المؤلفون
1 أستاذ التصوير ووکيل کلية الفنون الجميلة -جامعة المنيا
2 مدرس التصوير کلية التربية النوعية -جامعة المنصورة
مقدمة :-
" مما لا شک فيه أن تکون عروسة المولد بشکلها ولونها وتعبيراتها وما حملته من معاني تاريخية وأسطورية وسحرية وشعبية وجمالية وغير ذلک ، مصدرا حسيا لموضوع مثير يتناوله الفنانون التشکيليون على اختلاف ميادينهم وأساليبهم ، لأنه موضوع يتصل بالحس والوجدان والعاطفة . "([1])
" وعروسة المولد تعتبر مصدرا هاما لوحي الفنانين يتناولها الفنان بطريقته الخاصة ، فأحيانا يلجأ إلى ماضي العروسة من قيم لونية تسيطر على لوحاته ، وأحيانا ترى غيره يؤکد الرمز ويلخص المعنى ويلعب بالتجديد ، وتصبح العروسة ثروة عظيمة لدى الفنانين ومنبعا خصيا
لأفکارهم . " (2[2])
" تعکس العروسة اسمي معاني الحب والغرام والجمال والهيام والأحلام والخيال.. لذلک کانت العروسة مصدر الهام للفنانين في کثير من الأعمال.. وتعددت أنواع العرائس التي ارتبطت بأشياء کثيرة توارثناها جيلا بعد جيل.. عروسة النيل وعروسة البحر وعروسة الحسد وعروسة القمح وعروسة الزار وعروسة المولد.. وقد استحوذت عروسة المولد علي شهرة کبيرة لما لها من شعبية متوارثة منذ عهد الفاطميين.. وللمناسبة الدينية الجليلة التي أکسبت العروسة بعدا روحيا.. لذلک کانت عروسة المولد محورا لعدد کبير من الأعمال الفنية بما تحمل من معاني کثيرة.
ويقول الکاتب يسري الجندي: عروسة المولد أساسية في تاريخ التراث الشعبي والاحتفالات الشعبية وهي بمثابة حلقات متصلة في التاريخ الفرعوني والقبطي والإسلامي.. وعروسة المولد أخذت خصوصية لها امتدادا لاحتفال شعبي أخر هو عروس النيل.. وقبل أن تصنع عروسة المولد من البلاستيک کما هو الحال الآن.. کانت العروسة الحلاوة فيها الملامح الفرعونية.. وتم الاستفادة بها في الدراما في مجال الغناء والاستعراض بالدرجة الأولي.. لکن لا يوجد عمل درامي تليفزيوني أو سينمائي قام علي فکرة عروسة المولد.. يرد ذکرها فقط في إطار الموروث الشعبي عند عندما يأتي المولد في سياق الحدث.
وهذا ما حدث في فيلم عشاق الحياة عندما غني محرم فؤاد في المولد واهدي عروسة إلي
نادية لطفي
وفي فيلم شيء من الخوف عتريس وفؤاده.. عندما أراد محمود مرسي وهو طفل أن يقول کلمة حب اهدي شادية عروسة المولد..
بينما حظيت عروسة المولد بنصيب کبير في أعمال التشکيليين من الفنانين المصريين المعاصرين أمثال الفنان سعد کامل وخميس شحاتة وحسن راشد وعبد الغني أبو العنين وعلي دسوقي ورفعت احمد وجمال السجيني." ([3])
هدف البحث :
يهدف البحث إلى دراسة عروسة المولد کمصر وحى للفنانين التشکيليين
المصريين المعاصرين .
أهمية البحث :
ترجع أهمية البحث في الکشف عن السمات الأساسية والعلاقة الرمزية لعروسة المولد في فنون الرسم والتصوير.
فروض البحث :
تفترض الباحثة أن عروسة المولد نموذج للفن الشعبي المصري عبر عصوره المتعددة إلى الفن المصري المعاصر من خلال العديد من الأداءات المتعددة في التصوير والنحت والرسم والخزف الخ .
منهج البحث :
دراسة وصفية تحليلية .
