الشرائط النسجية کمدخل تجريبي لاستحداث مجسمات نحتية

المؤلفون

1 أستاذ النحت المساعد ورئيس قسم التربية الفنية کلية التربية النوعيه، جامعة طنطا

2 مدرس النسيج المساعد ، قسم التربية الفنية کلية التربية النوعيه، جامعة طنطا

المستخلص

ملخص البحث :
إن من أهم مميزات فنون العالم المعاصر التشکيلية عملية التجريب والإبتکار ، والفن التشکيلى فى فترة إزدهاره لم يعد تکراراً لشئ معروف من قبل ، ولم يعد يستخرج کنتيجة حتمية لتعاليم مسبقة وعلى هذا يقوم هذا البحث بمحاولة الخروج بشکل المنسوجة من حالتها التقليدية المسطحة وتحويلها إلى وسيط تشکيلى يمکن من خلاله بناء مجسمات نحتيه وذلک من خلال إستخدام الشرائط النسجية المنفذه بالعديد من الأساليب التطبيقيه و التراکيب النسجيه المختلفه ، على أن تکون أطوال وعروض تلک الشرائط متفاوته ، ويکون التشکيل فى کل مشغوله نسجيه  منفردا بإستخدام شريط نسجى مفرد ، نظرا لإختلاف الخامات النسجيه المستخدمه ، وکذا إختلاف الأساليب التطبيقيه والتراکيب النسجيه ، وهذا بدوره له أکبر الأثر فى تغيير أشکال تلک المجسمات ، حيث أن کل شريط نسجى له خاماته وتقنياته الخاصه به والتى تؤثر فى إمکانية التشکيل ، وبالتالى يمکننا الحصول على عدد لا نهائى من تلک المجسمات النحتيه ومعالجتها ببعض المواد التى تکسبها صفة الصلابه والمتانه مما يمکننا من وضعها فى الأماکن المفتوحه والميادين ، فالمنسوجة المجهزة فى الفراغ من أهم أنواع المشغولات النسجية المجسمة ، وهذه الأعمال المجسمة الضخمة تتأثر ببعض المؤثرات الخارجية مثل الضوء الساقط والمنعکس ، والفراغ المحيط وتأثيره على هيئة المجسم النسجي مما يعطي مفهوماً ورؤيا فنية جديدة .

مقدمة

"إن من أهم مميزات فنون العالم المعاصر التشکيلية عملية التجريب والإبتکار ، والفن التشکيلى فى فترة إزدهاره لم يعد تکراراً لشئ معروف من قبل ، ولم يعد يستخرج کنتيجة حتمية لتعاليم مسبقة ، أو لقواعد محفوظة ، بل أن الفنان المعاصر وقد ألم بما حدث فى الماضى إستطاع أن يخلص نفسه من الإلتزام الشکلى بأية قواعد أو أصول سبق للفن أن إلتزم بها، وتخلصه من ذلک کان عملية تحرر وتکشف آفاقا جديدة غير التى نهج عليها الفن قبل القرن العشرين "([1]).

ولقد شهدت الحرکة الفنية العالمية متغيرات جذرية عديدة منذ بداية القرن العشرين ، حيث استطاعت أن تغير ملامح وجه الشخصية الثقافية کلية وتقلب حاله رأسا على عقب ، فما التطور الحادث في العصر الحالي إلا نتيجة للفکر التجريبي المعاصر ، والذي نلمسه في جميع مجالات الحياة المختلفة ، فلقد إقتصر مجال التجريب إلى وقت قريب على المجالات العلمية دون المجالات الإنسانية و الفنية ثم اتسع ليشمل جميع مجالات العلوم ، متتبعا ظهور کل ما هو جديد فيها من خلال التجارب والخبرات المتنوعة .

" ويعتبر الفکر التجريبى إمتداداً لمناهج الفکر التى ظهرت فى أوربا مع مطلع هذا القرن، حيث دعت الحاجة إلى وضع مناهج للبحث تفى بحاجات ومتطلبات العصر، وقد سبق العديد من المفکرين العرب أقرانهم الأوربين فى إتباع المناهج التجريبية وقاموا بإستخدام أسلوب الملاحظة والتجربة العملية بدلا من الإعتماد على التصورات العقلية المجردة ، ومن أشهر العلماء العرب على سبيل المثال وليس الحصر "إبن سيناء"فى الطب ، و"الحسن بن الهيثم" فى الطبيعة ، "جابر بن حيان "فى الکيمياء"([2]).

" إن تکنيک ( التجريب) يحول الشکل إلى تشکيل والنظام إلى منظومة ، أى أنه يضيف شيئا إلى الشکل فکلمة تشکيل تزيد لغويا بحرفين عن کلمة شکل أى أن يضيف شيئا إلى الشکل،  فالشکل  form  تصبح له هيئه Shape جديدة هى بمثابة صيغ من التفکير البصرى لأساليب الأداء  المتنوعة مثل  ( التفکيک – التحليل – التجريب – الإختزال – التحوير – الإبدال – التحريف – التغيير – التراکب – التشفيف ( الشفافية ) – التعددية " ([3]).

فممارسة التجريب من العمليات التى تساعد على إکتساب الخبرة عمليا، وتزيد من الإبتکار نتيجة لإتاحة الفرص لکل البدائل الفکرية والجوانب العملية المختلفة التى تحدث آثار من نوع جديد ، هذه الآثار تغير من تخطيط الفکرة ، ويمکن إدراک هذه الآثار وما يستجد عليها من متعلقات جديدة عن طريق الملاحظة الواعية وتسجيل کل أثر عنها ، ولکى يکون العمل تجريبيا فإنه يعرض لأکثر من جانب من جوانب الموضوع فى کليات لها دلالات متنوعة ويکون لهذه الکليات صفة التطور والتحديث ، ومن هذا المنطلق تعتبر أسس التجريب  هى کيفية تجميع عناصر العمل أى أجزائه وإعادة ترتيبها وتنظيمها فى کليات تتميز بالتنوع فى عرض أکثر من وجهه نظر حول نفس الموضوع.

ومما تقدم فمهارة إجراء التجريب تتطلب ثوابت ومتغيرات وإلمام بمکونات الشکل ومعطياته البنيوية ، والإستغراق فى عمليات التجريب بإستخدام تلک البدائل والمتغيرات المختلفة التى قد تثرى العملية الإبتکارية فالتجريب يعتبر مجالا لتنمية التفکير والأداء الإبتکارى .

