموضوعات الجاري تصويرها ، " ولتجاور المساحات الدالة علي الظلال في الصورة مع المساحات الشديدة الإضاءة أثر قوي في الإحساس بالعمق الفراغي بالرغم أن التصوير يقدم الأجسام الثلاثية الأبعاد علي هيئة صور ذات بعدين اثنين فإننا نجد أن کلما ازدادت درجة النصوع النسبي بين المناطق الشديدة الإستضاءة ومناطق الظلال کلما زاد الشعور بالعمق الفراغي ، ويقل هذا الشعور ويصبح قريبا من التسطيح کلما قلت درجة التباين بين کلا المنطقتين ." (17.ص109)
شکل (4)
الشکل (4) أدت إضاءة النهار الي إبراز العمق الفراغي الناتج من بين الزهوروأکد ذلک زيادة مستوي النصوع أعلي في الورد عنه في أسفل ، وذلک نتيجة الفرق الواضح بين المناطق الشديدة الإستضاءة ومناطق الظلال .
5) تأثير تنوعات الإضاءة علي اللون والشکل :
تعد الإضاءة من أهم الرکائز المکملة لإدراک الألوان داخل تصميم أو تکوين المعلق الطباعي ، فالضوء يؤثر علي تغير شکل التصميم ، وهو أحد عناصر بناء العمل الفني ، ودائما ما يرتبط اللون بالضوء ، ويؤدي اللون أحيانا وظيفة الضوء ، وذلک لأن اللون يستعمل لذاته من جهة ومن جهة فان الألوان النقية غالبا ما تعبر عن النور والألوان التي نراها ليست هي الألوان بصورة متأصلة ، ولکن تدرک هکذا بسبب تأثير الضوء علي السطح ، وتظهر أهمية الضوء في الکشف عن مدلولات الأسطح اللونية ، فاللون هو " صور الطاقة الضوئية ، وما حقيقة إبصارنا لألوان الأشياء إلا انعکاسات ضوئية عن أسطح المواد المختلفة – تتفاوت في سعة الموجات وأطوالها – تستقبلها الأجهزة المتکيفة لاستقبال الضوء في عين الإنسان وتتفاعل معها ليدرک اللون ، بهذا يکون إدراک اللون محصلة للتفاعل بين جوانب ثلاثة : کيفيات الضوء ، کيفيات المادة العاکسة ، کيفيات عمل الجهاز البصري ."(4.ص143)
يجب أن نضع في الإعتبار أن أي عنصر لا يتصف بلون واحد مميز له لأن مظهره يتغير تبعا لعدة عوامل منها نوع الإضاءة وشدتها فمن المعروف أن " الأضواء المنبعثة من المصادر الضوئية المختلفة ليست بنفس الترکيب الطيفي ولهذا يختلف الترکيب الطيفي للضوء المنعکس من جسم ملون تبعا لنوع الضوء الساقط علي الجسم من المصدر الضوئي أثناء الرؤية ." (13.ص14)
شکل (5)
ومن الشکل (5) نري أثر الإضاءة العلوية لضوء النهار علي جعل أوراق الشجر والزهور العلوية أکثر نصوعا من مثيلتها في مناطق الظلال مما أدي إلي إختلاف بريق اللون الأخضر في مناطق النصوع عنها في مناطق الظلال حيث اقتراب اللون الأخضر في مناطق الإضاءة المنخفضة الي اللون شبه الأسود .
6) الشکل والإحساس بالملمس :
تتعدد الملامس من خلال تنوع وتعدد الخامات والعناصر ، فقد تکون هذه العناصر ذات ملمس ناعم أو خشن ، أو يکون لها بريق أو درجة من الإعتام تظهر على سطحها ، وذلک الملمس إيهامي ، " ويعد الملمس صورة فيزيائية من صور الطاقة الکامنة في العناصر التشکيلية وهى الصورة التي تجيء نتاجا للتفاعل بين الضوء وکيفيات السطح من حيث النعومة والخشونة ودرجات الصقل ، فشدة الضوء المنعکس على أسطح المواد وکيفيات انعکاسها تعکس الصفات الحسية للخامة مثل الصلابة والليونة والخفة والثقل."(4.ص140)
کما يمکننا التدرج في ملامس الأسطح من خلال التنوع في الخامات وکيفية التوليف بين التصميمات المراد طباعتها والخامة التي يطبع عليها ، ويعتبر الملمس في المعلقة الطباعية ملمس إيهامي يؤکد عليه الضوء واللون ، والصورة الفوتوغرافية الناجحة ليست هي التي تحقق إظهار شکل العناصر فقط وإظهار العلاقات النسبية بين مقاييس أجزاء هذه العناصر بل التي تعمل أيضا علي إظهار ملمسها والطريقة المثلي لإظهار ملمس السطح وهي أن تضاء الأجسام .
شکل (6)
ومن الشکل (6) نري أثر الإضاءة أدت الي إظهار الملمس الخشن للرمال بوضوح والتي تجعل مناطق النصوع تتباين بشدة مع مناطق الظلال مما أظهر تفاصيلها .
