نوع المستند : مقالات علمیة محکمة
المؤلفون
1 کلية التربية - جامعة الأزهر
2 کلية التربية- جامعة الأزهر
المستخلص
الموضوعات الرئيسية
مقدمة:
يعد مرضي أنفلونزا الطيور (H5N1) والخنازير(H1N1) من الأمراض شديدة الضراوة التي قد يتسبب عنها کارثة عالمية، نتيجة التزايد في عدد الحالات البشرية المصابة والتي سُجلت في أنحاء مختلفة من العالم، مما أدى إلى تعظيم أهمية المرضين اقتصادياً وصحياً واعتبارهما من أخطر الأمراض المشترکة التي تصيب الإنسان خاصة مع تحور هذه الفيروسات، ويصبح من السهل انتقاله من إنسان لآخر ليتسبب في وباء عالمي بين البشر قد يودي بحياة الملايين(1).
ولقد کانت بداية ظهور مرض أنفلونزا الطيور في هونج کونج عام 1997م حيث أصيب به في البداية نحو (18) شخصاً توفى منهم (6) أشخاص، وتشير الإحصائيات الصادرة عن منظمة الصحة العالمية تزايد أعداد المصابين يومياً بأنفلونزا الطيور والخنازير، حيث بلغت الإصابات بأنفلونزا الطيور حتى 24 سبتمبر 2009م نحو (442) حالة، مات منهم (262) حالة، وبلغت الإصابة بأنفلونزا الخنازير حتى 11 يونيو 2009 نحو (28744) حالة، توفى منها(144) حالة(2).
وتحتل مصر المرتبة الثالثة بين دول العالم من حيث حجم الإصابة بمرض أنفلونزا الطيور والخنازير حسب تقرير منظمة الصحة العالمية الصادر في الرابع من مارس عام 2008م، حيث أفاد التقرير إصابة نحو (45) مصرياً بأنفلونزا الطيور، ووفاة (20) حالة منهم(3)، وبلغ مجموع الحالات المصابة بأنفلونزا الطيور حتى 24 سبتمبر 2009م نحو (87) حالة، توفي منها (27) حالة(4).
ولقد أشار الممثل الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية في مصر إلى أن العلماء والخبراء يخشون اجتياح أنفلونزا الطيور والخنازير للعالم، مما رفع المخاوف حول مصير العدوى في المستقبل، وخطر انتقالها إلى البشر، وقال: إذا تحور الفيروس لينتقل بين البشر قد يؤدي إلى قتل الملايين في أي بلد تنتقل إليه العدوى من الإنسان للإنسان، وأضاف أن هناک نسبة کبيرة من عدم الالتزام بين المواطنين، ولابد أن يدرک الناس کل الإجراءات والجهود المبذولة لا معنى لها بدون التزام المواطنين، وبدون الوعي الکافي، لأن أنفلونزا الطيور ليست من الفيروسات السهلة التي يمکن التخلص منها - عند دخولها بلد ما- بسهولة وسرعة، ولکنها تحتاج إلى وقت وجهد للتخلص من هذه الفيروسات(5).
وکشف زهونج ناشمان الخبير في الأمراض التنفسية بالصين أن فيروس أنفلونزا الطيور(H5N1) أظهر قدرة على التحور، وأکد أن الفيروس في هذه الحالة قد يودي بحياة أکبر عدد من الضحايا من البشر، إذا لم يقدم العلاج للمصابين في وقت مبکر وکاف، وأکد أنه عندما تکون أنفلونزا الطيور موجودة حولنا وتظهر الأنفلونزا البشرية سيزيد ذلک من فرص تحول أنفلونزا الطيور إلى أنفلونزا بشرية(6).
ويقول فيکتور مالييف نائب مدير معهد مکافحة الأمراض التابع لوزارة الصحة الروسية إنه لا يوجد موعد لتحول فيروس أنفلونزا الطيور إلى وباء ينتقل عبر البشر في العالم، وأشار إلى أن المجتمع الدولي ينبغي عليه زيادة التعاون لکبح انتشار أنفلونزا الطيور، وأضاف أن دول العالم ينبغي عليها اتخاذ العديد من الإجراءات لمکافحة انتشار فيروس أنفلونزا الطيور من بينها زيادة وعي الرأي العام بکيفية الإصابة بذلک الفيروس وتدريب الأطباء المتعاملين مع المصابين بذلک الفيروس(7).
وتکثر الإصابة بأنفلونزا الطيور والخنازير في الريف المصري عن المدن ويدلل على ذلک أن عدد الحالات البشرية التي أصيبت بالمرض موزعة على قرى المحافظات الريفية، مثل القليوبية والغربية والدقهلية والمنوفية وکفر الشيخ ، وأصبح المرض على أبواب کل الناس في ريف مصر حيث توجد مزارع الطيور والخنازير والتربية المنزلية.
ومما يزيد من احتمالات الخطر هو ما يقوم به بعض الأهالي من إلقاء الدواجن النافقة في الطرقات والشوارع وفي المصارف والترع، وهذا المشهد يتکرر في معظم القرى المصرية، ويصل الجهل وقلة الوعي إلى مداه حين ترى الأطفال يلعبون بالطيور النافقة بالشوارع والأزقة(8)، الأمر الذي يحمل معه خطر الإصابة بالمرض، لذا فربات البيوت والأطفال هم الأکثر إصابة بفيروسات الأنفلونزا لتعاملهم المباشر مع عوائل المرض.
وتعد المدارس بيئة خصبة لانتشار الأمراض، نظراً لوجود عدد کبير من التلاميذ بها، فهي أماکن للالتقاء والتعامل اليومي، والاحتکاک والاتصال المباشر بين التلاميذ وبعضهم، الأمر الذي يسهل انتقال العدوى بينهم ويتحول المرض إلى وباء عام، وخاصة في ظل المدارس الکبيرة الحجم والفصول الکثيفة العدد المنتشرة في ربوع مصر.
وتشير إحصاءات منظمة الأمم المتحدة للطفولة إلى أن الملايين من الأطفال فى عمر المدارس، مصابون بالطفيليات التي تزيد من تدهور حالات سوء التغذية وفقر الدم بسبب قلة الوعي الصحي هذه الفئة من الأفراد (9)، کما يؤکد أحد تقارير منظمة الصحة العالمية على اتساع رقعة انتشار أنواع من الأمراض المعدية عالميا، وارتباط ذلک بسلوک الإنسان الحامل والناقل لمعظم الکائنات الحية المسببة للعدوى بهذه الأمراض(10) ، يتضح من ذلک خطورة تلک المرحلة، وأهمية أن يکون الأطفال في هذا السن على وعي صحي تام بالأمراض وأنواعها وکيفية الوقاية منها.
وعلى الرغم من ذلک فقد أکدت إحدى الدراسات أن تلاميذ التعليم الأساسي يعانون من تدنى الثقافة الصحية خاصة فيما يتعلق بالأمراض المعدية وکيفية الوقاية منها(11)، کما ذهبت دراسة أخرى إلى أن تلاميذ التعليم الأساسي يغيب عنهم الکثير من الممارسات الصحية السليمة مثل: غسل اليدين، وعدم تناول وجبة الإفطار، وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة عند التعامل مع المصابين بالأمراض المعدية(12)
وفي هذا الإطار تحاول الدراسة الحالية السعي نحو تطويق خطر انتشار الأمراض المعدية والحد من تداعياتها من خلال اتخاذ کافة التدابير الصحية والتربوية، وعلى رأسها زيادة الوعي الصحي لدي تلاميذ مرحلة التعليم الأساسي؛ للتعريف بخطورة هذه الأمراض، وکيفية انتقالها وانتشار العدوى، وبيان کيفية تلافيها والوقاية منها، للحفاظ على صحة المواطنين والحد من انتشار هذه الأمراض في المجتمع المصري.
مشکلة الدراسة:
تعتبر مرحلة التعليم الأساسي أهم المراحل التربوية في بناء شخصية التلميذ وتکوين اتجاهاته والتأثير في سلوکياته، حيث تضم هذه المرحلة أطفالا في أخطر سنى حياتهم، بالنسبة لإعدادهم معرفياً وتشکيلهم وجدانياً، کما يمثل التعليم الأساسي القاعدة الأساسية والجذع المشترک للتعليم المصري کله، حيث يضم أکبر عدد من التلاميذ، ثم تتنوع وتتفرع بعده المسارات التعليمية، لذا فإنه يمثل البوتقة التي ينصهر فيها جميع أبناء الشعب على اختلاف أوضاعهم الاقتصادية والاجتماعية.
وبالنظر إلى الواقع الصحي لأطفال مرحلة التعليم الأساسي، نجد أن هناک قصوراً کبيراً في أداء المدرسة لدورها في تحقيق التربية الصحية وغرس العادات الصحية السليمة في نفوس التلاميذ، حيث تذکر التقارير الفنية لمنظمة الصحة العالمية أن (من20إلى 30) بالمائة من الأطفال في البلدان النامية – ومن بينها مصر - يعانون من مشاکل صحية، وبالنظر إلى الحالة المصرية فقد أشارت التقارير- الصادرة عن وزارة الصحة -إلى أن نسبة الإصابة بالبلهارسيا والإنکلستوما والإسکارس تصل إلى (80-90%) بين تلاميذ المرحلة الإعدادية في القرى، وتنتشر الأمراض المعدية والطفيلية بين التلاميذ في الفئة العمرية من (5-14) سنة بنسبة (25.1%) بواقع (13.1%) بين الأولاد، و(12%) بين البنات.
وتمثل الأمراض التنفسية الحادة (50%) من زيارات العيادات الخارجية للأطفال، و(30%) من حالات دخول المستشفيات، ويرتفع معدلات وفيات الأطفال نتيجة النزلات الشعبية والالتهاب الرئوي، وانتشار الإصابة بالأنفلونزا العادية طيلة فترة الدراسة وأثناء فصلي: الخريف والشتاء، مما يؤکد على أهمية الرعاية الصحية والوقائية في التعليم الأساسي.
وتحاول الدراسة الحالية التعرف على الدور الذي يمکن أن يضطلع به التعليم الأساسي في الريف والمناطق الشعبية المصرية، في التصدي لظاهرة الإصابة بأنفلونزا الطيور والخنازير، والمشارکة بفاعلية في تطويق خطر هذا الوباء، وذلک من خلال الإجابة على التساؤلات التالية:
س1- ما مفهوم أنفلونزا الطيور والخنازير؟
س2- ما مخاطر انتشار الإصابة بمرض أنفلونزا الطيور والخنازير بين التلاميذ؟
س3- ما الجهود المبذولة عالمياً ومحلياً للوقاية من مخاطر أنفلونزا الطيور والخنازير؟
س4- ما دور التعليم الأساسي في توعية التلاميذ بمخاطر أنفلونزا الطيور والخنازير؟
س5- ما المعوقات التي تحول دون قيام التعليم الأساسي بدوره التربوي في الحد من مخاطر أنفلونزا الطيور والخنازير؟
س6- ما التصور المقترح للدور التربوي الذي ينبغي أن يضطلع به التعليم الأساسي لمواجهة مخاطر أنفلونزا الطيور والخنازير بجمهورية مصر العربية ؟
أهداف الدراسة:
أهمية الدراسة:
مسلمات الدراسة:
مصطلحات الدراسة:
الدراسات السابقة:
تعرض الدراسة الحالية عدداً من الدراسات السابقة ذات الصلة المباشرة بها حتى يمکن الاستفادة من نتائجها وتوصياتها لتکون إطارا مرجعيا للدراسة الحالية وذلک فيما يلي:
هدفت الدراسة إلى تقديم برنامج مقترح في التربية الصحية لتلاميذ المرحلة الإعدادية بشمال سيناء بهدف تنمية التنور الصحي لديهم، والذي يکاد يکون غائبا، حيث أوضحت الدراسة قصور کتب العلوم في عرض المعارف الصحية على الطلاب وبلغت نسبة عرض تلک المعارف 3.1% - 4.93% ، وتم تطبيق البرنامج على عينة من الطلاب، وتوصلت الدراسة إلى أن هناک نموا حادثا في مستوى التنور الصحي بعناصره المختلفة بعد الانتهاء من التدريس، إلا أن زيادة النمو لم تکن على المستوى المأمول، وأرجعت الدراسة ذلک إلى المعتقدات اللا علمية المتغلغلة في نسيج المجتمع السيناوي بأعرافه وتقاليده المحافظة.
استهدفت الدراسة تقدير المحتوى الصحي في کتب العلوم المقررة بمرحلة التعليم الأساسي في اليمن ومعرفة دورها في تنمية الوعي الصحي لدى الطلبة، من خلال تحليل مضمون هذه الکتب، وقد دلت النتائج على أن حجم المحتوى الصحي في کتب العلوم کان ضعيفا ومحدودا، وجرى توزيع المفاهيم بطريقة عشوائية ولا تستند على مبرر علمي أو تربوي واضح، أما علاقة المفاهيم والقضايا بالمشکلات الصحية للطلبة فقد دلت النتائج أنها علاقة ضعيفة وأنها لا تستوعب الحاجات الصحية للطلبة، کما أنها لا تساعد الطلبة على تحسين سلوکهم وعاداتهم واتجاهاتهم الصحية.
استهدفت الدراسة التعرف على المستوى العام للوعي الصحي لدى عينة من طلاب المرحلة الثانوية، حيث تم قياس خمسة أبعاد هي: أجهزة جسم الإنسان ومکوناتها، والأمراض التي تصيبها، والتغذية الصحية، والعادات والمعتقدات، والمعلومات العامة المتعلقة بمعدلات الصحة ، وتوصلت إلى أن الوعي الصحي لم يصل إلى حد الکفاية المعياري الذي يبلغ 75% من نتيجة الاختبار الذي طبق على الطلاب، کما کشفت الدراسة أن طلاب العلمي کانوا أکثر وعيا من غيرهم من الطلاب، کما أن الإناث کن أکثر وعيا من الذکور.
واستهدفت الدراسة التعرف على الآثار الصحية الضارة لتلوث الهواء بالجزئيات والمعادن(کالزنک والرصاص والمنجنيز، والفاناديوم ، والنيکل ، والتي تسهم إسهاما کبيرا في سوء نوعية الهواء), وتؤدي إلى الربو لدى الأطفال في سن مبکرة بولاية نيوجيرسي وهى من المجتمعات ذات الکثافة السکانية العالية وغالبية سکان هذه الولاية من الأمريکيين السود من أصل أفريقي، وذوى الأصول الأسبانية والبرتغالية، والأسر ذات الدخل المنخفض التي تعاني من التلوث التراکمي, والذي يمثل أعلى الأعباء والمخاطر الصحية, وللتغلب على تلک الأضرار فقد توصلت الدراسة إلى ضرورة تقليل کثافة الطلاب داخل الفصول, وجعل المدرسة صديقة للبيئية من خلال العمل على خفض تلوث الهواء مع ضرورة وجود تکييف بالفصول ذات الکثافة العالية, وإدماج البيئة الصحية ضمن وحدات المقررات الدراسية لزيادة الوعي الصحي لدى الطلاب.
استهدفت الدراسة تنمية وعي طلاب المدارس الثانوية الزراعية بأنفلونزا الطيور من خلال إعداد برنامج في التربية الوقائية يتضمن مفاهيم وموضوعات وإجراءات التربية الوقائية في مقررات تربية الدواجن, وتم إعداد اختبار تحصيلي لقياس الاتجاهات الوقائية من خلال المواقف الحياتية المرتبطة بتربية الدواجن، وقد رکز البرنامج المقترح على أهمية مرور الطلاب بخبرات حسية وممارسات حقيقية مع المواد التعليمية، وأهمية إمداد الطلاب بالمفاهيم والمعارف والموضوعات المختلفة بشکل يجعلهم يفهمون مدى الارتباط والتداخل بين هذه المفاهيم، کما رکز البرنامج على ايجابية الطلاب في اکتساب المعلومات والمعارف وفقا للمفاهيم المتضمنة في البرنامج المقترح.