فهناک العديد من الأساليب العملية المرتبطة بالإبتکار حيث يمکن للفرد إستغلالها کوسيط لتنشط قدرته على توليد الأفکار وزيادة مهاراته الخاصة للوصول إلى حلول المشکلات بطريقة مبتکرة، وتعرف هذه الأساليب ( بالأساليب الفردية الذاتية فى التدريب على الإبداع ) ، والتجريب مرتبط بجميع المجالات سواء علمية ، تکنولوجية أوفنية وغيرها ، ففى مجال الفن يرتبط التجريب بالخامة "فالخامة ذات دور أساسى وفعال فى بناء العمل النحتى ، وقد أشار الفنانون"هنرى مور H.Moore ، يربارا هيبورث  B .Hepworth ، ناعوم جابوه N.Jabo، وفلاسفة علم الجمال "سانتيانا G. Santayana   ، جون ديوى J. Dewey  ، هربرت ريد H .Read  "إلى أهمية دور الخامة فى بناء الشکل المجسم ، وأوضحوا أن القيم الجمالية للخامة وتفاعلها مع هيئة الشکل ليست فقط مظهرا من مظاهر تجسيم الواقع المرئى أو فکرة - الفنان – أو بناء الأشکال ذات المظهر الجمالى الذى يتمثل بها الموضوع أو التعبير ، فالشکل يحمل فکره يجسدهاالفنان بالخامة واضعا کل جوانبها التشکيلية والتعبيرية فى إعتباره عند إختياره للخامه "([4]).

فيجب أن نجرب بالخامات من خلال الخروج بها من إستخدامها التقليدى فى المجالات المخصصة لها ومعالجاتها بأساليب مختلفة يمکن من خلالها الخروج بها عن الشکل المألوف .

لذا اتجهت الدراسة الحالية إلى عمل مجسمات نحتيه بإستخدام الشرائط النسجية المختلفة فى الأبعاد والتراکيب النسجية والتغيير فى الأساليب التطبيقية لتلک الشرائط بحيث تصبح .

مشکلة البحث :

تطورت الفنون التشکيلية فى العصر الحديث تطوراً هائلاً شکلاً ومضموناً ، تطوراً يواکب ما طلع علينا به العصر من متغيرات جوهرية فى المفاهيم الجمالية والعلمية وما أسفر عنه هذا التطور العصرى من معطيات تکنولوجية من خامات ووسائط التشکيل ، مما أدى إلى سعى الفنان الدائم للتجديد والإبتکار والتطوير فى رؤاه الفنية ، وفى صياغاته التشکيلية وفى وسائطه التعبيرية، ولم يتخلى فن النسيج اليدوى کأحد مجالات الإبداع التشکيلى عن مواکبة هذا التطور والتحديث والتفکير الإبتکارى المستمر ، حيث حرص الفنان على أن يأتى دائما بکل جديد ومبتکر ومتفرد من الأعمال النسجية اليدوية.

والنسيج بصفة عامة والشرائط النسجية بصفة خاصة تعتبر وسيط تشکيلى يتميز بمرونة عالية فى التشکيل ، هذا بالإضافة لما يتميز به من قيم لونية وجمالية وملمسية تختلف تبعاً لنوع النسيج المستخدم وکذلک الخيوط وطبيعتها المختلفة ( خامات – مقاسات ) والإضافات التى يمکن أن تضاف للمنسوجة أثناء عملية النسيج يمکن لها أن تثرى مجال التشکيل النحتى المجسم.

وعلى ذلک تتحدد مشکلة البحث الحالى فى التساؤل التالى :

الى أى مدى يمکن إستخدام الشرائط المنسوجة بإمکاناتها التشکيليه وألوانها کوسيط تشکيلى فى إستحداث مجسمات نحتيه تثرى بدورها التشکيل النحتى ؟

أهداف البحث :

تهدف الدراسة الحالية إلى

-          دراسة الشرائط النسجية وإمکاناتها التشکيلية .

-          التبصير بالقيم التعبيرية والجمالية فى التشکيل النسجي المجسم وما ينتج عنه من حرية فى التعبير وطلاقة التشکيل .

-          إيجاد مدخل تجريبى لإستحداث تشکيلات نحتية مجسمة .

أهمية البحث :

تتضح أهمية البحث فى :

-          إلقاء الضوء على أهمية التجريب فى مجال الفن التشکيلى بإستخدام الشرائط النسجية.

-          تسهم هذه الدراسة فى تنمية الخبرة الجمالية والتقنية لمعلم التربية الفنية .

-          يساهم البحث فى إحياء تراث فن الشرائط المنسوجة .

-          استخدام الشرائط النسجية کوسيط تشکيل فى مجال النحت .

فروض البحث :

يفترض الباحث أن :

-          توجد علاقة إيجابية بين الأسلوب التجريبي بإستخدام الشرائط المنسوجة وبين إستحداث مجسمات نحتية مبتکرة.

-          هناک علاقة إيجابية بين استخدام الشرائط المنسوجة بألوانها وإمکاناتها التشکيلية وبين إثراء القيم الجمالية والفنية للمنحوتة المجسمة .

حدود البحث :

-          يقتصر البحث على استخدام الشرائط النسجية فى تنفيذ مجسمات نحتيه .

-          إستخدام بعض التراکيب النسجية مثل ( السادة – المبرد – اللحمات غير الممتدة فى عرض المنسوج – السوماک ) .

-          يقتصر البحث على استخدام نول البرواز الخشبي فى إجراء التجرية الخاصة بالبحث.

الإطار النظرى:

فى هذا الإطار يتعرض الباحثان الى دراسة التجريب والتعرف على الشرائط النسجية وأنواعها وطرق تنفيذ ذلک على النحو التالى :

-          التجريب فى العلم .

-          التجريب فى الفن.

-          التجريب فى الفن التشکيلي.

-          التجريب فى التربية الفنية .

-          التجريب فى مجال النسجيات اليدوية لتشکيل مجسمات نحتيه .

-          تعريف الشرائط النسجية .

التجريب فى العلم :

إن السلوک التجريبى فى العلم يکمن فى القدرة الإبداعية لدى الإنسان عامة ، فالإنسان يلاحظ الظاهرة و يشعر بالمشکلة ثم يفرض الفروض و يسجل النتائج، و تعرف القدرة الإبداعية عند الإنسان عامة بأنها :

" تلک القدرة التى تؤثر فى مجالها ملتزمة بالسبب من جانب و بالحدس من جانب أخر، متجهة مرة صوب الفکر التجريدى ، وأخر تجاه الإدراک الحسى ، و العامل الذى يوحد هذين الإتجاهين هو القدرة الخيالية عند الإنسان"([5]).

"إن إنتاج عمليات التجريب فى العلم يمکن تعميمها"([6]) . أى أن إنتاج الفکر التجريبى فى العلم يوجد تشابهاً بين الناس ، إذ يعمم فى صورة تطبيق علمى و لا يمکن أن يتصف الفکر التجريبى فى العلم بصفة الفرادة و ذلک لأنه يمکن تعميمه فيصبح سلعة للإنتاج الآلى المنتشر و المميز لهذا العصر .