7) دور الإضاءة في التأکيد علي شکل العنصر :
يسعي المصور دائما للتأکيد علي شکل العنصر والإضاءة هي أحد الخصائص المميزة للعنصر وذلک عن طريق التباين لأنه هو الأساس في إبراز شکل العنصر والحواف الخارجية له ، فالعنصر المضاء علي خلفية قانمة أو العنصر المعتم علي خلفية مضاءة بدرجة أکبر .
" أن دراسة التأثيرات الضوئية التي تسقط علي کل من الشکل تعتبر هامة جدا ، حيث أن کل ما يختص بالجانب المرئي في العمل الفني يعتمد علي الضوء وبهذا المفهوم يستخدم الضوء کوسيط تصميمي."(13.ص8)
شکل (7)
في الشکل (7) أدت الإضاءة المرکزة علي الزهرة الأمامية وأوراقها الي اضائتها دون زهور الخلفية مما أدي الي إبراز الشکل الخارجي للخطوط المحددة للزهرة وأوراقها دون غيرها من التفاصيل الأخري لبقية العناصر المحيطة .
8) التأکيد علي هيئة وحجم ووزن الشکل بتنوع الإضاءة :
التأکيد علي شکل العنصر هو تحديد للعنصر عن خصائصه الأخري ، أما التأکيد علي هيئة وحجم ووزن العنصر يتطلب استخدام تقنيات مختلفة فالإضاءة هنا تستخدم في التأکيد علي العمق والتدرج اللوني للعنصر ، فعلي سبيل المثال فان مصدر إضاءة موضوع علي أحد جوانب العنصر سوف يؤدي الي تدرج لوني من منطقة النصوع الي منطقة الظلال فيعطي ذلک احساسا لهيئة وعمق العنصر ثلاثي الأبعاد والإضاءة العلوية والجانبية تأکد علي شکل وهيئة عناصر الصورة بالإضافة الي ذلک فان الإضاءة العلوية تعطي أحساسا بالوزن نتيجة للظلال الحادة التي تنشا أسفل العنصر المصوره ومع التدرج اللوني من النصوع الي الظلال من أعلي الي أسفل .
شکل (8)
في الشکل (8) تحقق الإحساس بالرسوخ والإستقرار علي الأرض عن طريق الظلال الحادة أسفل إناء الزهور وأسفل التنوءات المکونة له الناتجة من توجيه الإضاءة العلوية لضوء الشمس عليها .
زاوية سقوط الضوء :
زاوية سقوط الضوء هي " الزاوية المحصورة بين الشعاع الساقط علي المسطح والخط العمودي علي هذا السطح عند نقطة السقوط ، وتعتبر زاوية سقوط الضوء من أهم عناصر اللغة الضوئية ." (14.ص104)
يعد اتجاه سقوط الضوء الذي يستخدمه الفنان من أهم العوامل التي يعتمد عليها عندما يستخدم الضوء کعنصر من عناصر التعبير في العمل الفني وليس للإضاءة فقط ، وذلک لکي يخلق التأثيرات المراد تحقيقها في العمل الفني ، ويستطيع الفنان من خلال اختياره لاتجاه زاوية سقوط الضوء علي التکوين أن يحقق العديد من القيم الجمالية والتعبيرية .
وهذه الزوايا هي :
ـ الضوء الأمامي ـ الضوء الجانبي ـ الضوء الخلفي ـ الضوء العلوي ـ الضوء السفلي
1) الإضاءة الأمامية :
في هذه الحالة يلجأ الفنان الي تسليط الضوء مباشرة من الأمام " فمثل هذا الضوء عندما يسقط علي الأشياء فانه يساعد علي تسطيحها ، ويجعلها تبدو بيضاء رخامية الملمس بسبب انعدام مناطق الظلال التي تساهم في إضفاء التجسيم علي عناصر الأشياء ، والضوء الامامي يسبب أيضا في أن تلقي الأجسام والأشياءظلالها خلفها ." (12.ص41)
"عندما يسقط الضوء من الأمام علي العمل الفني في هذه الحالة يساعد الضوء علي تسطيح العنصر المضاء بسبب انعدام مناطق الظلال التي تساهم في اختفاء التجسيم علي الأشياء." (23.ص16)
وکلما کانت الاضاءة قريبة من الکاميرا کلما کان التأثير أکبر ، ومن خصائص الاضاءة الأمامية "أنها لا تجعل للعنصر أثر واضحا حيث تنعکس الاضاءة من الجسم وبذلک لا يظهره العنصر بوضوح ." (2.ص6)
شکل (9)
في الشکل (9) نلاحظ أنه عندما کانت مصدر الاضاءة ( الشمس ) في وضع أمامي قلت الظلال المتکونة علي العنصر وانحصرت فقط علي الأجزاء البارزة فيه مما أظهر التفاصيل المکونة للعنصر بوضوح حيث زاد هذا الوضع من المساحات الساطعة المضيئة علي العنصر .
2) الإضاءة الجانبية :
في هذه الحالة يأتي الضوء من أحد جوانب العمل الفني " فيصبح الجانب المواجهة للمصدر الضوئي متغير الاضاءة فيبدو مشرقا وتقل حدة هذه الاستضاءة تدريجيا الي أن تصل الي أن منطقة ما لا تصل اليها کمية من الضوء ." (6.ص24)
والاضاءة الجانبية تقوم باظهار التفاصيل الدقيقة للجانب المضاء ، حيث يقوم التباين بين الظل والنور علي إظهار الملمس ، وأيضا نجد أن الفرق بين المساحات المضيئة والمساحات المظلمة خلق شعور لدي المتلقي بتجسيم العنصر .