استهدفت الدراسة التعرف على درجة الوعي الصحي لدى تلاميذ التعليم الأساسي من خلال التعرف على المعارف والاتجاهات والممارسات الصحية والغذائية لهؤلاء الطلاب، تجاه بعض الأمراض مثل الأنيميا، والديدان، وتضخم الرقبة، ورمد العيون، والأمراض الجلدية، وکذا الزواج المبکر، والصحة الإنجابية، وتوصلت الدراسة إلى غياب بعض الممارسات الصحية الهامة لدى التلاميذ مثل الانتظام في غسيل الأيدي وعدم تناول وجبة الإفطار، وعدم تناول وجبات ذات قيمة غذائية وعدم اتخاذ الاحتياطات اللازمة عند التعامل مع المصابين بالأمراض المعدية.
هدفت الدراسة إلى تحديد مستوى الثقافة الصحية في مجال الأمراض المعدية لدى متعلمي الصف التاسع من مرحلة التعليم الأساسي بشعبية طرابلس بليبيا، وشمل الاختبار محورين، الأول حول أنواع الأمراض المعدية ومسبباتها، والثاني طرق انتقال العدوى والوقاية من تلک الأمراض، وتوصلت الدراسة إلى أن هناک تدنيا في الثقافة الصحية للطلاب عينة الدراسة خاصة فيما يتعلق بالأمراض المعدية والعوامل المسببة لها، وعدم تمکن أفراد العينة من الإجابة على تساؤلين خاصين بمرض التدرن الرئوي والداء العذاري (الديدان المشوکة) رغم ورود هذين المفهومين في محتوى مقررات العلوم.
هدفت الدراسة إلى إعداد برنامج في الثقافية الغذائية لتلاميذ التعليم الأساسي قائم على الکمبيوتر والتعلم الذاتي بهدف تنمية حصيلتهم من المعلومات المرتبطة بالغذاء والتغذية السلمية، وتنمية وعيهم بأمراض سوء التغذية وکيفية الوقاية منها،وبتطبيق البرنامج أکدت الدراسة فعاليته في الثقافة الغذائية وفي تنمية التحصيل المعرفي والوعي الغذائي والصحي لدى التلاميذ، کما أثبتت النتائج فعالية البرنامج في تعديل بعض العادات الغذائية غير الصحية المنتشرة في البيئة، کما أکدت الدراسة أن استخدام الکمبيوتر في البرنامج کان له أثر طيب خاصة وأنه طريقة مغايرة لطرق التدريس التقليدية کما انه يعطي مؤشر النجاح مباشرة، وعرضه المعلومات بالصوت والصورة والحرکة والألوان.
وهدفت الدراسة إلى تقديم برنامج طويل الأمد على مدار 23 أسبوعاً عن أهمية التغذية والنشاط البدني من خلال المشارکة في دورات إعلامية وأنشطتها بمساعد الآباء للأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 5-11 عاما بالمدرسة الابتدائية, من الأسر ذات الدخل المنخفض في غرب ولاية فرجينيا, بهدف إحداث تغيرات في نمط حياة الأطفال المستدامة لتعزيز صحتهم في سن مبکرة, ومساعدتهم في اختيار أسلوب حياة صحي مستدام, وذلک من خلال دراسة طولية للشباب من على المدى الطويل لتحديد فاعلية البرنامج لتعزيز الوعي الصحي وتوفير قاعدة بيانات لتحسين البرامج الصحية المقدمة إلى هذه الفئة بهدف تعميمها على مستوى الدولة.
واستهدفت الدراسة تقييم فعالية الإستراتيجية التي أعدتها وزارة الصحة الأمريکية لحماية الأطفال من السمنة وزيادة الوزن والعادات الغذائية السليمة, وکذا مخاطر السمنة وما يمکن أن تسببه من أمراض وأثرها السلبي على مستقبل الأطفال والنظم الاقتصادية, ومن ثم دعوة أجهزة الدولة إلى اعتماد سياسات تهدف إلى زيادة استيعاب الطلاب بالتعليم, وتقديم نصائح غذائية سليمة, والاهتمام بالنشاط البدني بالمدرسة, وتعديل المواد الغذائية التي تقدم بالمدرسة لمکافحة المشاکل المرتبطة بالبدانة والسمنة.
تعقيب على الدراسات السابقة:
بينما تهتم الدراسة الحالية بدور التعليم الأساسي وجهوده في الحد من انتشار أنفلونزا الطيور والخنازير بالريف والمناطق الشعبية بجمهورية مصر العربية، فالدراسات السابقة قد تتفق مع الدراسة الحالية في الخط الفکري والمنهج البحثي المستخدم، ولکنها تختلف معها في مدخلات الدراسة من ناحية موضوع الدراسة ذاتها، وعينة الدراسة وأدواتها، ومجتمع الدراسة، والبيئة الاجتماعية التي أجريت فيها.
خطوات السير في الدراسة:
الإطار النظري:
أولاً: أنفلونزا الطيور والخنازير (الأسباب– الأعراض– الآثار).
يشير مفهوم أنفلونزا الطيور إلى أنه " مرض من الأمراض المعدية بين الحيوانات تسببه فيروسات تصيب الطيور وبخاصة الداجنة المنزلية ويتميز بظهور أعراض فجائية، وقد يسبب هلاکات تصل في بعض الأحيان إلى 100% في قطعان الطيور وفي حالات قليلة تصيب الإنسان(23).
والأنفلونزا فيروس شديد العدوى يصيب الجهاز التنفسي، وينتقل من شخص للآخر بواسطة رذاذ العطس والسعال، وبمقارنة الأنفلونزا بمعظم إصابات الجهاز التنفسي الفيروسية الأخرى کالزکام (الرشح) نجد أن أعراض الإصابة بالأنفلونزا تکون شديدة جداً، عدوى الأنفلونزا موسمية، فعادة ما يتم انتشار العدوى في فصل الشتاء وتستمر عدة أسابيع، وتصيب ما يقدر بـ (100) مليون إنسان في أمريکا، أوروبا، واليابان تقريبا (10%) من السکان. (24).
لقد سجلت ثلاث جائحات مرضية في کل قرن اعتباراً من القرن السادس عشر، وبفواصل تمتد من(10) سنوات إلى (50) سنة، ولکن في القرن العشرين تعددت الجائحات المرضية وتقاربت أوقاتها نتيجة زيادة العوامل المساعدة على انتشارها ومنها: سهولة المواصلات والانتقال عبر البلاد والقارات، وزيادة حجم التجمعات السکانية، والتواصل الاجتماعي في مؤسسات التعليم والأسواق ودور العبادة والشعائر الدينية.
وقد يؤدي انتشار المرض إلى منع الملايين من الناس من مزاولة أعمالهم أو الذهاب إلى مدارسهم، فالأنفلونزا تسبب موت(20000) شخصا سنويا، وعددا أکبر من ذلک يتم معالجته بالمستشفيات، ويقدر أن (20-25) مليون شخص يقومون بزيارة الأطباء سنويا في الولايات المتحدة الأمريکية بسبب الأنفلونزا(25).
والانتشار الوبائي العالمي للأنفلونزا يحدث بشکل غير متوقع، عادة کل (10-40 ( سنة، ويتم إصابة (50%) من السکان مخلفة ملايين الموتى على مستوى العالم، وفي السابق حدثت موجات انتشار وبائي عالمي للأنفلونزا في سنوات (1889- 1890 و 1918 و 1957-1958 و1968-1969م) (26).
وکان نصيب القرن الماضي منها ثلاث جائحات: الجائحة الأولى المعروفة بجائحة الأنفلونزا الأسبانية والتي حدثت في سنة 1918م وکان الفيروس المسبب لها من نوع (H1N1)، ويقدر الذين ماتوا بسببها ما يزيد على (40) مليون شخصا في أقل من عام واحد، وکانت معظم الوفيات تتراوح أعمارهم من (20-45) سنة، بعد هذه الکارثة العالمية نشطت البحوث وتم اکتشاف الفيروس عام1933م.
والجائحة الثانية والمعروفة بالأنفلونزا الآسيوية فقد وقعت عام 1957م، أما الجائحة الثالثة المعروفة بأنفلونزا هونج کونج فقد حدثت عام 1968م، ورغم أن الجائحتين الثانية والثالثة کانتا أخف وطأة من سابقتهما، إلا أن عدد الوفيات الناجمة عن کل منهما قد قدرت من مليون إلى أربعة ملايين شخص معظمهم من المسنين والأطفال(27).
ومع بداية القرن الحادي والعشرين کان العالم على موعد مع حدوث کارثة اقتصادية أصابت الثروة الداجنة والطيور نتيجة ظهور فيروس جديد للأنفلونزا يصيب الطيور الداجنة والبرية ويؤدى إلى نفوقها، ومن الدراسات الأولية للفيروس المسبب للمرض اتضح أنه ينتمي لعائلة الأورثو ميکزو فيردي(Ortho myxo viridae family)، ويرمز له بـ(H5N1)، وهذا الفيروس يمکن أن يتحور ويصيب الإنسان والحيوان، حيث تنقسم فيروسات الأنفلونزا إلى ثلاثة أنواع (A,B,C) وثبت أن جميع فيروسات الأنفلونزا التي تصيب الطيور تنتمي للمجموعة (A) وتتنوع فيروسات أنفلونزا الطيور إلى (25) نوع منها (16) نوع (HA) ، و(9) أنواع (NA).
فأمراض الأنفلونزا متعددة فهناک الأنفلونزا البشرية العادية والمعروفة بـ (H3N1) التي تصيب الإنسان نتيجة نزلات البرد الحادة، ولقد تم تصنيف أنفلونزا الطيور حسب قدرتها على إحداث المرض إلى نوعية: (فيروسات شديدة الضراوة – وفيروسات ضعيفة الضراوة) وتعتبر الفيروسات الضارية التي تم عزلها حتى الآن من النوع (H7) أو (H5).
ويجب الأخذ في الاعتبار أن الفيروسات ضعيفة الضراوة يمکن أن تتحور مع الزمن وتتحول إلى فيروسات شديدة الضراوة، کما حدث بالمکسيک عندما تطور الفيروس المنخفض إلى النوع المميت ثم تحول إلى وباء في عام1992م، ولم يتم السيطرة على المرض حتى عام 1995م.
في السابع عشر من فبراير 2006م أعلنت مصر اکتشافها لبعض حالات مرض أنفلونزا الطيور بين عدد من الطيور في عدة أماکن في مصر، وذلک بعد عامين من انتشاره في دول جنوب شرق أسيا وبعض دول من القارة الأوروبية إضافة إلى بعض الدول العربية والإفريقية، وبالرغم من کل التدابير والاحتياطات فقد أفلت مرض أنفلونزا الطيور وتسلل إلى مصر عن طريق بعض الطيور المهاجرة المصابة أو حاملة المرض فى هجرتها السنوية المعتادة.
وتعتبر الطيور البرية والمائية والطيور المنزلية على کافة أنواعها وبعض الحيوانات مثل الخنازير والقطط والکلاب والنمور والإنسان عوائل قابلة للعدوى وحمل المرض ونشره بين أفراد جنسها(28)، حيث تنتقل العدوى بمرض أنفلونزا الطيور بالاقتراب من الطيور المصابة بالمرض أو الحاملة للفيروس المسبب له والحيوانات المصابة والنافقة، أو من خلال الطيور المهاجرة عبر دول العالم، حيث تنتقل العدوى عبر تنفس الهواء الذي يحمل مخلفات الطيور المصابة أو إفرازات جهازها التنفسي وذلک بصورة مباشرة من الطيور (حية أو ميتة)، أو غير مباشرة من خلال الأماکن والأدوات الملوثة بمخلفات وإفرازات الطيور والزرق الذي ينزل منها، حيث يفرز الفيروس في الزرق لمدة من (7-14) يوما، وتقول بعض الآراء العلمية أنه يمتد إلى (4) أسابيع، ويبقى الفيروس في مخلفات الطيور لمدة (105) يوما خاصة في وجود الرطوبة والحرارة المنخفضة(29).
ويحدث الانتشار الوبائي لفيروس الأنفلونزا بسبب قدرته السريعة على التغير، والخوف من حدوث تمازج بين فيروس الأنفلونزا البشرية وأنفلونزا الطيور، مما يکسبه صفات جديدة يتمکن بعدها من الانتقال بين البشر بسرعة محدثاً وباءاً عاماً، فعند حدوث تغيير بسيط على الفيروس يبقى جزء کبير من الناس محتفظين بالمناعة له، ولکن بحدوث تغيير جذري للفيروس والذي من الممکن أن يؤدي لظهور سلالة جديدة ليس لها مناعة لدى البشر ثم يبدأ خطر الانتشار العالمي(30).
وتتشابه أعراض مرض الأنفلونزا والصفة التشريحية مع النيوکاسل والتهاب الحنجرة والقصبة الهوائية، والالتهاب الرئوي الحاد (السارس) والکوليراً، و يتم استخدام مضادات الفيروسات في علاج الإنسان المصاب تحت إشراف وزارة الصحة(31)، تقول بعض الدراسات العلمية أن أمصال أنفلونزا الطيور والخنازير تحمل أخطاراً شديدة على الأطفال المصابين بالربو والأزمات التنفسية.
وفي المکسيک أعلنت وزارة الصحة أن عدد الوفيات بسبب أنفلونزا الخنازير (H1N1) ارتفع إلي (236) حالة، وأشارت الوزارة إلي وجود(32) ألفاً و(714) إصابة مؤکدة منذ ظهور الفيروس في ابريل 2008م. وکانت المکسيک البؤرة العالمية لتفشي الفيروس الذي أسفر عن (3917) وفاة علي الأقل في کافة أنحاء العالم.
وأصيبت بالفيروس کافة أنحاء البلاد خاصة ولاية شياباس الريفية الفقيرة جنوب شرق مکسيکو التي يبلغ عدد سکانها (8) ملايين نسمة وأکثر من (20) مليوناً مع ضواحيها، وفي هونج کونج قامت السلطات بإغلاق جميع رياض الأطفال والمدارس الابتدائية لمدة أسبوعين لمنع انتشار مرض أنفلونزا الطيور بين الأطفال(32).
وأعلنت وزارة الصحة الکويتية عن إصابة (253) حالة جديدة جملة واحدة من بينهم أربع حالات في صفوف المدارس وتسبب المرض في إشاعة الذعر والهلع بين أولياء الأمور وکافة المستويات الشعبية في الکويت بعد ارتفاع أعداد المصابين بالمرض في الکويت ليصل إلي (2881) حالة.
وأضافت مصادر تربوية أن حالات الغياب في صفوف الطلبة ارتفعت إلي حد کبير، في مدارس التعليم الخاص خاصة في اليوم الأخير من الأسبوع الدراسي الذي تحول إلي فوضي بعد انتشار إشاعات بتفشي الوباء في مدارس کثيرة وسط تهديدات أولياء الأمور لإدارات المدارس بعدم السماح لأبنائهم بمواصلة الدراسة إلي حين هدوء الأوضاع، وأکدت وزيرة التربية الکويتية أنه جارى البحث والتنسيق مع وزارة الصحة لقيام بعض مسئولي المراکز والمستوصفات الصحية بجولات استطلاعية علي المدارس التابعة لمناطقهم، من منطلق التعاون والتنسيق والتأکد من تجهيز المدارس بالاحتياجات الصحية المطلوبة ومن مستوي تعامل المسئولين في المدارس مع الحالات التي يشتبه بإصابتها بالفيروس، وکان عدد من المدارس قد أبلغ أهالي الطلبة عن وجود أعراض إصابة مما أثار الذعر لدي الأهالي من إمکانية انتشار الوباء في المدارس(33).
وأعلنت السلطات الصحية الأمريکية بدء حملة تلقيح کثيفة لحماية ملايين الأمريکيين من أنفلونزا (H1N1) عبر توزيع دفعة أولي تبلغ (600) ألف لقاح في الأيام القادمة، وأضافت آن شوکات مساعدة مدير مراکز المراقبة والوقاية من الأمراض تقديم الطلبات الأولي من اللقاحات الأسبوع الماضي، وأشارت إلي الانتقال من مرحلة التخطيط إلي مرحلة التطبيق،واعتبر تقديم بداية حملة التلقيح قبل أسبوعين من الموعد المحدد لها، نبأً ساراً لمسئولي الصحة الأمريکان الذين أعربوا عن ارتياحهم لوصول اللقاح لحماية ملايين الأشخاص المعرضين للخطر، وتعتزم الولايات المتحدة تأمين إنتاج (6- 7) ملايين لقاح خلال أسبوع، علي أن يتسارع إنتاجه بعد ذلک(34).