التجريب فى الفن :

أصبح لفظ التجريب شائعا فى النقد الفنى المعاصر، بإعتباره فنا يتميز بحلول غير تقليدية أو مالوفة ، فکثيرا من الإتجاهات الفنية التى تبدو عليها ظاهرة الإستحداث يصفها النقاد والمعاصرون بأنها تجريبية ، بمعنى أنها تکشف عن جانب جديد للموضوع ، فالفن يدور فى دائرة التجريب ، والحقيقة فى التناول التجريبى ليست مجرد توافق بين أفکارنا والواقع، حيث إن الأشياء فى الطبيعة تکون مستقلة عن العقل المدرک والروابط الموجودة بين الأشياء قابلة للتغير بإستمرار لأنه من الممکن تنظيم الأشياء فى علاقات جديدة فى أى لحظة .

" التجريب فى الفن هو منهج الفکر الذى يقدم بدائل أو حلول مختلفة فى شکل متعلقات تشکيلية جديدة تتضمن دلالات ومعانى غير مألوفة کما أنه الأسلوب الذى يوضح بعض الجوانب المختلفة للموضوع الواحد "([7]).

وتذکر هدى أحمد زکى أن "التجريب فى الفن ليس مجرد تشکيل فنى جديد بقدر ما هو سلوک يساعد على نمو التفکير و الأداء الإبداعى و الطلاقة التشکيلية ، خلال عرض الجوانب الجمالية المختلفة للموضوع و الحلول المختلفة "([8]).

فالفنان الصادق هو إنسان مجرب يبحث دائما عن جوانب تشکيلية جديدة للموضوع أو الشکل الذى هو بصدد التعبير عنه ، و قد غير مفهوم التجريب و دلالاته فى مجال الفن کثيراً من القيم الفنية حتى ذابت الفوارق التقنية بين الأساليب المختلفة .

" فالتجريب التشکيلى إذن يريد أن يفسر الواقع بمبادئ متعددة، بدلا من الإستعانة بطائفة من المجردات التى لا تکفى مطلقا لتفسير ما فى العالم من خصوبة ووحدة وثراء، ومؤدى هذا أن الواقع لا يتطابق دائما مع تصوراتنا العقلية "([9]).

والفنان المعاصر يعتمد على أسلوب البحث والتطوير والتجريب لمسايرة رکب الحضارة والإنطلاق نحو الجديد لتحقيق التوازن فى الإبداع الفنى بين القيم الجمالية والمنفعة الوظيفية، وذلک يتطلب منه علما ومعرفة وخبرة نحو إکتشاف وإدراک العلاقات التشکيلية المستحدثة ، کما  يعتبر الفکر التجريبى هو صميم التجربة الفنية التى تجسد الأفکار وتبلور الأحاسيس ، وتختار منها البدائل التشکيلية فى تآلف متکامل فتظهر الإرتباطات التشکيلية الجديدة والعلاقات المستحدثة .

"ويشير جيلفورد إلى أن کثيراً من الفنانين يعالجون موضوعاتهم بأکثر من معلومة من أجل الوصول إلى الإنتاج الإبتکاري ، فهم أولا يدرکون موضوعاتهم فى صيغة من "المعاني"، ثم فيما بعد يتم تحويلها إلى صيغة من "الأشکال" ،  ويتم إنتاج المعلومات المخزنة فى الذاکرة عن طريق عمليات التفکير  " ([10]). وفى عملية الإبتکار يکون من الضروري لهذه المعلومات أن تحقق من جديد عبر الترابطات الجديدة بصيغة أشکال إبتکارية .

فالأفکار التى يعبر عنها الفنان کثيرة ومتنوعة ، وتختلف من فرد إلى أخر ، کما أن وسيلة التعبير عن الفکرة الواحدة تختلف أيضا من فرد إلى آخر ، والفکرة من الممکن التعبير عنها بأکثر من وسيلة ، فالفن فى النهاية مهما إختلف النقاد والفنانون في تحليله ما هو إلا إحدي وسائل التعبير عن إنفعالات الإنسان ، وعواطفه ، وخبراته .

والإبتکار فى مجال الفن يتمثل بإيجاد الحلول للمشاکل الفنية فى مجال الأشکال والألوان والمساحات والکتل والخطوط والحرکات والملامس التي تتضمنها تلک الأعمال الفنية التى ينتجها الفنان تعبيراً عن رغباته وميوله ودوافعه فى شتي مجالات الحياة ، فالعمل الفني لا يوجد فى ذهن الفنان بملامحه التى ينتهي إليها والتى يتميز بها بعد إخراجه إلى الواقع ، وإنما يأتي وفق نظام خاص مرهون بدرجة الوعي لدي الفنان ، ودرجة حساسيته الجمالية ، ودرجة مهاراته الأدائية معا ، حيث تتشکل له رؤية إبداعية خاصة تمنحه تلک المهارة الإبداعية التى تجعل من تناولاته للشکل والمضمون أسلوب إبتکاري خاص بالفنان .

إن کل ما يحاول أن يفعله الفنان المبتکر هو إحکام الروابط بين العلاقات فتظهر متوافقة، ومتحدة ، وقد أخذت طابعاً جديداً يخالف کليةً البداية التى بدأ منها الفنان . "فالمبتکر يقوم بمغامراته ولا يعرف إلى أين يتجه ، وفى سيره نحو تحقيق هدفه يشکل نفسه ، ويستفيد من تجاربه وتجارب غيره ، وکلما توسع أفقه إزداد عمقاً فى کشف خيط من هذا الکون المجهول الذي يخفي سره عليه وعلى غيره من بني البشر ، فالبداية فى العملية الإبتکارية قد تبدأ بالمألوف، ولکن النهاية تکشف شيئا غير مألوف"([11]).

فالعمل الفني إنتقال من الواقع المادي إلي تجاوز هذا الواقع المادي ، أو إنتقال إلي فهم وإدراک جديد لذلک الواقع ، وهذا ما يطلق عليه الفنان کلمة الوحي أو الإلهام ، الذي يحدث في لحظة فجائية وبعملية ذهنية رتيبة ولکنها خارجة عن إرادة الفنان ، يتجلي له الواقع بصيغة أخري لها إتصال راهن بالواقع ، کذلک فالعمل الفني خلق وإبداع وتنظيم وتنغيم وإبراز لبعض القيم ، وهذه القيم هى محصلة التفاعل بين الفنان والموضوع الذي أثاره ، هذه الحصيلة هي ثمرة التأمل والتعمق فى إدراک الکل فى وحدة ، وفى تآلف ، فالعمل الفني المبتکر لا ينفصل عن الفنان الذى ينتجه ، ولا عن المشاهد .

"وعلى الرغم من أن الفنان يحاول جاهداً أن يضع کل رصيده من الخبرة فى عمله الفني، بحيث يصبح هذا العمل قادراً علي أن يشع تجربة الفنان معتمداً على ذاته إلا أن تأثير العمل الفني يمکن أن ينعکس من العمل ذاته على الرائي حتى بعد أن يکون الفنان قد رحل إلى العالم الآخر"([12]).