شکل (10)
في الشکل (10) هنا أتي الضوء من الجانب الايمن ، ونلاحظ وجود نوع من التباين بين منطقة شديدة الاستضاءة وأخري مظلمة وهذا التباين يخلق في المتلقي الشعور بالتجسيم والاستدارة کما تساعد هذه الظاهرة علي ابراز الهيئة والبعد الثالث ويساعد علي ذلک الظل والنور الناتج عن الاضاءة .
شکل (11)
في الشکل (11) هنا أتي الضوء من الجانب الايسر ، ونري تأثير الاضاءة الجانبية في إظهار بعض التفاصيل للإناء الفخاري والمفرش الملفوف عليه ، ونجد أن الفرق بين المساحات المضيئة والمساحات المظلمة خلق شعورا لدي المتلقي بالتجسيم .
3) الإضاءة الخلفية :
في هذه الحالة يأتي الضوء من الخلف ، وهذا النوع من الاضاءة يکون وضع المصدر خلف الشکل ويکون تأثيرها هو " إضافة بريق وسطوع حيث يتکون خط من الضوء حول الاطار الخارجي للجسم کما تفيد في الاجسام السوداء بما تضفيه من لمعان کما يؤدي الي ظهور العنصر کمساحة سوداء خالية من التفاصيل ." (21.ص32)
والاضاءة الخلفية ضوء يوضع خلف الاجسام تماما ، بحيث لا تسقط أشعة مباشرة منه علي الاجسام بل يمکن أن تتسرب بعض الأشعة المنعکسة عن هذا الضوء فتجعل الجسم في حالة إعتام تام ، أي لاتظهر سوي حدوده الخارجية خالية تماما من أي تفاصيل .
شکل (12)
في الشکل (12) هنا أتي الضوء من الخلف ، فنجد أن هذا النوع من الاضاءة قد أکد علي شکل العنصر الخارجي مع عدم الاهتمام بالتفاصيل أو الملامس المکونة للعنصر .
4) الإضاءة العلوية :
في هذه الحالة تأتي الإضاءة من أعلي العناصر ، وهذا النوع من الاضاءة يستخدمه الفنان بطرق مختلفة ، ففي حالة الاستعانة بالضوء الطبيعي أي اذا کان العمل الفني المراد اضاءته بالهواء الطلق او يکون الفنان معتمد على ضوء الشمس الساقط من النافذة اعلى العنصر ستکون الاضاءة في هذه الحالة منتشرة و غامرة ، " وقد يلجأ الفنان في هذه الطريقة الي استخدام ضوء صناعي يسقط علي العنصر من اعلاه فتلاحظ في هذه الحاله اثر الضوء في المناطق القريبة منه حيث يؤدى الضوء العلوي الي وضوح قمم الاشکال و کلما اتجهنا الي اسفل تصبح اجزاء العنصر اقل استضاءة ، و قد تکون الاضاءة العلوية امامية ايضا و يترتب علي هذا الوضع ان تبدو ظلالا قوية اسفل الاجزاء البارزة من العنصر و الضوء العلوي يظهر بوضوح على الاسطح الأفقية لانه يکون عموديا عليها ." (21.ص32)
ويزداد في هذا النوع من الضوء نسبة الظلال و ذلک لان " جميع الخطوط الرأسية لا تحصل علي إضاءة و ان الخطوط الافقية فقط هي التي يصلها إضاءة تعطي احساس بالتوتر والرهبة و يستخدم هذا الضوء في تشويه الاجسام ." (6.ص26)
شکل (13)
في الشکل (13) هنا أتي الضوء علوي ، فنجد أن الاضاءة العلوية تعطي ظلالا متوارية تحت کل عنصر ، وتظهر التفاصيل الدقيقة مما أدت الي ترکيز عين الناظر عليها .
5) الإضاءة السفلية :
في هذا النوع من الاضاءة " يسلط الضوء علي العنصر من أسفل الي أعلي ، وهذا النوع من الاضاءة ينتج عنه تساوي الظلال في الدرجة تقريبا نفس الظلال الناتجة عن الاضاءة العلوية ، وان کان ذلک الضوء يعطي تأثيرات انفعالية أشد ." (22.ص80)
شکل (14)
في الشکل (14) هنا أتي الضوء سفلي ، يتضح أثر الضوء السفلي في تساوي لبظلال علي جميع أنحاء التکوين مؤکدة علي التفاصيل المکونة له .