وفي مصر أعلن المتحدث الرسمي لوزارة الصحة، عن اکتشاف أربع حالات إصابة جديدة بفيروس (H1N1) المعروف بأنفلونزا الخنازير لترتفع حالات الإصابة البشرية بالمرض في مصر إلى (78 (حالة، وأوضح أن الحالة رقم (75) لطالب صومالي الجنسية يبلغ من العمر (17) سنة وکان قادماً بصحبة والدة من بريطانيا، حيث وصل مطار القاهرة الدولي يوم 30 يونيو 2008م وهو مرتبط وبائياً بحالة إيجابية سابقة وتم حجزه بمستشفى بالقاهرة وإعطائه العلاج المناسب وحالته الصحية مستقرة.
وأضاف المتحدث أن الحالة (76) لرجل بريطاني الجنسية يبلغ من العمر (56) سنة وکان قادماً من بريطانيا بصحبة أسرته، حيث وصل إلى مطار الأقصر الدولي يوم 1 يوليو 2008م وهو مرتبط وبائياً بحالة إيجابية سابقة وتم حجزه بمستشفى في الأقصر وإعطائه العلاج المناسب وحالته الصحية مستقرة.
وقال إن الحالة (77) لفتاة من تشيلي تبلغ من العمر (22) سنة وکانت قادمة من تشيلي، حيث وصلت إلى مطار القاهرة الدولي يوم 2 يوليو2008م، وهى مرتبطة وبائياً بحالة إيجابية سابقة وتم حجزها بمستشفى في القاهرة وإعطائها العلاج المناسب وحالتها الصحية مستقرة. أما الحالة (78) فهي لشاب تشيلي يبلغ من العمر (24) سنة وکان قادما من تشيلي حيث وصل إلى مطار القاهرة الدولي يوم 2 يوليو 2008م وهو مرتبط وبائياً بحالة إيجابية سابقة وتم حجزه بمستشفى في القاهرة وإعطائه العلاج المناسب وحالته الصحية مستقرة.
وذکر المتحدث أن حالات الشفاء من المرض في مصر بلغت (61) حالة ويتبقى بالمستشفيات (17) حالة لتلقى العلاج، مشيراً أنه تم فحص (65) عينة اشتباه بالمرض من محافظات جنوب سيناء والأقصر وسوهاج والقليوبية وأسوان والمنوفية والقاهرة وجاءت نتائجها سلبية، کما تم فحص (12) حالة اشتباه بأنفلونزا الطيور من (5) محافظات وجاءت نتائجهم سلبية أيضاً(35).
وفى الوقت الذي بدأت تهدأ فيه زوبعة أنفلونزا الخنازير التي قضت مضاجع المواطنين في جميع الدول، خاصةً بعد الانتشار الهائل الذي حدث في الفترة الأخيرة، وارتفاع حالات الإصابة به بين البشر، اکتشف الباحثون نوعا جديدا من الأنفلونزا يصيب الکلاب, لکن الخبراء متخوفون من انتشاره علي نحو وبائي بعد تحوره(36).
وأشار العلماء إلى أن هذا المرض الفيروسي يعرف اختصارا بـ(H3N8)، ويعتقدون أنه انتقل من الخيول إلي الکلاب منذ خمس سنوات علي الأقل، لکنه حتى الآن لم يصب البشر علي الإطلاق. وأکدت صحيفة "النيويورک تايمز" الأمريکية أنه في الوقت الذي بدأت تنتقل فيه مخاوف الإنسان من الإصابة بوباء الأنفلونزا العادية إلي أنفلونزا الطيور(H5N1) المميت، حيث أصبح مرض أنفلونزا الکلاب(H3N8) يسير بصورة خفية وغير ملحوظة في الولايات المتحدة منذ أن تفشي وإلي الآن(37).
وأفادت الباحثة سيندا کروفورد في کلية الطب البيطري بجامعة فلوريدا،أنها لا تعتقد أنها يمکن أن تعلم طبيعة الآثار التي سيخلفها هذا الفيروس مستقبلاً, ولکنه تسبب في هلاک ثلث الکلاب حتى الآن ومنتشر في عدة ولايات أمريکية". أما الباحث إدوارد دوبويف بکلية الطب البيطري في جامعة کورنيل وأحد مکتشفي الفيروس، يؤکد أن هذا الفيروس يحتاج لتحور واحد أو اثنين علي الأکثر حتى يصبح غاية في الخطورة وينتقل للبشر(38).
کما أکد المدير الإقليمي لمنظمة الصحة العالمية بالقاهرة أن الخطر القادم الذي يصيب العالم بعد أنفلونزا الخنازير والطيور هو أنفلونزا الکلاب الذي يغزو حالياً بعض مدن إسرائيل وأمريکا، وأوضح أن وباء أنفلونزا الکلاب ليس بجديد حيث سبق له الانتشار بين الکلاب على نطاق واسع من قبل في (30) ولاية أمريکية، حيث يظهر بوضوح في الأماکن التي تتجمع فيها الکلاب بشکل مکثف مثل الملاجئ ومتاجر الحيوانات الأليفة وبيوت ومدارس الکلاب، منوهاً أن المخاوف من تداعياته الخطرة قد طفت أخيرًا على السطح(39).
وعلى الصعيد الداخلي کشفت مصادر مصرية عن نفوق عشرات الخيول والحمير بقري مرکز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، وقد نفى وکيل وزارة الطب البيطري بالدقهلية، وجود أي بلاغ عن نفوق للحمير والخيول بقري السنبلاوين ، وأوضح أن مرض أنفلونزا الخيول ليس له أي خطورة علي الإنسان، وفي حال اکتشافه يتم التعامل معه بالأدوية والمضادات الحيوية، التي ترفع من کفاءة الجهاز المناعي للحيوان، وحمل المسئولية الکاملة للمربي أو الفلاح، لعدم قيامه بالشکوى إلا بعد أن يشرف الحيوان علي الموت(40).
وقد أعلنت مديرية الطب البيطري في الغربية عن نفوق عشرات المواشي بعد إصابتها بالوباء، وثبوت إيجابية عينات تم أخذها من مزرعة مواشي في مدينة السنطة بالغربية ، وقد أبلغ صاحب إحدى المزارع مديرية الطب البيطري، عن نفوق عشرات من المواشي، وتبين أن صاحب المزرعة اشترى عجولاً غير محصنة تحمل ميکروب "الکلوسيريديم" بهدف تربيتها، واتخذت المديرية إجراءات مکثفة لمتابعة المزرعة خوفاً من انتشار المرض خاصة في فصل الصيف. وأکدت المديرية عدم ظهور حالات نفوق جديدة، وأن الحالة الصحية للحيوانات الموجودة في المزرعة المصابة جيدة(41).
ومن جانبه، قرر أمين أباظة وزير الزراعة، تشکيل لجنة علمية من أساتذة الفيروسات في کليات الطب البيطري لدراسة وفحص الجمال التي تم التحفظ عليها في مدينة الشلاتين، للاشتباه في إصابتها بالمرض، واستمرار اللجنة في حالة انعقاد دائم لحين التأکد من إصابتها بالمرض منعدم.
وأکد الدکتور يوسف ممدوح شلبي رئيس الإدارة المرکزية للحجر البيطري في الهيئة العامة للخدمات البيطرية، أنه تقرر استمرار الحجر على الجمال، وسحب عينات منها لتحليلها، موضحاً أن الأمر مجرد اشتباه في الإصابة خاصةً أن الجمال من الحيوانات التي لديها مقاومة کبيرة للمرض، معتبراً أنه في حالة ثبوت الإصابة "فسيکون ذلک انقلاباً علمياً نأمل عدم حدوثه(42).
کما أعلنت منظمة الصحة العالمية باحتمال إصابة نحو (ملياري) إنسان بمرض أنفلونزا الخنازير المعروف بـ(H1N1) (43)، ولا يوجد لقاح فعال يمکن إعطاؤه للإنسان حتى الآن.
ثانياً: الجهود الدولية المبذولة لمکافحة أنفلونزا الطيور والخنازير.
بدأ الجهد الدولي منذ أکثر من (60) عاماً بإنشاء منظمة الصحة العالمية في 7 إبريل سنة 1948م وهي منظمة متخصصة تابعة للأمم المتحدة، تعمل على تنسيق الجهود العالمية في مکافحة الأمراض، حيث ينص دستور المنظمة على أن الغرض منها هو" توفير أفضل ما يمکن من الحالة الصحية لجميع الشعوب"، ولتحقيق هذا الهدف بدأت حملة في عام 1998م تسمى "الصحة للجميع في القرن الواحد و العشرون " کما تعتمد منظمة الصحة العالمية على إعلان ألماآتا من عام 1978م، في توفير درجة من الصحة تسمح لجميع الناس، بحياة منتجة اجتماعيا واقتصاديا، وأن تعتبر الصحة جزءا أساسيا من التنمية البشرية المتطورة.
وتهتم هذه المنظمة بتشجيع الأبحاث الطبية، وتقترح عقد الاتفاقيات في شؤون الصحة العالمية وتراقب تفشي الأمراض السارية مثل الجدري والطاعون والأوبئة الخطيرة الأخرى وتعمل على مکافحتها، کما تعمل على توفير الحماية الصحية للأمومة والطفولة، لرفع مستوى الصحة العقلية والنفسية ونشر الوعي من أجل حماية مياه الشرب من التلوث، وتقوم الدول المشارکة بتبادل الخبرات والقضاء على العديد من الأمراض المزمنة والفتاکة، وتقوم أيضا بعقد العديد من الورش التدريبية التي تهدف إلى تطوير الخدمات الصحية.
کما تقوم بمراقبة نشوء أمراض العدوى، کمرض السارس (SARS)، ومرض البرداء، ومرض الإيدز، کما ترعى منظمة الصحة العالمية برامج للوقاية والعلاج لهذه الأمراض، وتدعم منظمة الصحة العالمية تطوير وتوزيع لقاحات (تطعيمات- Vaccines) آمنة وفعالة، والکواشف الصيدلانية (pharmaceutical diagnostics) والأدوية، وبعد أکثر من عقدين على مکافحة الجدري ((Smallpox أعلنت منظمة الصحة العالمية في 1980م التمکن من القضاء على الجدري، وهذا أول مرض يتم استئصاله بمجهود بشري(44).
وتسعى المنظمة لاستئصال شلل الأطفال في السنوات القليلة القادمة، وتسعى المنظمة لتعزز أمور صحية أخرى غير مکافحة الأمراض ومنها تشجيع استهلاک الخضار والفواکه ومحاربة انتشار التدخين في العالم، وقد أصدرت تقريراً عن أهم الأخطار الصحية عالمياً، جاء التدخين فيه أحد أهم عشرة أخطار صحية، وتجري المنظمة العديد من الأبحاث الطبية المتعلقة بالصحة العامة، وتحدث بعض أبحاث المنظمات جدلاً حول نتائجها فقد ناقشت شرکات التبغ أبحاث التبغ کما تناقش حالياً شرکات صناعة السکر تقريراً فنياً أوصى بعدم تجاوز نسبة السکر 10% من القوت الصحي، ومن نجاحات المنظمة عملها في تطوير لقاح للأنفلونزا(45).
و يتم مراقبة نشاط فيروس الأنفلونزا عالميا بواسطة منظمة الصحة العالمية عن طريق (110) مرکزاً لمراقبة الأنفلونزا في (80) دولة، هذه المراکز مجتمعة تمثل النظام العالمي لمراقبة الأنفلونزا والذي يضمن تجميع معلومات عن الفيروس وانتشاره وفحص عينات لتحديد خصائصه، ويتم استخدام هذه المعلومات لتحديد المکونات السنوية للقاح الأنفلونزا بواسطة منظمة الصحة العالمية.
ولقد أعدت منظمة الصحة العالمية خطة للتأهب لمواجهة جائحة الأنفلونزا في عام 1999م، ونجحت جهود المنظمة في مکافحة الالتهاب الرئوي الحاد (السارس) في عام 2003م بالتنسيق مع المنظمات والمؤسسات الوطنية، وفي ديسمبر 2004م عقدت المنظمة مشاورات حول توصيات منظمة الصحة العالمية المتعلقة بالإجراءات الوطنية والدولية قبل وأثناء جائحات الأنفلونزا، وتضطلع منظمة الصحة العالمية بمسئولياتها على الصعيد العالمي – في الوقت الحاضر - بغية مساعدة الدول الأعضاء في المنظمة والمسئولين عن الصحة العامة وإعلان حالة التأهب الطبي والطوارئ للاستجابة للتهديدات المحتملة من انتشار أنفلونزا الطيور، وتعزيز الجهود الوطنية، ومن التدابير التي اقترحتها خطة المنظمة إغلاق المدارس والجامعات ومؤسسات التعليم وتقليل التجمعات البشرية بغية تقليص خطر العدوى البشرية بها.
ولقد تضمنت خطة المنظمة ضم شرکاء من خارج القطاع الصحي اعتبرتهم ذات أهمية حاسمة في التأهب لمواجهة جائحة أنفلونزا الطيور ومن بين هؤلاء الشرکاء العاملين في قطاع التعليم على مختلف مستوياتهم الحکومية(46).
وفي عام 2005م أطلق الرئيس الأمريکي السابق جورج بوش مبادرة الشراکة الدولية لمکافحة وباء أنفلونزا الطيور، وعقدت الأمم المتحدة بالاشتراک مع البنک الدولي ومنظمة الصحة العالمية (6) مؤتمرات دولية حول مکافحة أنفلونزا الطيور والحد من آثارها الاقتصادية والاجتماعية، وفي 5 ديسمبر 2007م انعقد المؤتمر العالمي السادس لوزراء الصحة حول وباء الأنفلونزا، بحضور (70) وزيرا و(600) مندوبا من (105) دولة، و(20) منظمة دولية وغير حکومية لتبادل المعلومات والتنسيق فيما بينها، وتدارس الآراء حول کيفية التصدي لهذا المرض، ومواجهته.
وفي المؤتمر الدولي حول مکافحة أنفلونزا الطيور ( شرم الشيخ/ أکتوبر 2008م)، حذر حاتم الجبلي وزير الصحة المصري من إمکانية حدوث تحور في فيروس أنفلونزا الطيور وانتقاله من إنسان إلى إنسان خاصة في ظل ضعف الإنتاج العالمي من اللقاحات التي تستخدم في تطعيم الطيور، وقال الجبلي إنه لا يوجد حالياً أمصال لمقاومة المرض في حالة انتقاله من إنسان إلى آخر .. مؤکدا أنه في حالة تحوره سيتم رصد الاعتمادات المالية اللازمة لإنتاجه بعد ظهور المرض بنحو (6) شهور، وأضاف الجبلي إن مصر وضعت خطة قومية يتم تنفيذها داخل الدولة في حالة تحوله إلى کارثة وتم إجراء بعض أنظمة المحاکاة في بعض المحافظات لتجربتها وتم اعتمادها من جهات دولية.
وأوضح أن المؤتمر يدق ناقوس الخطر بالنسبة للقاحات، وذلک بسبب نقصها وهو ما يستلزم التعاون بين دول الجنوب والشمال وإذا کان الشمال يسعى للحصول على الفيروس لإنتاج لقاح مضاد له فمن حق دول الجنوب أن تحصل على اللقاح الذي يحمى مواطنيها، کما أشار الجبلي إلى أن العالم في حالة تعرضه لکارثة أنفلونزا الطيور وانتقاله من إنسان إلى إنسان فسيکون الأمر کارثة تفوق الأزمة المالية الحالية.