ونستخلص من ذلک أن رؤية العمل الفني والإحساس به مسألة نسبية متغيرة من فرد إلى آخر تبعاً لخبراتهم المختلفة ، فقد يري المشاهد فى هذا العمل أشياءاً وقيماً لم يقصدها الفنان ، وبذلک فإن رؤية العمل الفني تتغير تبعاً لعقلية کل راءٍ يتذوقها ، "ويمکن للفنان المبدع أن يستعير أفکارا من غيره ، ولکنه يوظفها توظيفاً جديداً ، ويري فيها معاني جديدة ، ويضفي عليها دلالات جديدة لم يسبقه إليها أحد "([13]).

التجريب فى الفن التشکيلي :

تتيح الأنشطة المختلفة في مجال الفنون التشکيلية مجالاً واسعاً للإندماج فى الممارسات الإبتکارية التي يقوم بها الفنان ، حيث أن الإندماج الفعال فى ترکيب العناصر الفنية أساس للنمو الذاتي للفنان ، وينعکس فيما بعد على الممارسات الإبتکارية . فکل فنان يستغل طاقاته بأکملها ، " لتحقيق صيغ شاعرية من الخطوط والألوان والترکيبات ، لإبتداع صور جميلة تحقق الإستمتاع الحسي المباشر ، مستغنياً عن أساليب المحاکاة والمباشرة ، ومطلقاً لخياله العمل بحريته وعفويته، وبالإستغناء عن الشائع من التقنيات ومستخدماً خامات متنوعة لإثراء التعبير"([14])، مما يدفعه إلى کشف وإستنباط أساليب جديدة للتشکيل ، متکيفة مع سياق التعبير الفني ، فالأسلوب هو الذي يجعل من الخامة عملاً فنياً .

وبمرور الفنان المبتکر بمراحل العملية الإبتکارية فإنه يرفض الحلول القديمة ، ويحاول العثور أو البحث عن إتجاهات جديدة للتفکير والتنفيذ ، يمکنه من تجديد مظاهر التشکيل الفني المبتکر لديه.

"فلقد حصل الفنانون على حريتهم فى إبتکار لغتهم البصرية الخاصة ، وأيضا حريتهم فى القيام بالتجريب من خلال الأشکال الجديدة والمواد الجديدة ، وهذا السعي الذي لا يهدأ لتوسيع حدود التعبير هو ما أنتج تغيرات أسلوبية، ورؤي فنية جديدة مستمرة"([15]).

ومن هنا إستطاع الفنان التعبير عن فرادته وشخصيته الفنية ، وإبتدع لنفسه أشکالا ومفردات وأساليب خاصة به ، مما يؤدى إلى إيجاد صيغة تشکيلية مستقلة تحمل بصمة ذلک الفنان، والبعد التشکيلي عند المبدع ، له إستقلاله وخصائصه المميزة ، ذلک أن کل المبدعين إنما ينظرون إلى العمل وهو يتقدم، بعين المثال الذي يقوم بنحت أعماله فتنکشف له ملامح العمل الفني مرحلة بعد الأخرى ، وهذا التکشف المتتالي ، يزيد من المساحة المضاءة من عناصر العمل الفني المبتکر . فالمبتکر يستخدم خياله فى إدراک ورؤية عمله الفني ، الذى يمر أثناء عملية تشکيله بمرحلتين رئيسيتين هما :

- مرحلة فى عقل الفنان . 

- والمرحلة الثانية على المادة التي يستخدمها المبدع کأرضية لعمله الفني .

فهناک فنانون لا يدرون وهم يعملون کيف تأتيهم الأفکار وينتقلون بها عبر مراحل النمو المختلفة للعمل الفني ، وهذه الخاصية موجودة لدي جميع الناس وعند کل الفنانيين ، ولکن بدرجات ومستويات ، وهي قابلة للتدريب والنمو . والفنان الحاذق ، هو الذي ينمي لديه تلک الخاصية بأبعادها المختلفة حتى يستعين بها وهو يتعامل مع مادة إبداعه .

"والحقيقة أن تلک العمليات التي يقوم بها الفنان ، هى التي تشيع فى العمل روح الجده والطرافة ، فما تبصره العين واقعاً متحققاً فى نظرة واحدة مستوعبة ، سيکون بدون شک غير ما يخيل الفکر والخيال فى أبعاده ، وقد تغيب أبعاد وتحضر أمام الفکر أبعاد، إن العمل المتحقق على الورق أو على أي مادة أخرى ، واقع ملموس وکيان متحقق ، وبالتالي  فإن النظر إليه من أکثر من زاوية ، وبأکثر من عين مدربة ، وفى فترات زمنية متباينة ، يمکن أن يطلع المبدع على جوانب خافتة فيه تحتاج إلى مزيد من الإبراز ، أو قد يکشف عن ثغرات تحتاج إلى ما يملؤها ، أو يبين عن زوائد لو حذفت لتحققت للعمل الفني درجة أو أخرى من التماسک والإکتمال"([16]).

فعمليات التجريب والإکتشاف المستمر فى ممارسة الفن تتيح الفرصة للفرد لأن يکون له شخصيته الفريدة وطابعه الخاص الذي يظهر عادة فى سلوکه وفى عاداته وفى معاملاته مع الناس "  ([17]) ، والتجريب فى الفن هو منهج الفکر الذي يقوم على البدائل والحلول المختلفة فى شکل متعلقات تشکيلية جديدة تتضمن دلالات ومعانى غير مألوفة کما أنه الأسلوب الذي يوضح بعض الجوانب المختلفة للموضوع الواحد .

وتذکر هدي أحمد ذکي أن " التجريب فى الفن ليس مجرد تشکيل فنى جديد بقدر ما هو سلوک يساعد على نمو التفکير والأداء الإبداعي والطلاقة في التشکيل ، خلال عرض الجوانب الجمالية المختلفة للموضوع والحلول المختلفة " ([18]) .

لذا تؤکد أهداف التربية الفنية على التجريب ، الذي أصبح من المهم بمجالات الفنون التطبيقية عامة والتربية الفنية خاصة ، حيث أصبح التجريب بالخامات والوسائط أحد أکبر إهتماماتها ، مما يتيح الفرصة لظهور المعالجات الابتکارية ، فيصبح للتفکير المتجدد والقوة المدرکة سيطرة واضحة على العمل الفني ، وبذلک فمن خلال إخضاع عناصر العمل النسجي للتجريب يصبح هناک فرصة لإبتکار تشکيلات نسجية مستحدثة .

ولقد ظهرت أهمية التجريب بصفة عامة فى مجال الفن التشکيلي ومن بينهما مجالات النسجيات اليديوية لإنتاج تشکيلات متميزة ذات فکر تجريبى تتحقق من خلالها القيم الفنية والجمالية فى المنسوجة اليدوية .

ونتيجة للانطلاقة الفکرية المعاصرة نحو التجريب والتجديد ، تطورت أساليب الأداء فى النسجيات اليدوية المعاصرة من حيث أسلوب التشکيل والتقنيات والخامات والأدوات للتعبير عن رؤية تشکيلية معاصرة ، حيث دخلت على المشغولة النسجية کثير من الإضافات والإستحداثات والتطورات کحلول فنية جديدة وصياغات تشکيلية تحمل تجسيدا فکريا وجماليا للعمل النسجي ، کما حمل أيضا العمل النسجي رؤية تشکيلية جديدة ومتجددة لمواکبة روح العصر .