الفنان جمال السجيني ( 1917 – 1977 )
" نشأ في حي باب الشعرية الذي ترک في وجدانه بقايا حضارية تشکل أخلاقيات أهل الحي ، هي کل ما تبقى لمصر من عراقة ماضيها ، في هذا الحي الذي تطل منه المشربيات من الجدران العتيقة ، وکأنها البراقع التي تخفى وراءها بنت البلد بمفاتنها وهى تختال في دلال على إيقاع خلخالها الفضي وهفهفة ملاءتها التي تفضح ثناياها خطوط جسدها الإنساني، في هذا المناخ ترعرع فناننا العظيم، وبه ارتبطت طفولته التي يطويها عقله الباطن في ثنايا اللاشعور ، لتطفو بين الحين والحين فوق السطح. " ([4]) " بمثل هذا الحلم الجارف إلى دفئ الأمومة ارتبطت طفولة السجيني بعروس المولد التي کان يطيل النظر إليها في مولد سيدي الشعراني منبهرا بألوانها الزاهية ، وبما تشعه المرايا والورق المفضض من بريق خلاب ، وهى تحلق في وداعة وبراءة بعينين مکحلتين ونظرات ساذجة فيها نداء غامض وذلک من خلال هيکلها المخروطي .
أحب "السجيني" عروس المولد ( المعنى ) : مثلا في أمه وأخته وعمته وخالته وبنت الجيران وأحب فيها الشکل والصورة التي کان يتمثلها في خياله کحورية من حوريات الأساطير التي کانت ترويها له جدته قبل النوم أو تلک التي کان يشاهدها من خلال فتحات صندوق الدنيا في حکايات ست الحسن والجمال والسفيرة عزيزة ، لقد بهره التمثال المصنوع من السکر الذي ينبع تحت الأضواء وتشع منه العديد من الإغراءات ، فکان بکل طفولته يتساءل کيف يمکن أن ينسخط الإنسان بهذه الصورة ويتحول إلى هيکل من السکر بهذه الأحاسيس النابعة من هذا الجمال ؟ ، وقيل له يومئذ .. هذا التمثال .. !
ولم يدرک معنى کلمة تمثال إلا عندما اکتمل نضجه وعرف أن أصابع الإنسان تستطيع أن تشکل وتخلق وتصنع أشياء کثيرة شبيهة بعروس المولد ." ([5])
" وعندما التحق بکلية الفنون الجميلة ، اختار القسم الذي يصنعون فيه التماثيل ـ والذي يستطيع فيه أن يشکل الطين ويجسمه ويصنع منه عرائس أحلامه التي بدأت تزدحم في خياله الفني . وبقيت عروس المولد تطل على الشاب من وراء ضباب الماضي البعيد وتحيل نظرته إلى رومانسية حالمة امتزجت بالطين ‘ وتمخضت عن عشرات التماثيل التي تعکس نضج الشباب لديه ونبض قلبه وخصوبة خياله. وکانت أحلامه مرتبطة ببنات بلده .. التي شاهدها في طفولته غائرة في أعماقه لا تبرح مکانها ولا تسمح لأية صورة أخرى أن تحل محلها .. کانت عروس المولد .. متربعة على عرش قلبه .. تلمع ، تتلألأ وتشمخ .. لتصبح مصر کلها .. الأرض والهواء والمجتمع والإنسان والفن . لتصبح قضيته المسئول عنها وجدانيا ووطنيا وفنيا وإنسانيا ." ([6])
" وتعلم الفنان لغة الغزل والفروسية .. فراح ينظمها شعرا مجسما .. کلماته الکتل وقوافيه الفراغات .. ومادته الطين .. ومضمونه " مصر " .