المعلق الطباعي
ـ يفترض في العمل الفني الطباعي في إطار العملية التعليمية أنه " يحتوي علي معلومات بصرية کثيفة وغير مباشرة ، باعتبار أن الأشکال متضمنة سجل دلالي بصري ، ليس علي مستوي الوحدات التکرارية فحسب ، ولکن علي مستوي البنية ، کما يفترض أيضا أن يتصف بطبيعة دلالية مزدوجة من حيث اشتماله علي عناصر ذاتية في التعبير ، وعناصر أخري موضوعية ، وتکتسب العناصر الذاتية في عملية التعبير ولو بطريقة غير مباشرة صفة التواصل ، انطلاقا من أن الإطار الذي يشکل الوعي الفردي يتکون من محتويات تنتمي إلي الوعي الاجتماعي العام ، حيث أکثر طبقات الوعي عمقا ، ومن خلال الخبرة المشترکة بالأشياء التي تنتمي إلي الوعي الجمالي الجمعي کما وکيفا ." (5.ص287)
کما تتضح عناصر المعلق من حيث درجة الضوء والإعتام سواء کانت في بيئة طبيعية أو بيئة صناعية ، ففي البيئة الطبيعية يتضح اللون الطبيعي للعناصر التشکيلية وتعدد ملامسها الإيهامية ، أما البيئة الصناعية فتتحدد تلک الملامح من خلال کمية الضوء الساقطة عليها من زاوية ما ، فنلاحظ التفاوت في الضوء والاعتمام لبعض أجزاء ذلک المعلق ، فشدة الضوء أو کمية الضوء الساقطة علي التکوين أو عناصره تؤدي الي وجود لمعان ، اما لمعان کامل لمصدر الضوء ذاته أو لمعان نسبي للضوء الذي تعکسة الاسطح فيجب أن نراعي القوي الضوئية التي يعکسها السطح ، وذلک لتحقيق نقاء نسبي في اللون الضوئي أما باضافة ضوء لا لوني من أي مصدر ضوئي فنحصل من الضوء علي تأثيرات مطابقة عن طريق تخفيض اللمعان ، وتظل درجة التشبع الضوئي ثابتة ، " واللون عامل هام من عوامل التأثير في درجة وضوح الأشکال ، کما أنها تغير من إحساسنا البصري بطبيعة ملمس الخامة ومدى صقلها وتؤثر على إدراکنا لمدى صلابتها ، وهى عامل هام من عوامل التأثير النفسي والانفعالي في المشاهد ."(4.ص146)
ـ وما يهمنا في البحث الحالي هو لفت الأنظار إلي البني الإنشائية للتصميمات الطباعية في المعلقات بوجه خاص ، فالمعلق الطباعي موضوع مرکب ، تدخل فيه عناصر مرئية تتبلور وفقا لملامح الشکل وعناصره الخيالية والفکرية المختلفة والذي تضفي تفردا علي ذلک الشکل .
الأسس الجمالية للمعلق الطباعي
رغم التطور في شکل المعلق الطباعي ألا أنه مازال ينطبق عليه نفس أسس وثوابت وجماليات العمل الفني ، وتتوافر بعض الخصائص الأساسية للمعلق الطباعي من حيث الوحدة الکلية للمعلق من خلال زخارفها وعناصرها الترکيبية ، وعملية الاتزان تحدث في الأشکال من خلال تنوع الإيقاع الملمسي واللوني وکونها مناسبة ومتناسقة معا ، لهذا تعتبر الأسس الجمالية مفهوم معنوي يوجه السلوک الجمالي ، والمعلق الطباعي کأي عمل فني تشکيلي أخر يخضع ترکيبه لأسس جمالية وإنشائية لها خصائص جوهرية متفق عليها من حيث بناء وترکيب عناصرها الفنية المتعددة .
ـ ومن أهم هذه الأسس والتي لها دور کبير في شکل المعلق الطباعي وفي تصميمه هي :
الوحدة ، التوازن ، الإيقاع ، التناسب .
" تلک المصطلحات تشير إلي الخصائص الجوهرية والعامة التي أدرکها الإنسان - منذ بداية وجودة علي الأرض - في ذاته وفي طبائع الکيانات المتنوعة المحيطة به في الطبيعة ، أدرک الإنسان أن الوحدة العضوية في تلک الکيانات قانونا عاما ، وأدرک أن التوازن حالة أساسية وضرورية في نفس الوقت ، وأستشعر التغيرات التي تحدث داخل ذاته ، وواجهته الطبيعة بما فيها من مظاهر وکيفيات للتغير ، فأحس أن لکل شيء إيقاعا يميزه ونسبا تحکم تکوينه ، وأصبحت تلک الخبرات مخزونا لا شعوريا داخل نفسه ، وتحول إحساسه الفطري نحو قوانين الطبيعة إلي قيم أساسية توجه إحساسه الجمالي تجاه الأشياء وتوجه إبداعه الفني."(4.ص151)
(1) الوحدة :
الوحدة " تعبير شامل يشمل عناصر متعددة منها وحدة الشکل ووحدة الأسلوب ، الفکرة ، الهدف ، الغرض ، وغيرها للعمل الفني ، وتتم الوحدة في العمل الفني عندما ينجح الفنان في تحقيق اعتبارين أساسيين هما علاقة أجزاء التصميم بعضها ببعض وعلاقة کل جزء منها بالکل."(1.ص111)
" کل عمل فني لابد أن يتميز بوحدة تربط بين أجزاءه وتوحد بينها ، وبدون هذه الوحدة يظهر العمل الفني مفککا ، والأصل في الوحدة أنها انبثاق لمجموعة من العوامل في سياق منظم متآلف لتخدع معه کل التفاصيل لمنهج معين ، ورغم أن التفاصيل قد تکون نابعة من مصادر مختلفة من الطبيعة أو من التراث أو من اللاشعور الفردي ، إلا أن هذه المصادر لابد وان تذوب بعضها في بعض وتحل منتاقضاتها وتظهر في قالب جديد هو الوحدة التي تؤلف بينها."(18.ص18)
وتري الباحثة أن الوحدة في المعلق الطباعي هي الربط بين ترکيبات العناصر المتباينة وزخارفها وخاماتها التقليدية والمستحدثة وتوليفها في نسق کلى متنوع مع التأکيد على وحدة البناء الترکيبي لأجزاء التصميم وصياغته ککل في شکل معلق .
