الذکاء الانفعالي وعلاقته بالتحصيل الدراسى وبعض المتغيرات النفسية لدى طالبات جامعه أم القرى

المؤلف

أستاذ الصحة النفسية والإرشاد النفسي المشارک کليه الآداب والعلوم الإدارية قسم: التربية وعلم النفس جامعة أم القري

المستخلص

ملخص الدراسة :
الذکاء الانفعالي وعلاقته بالتحصيل الدراسي و ببعض المتغيرات النفسيه لدى طالبات کليه التربيه بجامعه ام القرى
هدفت الدراسه الي التعرف العلاقه الارتباطيه بين الذکاء الانفعالي وکلا من المتغيرات النفسيه التاليه ( الغضب ، تقدير الذات ، الخجل وايضا التعرف علي الفروق بين المرتفعات والمنخفضات في الذکاء الانفعالي وکلا من التحصيل الدراسي ، الغضب، تقدير الذات ، الخجل .ولتحقق من ذلک تم اختيار عينه الدراسه من طالبات کليه التربيه جامعه ام القرى والبالغ عددهن (300) طالبه من التخصصات التاليه ( رياض الاطفال ، التربيه الاسريه ، اللغه العربيه والعلوم الاجتماعيه ، العلوم والرياضيات ، الدراسات الاسلاميه ) بالإضافة إلى عينة التقنين .
وقد استخدمت الباحثه الادوات التاليه مقياس الذکاء الوجداني من اعداد (فاروق عثمان و محمد عبد السميع ) ومقياس الغضب من اعداد (محمد السيد و فوقيه حسن ) ومقياس تقدير الذات من اعداد( الباحثه ) ومقياس الخجل من اعداد (حسين الدريني )
وقد اشارت النتائج من خلال المتوسطات الحسابيه والانحرافات المعياريه الي وجود ارتفاع نسبه الذکاء الانفعالي لدى طالبات الجامعه ،کما وجدت الدراسه فروقا ذات دلاله احصائيه بين المرتفعات والمنخفضات في الذکاء الانفعالي وکلا من التحصيل الدراسي والغضب وتقدير الذات و الخجل لصالح المرتفعات .

مقدمة الدراسة :

تعد تغيرات العصر المتلاحقة ثورة ، ودعوة في الوقت نفسه للبحث عن الذات في وعيها وسط هذا الزحام الهائل من ضغوط الحياة المادية ، والتي کان لها دورها في ضعف الوعي الذاتي أو البصيرة النفسية ، وانتشار التطرف الوجداني ، والأمية الوجدانية ، وضعف المهارات الأساسية للتعامل مع مجريات الحياة وارتفاع معدلات الجريمة في شتى صورها ، لدى کل الفئات العمرية ، ولذا فنحن في أمس الحاجة إلى التعليم الوجداني منذ المراحل الأولى للنمو ، لأن الإهمال في هذا النوع من التعليم قد يکون أکثر تدمير للعلاقات الذاتية والبين شخصية ، وما يترتب عليها من خلق جيل يعاني من القلق والتشتت ، واللامبالاة، والعدوانية ، والانسحاب من المواقف الحياتية ، هذا کله يمثل فاقداً في الکادر البشري بوصفه ثروة الأمم ، ومصدر قوتها ، وتقدمها .

وقد ظهر مفهوم الذکاء الوجداني کمدخل تفاعلي لتطوير العصر لانه من المفاهيم الحديثة نسبياً في التراث السيکولوجي ، إلا أنه هو القدرة على تقديم نواتج إيجابية في علاقة الفرد بنفسه و بالآخرين ، وذلک من خلال التعرف على انفعالات الفرد وانفعالات الآخرين ، والنواتج الإيجابية تشمل النجاح في الدراسة والعمل والحياة .

وقد حظي مفهوم الذکاء الوجداني في العقدين الآخرين بأهمية بالغة ، فقد تناولته کثير من الدراسات والأبحاث التربوية والنفسية والاجتماعية بالدراسة والبحث ، ويعتبر الکتاب الذي نشره Mayer & Salovey سنة 1995 بعنوان الخيال والمعرفة والشخصية أولى المحاولات العقلية للاهتمام بهذا المفهوم ، کما وقد أصدر دانيال جولمانDanial Golman(1995) کتابه الشهير (الذکاء الانفعالي) والذي أسهم في بلورة هذا المفهوم وانتشاره .

کما ويلاحظ في السنوات الأخيرة أنه لم يعد الاهتمام بالنظرة التقليدية التي تتناول موضوع الذکاء قاصراً على المنظور المعرفي فقط إذا وجد علماء النفس أهمية الجانب الوجداني للإنسان، نظراً لزيادة تأثير الوجدان في حياة الإنسان کما أنه لا ينفصل عن التفکير ومن ثم أصبح هناک اقتناع بعدم وجود الازدواجية بين العقل والوجدان فعند النظر إلى کتابات کلاً من سالوفي وماير Salavy & Mayer (1990).وجاردنرGardner (1983) نجد أنهم اتفقوا على أن الاختبارات التقليدية للذکاء لن تعطي صورة کاملة متکاملة عن سلوک الفرد ولا تمکننا هذه الاختبارات من التنبؤ بنجاح الفرد في المستقبل وفي حياته بصفة عامة.

حيث أننا قد نجد شخصاً نسبة ذکائه العقلي مرتفعة ولکنه غير ناجح في حياته وشخصاً أخر نسبة ذکائه متوسط ولکنه ناجح في حياته وقد نجد أشخاصاً متساون في نسبة الذکاء العقلي ولکن معدلات أدائهم غير متساوية ، کل هذا دفع علماء النفس إلى البحث عن عنصر أو مجال لم تتم دراسته أو يکون النظرية التقليدية قد تجاهلته وعن طريقه يمکن تفسير کل هذه التناقضات ألا وهو الذکاء الوجداني .

ومن ثم تبدو أهمية الذکاء الانفعالي خصوصاً وضمن في بداية الألفية الثالثة حيث نجد المجتمع يواجه العديد من المشکلات المتعلقة بالمجال السياسي والاجتماعي و الثقافي والاقتصادي . وليس هناک ثمة شک في أن الحلول لمعظم هذه المشکلات التي تسبب الضيق والقلق للمجتمع هو أن يمتلک الفرد ليس فقط للقدرات الفکرية المطورة بطريقة جيدة ، بل عليهم أيضاً أن يمتلکوا مهارات اجتماعية و وجدانية تتکامل مع المهارات الفکرية لحل هذه المشکلات الراهنة، ومن هنا يتضح أهمية المهارات بين الأشخاص والقدرة على الانسجام بينهم بفاعلية وقد ساهم کل هذا في الاهتمام بالذکاء الوجداني. ( Pfeiffer, Steven : 2001, 138- 142 )

إلا أنه يجب الاهتمام بالناحية الوجدانية والانفعالية للفرد على اعتبار أنها وسيلة من وسائل توافق الفرد مع المتغيرات المتلاحقة والمتصارعة التي تحيط به انطلاقاً من أن مشاعر الفرد و انفعالاته، من أهم المؤثرات في توجيه سلوکه بصفة عامة ،وطريقة تفکيره وإصداره للأحکام، واتخاذه للقرارات بصفة خاصة.

وفي هذا الصدد يؤکد محمود منسي (2002) أن التحديات التي يعيشها الإنسان والطبيعة الإنسانية متأثرة بالعواطف فمشاعرنا تؤثر على کل کبيرة وصغيرة في حياتنا أکثر من تأثير التفکير وذلک عندما يتعلق الأمر بمصائرنا وأفعالنا ، ويؤکد أيضاً على أن المشاعر ضرورية للتفکير والتفکير مهم للمشاعر، إذا تجاوزت المشاعر ذروة التوازن في هذه الحالة يتغلب العقل العاطفي على الموقف ويکتسح العقل المنطقي . ( محمود منسي : 2002 ، 346 – 348 ) . ولذا ، هناک اعتقاد بان الذکاء الانفعالى يجعلنا نتواصل مع الآخرين بسهولة ويسر.

ويشير فاروق السيد ومحمد عبد السميع ،(1998، 10) إلى أن مفهوم الذکاء الانفعالي يتضمن القدرة على الانتباه والادراک الجيد للانفعالات والمشاعر الذاتية وفهمها وصياغتها بوضوح وتنظيمها وفقاً لمراقبة وإدراک دقيق لانفعالات الآخرين ومشاعرهم للدخول في علاقات ايجابية تساعد الفرد على الرقي العقلي و الانفعالي والمهني وتعلم المزيد من المهارات الايجابية للحياة .

ولقد أوضح ستوک (1996) إن الوصول إلى قمة أداء الفرد ينبع من الاهتمام بالعوامل الداخلية والخارجية لدى الفرد ومن أبرز العوامل الداخلية هي القدرة الوجدانية ، لأن الوجدان يؤثر في طاقتنا البدنية والعقلية ، فعواطفنا معنا طوال الوقت ومن المستحيل أن نترکها عند الباب وفي الصباح ثم تأخذ تسترجعها عند العودة للمنزل .( عبد العظيم سليمان ، 2008).

وقد ذکر جولمان (Golman) ان لدى الفرد عقلين هما العقل الوجداني ، والعقل المنطقي وبينهما تنسيق رائع حيث أن المشاعر والأحاسيس ضرورية للتفکير ، والتفکير ضروري للمشاعر والأحاسيس ،کما وتؤثر الحالة الانفعالية على الحالة العقلية خاصة لدى المعلمين ، والتلاميذ ذوي درجات القلق والغضب والاکتئاب العالية ، لا يتعلمون بکفاءة ، فمن يقع فريسة لمثل هذه الحالات لا يستطيع استيعاب المعلومات بکفاءة ، ولا يستطيع الاستفادة منها ، وحين تهاجم الانفعالات الترکيز فإنها تعطل القدرة العقلية وخاصة الذاکرة العاملة ، وهي القدرة على استحضار المعلومات التي ترتبط بالمهمة التي يواجهها الفرد . Roberts, etal., 2002))

من جهة أخرى فمن الممکن أن يسهم الوجدان في ترشيد التفکير ، فالمزاج الإيجابي ينشط الإبداع وحل المشکلات ، کما أن المشاعر الإيجابية تساعد الفرد على تصنيف وتنظيم المعلومات . (عثمان الخضري ، 2002، 7)

    ومما لا شک فيه أن نجاح الفرد وتفوقه الأکاديمي يتوقف على عدة عوامل ثقافية واجتماعية وصحية ونفسية ، إلا أن الانفعالات تعتبر عاملاً رئيساً .

وقد أعطي (جولمان Golman) مجموعة من المهارات الانفعالية والاجتماعية التي تميز مرتفعي الذکاء الوجداني ، وتشمل : الوعي بالذات التحکم في الاندفاعات ، المثابرة ، الحماسة ، الدافعية الذاتية ، التقمص العاطفي ، واللياقة الاجتماعية ، کما أشار بأن انخفاض تلک المهارات الانفعالية والاجتماعية ليس في صالح تفکير الفرد أو نجاحه في تفاعلاته المهنية ، بالإضافة إلى ذلک يتسم الذکور ذوي الذکاء الوجداني المرتفع بانهم متوازنون اجتماعيا ، وصرحاء ومرحون ، ولا يميلون إلى الاستغراق في القلق ، ويتمتعون أيضاً بقدرة ملحوظة على الالتزام بالقضايا ، وبعلاقاتهم بالآخرين وتحمل المسئولية ، وهم أخلاقيون وتتسم حياتهم الانفعالية بالثراء فهي حياة مناسبة ، وهم راضون فيها عن أنفسهم وعن الآخرين وعن المجتمع الذي يعيشون فيه ، أما الإناث ذوات الذکاء الوجداني المرتفع فيتصفن بالحسم والتعبير عن مشاعرهن بصورة مباشرة، ويثقن في مشاعرهن ، وللحياة بالنسبة لهن معنى ، واجتماعيات غير متحفظات ، ويستطعن التکيف مع الضغوط النفسية ، ومن السهل توازنهن الاجتماعي ، وتکوين علاقات جديدة ( جولمان ،2002 : 71) .

وأشارت بعض الدراسات إلى أن الذکاء العام وحده لا يضمن نجاح الفرد، وتفوقه ، وإنما يحتاج الفرد إلى الذکاء الوجداني الذي يعد مفتاح النجاح في المجالات العلمية والعملية .

 وذکر ( جولمان Golman) أن الذکاء المعرفي يسهم على أعلى تقدير بنسبة (20%) فقط في نجاح الفرد في حياته ، بينما تسهم العوامل الأخرى واهمها الذکاء الوجداني بنسبة (80%) وأکدت ذلک نتائج دراسات قام بها کلا من: ماير وسالوفي (1990) ، جاردنر(1983) وستيرنبرج (1996) ، حيث اتضح أن الذکاء المعرفي يسهم بنسب تتأرجح ما بين ( 4% ، 10% ، 25% ) من تباين أداء الفرد ، بينما تعزى النسب المتبقية إلى عوامل انفعالية ( محسن عبد النبي ، 2001 : 131) .

کما أکدت بعضاً من الدراسات علي العلاقة بين الذکاء الانفعالي وبعض المتغيرات النفسية والشخصية، والنفس اجتماعية أمثال دراسة (محمد إبراهيم جودة ، 1999، عبد العظيم سليمان ، 2008 ، ودراسة عثمان محمود الخضري، 2002، ودراسة روبرتس و آخرون 2002Roberts, etal، ودراسة ليندلي lindley,2001 ، ودراسة محمد أنور فراج ، 2005 .

ويتضح لنا أهمية الذکاء الانفعالي في الحياة التعليمية والدراسية حيث يلعب دوراً مهم وفعال في تيسير ديناميات توليد الأفکار ، والموهبة ، والتفوق ، والإبداع ، والتکييف والتعلم الجيد بين و داخل المنظمات التربوية .

حيث يوکد الباحثون في مجال الذکاء الانفعالي على أهمية تغلغل مهارات الذکاء الانفعالي في المناهج التدريسية اليومية ، التي تساعد الطلبة على تطوير مهاراتهم لغايات تحقيق النجاح في الأداء الأکاديمي والحياة .

ولذلک يعني الذکاء الانفعالي بطبيعة الأفراد والجماعات والمجتمع برمته . ويمکن للفرد من خلال تنمية مهارات الذکاء الانفعالي؛ أن يضع علاقة بين انفعالاته وتفکيره من ناحية ، وبين تفکير الآخرين وانفعالاتهم من ناحية أخرى ، بحيث يجعل تلک العلاقة بمثابة الجسر الذي يؤدي به إلى الوصول إلى النجاح في المجالات المختلفة من الحياة ، ويؤدي بالتالي من ناحية أخرى إلى تقوية الذکاء الانفعالي لدى ذلک الفرد ، وهذه من اهم خصائص الذکاء الانفعالي ، ومصدر الفائدة من دمج موضوعات الذکاء الانفعالي في المنهاج التربوي.

وقد أکدت الدراسات والأبحاث العلمية في بداية علاقة الذکاء الوجداني بالتربية ، أن التعلم الذي يحرک مشاعر التلاميذ ويثير انفعالاتهم نحو التعلم هو اقوى انواع التعلم ، لآن الانفعالات تحتل مکانة الصدارة في الدماغ ، وتعمل على تنمية التفکير وتحفيزه ، وتساعد على التعلم الفعال ، لذلک يدعو بعض علماء النفس إلى إدماج الانفعالات في العملية التربوية .

ومع الإدراک المتزايد لأهمية دور الذکاء الانفعالي في التربية والتحصيل الدراسي ، فقد أصبح هناک اهتمام متزايد في الولايات المتحدة بتطوير ما يعرف بالبرامج ذات الأساس المدرسي لتطوير قدرات ومهارات الذکاء الانفعالي . ويقرر سالوفي وزملاؤه وجود أکثر من 300 برنامج من هذا النوع في الولايات المتحدة مع بداية القرن الواحد والعشرين . وهي برامج تتراوح أهدافها بين تغيير جانب خاص من جوانب السلوک وإحداث تعديل جذري في شخصية المتدرب . ومن أمثلة هذه البرامج ؛ برنامج يسمى علم الذات الذي تم تطويره في کاليفورنيا على يد ستون ماکون وزملائه في العام ( 1998). وهو برنامج مکون من 54 درساً تغطي 10 أهداف .ويهدف البرنامج بوجه عام على تشجيع الأطفال على التعرف على مشاعرهم واحتياجاتهم والحديث عنها ، وإلى تدريبهم على وضع أولويات لأهدافهم ، وعلى التعلم من الخبرات السالبة ، وبالتالي فإن برنامج علم الحياة يهدف إلى تطوير الشخصية بوجه عام . ومن ناحية أخرى ، فمن أمثلة البرامج ذات الأهداف الخاصة ، برنامج حل النزاعات إبداعياً الذي بدأه لانتيري وباتي عام (1996) بالمدارس العامة في مدينة نيويورک بالولايات المتحدة ، ويهدف إلى تدريب التلاميذ على الوعي بالبدائل المتاحة لحل النزاعات ، وعلى احترام الخلفية الثقافية للآخرين ، وعلى مقاومة التعصب. وبطبيعة الحال تحتاج هذه البرامج إلى العديد من الدراسات لتقييم نتائجها ومدى فعاليتها.