کانت هذه عروسته کما يريدها أن تکون .. أو کما يحتفظ بها خياله في صندوق ذکرياته الطفولية . صنع لها أکثر من تمثال ، أصبحت بطلة أعماله کلها ، صبغها کفلاحة من صميم القرية المصرية ، مکتملة الحسن مرفوعة الرأس ، رشيقة القد ، فيها رقة وصلابة ، شکلها وهي تحتفل بليلة زفافها تمتطى ظهر الحصان تحيط برأسها الشامخ هالة مروحية مستديرة کتلک التي تحيط بعرائس المولد ." ([7])
" وفجأة .. بلعنة أبناء الأيام الستة التي حطمت عروس أحلامه . کان وقع النکسة على قلب الفنان العاشق أقوى من أن يحتمل ، تحولت کلمات الغزل إلى مرثية سوداء . لم يجد الکلمات التي تمتص مرارته .. أمسک فرشاته وألوانه وراح من خلالها يصور حطام وأشلاء عروسه الحسناء ، عروسه الضحية . رسم عروس المولد مصلوبة ، ورسمها مهشمة الرأس ، ورسمها عرجعاء تمشى على عکازين ، رسم عشرات الصور ليصنع منها ملحمته الحزينة ، استعان بالمرايا والورق المفضض لکي يکون
أکثر صدقا
وأبلغ تعبيرا. وفجأة مرة أخرى . رأى " السجيني " عروسه تبعث من جديد ، رآها تنفض عنها الأکفان الساجنة ، تلقي بالعکازين وتزيح الأنقاض وتطرد الغربان السود ، وتندفع کإعصار نحو الضفة الشرقية لتغسل العار، وحدثت معجزة 6 أکتوبر ، واستردت العروس کرامتها وقررت أن تقف عند مدخل القناة عملاقة شامخة کما کانت دائما . بارتفاع أربعين مترا . لتعلن عن انتصارها .. إنها عروس السلام ، التي صنعها " السجيني " قبل أن يرحل .. قبل أن يرحل وصنعها من فولاذ وحديد ، لتبقى شامخة مرفوعة الرأس إلى الأبد ." ([8])
" ولقد لاحظت الباحثة هنا أن عروس المولد کانت مصدرا مهما ومنبعا خصبا لوحي الفنانين وشبيهاتها من العرائس الأخرى وکلها تعيش في فلک فلسفي واحد وان اختلفت مظاهر کل منها وجميعها تهدف لغاية واحدة وتکاد تربط بشکل موحد .
ولا غرابة في أن يکون الفنان الذي هضم ما في الفنون الشعبية من قيم هو وحده القادر على ترجمة هذه الأحاسيس ." ([9])
" والسجيني يحظى بمکانة متفردة بين النحاتين المصريين في مجالات النحت والتصوير والنحت البارز والميدالية والخزف الزخرفي والطرق على النحاس .وجدير بالذکر أن جمال الدين رأفت السجيني ولد في يناير عام 1917 ، حصل على دبلوم فن النحت من مدرسة الفنون الجميلة العليا عام 1938 ، ثم حصل على دبلوم فن النحت من أکاديمية الفنون الجميلة وأکاديمية الميداليات بروما
عام 1950 . " ([10])
الفنان على دسوقي ( 1937 )
" نلاحظ في أعمال فنان الباتيک أن عروسة المولد تمثل الحلم والخيال والحب والجمال.. ففي حي الأزهر کان يتخذ الاحتفال بالمولد شکل خاص تزينه عروسة المولد.. الحصان.. الفارس.. السفينة.. الطائر.. وکانت تجذبه ألوانها الجميلة المزينة بها العروسة والورق الفضي..
وعندما بدأت ممارسة الفن والتعبير کان يرى في عروسة المولد عروس آدمية. وقدمت الأوبرا عرض يا ليل يا عين إخراج زکي طليمات.. حول مريض ويتصادف في ليلة مولد النبي وأثناء وقوفه متعجبا علي أشکال عرائس المولد الجميلة خرجت إليه الجنية في صورة عروسة المولد ورقصت معه وشارکها الرقص ومن ثم برئ مما أصابه من مس الجن. وقدمت فرقة رضا للفنون الشعبية تابلوه راقص بعنوان عروسة المولد استلهم منها الحرکة الراقصة علي أنغام الموسيقي الشعبية.. کما قدمت فرقة باليه أکاديمية الفنون باليه عروسة المولد تضع الراقصة يداها في وسطها تشير إلي حرکة رقص. ويعقب على ذلک عبد الغني النبوي الشال في بحثه المميز عروسة المولد الفائز بالجائزة الأولي للمجلس الأعلى للفنون والآداب.. هناک عرائس أخري في حياتنا من موروثاتنا الشعبية منها:
عروسة النيل: وهي کانت تعني عند المصريين القدماء إن النيل متى فاض فانه يدخل علي أرض مصر کما يدخل العريس علي عروسه.