(2) الاتزان :
الاتزان من الخصائص الأساسية التي تلعب دورا هاما في الأعمال الفنية وإثارة الإحساس بالراحة النفسية حين النظر لتلک الأعمال ، ويعبر مفهومه عن " حالة کونية عامة تعکس تعادلية القوى المتضادة في الکون وتلک الحالة قد أحسها الإنسان أيضا في ذاته وسعى لإدراک أسبابها هي الطبيعية ، وکان التوازن فکرة قائمة على التقابل بين القوى المتضادة وجاء تطبيق تلک الفکرة في التصميم معتمدا على التقابل والتناظر في الأشکال."(4.ص153)
تعنى الباحثة بالتوازن هنا أنه مدى التالف بين الأشکال والعناصر ، والتعبير عن جماليات الضوء لإثارة ذهن المشاهد وتوقعه عامل الحرکة للأشکال الکلية أو أجزاء منها ، ورؤية تلک العناصر ککل متوازنة في المعلقة الطباعية من ناحية مفردات التصميم بين الخطوط والأشکال والضوء والظل والإيقاع وغيرها .
ويتحقق التوازن في المعلقة الطباعية عندما :
(3) الإيقاع :
أن مفهوم الإيقاع " يعني في جوهره حالة من حالات التغير ، وهو في ذلک يرتبط ارتباطا وثيقا بمعني الحرکة ، ووجود التغير والحرکة يعني أحداثا وأفعالا يمکن إدراکها ويعني بالضرورة وجود القوي الفاعلة والمسببة للحرکة أو التغير أو الفعل ، ولقد أحس الإنسان بالإيقاع في نفسه ، وأدرکه في طريقة حياته ، واختلف إدراکه للإيقاع باختلاف المظاهر التي عايشها في البيئة الطبيعية."(4.ص154)
فالإيقاع بصورة المتعددة مصطلح يعنى " ترديد الحرکة بصورة منتظمة تجمع بين الوحدة والتغير ، لذا فهو يوحى بالقانون الدوري لأوجه الحياة وإدراک سمات هذه التوترات الدوارة أو علاماته يعطى الفرد شعورا بضرورة توافر قانون لأي سلسلة فکرية منظمة تکسبها تأکيد واضح ورصانة واتزان ."(3.ص224)
کما أن الإيقاع يعد مصدرا لحيوية وجماليات المعلق الطباعي ، کما يؤکد الإيقاع أيضا على " إيجاد نوع معين من المنظور يبنى من خلال استخدام عناصر متنوعة ويحقق مستويات في واقعية الرؤية ، کالمستوى القريب والأوسط والبعيد ، ومن الطبيعي أن کل شکل يرمى بظلاله على الأخر طالما هو ابرز منه کما تغوص التفاصيل في ظلال قاتمة ، وعلى ذلک يتأکد الإيقاع المتنوع بصورة مليئة بالحيوية ويسهم في بناء العمل الفني ويزيد من ثرائه."(18.ص131)
تعنى الباحثة بمفهوم الإيقاع هنا الحالة التي عليها المعلق الطباعي من خلال التنوع في الحرکة لبعض أجزاءها وعناصرها وصورها المختلفة ، وهو في ذلک يرتبط ارتباطا وثيقا بعامل الحرکة الفعلية للضوء مع العناصر .
(4) التناسب :
" يعرف قاموس وبسترز کوليجيت (أن التناسب في العلاقة بين الحجم والکم أو الدرجة بين شيء وأخر) ، ويوجد التناسب في معظم الهيئات البصرية وهو تعبير لقوي النمو الداخلية والخارجية للموضوع واللتان تتصارعان للوصول للإحساس بالاتزان."(9.ص61 ، عن قاموس وبسترز کوليجيت)
التناسب مفهوم يشير إلي " أهمية قيام العلاقات بين أجزاء الکيان الواحد علي نسب رياضية ، وتشير إلي العلاقة بين مقدار الطاقة وفاعلية الوظيفة للأجزاء في إطار الکل ، والتناسب بهذا الشکل أيضا يمکن رده إلي جوهر أساسي هو الطاقة ، واعتباره قيمة عددية معبرة عن کيفيات تواجدها وعن الاختلاف في فاعلياتها."(4.ص156)
تقصد الباحثة بالتناسب هنا مراعاة النسبة بين التکوين في المعلقة الطباعية من حيث البناء والترکيب وتجميع عناصرها ، لذا فان التناسب ضرورة أساسية في الفنون التشکيلية بصفة عامة ، والتصميمات الترکيبية البنائية للمعلقة الطباعية بصفة خاصة ، وذلک لإبراز الجانب الجمالي لتلک الترکيبات والتکوينات في المعلقات الطباعية .