مما سبق يتضح أن توظيف مهارات الذکاء الانفعالي وبرامجه في المناهج والسياسات التعليمية ولهذا غدا منتشراً انتشاراً کبيراً في البلدان المتقدمة حيث أصبح المربون والمسؤولون في مجال التربية مقتنعين بأن العوامل الانفعالية تعلب دوراً أساسياً في النجاح المدرسي والجامعي وفي تطوير وتنمية أشکال التعلم . کما أکدت کثير من الدراسات أن الإبداع الإبتکاري يعتمد إلى حد ما على الخصائص الانفعالية ، مما يؤکد أهمية الذکاء الانفعالي في تفعيل عملية التعلم ، ومساعدة الطلبة على تحقيق ما ينشدونه من الانجاز الأکاديمي والإبداع المدرسي.

ويؤکد جون ماير وآخرين (Mayer etal., 200) أن الذکاء الوجداني متفرع من الذکاء الاجتماعي ، وهو وثيق الصلة بالذکاء الشخصي والمعالجات السريعة والإبداع الانفعالي وبالتالي فالشخص غير القادر على توصيل الأفکار إلى انفعالات ربما يکون غير عقلاني أو منطقي ، فالشخص الذي يسمع ما في الانفعالات من أفکار ربما يکون بارعاً في معالجة المشکلات الاجتماعية.

وفي هذا الصدد يرى أيضاً کل من سالوفي وماير أن الوجدان يمنح الفرد معلومات مهمة يتفاوت الأفراد فيما بينهم في القدرة على توليدها ، الوعي بها ، وتفسيرها والاستفادة منها والاستجابة لها من أجل أن يتوافقوا مع الموقف بشکل أکثر ذکاء. (عثمان حمود الخضرى : 2002، 14).

وتشير دراسة بيل Beall, E.(1990)إلى أن هناک فروقاً بين الذکور والإناث في التعبير عن انفعالاتهم وعواطفهم حيث تساءلت الدراسة عن کيفية التعبير عن الانفعال عند الذکور والإناث في ضوء المحيطين بهم ، وبعبارة أخرى حاولت هذه الدراسة فحص تأثيرات الحضور من الأشخاص على الذکور والإناث وما يتعلق بالتعبير عن الانفعال في حضور المجربين حيث تکونت عينة الدراسة من 33 من الإناث ، و 34 من الذکور من طلاب الجامعة ، بحيث طلبوا منهم أن يعطوا معلومات شخصية ، غير شخصية عنهم ، حيث تضمنت المعلومات غير الشخصية ( المکانة الاجتماعية والاقتصادية – منطقة سکنية ، مؤهلات تربوية )، وتضمنت المعلومات الشخصية الأشياء التي تؤثر فيهم وهي (تجربة عاطفية – حزن – سعادة – إحساس عاطفي بالآخرين ) حيث أظهرت نتائج الدراسة أن الذکور أعطوا تعبيراً أکثراً للانفعال في حضور المجربين ، وجدت الدراسة أيضاَ أن الإناث يعبرون عن انفعالاتهم ولکن بشکل فردي في عدم وجود جمهور ، وأن الذکور يعبرون عن انفعالاتهم بشکل أکبر أمام الجمهور ، ربما يعود ذلک إلى حالة الفرد ( سعادة – حزن ) أو لمکانته الاجتماعية. (Beall, E:1990, 11)

فعلى سبيل المثال تشير دراسة ليتواک وآخرون (2001)Lutwak etal بعنوان الشعور بالحزن والذنب وعلاقتهم بالتوقعات الإيجابية للمستقبل وتعبير الغضب حيث کانت العينة تتکون من ( 174طالبة ، 91 طالباً ) وجدت الدراسة أن هناک اختلافات هامة بين الجنسين فقد وجدت الدراسة أن هناک ميلاً إلى الحزن والذنب لدى الإناث ، وان لدى الذکور ميلاً للشعور بالذنب أکثر من الإناث وهذا الميل يتعلق بالتوقعات السلبية للنجاح في المستقبل . (Lutwak et al : 2001, 641- 653)

وفي ثقافتنا من المتوقع أن يکون هذا سبباً منطقيا لتفسير انفعال الغضب لدى الذکور عن الإناث في مجتمعنا لأن الذکور مسئولون في المقام الأول عن البحث عن وظيفة ذات عائد اقتصادي مناسب ، تکوين أسرة – الخ عکس الفتاة في ثقافتنا حيث يرى الکثير منهن أن دخولهن الجامعة يعتبر أمراً يرضى طموحاتهن کخريجات جامعة لا يتحملن أعباء مثل الذکور .

ومما تقدم ترى الباحثة أن حالة الفرد الانفعالية سواء حزن أو فرح أو غضب أو سوء تقدير للذات أو مشاعر خجل تؤثر في مسار حياته و أسلوبه في الحياة . فعلى سبيل المثال نجد أن الإنسان عندما يفشل في عمل ما يشعر بالحزن والأسى ، ونجد أن هذه الحالة الانفعالية وهي مشاعر الحزن تجعله يعيد تقييم أسلوب حياته ويتأمل من بين البدائل المتاحة ويضع إستراتيجية جديدة له ، بمعنى أن هذه الحالة الانفعالية غير السارة جعلت الفرد يرشد ويوجهه تفکيره من جديد، وعلى العکس من ذلک نجد أن الحالة الانفعالية السارة تجعل الفرد أکثر انفتاحاً على الحياة ، ويفکر بطريقة حتماً غير تقليدية و إبداعية ، ويسعى لتکوين علاقات اجتماعية بل وتعميقها عن ذى قبل ويشعر بمدى ثقة بنفسه وبمن حوله .

وهذا معناه أن مشاعر الغضب لدى الفرد وسوء تقديره لذاته تؤثر تأثيراً کبيراً في طريقة تناوله ومعالجته للأمور خصوصاً في هذه المرحلة العمرية الحرجة التي سيتم تناولها في إطار الدراسة الحالية وهي مرحلة المراهقة ودخول الجامعة على اعتبار أن الطالبات في السنة الدراسية الأولى من الحياة الجامعية يعيشون حالة مراهقة متأخرة ، حيث تجد الطالبة نفسها في مرحلة بحث عن الهوية واثبات الذات و الانفتاح على الحياة الجامعية بطريقة قد تکون في بداية الأمر غير عقلانية حيث تتسم بغموض الرؤية وعدم إدراک الأمور بطريقة متکاملة .

والغضب استجابة انفعالية تثيرها إهانة أو تهديداً في شئون المرء ، تتميز بتقطيب الوجه و احمراره ، وبردود فعل ملحوظة من جانب الجهاز العصبي المستقبل ،وبهجومات حادة صريحة أو خفية . ( کمال دسوقي : 1988 ، 99) .

ويؤکد الإطار النظرى المرتبط بالذکاء الإنفعالى ومتغيرات الشخصية أن الغضب الحاد والمستمر في حياة الفرد له انعکاسات سيئة على ذاته وعلى التعبير عن انفعالاته نحو المواقف التي يتعرض لها في حياته اليومية ، ونحو الأشخاص الذين يتعامل معهم ، ويکون له نتائج سلبية على کثير من متغيرات حياة الفرد الاجتماعية ومنها المهارات الاجتماعية المختلفة ، وربما يکون التعبير عن الغضب أو التصريح به عاملاً رئيسياً في تخفيف آثاره السلبية في حياة الفرد النفسية والاجتماعية.

وتشير الدراسات إلى أن هناک اختلافات بين طلاب وطالبات الجامعة في التعبير عن مشاعر الغضب حيث کان الطلاب أکثر تعبيراً عن انفعال الغضب، وأکثر غضباً من الطالبات ، وقد أظهرت دراسة (على عبدالسلام على ، 2001 ، 50 – 96) أن الذکور کانوا أکثر غضباً ، وأکثر تعبيراً عن مشاعر الغضب من الإناث . وبالتالي هل يکون للذکاء الوجداني دور في التخفيف من حدة الآثار السلبية للغضب ، بمعنى أن الطالبات الذين يتمتعون بدرجة عالية من الذکاء الوجداني هل تکون تفاعلاتهم الاجتماعية إيجابية بمعنى أن تکون تعبيراتهم الانفعالية إيجابية وليست عرضة للنقد الشديد ، وأن يتوافقوا مع الظروف المحيطة بهم والمستقبل الدراسي فضلاً عن المستقبل المهني الذي ينتظرهم وهذا ما تحاول الباحثة تناوله ومناقشته من خلال ما يسفر البحث عنه من نتائج .

کما يتضح لنا أن للذکاء الوجداني قدرة يعبر عنها المرء من خلال مجموعة من المهارات التي تدفع المرء لصياغة أهدافه الخاصة بعيدة المدى في ضوء تقديره لذاته وإمکاناته الحالية ويدرک ذاتة بشکل مختلف يسهل عليه تقديرها وتحقيقها ويبذل قصار الجهد في مواجهة الفشل ويجعل تقديره وحکمه على الأمور التي يواجهها تکون شخصية ومزوده بالعديد من الخبرات الانفعالية التي تجعله يتجنب الخجل في مواقف لا يتطلب التفاعل فيها أي نوع من الخجل حيث أشارت دراسة ليندلي (lindleey,2001) إلى وجود علاقة دالة بين الذکاء الوجداني وسمات الشخصية الانبساطية العصابية ، کفاية الذات وتقدير الذات ، التفاؤل ووجهة الضبط والقدرة على التکييف .

وبالتالي هل يکون للذکاء الوجداني علاقه بين کلا من الغضب، تقدير الذات و الخجل .

ويتضح لنا من العرض السابق أن مجالات الذکاء الوجداني مازالت في حاجة إلى دراسة بعض المتغيرات الأخرى التي يحاول البحث الحالي الکشف عنها خاصة ( الغضب ،وتقدير الذات، والخجل ) حيث يعتقد أن لهذه المتغيرات دوراً بارزاً في تحديد مفهوم الذکاء الوجداني حيث تتبلور مشکلة البحث الحالي في الکشف عن العلاقه بين بعض المتغيرات الانفعالية : الغضب ، تقدير الذات ، الخجل ) في ضوء متغير الذکاء الوجداني ( مرتفعي و منخفضي ) لدى طالبات جامعة أم القرى .

وذلک لندرة الدراسات العربية و ألاجنبية التي تناولت تلک المتغيرات (الغضب وتقدير الذات والخجل والتحصيل الدراسي) في ضوء مستويات الذکاء الوجداني .

وسوف يحاول البحث الحالي الإجابة عن التساؤل الرئيسي التالي :

ما علاقة الذکاء الوجداني بالتحصيل الدراسي وبعض المتغيرات النفسية .وسوف يتفرع منه مجموعة من التساؤلات الفرعية التالية :

1 -ما مستوى درجات الذکاء الوجداني عند طالبات الجامعة.

2 -ما مستوى درجات الغضب عند طالبات الجامعة.

3 -ما مستوى درجات تقدير الذات عند طالبات الجامعة .

4 -ما مستوى درجات الخجل عند طالبات الجامعة .

5 -هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الذکاء الوجداني تعزى (لمتغيرالتحصيل الدراسي) .

6-هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في الذکاء الوجداني تعزى لمتغير الغضب (مرتفع / منخفض) .

7-هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية فى الذکاء الوجدانى تعزى لمتغير تقدير الذات (مرتفع / منخفض) .

8-هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية فى الذکاء الوجدانى تعزى لمتغير الخجل (مرتفع / منخفض) .

مشکلة البحث :

أن الذکاء الوجداني يجعل المرء يشعر بمدى تحکمه في مشاعره وتصرفاته أمام الآخرين فهو الذي يواجهه تلک الانفعالات حيث تکون القرارات صائبة وتشعره بالحافز على البقاء متفائلاً سعيداً يستطيع مواجهه أي مشکلات سواء کانت في العمل أو مع الأفراد المحيطين في الأسرة. کما أن الذکاء الوجداني هو المستوى الأول في تکوين علاقات ناجحة منسجمة يستطيع المرء من خلالها أيضاً معرفة مشاعر المحيطين من حوله عن طريق ما يمتلکه من قدرات تساعده على النجاح في الحياة ، والتأثير الإيجابي في الآخرين .

وهذا يؤکد على الاهتمام بمحيط البيئة داخل الجامعة وجعلها ايجابية بحيث تتمتع الطالبة بعلاقة طيبة مع أساتذتها وأخذ أرائهن في موضوعات المنهج الدراسي وإتاحة الفرصة للأنشطة الکافية للتعبير عن ميولهن، وترسيخ مفهوم الصداقة الصحيح والحوار الديمقراطي الجماعي .الاعتماد على النفس ،وتعليمهن کيفية بقاء الثقة بالذات ،وأيضاً مهارة إدارة الغضب وکيفية تحمله والتصرف أثناء مواجهه المواقف المغضبة وکيفية التعامل معها بکل ثقة بالنفس وعدم الشعور بالخجل في المواقف الجماعية . وهذه جميعها من مکونات الذکاء الوجداني.

 ويؤکد أيضاً ايلسون Ellison (1996) على ضرورة الاهتمام بضرورة تطوير البحث في مجال الذکاء الوجداني وأدوات قياسه حيث يشير إلى أن الأوضاع المتعلقة في مؤسساتنا التعليمية تزيد من اهتمامنا بالذکاء الوجداني .بالإضافة إلى ذلک فإن روس ريسمان Rose Reissuman (1999) أشار إلى أهمية دور الذکاء الوجداني في نجاح الفرد واستغلاله لوقته وتحديد أهدافه حيث تکون لديه مهارة الإدراک الذاتي .

ومن خلال عمل الباحثة في المجال الأکاديمي لاحظت الکثير من المشکلات على الطالبات خاصة عدم تمتعهن بمستويات من الذکاء الوجداني في تعاملاتهن مع المواقف ،ويستخدمن سلوکيات اندفاعية وأحياناً يکون في مواقف سلبية کالخجل والتهرب من مواجهة المواقف، وعدم قدرتهن على تسيير أمور حياتهن بطريقة يشعرن فيها بالسعادة ، والإقبال على الحياة بصورة ايجابية ولا يستخدمن أي ميکانزمات دفاعية للتغلب على أزمات الحياة .لذلک فأنه لا بد أن يحتوي المنهج الدراسي على مهارة ضبط النفس وتقوية الثقة بالنفس وهما من قواعد الذکاء الوجداني .

حيث أشارت دراسة هنلى وآخرون ( 1999) إلى أن الأشخاص الذين لا يستطيعون السيطرة على انفعالاتهم هم في حاجة إلى تطوير ذکاءهم الوجداني، وذلک لأنهم يفتقدون إلى التعاطف مع الآخرين وهم عدوانين ويشعرون بدرجة قليلة من الذکاء الوجداني. على العکس نجد الطلاب ذوي الذکاء الوجداني المرتفع يستخدمون مهارات ضبط الذات عندما يواجهون بموقف يستدعي القلــق (Henly, Martin and long, Nicholas J., 1999, 224) .

وهذا ما دفع الباحثة إلى الاهتمام بدراسة انفعال الغضب وعلاقته بالذکاء الوجداني حيث أن انفعال الغضب في حد ذاته يمثل موضوعاً خصباً من الموضوعات الحديثة والمعاصرة على المستوى النظري والواقعي .حيث أکد ذلک الاهتمام ما أشارت إليه بعض الدراسات من أن الطلاب المراهقين ذوي الدرجات المرتفعة في الذکاء الوجداني کانوا ذوي قدرة أفضل في تحديد النجاح والتصرف والتحکم في انفعالاتهم في المواقف المختلفة .(عن: عصام زيدان وکمال الإمام : 2002) .

وترى الباحثة أن الطالبات ذوات الذکاء الوجداني المرتفع هم أکثر نجاحاُ في حياتهم حيث أنهم أکثر قدرة على التعاطف مع المواقف ولديهم المهارات الفائقة على الاتصال والتفاعل مع الآخرين ، وأيضاً لديهم قدرة عالية على تحمل المسئولية وعدم الشعور بالخجل وتقديرهم لذويهم وللآخرين يکون مرتفعاً جداً .وأن هناک بعض المتعلمين متدني مستوى تحصيلهم بالرغم من قدرتهم العالية على الأداء بسبب الشک في ذواتهم وعدم ثقتهم بمشاعر الآخرين .تنقصهم بعض المهارات الاجتماعية ،ولديهم احساس بضعف تقديريهم لذواتهم، وبالتالي يکونوا من ذوات الذکاء المنخفض بسبب عدم قدرتهم على مواجهه الأمور.