عروسة البحر:عبارة عن فتاة جميلة القوام نصفها العلوي جسم إنسان ونصفها السفلي علي هيئة سمکة.. وترتبط هذه العروسة بالحکايات الشعبية والحواديت والأمثال الشعبية. " ([11])
عروسة الحسد: وهي خرافة شائعة.. وتتمثل في قص صورة إنسانية من الورق ثم يذکر اسم کل الناس التي من المحتمل أن يرتبط بهم الحسد ويثقبوا شکل العروسة بإبرة غشيمة أي ليس بها عين وأثناء التخريم يقال: رأيتک واسترأيتک من عين فلانة تروح عنک الشهرة والنفس ومن عين أمک وأبوک ومن عين اللي شافوک ولا صلوا علي النبي.. ثم يقال للطفل المحسود بص بص ثم توضع العروسة علي النار مع الشبة والفسوخة 7 مرات رمز لأيام الأسبوع المحتمل وقوع الحسد فيها.
عروسة خشب: يصنعها الفلاحون وتعلق علي أبواب منازلهم وعلي جدران الدوار اعتقادا منهم بأنها تحميهم من الحسد.
عروسة الزار: هي عروسة من القماش تحشي بالقطن وتزين أحسن زينة وتوضع وسط صينية کبيرة عليها المأکولات.. تمسک بهد المرأة أثناء رقصة الزار.
عروسة الجهاز: من العادات الشعبية الشائعة عند تجهيز جهاز العروسة وحياکة الملابس وتفصيل المراتب والأغطية وغيرها أن يصنع المنجد عروسة من قماش يهديها لأطفال المنزل وکأنه يدعو للطفلة بالزواج وتکون العروسة المصنوعة فأل حسن لفتيات البيت تعجل بعرسهن وتصبح بمثابة تميمة للأطفال.
عروسة القمح: وهي بشري أعياد القمح ويتم عمل عند أول ظهور السنابل حوالي شهر مارس تقريبا من کل عام.. وشکل هذه العروسة يشير إلي الإخصاب والعروسة مصدر الإخصاب کذلک ونجاح المحصول الجديد وتعلق عرائس السنابل علي الأبواب منعا للحسد. والمشاهد لحرکاتنا الفنية المعاصرة يلمس هذا الشغف الزائد في جميع
معارضنا الفنية. " ([12])
الفنانة سوسن عامر ( 1933 )
" وإذا کان الفن الشعبي، هو مصدر إلهام "سوسن عامر" ومفتاح تفسير لوحاتها، فهي تشترک في ذلک مع العديد من الفنانين الذين اتخذوا من هذا الفن أحد مصادر إلهامهم بما يحمله من أصالة وثراء، وصدق وحيوية متدفقة وتعبير مؤثر عن وجدان الضمير الجمعي للغالبية، حيث استمد الفن الشعبي عموماً رؤاه من تراکم خبرات ومهارات وقدرات علي مدي طويل، جاءت لتلبية احتياجات حياتية سواء سيکولوجية، ونفعية أو جمالية، وکما کانت الفنون الشعبية بزخمها مصدراً لإلهام الفنانين کنمط فني له کيان وسمات وأسلوب مميز، يرجع للفنانين التشکيليين والنقاد فضل الکشف عن معالم هذه الفنون وقيمتها الفنية، أما تجربة "سوسن عامر" الإبداعية فاتجهت إلي البحث عن روح الحکاية الشعبية الأسطورية، عندما نسجت من عناصر الطبيعة التي لها دلالات واضحة في التراث الشعبي لوحاتها، حيث نري الشجرة تتخلي عن وظيفتها في الطبيعة لصالح القيم التعبيرية والسرد، باعتبارها أيضاً حاضنة لحکايات البشر وأحلامهم، کما تري "سوسن عامر" في عروسة المولد التي اکتشفها الفنان الشعبي عنصراً درامياً أحاطتها بالطيور البيضاء، والنخيل المزدهر وهالة الزخارف التراثـية المحببة إلي النفس والتي تمثل تاريخاً طويلاً يحتضن رأس وجذع العروسة." ([13])
الفنان سيد عبد الرسول ( 1917 - 1995 )
" سيد عبد الرسول رموزه ومفرداته کانت من خلال تأمله للفنون الشعبية والاستلهام منها في مقتبل حياته الفنية.
- فإذا لاحظت الباحثة نظرة سيد عبد الرسول للأشکال المنبثقة من التراث الشعبي تجده قد اختصر واختزل الشکل إلى عناصره الأساسية وإعادة بناؤه من جديد .. بمدلول موضوعي يبرز ويظهر سماته الفنية ومضمون جوهره انه کان يربط الشکل بلغة التجريد ومن ثم يدخله إلى مجال المعقولية ولما کان هناک غياب للطبيعة بشکلها الواقعي نسبيا في مرحلة الفنان الأولى عندما رسم الشخوص بأزيائهم الشعبية وفى احتفالاتهم التقليدية الشهيرة ..