العمل رقم (1)
وصف العمل : تعتمد فکرة العمل على علاقة الظل والنور بالشکل والأرضية ، حيث ظهر بالعمل إناء خزفي التف أسفل قاعدته مفرش بطيات مختلفة ، ويأتي الضوء من على يسار الاناء فتظهر خلفية اللوحة في ظلام ، حيث قام الضوء بإظهار تفاصيل بعض الأجزاء في الإناء الخزفي وإخفاء أجزاء أخري ، وفي المفرش من خلال توجيه الضوء المباشر عليه والذي أدى إلى ظهور نقاط لمعان به في معظم طياته في الناحية اليسار وفي الخلف ، والعمل متکامل عناصره من شکل وأرضية وخلفية ، حيث تظهر في النهاية في إطار لوحة متکاملة القيم التشکيلة .
ـ القيم الجمالية بالعمل :
الإيقاع : ظهر من خلال ترديد لون واحد بدراجاته في أنحاء العمل مع الاعتماد على الظل والنور في إظهار اللون والعناصر الموجودة بالعمل ، ظهرت أيضا بوضوح في الزخارف البيضاوية التي تزين الإناء والتي أکد عليها الظل والنور بالعمل .
الاتزان : أکد على الاتزان وجود لون واحد بالعمل ولکن بدرجات مختلفة من خلال الإضاءة ، أکد استخدام لون واحد بدرجاته المختلفة (ومن خلال الاضاءة) علي مبدء الاتزان في العمل الفني کما أکد توزيع الظلال والنور خلال العمل الفني أيضا علي تأکيد مبدء الاتزان .
العمل رقم (2)
وصف العمل : تکون العمل من مجموعة کتب موضوعة علي رف مکتبة ، واعتمدت فکرة العمل علي التأکيد علي العناصر من خلال الظل والنور الناتج عن الإضاءة وعلاقته بالشکل والأرضية والخلفية.
ـ القيم الجمالية بالعمل :
يعتمد التکوين في بناءة على أشکال وأحجام الکتب وألوانها المختلفة ، أيضا هذا لوحة من عمل الباحثة
إلى جانب الظلال المنعکسة من الکتب إلي الأرضية والخلفية والتي أدت إلي الترابط بين عناصر العمل وأدت أيضا إلي وجود لمعة علي أطراف الکتب و ذلک يزيد ترکيز الرؤية ويظهر أيضا لمعان الألوان الموجودة على أغطية الکتب بألوانها المتنوعة ومنها ألوان ذات تباين لوني يثرى العمل ، وترديد اللون الأسود بظلال الخلفية والأرضية إلي بعض الکتب أدي ذلک إلي إظهار العمق بالتکوين ، وقد تميز العمل بالرؤية المبتکرة لشکل الکتب والعمق بداخلها وأيضا التوزيع الناجح لدرجات الألوان المتباينة ، أما الفراغ المحيط بالتکوين فيعطى بيئة مناسبة لرؤية العناصر في جو جميل يريح عين المتلقي.
الإيقاع : من خلال العناصر الموجودة التي تنوعت أحجامها من الکبير إلي المتوسط إلي الصغير ، وألوانها ووجود ترديد لونى في معظم الأجزاء مما أعطي ثراء في العمل ، وکذلک الإيقاع الناتج عن الظل والنور المتنقل في الأجزاء المختلفة للعمل مما أدي إلي إظهار أجزاء وإخفاء أجزاء أخري في العمل .
الاتزان : ساعدت الإضاءة بالعمل على ربط عناصره مع الخلفية والأرضية من خلال عمل نقاط إضاءة للدخول للتکوين ونقاط إظلام للخروج منه ، والتوزيع الجيد للألوان في ترديدها بين عناصر العمل .
العمل رقم (3)
وصف العمل : يظهر بالتکوين اناء معدني من الفضة وبراد خزفي به زخارف من عناقيد العنب ، والمجموعة موضوعة علي مفرش به مجموعة من الثنايات وأضيئ العمل بالضوء الصناعي من اليسار ليلقي ظلال الاشکال علي الأرضية الموضوع عليها التکوين .
ـ القيم الجمالية بالعمل :
اعتمدت فکرة العمل علي التناغم اللوني ، حيث تظهر بين الاشکال والمفرش أسفل التکوين تباين لوني من خلال علاقة الظل والنور بالتکوين حيث يظهر معظم التکوين في منطقة النور والتي تتناغم مع خلفية العمل بالإضاءة المعتمة ، فالإضاءة قسمت العمل إلي جزئيين جزء أقصي اليمين يظهر أکثر إظلاماً وباقي التکوين والخلفية يقعان في النقطة الأکثر إضاءة ، وترکيز الإضاءة علي العناصر أوجدت لمعان على أجزاء من العناصر والعکس في الخلفية والإضاءة الهادئة فعملت أثرا من التباين بين أجزاء التکوين ومع ذلک فالترکيز في الإضاءة اظهر تفاصيل الزخارف وتفاصيل العناصر کما أکدت علي إظهار البعد الثالث في التکوين ، حيث تتباين الدرجات اللونية الموجودة بالتکوين وبقية اللوحة من خلال طيات المفرش في الجزء المضيء التي يتباين مع الطيات في الجزء المظلم ومع درجات الأرضية التي تحولت إلي درجات من البني .