التجريب فى التربية الفنية:

يعد ميدان التربية الفنية من أکثر الميادين إتساعا لممارسة التجريب للوصول إلى حلول جديدة للمشکلات الفنية والجمالية التى تواجه العملية التعليمية ، فدور التربية الفنية هو تنمية القدرة على الإبتکار حيث نجد "أن المعنى المرتبط هنا هو محاولة تعويد المتعلم على إيجاد حلول جديدة للمشکلات الفنية غير النوع المألوف ، وکلما إزداد الجديد کثرة ووفرة ساعد ذلک على الإحساس ببهجة الحياة وثرائها " ([19]).

"يجب أن تقدم التربية الفنية شيئا أکبر من مجرد المهارة اليدوية فى أداء العمل الفنى،لأن تنمية هذه القدرات الخاصة بالأداء هامة ، ولکن الأهم منها أن نشجع نمو الإبداع عند المتعلم، ونشجع القدرة على إکتشاف علاقات جديدة ليبتکر المتعلم طرقا ومداخل جديدة يحقق بها ذاته فنيا "([20]).

" فالتربية الفنية المعاصرة تتطلب من کل مشتغل بها أن يکون لديه عقل الباحث المجرب، ويضع کل خبراته موضوع التجريب ليصل من خلالها إلى أهم الحقائق التى يبنى عليها خططه ودروسه لضمان تحقيق أفضل النتائج "([21]).

حيث تسعى التربية الفنية فى الوقت الحاضر إلى تنمية التجريب المباشر للتفکير الإبتکارى عند الطلاب وتوجيه طاقاتهم للکشف عن قيم جديدة کما إنها تتيح فرص الإبداع غير المقيد، فکل سن له إمکانياته المتکاملة فى حد ذاتها فى التعبير وفى الأداء الفنى،  فتسعى التربية الفنية الحديثة عن طريق ممارسة الأسلوب التجريبي لتنمية التفکير و الأداء الإبتکارى، لما يتيحه ذلک الأسلوب من فرص کبيرة لتغيير الشکل و تحريکه و إعادة تنظيمه و ترتيبه بطرق جديدة وغير مألوفة.

فممارسة التجريب کموقف تعليمى يفيد الطالب للتغلغل فى ميادين فنية أخرى مما يفيد فى إيجاد حلول تشکيلية و فنية مبتکرة لما يقابله من مشکلات ، فيجب تدريب الطالب على ممارسة طرق التفکير التجريبى ، و هذا لا يعنى بالضرورة أن يکون الطلاب کلهم مبدعين ، و إنما الهدف هو ممارسة الفکر التجريبى الإبداعى خلال تنسيق و تنظيم عناصر التشکيل ، وفى ذلک تدريب على السلوک الإبداعى الذى يتيح فرص ظهور الأفکار الجديدة.

لذا تؤکد أهداف التربية الفنية على التجريب ، الذي أصبح ضرورة حتمية بمجالات الفنون التطبيقية عامة والتربية الفنية خاصة ، حيث أصبح التجريب بالخامات والوسائط أحد أکبر إهتماماتها ، مما يتيح الفرصه لظهور المعالجات الإبتکارية ، فيصبح للتفکير المتجدد والقوة المدرکة سيطرة واضحة على العمل الفني .

وتتيح التربية الفنية من خلال الأنشطة الفنية المتنوعة مجالاً أمام الطلاب کي يندمجوا في الممارسات الإبتکارية التي يقوم بها الفنان ، فالإندماج الفعال وترکيب العناصر الفنية نشاط أساسي للنمو الذاتي للطالب، وذلک النوع من الممارسة الإبتکارية ينعکس علي السلوک العام للطالب طوال حياته حتي إذا لم يحترف الفن مستقبلا.

" وتهدف التربية الفنية إلي تنمية القدرة الإبداعية لدي الأفراد ، ومن البديهي أن المبدع يتفوق علي قرينة غير المبدع، والمبدع قائد يتحرک إلي الأمام ، يرسم الطريق إلي الجديد، ويکشفه ، فيقتفي الناس أثره ، وعلي ذلک لا يستوي المبدع وغير المبدع"([22]).

وحينما تنمي التربية الفنية القدرة الإبداعية فإنها ترفع الإنسان درجات نحو کشف المجهول ، والإبداع ذو مستويات متنوعة بالنسبة للفرد حينما يقارن إنتاجه بعضه ببعض، وبالنسبة للأفراد حينما يقارن کل منهم إنتاجه بإنتاج غيره.

فالإبتکار هنا يمثل جزءا أساسيا من أهداف التربية الفنية ، حيث أنها المادة المثلي التي يمکن أن تنمي التفکير المتشعب ، ومع التأکيد على الإهتمام بالقدرات الإبتکارية للطالب إتجهت ممارسة الفن إلي تشجيع النشاط التجريبي کأسلوب إبتکاري لحل المشکلات، وأصبح الفن يسعي إلي تقديم خامات وموضوعات مستحدثة ، ولا شک أن أهم وظائف الفن المرتبط بالثقافة المعاصرة الإتجاه إلي الإبتکار والإجتهاد في معارضة النقل والتقليد ، وإدراک الأشياء الطبيعية ومعالجتها بذاتية خلاقة.

تعد التربية الفنية وما تحتويه من تعبير فني ترجمة لما يدور فى نفس الطالب وتعبيراً عن أحاسيسه الذاتية وإنفعالاته ومشاعره إتجاه الأشياء فى البيئة المحيطة به ، وعندما يمارس الطالب التعبير الفني بحرية فإنه يشعر بکيانه وتمتلئ نفسه بالثقة والإعتزاز وتنمو خبراته وقدراته ومعارفه.

کما تسهم التربية الفنية فى تنمية الإستعدادات والمهارات الجسمية واليدوية والوظائف الحرکية ، وتطوير قوي التوافق والتحکم والتآزر الحسي والحرکي ، وتوفير فرصاً کثيرة لتدريب الإستعدادات والوظائف العقلية کالإدراک والحفظ والتذکر والإستدعاء والإبتکار، بالإضافة لوظيفتها فى تنمية القدرة الإبتکارية لدي الطلاب ، فالنشاط الفني يقوم على الملاحظة الدقيقة للأشياء والربط بين عناصر الأشياء للوصول إلى صياغة جديدة للأشياء حتى يکتمل بها التعبير من وجهة نظر الفنان .

ولقد حظيت مادة التربية الفنية بأهميتها کعنصر أساسي فى الهيکل الدراسي لتنمية القدرات الإبتکارية لدي المتعلمين، "وکان لإهتمام المتخصصين فى تطوير مناهج التربية الفنية دورا ً کبيراً وسعي لتدريس مفهوم الحاجة للتربية الفنية کمادة دراسية أساسية فى المنهج العام، لما لها من أهمية کبري فى مخاطبة العقل والوجدان وتهذيب الإحساس وتکوين الشخصية التي تساعد على التخلص من الجمود وتمنح المرونة الکافية عند حل أي مشکلة أو مواجهة أي موقف، وتدفع إلى التجديد وإنتاج کل ما هو مبتکر " ([23]).