إلا أنه في مرحلة رسمه للأحصنة والفرسان .. ادخل بعض عناصر الطبيعة من أشجار ونباتات کمفردات مکملة لأشکال الأفراس العربية الأصيلة . " ([14])
" لذا لاحظت الباحثة أن الإيقاعات تتردد مع تعدد الزخارف وتنوع وحداتها وانسجام القيم اللونية وانسياب الخطوط بکل اتجاهاتها ومما زاد قيمة الإيقاعية في لوحاته الشعبية هو تکراره للأفراس بأشکالها المرسومة وحرکتها وتقابلهم مع بعضهم .
- وفى مرحلة سيد عبد الرسول الأخيرة أکد على حضور الطبيعة داخل الخير الفني وتسجيلها ورصد علاقاتها الجمالية بأسلوب شبه واقعي تتخلله تصوراته الفلسفية الشعبية للأشياء فمناظره الخلابة من المختزن داخل ذاکرته البصرية لا تشکل الطبيعة بصورتها الکلاسيکية بل تصور الواقع المرئي في إطار القيمة الجمالية المنبعثة من فلسفة الشکل واللون والخط . " ([15])
الفنان صلاح عبد الکريم ( 1925 – 1995 )
" من أهم الفنانين الذين اهتموا بالفن الشعبي في مصر ويتمثل ذلک في أعماله التي يشهدها التاريخ وبعض اللوحات التي يبدع فيها بالعمل المرکب وله العديد من اللوحات التي تستوحي النظر إليها ومن أهم أعماله عروسة المولد حيث صورها في عمل مرکب فهو فنان شعبي أصيل ترعرعت جذوره في الفيوم وحصل على دبلوم کلية الفنون الجميلة بالقاهرة 1948 ودبلوم المعهد التجريبي للسينما بروما 1958 . ويقول الناقد حسين بيکار " إذا ذکر أسم (صلاح عبد الکريم) تبادرت إلى الأذهان صورة أربعة فنانين يحملون نفس الاسم . فهناک صلاح عبد الکريم المصمم المزخرف، وصلاح عبد الکريم المصور ، وصلاح عبد الکريم المثال ، وصلاح عبد الکريم الخزاف ، فليس صلاح عبد الکريم سوى أربعة فنانين کبار مجتمعين في شخص واحد ، وإذا أردت أن نتحدث عن جانب من جوانب هذا الفنان - تحتار عن أي الجوانب تتحدث .. فکل جانب من جوانبه موهبة کاملة ، وعبقرية فذة ، ولا يمکنک في مجال المقارنة أن تفضل بحال من الأحوال صلاح المزخرف .. عن صلاح المثال أو المصور.. فهو کالجوهرة المتألقة لا يمکن النظر إليها من جانب واحد .ومن النادر أن ترى هذا الفنان غير منشغل بعمل جديد يضيفه إلى إنتاجه الضخم .. فهو في جميع ساعات النهار والليل يفکر، ويبتکر..ويندر أن تجد قبضته خالية من مشعل الأکسجين يعالج به قطع الحديد الخردة ، يجمعها ويلحمها ، ويبدع منها تحفاً رائعة، کل قطعة تحتل مکانها بدقة وعناية لتؤدى وظيفة تشکيلية معينة کل جزء في هذا الهيکل الکبير محسوب ومقدر ومنظم بروح ملهمه ، وعقل کبير". ([16])
الفنان عبد الغنى أبو العنين ( 1929 – 1998 )
" وتجلت مواهبه الفنية ، ووعيه الناضج في إصراره علي إعادة بناء الکلمة والخط والصورة، واستخدام الظل والنور بوعي سابق لأوانه، لخصه الشاعر الکبير أحمد عبد المعطي حجازي بقوله: «أبو العينين لا يرسم مصر.. ولکنه يبنيها من جديد». وفي بداية الستينيات، أسند الدکتور ثروت عکاشة، وزير الثقافة الأسبق، رئاسة مرکز التراث الشعبي، إلي عبد الغني أبو العينين، الذي قضي ثلاث سنوات في هذا المنصب، جاب خلالها مناطق النوبة والواحات وسيناء والصحراء الغربية والمدن الساحلية، وتمکن من جمع وتصنيف وتوثيق وتسجيل الأغاني والمواويل والأمثال والرقصات والأزياء ونمط العمارة الخاص بکل منطقة، وأنجز خلال هذه الفترة عشرات اللوحات ، فرسم عروسة المولد بعد أن أبهرته أضواءها من الورق المفضض وکذلک زيها الشعبي ، التي تعتبر ثروة قومية . وقد تفرغ أبو العينين، لتصميم الأزياء التاريخية، واقتضاه هذا العمل الشاق الرجوع إلي أمهات کتب التراث وزيارة المعابد والأماکن التراثية، وقضي الرجل وقتاً طويلاً ينسخ بريشته جدريات المعابد، ليتمکن من إعادة بناء أزياء وإکسسوارات وديکورات العصور التاريخية المختلفة للأعمال الدرامية في