الإيقاع : ظهر بوضوح في ترديد اللون الأبيض في التکوين في الأماکن الأکثر إضاءة مع نقاط لمعان في الأماکن الأکثر إظلاماً .
الاتزان : ظهر من خلال الإضاءة وظلالها التي حولت العمل إلي لوحة متکاملة وساعدت علي تأکيد وحدة العمل من خلال ربط جميع عناصره بعضها البعض باللون الداکن الذي شمل مناطق الظل وتدرج إلي النور ومناطق اللمعان .
العمل رقم (4)
وصف العمل : في هذا العمل يظهر شباک مرکب عليه مشربية (من الخشب المعشق ـ الارابيسک) تتکون من بانوهات ذات تعشيقات خشبية مختلفة الاشکال ، وأمام الشباک هناک جزء مرتفع من الأرض (مسطبة) مبني فوقها عمود رخامي ويندفع الضوء من خلال الشمس من خلف الشباک من الجهة اليسري .
ـ القيم الجمالية بالعمل :
تسقط الإضاءة في هذا العمل علي أرضية المسطبة وارتفاعها وأرضية المفرش مما تؤدي الي تباين کبير في لون وشکل الأرضية ، کما أن انعکاس الضوء النافذ من الشباک يؤدي الي ايقاع وترديد للفراغات بين أخشاب المشربية مع اعطائها تأثيرات خاصة قد تکون باستطالتها أو باحداث تشوهات غير متوقعة لها مما يؤدي الي اثراء الظلال والنور الواقع علي أرضية اللوحة .
الإيقاع : في الظلال الموجودة في کل أجزاء العمل وانتقالها من الخلفية إلي الأرضية إلي العمود الرخامي .
الاتزان : من خلال شکل زخارف الشباک الأرابيسکي وتردد الظلال على الأرضية ، وأيضا من خلال اللون القاتم في اليسار وتدرجه إلي الفاتح في اليمين .
العمل رقم (5)
وصف العمل : في هذا العمل يظهر اناء زهور زجاجي وکأس زجاجي أيضا به زهور وخلفهم جزء من باب حديد به زخارف تشبه الزهور ، والتکوين موضوع علي أرضية من الرخام ليعکس عليها ضوء الشمس ظلال العناصر بتفاصيلها .
ـ القيم الجمالية بالعمل :
اعتمد التکوين علي إظهار العناصر وجماليات محتوياتها من خلال البيئة المحيطة من إضاءة ، حيث الضوء الساقط عليها من بين زخارف الباب الحديد فاسقط شکل الزخارف العفوية على الأرضية فعمل ترديد تصميمي بين العفويات الموجودة من الورد وبين زخارف الباب الحديد في الخلفية ، أدت الإضاءة إلي وجود تباين بين الظلام الموجود والإضاءة المرکزة على الألوان الساخنة وذلک يثرى القيم الفنية المحققة في العمل ، والإضاءة القوية واستخدام مجموعتين لونيتين وهى الداکنة من ( الأسود -البني ) والأخرى في سطوع اللون من ( احمر -ازرق - اصفر -اخضر ) والذي أعطى أهمية للعناصر الرئيسية أدي ذلک إلي ظهور التباين في اللوحة .
الإيقاع : في استخدام مجموعتين لونيتين الألوان الحيادية والأخرى الألوان الساخنة ، وأيضا الترديد اللوني بين الزهور داخل الکأس والإناء الزجاجي ، هذا إلى الإيقاع في الظلال الموجودة في کل أجزاء العمل وانتقالها من الخلفية إلي ساق الکأس .
الاتزان : من خلال شکل زخارف الشباک والأزهار في داخل الکأس والإناء الزجاجي وتردد الظلال على الأرضية .
العمل رقم(6)
وصف العمل : يظهر بالتکوين جزء من نبات أخضر صغير بتشعباته وظلاله علي الحائط خلفه .
ـ القيم الجمالية بالعمل :
اعتمدت فکرة العمل علي التأکيد علي العناصر من خلال الظل والنور الناتج عن الإضاءة وعلاقته بالشکل والأرضية والخلفية ، وفى هذا العمل من خلال الضوء الساقط على النبات تکون على الحائط ترديد لشکل النبات في تشعيباته العفوية ولکن في صورة شبه ضبابية ، فقد زادت قيمت الترديد التصميمي والإيقاع حيث انه في الأصل النبات يوجد بتفاصيل لونية طبيعية أما على الحائط توجد بدون تفاصيل لونية اسود اللون ومن حوله هالة نور فعملت اشتراک بين العناصر والأرضية أي عدم الفصل بينهم وبالتالي تنعکس الإضاءة على الخلفية أيضا .
الإيقاع : ظهر بوضوح في ظلال العنصر علي الخلفية وترديد لون الظلال في الخلفية والأرضية .
الاتزان : ظهر من خلال الإضاءة وظلالها التي حولت العمل إلي لوحة متکاملة وساعدت علي وحدة العمل من خلال ربط العناصر بالأرضية والخلفية وشملت مناطق الظل وتدرج إلي النور .