"والإبتکار هنا يمثل جزءاً أساسياً من أهداف التربية الفنية حيث أنها المادة المثلي التى يمکن أن تنمي التفکير المتشعب ، فلا يوجد فى التعبير الفني إجابة واحدة سليمة ، ولکن هناک عديد من الإحتمالات المتنوعة التى تحقق القيم الجمالية ، ومع التأکيد على القدرات الإبتکارية إتجهت ممارسة الفن إلى تشجيع النشاط التجريبي کأسلوب إبتکاري لحل المشکلات ، وأصبح معلم الفن يسعي إلى تقديم خامات جديدة وموضوعات مستحدثة ، وإدراج الفن فى المنهج بهدف التأکيد على الخبرة وتنمية القدرات الإبتکارية"([24]).

ومن هنا فالتربية الفنية تعتبر وسيلة مساعدة لإکساب المهارات وتوظيف القدرات والمهارات الفنية کما تسهم فى تکوين الذوق الفني وتنمي القدرة الإبتکارية وتساعد الفرد على تحويل المعاني إلى أشياء ملموسة تستثير الحواس .

التجريب فى مجال النسجيات اليدوية لتشکيل مجسمات نحتيه:

لم يعد الإتجاه الحديث فى مجال النسجيات اليدوية قاصرا على إنتاج نسجيات يدوية مألوفة، وفى ظل النمو العلمى والثقافى ، وکان لزاما على الفنان أن يرتقى بمستوى ما يقدمه من نسجيات يدوية من حيث التصميم والصياغة أو التقنية والأسلوب الأدائى والوظيفة والتطبيق .

فلقد ظهرت أهمية التجريب بصفة عامة فى مجال الفن التشکيلى ومن بينها مجال النسجيات اليدوية لإنتاج أعمال فنية نسجية متميزة ذات فکر تجريبى تتحقق من خلالها القيم الفنية والجمالية فى المنسوجة اليدوية .

ونتيجة للإنطلاقه الفکرية المعاصرة نحو التجريب والتجديد ،تطورت أساليب الأداء فى النسجيات اليدوية المعاصرة من حيث التقنيات والخامات والأدوات للتعبير عن رؤية تشکيلية معاصرة ، حيث دخلت على المشغولة النسجية کثير من الإضافات والإستحداثات والتطورات کحلول فنية جديدة وصياغات تشکيلية تحمل تجسيدا فکريا وجماليا للعمل النسجى، کما حمل أيضا العمل النسجى رؤية تشکيلية جديدة ومتجددة لمواکبة روح العصر .

فيعتبر مجال النسجيات اليدوية بسماته المميزة کلغة تشکيلية مستقلة، يمکن التعبير عن تلک النسجيات بإعتبارها أعمالا جمالية بحته أو أعمالا جمالية ذات وظيفة نفعية ، فمجال النسجيات اليدوية من أکثر المجالات الفنية إتباعا للفکر التجريبى ، حيث إن المشتغلين بهذا المجال دائموا البحث عن تقنيات وأساليب جديدة.

" حيث أن التجريب يعد مدخلا هاما لتحديد أساليب تنظيم المتغيرات المختلفة المتعلقة بعملية التعليم بمجال النسجيات اليدوية فالتجريب سلوک يساعد على نمو التفکير والأداء الإبداعى والطلاقة التشکيلية خلال عرض الجوانب الجمالية المختلفة للموضوع والحلول المختلفة له "([25]).

فالوعي بعملية التجريب فى مجال النسجيات اليدوية يسهم فى تنمية الإدراک وتنشيط عملية التفکير الإبتکاري ، فيسعي الفنان إلى تقديم معالجات فنية لسطوح المنسوجات اليدوية ، ومتغيرات تشکيلية متنوعة ، مما يعد مدخلاً للتجريب ، والذى يسهم في :

- إستنباط رؤى تشکيلية جديدة لتناول العمل النسجي .

- فتح المجال لرؤى فنية مستحدثة.

ففي مجال النسجيات اليدوية وکنتيجة طبيعية لإرتباط الفن بالعلم ، تغير مفهوم العمل الفني النسجي حيث تنوعت مصادر الرؤية الإبداعية ، مما أدي إلى حتمية تخطي الفنان حدود العمل النسجي التقليدي ، ولذلک تغيرت هيئة العمل النسجي ، فأصبح متعدد المستويات أو مجسماً ، ولم يعد بالضرورة ثابتاً بل أصبح متحرکاً ، سواء حرکة طبيعية أو صناعية ، وقد يرفع على قواعد أو يمتد فى شکل جدارية کبيرة ، مع إفراد مساحات واسعة من العمل النسجي تلعب فيها تقنيات التنفيذ دوراً هاماً بجانب الخامة النسجية ، مما ساعد على إزدياد التحديث والتطوير فى العمل النسجى ، حيث الإستفادة من معطيات العصر الذى قدم لنا  العديد من الخامات النسجية سواء کانت طبيعية أم صناعية والتقنيات والتراکيب النسجية وإضافة بعض الوسائط التشکيلية المتعددة التى أتاحت الفرصة لإبتکار أعمال نسجية فى صياغة غير مسبوقة وفکر جديد متفرد .

الشرائط النسجية :

" تدل الشواهد على أن المصرين القدماء يستخدمون الشرائط الکتابية الخالية من الزخارف فى  لف الموميات ، وکانت فى الأغلب مقاطع من منسوج عريض ، فإن اللوحات الجدارية المصرية القديمة تتضمن أمثلة لوجود أقمشة منقوشة نسجت فى نفس الوقت ، حيث کانت الشرائط الزخرفية أحد وسائل تزيين الأردية على مر العصور فى مصر " ([26])   .

وإهتم القدماء المصريين أيضا بإستخدام الشرائط المزخرفة خاصة الزخارف الهندسية وزخارف الخطوط المتعرجة إلى جانب الزخارف النباتية ، ومن أهم التراکيب النسجية التى رکزوا على استخدامها فى تلک الشرائط هى الترکيب النسجي السادة الممتد والتراکيب السادة المزدوجة إلى جانب إستخدام أسلوب اللحمات غير الممتدة .

" کما إنتشر إستخدام الشرائط فى العصر القبطي ، حيث کانت الشرائط المزخرفة تنسج بأسلوب النسيج السادة 1/1 ذات اللحمة غير الممتدة ، والذي عرف بأسلوب القباطي ذو التأثيرات اللونية المتنوعة ، وکانت هذه الأشرطة تنسج منفصلة ثم تضاف إلى الثياب" ([27]) .