التليفزيون والمسرح. "([17])
الفنان حسن راشد ( 1937 – 2008 )
" فنان تشکيلي أبدع في لوحاته حيث استخدم الضوء في لوحاته بألوانه المتعددة ونجد أن أعماله تميزت بتلقائية وتناسق وتألف في الألوان تنم عن عناصرها التشکيلية المتناسقة بإحساس الفنان الواعي باللوحة وعبر عن ذلک في رسمه لعروسة المولد حيث نجد أن العروسة صورها وکأنها في موقف إنساني معبر على خشبة مسرح الحياة."([18])
الفنان عفت حسنى ( 1942 )
" لوحات عفت حسنى ملاحم تشکيلية تمثل ذلک الواقع السحري الذي بدأ يتبلور في المدرسة التشکيلية المصرية مع الجيل الثاني ويتألق في أعمال الجيل الثالث في منتصف القرن الماضي .. وهى أعمال لا تقف فقط عند استلهام التراث الحضاري وإنما تعبر عن الواقع الشعبي بطقوسه ومعتقداته السحرية واحتفالاته الشعبية حيث يختلط العازف مع الراقصة مع الطير والحيوانات وکل الأشياء ، المتحرک والثابت، الواضح والغامض، ففي لوحاته زخم بشرى وللمرأة دور البطولة . إن لم تکن هي محور معظم أعماله فهي لوحات تستمد من داخلها کل مقوماتها التشکيلية من نور وظل وتسطيح وعمق .. يرسمها عفت حسنى بروح فنان معاصر متجاوزاً کل ما هو تقليدي ومتعارف عليه .. مقدماً رؤية إبداعية لأعماله تتطور من رحلة لأخرى بحيث يفاجئنا في کل معرض بما هو جديد ليسلط مزيداً من الضوء على عالمه المتميز .. ويؤکد مکانته کواحد من کبار مصوري الفن
المصري الحديث ".([19])
الفنانة تحية حليم ( 1919 – 2003 )
" فنانة تشکيلية مصرية متميزة مر فنها بعدة مراحل کان أبرزها تلک المرحلة التي زارت فيها بلاد النوبة حيث امتلأت کل أعمالها في هذه الفترة شکلا وموضوعا بخامات النوبة.
ولدت الفنانة التشکيلية تحية حليم في 9 سبتمبر 1919 لأب کان يعمل ضابطا في الجيش المصري. وتلقت تعليمها الابتدائي في مدرسة بنات الأشراف في العباسية، ولم تقطع من مرحلة التعليم الثانوي سوى سنتين تعلمت فيهما البيانو واللغة الفرنسية والرسم. ثم تکشفت موهبتها في فن الرسم وبدأت تتردد على المعارض، ثم تعلمت فن الرسم على يد يوسف طرابلسى السوري عام 1939ـ 1940، ومن 1941 ـ 1943 على يد الفنان اليوناني اليکو جيروم ثم حامد عبد الله من 1943 ـ 1945
حيث تعرفت من خلال دروسهما على المدارس الحديثة، ثم سافرت تحية حليم مع زوجها إلى باريس حيث التحقت بأکاديمية جوليان ثلاث سنوات من 1949 إلى 1951 تتلمذت خلالها على کبار الأساتذة الضالعين في فن التصوير کما ترددت على متاحف باريس ومعارضها ومراسمها وخالطت الجيل الجديد من الفنانين في فرنسا. بعد عودتها إلى مصر في 1951 أخذت من جهة تقيم المعارض الفردية وتشارک في المعارض الجماعية في مصر والخارج، واشتغلت بتدريس الرسم في مرسمها الخاص لمدة أربعة أشهر ابتداء من عام 1959 و 1960 ثم اتجهت للتدريس عام 1963 في المعهد العالي للتربية الفنية وحصلت على منحة التفرغ من (وزارة الثقافة) نحو خمسة عشر عاما بصفة متقطعة من 1960 إلى 1984. وقد استمرت في عرض أعمالها حتى نهاية (1984). فنجد أن فن تحية حليم قد مرت
بعدة مراحل :
1-مرحلة التکوين: وتمتد من 1941 إلى 1951، وهى المرحلة التي تتميز بالتلمذة على مختلف مدارس الفن التقليدية من الأکاديمية إلى التأثيرية إلى التعبيرية.