 وتؤکد دراسة فوقية محمد راضي (2001) أن الضعف الوجداني يزيد من حدة تعرض الفرد للمخاطر النفسية کالقلق، والاکتئاب، والوحدة النفسية .وفى مقالة جون ماير John Mayer (1999) بعنوان (المفتاح أو الطريق إلى انفعالاتنا أو مشاعرنا) Key to our emotions وجد أن الذکاء الوجداني هو الطريق أو مفتاح النجاح في مجالات الحياة المدرسية ، والعمل ، والعلاقات الاجتماعية، ويقول أيضاً أن المفهوم يحتاج منا إلى نتعلم حوله الکثير ، ويقول أيضاً أن الذکاء الوجداني مجموعة من القدرات العقلية تساعدک على التعرف على فهم مشاعرک الخاصة ، ومشاعر الآخرين ، وأيضاً يرشدک والذکاء الوجداني إلى تنظيم مشاعرک الذاتية ، الذکاء الوجداني . له جانبان :

الأول : جانب تفهم الانفعال Understanding emotion ،والثانى : تفکير إبداعي وأفکار .Creative thought and Ideas (Mayer, J., 1999,20) .

فضلاً عن أن مهارات الذکاء الوجداني يجب أن تتکامل مع مهارات الذکاء المعرفي لخلق التفوق في الأداء ، وکلما زادت صعوبة العمل الذي يؤديه الفرد زادت أهمية الذکاء الوجداني للنجاح فيه ، حيث أن أي قصور في هذه القدرات يمکن أن يعوق استخدام الفرد للمهارات العقلية التي يمتلکها .فالاتجاه الذي نحتاجه للوصول إلى النجاح يبدأ بالقوة العقلية، ولکن الإنسان يحتاج إلى الکفاءة الوجدانية أيضاً .لکي يتمکن من الاستفادة من قدراته على الوجه الأکمل ، فالسبب في العجز عن الاستفادة بقدراتنا العقلية والمعرفية إلى الحد الأقصى هو غياب الکفاءة الوجدانية .( سحرفاروق عبدالمجيد علام ، 2001) . وبالتالي فإنه ربما تتأثر کل من انفعالات الغضب وتقدير الذات والخجل بالذکاء الوجداني للفرد، وهذا ما ستحاول الباحثة دراسته وتفسيره ، ذلک لأن الذکاء الوجداني يحقق للفرد نوع من التوافق والتکيف مع التغيرات البيئية والدراسية، فضلاً عن تحقيقه لمستوى معين من الاتزان الانفعالي للفرد .

أهداف البحث :

يهدف البحث الحالي إلى محاولة التعرف على العلاقه بين الذکاء الوجداني وکل من انفعال الغضب ،وتقدير الذات، والخجل والتحصيل الدراسي لدى عينة من طالبات کلية التربية جامعة أم القرى) .

کما تهدف الدراسة إلى التعرف على الفروق بين ذوي الذکاء الوجداني المرتفع وذوي الذکاء الوجدانى المنخفض في المتغيرات النفسية موضع الدراسة (الغضب، تقدير الذات ، الخجل ، التحصيل الدراسي) .

أهمية البحث :

تکمن أهمية البحث النظرية انطلاقاً من أن الذکاء الوجدانـي لـه تأثيراته المختلفة على الشخصية بکل جوانبها. فنجد أن الشخص الذي يتمتع بذکاء وجداني مرتفع نجده يتخلص من کل مشاعر الحزن والقلق ويتخطى کل المشکلات النفسية على المدى البعيد حيث أنهم يدرکون انفعالاتهم، ويعرفون کيف يواجهوها .على العکس من الشخص الذي يتمتع بذکاء وجداني منخفض فهو أقل تقديراً لذاته حيث يشعر بالخجل والوحدة ،وأنه مکروه من قبل الآخرين ،ويکون أکثر عرضة للمشاکل النفسية – السلوکية خاصة ومن هم في سن المراهقة .

لذلک فإن البحث يستمد أهميته في محاولة الکشف عن الفروق في بعض المتغيرات النفسية ( الغضب – تقدير الذات – الخجل ) بين الطالبات مرتفعي ومنخفضي الذکاء الوجداني حيث تبين للباحثة من خلال مراجعتها للنتائج لبعض البحوث الامبريقية قلة البحوث التي تناولت بعض المتغيرات الانفعالية في علاقتها بالذکاء الوجداني .

ومن ثم سوف تکون الدراسة الحالية ذو أهمية نظرية لأنها ستسفر عن نتائج علمية توضح خصائص الفرد الذي يتسم بذکاء وجداني مرتفع، وعليه فإن البحث الحالي يعد إضافة علمية في مجال البحث العلمي النفسي خاصة في مجتمعنا المحلي .

کما تسهم هذه الدراسة في الخروج بإعداد البرامج الإرشادية والدورات التدريبية للطالبات والتي تهدف إلى تحسين بعضاً من المتغيرات النفسية التي تساعدهم على تنمية الذکاء الوجداني لديهن .

کما تفيد القائمين في المجال التربوي والنفسي للوصول إلى طرق وأساليب جديدة مستخلصة من عالم الذکاء الوجداني تساعد على إرساء قواعد وأسس متينة لتکييف الإنسان داخل بيئته الاجتماعية . وتجعله قادراً على تحمل ضغوط الحياة اليومية خاصة مع تطور الأمراض والأزمات النفسية .

کما تسهم تلک الدراسة في توضيح مفهوم الذکاء الوجداني في الحياة التعليمية والدراسية بشکل خاص، وأنه له دور مهم وفعال في تيسير ديناميات توليد الأفکار والموهبة والتفوق والإبداع ، والتکيف والتعلم الجيد داخل المنظمات التربوية وذلک من خلال العلاقات القوية بين أعضاء هيئة التدريس وطالباتهم وأيضاً من خلال الدورات والبرامج التدريبية .

ومن خلال الذکاء الوجداني نستطيع بناء ذات الإنسان وشخصه ومساعدته على حل وعلاج الأزمات النفسية التي يمر بها ، ووضع أسس متينة لحياة اجتماعية ونفسية صحيحة وسليمة، من خلال مکوناته وهي : ( مهارة الوعي بالذات ، مهارة إدارة الذات ، مهارة تحفيز الذات ، مهارة التعاطف ، ومهارة إدارة العلاقات مع الآخرين " التفاعل الاجتماعي "والنجاح الأکاديمي ).

مصطلحات البحث والاطار النظري :

أولاً : الذکاء الوجداني ( الانفعالي)EMOTIONAL intelligence   

أ - نشأته و تطويره وتعريفه :

لقد بحث علماء نفس الذکاء الانفعالي بمراجعة مفاهيم قديمة مرتبطة به مثل المهارات الاجتماعية ، الکفاءة بين الأشخاص ، النضج النفسي ، الوعي الانفعالي ،وذلک قبل ظهور مصطلح الذکاء الانفعالي وکان ما يعرف بالنمو الاجتماعي والتعليم الاجتماعي الانفعالي والذکاء الشخصي يهدف إلى زيادة مستوى الکفاءة أو القدرة الاجتماعية الانفعالية . (Goleman,1995,262) .

أما جاردنر (Gardner, 1999) فقد أکد في سلسلة دراساته المتعددة على رفض النظرة الأحادية للذکاء وتبني فکرة الذکاء المتعدد والتي يندرج تحتها الذکاء الانفعالي .

حيث ترجع أصول الذکاء الانفعالي إلى القرن الثامن عشر حيث کانت النظرة إلى العقل والحياة النفسية للفرد تنقسم إلى ثلاثة أقسام هي :

1 -المعرفة (Cognition) : وتشمل وظائف الذاکرة والتفکير ومختلف العمليات المعرفية .

2 -العاطفة والوجدان (Affect) : وتشمل على الانفعالات والنواحي المزاجية ومختلف المشاعر مثل الفرح والسرور والغضب والإحباط والخوف .

3 -الدافعية (Motivation): وتشمل على الدوافع البيولوجية والمکتسبة والغايات والأهداف التي يسعى الفرد إلى تحقيقها .

ويؤکد فاروق السيد ومحمد عبد السميع (1998، 4) على أن هناک نوعاً من التکامل بين المعرفة والانفعال فيحدث نوعاً من التکامل بينهما نتيجة للتفاعل التبادلي المشترک بين الانفعال والتفکير.

ولقد تعددت تعريفات الذکاء الانفعالي على انه قدرات أو مهارات أو سمات شخصية فنذکر على سبيل المثال لا الحصر :

عّرف ماير و سالوفي(Mayer, J., 2001 ) الذکاء الانفعالي بأنه نوع من الذکاء الاجتماعي الذي يتضمن القدرة على توجيه مشاعر الفرد والآخرين والتميز بينهما واستخدام المعلومات لتوجيه تفکير وسلوکيات الفرد. في حين عرفه جولمان (Goleman,1995,271) : بأنه "مجموعة من المهارات الاجتماعية التي يتمتع بها الفرد واللازمة للنجاح في التفاعلات المهنية وفي مواقف الحياة المختلفة.

وأيضاً هو قدرتنا على معرفة مشاعرنا ومشاعر الآخرين وعلى تحقيق ذواتنا ، وإدارة انفعالاتنا وعلاقاتنا مع الآخرين بشکل فاعل .

کما ذکر فاروق السيد عثمان ومحمد عبد السميع (2001 ، 174 ) بأنه القدرة على الانتباه والإدراک الجيد للانفعالات والمشاعر الذاتية وفهمها وصياغتها بوضوح وتنظيمها وفقاً ؛ لمراقبة وإدراک دقيق لانفعالات الآخرين ومشاعرهم ؛ للدخول معهم في علاقات انفعالية و اجتماعية ايجابية تساعد الفرد على الرقي العقلي والانفعالي والمهني وتعليم المزيد من المهارات الايجابية للحياة .

وسوف تتبني الباحثة تعريف فاروق السيد عثمان ومحمد عبد السميع في الدراسة الحالية، ويعرف اجرائيا بأنة مجموع الدرجات اللاتي تحصلن عليها الطالبات للمقياس المستخدم في الدراسة .

ب - مکونات الذکاء الوجداني .

اتفقت الأبحاث والدراسات على أن الذکاء الوجداني يتکون من عدة أبعاد تتشابه فيما بينهما في المفهوم والدلالة فقد ذکر ماير وسالوفي أن الذکاء الانفعالي يتکون من أربعة أبعاد هي (Mayer, 2001):

1 -إدراک الانفعالات : وهي القدرة على تعرف الفرد على انفعالات الوجوه والتصميمات والموسيقا.

2 -قياس واستخدام الانفعال : وذلک بهدف تحسين التفکير بمعنى توظيف الانفعالات.

3 -فهم الانفعالات : ويعني التصرف على الانفعالات والتفکير المنطقي .

4 -تنظيم الانفعالات : أي إدارة وتوجيه الانفعالات .

أما جولمان فقد قسم الذکاء الانفعالي إلى خمسة عوامل هي (Goleman, 1999, 15):

1-الوعي بالذات : ويتضمن معرفة الفرد لحالته المزاجية بحيث يکون لديه ثراء في حياته الانفعالية ورؤية واضحة لانفعالاته.

2-إدارة الانفعالات : ويعنى قدرة الفرد على تحمل الانفعالات العاصفة وألا يکون عبداً لها ، أي يشعر بأنه سيد نفسه . وهذا يمثل دالة على الکفائة في تناول أمور الحياة (تنظيم الذات ) .

3-دافعية الذات ( حفز الذات ): بمعنى أن الذکاء الانفعالي يؤثر بقوة وعمق في کافة القدرات الأخرى إيجاباً أو سلباً، لأن حالة الفرد الانفعالية تؤثر على قدراته العقلية و أدائه بشکل عام .

4-التعاطف : يقصد به معرفة وإدراک مشاعر الغير مما يؤدي إلى التناعم الوجداني مع الآخرين .

5-المهارت الاجتماعية : ويقصد بها التعامل الجيد والفعال مع الآخرين بناءً على فهم ومعرفة مشاعرهم.

أما بارون (Bar- on, 1996) فقد قسم مکونات الذکاء الانفعالي إلى سبعة أبعاد هي :

البعد الشخصي ، بعد تکوين العلاقات مع الآخرين ، التکيف ، التحکم في الضغوط ، المزاج العام ، الانطباع الإيجابي ، والدرجة الکلية .

وقدم ديلوکس وهيجز (Dulewicz & Higgs, 1999) تقسيماً لمکونات الذکاء الانفعالي يتکون من خمسة عوامل هي :

-الوعي بالذات : معرفة الفرد لمشاعره واستخدامها في اتخاذ قرارات واثقة .

-تنظيم الذات : إدارة الفرد لانفعالاته بشکل يساعده ولا يعوقه والقدرة على تأجيل أشياع الحاجات.

-حفز الذات : استخدام الفرد لقيمه وتفضيلاته العميقة ، لأجل تحفيز ذاته وتوجيهها لتحقيق أهدافها .

-التعاطف : الإحساس بمشاعر الآخرين والقدرة على فهمها وعلى إدارة نزعات وانفعالات الآخرين .

-المهارات الاجتماعية : قدرة الفرد على قراءة وإدارة انفعالات الآخرين من خلال علاقاته معهم وإظهار الحب والاهتمام بهم واستخدام مهارات الإقناع والتفاوض وبناء الثقة وتکوين شبکة علاقات ناجحة والعمل في فريق بصورة إيجابية فاعلة .

کما ذکر ليفنسون (Levinson, 1999,103) أن الذکاء الانفعالي يشتمل على الأبعاد التالية :

1-الإدراک الانفعالي : أي القدرة على معرفة الانفعالات التي نشعر بها مع توضيح العلاقة بين مشاعرنا وما نفکر فيه وما نفعله وما نقوله .

2-التحکم في المشاعر: وتعني إدارة المشاعر المندفعة ، والتفکير الواضح .

3 -الثقة والضمير الحي : أي المحافظة على التکامل وتحمل المسئولية للأداء الشخصي.

4-فهم الآخرين : أي الحساسية لمشاعرهم وانفعالاتهم وآرائهم والأخذ بها مع الاهتمام النشط تجاههم .

5 -الحساسية لاحتياجات نمو الآخرين ومساندتهم مع تدعيم قدراتهم .

وتوصل فاروق السيد عثمان ومحمد عبد السميع (1998، 10-11) إلى أن الذکاء الانفعالي يتکون من خمسة أبعاد هي :

1-المعرفة الانفعالية : القدرة على الانتباه والإدراک الجيد للانفعالات والمشاعر الذاتية وحسن التميز بينهما مع الوعي بالعلاقة بين الأفکار والمشاعر الذاتية والأحداث الخارجية .

2-إدارة الانفعالات : القدرة على التحکم في الانفعالات السلبية وکسب الوقت للتحکم فيها وتحويلها إلى انفعالات إيجابية ، مع ممارسة مهارات الحياة الاجتماعية والمهنية بفاعلية .

3-تنظيم الانفعالات : القدرة على تنظيم الانفعالات والمشاعر وتوجيهها إلى تحقيق الإنجاز والتفوق واستعمال المشاعر والانفعالات في صنع أفضل القرارات ، وفهم کيف يتفاعل الآخرون بانفعالات مختلفة ، وکيف تتحول الانفعالات من مرحلة إلى أخرى؟.

4-التعاطف : القدرة على إدراک انفعالات الآخرين والتوحد معهم انفعالياً مع فهم مشاعرهم وانفعالاتهم والتناغم معهم .

5-التواصل : التأثير الإيجابي القوي في الآخرين ومتى تتبعهم وتساندهم والتصرف معهم بطريقة لائقة .

وقد قدم محمد جودة (1999 ، 53-143) تقسيماً لمکونات الذکاء الانفعالي احتوى على سبعة أبعاد هي : الوعي بالذات ، مدى التحکم الذاتي في الانفعالات ، الدافعية ويقظة الضمير وحفز الذات ، التعامل مع الآخرين ، الوضوح و إفشاء الذات و الاعتراف بالواقع ، وهذه الأبعاد تجمع ما بين القدرات والسمات الشخصية.

کما عرفه ( عبد العظيم سليمان ، 2008) علي انة قدرة الفرد علي الانتباة والادراک الصادق لانفعالاتة ومشاعرة الذاتية وانفعالالت ومشاعر الاخرين والوعي بها وفهمها وتقديرها بدقة ووضوح وضبطها و تنظيميها والتحکم فيها ، وتوجيهها واستخدام المعرفة الانفعالية وتوظيفها ، لزيادة الدافعية وتحسين مهارات التواصل الانفعالي والاجتماعي مع الاخرين ، وتطوير العلاقات الايجابية التي تکفل للفرد والاخرين تحقيق النجاح في شتي جوانب حياتهم .