وفى العصر الإسلامي کانت تنسج ککنارات فى المنسوج تحتوى على زخارف نباتية أو شرائط بها کتابات عربية ، وفى العصر الحديث ، تنوعت أشکال الشريط الزخرفي ، وتنوعت أغراض استخدامه فمنها شرائط تضاف إلى المفروشات ، ومنها ما تزين به الملابس لعناصر تجميلية وکذلک منها ما يستخدم کمعلق حائط .

وفى مناطق مختلفة من العالم يستخدم الشريط المنسوج لعنصر زخرفي إضافي يتم نسجة وفق الأغراض الوظيفية والجمالية المقصود منها ، ويستخدم فى إنتاج ذلک خامات متنوعة وأنوال مبتکرة ، وتراکيب متشابهة لتلک المستخدمة فى النماذج التاريخية .

أنوال الشرائط النسجية اليدوية :

    "هى انوال بسيطة الترکيب والتشغيل ، تنتج منسوجات ضيقة العرض منها أنوال تترکب من أصابع خشبية يلف حولها السداء ، ومنها ما يترکب من ألواح من الکرتون ويسمي (نول الألواح) ومنها ما ينتج شرائط لا يتعدي عرضها عن 1 سم ويسمي نول العقدة الشرقي " ([28]). 

الدور التشکيلي للشرائط النسجية فى التشکيل المجسم:

    إن الشريط النسجي ذو إمکانات تشکليلية متعددة فى صياغة المشغولة النسجية ، فهناک العديد من النساجين إعتمدوا فى تنفيذ معلقاتهم النسجية ، على استخدام الشرائط لتحقيق بعد الحرکة فى المشغولات النسجية حيث إتخذت أوضاعا وأشکالا وصورا متنوعة لصياغة غير مألوفة .

وسوف نستعرض بعض الأعمال النسجية المجسمة المقترحة بالتجربة البحثية وتشکيلها فى صورة منحوتات.

ثانيا الإطار التجريبى :

فى هذا الإطار يتعرض الباحثان الى إجراء بعض التجارب بهدف إستحداث بعض المجسمات النحتية من خلال استخدام الشرائط النسجية المختلفة فى الخامات والمقاسات وأساليب التنفيذ حيث تتميز الخامة فى هذا البحث بأنها :

-          ذات تقنيات واسعة تشکيليا ، ولها خواص حسية وترکيبية يتفاعل معها الفنان جماليا وتشکيليا فى بناء الشکل ، ويتحقق ذلک من خلال :

  1. الإستفادة من التقنيات التشکيلية الخاصة بالخامة کوسيط تشکيلى مباشر فى تحقيق صياغة جمالية ، تؤثر فى بناء العمل تشکيليا .
  2. إدراک الفنان للخواص الحسية والترکيبية والإمکانيات التقنية للخامه والحاله التى سوف يکون عليها العمل بعد إنتهاءه ، وتوظيفها فى إخراج ذلک العمل الفنى .

-          مراعاة العلاقة بين طبيعة الخامة والتقنية المرتبطة بها والمفهوم الفنى الجديد الذى ينتج عن تلک التقنيات ، حيث أن إختيار الخامة والتقنية المرتبطة بها تشکل هدفا فى حد ذاته، أو مقياسا من مقاييس العمل الفنى .

حيث تم إستخدام الشريط النسجى المنفذ بإسلوب التشکيل النسجى 1/1، وتشکيله من خلال التعبير فى شکله الهندسى المنتظم عن طريق حرکته الرأسية المتموجة سواءا کانت منتظمة فى الشکل ، وذلک بالإعتماد على حرکة اللون الأفقية والمعالجة العکسية لها فى إتجاه رأسى ، مع الإستفادة من خيوط السداء القطنية بعد تشبعها بمادة البوليستر الشفاف ليمکن تحريکها بحيث تبدو ثابته .

فقد جائت جميع الأعمال تعبر عن بناءات تشکيليه مجرده ، وذلک فى بناءات ثابتة على الأرض محلقه فى الفراغ ،إعتمدت جميعها على الشرائط المنسوجة بأساليب وتقنيات نسجية مختلفة.

کما اعتمدت جميع الأعمال على شکل ومظهر الخامات النسجية ، والتقنيات الخاصة بها دون وجود أى موضوع تعبيرى مباشر .

أظهرت حرکة الخيوط ونظام التراکيب البنائيه النسجية ، وجود مستويات بارزة وغائرة على السطح النسجى وتأکيدها من خلال حرکة الشريط النسجى نفسه ليحلق فى الفراغ .

هذا بالإضافه إلى تفاعل الخيوط المختلفه مع الضوء من خلال نظامها البنائى ، مما يؤکد حرکتها ونظامها على السطح ، وإحداث ظلالا وبقعا ضوئيه وظليه متناغمه على سطح العمل النسجى .

حيث اعتمد فى تشکيل جميع الأعمال على الحرکة العضوية للشريط النسجى سواءاً فى الإتجاه الرأسى أو الأفقى ، للخروج بالشريط النسجى من الحالة الهندسية الإستاتيکية الى الحرکة العضوية الديناميکية التى يحدث من خلالها تداخل الخيوط الأفقية مع الرئسية ليعطى نوعاً من الثراء اللونى للعمل النحتى .

هذا بالإضافة الى الإستفادة من طبيعة الخيوط المختلفة المستخدمة فى النسيج ، حيث جاءت فى بعض الأعمال تبدو کما لو کانت خربشة فى الفراغ لتعطى نوعا من الملامس السطحية التى لايمکن الحصول عليها من خامات غير تلک الخامات النسجية ، ويتضح ذلک فى العمل رقم (3) شکل (3) ، کذلک فى العمل رقم (4) شکل (4)، حيث التوتر السطحى غير المتماثل والناتج عن استخدام نوعا معينا من الخيوط والتى ينتج عن تقاطع خيوط السداء مع خيوط اللحمات هذا النوع من الملامس والتى يصعب الحصول عليها من خلال الخامات التقليدية المستخدمة فى مجال التشکيل النحتى ،هذا بالإضافة الى الإضافات التى يمکن أن تضاف للشرائط النسجية والتى يمکن الإستفادة منها فى التشکيل النحتى مثل التوليف فى الخامات أو إضافة الخرز وغيره من الخامات التى تعکس الإضاءة کماهو واضح فى العمل رقم (1، 5) شکل (1 ، 5)، أو إستغلال بعض أساليب التشکيل النسجى مثل ( السداء المضاف ) وذلک للحصول على بعض الفراغات الداخلية فى الشريط النسجى، وما ينتج عنه من الحصول على کتل نحتية تتميز بالخفة والرشاقة نتيجة للفراغ الداخلى الذى يتخلل الکتلة کما يتضح ذلک فى العمل رقم (6) شکل (6). 


المشغولة النسجية الأولى:

-    التوصيف

-    المقاس:5×30سم .

-    النول المستخدم :نول البرواز .

-    الترکيب النسجى السادة 1/1.

-    الخامات :خيوط صوف بالألوان الأحمر والأصفر والأخضر والبنفسجى.

 
   


المشغولة النسجية الثانية:

-          التوصيف

-          المقاس:4×30سم .