وأکد أن انخفاض الإصابات البشرية خلال الفترة الماضية يرجع إلى انتشار معدلات التطعيم في الطيور المنزلية وزيادة الوعي والحملات الإعلامية وارتفاع عدد الرائدات الريفيات إلى (13) ألفاً على مستوى الجمهورية للتوعية بآثار هذا المرض الخطير، وشدد الجبلي على أن رؤية شرم الشيخ التي يعلنها المؤتمر اليوم تدعوا إلى تضامن الدول وتحقيق العدالة والمساواة حالياً وعند حدوث أي کارثة جديدة(47).
وفي هذا الإطار تعهدت الولايات المتحدة بدفع (320) مليون دولار إضافي لدعم الجهود العالمية لمکافحة أنفلونزا الطيور وحذرت من التراخي في مکافحة هذا الفيروس الذي من الممکن أن يتحور ويُسبب وباءاً قاتلاً، وبذلک يصل إجمالي المبلغ الذي تعهدت الولايات المتحدة بدفعه لمکافحة أنفلونزا الطيور إلى (949) مليون دولار.
وقالت وکيلة وزيرة الخارجية الأمريکية للديمقراطية والشؤون العالمية "تتعهد الولايات المتحدة بدفع (320) مليون دولار أخرى کمساعدات دولية لمکافحة أنفلونزا الطيور ووباء الأنفلونزا." وقالت "يوجد شعور متزايد بأن خطر انتشار وباء الأنفلونزا تقلص إلى حد ما وأن الموارد القليلة من الممکن استخدامها بشکل أفضل في مجال الصحة العامة أي أن خمولاً أصاب جهود مکافحة أنفلونزا الطيور." وحذرت من التراخي في مکافحة الأنفلونزا(48).
ولکن المفوضية الأوروبية أشارت إلى أنها لن تتعهد بدفع أموال إضافية وقالت أن نصف الأموال التي خصصتها بالفعل لهذا الغرض لم تنفق بعد، وقال رئيس وحدة العلاقات الخارجية بالمفوضية "سنکون جزءا من هذا الأمر لعام أو عامين آخرين في ظل التعهدات التي أبرمناها."وأشار إلى أن نحو (140) مليون يورو (176.2 مليون دولار) ستکون متاحة لأغراض البحث في أمراض أنفلونزا الطيور وغيرها من الأمراض المعدية في عام 2009م(49).
وقال "هذه کمية کبيرة من الأموال ولکن ليس بمقدورنا الآن تحديد المبالغ التي ستنفق خارج الاتحاد الأوروبي." وکانت دول الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية قد خصصت ما مجموعه (413) مليون يورو للجهود العالمية لمحاربة أنفلونزا الطيور، ومن بين الأموال الأمريکية الإضافية ستخصص (94) مليون دولار للمنظمات الدولية من أجل بناء القدرات والاستعداد للأوبئة فيما ستخصص (86) مليونا أخرى للبرامج الثنائية، وستخصص (57) مليون دولار لأغراض البحث و(83) مليون دولار لصندوق طوارئ(50).
ويقدر البنک الدولي أن تکلفة وباء عالمي ناجم عن تحور فيروس أنفلونزا الطيور قد تصل إلى ثلاثة تريليون دولار وأن هذا يؤدي إلى تراجع بنسبة خمسة بالمائة تقريبا في إجمالي الناتج المحلي على المستوى العالمي، وأضاف أن أکثر من (70) مليون شخص في العالم قد يموتون إذا انتشر وباء حاد.
ثالثاً : الجهود المصرية المبذولة لمکافحة أنفلونزا الطيور والخنازير:
لقد قامت الحکومة المصرية بجهود حثيثة بمجرد ظهور إصابات بأنفلونزا الطيور واقتراب العدوى بالمرض من الحدود المصرية، حيث تم وضع خطة قومية لمکافحة أنفلونزا الطيور، وتشکيل لجنة قومية عليا لمواجهة مرض أنفلونزا الطيور برئاسة وزير التنمية المحلية، تنبثق منها لجان محلية على مستوى المحافظات برئاسة المحافظين.
وفي 20/3/2009م اتفق أعضاء اللجنة العليا لمکافحة مرض أنفلونزا الطيور برئاسة محمد عبد السلام المحجوب وزير التنمية المحلية، على ضرورة أن يکون هناک حملة قومية للتحصين "التطعيم" وأن يکون هناک تحصينين في العام، هما في الأول من يوليو وفى الأول من ديسمبر من کل عام على مستوى الجمهورية، وتمتد فترة کل تحصين لمدة شهر وهو الأمر الذي سيساهم في القضاء على الفيروس، کما تم الاتفاق على تفعيل دور المحليات في الرقابة على المنازل وکذلک تفعيل دور المنسق العام للجنة(51).
جاء ذلک خلال الاجتماع الثاني للجنة العليا لمکافحة مرض أنفلونزا الطيور بحضور وزراء الصحة ، والزراعة ، والبيئة ، ومحافظي الجيزة، والقاهرة، و6 أکتوبر، والقليوبية، والشرقية، والدقهلية، والمنوفية، والفيوم، والغربية، وبني سويف، وممثلي وزارتي الدفاع والداخلية، ورئيسي الهيئة العامة للاستعلامات، والهيئة العامة للخدمات البيطرية.
وتناول الاجتماع متابعة الخطة القومية لمکافحة المرض والإجراءات الوقائية اللازمة والرصد الشهري لحالات الاشتباه البشرية على المستويين المحلى والعالمي، وکذلک بؤر أنفلونزا الطيور على المستويين المحلى والعالمي، واستمرار عمل غرف العمليات بالوزارات المعنية والمحافظات لتلقى أي بلاغات من المواطنين عن أي اشتباه في أي إصابة(52).
وأکد المحجوب وزير التنمية المحلية أنه تم اتخاذ کافة الإجراءات اللازمة لمواجهة مرض أنفلونزا الطيور منذ ظهوره في فبراير 2006م، حيث تم توفير الأمصال للطيور المنزلية بالمجان والطيور في المزارع بأجور رمزية وذلک للسيطرة على انتشار المرض.
وأشار إلى أنه تم تحصين منذ بداية الحملة القومية الرابعة للتحصين والتي بدأت أول نوفمبر 2008م وحتى الآن (37) مليوناً و (325) ألف طائر بالتربية الريفية، کما تم تجهيز أکثر من (61) مليون جرعة لقاح، وأوضح انه تم اتخاذ العديد من الضوابط لمنع انتقال الطيور بين المحافظات عن طريق إقامة نقاط تفتيش في مداخل ومخارج المحافظات، ومنح تصاريح خاصة لسيارات النقل بهدف توفير الحماية للمواطنين، مشيرا إلى انه يجرى حاليا تفعيل قانون يمنع تربية الطيور في المدن لمنع التلوث البيئي.
وأشار وزير التنمية المحلية إلى أن وزارة الصحة قامت بالترصد الميداني للمرض في (25) محافظة لمعرفة نسبة التربية المنزلية، ونسبة النفوق ونسبة التحصين، وتکوين مخزون استراتيجي من عقار التامفلو تصل إلى أکثر من (4ر2) مليون جرعة، وذلک للتعامل مع حالات الإصابة وحالات الاشتباه بالإصابة بالمرض مشيراً إلى أنه تم عمل أکثر من (30) مليون زيارة منزلية لزيادة وعى المواطنين بالمرض.
وأکد المحجوب أن إجمالي الحالات الإيجابية فى مصر بلغت (59) حالة مرضية منذ عام 2006 م تم شفاء (33) حالة، ووفاة (23) حالة، وهناک (3) حالات تحت العلاج. وأشار إلى أن معدل الإصابة بمرض أنفلونزا الطيور قد تراجع مقارنة بعام 2008م .. مشيراً إلى أن شهر يناير 2009م شهد حالة إصابة واحدة مقارنة بـ(63) حالة إصابة في يناير 2008م(53).
وتناول الاجتماع متابعة الخطة القومية لمکافحة المرض والإجراءات الوقائية اللازمة، والرصد الشهري لحالات الاشتباه البشرية على المستوى المحلى والعالمي، وکذلک بؤر أنفلونزا الطيور على المستويين المحلى والعالمي واستمرار عمل غرف العمليات بالوزارات المعنية والمحافظات لتلقى أي بلاغات من المواطنين عن أي اشتباه في أي إصابة، وأکد وزير التنمية المحلية اتخاذ کافة الإجراءات اللازمة لمواجهة المرض منذ ظهوره في فبراير 2006م حيث تم توفير الأمصال للطيور المنزلية بالمجان والطيور في المزارع بأجور رمزية بهدف السيطرة على انتشار المرض ومنع انتشاره، مشيراً إلى أنه تم تحصين حوالي (1.1) مليار طائر بالمزارع، وحوالي (220) مليون طائر بالتربية الريفية من خلال الحملات القومية الأربع للتحصين ضد المرض والتي تم تنفيذها حتى الآن، کما تم تجهيز (61.2) مليون جرعة لقاح.
ومن جانبه أعلن وزير الزراعة المصري في مؤتمر شرم الشيخ في 24 أکتوبر 2008م أن إجمالي ما تم إنفاقه لمواجهة أنفلونزا الطيور في مصر حتى الآن بلغ (250) مليون جنيه ، تم استخدامها في عمليات تحصين الطيور المنزلية، مشيرا إلى أن الخطة تواجه صعوبات عدم توافر الاعتمادات المالية اللازمة للتعويض واستبدالها بالتحصين المجاني.
وکشف وزير الزراعة عن وجود برنامج للتوسع في إقامة معامل للکشف عن الفيروس بالمحافظات تستهدف إنشاء (12) معملا جديداً موزعة على (4) مراحل بمختلف المحافظات، وفى السياق ذاته، شدد أباظة على أن خطة المواجهة في مصر قائمة على الحد من وفود المرض إلى مصر وتم السيطرة عليه تماما في القطاع التجاري ، لافتا إلى أن المشکلة التي تواجهنا حاليا هي السيطرة على المرض في قطاع التربية الريفية المنزلية، حيث إن هناک نحو(7) ملايين منزل تقوم بتربية الطيور في ريف مصر.
وقال "إننا نسعى حاليا لمواجهة الجائحة قبل حدوثها فليس علينا أن ننتظرها وأن التجربة المصرية بها الکثير من مواطن النجاح وأيضا بعض مواطن الضعف، و لم يتحقق بها النجاح بالمستوى المطلوب". وشدد على أن تراجع وتخفيض الدعم الدولي قد يؤدى إلى انتکاسة کبرى في العالم وظهور الکارثة التي قد تقتل ملايين البشر، وأن على دول العالم أن تدرک أنها جزءً لا يتجزأ من العالم وأن الحدود لا تعرفها سوى کتب السياسة فقط وعليها أن تتکاتف مع المجتمع الدولي لمواجهة المرض.
وأضاف إن المعونات المقدمة للحکومة المصرية لمواجهة أنفلونزا الطيور سواء من الدول أو المنظمات المتاحة ليست مخصصة لوزارة بعينها بل توضع في حساب خاص يتبع مجلس الوزراء وتقوم کل وزارة معنية بتقدم ما تحتاج إليه من دعم مادي لتحقيق خطتها في المواجهة وتقوم وزارة المالية بتحديد هذه المخصصات لکل وزارة، وأکد أباظة أن خطة مواجهة مرض أنفلونزا الطيور ليس لها علاقة بالصيف والشتاء وإن کان الفيروس ينشط شتاء فإن إجراءات المواجهة مستمرة وبدون تراخى(54).
ومع بداية العام الدراسي 2009/2010 استعرض مجلس الوزراء المصري في اجتماعه استعدادات المدارس والجامعات للوقاية من مرض أنفلونزا الخنازير، والتقارير و الإجراءات الاحترازية التي تم تنفيذها في جميع المؤسسات التعليمية بمختلف المحافظات المصرية لمواجهة الفيروس بما في ذلک إجراءات نشر التوعية بين المدرسين والطلاب وأولياء الأمور، والتأکد من إجراءات النظافة العامة، وعدم ازدحام الفصول والقاعات الدراسية، إلي جانب التأکد من توفر الرصيد الاستراتيجي من عقار التامفلو المقاوم للفيروس، والأقنعة الواقية والمطهرات(55).
وتقرر قيام وزير التربية والتعليم بزيارات مفاجئة للمدارس، واختيار المدارس التي يزورها دون إخطار المسئولين بالمديرية والإدارة التعليمية التابعة لها، للـوقوف على حقيقة ما يدور في المدارس ومدى اتباعها للتعليمات الصادرة إليها، کما يقوم وزير الصحة بزيارات ميدانية للمدارس بالمحافظات لمتابعة الإجراءات الصحية، وتوافر الزائرات الصحية.
وشدد محافظ القاهرة أثناء تفقده لمدارس السيدة زينب يوم الأجازة في 6 أکتوبر 2008م علي ضرورة توفير التهوية الجيدة والشمس لغرف عزل الطلاب المشتبه في اصابتهم ، وأصدر تعليماته بإنهاء أزمة نقص العمالة المکلفة بنظافة المدارس بالتعاقد الفوريمع عمال نظافة جدد(56).
کما تعاني الجامعات من عدم القدرة علي حل مشاکل تسکين الطلاب المغتربين بالمدن الجامعية لوجود نقص شديد في الأماکن بعد تخفيض أعداد المقيمين بالغرف وتخصيص (5٪) من الأماکن لعزل الحالات المشتبه فيها، وعجزت الجامعات عن توفير الأماکن المطلوبة لتقسيم الطلاب إلي مجموعات وتوفير الأعداد المطلوبة من أعضاء هيئة التدريس للتدريس بالکليات(57).
وقد لاحظ الباحثان غياب الاهتمام بالبعد التربوي في الاستراتيجيات والخطط الدولية للحد من الإصابة بمرض الأنفلونزا والخنازير ، رغم أن الاحتياطات والتدابير الاحترازية التي أوصت بها الدوائر الطبية لمنع العدوى بالأنفلونزا بين الأشخاص تقع في الحقل التربوي، ومن صميم عمل ووظائف المؤسسات التعليمية والتربوية والتي تتعلق بإکساب المعرفة الصحية وممارسة السلوک الصحي القويم. حيث يقول أحد الباحثين أن " الصحة أمر في داخل الإنسان، وتعتمد على سلوک الشخص، فالسلوک هو الذي يحدد صحة الفرد، والمدرسة مؤسسة صحية، ويمکن أن تخلق المدرسة أي شيء، ويستطيع المعلمون والتلاميذ عمل أي شيء کتنمية الدولة، وتطوير الثقافة، وتحسين الصحة ... إلخ"(58).
رابعاً: دور التعليم الأساسي في الحد من مخاطر أنفلونزا الطيور والخنازير:
يقوم التعليم الأساسي بدور مهم في عملية إعداد التلميذ لمواجهة الحياة في المستقبل، حيث يسلح التعليم الأساسي المتعلمين بالقدر الضروري من المعارف والخبرات والمهارات التي تتفق وظروف بيئتهم، فهو تعليم يهتم بحياة الناشئة وبيئتهم، ويساعد على إحداث تغيرات کبيرة في اتجاهات التلاميذ ووجدانهم واهتماماتهم(59).
ويتشکل وعي التلميذ ويتطور من خلال وجوده وتفاعله في الوسط المدرسي والتربوي الذي يعايشه، ومن خلال هذا التفاعل اليومي تنمو شخصية التلميذ فيتعلم ويکتسب معارف وآداب ومهارات يوظفها في المستقبل، ويشير سعيد إسماعيل علي إلى أن التعليم الأساسي " هو المخزون الاستراتيجي البشري لمختلف القوى العاملة عبر المستقبل في شتى مجالات الخدمة والإنتاج(60)". فمرحلة التعليم الأساسي قد تکون منتهية بالنسبة لبعض التلاميذ ذوي القدرات والاستعدادات المحدودة، وتحاول الدولة توفير التعليم الأساسي لأبنائها حسب الإمکانات المتوفرة، وذلک من أجل إکساب التلاميذ المعارف والمهارات والسلوکيات والأخلاق والقيم التي من خلالها يصبح مواطناً صالحاً ونافعاً لمجتمعه(61).