العمل رقم (7)
وصف العمل : ظهر بالعمل تکوين زجاجي عبارة عن ثلاثة کؤوس زجاجية ووضعت شمعة إنارة ( مصدر الضوء بالعمل ) ووضع الکأس الأوسط في وضع مقلوب ، أما الخلفية والأرضية عبارة عن ستارة امتدت من الحائط وتم بسطها أسفل التکوين .
ـ القيم الجمالية بالعمل : لوحة من عمل الباحثة
اعتمدت فکرة العمل على إظهار الضوء کعنصر رئيسي من عناصر العمل ، والضوء بالعمل داخلي حيث تحول الضوء إلى الأصفر حيث ساعدت شفافية الزجاج على نفاذ الإضاءة من خلالها محققة تلک الوحدة ، نجد أن الإضاءة تم عکسها خلف الثلاثة کؤوس موضوع التکوين لتظهر أکثر الأماکن أضاءه أما الکأس الحامل للشمع نجدة قد تحول مرکزه من القاعدة إلى مرکز شعاع ضوئي انتشر على جميع أجزاء العمل والأرضية والتکوين هنا زجاجي ضوئي يعتمد على ربط الضوء بالتکوين الزجاجي من خلال الشمعة الموجودة والتي عکست خطوط الضوء من خلال التضليعات الموجودة بجسم الکأس إلى الخلفية وعمل خطوط شعاع على الأرض.
الإيقاع : ظهر الإيقاع في الثلاثة الکؤوس الزجاجية حيث جاء عکس الوسط لکسر حدة الإيقاع بها ، کذلک ظهر الإيقاع في خطوط الشعاع أسفل الکأس مصدر الإضاءة .
الاتزان : ظهر من خلال جمع عناصر التکوين في منتصف العمل کذلک ثبات الکؤوس أيضا من خلال توزيع ضوء الشعاع الموجود بالأرضية ، أدت وحدة الضوء الموجودة بالعمل إلي ظهور التباين الملموس خلال جميع عناصر العمل .
العمل رقم (8)
وصف العمل : في هذا العمل يظهر تکوين من أواني خزفية وزجاجية وأيضا ظهرت بعض الفاکهة (الخوخ) ومکعبين باللون الأسود ، والتکوين موضوع علي مفرش به مجموعة من الثنايات وفي الخلفية ستارة بها لأيضا مجموعة من الثنايات ويظهر منها جزء باللون البني ، وأضيئ العمل بالضوء الصناعي من اليسار ليلقي ظلال الاشکال علي الأرضية الموضوع عليها التکوين .
ـ القيم الجمالية بالعمل :
اعتمدت فکرة على الجميع بين العناصر المختلفة من خلال توحيد الإضاءة حيث اعتمدت إضاءة العمل على اللون الأصفر الذي حول العناصر إلى خليط متجانس أخفي بعض التفاصيل واظهر الأخرى بشکل مغاير للطبيعة ، جمعت الإضاءة الخافتة عناصر التصميم کلها لذي أنه في الأماکن الأقرب لمصدر الضوء قد ظهرت بعض العناصر ولکنها ظهرت في صورة ضبابيه ، وترکت الإضاءة لعمل الربط بين ذلک کله ( لتظهر اللوحة أشبة برسوم عصر النهضة ) ، وفى تلک اللوحة يسود جو من الظلام العام على معظم العناصر ولکن من الجانب الأيسر ظهر ترکيز الضوء وسقط على العناصر فلذلک وقعت بعض بقع الإضاءة على کل عنصر فاوجد بؤر لونية فاتحة في کل عنصر وسط الظلمة وهذا يثرى الإيقاع والتباين في العمل ويؤکد على البعد الثالث بالضوء والظل وبؤرة الإضاءة .
الإيقاع : في تزين الأباريق الخزفية المختلفة الأحجام کذلک ظهر هذا الإيقاع في طبق الفاکهة الموجود بالعمل وفي طيات مفرش الأرضية وأيضا الطيات في الخلفية .
الوحدة : ساعده الإضاءة الصفراء الخافتة للعمل على توحيد وربط جميع عناصر العمل سواء في التکوين نفسه أو في الخلفية والأرضية المحيطة به .
النتائج :
2. يجب أن يتحرر المعلق الطباعي من الحلول التصميمية التقليدية التي تعارف عليها ، فيجب أن يکون له أبعاده الجمالية والوظيفية الخاصة به والمصمم من أجلها .
3. لنجاح التصميم الطباعي يجب الاهتمام بالجانب الوظيفي والجمالي معا لأنهما يکملا بعضها ، فالجانب الوظيفي يخاطب العقل والجانب الجمالي يخاطب الوجدان ، وذلک يثري العمل الفني ويرفع من قيمته الفنية والجمالية .
التوصيات :
1. التأکيد علي تعميق واقع الشکل والمضمون في المعلق الطباعي باستحداث صياغات تشکيلية جديدة بخلاف التقليدية ، وأيضا التقنيات التکنولوجية الحديثة .
الاهتمام بدراسة الضوء وأثره علي العمل الفني بما يحمله من جماليات تثري العمل .