وبناء علي ما سبق تتفق التعريفات السابقة علي أن الذکاء الانفعالي يؤکد علي النقاط التالية :

1 -إدراک الفرد لمشاعره ووعيه بها و فهمه لها .

2 -إدراک الفرد لمشاعر الآخرين ووعيه بها وتقديرها وتفهمها .

3 -تنظيم الانفعالات والمشاعر وضبطها والتحکم فيها وتوجيهها لدى الفرد والآخرين .

4 -توظيف الانفعالات واستخدام المعرفة الانفعالية لزيادة الدافعية وتحسين المهارات وتطوير السلوکيات الايجابية.

5 - تحسين المهارات الاجتماعية وزيادة التفاعل والاتصال مع الآخرين من أجل حياة مليئة بالرضا والنجاح .

الذکاء الانفعالي من  منظور ديني :

لقد اهتم ديننا الإسلامي الحنيف بالفرد المسلم من جميع جوانب حياته العقلية ،والعاطفية ،والاجتماعية والإنسانية، والجسدية ، حيث أولى المشاعر والعواطف اهتماماً بالغاً ، حيث تضمنت النصوص الشرعية منظومة متنوعة للانفعالات والعواطف والحث على الاتصاف بالايجابية منها مع التحذير من مغبة الانسياق وراء العواطف السلبية. (سعاد سعيد، 2008)

ولقد أشار القران الخالد من قبل أربعة عشر قرناً إلى کيفية التحکم في العواطف وإدارتها حيث قال الله تعالى ] وَالْکَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ [ (آل عمران/134) .

وعن ابي هريرة رضي الله عنه أن رجلا قال للنبي صلى الله عليه وسلم أوصني : قال : (لا تغضب ) فردداً مراراً قال: (لا تغضب)" (أخرجه البخاري 1407، حديث رقم 6116 ، باب الحذر من الغضب : 1314)

فقد نهانا عليه السلام من الغضب لما له من عواطف وآثار وخيمة عل الفرد حيث يؤدي إلى اضطرابات التفکير وإلى کثير من الأمراض النفسية والعقلية، فالغضب وعدم القدرة على ضبط الانفعالات من أکثر العواطف ضرراً على القلب ، ولعل هذا يفهم من قوله تعالى :{ قل موتوا بغيظکم}، فکان الغيظ يؤدي إلى الموت بشکل أو بآخر. (مأمون مبيض ، 2003)

إن کل الرسل و الأنبياء کانوا على قدر کبير من الذکاء العاطفي فقد کان عليه الصلاة والسلام أقدر الناس على ضبط نفسه يوم الفتح حيث کان ذلک الحدث شاهد عليه صلى الله عليه وسلم . حيث قال " ما تظنون إني فاعل بکم ؟ " قالوا: خيراً . قال : " اذهبوا فأنتم الطلقاء ".

وقد أدمى أهل الطائف قدميه الشريفتين فيأتيه ملک الجبال يقول : " يا محمد , إن الله قد سمع قول قومک لک , وأنا ملَک الجبال وقد بعثني ربي إليک لتأمرني بأمرک , فما شئتَ؟ إن شئت أطْبَقْتُ عليهم الأخشبين " فيتجلى صورة الذکاء العاطفي بأجمل صورها بقوله صلاة والسلام : بل أرجو أن يُخرِجَ الله من أصلابهم مَنْ يعبد الله وحده لا يُشرک به شيئا " ( السفاريني ، 2006)

إن مثل تلک المواقف النبوية تعبر عن ذکائه العاطفي مما اکسبه صلى الله عليه وسلم محبه قلوب من حوله ، قال تعالى ] فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ کُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِکَ [ (آل عمران / 159) .

إن ديننا الإسلامي ملئ بالأمثلة التي تدل على اهتمامه البالغ بالعواطف حيث دعى إلي التعبير عنها لما لها من أهميه بالغة في نشر الود والتراحم والتعاطف بين الناس فقد محى رسول الله صلى الله عليه وسلم الأمية العاطفية .

إن القرآن الکريم يطالبنا دوماً بمحاولة فهم عواطف الآخرين ، قال تعالى ] قالَ إِنِّي لَيَحْزُنُنِي أَن تَذْهَبُوا بِهِ وَأَخَافُ أَن يَأْکُلَهُ الذِّئْبُ وَأَنتُمْ عَنْهُ غَافِلُونَ [ (يوسف / 13) .

 کما أن هناک العديد من الأحاديث الشريفة التي يتضح من خلالها الذکاء الانفعالي ومنها حديث وابصه بن معبد رضي الله عنه ، قال : أتيت رسول الله صلي الله عليه وسلم ، فقال : ( جئت تسأل عن البر ؟ ) قلت : نعم ؛ فقال : (استفت قلبک ؛ البر ما اطمأنت إليه النفس واطمأن إليه القلب ، والإثم ما حاک في النفس وتردد في الصدر ، وإن أفتاک الناس وأفتوک) .( أخرجه احمد ، 4/ 228، والدارمي 2/ 246 في سنديهما)

حيث يشير هذا الحديث إلى أنه عليه الصلاة و السلام يوضح أن القلب يجيب عن الأسئلة بالمعلومات التي يمتلکها،وان لم تکن هذه المعلومات الموجودة لدى القلب حکيمة، ما کان عليه السلام أمر وابصه بالأحتکام إليها في معرفة البر من غيره . وهذا هو الذکاء الانفعالي التي تحدثت عنه النماذج المختلفة .

ومن قصص الأنبياء صلوات الله عليهم والمنقولة عن سيدنا سليمان عليه السلام – عن نبينا محمد صل الله عليه وسلم أنه قال " خرجت امرأتان ومعهما صبيّان, فعدا الذئب على أحدهما, فأخذ ولدها فأخذتا تختصمان في الصبي الباقي, فاختصمتا إلى داود عليه السلام, فقضى به للکبرى منهما, فمرّتا على سليمان عليه السلام, فقال ما أمرکما؟ فقصّتا القصّة.فقال: ائتوني بالسکين أشق الغلام بينکما. فقالت الصغرى: أتشقه؟ قال: نعم. قالت: لا تفعل, حظي منه لها. فقال: هو ابنک. فقضى به لها.

حيث يتضح من هذه القصة أن سيدنا سليمان عليه السلام – أدرک عاطفة الأمومة يسر تفکيره ففکر أن يشق الطفل نصفين ، وهو متأکد من أن أم الطفل لن ترض بذلک ،لأن عاطفة الأمومة ستمنعها من أن تضر طفلها ، أما عن الأم فإن ادراکها لحب طفلها يسر تفکيرها بأن تقبل أن يعيش مع أم غيرها على أن يضره وهذا هو التکامل بين العاطفة والتفکير .( أمال النمرى ، 2006)

 حيث يدعو ديننا الحنيف إلى هذا التکامل لأن الله سبحانه وتعالى سلح الإنسان بسلاح العقل، کما سلحه بسلاح العواطف التي لا تقل مکانه وأهمية عنه ، لان حياة الفرد تتکون بما يملکه من العقل والعواطف ولا تستطيع العيش أو الانسجام في الحياة بدونهما. لأن الإنسان مهما امتلأ بالمعارف، والعلوم لا يستطيع العيش بحب وهناء وود وخلو من الاضطرابات والمشاکل النفسية، بدون هذا التناسق والانسجام بين العقل، والعاطفة لکي يحي حياة متوازنة ومتکاملة تساعده عل مواجهة تلک التغيرات .

ثانياً : الغضب ANGRR

يعد الغضب انفعالي أولي يؤدي إلى تهديد للسواء النفسي للکائن البشري ، وقد أخذ اهتماماً واسع النطاق في السنوات الأخيرة ، فالإنسان حين يشتد غضبه يفقد رشده وصوابه ويصبح وحشاً في الأرض لا يدري ما يفعله ، ويظن انه يظهر بمظهر محترم لذاته، وهو اعتداء على الآخر نتائجه سيئة وأليمة .( محمد السيد عبد الرحمن وفوقية عبد الحميد ، 1998).

لذلک حث الإسلام على عدم الاستسلام للغضب، واعتبر أن الشخص الذي يستطيع التحکم في غضبه وضبط نفسه من عداد المتقين ، قال تعالى : ]وَالْکَاظِمِينَ الْغَيْظَ وَالْعَافِينَ عَنِ النَّاسِ وَاللّهُ يُحِبُّ الْمُحْسِنِينَ [ (آل عمران/134)

يعد انفعال الغضب من الانفعالات الأولية التي تصف المشاعر الناتجة عن وعي الشخص بنفسه وتفاعله مع الاخرين ، وربما لاتکون المشکله في الغضب ذاته بقدر ما تکون قي الاثار المترتبه عليه.

وهناک اتفاق على أن الغضب المعتدل له وظائف نفسية مثل تحقيق الاتزان النفسي بعد تفريغ طاقة الغضب، والتعويض عن نقص اعتبار الذات عندما يسترد الفرد ثقته بنفسه، و يتخلص من الرواسب المکبوتة ، وله وظائف اجتماعية عندما يکون وسيلة للدفاع عن القيم وتحقيق الانضباط و التعبير عن الآراء .

وفي المقابل نجد أن الغضب الشديد يعوق النمو الطبيعي للفرد في کل من المعرفة ، والوجدان ، والخبرة ، باعتبارها أبعاداً لنمو الشخصية ، کما انه يؤدي إلى فقد الرشد والسيطرة , وبالتالي لا يدرک الشخص ما يفعله والنتيجة تکوين مفهوم ذات سلبي يؤدي إلى تفکک الروابط الشخصية المتبادلة ، ويؤدي إلى الشعور بعدم احترام الفرد لنفسه وعدم احترام الآخرين له. (محمد سعفان،2001)

ويعرف سبيلبيرجر (SpelBerGer etal., 1983) الغضب کحالة بانه " حالة عاطفية تترکب من أحاسيس ذاتية تتضمن التوتر والانزعاج والإثارة والغيظ .

 أما سمة الغضب : وتعرف بعدد المرات التي يشعر فيها المفحوص بحاله الغضب في وقت محدد، والشخص مرتفع سمة الغضب يمل للاستجابة لکل الواقف او غالبيتها بالغضب.

کما يعرف کمال دسوقي (1988) الغضب بأنه استجابة انفعاليه حادة يثيرها من عدة مواقف تنبيه ، منها التهديد بالعدوان الظاهر، والتقيد والهجوم الکلامي ، او خيبة الأمل، والإحباط ،ويتميز بردود فعل قوية في الجهاز العصبي المستقل .

والغضب في سن المراهقة ومرحلة الشباب يشبه الغضب في المراحل الأولى من العمر، ولکن يختلف في نوع التنبيه الذي يثيره فالمراهق يعبر عن غضبه حينما يؤنب ، أو ينتقد أو عندما يکرر له النصح والموعظة ،او عندما يستمر إشعاره بأنه طفل أو إذا تعدى الوالدان والإخوة على ما هو ملک خاص له, ومن أهم مصادر غضب المراهق , الأشخاص الذين يتمرکز غضبه فيهم مثل: الوالدين , الإخوة , المعلمون الموضوعات والعادات والتقاليد , القوانين الاجتماعية والأنظمة , والعوامل النفسية مثل : الغيرة والحسد والإحساس بالفشل والشعور بالذنب أو الشعور بالقلق والفقدان الثقة بالنفس وفقدان تقديرها . (يوسف ميخائيل , 1978 )

من العوامل التي تجعل المراهقين والشباب أکثر عرضة للغضب (محمد أحمد سعفان ، 2001) :

1 - الميل العام أو الحالة المزاجية للشخص لکن يکون أکثر غضباً .

2 - اختلاف العادات والتقاليد من بيئة إلى أخرى .

3 - درجة التحرر أو المحافظة .

4 - اختلاف البيئة المهنية .

5 - توجيهه انفعال الحب نحو شخص دون توفر معلومات کافية ودون التدرج في توجيهه الانفعال ، فيترتب عليه رد فعل سلبي غير متوقع من جانب آخر ، وينطبق على الذين يحبون من أول نظرة أو يکونون صداقة من موقف واحد .

6 - الکراهية الشديدة الفجائية لشخص بدون توفر معلومات کافية .

7 - الضغوط البيئية .

8 - طريقة تفسير الفرد و تأويله للأحداث هي التي تؤدي إلى التوافق أو اللاتوافق ، فإذا اعتمد الفرد على الأفکار الانهزامية أو المشوهة أو غير المنطقية ، مثل التمسک بفکرة دون توفر المعلومات و الأدلة .

9 - افتقاد الشخص للمعاني في حياته أو فشله في تحديد معنى الحياة وکذلک عدم وعيه بأن إنسان يستطيع تحقيق الکثير من أهدافه مع تحمل الصعاب ومواجهه الفشل وتحقيق النجاح کل هذه السلبيات من شانها أن تزيد من الشعور بالغضب .

ثالثاً : تقدير الذات SELF- ESTEEM

لقد استخدم مفهوم الذات للتعبير عن مفهوم افتراضي شامل يتضمن جميع الأفکار والمشاعر لدى الفرد ويشمل معتقداته وقيمه وقناعاته ، کما يشمل خبراته السابقة وطموحاته المستقبلية .ومفهوم الذات بصفة عامة هو إدراکات الفرد عن نفسه ، وهذه الادرکات يتم تشکيلها من خلال خبراته، وتفسيراته للبيئة التي يعيش فيها، وبتقيمات الآخرين في حياته .

ويعرف (کوبر سميث ،,1981 Cooper Smith ) تقدير الذات : بأنه تقييم يضعه الفرد لنفسه ،وبنفسه ويعمل على المحافظة عليه . ويتضمن اتجاهات الفرد الايجابية أو السلبية نحو ذاته ، کما يوضح مدى اعتقاد الفرد بأنه قادر وهام وناجح وکفء .

کما أشار (ايزنک وويلسن ) إلى أن تقدير الذات هو ميل الفرد إلى امتلاک قدر کبير من الثقة بالنفس ، والثقة في قدرته وشعوره بأنه کائن انساني مفيد، واعتزازه بنفسه ،وله قيمة ،وهو أيضاً محبوب من الآخرين ،وعلى درجة کبيرة من الکفاءة .( هشام الخولي ،2002) .

ويرى محمود عطا حسين ( 1993: 270) أن تقدير الذات الايجابي يعني تطوير مشاعر ايجابية نحو الذات ، حيث يشعر الفرد بأهمية نفسه واحترامه لها ، ويشعر بأنه متقبل من الآخرين ، وله ثقة بنفسه بالآخرين ، ويشعر بالکفاءة فلا ييأس أو ينسحب عند الفشل ، وعلى العکس من ذلک ذو التقدير السلبي للذات لا يرون قيمة لأنفسهم ولا يشعرون بمشاعر التقبل من الآخرين مما ينمي لديهم مشاعر الوحدة والاکتئاب ويشعرن بالعجز والفشل في انجازاتهم .

ويعرف علاء الدين الکفافي (1989 : 310) تقدير الذات بأنه نظرة الفرد الايجابية إلى نفسه ، بمعنى أن ينظر إلى ذاته نظرة تتضمن الثقة بالنفس بدرجة کافية ، کما يتضمن إحساس الفرد بکفاءته وجدارته واستعداده لتقبل الخبرات الجديدة .

کما تعرف الباحثة تقدير الذات بأنه :"حُسن تقدير الفرد لذاته وشعوره بجدارته وکفاءته ، کما أنه إحساس بالنجاح والقيمة في الحياة وتجنب الرفض والنبذ وعدم الاستحسان إلى أنه يتضمن احترام الذات والاحترام والتقدير من الآخرين .

 

رابعاً : الخجل SHYNESS

يعتبر الخجل من المشکلات التي تؤثر على حياة الفرد وتعوقه عن أداء دوره الاجتماعي في الحياة ، کما يترتب عليه الخوف من الآخرين، وعدم القدرة على مواجهتهم، وعدم الثقة بالنفس ،ويؤدي أيضاً إلى عدم القدرة على التفاعل مع المحيطين به والشعور بالوحدة وعدم السعادة . ويعرف( حسين الدريني، 1981) الخجل بأنه الميل إلى تجنب التفاعل الاجتماعي ، مع المشارکة في المواقف الاجتماعية بصورة غير مناسبة . وترى( مايسة النيال ومدحت أبو زيد،1999) بأن الخجل يدفع صاحبه إلى الهروب والانسحاب ، وتفادي أي موقف اجتماعي مثيراً أو غير مثير.