(أ) فلسفة التعليم الأساسي:
فلسفة التعليم الأساسي أکبر من مجرد دمج مرحلتين دراسيتين معاً في مرحلة واحدة، أو تطعيم المقررات الدراسية بنواحي عملية أو تخصيص جزء من الوقت للنواحي العملية الإنتاجية، فما يتعلمه التلميذ يساعده على التعامل مع البيئة التي يعيش فيها، وظروفها المتغيرة، فهو يزود التلاميذ بقدر کبير من المعارف والمهارات التي تساعدهم في النهوض بالنفس وتحقيق أفضل المستويات العلمية. کما تتدعم فيه القيم الدينية والخلقية والجمالية، وتبنى فيه أسس وأصول المواطنة الصحيحة(62).
(ب) أهداف التعليم الأساسي:
لقد حدد المادة (16)من القانون رقم (139) لسنة 1981م أهداف التعليم الأساسي في " تنمية قدرات واستعدادات التلاميذ، وإشباع ميولهم، وتزويدهم بالقدر الضروري من القيم والسلوکيات والمعارف والمهارات العلمية والمهنية والتي تتفق وظروف البيئات المختلفة، بحيث يمکن لمن يتم مرحلة التعليم الأساسي أن يواصل تعليمه في مرحلة أعلى، وأن يواجه الحياة بعد تدريب مهني مکثف، وذلک من أجل إعداد الفرد لکي يکون مواطناً منتجاً في بيئته ومجتمعه". وفي ضوء هذه الأهداف يتضح أهم وظائف التعليم الأساسي متمثلة في:
(ج) بنية التعليم الأساسي:
إن التعليم الأساسي هو أولى المراحل التعليمية التي يلتحق بها التلاميذ في سن السادسة ويظلون بها حتى سن الخامسة عشر من عمرهم، حيث يبدأ التعليم الأساسي من سن الإلزام ويستمر لمدة (9) سنوات کمرحلة تعليمية واحدة، في حلقتين: حلقة أولى مدتها (6) سنوات وتسمى الحلقة الابتدائية، وحلقة ثانية مدتها(3) سنوات وتسمى الحلقة الإعدادية(63).
(د) دور التعليم الأساسي في تحقيق الوعي الصحي لدى تلاميذه:
لقد نص قانون التعليم العام رقم (233) لسنة 1988م الذي جاء تعديلاً للقانون (139) لسنة 1981م في مادته الأولى على أن التربية الصحية والسلوکية هدف أساسي من أهداف التعليم قبل الجامعي في مصر(64)، رغم إغفال المادة (16) من ذات القانون والمتعلقة بأهداف التعليم الأساسي فلم تنص على اعتبار التربية الصحية أحد الأهداف الخاصة بهذا النوع من التعليم، کما أن المادة (17) والمتعلقة بتنظيم الدراسة بهذه المرحلة الدراسية لم تتعرض لهذه القضية(65)، مما يعکس قصوراً تشريعياً ينبغي تدارکه، بتعديل أهداف التعليم الأساسي في مصر بإضافة بند يتعلق بتحقيق التربية الصحية والوعي الصحي لدى تلاميذ هذه المرحلة.
(هـ) التربية الصحية ودور المدرسة في تحقيقها:
يتلخص دور المدرسة في إعداد الشخصية المتکاملة معرفياً ووجدانياً ومهارياً، فالتربية تهدف إلى تحقيق النمو المتوازن والمتکامل للتلميذ، ولکي تقوم المدرسة بدورها کاملاً في مجال التربية الصحية فعليها القيام بالوظائف التالية:
(1) تحقيق البناء العلمي والمعرفي الصحي للتلاميذ:
ويقصد به تنمية الجانب المعرفي لدى التلاميذ، بتزويدهم بالمعلومات والمعارف الصحية، حول أنواع الأمراض المعدية ومظاهرها وآثارها حتى يمکنهم التعرف عليها، وطرق العدوى وانتشار الأمراض، وکيفية تجنب حدوث العدوى بهذه الأمراض والوقاية منها، ونشر الوعي الصحي والبيئي لدى التلاميذ، ووسيلة المدرسة في تحقيق ذلک المنهج المدرسي والأنشطة التربوية المصاحبة للمنهج أو المکملة له، والمعلمون وإدارة المدرسة، ولو نظرنا إلى الخطة الدراسية لمرحلة التعليم الأساسي نجدها موزعة على النحو التالي:
1/1- خطة الدراسة في الصفوف الثلاثة الابتدائية الأولى، من الصف الأول الابتدائي حتى الصف الثالث الابتدائي: عربي (قراءة – کتابة - إملاء) - حساب- دين – فنية – موسيقي – أنشطة- حاسب آلي – لغة أجنبية.
1/2- خطة الدراسة في الصفوف الثلاثة الابتدائية الثانية، من الصف الرابع الابتدائي حتى الصف السادس الابتدائي: عربي(قراءة - کتابة – إملاء – تعبير) - حساب- دراسات اجتماعية – علوم - دين – فنية – موسيقي – أنشطة- حاسب آلي– لغة أجنبية.
1/3- خطة الدراسة في الصفوف الثلاثة الإعدادية، من الصف الأول الإعدادي حتى الصف الثالث الإعدادي يقوم الطلاب بدراسة المواد التالية: (اللغة العربية ،الإملاء، الخط العربي)، اللغة الأجنبية، الدراسات الاجتماعية، الرياضيات(الجبر ، الهندسة ، الإحصاء) العلوم، التربية الفنية، الکمبيوتر وتکنولوجيا المعلومات.
من خلال عرض خطة الدراسة بالتعليم الأساسي يتضح أن الصفوف الثلاثة الأول بالمرحلة الابتدائية لا يقوم التلميذ بدراسة مادة العلوم والصحة بها، والتي تعنى بتوعية الطلاب بالأمراض المعدية وکيفية حماية أنفسهم من أخطارها، وبداية من الصف الرابع الابتدائي وما يليه من سنوات المرحلة التعليم الأساسي يقوم التلاميذ بدراسة مقرر العلوم والصحة بواقع ست مقررات، وسوف يقوم الباحثان بتحليل محتواها للتعرف على مدى قيام هذه المقررات الستة بتوعية تلاميذ المرحلة بالأمراض المعدية ومخاطرها، وبما يمکن التلاميذ من حماية أنفسهم وتعديل سلوکياتهم الصحية للحفاظ على صحتهم.
(2) تکوين اتجاهات صحية إيجابية لدى التلاميذ:
إکساب التلاميذ اتجاهات صحية إيجابية من أجل الوقاية من الإصابة بهذه الأمراض المعدية وتعود النظافة والنظام، لاشک أن التربية المدرسية يمکنها أن تلعب دوراً نشطاً وفعالاً في تکوين اتجاهات التلاميذ الصحية وميولهم من خلال اکتساب المعرفة الصحية وممارسة الأنشطة المتعلقة بها(66).
(3) إکساب التلاميذ المهارات العملية والعلمية:
ينبغي ألا يقتصر دور المدرسة على تزويد التلاميذ بالمعارف والتثقيف الصحي فقط، ولکن يجب أن يمتد ذلک الدور إلى التأکد من حدوث تغيير إيجابي في سلوک التلاميذ يسهم بصورة صحية في الوقاية من هذه الأمراض المعدية، وقيام التلاميذ بالأنشطة والإجراءات التي من شأنها المحافظة على صحتهم، وتجنب العدوى بهذه الأمراض، ومن احتياطات منع العدوى بين الأشخاص التي أوصت (وزارة الصحة المصرية)، ما يلي:
3-1- تغطية الفم والأنف أثناء السعال أو العطاس.
3-2- استعمال المناديل الورقية لاحتواء الإفرازات التنفسية وإلقائها في صندوق قمامة قابل للتغطية يفتح بواسطة القدم و يتم التخلص منها بعد ذلک.
3-3- العناية بنظافة اليدين واستعمال الماء والصابون ، وتکرار غسلهما بعد ملامسة الإفرازات المخاطية ويستحسن تعقيم الأيدي بمطهر مناسب.
3-4- ينصح المصابون بوضع قناع الوجه الطبي وخاصة في الأماکن المزدحمة کما ينصح الجميع باستعمال هذه الکمامات أيضاً في التجمعات الکبيرة وخاصة عند عدم وجود تهوية کافية.
3-5- تجنب جميع أنواع الاتصال والاختلاط بالدواجن والطيور الحية والبرية أو ملامستها، مع الابتعاد عن أي مواقف أو أماکن يمکن أن تکون سبباً في انتقال العدوى، مثل مزارع الدواجن، أو أسواق بيع الطيور،أو ملامسة الأواني والأدوات المستعملة في تقطيع الدواجن، وحتى السيارات والأقفاص التي تستعمل في نقلها.
3-6- الاهتمام بالنظافة الشخصية وغسل اليدين بالصابون مع استعمال مطهر موضعي عند ملامسة أي شئ يمکن أن يکون ناقلاً للعدوى.
3-7-الاهتمام بنظافة المکان والأدوات المستعملة مع تعقيم المکان جيدا باستعمال
مطهرات فعالة.
3-8- قيام التلاميذ بعمل بعض الإسعافات الأولية في حالة الطوارئ.
وتقوم المدرسة بإنشاء جماعات النشاط المدرسي مثل جماعة الهلال الأحمر، وجماعة الإسعاف، وجماعة الکشافة والزهرات، وعلى المعلم إرشاد أعضاء هذه الجماعات والعمل على أن يکتسب التلاميذ العادات الصحية السليمة مع العناية بالناحية التطبيقية، والتدريب المستمر على تلک العادات التي تؤثر في تصرفات التلاميذ، کما يمکن أن تتخذ الجمعيات الصحية وسيلة لنشر الوعي الصحي لتلاميذ المدرسة جميعاً، إذا أمکن تنظيمها واستغلال نشاطها استغلالاً طيباً يتفق مع ميول التلاميذ ورغباتهم وتوجيهها الوجهة السليمة(67).
ويمکن للمدرسة أن تقدم الخدمات الصحية التالية:
(4) اتخاذ التدابير الصحية بالمدارس لمنع تفشي الأمراض المعدية بين التلاميذ:
تقوم المدارس بتطبيق مجموعة من الإجراءات الوقائية التي من شأنها الحد من انتقال الأمراض المعدية بين التلاميذ ومن بينها أنفلونزا الطيور والخنازير، ومن هذه الإجراءات ما يلي:
يشتمل هذا الجزء على إجراءات الدراسة الميدانية وهى: أهداف الدراسة، وفروضها، والأداة المستخدمة، واختيار العينة، والمعالجة الإحصائية ، ويتبع ذلک عرض وتفسير النتائج،
وذلک کما يلى:
1- هدفا الدراسة الميدانية:
تهدف الدراسة الميدانية إلى ما يلي :
أولا: التعرف على دور کتب العلوم (المقررة على تلاميذ التعليم الأساسي) في توعية التلاميذ بمخاطر أنفلونزا الطيور والخنازير.
ثانيا: التعرف على آراء معلمي ووکلاء ومديري مدارس التعليم الأساسي في مدى قيام إدارة المدرسة والمعلمين بتوعية التلاميذ بمخاطر أنفلونزا الطيور والخنازير.
2- فروض الدراسة:
ولتحقيق هدفي الدراسة الميدانية تم صياغة الفروض التالية :
3- أداة الدراسة:
لتحقيق أهداف الدراسة الميدانية قام الباحثان بإعداد استبانه، تم تصميمها وفق تدرج ليکرت Likert scale، بحيث يقوم أفراد العينة بإبداء آرائهم، على متصل ثلاثي الأبعاد، وذلک باختيار أحد البدائل ( دائما- أحيانا - أبدا) على أن تعطى استجاباتهم الأوزان النسبية (3، 2، 1) للعبارات الموجبة، حيث کانت کلها موجبة، وقد تضمنت الاستبانة في صورتها الأولية جزأين :
الجزء الأول: ويشتمل على عنوان البحث واسم الباحثين والبيانات الأولية عن أفراد العينة.
الجزء الثاني: ويتضمن 24عبارة وزعت على محورين هما: المحور الأول: ويشمل الممارسات التي تعبر عن دور إدارة المدرسة في التوعية بمخاطر أنفلونزا الطيور والخنازير ويضم16 عبارة وهى (1،2، 3، 4، 5، 6، 7، 8،9، 10، 11، 12، 13، 14، 15، 16) المحور الثاني : ويشمل الممارسات التي تعبر عن دور المعلم في التوعية بمخاطر أنفلونزا الطيور والخنازير ويضم6 عبارات هي ( 17، 18، 19، 20، 21، 22، 23، 24)
وتم عرض الصورة الأولية للاستبانة على مجموعة من أساتذة التربية، للوقوف على مدى صلاحية کل عبارة في التعبير عما وضعت من أجله، ودرجة وضوحها وانتمائها لمحورها، ومدى تمثيل العبارات لکل محور والمحاور لموضوع الدراسة.
وبعد تجميع أراء السادة المحکمين (ملحق رقم 2، أسماء السادة المحکمين على أداة الدراسة) تم حذف 5 عبارات، وتعديل صياغة البعض الآخر، وإضافة 2 عبارتين جديدتين، وبذلک أصبحت الاستبانة في صورتها النهائية تتضمن 24 عبارة .
3/2 -ثبات الأداة:
للتحقق من ثبات الاستبانة طُبْقت على (60) فرداً من أفراد مجتمع الدراسة، واستُخدم معامل الفا کرونباخ في قياس ثبات الاستبانة، وذلک کما في الجدول التالي :
المحور |
معامل الثبات ( ألفا کرونباخ) |
الأول |
0.87 |
الثاني |
0.86 |
الدرجة الکلية |
0.92 |
يتضح من الجدول السابق ارتفاع معامل ألفا لمحوري الاستبانة، وکذلک ارتفاع الدرجة الکلية لثبات الاستبانة، حيث بلغت (0.92)، وهذا يشير إلى أن الاستبانة على درجة مرتفعة من الثبات.
اعتمد الباحثان في التحقق من صدق الاستبانة المستخدمة في هذه الدراسة على آراء السادة المحکمين، بجانب استخدام صدق الاتساق الداخلي وذلک کما يلى :
أ – صدق المحکمين :
للتحقق من الصدق الظاهري لمحتوى الاستبانة تم عرضها کما سبقت الإشارة على مجموعة من المحکمين المتخصصين في مجال التربية، وبعد إجراء التعديلات المناسبة اتفق السادة المحکمون على أن الاستبانة مناسبة في صياغتها وممثلة لموضوع الدراسة وصالحة للتطبيق. وفي ضوء ذلک يمکن القول أن الاستبانة تتمتع بدرجة مناسبة من الصدق الظاهري، ولتدعيم هذه النتيجة اُستخدمت بعض الأساليب الإحصائية للتحقق من صدق الاتساق الداخلي.
ب– صدق الاتساق الداخلي :
للتحقق من صدق الاتساق الداخلي، تم تحديد معاملات الارتباط بين درجة کل محور من محاور الاستبانة والدرجة الکلية لها، وذلک بعد تطبيق الاستبانة على العينة المشار إليها سابقاً في تحديد الثبات، ويمکن توضيح الاتساق الداخلي للاستبانة من خلال الجدول التالي :
المحور |
معامل ارتباط بيرسون |
مستوى الدلالة |
الأول |
97.7 |
0.01 |
الثاني |
93.4 |
0.01 |
يتضح من الجدول السابق ما يلي:
1- أن الارتباط بين درجة محوري الاستبانة والدرجة الکلية لهما دال عند مستوى (0.01)، وهذا يشير إلى صدق الاتساق الداخلي للاستبانة.
2- أن الأداة تتمتع بدرجة مقبولة من الثبات، مما يشير إلى أن الأداة تتمتع بدرجة مقبولة من الاتساق الداخلي.
وبالإضافة إلى ما سبق فقد تم تطبيق الأداة على عينة استطلاعية من المعلمين من مجتمع العينة بلغت (35) طالبا ،وقد أبدى بعضهم بعض التساؤلات والاستفسارات، تم أخذها في الاعتبار قبل تطبيق الاستبانة على أفراد العينة.