2-مرحلة الفلکلورية التعبيرية: وتمتد هذه المرحلة من 1952 إلى 1962 وقد تجلت فيها تأثير المدرسة التعبيرية."
3-مرحلة النوبة: وقد امتدت من 1962 ـ 1972 وکانت مرحلة الصفاء في فن تحية حليم، وقد بدأت هذه المرحلة بالزيارة التي قامت بها للنوبة عام 1962 مع بعثة الفنانين التشکيليين التي نظمتها وزارة الثقافة. فامتلأت کل أعمالها في هذه الفترة شکلا وموضوعا بخامات النوبة، واستجد في فنها مؤثران جديدان هما الفن المصري القديم بصفة أساسية والفن القبطي بصفة ثانوية، فجاءت أکثر لوحات هذه المرحلة بشيء بالفريسکات والرسوم الحائطية في المعابد الفرعونية، ومن لوحات هذه المرحلة لوحة ( فتاة من النوبة ) ، ولوحة ( طقوس الزواج في النوبة ) 1963." ([20])
فلاحظت الباحثة أن تحية حليم جعلت المرآة بطلة جميع لوحاتها والتي استمدت وحى المرآة من خلال تلک العروسة الموروثة من بيئتها الشعبية المصرية .
النتائج :
1-تعتبر عروسة المولد أحد العناصر الفنية والزخرفية الهامة في تاريخ الحرکة التشکيلية المصرية المعاصرة .
2-الاستفادة من نموذج عروسة المولد في العديد من الوسائط کالتصوير والجرافيک والنحت والرسم والعمل المرکب
3-طوال تاريخ الحرکة الفنية المصرية المعاصرة وهى تستقى من تراثها الشعبي أهم عناصره الفنية المرتبطة بالمجتمع من خلال أفراحه واحتفالاته الشعبية والقومية .
التوصية :
توصى الباحثة بزيادة دراسة مفهوم عنصر العروسة کعنصر فني شعبي له ارتباط مباشر بالعمارة والفنون خلال العصور التاريخية التي مرت على مصر منذ العصر الفرعوني حتى
العصر الحديث .
[1] عبد الغنى النبوي الشال : عروسة المولد ، دار الکاتب العربي للطباعة والنشر ، بالقاهرة ، 1967، ص128
[2] عبد الغنى النبوي الشال : نفس المرجع السابق ، ص 12
[4] حسين بيکار : لکل فنان قصة ، هلا للنشر والتوزيع ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، 1422 هـ ، 2002 م، ص237
[5] حسين بيکار : نفس المرجع السابق ، ص 238
[6] حسين بيکار : لکل فنان قصة ، هلا للنشر والتوزيع ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، 1422 هـ ، 2002 م، ص239
[7] حسين بيکار : لکل فنان قصة ، مطبوعات کتابي ، العدد 77 ، القاهرة ص209
[8] حسين بيکار : نفس المرجع السابق ص209
[9] عبد الغنى النبوي الشال : عروس المولد ، دار الکاتب العربي للطباعة والنشر ، القاهرة ، 1967، ص128
[10] http//new.sis.gov.eg/Ar/Story.aspx?s
[11] http://www.ahram.org.eg/Archive/1999/6/26/ARTS1.HTM
[16] www.fineart.gov.eg/Arb/CV/cv.asp?IDS=2051 -
[18] forums.fonon.net/showthread.php?t=7514&page=1
[19] international.daralhayat.com/internationalarticle/167054
)
مشاهدة على SCiNiTO