وهناک العديد من مظاهر الخجل الفسيولوجية کما أکدت دراسة ( السيد إبراهيم السمادوني ، 1994) تظهر على الشخص الخجول ومنها إفراز العرق، والارتعاش ،وشحوبه الوجه، وجفاف الحلق، وارتفاع ضغط الدم . وأيضاً مظاهر معرفية منها على سبيل المثال لا الحصر التثبت أثناء الحديث والبطء في المناقشة وقلة الترکيز ، وتداخل الأفکار، واضطرابات التفکير .

أنواع الخجل :

لقد أوضح العديد من العلماء أمثال( بيلکونز و زيمباردو، piconis, 1997 وأيزنک وأيزنک، (Eysenck, H., & Eysemck, S., 1969 ، وعبدالعزيز النغشسي،1422 هـ ، وحسان المالح 1993) نوعين من الخجل :

الأول : خجل عام : يعاني صاحبه من عيوب في أداء المهارات أثناء الاستجابة في المواقف الاجتماعية .

الثاني : خجل خاص : يتعلق بالعلاقات الشخصية الحميمة ،ويطلق عليه الاستحياء، ويتميز صاحبة بالشعور الذاتي بعدم ارتياح ، وبالاستثارة الداخلية وبالقلق ، وبالحساسية الذائدة للذات، وبالخوف من التقييم السلبي .

وأيضاً يوجد :

- الخجل الاجتماعي الانطوائي : ويميل صاحبه للعزلة ولکن مع القدرة على العمل بکفاءة ونجاح مع الجماعة في حالة الضرورة .

- الخجل الاجتماعي العصابي : ويتميز صاحبه بالقلق الناتج عن الشعور بالدونية .

الدراسات السابقة :

1 - دراسة بادول ( 1984 ، Padwal) وتهدف تلک الدراسة إلى معرفة العلاقة الارتباطية بين مفهوم الذات ، والذکاء والقلق ، والمثابرة الأکاديمية والتحصيل . وتکونت عينة الدراسة من (85) طالباً وقد أسفرت نتائجها عن عدم وجود ارتباط دال بين مفهوم الذات والذکاء ، بينما توجد علاقة سلبية دالة بين کل من قلق الاختيار والقلق العام وبين مفهوم الذات إضافة إلى وجود علاقة ايجابية دالة بين مفهوم الذات والتحصيل الأکاديمي والذکاء .

2 - دراسة أوب (1993Opp,) هدفت إلى الکشف عن العلاقة بين الذکاء وتقدير الذات والتحصيل الطلابي . وقد أسفرت نتائجها عن وجود علاقة دالة إحصائياً بين تقدير الذات والذکاء وعدم وجود علاقة بين الذکاء والتحصيل الدراسي .

3 - دراسة فاروق عثمان ومحمد عبد السميع (1998) هدفت إلى إعداد وتقين

مقياس الذکاء الانفعالي وتحديد أبعاده وعوامله. وقد تم تطبيقها على عينة قوامها (136) طالباُ وطالبة .. وقد أظهرت نتائجها أن الذکاء الانفعالي يتکون من خمسة عوامل هي: إدارة الانفعالات ، التعاطف ، تنظيم الانفعالات ، المعرفة الانفعالية ، والتواصل الاجتماعي .

4 -دراسة إسماعيل بدر (2002) هدفت إلى معرفة العلاقة بين الوالديه الحنونة سواء أکانت الأمومة أم الأبوة کما يدرکها الأبناء والذکاء الانفعالي ، کما هدفت إلى تصميم استبانه للوالديه الحنونة في البيئة العربية ، وقد کان حجم العينة ( 327 ) طالباً وطالبة من طلبة الثانوية العامة . وقد أسفرت نتائجها عن وجود علاقة ارتباطيه موجبة دالة بين الوالدية الحنونة کما يدرکها الأبناء والذکاء الانفعالي لديهم ، وجود فروق دالة إحصائياً بين متوسط درجات الذکور ومتوسط درجات الإناث في بعد الدافعية الذاتية لصالح الذکور. کما أظهرت النتائج وجود فروق دالة إحصائياً من بعد التواصل مع الآخرين في اختبار الذکاء الانفعالي لصالح الإناث ،في حين لم يتضح وجود فروق ذات دلاله إحصائياً بين متوسط درجات الذکور ودرجات الإناث في أبعاد الوعي بالذات ، التحکم في الانفعالات ، التفهم ، والعطف على مقياس الذکاء الانفعالي .

5 -دراسة لاماننا (Lamanna, 2002 ) والتي تهدف إلى التعرف على العلاقة بين الذکاء الوجداني وبين وجهة الضبط والاکتئاب لدى مجموعة من النساء يبلغ عددهن (155) امراءة ، وقد أظهرت نتائجها وجود علاقة موجبة بين الذکاء الوجداني ووجهة الضبط الداخلية ، بينما توجد علاقة سالبة بين الذکاء الوجداني ووجهة الضبط الخارجية والاکتئاب .

6 - دراسة عبد العال عجوة (2002) والتي تهدف إلى التعرف على العلاقـة الارتباطيه بين الذکاء الوجداني وکل من الذکاء المعرفي والعمر والتحصيل الدراسي والتوافق النفسي وتکونت عينة الدراسة من (64) طالباً و (194) طالبة وکانت من نتائجها عدم وجود علاقة دالة إحصائياً بين الذکاء الوجداني وکل من الذکاء المعرفي والتحصيل الدراسي ، في حين کشفت النتائج عن وجود علاقة دالة إحصائياً بين الذکاء الوجداني والتوافق الدراسي . وأيضاً کشفت الدراسة عن عدم وجود فروق بين التخصصات العلمية والأدبية على مقاييس الذکاء الوجداني الثلاثة .

7 - دراسة رشا موسى وسهام الحطاب (2003) والتي تهدف إلى الکشف عن الفروق من بعض المتغيرات النفسية (الخصائص الابتکارية وتقدير الذات، والخجل بين الأفراد مرتفعي ومنخفضي الذکاء الوجداني من الجنسين ، وقد أسفرت نتائج الدراسة عن وجود أثر ذو دلاله إحصائية عند مستوى 0.01 لمتغير الذکاء الوجداني (مرتفع ، منخفض) من الخصائص الابتکارية ، کما أظهرت النتائج وجود أثر دال لمتغير الجنس في الخصائص الإبتکارية .

8 - دراسة براکت وآخرون (Brackett, 2004) هدفت التعرف على العلاقة الارتباطية بين الذکاء العاطفي والتقدير الذاتي والسلوک اليومي، طبقت على عينة مکونه من (330) طالباً جامعياً، واستخدمت اختبارالذکاء العاطفي بأبعاده المختلفة ومقياس سمات الشخصية الکبرى، واختبار لقياس التقدير الذاتي ، والقدرة الأکاديمية ،وقد أسفرت نتائج الدراسة إلى وجود فروق ذات دلالة إحصائياً بين مجموعتي الذکور والإناث في الذکاء العاطفي، والتقدير الذاتي للسلوکيات اليومية لصالح الإناث .

9 -دراسة خولة البلوي (2004) هدفت إلى التعرف على العلاقة بين الذکاء العاطفي والتوافق النفسي والمهارات الاجتماعية . وتکونت عينة الدراسة من (290) طالبة بمدينه تبوک . وقد أسفرت نتائجها عن وجود علاقة موجبة دالة إحصائياً بين الذکاء العاطفي والتوافق النفسي والمهارات الاجتماعيه .

10-دراسة دراجو(Drago,2004 ) هدفت إلى الکشف عن العلاقة الارتباطية بين الذکاء الانفعالي والدافعية للإنجاز الأکاديمي ، کما هدفت إلى الکشف عن امکانية التنبؤ للانجاز الأکاديمي للطالب على اختبار (GPA) حيث أشارت النتائج إلى وجود ارتباط دال بين الذکاء الانفعالي والإنجاز الأکاديمي .

11-دراسة فارنهام (Furnham, 2006) حيث هدفت إلى التعرف على العلاقة الارتباطية بين الذکاء الوجداني والسعادة ، وتکونت عينة الدراسة من (11) طالباً و (77) طالبة وقد أظهرت نتائجها وجود علاقة ارتباطية سالبة بين العصاب والسعادة ، ووجود علاقة ارتباطية بين القدرة المعرفية وکل من السعادة والذکاء الوجداني .في حين أظهرت النتائج أيضاً وجود ارتباط موجب بين الانبساط والسعادة وکذلک وجود علاقة بين الذکاء الوجداني والسعادة .

تعقيب :

من خلال العرض السابق لنتائج بعض الدراسات السابقة العربية والأجنبية تبين أن هناک بُحوثا تناولت الذکاء الوجداني بصفة عامة وعلاقته ببعض المتغيرات الأخرى مثل الوالديه الحنونة ،والذکاء العام، والتوافق النفسي ، والانجاز الأکاديمي ، والضغوط النفسية، ومرکز التحکم، والسعادة . في نفس الوقت وجدت الباحثة ندرة في البحوث التي تناولت علاقة تقدير الذات والغضب بالذکاء الانفعالي .

کما لم تجد الباحثة أي دراسة تناولت متغير الغضب والخجل والذکاء الانفعالي، مما يدل على ندرة البحوث السابقة في هذا المجال، ونظرا لذلک حاولت الباحثه في هذه الدراسة الکشف عن العلاقة الارتباطية بين الذکاء الانفعالي وکلاً من الغضب ، وتقدير الذات، والخجل والتحصيل الدراسى لدى عينة من طالبات الجامعة .کما أن جميع الدراسات أجريت في مجتمع وثقافة غير ثقافتنا العربية مما يترتب عليه إجراء مثل تلک الدراسة واعطائها مزيداً من الاهميه والبحث .

 

فروض الدراسة :

1 - ينص الفرض على أنه " توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات الطالبات مرتفعات ومنخفضات التحصيل الدراسى على مقياس الذکاء الانفعالى لصالح الطالبات مرتفعات التحصيل الدراسى.

2 - ينص الفرض على أنه. " توجد علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائيا بين درجات الطالبات على مقياس الذکاء الانفعالى ودرجاتهن على مقياس الغضب ".

3 - ينص الفرض على أنه " توجد علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائيا بين درجات الطالبات على مقياس الذکاء الانفعالى ودرجاتهن على مقياس الخجل ."

4 - ينص الفرض على أنه " توجد علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائيا بين درجات الطالبات على مقياس الذکاء الانفعالى ودرجاتهن على مقياس تقدير الذات . "

5 - ينص الفرض على أنه " توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات الطالبات مرتفعات ومنخفضات الغضب على مقياس الذکاء الانفعالى لصالح الطالبات منخفضات الغضب" .

6 - ينص الفرض على أنه " توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات الطالبات مرتفعات ومنخفضات الخجل على مقياس الذکاء الانفعالى لصالح الطالبات منخفضات الخجل "

7 - ينص الفرض على أنه " توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات الطالبات مرتفعات ومنخفضات تقدير الذات على مقياس الذکاء الانفعالى لصالح الطالبات مرتفعات تقدير الذات

إجراءات البحث :

استخدمت الباحثة المنهج الوصفي الارتباطي لدراسة المتغيرات.

عينة البحث :

تم تطبيق الدراسة على عينة قوامها (300) من الفرقة الاولي الي الرابعة لکلية التربية للبنات بجامعة أم القرى لجميع التخصصات ، وقد بلغ أعمارهن ما بين 19 – 22 عاماً .

أدوات البحث :

استخدمت الباحثة الأدوات التالية لقياس العلاقات بين متغيرات الدراسة وهي :

أولاً : مقياس الذکاء الانفعالي

لقد تعددت المقاييس النفسية لقياس الذکاء الانفعالي وذلک باستخدامات مختلفة،

فقد کشفت دراسة سالوفي وزملاؤه (1995) عن استخدام مقياس الذکاء للسمات المزاجية حيث يقيس درجة الاهتمام التي يعبرها الأفراد عن مشاعرهم وخبراتهم وکيفية تخلصهم من الحالات المزاجية السالبة . في حين أن مقياس تابيا (1998) فحص الخصائص السيکومتريه لقائمة الذکاء الوجداني، وکذلک بعض المقاييس لقياس الذکاء باختبار اوتيس لينون للقدرة المدرسية

وقد قامت الباحثة بالاطلاع على العديد من تلک المقاييس أمثال مقياس صفاء الأعسر(2000) ومقياس فاروق عثمان ومحمد عبد السميع (1998) للذکاء الوجداني ويتکون من (5) أبعاد و (58) عبارة ومقياس محمد محمود سليمان وعبدالفتاح مطر (2002) للذکاء الوجداني ويتکون من أربع أبعاد بمعدل (90) عبارة وأيضاً مقياس الذکاء الانفعالي متعدد العوامل والذي صححه ماير وزملاؤه وقام بترجمته کفافي والدواش (2006). وأيضاَ التقدير الذاتي للذکاء العاطفي والذي تم التحقق من کفاءتها السيکومترية في العديد من الدراسات. وأيضاً الاطلاع على مقياس للذکاء الانفعالي اعداد (عصام زيدان وکمال الإمام ، 2006) واشتمل على ( 5 ) أبعاد ومن (60) عبارة وقد تم حساب ثبات وصدق جميع المقاييس .

وبناء على ما سبق عرضه فإن الباحثة قامت باختيار مقياس الذکاء الوجداني إعداد فاروق عثمان ومحمد عبد السميع المکون من خمسة أبعاد وهي إدارة الانفعالات ، التعاطف ، تنظيم الانفعالات ، المعرفة الانفعالية ، التواصل الاجتماعي ويتکون من (58) عبارة وقد قامت الباحثة بحساب الخصائص السيکومتريه من الصدق والثبات وکانت على النحو التالي :

- حساب الخصائص السيکومتريه لعينة الدراسة :

قامت الباحثة بتقنين المقياس على عينة قوامها (60) طالبة من کلية التربية للبنات بجامعة أم القرى وذلک باستخدام حساب صدق الاتساق الداخلي للمقياس وذلک من خلال حساب معاملات الارتباط بين کل عبارة والمجموع الکلي للعبارات،ولقد ترواحت معاملات الارتباط مابين (0,34-0،64) کما تم حساب الثبات بفارق زمني قدره اسبوعين وکان يساوى (0،75)وهو معامل ثبات عال يمکن الوثوق به .

وتعرف الباحثه الدکاء الانفعالي اجرائيا: بانه مجموع الدرجات التي يحصل عليها افراد عينه الدراسه علي المقياس المستخدم .

ثانياً : الغضب اعداد ( محمد السيد عبد الرحمن وفوقية حسن عبد الحميد ) :

بعد اطلاع الباحثة على العديد من مقاييس الغضب رأت الباحثة أن مقياس سبيليرجر Spielberger تعريب الباحثين أفضل لعينة الدراسة الحالية وهو يشتمل على جزئيين يضم کل منهما على خمسة عشر بنداً .

الجزء الأول : يقيس الغضب کحالة انفعالية تتباين في شدتها من وقت لآخر ومن فرد لآخر في نفس الموقف وهو ما يعرف بحالة الغضب State Anger.

أما الجزء الثاني : فيقيس الغضب کسمة الشخصية لها صفة الثبات النسبي وهو ما يعرف بسمة الغضب Trait Anger وهو رباعي الاستجابة .

وقد تم تقنين المقياس على نفس عينة تقنيين مقياس الذکاء الانفعالى واتضح بأنه يتميز بدرجة صدق وثبات عالية ممکن الوثوق بها . فکانت معاملات الصدق عن طريق الاتساق الداخلي للعبارات حيث تم حسب معامل الارتباط بين کل عبارة والمجموع الکلي وکانت تتراوح مابين (0.61 – 0.49) ومعامل الثبات (0.84) للغضب کسمة و (0.93)للغضب کحالة . وتعرف الباحثه الغضب إجرائيا: بأنه مجموع الدرجات التي يحصل عليها افراد عينه الدراسه علي المقياس المستخدم .

ثالثاً : مقياس تقدير الذات ( أعداد الباحثة ) :

أ- قامت الباحثة بالاطلاع على مجموعة من مقاييس تقدير الذات والتي تستخدم طريقة التقدير الذاتي للاستجابة على بنود المقياس ومنها مقياس تقدير الذات لصلاح الدين أبو ناهية ، ومقياس تقدير الذات لحسين الدريني ، (1985) ومقياس تقدير الذات للکبار إعداد فاروق عبد الفتاح موسى ، (1985) .

وقد قامت الباحثه بإعداد استبيان مفتوح تم توجيهه إلى الطالبات من مختلف التخصصات ويحتوي على مجموعة من الأسئلة التي تحوي على مدى تقدير المرء لذاته، وتقيمه لنفسه من وجهه نظرهم الشخصية ، ومن وجهة نظر الآخرين لهم .