4- المجتمع الأصلي وعينة الدراسة:
تألف المجتمع الأصلي الذي اشتقت منه عينة الدراسة من معلمي (48)مدرسة حکومية تقع بثلاث محافظات ذات طبيعة ريفية هي: ( الغربية، کفر الشيخ، والمنوفية) وقد راعى الباحثان عند اختيار العينة أن تشمل معلمين من الذکور والإناث، ووکلاء ومديري مدارس، مع الحرص على اختيار المدارس الموجودة في قرى هذه المحافظات الثلاث، والجدول التالي يوضح المجتمع الأصل الذي اشتقت منه عينة الدراسة.
جدول(3)
يوضح المجتمع الأصل الذي اشتقت منه عينة الدراسة
المحافظة |
ابتدائي |
إعدادي |
الإجمالي |
الغربية |
10413 |
8966 |
19379 |
کفر الشيخ |
6961 |
4828 |
11789 |
المنوفية |
13112 |
8456 |
21568 |
المجموع |
30486 |
22250 |
52736 |
وقد وزعت الاستبانات على (300) معلماً ومعلمة ومدير أو وکيل مدرسة ابتدائية أو إعدادية بالمناطق الريفية بالمحافظات الثلاث قيد الدراسة تم اختيارهم بطريقة عشوائية طبقية، بحيث تشتمل العينة على ذکور وإناث، ومعلمين ومعلمات ومديري مدارس أو وکلاء، وقد حصل الباحثان على(280) استبانة منها (27) استبانة غير صالحة للتحليل الإحصائي لعدم اکتمالها، وبذلک يکون حجم العينة (253) معلماً ومديرا أو وکيلا، بواقع (5%) تقريبا من إجمالي أعداد معلمي التعليم الأساسي بالمحافظات الثلاث قيد الدراسة، والجدول التالي يوضح خصائص فئات العينة.
جدول (4)
يوضح خصائص فئات العينة
النوع |
الوظيفة |
||
ذکر |
أنثى |
قيادة تربوية وکيل أو مدير |
معلم |
109 |
144 |
48 |
205 |
الجملة |
253 |
5- المعالجة الإحصائية لبيانات الدراسة:
لتحليل بيانات الدراسة، استخدم الباحثان بعض الأساليب الإحصائية التي تتفق وطبيعة الدراسة، ومتغيراتها المختلفة، وذلک من خلال برنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية المعروف باسم(spss) Statistical Package for social science ، وقد اعتمدت الدراسة على الأساليب الإحصائية التالية :
معامل ألفا کرونباخ ، ومعامل الارتباط لبيرسون، التکرارات والنسب المئوية، والوزن النسبي، والمتوسط الحسابي ، واختبار حسن المطابقة (کا2)، واختبار " ت " t.test .
وجدير بالذکر فانه يتم تفسير متوسطات الأوزان النسبية لعبارات الاستبانة وفقًا لما يلي :
1- العبارات التي جاءت متوسطات الاستجابات عليها أقل من (2) درجتين تمثل جوانب ضعف أو معوقا لتوعية الطلاب بمخاطر أنفلونزا الطيور والخنازير ولم يتفق عليها معظم أفراد العينة.
2- العبارات التي جاءت متوسطات الاستجابات عليها أکثر من درجتين إلى 2.3 درجة تمثل جوانب قوة متوسطة، والعبارات التي جاءت متوسطاتها أکثر من 2.3 درجة تمثل جوانب قوة مرتفعة لتوعية الطلاب بتلک المخاطر واتفق عليها معظم أفراد العينة ومن ثم فهي تشير إلى ارتفاع مستوى التوعية وتوفر أدواتها.
6- نتائج الدراسة الميدانية وتفسيرها:
6-1اختبار صحة الفرض الأول،والذي ينص على " تقوم کتب العلوم بتوعية تلاميذ التعليم الأساسي بمخاطر أنفلونزا الطيور والخنازير بدرجة منخفضة" ، لاختبار صحة الفرض الأول تم تحليل محتوى کتب العلوم المقررة على تلاميذ التعليم الأساسي وذلک کما يلي:
للتعرف على واقع توعية التلاميذ بمخاطر مرض أنفلونزا الطيور والخنازير من خلال کتب العلوم، تم تحليل محتوى کتب العلوم المقررة على تلاميذ الصف الرابع والخامس والسادس الابتدائي والأول والثاني والثالث الإعدادي، وذلک بهدف تحديد خصائص محددة في المحتوي، ومعرفة إلى أي مدى تسهم کتب العلوم في توعية التلاميذ بمخاطر هذا المرض الخطير، وشملت العينة تحليل الموضوعات التي اشتملت عليها الکتب الستة سالفة الذکر في العام الدراسي 2010- 2011م والجدول التالي يوضح الکتب التي أخضعت للتحليل وعدد صفحاتها والفقرات التي لها صلة بتوعية التلاميذ بمخاطر مرض أنفلونزا الطيور والخنازير.
جدول(5)
يوضح کتب العلوم التي تم إخضاعها للتحليل
الصف |
عنوان الکتاب |
عدد صفحات الفصلين الدراسيين |
عدد الفقرات التي عثر عليها |
الرابع |
ابحث وتعلم العلوم |
184 |
4 |
الخامس |
أنت والعلوم |
139 |
. |
السادس |
أنت والعلوم تعلم وابتکر |
179 |
. |
الأول الإعدادي |
اکتشف وتعلم العلوم |
210 |
. |
الثاني الإعدادي |
العلوم فکر وتعلم |
193 |
. |
الثالث الإعدادي |
العلوم والحياة اکتشف وتعلم |
186 |
. |
إجمالي الصفحات |
1091 |
4 |
يتضح من الجدول السابق أن إجمالي عدد صفحات الکتب الستة (1091) صفحة،باستثناء المقدمة والفهارس وتدريبات المراجعة العامة، وعدد الفقرات التي تحتوي على التوعية بمخاطر أنفلونزا الطيور(4) عبارات، مما يدل على ضعف دور هذه الکتب في توعية الطلاب بمخاطر أنفلونزا الطيور، وتم استبعاد الصفوف الأربعة الأولى من الحلقة الابتدائية حيث لا يوجد بها مقرر لمادة العلوم.
وحدة التحليل:
واعتمد الباحثان في التحليل على الفقرة کوحدة قياس کأن تکون جملة أو شبهة جملة أو عبارة تدور حول موضوع التحليل، وأطلق بعض الباحثين مسميات على وحدة التحليل من أهمها :التصريح أو الفکرة ، أو القضية أو موضوع النقاش(69)، ويتم الاعتماد على الجمل أو الفقرات التي تعتبر موجه للتلميذ في توعيته بمرض أنفلونزا الطيور، أو تعمل على وقايته من المرض بصيغة الإثبات أو النفي کما تم استخدام التکرارات بوصفها وحدة تعداد الرصد، وإحصاء الظواهر التي تعبر عن فکرة محددة تطابق في دلالتها ومضمونها مع فقرة من فقرات المقياس المستخدم کأداة لتحليل المحتوى الدراسي.
فئات التحليل:
تم تقسيم فئات التحليل إلى فئات رئيسية وفرعية، بحيث تلاءم أهداف التحليل فئات المضمون، من حيث الشکل والمضمون فمن حيث المضمون تهدف إلى معرفة ماذا قيل؟ ومن حيث الشکل معرفة کيف قيل؟
صدق التحليل:
يقصد بالصدق قدرة الأداة على قياس ما وضعت لقياسه(70) وتطلب هذا التحديد الدقيق لفئات التحليل الرئيسية والفرعية، والصياغة الدقيقة لعباراتها، وقد قام الباحثان بتحديد وصياغة فئات المضمون وفئات الشکل، ووصفها في استمارة تحليل وتم عرضها على مجموعة من خبراء التربية(انظر ملحق 2 أسماء السادة المحکمين) للتأکد من صلاحيتها، وبلغت نسبة اتفاق آراء المحکمين (90%) ويعد هذا معدلا مرتفعا يمکن التعويل عليه.
ثبات التحليل:
يقصد بالثبات استقرار نتائج التحليل عند إعادته باختلاف المحلل، بمعنى أن کل باحث يستطيع استخدام الأسلوب نفسه والإجراءات المتبعة في قياس مادة ما وتکون النتائج واحدة، وللتأکد من ثبات التحليل يمکن للباحث أن يعهد لباحث أو أکثر بتحليل المادة نفسها ثم ينفرد کل منهما بتحليل المادة لبيان العلاقة بين النتائج التي توصل کل منهما إليها، وقد يقوم الباحث بتحليل المادة نفسها على فترات زمنية متباعدة، فإذا اتفقت النتائج کان هذا دلالة على ثبات التحليل،(71)، ولذا فقد قام أحد الباحثين بتحليل محتوى الکتب الستة سالفة الذکر مرة، وقام الباحث الثاني بتحليلها مرة أخرى، وتم حساب الثبات بينهما بطريقة الاتفاق بين المحللين وکانت نسبة الثبات98 % وتعد هذه النسبة مرتفعة إلى حد کبير ويمکن التعويل عليها.
تقدير المحتوى في کتب العلوم:
أسفرت نتائج تحليل محتوى کتب العلوم الستة التي تم تحليل محتواها عن وجود أربع فقرات في معرض الحديث عن کيفية حماية الجهاز التنفسي من الأمراض بصفة عامة إذ تمثل أقل من 1% من إجمالي عدد صفحات کتب العلوم الستة, في وحدة الکائنات الحية بالصف الرابع الابتدائي، وفقط، ولم تتعرض الکتب الستة إلى موضوع أنفلونزا الطيور من قريب أو بعيد، وتمثل هذه الفقرات نصف صفحة فقط من الکتاب المقرر، أما باقي مقرر الصف الرابع: فقد تعرض إلى المادة وعناصرها، والکون وحرکة الشمس والغلاف الجوي، أما مقرر الصف الخامس فقد عرض للطاقة والضوء والمغناطيسية والمخلوط والمحاليل، والاحتکاک والجهاز الدوري والإخراجي في الإنسان، والتربة ومکوناتها، أما مقرر الصف السادس: فقد عرض للقوى والحرکة(الطاقة والوزن)، والطاقة الحرارية ومکونات الغلاف الجوي،والقوي والحرکة(الروافع وأنواعها) الطاقة الکهربية والکون،أما مقرر الصف الأول الإعدادي: فقد عرض للمادة وخواصها والترکيب الذري لها،والطاقة ومصادرها، والکائنات الحية وتصنيفها وتکيفها مع البيئة، والتفاعلات الکيميائية والقوى والحرکة والأرض والکون.
أما مقرر الصف الثاني الإعدادي: فقد عرض للعناصر وخواصها ، والغلاف الجوي، وحماية کوکب الأرض، والحفريات وحماية الأنواع من الانقراض، والحرکة الدورية والصوت والضوء والتکاثر في النبات والإنسان.
أما مقرر الصف الثالث الإعدادي: فقد عرض للقوى والحرکة والطاقة الضوئية ، والکون والنظام الشمسي، والتکاثر واستمرار النوع، والتفاعلات الکيميائية والطاقة الکهربية والنشاط الإشعاعي، والجينات الوراثية، والتنظيم الهرموني في الإنسان..
مما سبق يتضح الضعف الشديد في محتوى کتب العلوم في توعية التلاميذ بمخاطر مرض أنفلونزا الطيور ، الأمر الذي يتطلب إعادة النظر في محتوى هذه الکتب حتى يمکن أن تسهم في توعية التلاميذ بمخاطر الأمراض المعدية بصفة عامة وأنفلونزا الطيور والخنازير بصفة خاصة، وقد يرجع ذلک إلى أن هذه الکتب لم تتعرض للتطوير والتحديث منذ أکثر من عشر سنوات وما يحدث من تطوير يتم في الشکل وليس المضمون، کما لا يتم تضمين موضوعات أو مشکلات حديثة يتعرض لها المجتمع ضمن محتوى هذه المقررات، وتتفق تلک النتيجة ودراسة :(صالح محمد صالح).(72) التي أوضحت قصور کتب العلوم في عرض المعارف الصحية على الطلاب وبلغت نسبة عرض تلک المعارف 3.1% - 4.93% ، من إجمالي محتوى کتب العلوم.
وفي ضوء نتائج تحليل محتوى کتب العلوم سالفة الذکر يمکن القول بقبول الفرض الأول من فروض الدراسة والذي ينص على أن " تقوم کتب العلوم بتوعية تلاميذ التعليم الأساسي بمخاطر أنفلونزا الطيور والخنازير بدرجة منخفضة".
6-2(أ) اختبار صحة الفرض الثاني والذي ينص على " تقوم إدارة المدرسة والمعلمين بتوعية تلاميذ التعليم الأساسي بمخاطر أنفلونزا الطيور والخنازير بدرجة منخفضة " للتعرف على ذلک يمکن استقراء النتائج التالية:
جدول(6) يوضح استجابات أفراد العينة حول مدى قيام إدارة المدرسة بالتوعية الصحية على مستوى کل مفردة من مفردات المحور الأول.
م
|
العبارات |
الاستجابة |
||||||||
دائما |
أحيانا |
أبدا |
المتوسط الحسابي |
کا2 |
الانحراف المعياري |
|||||
ک |
% |
ک |
% |
ک |
% |
|||||
1 |
توفر إدارة المدرسة حجرة للطبيب. |
113 |
44.7 |
74 |
29.2 |
66 |
26.1 |
2.1 |
18.5 |
0.82 |
2 |
توفر إدارة المدرسة حجرة للزائرة الصحية. |
100 |
39.5 |
101 |
39.9 |
52 |
20.6 |
2.1 |
0.92 |
0.75 |
3 |
توفر إدارة المدرسة بعض أدوية الإسعافات الأولية. |
128 |
50.6 |
115 |
45.5 |
10 |
4 |
2.4 |
12.8 |
0.57 |
4 |
توفر إدارة المدرسة حجرة لعزل التلاميذ المشتبه في إصابتهم بأنفلونزا الطيور. |
90 |
35.6 |
118 |
46.6 |
45 |
17.8 |
2.1 |
14.2 |
0.70 |
5 |
تتيح إدارة المدرسة أنشطة طلابية لتوعية التلاميذ بمخاطر أنفلونزا الطيور. |
59 |
23.3 |
158 |
62.5 |
36 |
14.2 |
2 |
4.5 |
0.60 |
6 |
تتيح إدارة المدرسة الفرصة للمجتمع المدني کي يشارک في توعية تلاميذ المدرسة. |
37 |
14.6 |
103 |
40.7 |
113 |
44.7 |
1.6 |
15 |
0.71 |
7 |
تتيح إدارة المدرسة الفرصة للمعلمين للتدريب على الوقاية من الأمراض المعدية |
29 |
11.5 |
85 |
33.6 |
139 |
54.9 |
1.5 |
2.1 |
0.69 |
8 |
تتيح إدارة المدرسة الفرصة للتلاميذ للتدريب على الوقاية من الأمراض المعدية |
41 |
16.2 |
126 |
49.8 |
86 |
34 |
1.8 |
8.4 |
0.68 |
9 |
تعقد إدارة المدرسة الندوات الصحية لتوعية التلاميذ والمعلمين بمخاطر الأمراض المعدية. |
68 |
26.9 |
136 |
53.8 |
49 |
19.4 |
2 |
27.5 |
0.67 |
10 |
تعمل إدارة المدرسة على توقير دورات مياه نظيفة للتلاميذ. |
141 |
55.7 |
96 |
37.9 |
16 |
6.3 |
2.5 |
8.5 |
0.61 |
11 |
تعمل إدارة المدرسة على توقير مصادر مياه شرب نقية للتلاميذ. |
149 |
58.9 |
74 |
29.9 |
29 |
11.5 |
2.5 |
1.1 |
0.02 |
12 |
توفر إدارة المدرسة ملاصقات لتوعية التلاميذ بمخاطر أنفلونزا الطيور. |
133 |
52.6 |
102 |
40.3 |
18 |
7.1 |
2.4 |
4.6 |
0.62 |
13 |
تحث إدارة المدرسة التلاميذ على ضرورة استخدام الأدوات الشخصية. |
137 |
54.2 |
97 |
38.3 |
19 |
7.5 |
2.4 |
2.4 |
0.63 |
14 |
توفر إدارة المدرسة سجلات مرضية للطلاب المصابين ببعض الأمراض. |
65 |
25.7 |
90 |
35.6 |
98 |
38.7 |
1.8 |
4.5 |
0.79 |
15 |
توزع إدارة المدرسة مطبوعات على التلاميذ لتوعيتهم بمخاطر أنفلونزا الطيور. |
76 |
30 |
106 |
41.9 |
71 |
28.1 |
2 |
2.7 |
0.76 |
16 |
تضع إدارة المدرسة خطة للتعامل مع مرض أنفلونزا الطيور في حالة ظهوره. |
119 |
47 |
91 |
36 |
43 |
17 |
2.3 |
0.10 |
0.74 |
يوضح الجدول السابق ما يلي:
- أن أفراد العينة يرون أن إدارة المدرسة تقوم بتوعية الطلاب بدرجة ضعيفة خاصة فيما يتعلق بإتاحة الفرصة للمعلمين للتدريب على الوقاية من الأمراض المعدية، حيث بلغ المتوسط الحسابي لهذه العبارة على (1.5) درجة مما يدل على قلة إتاحة الفرصة للمعلمين للتدريب على کيفية وقاية أنفسهم والطلاب من الأمراض المعدية.