ب-تمت قراءة الاستبيانات بعناية فائقة وحُسبت التکرارات والنسب المئوية لجميع الإجابات ثم حذفت العبارات الغامضة والتي تحوي على أکثر من معنى، وتم تصنيف هذه العبارات تحت بعدين هما : احترام الذات ، التقدير والاحترام من الآخرين .

ج-تم عرض المقياس في صورته الأولية على بعض المحکمين(*) في مجال علم النفس و الصحة النفسية والإرشاد وآخذت العبارات التي اتفق عليها 90% . ثم بعد ذلک تم تجربة المقياس ، لکي تتأکد الباحثة من سلامة عباراته قبل تطبيقه بصورة شاملة ، وقبل أن يأخذ شکله النهائي على عينة عشوائية من المجتمع ، حتى تضمن وضوح العبارات ، وسهولة إدراکها ، ووضوح التعليمات ، وقد نتج عن ذلک إعادة صياغة بعض العبارات وکان ذلک في أضيق الحدود حتى أن عبارات المقياس مشتقة من أراء وتعبيرات أفراد العينة في الدراسة الاستطلاعية .

د-إجراءات الضبط الإحصائي للمقياس حيث تم حساب الصدق الظاهري للمقياس بعرضه على مجموعة من المحکمين في مجال علم النفس والصحة النفسية والإرشاد للأداء بآرائهم وکانت نسبة الاتفاق بينهم تقدر نسبة 90% .  کما تم حساب "صدق المضمون " للاتساق الداخلي للعبارات بحساب معامل الارتباط بين أبعاد مقياس تقدير الذات مع الدرجة الکلية .

جدول (1 )

معاملات الارتباط لأبعاد مقياس تقدير الذات مع الدرجة الکلية

البعد

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

احترام الذات

0.86

0.1

الاحترام والتقدير من الآخرين

0.75

0.1

هذا وقد تم حذف العبارات التي قلت معاملات ارتباطها عن مستوى الدلالة الإحصائية وأصبح المقياس وبعد حساب الاتساق الداخلي يتکون من (82) عبارة .

کما حسبت الباحثة ( الصدق العاملي ) للمقياس على مجموعة من أفراد العينة بلغ (60) طالبة واسفرت النتائج عن وجود عاملين. وأصبح المقياس في صورته النهائية يتکون من (70) عبارة . وتعرف الباحثه تقدير الذات إجرائيا: بأنه مجموع الدرجات التي يحصل عليها أفراد عينه الدراسه علي المقياس المستخدم .

حساب الثبات :

قامت الباحثة بحساب ثبات مقياس تقدير الذات عن طريق إعادة إجراء الاختبار باستخدام معادلة بيرسون وکانت تساوي0.73وهي قيمة دالة إحصائية عند مستوى 0.1 کما حسبت الثبات بطريقة التجزيه النصفيه وکانت تساوي 0.80 وهي قيمة دالة عند مستوى دلالة 0.01 . وأيضاً حُسب الثبات بطريقة الفا کرونباخ وبلغت القيمة(0.89) وهي أيضاً دالة 0 .

وصف المقياس في صورته النهائية :

يتکون المقياس من (70) عبارة موزعة على بعدين رئيسيين هما :

البعد الأول : احترام الذات ويشتمل على (44) عبارة وهو يقيس التقييم الذي يضعه المرء لنفسه نتيجة إحساسه بأنه شخص هام وکفء ، کما أنه يشعر بالثقة والرضا عنها ، ويشعر بالنجاح في الحياة الشخصية ، فهو تقييم الفرد لدرجة کفاءته ويعبر أيضاً عن اتجاهات المرء لنفسه في جميع الأدوار .

البعد الثاني : التقدير والاحترام من الآخرين ويشمل على (26) عبارة وهو يقيس مدى شعور المرء بأن الآخرين يکِنون مشاعر التقدير والاحترام له ولجميع الأعمال التي يقوم بها ، وأيضاً شعوره بالکفاءة والجدارة في کل الأمور التي تُسند إليه من قبل الآخرين مما يساعده على تکوين علاقات اجتماعية ناجحة داخل أسرته وفي محيط عملة .

   ويتم تصحيح المقياس عن طريق ليکيرت ثلاثي الاستجابات وضعت أمام کل عبارة نعم ، أحيانا ،لا ويصحح المقياس في اتجاه تقدير الذات الموجبة مع مراعاة صياغة العبارات .

رابعاً : مقياس الخجل :

قامت الباحثة باستعراض مجموعة من اختبارات الخجل وقد استخدمت مقياس الخجل من إعداد( حسين الدريني) وهو يتکون من (36) عبارة ويجيب عليها المفحوص من خلال تدرجي ثلاثي (نعم ، أحياناً ، لا ) .

وقد تم تقنين المقياس وقد قام الباحث بحساب صدق الاختبار وثباته عن طريق صدق المحک لمقياس الخجل من (إعداد مجدي عبد الکريم حبيب ،1996) على عينة قوامه (40) طالب وطالبة وقد بلغ معامل الارتباط (0.86) ؛ ثم اعتماد طريق إعادة الاختبار للتحقق من ثبات الاختبار بفارق زمني أسبوعين وبلغ معامل الارتباط بين التطبيق (0.82) وهما معامل ثبات عال.

   وفى الدراسة الحالية قامت الباحثة بحساب الصدق والثبات على عينة التقنين السابق الإشارة إليها فى المقاييس السابقة . ووجدت أن معامل ارتباط المقياس مع مقياس الخجل (إعداد مجدى عبدالکريم حبيب) کانت قيمته 0.91 وهو دال إحصائياً عند 0.01 وکان معامل الثبات عن طريق إعادة التطبيق بفاصل زمنى قدره أسبوعان هو 0.88 وهو معامل ثبات عال .

وتعرف الباحثه الخجل إجرائيا: بأنه مجموع الدرجات التي يحصل عليها إفراد عينه الدراسة علي المقياس المستخدم .

مناقشة نتائج الدراسة وتفسيرها :

للاجابه عن تساؤلات الدراسه واختبار صدق الفروض , قامت الباحثة بحساب المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمتغيرات الدراسة المختلفة البالغ عددها (13) ثلاثة عشر متغيرا للتعرف على مستوى درجات الذکاء الانفعالي عند طالبات الجامعه وعدد من المتغيرات النفسيه( الغضب ، الخجل ، تقدير الذات ) . والجدول رقم (2) يوضح ذلک .

جدول (2)

المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لمتغيرات البحث للعينة الکلية (ن = 300)

المقايس

المکــــون

المتوسط الحسابى

الانحراف المعيارى

الذکاء الانفعالى

إدارة الانفعالات

54.34

8.612

التعاطف

38.86

6.802

تنظيم المعرفة

43.46

7.707

المعرفة الانفعالية

37.88

6.382

التواصل الاجتماعى

29.40

7.041

الدرجة الکليـة للذکاء الانفعالى

203.95

33.579

الغضب

سمة الغضب

47.18

7.833

حالة الغضب

29.29

7.833

الدرجة الکلية للغضب

66.47

14.529

الخجل

الدرجة الکلية للخجـــل

36.68

9.256

تقدير الذات

احترام الذات

87.38

10.994

الاحترام من الآخرين

60.06

7.328

الدرجة الکلية لتقدير الذات

147.44

17.755

يتضح من الجدول(2) ما يلى :

-متوسط درجات الطالبات على مقياس الذکاء الانفعالى بلغ (203.95) وهـو أکبر من المتوسط الحسابى للمقياس ذاته (م = 174)، وتشير هذه النتيجة إلى أن الطالبات يتمتعن بدرجة عالية من الذکاء الانفعالى.

-متوسط درجات الطالبات على مقياس الغضب بلغ (66.47) وهو أقل من المتوسط الحسابى للمقياس ذاته (م = 75)، وتشير هذه النتيجة إلى أن الطالبات يتمتعن بدرجة منخفضة من الغضب، إلا أن الغضب کسمة لدى الطالبات أکبر من الغضب کحالة لديهن، حيث بلغ متوسط درجات الطالبات على سمة الغضب (37.18) بينما بلغ متوسط درجاتهن کحالة (29.29).

-متوسط درجات الطالبات على مقياس الخجل بلغ (36.68) وهو أقل من المتوسط الحسابى للمقياس ذاته (م = 72)، وتشير هذه النتيجة إلى أن الطالبات يتمتعن بدرجة منخفضة من الخجل.

-متوسط درجات الطالبات على مقياس تقدير الذات بلغ (147.44) وهو أکبر من المتوسط الحسابى للمقياس ذاته (م = 140)، وتشير هذه النتيجة إلى أن الطالبات يتمتعن بدرجة عالية من تقدير الذات.

بالنسبة للفرض الأول:ينص الفرض على أنه " توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات الطالبات مرتفعات ومنخفضات التحصيل الدراسى على مقياس الذکاء الانفعالى لصالح الطالبات مرتفعات التحصيل الدراسى "

وللتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب درجتى الأرباعى الأعلى والأدنى لدرجات الطالبات فى التحصيل الدراسى، واعتبر الحاصلات على درجة الأرباعى الأعلى أو أکثر مجموعة الطالبات مرتفعات التحصيل الدراسى، بينما الحاصلات على درجة الأرباعى الأدنى أو أقل مجموعة الطالبات منخفضات التحصيل الدراسى، ثم تمت المقارنة بين المجموعتين باستخدام اختبار " ت " لمجموعتين مستقلتين، والجدول التالى يوضح ذلک.

جدول )3 )

دلالة الفروق بين متوسطات درجات الطالبات مرتفعات ومنخفضات التحصيل الدراسى
على مقياس الذکاء الانفعالى

الأبعـــاد

الطالبات مرتفعات التحصيل الدراسى

(ن = 75)

الطالبات منخفضات التحصيل الدراسى

(ن = 75)

قيمـة

ت

مستوى

الدلالة

م

ع

م

ع

إدارة الانفعالات

60

9

51.36

6.472

6.750

0.000

التعاطف

43.17

6.795

36.77

5.389

6.391

0.000

تنظيم المعرفة

74.99

7.671

41.83

6.556

5.286

0.000

المعرفة الانفعالية

41.40

5.519

36.77

5.800

5.005

0.000

التواصل الاجتماعى

33.95

6.778

27.73

6.025

5.933

0.000

الدرجة الکلية للمقياس

226.51

33.519

194.47

26.573

6.487

0.000

مستوى الدلالة عند (0.01) = 2.61 وعند (0.05) = 1.98

يتضح من الجدول (3) أن قيم " ت " المحسوبة لأبعاد مقياس الذکاء الانفعالى والدرجة الکلية للمقياس بلغت على الترتيب (6.75 ، 6.391 ، 5.286 ، 5.005 ، 5.933 ، 6.487) وهى أکبر من قيمة " ت " الجدولية عند مستوى دلالة أقل من (0.05) مما يدل على وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطى درجات الطالبات مرتفعات ومنخفضات التحصيل الدراسى على جميع أبعاد مقياس الذکاء الوجدانى والدرجة الکلية للمقياس، حيث بلغ متوسطات درجات الطالبات مرتفعات التحصيل الدراسى (60 ، 43.17 ، 47.99 ، 41.4، 33.95 ، 226.51) ، بينما بلغ متوسط درجات الطالبات منخفضات التحصيل الدراسى (51.36 ، 63.77 ، 41.83 ، 36.77 ، 27.73 ، 194.47) مما يشير إلى أن الفروق لصالح مرتفعات التحصيل الدراسى، وهذا يعنى أن الطالبات مرتفعات التحصيل الدراسى أکثر ذکاءا إنفعاليا مقارنة بالطالبات منخفضات التحصيل الدراسى.

والشکل البيانى (1) يوضح الفروق بين الطالبات مرتفعات ومنخفضات التحصيل الدراسى على مقياس الذکاء الانفعالى وابعاده المختلفه.

 

شکل (1)

الفروق بين الطالبات مرتفعات ومنخفضات التحصيل الدراسى على أبعاد مقياس الذکاء الانفعالى

بالنسبة للفرض الثاني: ينص على أنه " توجد علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائيا بين درجات الطالبات على مقياس الذکاء الانفعالى ودرجاتهن على مقياس الغضب ".

وللتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب معاملات ارتباط بيرسون بين درجات الطالبات على مقياس الذکاء الانفعالى ودرجاتهن على مقياس الغضب .

جدول (4)

معاملات الارتباط بين درجات الطالبات على مقياس الذکاء الانفعالى ودرجاتهن
 على أبعاد مقياس الغضب (ن = 300)

الأبعـــاد

إدارة الانفعالات

التعاطف

تنظيم المعرفة

المعرفة الانفعالية

التواصل الاجتماعى

الدرجة الکلية

سمة الغضب

0.365٭٭

0.312٭٭

0.359٭٭

0.310٭٭

0.307٭٭

0.363٭٭

حالة الغضب

0.303٭٭

0.275٭٭

0.320٭٭

0.337٭٭

0.268٭٭

0.327٭٭

الدرجة الکلية

0.357٭٭

0.313٭٭

0.363٭٭

0.346٭٭

0.309٭٭

.0368٭٭

٭٭ دال عند مستوى (0.01)     ٭ دال عند مستوى (0.05)

يتضح من الجدول (4) ما يلى:

- وجود علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائيا عند مستوى دلالة (0.01) بين درجات الطالبات على أبعاد مقياس الذکاء الانفعالى والدرجة الکلية للمقياس ودرجاتهن على مقياس الغضب (بعد سمة الغضب)، مما يشير إلى أن الذکاء الانفعالى يرتبط سلبيا بسمة الغضب.

- وجود علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائيا عند مستوى دلالة (0.01) بين درجات الطالبات على أبعاد مقياس الذکاء الانفعالى والدرجة الکلية للمقياس ودرجاتهن على مقياس الغضب (بعد حالة الغضب)، مما يشير إلى أن الذکاء الانفعالى يرتبط سلبيا بحالة الغضب.

- وجود علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائيا عند مستوى دلالة (0.01) بين درجات الطالبات على أبعاد مقياس الذکاء الانفعالى والدرجة الکلية للمقياس ودرجاتهن على مقياس الغضب (الدرجة الکلية للمقياس)، مما يشير إلى أن الذکاء الانفعالى يرتبط سلبيا بالغضب لدى الطالبات.

بالنسبة للفرض الثالث: ينص على أنه " توجد علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائيا بين درجات الطالبات على مقياس الذکاء الانفعالى ودرجاتهن على مقياس الخجل ".

وللتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب معاملات ارتباط بيرسون بين درجات الطالبات على مقياس الذکاء الانفعالى ودرجاتهن على مقياس الخجل.

جدول (5)

معاملات الارتباط بين درجات الطالبات على ابعاد مقياس الذکاء الانفعالى

ودرجاتهن على مقياس الخجل (ن = 300)

إدارة الانفعالات

التعاطف

تنظيم المعرفة

المعرفة الانفعالية

التواصل الاجتماعى

الدرجة الکلية

-0.681٭٭

-0.607٭٭

-0.646٭٭

-0.523٭٭

-0.521٭٭

-0.655٭٭

٭٭ دال عند مستوى (0.01)     ٭ دال عند مستوى (0.05)

يتضح من الجدول (5) وجود علاقة ارتباطية سالبة دالة إحصائيا عند مستوى دلالة (0.01) بين درجات الطالبات على أبعاد مقياس الذکاء الانفعالى والدرجة الکلية للمقياس ودرجاتهن على مقياس الخجل، مما يشير إلى أن الذکاء الانفعالى يرتبط سلبيا بالخجل لدى الطالبات.

بالنسبة للفرض الرابع: ينص هذا الفرض على أنه " توجد علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائيا بين درجات الطالبات على مقياس الذکاء الانفعالى ودرجاتهن على مقياس تقدير الذات ".

وللتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب معاملات ارتباط بيرسون بين درجات الطالبات على مقياس الذکاء الانفعالى ودرجاتهن على مقياس تقدير الذات.

 

جدول (6 )

معاملات الارتباط بين درجات الطالبات على مقياس الذکاء الانفعالى

ودرجاتهن على أبعاد مقياس تقدير الذات (ن = 300)

الأبعـــاد

إدارة الانفعالات

التعاطف

تنظيم المعرفة

المعرفة الانفعالية

التواصل الاجتماعى

الدرجة الکلية

احترام الذات

0.837٭٭

0.814٭٭

0.811٭٭

0.720٭٭

0.743٭٭

0.859٭٭

الاحترام من الآخرين

0.675٭٭

0.730٭٭

0.771٭٭

0.744٭٭

0.717٭٭

0.813٭٭

الدرجة الکلية

0.834٭٭

0.805٭٭

0.822٭٭

0.753٭٭

0.756٭٭

0.867٭٭

٭٭ دال عند مستوى (0.01) ٭ دال عند مستوى (0.05)

يتضح من الجدول (6) ما يلى:

- وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائيا عند مستوى دلالة (0.01) بين درجات الطالبات على أبعاد مقياس الذکاء الانفعالى والدرجة الکلية للمقياس ودرجاتهن على مقياس تقدير الذات (بعد احترام الذات)، مما يشير إلى أن الذکاء الانفعالى يرتبط إيجابيا باحترام الذات.

- وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائيا عند مستوى دلالة (0.01) بين درجات الطالبات على أبعاد مقياس الذکاء الانفعالى والدرجة الکلية للمقياس ودرجاتهن على مقياس تقدير الذات (بعد الاحترام من الآخرين)، مما يشير إلى أن الذکاء الانفعالى يرتبط إيجابيا بالاحترام من الآخرين.

- وجود علاقة ارتباطية موجبة دالة إحصائيا عند مستوى دلالة (0.01) بين درجات الطالبات على أبعاد مقياس الذکاء الانفعالى والدرجة الکلية للمقياس ودرجاتهن على مقياس تقدير الذات (الدرجة الکلية للمقياس)، مما يشير إلى أن الذکاء الانفعالى يرتبط بتقدير الذات لدى الطالبات.

بالنسبة للفرض الخامس: ينص الفرض على أنه " توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات الطالبات مرتفعات ومنخفضات الذکاء الانفعالى على مقياس الغضب فى اتجاه الطالبات منخفضات الذکاء الانفعالى "

وللتحقق من صحة هذا الفرض تم حساب درجتى الأرباعى الأعلى والأدنى لدرجات الطالبات فى الذکاء الانفعالى، واعتبر الحاصلات على درجة الأرباعى الأعلى أو أکثر مجموعة الطالبات مرتفعات الذکاء الانفعالى، بينما الحاصلات على درجة الأرباعى الأدنى أو أقل مجموعة الطالبات منخفضات الذکاء الانفعالى، ثم تمت المقارنة بين المجموعتين باستخدام اختبار " ت " لمجموعتين مستقلتين، والجدول (7) يوضح ذلک.

 

جدول (7)

دلالة الفروق بين متوسطات درجات الطالبات مرتفعات ومنخفضات الذکاء الانفعالى على مقياس الغضب

الأبعـــاد

الطالبات مرتفعات

الذکاء الانفعالى  (ن = 75)

الطالبات منخفضات الذکاء الانفعالى  (ن = 75)

قيمـة

ت

مستوى

الدلالة

م

ع

م

ع

سمة الغضب

34.84

10.304

38.13

8.168

2.169

0.032

حالة الغضب

28.15

6.402

32.49

11.701

2.822

0.005

الدرجة الکلية للمقياس

62.99

16.414

70.63

18.866

2.646

0.009

مستوى الدلالة عند (0.01) = 2.61 وعند (0.05) = 1.98

يتضح من الجدول (7) أن قيم " ت " المحسوبة لأبعاد مقياس الغضب والدرجة الکلية للمقياس بلغت على الترتيب(2.169 ، 2.822 ، 2.646) وهى أکبر منقيمة " ت " الجدولية عند مستوى دلالة أقل من (0.05) مما يدل على وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطى درجات الطالبات مرتفعات ومنخفضات الذکاء الانفعالى على بعدى مقياس الغضب والدرجة الکلية للمقياس، حيث بلغمتوسطات درجات الطالبات مرتفعات الذکاء الانفعالى (34.84 ، 28.15 ، 62.99) بينما بلغ متوسط درجات الطالبات منخفضات الذکاء الانفعالى (38.13، 32.49 ، 70.63) مما يشير إلى أن الفروق لصالح منخفضات الذکاء الانفعالى، وهذا يعنى أن الطالبات مرتفعات الذکاءالانفعالى أقل شعورا بالغضب مقارنة بالطالبات منخفضات الذکاء الانفعالى.

والشکل البيانى (2) يوضح الفروق بين الطالبات مرتفعات ومنخفضات الذکاء الانفعالى على بعدى مقياس الغضب.

 

شکل (2)

الفروق بين الطالبات مرتفعات ومنخفضات الذکاء الانفعالى على بعدى مقياس الغضب .

بالنسبة للفرض السادس: ينص على أنه " توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات الطالبات مرتفعات ومنخفضات الذکاء الانفعالى على مقياس الخجل فى اتجاه الطالبات منخفضات الذکاء الانفعالى "

وللتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام اختبار " ت " لمجموعتين مستقلتين، والجدول (8) يوضح ذلک.

جدول (8 )

دلالة الفروق بين متوسطات درجات الطالبات مرتفعات ومنخفضات الذکاء الانفعالى على مقياس الخجل

الطالبات مرتفعات

الذکاء الانفعالى  (ن = 75)

الطالبات منخفضات الذکاء الانفعالى

 (ن = 75)

قيمـة

ت

مستوى

الدلالة

م

ع

م

ع

57.69

12.200

66.81

10.645

4.878

0.000

مستوى الدلالة عند (0.01) = 2.61 وعند (0.5) = 1.98

يتضح من الجدول (8) أن قيم " ت " المحسوبة لمقياس الخجل بلغت (4.878) وهى أکبر من قيمة " ت " الجدولية عند مستوى دلالة أقل من (0.05) مما يدل على وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطى درجات الطالبات مرتفعات ومنخفضات الذکاء الانفعالى على مقياس الخجل، حيث بلغ متوسط درجات الطالبات مرتفعات الذکاء الانفعالى (57.59)، بينما بلغ متوسط درجات الطالبات منخفضات الذکاء الانفعالى (66.81) مما يشير إلى أن الفروق لصالح منخفضات الذکاء الانفعالى، وهذا يعنى أن الطالبات مرتفعات الذکاء الانفعالى أقل شعورا بالخجل مقارنة بالطالبات منخفضات الذکاء الانفعالى.

والشکل البيانى (3) يوضح الفروق بين الطالبات مرتفعات ومنخفضات الذکاء الانفعالى على مقياس الخجل .

 

شکل ( 3)

الفروق بين الطالبات مرتفعات ومنخفضات الذکاء الانفعالى على مقياس الخجل

بالنسبة للفرض السابع: ينص الفرض على أنه " توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات الطالبات مرتفعات ومنخفضات الذکاء الانفعالى على مقياس تقدير الذات فى اتجاه الطالبات مرتفعات الذکاء الانفعالى "

وللتحقق من صحة هذا الفرض تم استخدام اختبار " ت " لمجموعتين مستقلتين، والجدول (9) يوضح ذلک.

جدول (9)

دلالة الفروق بين متوسطات درجات الطالبات مرتفعات ومنخفضات الذکاء الانفعالى
على مقياس تقدير الذات

الأبعـــاد

الطالبات مرتفعات

الذکاء الانفعالى  (ن = 75)

الطالبات منخفضات الذکاء الانفعالى  (ن = 75)

قيمـة

ت

مستوى

الدلالة

م

ع

م

ع

احترام الذات

97.56

12.352

79.52

11.420

9.287

0.000

الاحترام من الآخرين

66.12

6.238

54.64

9.159

8.972

0.000

الدرجة الکلية للمقياس

163.68

18.019

134.16

20.269

9.426

0.000

مستوى الدلالة عند (0.10) = 2.61 وعند (0.05) = 1.98

يتضح من الجدول (9) أن قيم " ت " المحسوبة لأبعاد مقياس تقدير الذات والدرجة الکلية للمقياس بلغت على الترتيب (9.287 ، 8.972 ، 9.426) وهى أکبر من قيمة " ت " الجدولية عند مستوى دلالة أقل من (0.05) مما يدل على وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطى درجات الطالبات مرتفعات ومنخفضات الذکاء الانفعالى على بعدى مقياس تقدير الذات والدرجة الکلية للمقياس، حيث بلغ متوسطات درجات الطالبات مرتفعات الذکاء الانفعــــالى (97.56، 66.12،163.68)، بينما بلغ متوسط درجات الطالبات منخفضات الذکاء الانفعالى 79.52 ، 54.64 ، 134.16) مما يشير إلى أن الفروق لصالح مرتفعات الذکاء الانفعالى، وهذا يعنى أن الطالبات مرتفعات الذکاء الانفعالى أکثر تقديرا لذواتهن مقارنة بالطالبات منخفضات الذکاء الانفعالى.

والشکل البيانى (4) يوضح الفروق بين الطالبات مرتفعات ومنخفضات الذکاء الانفعالى على بعدى مقياس تقدير الذات.

 

شکل (4)

الفروق بين الطالبات مرتفعات ومنخفضات الذکاء الانفعالى على بعدى مقياس تقدير الذات

مناقشه النتائج وتفسيرها :

يتضح لنا من خلال نتائج الدراسة أن متوسط درجات الذکاء الانفعالي لدى طالبات الجامعة بلغ (203.95) درجة و بانحراف معياري(33.57 ) مما يدل على أن مستوى الذکاء الوجداني مرتفع في جميع أبعاد المقياس حيث احتل في المرتبة الأولى البعد ادارة الانفعالات بمتوسط(54.34) وانحراف معياري(8.61) ويليه في المرتبة الثانية (تنظيم المعرفه) بمتوسط (43.46) وانحراف معياري (70.7) ويليه في المرتبة الثالثة بعد (التعاطف) بمتوسط (86.38 ) وانحراف معياري (6.80 ) ويليه في المرتبة الرابعة بعد (المعرفه) بمتوسط ( 37.88) وانحراف معياري(6.38 ) ويليه في المرتبة الخامسة بعد (التواصل الاجتماعي ) بمتوسط (29.40) وانحراف معياري)7.04) ويمکن تفسير تلک النتيجة بأن ارتفاع نسبة الذکاء الانفعالي بين طالبات الجامعة ترجع الي قدرتهم على تنظيم انفعالاتهم وتواصلهم الاجتماعي وقدرتهم على إدارة انفعالاتهم, وزيادة معرفتهم الانفعالية وضبطها ، کما أن طبيعة المجتمع السعودي المسلم ،وما يسوده من رفق، وتعاطف، ومحبة بين أفرداه حيث أنه مهبط الوحي والرسالات السماوية فهو يسود فيه التعاطف والمشارکة الوجدانية .وقدرة أفراده على التفاعل والتواصل الاجتماعي، والتعبير عن المشاعر بشکل ايجابي. والتحکم في انفعالاتهم حيث لا يعطونها أي أهمية في حياتهم اليومية خاصة، وأن ديننا الحنيف أمرنا بکظم الغيظ والعفو عن الناس ،والعفو عند المقدرة حيث ينال المسلم الأجر العظيم لذلک في الدنيا والآخرة.

    کما أن الذکاء الانفعالي يؤثر بشکل مباشر في التحصيل الدراسي وتتفق نتيجه الدراسه الحاليه مع العديد من الدراسات والتي اثبتت فعاليه دمج المناهج الدراسيه والاهتمام بشکل اکثر جديه بالقدرات التعليمه للتلاميذ ، حيث يساعد ذلک الى تنميه قدرة الافراد علي إدراک عواطفهم وانفعالاتهم والعمل على تنظيمها بشکل جيد ، مما يؤثر تاثيراأيجابيا علي تحسين التحصيل الدراسي بصفه خاصه،و النجاح في مجالات الحياه المختلفه وذلک من خلال القدره على التصرف لمواجهه ما يقابل الافراد من مشکلات خاصه وأن منهاج بعض الاقسام بالکليه حديثه وادخل عليها التغيرات والتعديلات اللازمه لتواکب عصر التقنيه والمعلوماتيه کما تعددت طرائق التدريس واختلفت اساليبها وجميعها تدعو الي استخدام العقل وتطوير اساليب التفکير خاصه وان المناهج الدراسيه لا تقل اهميه عن العوامل الانفعاليه في المؤسسات التعليمه وذلک ضمانا للارتقاء بهذه البيئات التربويه.ومن تلک الدراسات ( أحلام محمود ،2006) و(بارعه شبيب،2006) و(أصلان المساعيد،2008) و( صفاء البحيري ، 2007) هذا بالإضافة إلى أن الذکاء الانفعالى لأفراد العينة يساعدهم على ضبط الإنفعال والإتزان والذى بدوره يساعد على ارتفاع مستوى أداء الطالبات والذى ظهر فى ارتفاع مستوى تحصيلهم الدراسى . بينما تختلف نتائج الدراسه الحاليه مع دراسه کل من (سهاد المللي ،2010) و(اسماعيل الصاوي ،2006) والتي اکدت عدم وجود علاقه بين الذکاء الانفعالي و التحصيل الدراسي لدى الطلاب الجامعييين.

کما أن طبيعه المجتمع وما يحدث به من تغيرات وتحمل النساء لادوار متعدده وما فتح امامهن من مجالات عمل مختلفه جعلتها تاخذ علي عاتقها لعب الدور القيادي بالجماعة ,واتخاذ القرار, وتحمل المسئولية’ مما يتطلب منهم قدراً عالياً من تقدير الذات والشعور بالثقه بالنفس،وهذه نتيجة منطقية حيث أنه إذا توفر تقدير الذات بدرجة مرتفعة فهو يعد مطلباً هاماًحيث يتمتع صاحبه بدرجة عالية من الذکاء الوجداني مما يؤکد ذلک دراسة جورتاني وآخرون ،2002 حيث وجدت الدراسة أن العلاقة بين تقدير الذات المنخفض والذکاء الوجداني علاقة سالبة . وأضافت (Mehrabian, 2000)أن العلاقة بين تقدير الذات العالي والذکاء الوجداني علاقة موجبة ، حيث أن الأفراد الذين يمتلکون قدرة عالية من الوعي بالذات يتميزون بتقدير ذات عالية . کما أشار (هشام الخولي ،2002) إلى أن من يفتقد تقديره لذاته سوف يشعر بالفشل ويشعر بأنه أقل من غيره وبالتالي لا يشعرون بالسعادة وبالتالي يکون الذکاء الوجداني يکاد يکون غير موجود أو منخفضاً وأکدت أيضاً (سياروشي و آخرون ،2001) على التأثير الهام للذکاء الوجداني على تقدير الذات والحالة المزاجية للفرد بصفة خاصة .

کما أثبتت نتائج الدراسة الحالية أيضاً وجود تأثير للذکاء الوجداني عند الطالبات على متغير الخجل أي کلما أرتفع الذکاء الوجداني کلما قل مستوى الخجل لديهم .

وأثبتت الدراسة أيضاً وجود تأثير للذکاء الانفعالي على متغير الغضب حيث ترجع الباحثة تفسير تلک النتيجة إلى أنه کلما أحس المرء بمشاعر السعادة والتواصل مع الآخر أصبحت مشاعره أکثر أيمانية وتتميز بالبهجة والسرور ويجب أن نؤکد على أن درجة الذکاء الانفعالي عند المرء هي المسئولية عن مدى إحساسه بالسعادة ،والتکيف، وإدارة الانفعالات، وتنظيمها ،وضبطها کلما کان المرء أکثر ايجابية، وتقديراً لنفسه ،وتقدير الآخرين له . حتى وأن العلاقات الاجتماعية مع الآخرين تکون هي مصدر لإحساسه بالتکيف والراحة وعدم الشعور بالغضب وأنه أقل شأناً وتقديراً من غيره .

ولذا ، يمکن القول بأن الذکاء الوجداني يعد مصدراً هاماً من مصادر سعادة المرء . فانخفاض الذکاء الوجداني قد يعطل القدرات الذهنية عند المرء , ويجعله لا يستطيع التحکم في انفعالاته وعدم تنظيم حالته النفسية . وهذا کله ينعکس على أداء الفرد .

بحوث مقترحة :

تعتبر هذه الدراسة من الدراسات المهمة في البيئة السعودية لذلک تقترح الباحثة إجراء المزيد من البحوث وخاصة التطبيقية على البيئة السعودية ذات الصلة بالذکاء الوجداني مثل :

1 - بناء برنامج لتنمية الذکاء الوجداني لدى شرائح عمرية مختلفة .

2 - بناء برنامج لتنمية الذکاء الوجداني لمواجهة الضغوط النفسية لدى طلاب الجامعة ، وأيضاً المعلمين .

3 - دراسة العلاقة بين الذکاء الوجداني ومتغيرات انفعالية أخرى کالسعادة والقلق والعدوان و الانطواء ، العصابية .

4 - عمل دراسه مماثله لدراسه الفروق بين الطلاب والطالبات.



(*) عددهم (10) من الأساتذة والأساتذة المساعدين .

المراجع :         
1 -القرآن الکريم
2 -اسماعيل الصاوى (2006) مکونات الذکاء الوجداني في اطار نموذج بارا-اون وعلاقته بالتحصيل الدراسي والمستوي الدراسي لدى الطلاب المعاقين سمعيا من الجنسين بالمرحله الثانويه المهنيه ، المجله المصرية للدراسات النفسيه ، المجلد (16)، العدد(51) ص ص 81،169.
3 -إسماعيل بدر (2002) : الوالديه الحنونة کما يدرکها الأبناء وعلاقتها بالذکاء الانفعالي لديهم ، مجلة الإرشاد النفسي بجامعة عين شمس ، المجلد (15)، السنة(10 ) ، ص ص 1- 50 .
4 -اصلان صبح المساعيد (2008) الذکاء الانفعالي وعلاقته بکل من التحصيل الدراسي ولدافع للانجاز لدى طلبه الجامعه فى ضوء بعض المتغيرات ، مجله جامعه الشارقه للعلوم الانسانيه والاجتماعيه،المجلد(6) ، العدد(2) ص ص111
5 -أمال النمري (2006) : فاعلية برنامج لتنمية الذکاء الوجداني على بعض المتغيرات النفسية للأطفال ، دکتورة غيرمنشورة ، معهد الدراسات التربوية ، جامعة القاهرة
6 -إياد السفاريني (2006) : الذکاء العاطفي ، ج 1 ، سلسلة کن مبدعاً وحلق مع السرب .
7 -بارعه محمد شبيب (2007): فاعليه برنامج اثرائي لتعليم مهارات الذکاء الوجداني في تنميه مهارات التفکير الابداعى والمهارات الاجتماعيه والتحصيل الدراسي لدى عينه من الطلبه المتفوقين عقليا في الصف الثاني ثانوي،دراسه تجربييه في مدارس المتفوقين في مدينه دمشق، رساله دکتوراه غير منشوره .
8 -حسان المالح (1993) : الخجل الاجتماعي ، جدة ، دار المنار .
9 -حسين الدرينى (1981) : کراسة تعليمات مقياس الخجل ، دار الفکر العربى ، القاهرة .
10 -حسين الدريني وآخرون : ( بدون ) مقياس تقدير الذات ، القاهرة ، دار الفکر العربي .
11 -خولة سعد البلوي (2004) : الذکاء الانفعالي وعلاقته بالتوافق النفسي والمهارات الاجتماعية لدى عينة من طالبات کلية التربية للبنات بمدينة تبوک ، رسالة ماجستير غير منشورة ، کلية التربية للبنات ، الرياض .
12 -دانيال جولمان (2000) : الذکاء العاطفي ، ترجمة ليلى الجبالي ، عالم المعرفة، العدد 262 الکويت .
13 - -------- (2002) : الذکاء العاطفى ، ترجمة : إياب الجبالى ، عالم المعرفة ، الکويت .
14 -رشا موسى وسهام الحطاب (2003) : الفروق في بعض المتغيرات النفسية في ضوء متغيري الذکاء الوجداني والجنسي لدى المراهق الأزهري ، مجلة کلية التربية ، جامعة عين شمس ، العدد (27) ، مجلد (2) ، ص ص 153- 191 .
15 -سباروشى وآخرون .... مرجع ثانوى من هشام الخولى (2002) : الذکاء الوجدانى کدالة للتفاعل بين الجنسين ، تقدير الذات ، السعادة ، والقلق لدى عينة من طلاب المرحلة الجامعية ، مجلة کلية التربية ببنها ، ص ص 119 – 158 .
16 -سحر فاروق علام (2001): تقيم فاعلية برنامج تدريبي لتنمية الذکاء الوجداني لدى عينة من طالبات الجامعة ، رسالة دکتورة غير منشورة کلية البنات للآداب والعلوم التربوية . جامعة عين شمس .
17 -سعاد جبر سعيد (2008) : الذکاء الانفعالي وسيکولوجية الطاقة اللامحدودة ، عالم الکتب الحديث للنشر والتوزيع ، الأردن .
18 -سليمان أبو داود السمبتاني (1388هـ) : سنن أبي داوود ، تحقيق عزت بن حسين الدعاس ، ط 1 ، دار الکتب العلمية، بيروت .
19 -سهاد المللي (2010) :الذکاء الانفعالي وعلاقته بالتحصيل الدراسي لدى عينه من المتفوقيين والعاديين (دراسه ميدانيه علي طلبه الصف العاشر في مدينه دمشق ) ،مجله جامعه دمشق ، المجلد (26) ، العدد( 3) ، ص ص 135- 191.
20 -السيد إبراهيم السمادوني (1994) : الخجل لدى المراهقين من الجنسين ، مجلة التقويم والقياس النفسي والتربوي ، العدد (3) ، ص ص 135 – 201.
21 -صفاء الأعسر وعلاء الدين کفافى (2000) ، الذکاء الانفعالى ، دار قباء ، القاهرة .
22 -صفاء البحيري (2007) : فاعليه برنامج تدريبي في الذکاء الوجداني واثره في التحصيل الدراسي للتلاميذ ذوى صعوبات التعلم ، مجله علم النفس العربي المعاصر ،القاهره ، المجلد (3) ، العدد( 2) ،ص ص 59-100.
23 -عبد العال حامد عجوة (2002) : الذکاء الانفعالي وعلاقته بکل من الذکاء المعرفي والعمر والتحصيل الدراسي والتوافق النفسي لدى طلاب الجامعة، مجلة کلية التربية بالإسکندرية ، المجدل (13) ، العدد (1) ، ص ص 250 – 344 .
24 - ------------ (2003) : قائمة بار – أون للذکاء الوجداني ، کراسة الأسئلة والتعليمات ، الإسکندرية ، المکتبة المصرية .
25 -عبد العزيز محمد النغيمشي (1422هـ) : الانفعالات التشخيص والعلاج من المنظور الإسلامي ، الرياض ، دار الفضيلة .
26 -عبد العظيم سليمان (2008) :الذکاء الانفعالي وعلاقته ببعض المتغيرات الانفعالية لدى طلبة الجامعة، مجلة الجامعة الاسلامية المجلد (16) ، العدد (1) ، ص 587- 632 .
27 -عثمان حمود الخضري (2002): الذکاء الوجداني هل هو مفهوم جديد ، القاهرة، دراسات نفسية ، مجلد (12) العدد (1) .
28 -عصام محمد زيدان ، کمال أحمد الإمام (2002) :الذکاء الانفعالي وعلاقته بأساليب التعلم وبعض أبعاد الشخصية لدى طلاب کلية التربية النوعية ، مجلة البحوث النفسية والتربوية ، کلية التربية – جامعة المنوفية ، العدد (13) ، السنة (17) ، ص 3 – 41 .
29 -علاء الدين کفافي (1989) : تقدير الذات في علاقته بالتنشئة الوالديه والأمن النفسي ، مجلة العلوم الإنسانية ، العدد(35) ، المجلد (9) ، ص ص 101- 128 .
30 -علاء کفافى وفؤاد الدواش (2006) : مقياس الذکاء الوجدانى متعدده العوامل . للراشدين والمراهقين ، مکتبة الأنجلو المصرية .
31 -علي عبد السلام علي (2001) : السلوک التوکيدي والمهارات الاجتماعية وعلاقتهما بالسلوک الانفعالي والغضب بين العاملين و العاملات ، مجلة علم النفس ، العدد السابع والخمسون ، السنة الخامسة عشر ، ص50 – 69 .
32 -فاروق السيد عثمان (2000) : القلق وإدارة الضغوط ، ط(1) ، دار الفکر العربى ، القاهرة .
33 -فاروق السيد عثمان ، محمد عبد السميع رزق (1998) : الذکاء الانفعالي مفهومه وقياسه ، مجلة کلية التربية بالمنصورة ، العدد (38) ص 2- 31 .
34 -------------- (2001) : الذکاء الانفعالى مفهومه وقياسه، مجلة علم النفس ، العدد (58) ، ص ص 32 – 50 .
35 -فوقية محمد راضى (2001) : الذکاء الانفعالى وعلاقته بالتحصيل الدراسى والقدرة على التفکير الابتکارى لدى طلاب الجامعة ، کلية التربية ، جامعة المنصورة ، العدد (45) ، ص ص 173 – 204 .
36 -کمال دسوقي (1988) : وخيرة علوم النفس ، المجلد الأول ، القاهرة ، الدار الدولية للنشر والتوزيع.
37 -مأمون مبيض (2003) : الذکاء العاطفي والصحة العاطفية ، المکتب الإسلامي.
38 -مايسة النيال ومدحت أبو زيد (1999): الخجل وبعض أبعاد الشخصية ، القاهرة، دار المعرفة .
39 -محسن عبد النبي (2001) : العلاقات الانفعالية بين الذکاء الانفعالي و التفکير الإبتکاري والتحصيل الدراسي للطالبات الجامعيات السعوديات ، مجلة البحوث النفسية والتربوية بجامعة المنوفية ، العدد (3)، السنة (16). ص 128- 165 .
40 -محمد إبراهيم جودة (1999): دراسة لبعض مکونات الذکاء الوجداني في علاقتها بمرکز التحکم لدى طلاب الجامعة ، مجله کلية التربية ببنها (جامعة ) الزقازيق المجلد (10) ، العدد (4) ، ص 52 – 143.
41 -محمد أحمد سعفان (2001) : فعالية الإرشاد العقلاني الانفعالي السلوکي والعلاج القائم على المعنى في خفض الغضب ( کحالة وکسمة ) لدى عينة من طالبات الجامعة ( دراسة مقارنة ) ، مجلة کلية التربية ، العدد (25) ، الجزء (4) ، ص 196 – 229.
42 -محمد إسماعيل بخاري (1407هـ) : صحيح بخاري ، تحقيق مصطفى اليفا ، ط 3 ، دار ابن کثير واليمامة .
43 -محمد السيد عبد الرحمن وفوقية حسن عبد الحميد (1998) : مقياس الغضب کحالة و سمة ، القاهرة، دار قباء للطباعة والنشر .
44 -محمد أنور فراج (2005) : الذکاء الوجداني وعلاقته بمشاعر الغضب والعدوان لدى طلاب الجامعة ، دراسات عربيه في علم النفس ، ص 93- 151 .7
45 -محمد محمود سليمان وعبدالفتاح مطر (2002) : أساليب المعاملة الوالدية وعلاقتها بالذکاء الانفعالى لدى الأبناء ، مجلة التربية ، العدد (111) ، جامعة الأزهر ، ص ص 89 – 148 .
46 -محمود عبد الحليم منسي (2002) : المدخل إلى علم النفس التعليمي ، الإسکندرية ، مرکز إسکندرية للکتاب.
47 -محمود عطا حسين عقل (1993) : تقدير الذات وعلاقته بالوحدة النفسية و الاکتئاب لدى طلاب الجامعة ، دراسات نفسية، رابطة الأخصائيين النفسيين المصرية (رانم) العدد (3) ، ص ص 269 – 287 .
48 -هشام عبد الرحمن الخولي (2002): الذکاء الوجداني کدالة للتفاعل بين الجنسين، تقدير الذات ، السعادة ، والقلق لدى عينة من طلاب المرحلة الجامعية ، مجلة کلية التربية ببنها ، ص 119 .
49 -يوسف ميخائيل أسعد (1987): سيکولوجية الغضب ، القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للکتاب .
50- Beall , Ann E.(1990) : How emotional are males and females around others? Paper Presented at the annual Convention of the American Psychological Association (August 10- 14).
51- Brackelt , M. etal ., (2004): Emotional intelligence and its relation to every day behavior, Personality and Individual Differences , vol. 36, pp. 1387- 1402.
52- Ciarrochi , J ; Chan , A . Y.& Baigar , J . (2001): Measuring emotional intelligence in adolescents Personality &Individual differences , D . A . I . , vol 62, (7- A), P.1105.
53- Copper- smith , s. (1981): Self Esteem Inventories . New York . Consulting Psychologists Press Inc , p . 271
54- Drago, J. M,. (2004):the relationship between emotional intelligence and academic achievement in nontraditional college students , ph. D.WALDEN UNIVERITY ,web Master , Robert Emmerling , Psy .D.
55- Dulewicz, V.& Higgs, M. (1999): Emotional Intelligenece Questionnaire . User Cuide N. K: Neer – Nelson Publishing Company
56- Ellison, Laung (1996): emotional Intelligence : Whey it con mitten more than I Q .
57- Eysenck. H. J. & Eysencl, S. B. (1969): Personality Structure and Measurement, London, Routledge.
58- Furnham, A.(2006): Trait Emotional Intelligence and Happiness social behavior and presonalitg . V(31) ,N(8) pp815- 824.
59- Gardner, H., (1999): Intelligence Reframed: Multiple Intelligence for the 21st Century. New York: Basic Book.
60- Goleman . D (1995) :Emotional Intelligence . Why it Can matter morethan I.Q. New- York , Bantam
61- Goleman, d. (1999): The Emotionally Intelligent Worker. Fitirist, 33, 3, pp. 14-19
62- Henly , Martin and long, Nicholas J.(1999):Teaching Emotional Intelligenece to impulsive- Aggressive youth , 63- Journal of Emotional and Behavior Problems . Vol.7, No.4, P224- 229.
64- John. Mayer (1999): Key of Our Emotions Psychological Today, Vol., 32, p. 20.
65- Lamanna , M ,D .(2000) locus of control and depression in selected cohorts of women. Unpublished ph . D. TuesisUniversity of temple a v. aliab W. lib .unmi. com / dissertations.
66- Levenson , M.Hu (1999) : working with Emotional Intelligenece : ETC: A Revew of General Semantics, 56, L , 103 – 104.
67- Lindley, L.D.(2001):Personality, other dispositional variables , and human adaptability. Unpublished Ph .D thesis , Universty of lowa state available: www.lib.unmi.com/dissertaions
68- Lutwak Nita and other (2001): Shame and guilt and relationship to positive expectations and anger expressiveness, Adolescence, Vol.36, No.144, P. 641- 653.
69- Mayer, J., Salovey, P., Bedell, A., and Detweiler, J., (2000): Current Directions in Emotions Intelligence Rescarch. In M. Lewis & J. Haviland – Jones (Eds.) Hanbook of Emotions (2nd ed., pp. 504-520). New York: Guilford Press.
70- Mayer, J.D Salovey , P& Carsou ,.D (2000):Competing models of emotional Intelligenece(in): Sternberg, R, J(Ed);Hand book of Human Intelligenece New Yourk , Cambridge Univ, Press. Murensky, C. L . (2000)the relationships pcvsonality , critical thinking ability and organi zational leadership performanse at upper levels of mangament .
71- Mayer, J.D., (2001): Emotion, Intelligence, and Emotional Intelligence. In: forgas, joseph P. (ED): handbook of Affect and Social Cognition. Mahwah: lowrence Eribau, associates (PP. 410-431).
72- Mayer. J.D and Salovey. P (1997): e .What is emotional Intelligenece , In Salovey , P uyter . D.I et al, (Ed) Emotional development and motional intellingence. Educational imptieations . New York . Basic Books . Inc, pp 1- 34 .
73- Mehrabian,A.(2000): Beyond IQ: Broad –Based measurement of individual Potentional or Emotional intelligence . Genetic , social &General Psychology mono graphs, vol . 126, Issue 2, Pp.107- 133.
74- Opp,.D.(1993): A. Study of the relationship between public School elementary gifted students and the variable of intelligence , self – esteem , and academic achievement , Diss. Abstract In . 54 (07A)P2536.
75- Padwal. R( 1984): The relationship of self Concept to intelligence , anxiety and academic achievement. Saskatchewan School Trustees Associatiati on, Reyina , Research centre .
76- Pernet, Michael (1996): Emotional Intelligence Components and Correlates Peper Perenlted at the Annual Meeting of the Americon Psychology association (Toronto. Canda.) August. 9-13.
77- Pfeiffer, Steven I.(2001): Emotional Intelligenece Components and Correlates peaper Presented at the annual meeting of the American Psychology Association ( Toronto , Canada, Auqust,: 9-13).
78- Pikonis. Shyness (1997): Public and Private and its Telationship to Other Measures of Social Behavior. Journal of Personality, 45, pp. 585-595(a).
79- Roberts, R& Zeidner, M. & Matthews .g (2002): does emotional Standards for on Intellinense. I. Emotion Publeshed by the Ab, Vol., No.3, Pp 196- 231.
80- Rose Reissman( 1999):Emotional Intelligence. Mailbox Teacher , Vol. 28, No.1 , P4 – 34.
81- Spielberger , C.D; Jacobs, G ; Russel , s . &Crane , R.S. (1983) : The state – trait anger scale. (in) J. N .Butcher and C.D187, Lawrence Elbaum associates, Inc.. S Spielberger (eds) advances inpersonality assessment , vol. 2, Pp159.