- ضعف المشارکة المجتمعية في توعية الطلاب بمخاطر أنفلونزا الطيور والخنازير، حيث حصلت العبارة رقم (6)حيث على متوسط حسابي ( 1.6) درجة مما يدلل على ضعف مشارکة المجتمع المدني في التوعية، وقلة تواصل إدارة المدرسة مع المجتمع المحيط بها.
- ضعف دور إدارة المدرسة في توفير فرص لتدريب الطلاب على الوقاية من مخاطر الأمراض المعدية ودل على ذلک محتوى العبارة رقم (8) حيث حصلت هذه العبارة على متوسط حسابي مقداره (1.8) درجة، مما يدلل على ضعف دور الإدارة في هذا الشأن، ولعل هذا يرجع إلى ضعف الميزانية المخصصة لأغراض تدريب الطلاب أو انعدامها، نظرا لان ظهور هذه الأمراض ظهر مؤخرا وهذا ما أکده بعض مديري المدارس التي طبقت بها الدراسة الميدانية.
- ضعف دور إدارة المدرسة في توفير سجلات مرضية للطلاب المصابين ببعض الأمراض المعدية کما أوضحت ذلک العبارة رقم (14) حيث حصلت على متوسط حسابي (1.8) درجة مما يدل على ضعف هذا الدور، ولعل ذلک راجع إلى قلة تواجد الزائرة الصحية ببعض المدارس، أو قلة عدد الحالات المصابة ببعض الأمراض والتي يعرفها معظم العاملين بالمدرسة. ويتفق ذلک ونتائج دراسة (الجبورى2002)(73) التي أکدت على أن الخدمات الصحية بالمدرسة الابتدائية محدودة، حيث لا يتم إجراء فحوصات دورية على التلاميذ بانتظام ووجود قصور في بعض الشروط الصحية في مرافق المدرسة، وعدم وجود طبيبة أو ممرضة ببعض المدارس.
- أن إدارة المدرسة تسعى إلى توفير حجرة للزائرة الصحية وحجرة للطبيب وحجرة لعزل الطلاب المصابين، وإتاحة الفرصة للطلاب للقيام بأنشطة مختلفة للتوعية بمخاطر الأمراض المعدية، وتوزيع مطبوعات على التلاميذ للتوعية بمخاطر أنفلونزا الطيور والخنازير، بدرجة متوسطة حيث حصلت العبارات أرقام(1، 2،4، 5،9، 15) التي تضمنت هذا المحتوى على 2درجتين إلى 2.1درجة، مما يدل قلة توفير هذه الإمکانات المادية، وقد يرجع ذلک إلى ضيق مساحة المدارس، وعدم توفر عدد کاف من الحجرات المخصصة للدراسة، وارتفاع کثافة الفصول، مما يجعل إدارة المدرسة تستغل هذه الأماکن للدراسة للتقليل من کثافة الفصول.
- اهتمام المدرسة بتوفير دورات مياه نظيفة، ومصادر مياه شرب نظيفة، ووضع بعض الملصقات في ممرات المدرسة للتوعية الصحية، ووضع خطة للتعامل مع المرض حال ظهوره، حيث يعد هذا من أولويات عمل إدارة المدرسة، کما أن الملصلقات ترد إلى المدارس باستمرار من وزارة الصحة، ودل على محتوى العبارات أرقام(10، 11، 12، 16) وقد حصلت هذه العبارات على متوسط حسابي (2.3) إلى (2.5) درجة مما يدل على قيام إدارة المدرسة بتوفير محتوى هذه العبارات بدرجة مرتفعة.
6-1(ب) النتائج الخاصة بآراء أفراد العينة حول مدى قيام المعلمين بالتوعية الصحية على مستوى کل مفردة من مفردات المحور الثاني، والجدول التالي يوضح ذلک.
جدول(7)
يوضح استجابات أفراد العينة حول مدى قيام المعلمين بالتوعية الصحية على مستوى کل مفردة من مفردات المحور الثاني.
م
|
العبارات |
الاستجابة |
||||||||
دائما |
أحيانا |
أبدا |
المتوسط الحسابي |
کا2 |
الانحراف المعياري |
|||||
ک |
% |
ک |
% |
ک |
% |
|||||
17 |
يمثل المعلمون قدوة حسنة للتلاميذ في نشر العادات الصحية بالمدرسة . |
191 |
75.5 |
60 |
23.7 |
2 |
0.02 |
2.7 |
0.46 |
0.45 |
18 |
يحرص المعلمون على توعية التلاميذ بمخاطر أنفلونزا الطيور. |
148 |
58.5 |
94 |
37.2 |
11 |
4.3 |
2.5 |
9.7 |
0.58 |
19 |
يشارک المعلمون والتلاميذ في توعية المجتمع المحلي بمخاطر أنفلونزا الطيور. |
51 |
20.2 |
122 |
48.2 |
80 |
31.6 |
1.8 |
10.2 |
0.71 |
20 |
يناقش المعلم مع تلاميذه طرق الوقاية من أنفلونزا الطيور. |
110 |
43.5 |
112 |
44.3 |
31 |
12.3 |
2.3 |
17 |
0.67 |
21 |
يحرص المعلمون على حضور الندوات الصحية بالمدرسة أو خارجها. |
57 |
22.5 |
140 |
55.3 |
56 |
22.1 |
2 |
21.4 |
0.66 |
22 |
تتسم سلوکيات التلاميذ داخل المدرسة بأنها صحية. |
39 |
15.4 |
162 |
64 |
52 |
20.6 |
1.9 |
6.8 |
0.59 |
23 |
يکلف المعلمون تلاميذهم بإجراء أبحاث عن الأمراض المعدية |
59 |
23.3 |
117 |
46.2 |
77 |
30.4 |
1.9 |
5.6 |
0.73 |
24 |
يستطيع المعلمون اکتشاف أعراض مرض أنفلونزا الطيور بسهولة. |
64 |
25.3 |
123 |
48.6 |
66 |
26.1 |
1.9 |
5.1 |
0.71 |
يوضح الجدول السابق ما يلي:
- أن أفراد العينة يرون أن المعلم يمثل قدوة حسنة للتلاميذ لنشر العادات الصحية السليمة، کما يقوم بتوعية الطلاب بمخاطر الأمراض المعدية ومنها أنفلونزا الطيور والخنازير، بدرجة مرتفعة وقد أوضحت ذلک العبارتين (17، 18)حيث بلغ المتوسط الحسابي لهاتين العبارتين 2.7، 2.5 درجة على التوالي .
- دلت النتائج على أن حرص المعلم على حضور الندوات الصحية داخل أو خارج المدرسة، أو قيامه بمناقشة طرق الوقاية من الأمراض مع طلابه تتم بدرجة متوسطة ويدل على ذلک محتوى العبارتين (20، 21) حيث حصلتا على متوسط حسابي مقدار (2.5، 2.3) درجة مما يدل على توفر محتواهما بدرجة متوسطة.
- ضعف دور المعلم في مشارکة التلاميذ في توعية المجتمع المحلي، وکذا قلة تکليف طلابه بإجراء أبحاث عن الأمراض المعدية، کما انه من الصعب عليه اکتشاف أعراض مرض أنفلونزا الطيور والخنازير بسهولة نظرا لعدم تخصصه في ذلک وکشف عن ذلک محتوى العبارات أرقام (19، 23، 24) حيث حصلت على متوسط حسابي قدرة (1.8، 1.9) مما يدل على ضعف هذا الدور، ولعل ذلک راجع إلى انشغال المعلم بشرح المادة العلمية الخاصة بتخصصه وضيق الوقت، بالإضافة إلى ما يتحمله من أعمال أخرى کالتقويم الشامل وتحضير الدروس وخلافة، کما أوضح ذلک بعض المعلمين أثناء تطبيق أداة الدراسة بإحدى المدارس.
- ضعف الثقافة الصحية لدى التلاميذ ويظهر ذلک جليا في استجابة المعلمين على محتوى العبارة رقم (22) حيث حصلت على متوسط حسابي قدره(1.9) مما يدلل على ذلک الضعف ويتفق ذلک مع ما أکدته دراسة (وئام العاشق وآخرون)(74) أن هناک تدنيا للثقافة الصحية لدى التلاميذ، خاصة تلک التي تتعلق بالأمراض المعدية وکيفية الوقاية منها، کما تتفق تلک النتيجة ودراسة(إيناس شحاتة)(75) والتي أکدت على غياب بعض الممارسات الصحية لدى التلاميذ مثل الانتظام في غسل اليدين، وعدم اتخاذ الإجراءات اللازمة عند التعامل مع المصابين بالأمراض المعدية.
وفي ضوء هذه النتائج يمکن القول بقبول الفرض الثاني من فروض الدراسة والذي ينص على "تقوم إدارة المدرسة والمعلمين بتوعية تلاميذ التعليم الأساسي بمخاطر أنفلونزا الطيور والخنازير بدرجة منخفضة.
6/2- اختبار صحة الفرض الثالث، ينص هذا الفرض على أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين آراء المعلمين ووکلاء ومديري مدارس التعليم الأساسي في مصر تجاه قيام إدارة المدرسة والمعلمين بتوعية تلاميذ التعليم الأساسي بمخاطر أنفلونزا الطيور والخنازير، وفقاً لمتغير النوع (ذکور، إناث ).
وللتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام اختبار" ت "لمعرفة دلالة الفروق بين متوسطات درجات أفراد العينة، وفقاً لمتغير النوع على مستوى کل محور من محاور الاستبانة ، وعلى مستوى الاستبانة مجملة ، وذلک على النحو التالي :
جدول (8)
يوضح الفروق بين آراء المعلمين وفقاً لمتغير النوع على مستوى محوري الاستبانة وعلى مستوى الاستبانة مجملة
المحور |
المجموعات |
ن |
المتوسط |
الانحراف المعياري |
"ت" |
مستوى الدلالة |
الأول |
ذکور |
109 |
34.4 |
6.2 |
0.006 |
غ دال |
إناث |
144 |
34.4 |
6.7 |
|||
الثاني |
ذکور |
109 |
16.6 |
3.9 |
2.8 |
0.01 |
إناث |
144 |
17.8 |
2.7 |
|||
الإجمالي |
ذکور |
109 |
51.15 |
9.65 |
2.6 |
0.01 |
إناث |
144 |
52.34 |
7.45 |
يتضح من الجدول السابق ما يلي :
- وجود فروق دالة إحصائيًا وفقاً لمتغير النوع بين آراء أفراد العينة من الذکور وآراء زملائهم من الإناث لصالح الإناث، وذلک على مستوى الاستبانة مجملة، حيث بلغ متوسط درجاتهن (52.34) درجة بانحراف معياري مقداره (7.45) ، بينما بلغ متوسط درجات الذکور (51.15) درجة بانحراف معياري مقداره (9.65) وبلغت قيمة "ت" المحسوبة لتوضيح دلالة الفروق بينهما2.6 وهى قيمة دالة إحصائيًا عند مستوى (0.01)، وقد يرجع ذلک إلى أن الإناث أکثر قدرة على التعرف على أعراض الأمراض وکيفية الوقاية منها نظرا لتعرض معظمهن لکيفية حماية أطفالهن أثناء نوبات الأمراض المختلفة،وتتفق تلک النتيجة مع نتائج دراسة :(الجبوري) (76)والتي توصلت إلى أن للمعلمة دور ايجابي في المدرسة الابتدائية من حيث التعرف على أعراض الأمراض المختلفة للتلاميذ المصابين وإبلاغ إدارة المدرسة بها، إلى جانب مراقبة نظافة الأطفال والحالة الصحية للقاعات الدراسية، وتتفق ودراسة )جمال الدين)(77) التي أکدت أن الإناث أکثر وعيا بالأمور الصحية من الذکور.
- وجود فروق دالة إحصائيًا وفقاً لمتغير النوع بين آراء أفراد العينة من الذکور وآراء زملائهم من الإناث لصالح الإناث، وذلک على مستوى المحور الثاني، حيث بلغ متوسط درجاتهن (18.8) درجة بانحراف معياري مقداره (2.7)، بينما بلغ متوسط درجات الذکور (16.6) درجة بانحراف معياري مقداره (3.9) وبلغت قيمة "ت" المحسوبة لتوضيح دلالة الفروق بينهما (2.8) وهى قيمة دالة إحصائيًا عند مستوى (0.01) ، وقد يرجع ذلک إلى أن الإناث أکثر قربا من الطلاب خاصة في المرحلة الابتدائية وبالتالي فهن يمثلن قدوة حسنة لهم ويحرصن على توعية الطلاب بمخاطر الأمراض.
- وجود فروق غير دالة إحصائيًا وفقاً لمتغير النوع بين آراء أفراد العينة من الذکور وآراء زملائهم من الإناث على مستوى المحور الأول والذي يکشف عن دور إدارة المدرسة في التوعية الصحية للتلاميذ، حيث لم يکن لاختلاف النوع تأثير على آرائهم بشان هذا المحور، واتفقت کلمتهم حول المحور المشار إليه، حيث بلغت قيمة "ت" المحسوبة لتوضيح دلالة الفروق بينهما (0.06) وهى قيمة غير دالة إحصائيًا، وقد يرجع ذلک إلى أن أفراد العينة يرون ضعف الإمکانات المتاحة لمعظم مدارس التعليم الأساسي المنتشرة بالريف خاصة، ويعانون منها، بالإضافة إلى أن معظم إدارات المدارس تبذل ما في وسعها في ضوء الإمکانات المتاحة لها لتوعية الطلاب وحمايتهم من الأمراض.
وفي ضوء هذه النتائج يمکن القول برفض الفرض الثالث من فروض الدراسة على مستوى المحور الأول حيث أشارت النتائج إلى عدم وجود فروق دالة إحصائيًا ـ وفقاً لمتغير النوع ، بينما يمکن القول بقبوله على مستوى المحور الثاني و الاستبانة مجملة.
6/3- اختبار صحة الفرض الرابع، ينص هذا الفرض على "أنه توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين آراء المعلمين ووکلاء ومديري مدارس التعليم الأساسي في مصر تجاه قيام إدارة المدرسة والمعلمين بتوعية تلاميذ التعليم الأساسي بمخاطر أنفلونزا الطيور والخنازير، وفقاً لمتغير الوظيفة (معلم، قيادة تربوية: وکيل أو مدير).
وللتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام اختبار" ت "لمعرفة دلالة الفروق بين متوسطات درجات أفراد العينة ، وفقاً لمتغير الوظيفة على مستوى محوري الاستبانة، وعلى مستوى الاستبانة مجملة ، وذلک على النحو التالي :
جدول (9)
يوضح الفروق بين آراء المعلمين وفقاً لمتغير النوع على مستوى محوري الاستبانة وعلى مستوى الاستبانة مجملة
المحور |
المجموعات |
ن |
المتوسط |
الانحراف المعياري |
قيمة "ت" |
مستوى الدلالة |
الأول |
معلم |
205 |
33.70 |
6.48 |
4.32 |
0.001 |
قيادة تربوية |
48 |
37.75 |
5.66 |
|||
الثانى |
معلم |
205 |
17.17 |
3.36 |
1.84 |
غ دالة |
قيادة تربوية |
48 |
18.16 |
3.36 |
|||
الإجمالي |
معلم |
205 |
50.87 |
8.94 |
3.80 |
0.001 |
قيادة تربوية |
48 |
55.91 |
8.10 |
يوضح الجدول السابق ما يلى :
- وجود فروق دالة إحصائيًا وفقاً لمتغير الوظيفة (معلم، قيادة تربوية) بين آراء أفراد العينة من المعلمين والقيادة التربوية لصالح القيادة التربوية (وکيل أو مدير )وذلک على مستوى الاستبانة مجملة، حيث بلغ متوسط درجات القيادة التربوية (55.91) درجة بانحراف معياري مقداره (8.10)، بينما بلغ متوسط درجات المعلمين (50.87) درجة بانحراف معياري مقداره (8.94) وبلغت قيمة "ت" المحسوبة لتوضيح دلالة الفروق بينهما (3.80) وهى قيمة دالة إحصائيًا عند مستوى (0.01)، وقد يرجع ذلک إلى أن القيادة التربوية أکثر قدرة على التعرف على المشکلات المرضية التي يتعرض لها التلاميذ، وأکثر اطلاعا على المنشورات التي تأتيهم من وزارة الصحة باعتبارهم مسئولين عن تنفيذ تعليمات الوقاية بالمدرسة.
- وجود فروق دالة إحصائيًا وفقاً لمتغير الوظيفة (معلم، قيادة تربوية) بين آراء أفراد العينة من المعلمين والقيادة التربوية لصالح القيادة التربوية (وکيل أو مدير )وذلک على مستوى المحور الأول حيث بلغ متوسط درجات القيادة التربوية (37.55) درجة بانحراف معياري مقداره (5.66)، بينما بلغ متوسط درجات المعلمين (33.70) درجة بانحراف معياري مقداره (6.48) وبلغت قيمة "ت" المحسوبة لتوضيح دلالة الفروق بينهما (4.32) وهى قيمة دالة إحصائيًا عند مستوى (0.01)، وقد يرجع ذلک إلى أن القيادة التربوية أکثر قدرة على تفهم نقص الإمکانات المادية، ولا يريدون انتقاد أنفسهم، ولديهم القدرة على الاستفادة من الإمکانات المتاحة بالمدرسة للتوعية الصحية.
وفي ضوء هذه النتائج يمکن القول برفض الفرض الرابع من فروض الدراسة على مستوى المحور الثاني، وقبوله على مستوى المحور الأول، وأيضا على مستوى الاستبانة مجملة.
التصور المقترح
لدور التعليم الأساسي في الحد من مخاطر أنفلونزا الطيور والخنازير في الريف
والمناطق الشعبية بمصر
مقدمة:
يحتل التعليم الأساسي مرتبة هامة بين مراحل التعليم المصري، نظراً لدوره التربوي في بناء وإعداد الإنسان المصري بصورة متکاملة، معرفياً ووجدانياً ومهارياً، فالمعرفة المقدمة في التعليم الأساسي تسهم في تثقيف الفرد وتوعيته، وتشکل وجدانه واتجاهاته، کما يکتسب التلميذ المهارات من خلال ممارسة الأنشطة التربوية المتنوعة داخل المدرسة، ويمثل التعليم الأساسي قاعدة النظام التعليمي في مصر، حيث يرفد التعليم الأساسي کافة المدارس الثانوية باحتياجاتها من الطلاب المزودين بقدر من المعارف والمهارات اللازمة لمتابعة باقي المراحل التعليمية، ولقد سبق استخدام التعليم والتعويل عليه في التصدي لکافة المشاکل المجتمعية وبخاصة الأمراض المعدية والأوبئة(78)، ومن هنا جاء التفکير في وضع هذا التصور للدور المحتمل للتعليم الأساسي في تحقيق الوعي الصحي لدى تلاميذه بقصد التصدي لظاهرة انتشار أنفلونزا الطيور والخنازير ومحاولة تطويق خطرها الحد منه في المرحلة المقبلة.
(أ) فلسفة التصور المقترح:
يمکن للتعليم الأساسي أن يلعب دوراً حيوياً وهاماً في التصدي لانتشار الأمراض المعدية مثل مرضي أنفلونزا الطيور والخنازير، وذلک من خلال تنمية الوعي الصحي لدى تلاميذه، وإکسابهم المعرفة الصحية المفيدة والاتجاهات والعادات الصحية السليمة، وتعويدهم على القيام بسلوکيات وإکسابهم مهارات من أجل تجنب حدوث الإصابة بالمرض. وهذا في حقيقته يعتمد بالأساس على ما يقدمه التعليم الأساسي من خدمات تعليمية وتثقيفية لأبنائه. حول مسببات مرض الأنفلونزا، وطرق انتقال العدوى، ومعرفة أعراض المرض وکيفية علاجه.
(ب) هدف التصور المقترح:
يهدف التصور المقترح إلى تحسين الأداء التربوي للتعليم الأساسي، وذلک من خلال الاعتماد على التحليل البيئي الرباعي (SWAT)، وهذا النموذج يهدف إلى إبراز نقاط القوة والضعف في المؤسسة التعليمية، والفرص والتحديات التي تواجه المؤسسة، ويعد هذا النموذج من النماذج المبتکرة والمطبقة حديثاً في المجال التربوي، من خلال مؤسسات ضمان الجودة والاعتماد، وقد تم من خلال النموذج المذکور وضع تصور لکيفية اضطلاع التعليم الأساسي بمسؤولياته من أجل تحقيق التربية الصحية والوعي الصحي لتلاميذه على النحو التالي:
1- دعم نقاط القوة التي يمتلکها التعليم الأساسي في تنمية الوعي الصحي من خلال تحقيق التربية الصحية لتلاميذه، والمتمثلة في المناهج الدراسية والأنشطة المدرسية والکفايات البشرية المتوفرة لديه، وتفعيل دور العيادات المدرسية، والطبيب الزائر، والزائرة الصحية.
2- معالجة جوانب الضعف التي أثرت تأثيراً سلبياً على الوعي الصحي لدى تلاميذ التعليم الأساسي، والتي أظهرته نتائج الدراسة الحالية، والمتمثلة في ندرة الموضوعات المتعلقة بالأمراض التنفسية في کتب العلوم المدرسية، وکذلک الموضوعات المتعلقة بالتربية الصحية في کتب القراءة، وضيق الحجرة الدراسية بالتلاميذ نتيجة زيادة کثافة التلاميذ عن المعدلات التربوية الآمنة، وازدحام الجدول الدراسي بالمواد النظرية والأساسية وقلة الاهتمام الوقت المخصص للأنشطة المدرسية في خطة الدراسة، وغياب جماعات النشاط المدرسي والأسر في معظم المدارس، وعدم وجود إسعافات أولية في کثير من حجرات الدراسة، ونقص الوعي لدى المعلمين بأعراض الأمراض التنفسية وبخاصة أنفلونزا الطيور والخنازير.
3- استغلال الفرص المتاحة أمام التعليم الأساسي وحسن استثمار إمکانياته المادية والبشرية في تحقيق التربية الصحية وتنمية الوعي الصحي لدى تلاميذه، مستغلة في ذلک اهتمام الدولة بهذه القضية في الوقت الراهن ووضعها على أولويات خطة الحکومة، کذلک الاستفادة من إمکانات وخبرات جمعيات المجتمع المدني المهتمة بالحفاظ على الصحة العامة والبيئة التي تقع في نطاق المدرسة الجغرافي، والاستعانة بأطباء المستشفيات بالمناطق الشعبية والوحدات الصحية بالريف في تنظيم الندوات التثقيفية والدورات التدريبية للمعلمين.
4- مواجهة التحديات الخارجية والداخلية التي تواجه التعليم الأساسي والمتمثلة على صعيد البيئة الخارجية في انتشار السلوکيات السلبية بين الأطفال الوافدين إلى مدارس التعليم الأساسي من المناطق الشعبية والريفية بجمهورية مصر العربية، فمعلوم أن معظم سکان المناطق العشوائية في مصر يعيشون في ظروف اجتماعية واقتصادية وثقافية صعبة، وينعکس ذلک على مؤسسات التعليم التي يلتحق بها أبناءهم نظراً لتأثر البيئة التعليمة بالعوامل الاجتماعية والاقتصادية والثقافية المحيطة بها، أما التحديات الداخلية فترجع إلى قلة الموارد المادية اللازمة للإنفاق على نظافة المدارس لتوفير المطهرات وأدوات النظافة ، وزيادة حجم المعلمين العاملين في مدارس التعليم الأساسي وقلة خبرة معظمهم في التعامل مع الأمراض التنفسية وبخاصة أنفلونزا الطيور والخنازير لنقص الوعي الصحي لدى غالبيتهم، ومن ثم يصبح تدريبهم وإعدادهم يمثل مشکلة کبرى لزيادة حجمهم، وتأثر العملية التعليمية نتيجة توجيه وتکليف بعضهم بالذهاب للتدريب وقت الموسم الدراسي.
(ج) منطلقات التصور المقترح: ينطلق التصور المقترح من الآتي:
1- أن الطفل الواعي صحياً يمکن أن يغير في عادات وممارسات أسرته غير الصحية.
2- يمکن للتعليم الأساسي أن يلعب دوراً في التوعية الصحية في الريف والمناطق الشعبية وذلک بإکساب التلاميذ المعارف والمعلومات عن الأمراض وأعراضها وأسباب انتشارها ووسائل الوقاية منها.
3- يمکن من خلال التعليم الأساسي إکساب التلاميذ عادات صحية جيدة، ومن خلال التأکيد على معلومات تتعلق بالأمن الصحي، الذي يرتبط ارتباطا مباشراً بالأمن التربوي، وتطبيقاً لفلسفة التربية الأمانية.
4- أن الوقاية من خلال استخدام أساليب صحية وبناء حصون تربوية دفاعية خير من التعامل مع هذا المرض والعلاج لأن الفيروس قابل للتحور والتغيير مما يجعل مواجهته صعبة إن لم تکن مستحيلة ومرهقة لميزانيات الدول وخاصة الفقيرة غير المنتجة للعلاج والأمصال.
(د) رکائز التصور المقترح:
يستند التصور المقترح على عدة رکائز تضمن تفعيل الدور التربوي للتعليم الأساسي من أجل تحقيق الوعي الصحي لدى طلابه، وتتلخص هذه الرکائز فيما يلي:
1- التحديد الدقيق للأدوار التربوية للتعليم الأساسي في إکساب التلاميذ المعرفة الصحية، وتکوين اتجاهات إيجابية صحية لدى التلاميذ – وتغيير في سلوکيات التلاميذ الصحية).
2- تحديد متطلبات مواجهة المرض والوقاية منه، من ناحية الأهداف التربوية، والمناهج الدراسية، والأنشطة التربوية، وطرق التعليم والتدريب.
3- مراجعة دور التعليم الأساسي في تحقيق الوعي الصحي والبيئي لدى تلاميذه.
(هـ) آليات التصور المقترح:
توصيات بدراسات مستقبلية:
مراجع الدراسة :
1. ج.م.ع. وزارة الزراعة : مرکز البحوث الزراعية ، معهد صحة الحيوان ، المعمل القومي للرقابة البيطرية ، ورشة عمل بعنوان"معا للقضاء على أنفلونزا الطيور ،د.ت، ص8.
Available at http://www.hrinfo.net/egypt/ae. in2-4-2006
11. وئام عبدالعزيز العاشق وآخرون، تقييم مستوى الثقافة الصحية في مجال الأمراض المعدية لدى متعلمي الصف التاسع من مرحلة التعليم الأساسي، مجلة التربية العلمية , مجلد 11, عدد 4, 2008،ص5.
13. صالح محمد صالح ، فعالية برنامج مقترح في التربية الصحية في تنمية التنور الصحي لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية بشمال سيناء، مجلة التربية العلمية, مجلد 5, عدد 4, 2002.
14. عبدالوارث عبده سيف الرازحي، دور کتب العلوم بمرحلة التعليم الأساسي في تنمية الوعي الصحي للطلبة، مجلة دراسات فى المناهج وطرق التدريس ,عدد 78, 2002
17. محمود إبراهيم عبد العزيز طه، فعالية برنامج مقترح في التربية الوقائية لتنمية الوعي بأنفلونزا الطيور لدى طلاب المدارس الثانوية الزراعية، مجلة دراسات فى المناهج وطرق التدريس, عدد 130، 2008.
20. زينب عاطف خالد وسعيد حامد يحيي،فعالية برنامج کمبيوتري في الثقافة الغذائية على التحصيل المعرفي وتنمية الوعي الغذائي والصحي لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية، مجلة کلية التربية ( جامعة بنها)، مجلد 19, عدد 78, 2008.
Available at http://www.lakii.com/vb/showthread.php?t=544947 in2-11-2009
27. منظمة الصحة العالمية. قسم ترصد الأمراض السارية والاستجابة لها. الإنذار بالأوبئة والاستجابة لها: البرنامج العالمي للأنفلونزا، خطة منظمة الصحة العالمية للتأهب على الصعيد العالمي لمواجهة الأنفلونزا، 2005م، ص6.
28. ج.م.ع: وزارة الزراعة . مرکز البحوث الزراعية . معهد صحة الحيوان . المعمل القومي للرقابة البيطرية : ورشة عمل "معا للقضاء على أنفلونزا الطيور ، مرجع سابق. ص9.
31. .م.ع: وزارة الزراعة . مرکز البحوث الزراعية . معهد صحة الحيوان . المعمل القومي للرقابة البيطرية : ورشة عمل "معا للقضاء على أنفلونزا الطيور ، مرجع سابق، ص11.
Available at http://www.alwafd.org/details.aspx?nid=33970 in3-10-2009
Available at http://www.borsaegypt.com/archive/index.php/t-216707.html in12-10-2010
Available at http://forum.shamsawy.net/index.php? in12-10-2010.
Available at http://www.methak.org/ar/?articles=topic&topic=427 in22-6-2009
Available at http://www.moheet.com/show_news.aspx?nid=303470&pg= in12-10-2009
45. منظمة الصحة العالمية. قسم ترصد الأمراض السارية والاستجابة لها. الإنذار بالأوبئة والاستجابة لها: البرنامج العالمي للأنفلونزا، خطة منظمة الصحة العالمية للتأهب على الصعيد العالمي لمواجهة الأنفلونزا، 2005م، ص9، ص64، ص5، ص6.
55. جريدة الوفد خبر منشور بعنوان:مجلس الوزراء يتابع إجراءات الوقاية من أنفلونزا الخنازير" التأکد من توفر مخزون استراتيجي من التامفلو والأقنعة الواقية والمطهرات.
Available at http://www.alwafd.org/details.aspx?nid=34367. In7-10-2009
Available at http://www.alwafd.org/details.aspx?nid=34367. . In7-10-2009.
Available at http://www.alwafd.org/details.aspx?nid=34367. . In11-10-2009.
58. شوتاماس سورفيسوتر: دور المؤسسات التعليمية في مواجهة فيروس نقص المناعة المکتسبة (الإيدز)، د مستقبليات، المجلد (32) ، العدد (2)، يونية 2002م، ص227.
59. محمد إبراهيم عبده السيد: "خريطة مدرسية لمرحلة التعليم الأساسي بمرکز المنزلة محافظة الدقهلية حتى عام 2010 "دراسة حالة"، ماجستير غير منشورة، کلية التربية ، جامعة الأزهر،2002م، ص42.
66. هويدا محمود الإتربي: "التربية الصحية في مرحلة التعليم الأساسي بين الواقع والممکن" ، ماجستير غير منشورة، کلية التربية ، جامعة طنطا، 1994م، ص47.