-          النول المستخدم :نول البرواز .

-          الترکيب النسجى السادة 1/1 بأسلوب اللحمات غير الممتدة.

-          الخامات : خيوط صوف بالألوان الأحمر ، والرمادى ،والأصفر ،و الأزرق مع إحداث التوليف بالخرز.

 
   

 


المشغولة النسجية الثالثة:

-          التوصيف

-          المقاس:3×30سم .

-          النول المستخدم :نول البرواز .

-          الترکيب النسجى السادة 1/1.

-          الخامات :الخيوط الزخرفية المتعددة الألوان، والخيط الصوف الأزرق.

 

 


المشغولة النسجية الرابعة:

-          التوصيف

-          المقاس:5 × 30سم .

-          النول المستخدم :نول البرواز .

-          الترکيب النسجى السادة 1/10.

-          الخامات :الخيوط الزخرفية.

 

 


المشغولة النسجية الخامسة:

-          التوصيف

-          المقاس:4×30سم .

-          النول المستخدم :نول البرواز .

-          الترکيب النسجى السادة 1/1 ، وإستخدام أسلوب السداء المضاف.

-          الخامات :الخيوط الحرير ذات الألوان الأصفر والأحمر والأزرق، مع التوليف بشرائط زرقاء وخرز مختلف الأحجام.

 
   

 

 

 

 


المشغولة النسجية السادسة:

-          التوصيف

-          المقاس:5×30سم .

-          النول المستخدم :نول البرواز .

-          الترکيب النسجى السادة 1/1 ، وإستخدام أسلوب السداء المضاف.

-          الخامات :الخيوط الحرير ذات الألوان الأصفر والأحمر والأزرق، مع التوليف بشرائط زرقاء وخرز مختلف الأحجام.

 
   

 

 


المشغولة النسجية السابعة:

-          التوصيف

-          المقاس:5×30سم .

-          النول المستخدم :نول البرواز

-          الترکيب النسجى السادة 1/1 بإستخدام أسلوب اللحمات غير الممتدة .

-          الخامات :الخيوط القطنية  ذات الألوان الأصفر والأحمر والأخضر والبنى والزيتى والبنفسجى والأصفر.

 


نتائج البحث :

من خلال الدراسة النظرية والتجربة العملية أمکن التوصل إلى النتائج الآتية :

-        يمکن إستخدام الشريط النسجي المسطح ذو العروض المختلفة فى تشکيل أعمال نحتية مجسمة وذلک من خلال (ثنى ولف وطي وضم وحني) الشريط .

-        إستخدام تراکيب نسجية وأساليب وتقنيات يدوية وخامات وألوان مختلفة فى نسج الشرائط يثرى مجال التشکيل النحتى .

-        تحويل الشريط النسجي بعد الإنتهاء من نسجه إلى شکل أقرب إلى المجسم النحتى فى الفراغ ، مما نتج عنه رؤية مستقبلية لإستخدام الشرائط النسجية فى الأعمال الفنية الميدانية وذلک بمعالجتها بمواد تحميها من عوامل التعرية مثل خامة ( البوليستر الشفاف) سواءاً بتشبع الخامة به أو الرش عدة مرات على السطح .



1-محمود البسيونى 1978م : الطابع القومى لفنوننا المعاصرة ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، القاهرة ،
صـ 173.

1- نحمده خليفة عبد المنعم صالح 2002م: " النظم البنائية لأشکال وملامس مختارات من اللافقاريات البحرية کمدخل تجريبـى لإبتکار مشغولات فنية معاصرة " ، رسالة دکتوراه ، غير منشورة ، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان ،  صـ 216.

2- نحمده خليفة عبد المنعم صالح 2002م: رسالة دکتوراه ، مرجع سابق ، صـ 223.

2-Robert Matllard , 1971: New Dictionary Of Modern Sculpture , Tudor , New York , p.141.

1- the ohio state university,1962  : reading faculity members in the history of art , p.29.

2- هدى أحمد زکى 1979م: المنهج التجريبى فى التصوير الحديث و ما يتضمنه من أساليب إبتکارية وتربوية "رسالة دکتوراه ، غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ، صـ 60.

3- هدى أحمد زکى 1979م : رسالة دکتوراه ، مرجع سابق ، صـ 15 .

4-  نفس المرجع السابق ، صـ 20.

1-فاروق وهبه  2007م : حوارات فى لغة الشکل ، الهيئة العامة لقصور الثقافة ، الطبعة الأولى  ، صـ  90.

2 -مجدى عزيز إبراهيم 2005م : تربية الإبداع وإبداع التربية فى مجتمع المعرفة ، عالم الکتب ، الطبعة
الأولى ،  صـ 82.

1 - محمود البسيونى 2000م: العملية الإبتکارية ، عالم الکتب ، الطبعة الثالثة  ، صـ 90.

2- محمود البسيونى 1985م: قضايا التربية الفنية ، عالم الکتب ،  الطبعة الثانية ،  صـ 21.

3- عبد الرحمن العيسوى : سيکولوجية الإبداع ، دار النهضة ، بدون ، صـ 21.

1- محسن عطية 2004م : رموز وألوان ، دار الکتب ، القاهرة ، صـ 9 .

2- شاکر عبد الحميد 2001م: التفضيل الجمالى ، مطابع الوطن ، الکويت ،  صـ 251.

3- مصرى عبد الحميد حنورة 1985م : سيکولوجية التذوق الفني ، مرجع سابق ، صـ 54.

1- عبد الواحد عطية عبد الواحد  2002م :  " الأساليب والإمکانات التشکيلية للمنحوتات المعدنية والإفادة منها فى مجال النحت بالتربية الفنية " ، رسالة دکتوارة ، غير منشورة ،  کلية التربية النوعية ، جامعة عين شمس ، صـ 1 .

2- هدي أحمد ذکي  1979 م : رسالة دکتوراه ، مرجع سابق ، صـ 60 .

1-محمود البسيونى 1998م: مبادئ التربية الفنية ، مرجع سابق ، صـ 15.

2-فتح الباب عبد الحليم 1983م : البحث فى الفن والتربية الفنية ، عالم الکتب ، القاهرة ،  صـ 65.

3-محمود البسيونى 1975م : أصول التربية الفنية ، الطبعة الثانية ، دار المعارف ، القاهرة ،  صـ 86.

1- فاروق بسيونى 1995م : قراءة اللوحة فى الفن الحديث ، دار الشروق ، الطبعة الأولى ، صـ 11.

2-نهاد سيد أحمد  2003م: "برنامج لتنمية القدرة الإبتکارية فى الأشغال الفنية للمراهق الأصم "، رسالة ماجستير ، غير منشورة   ، کلية التربية النوعية ، جامعة عين شمس ، صـ 77.

2- إسماعيل شوقى 2000م : مدخل إلى التربية الفنية ، دار الرفعة ، الطبعة الثانية ، صـ 42.

1- هدى أحمد زکى 1979م : رسالة دکتوراه ، مرجع سابق ، صـ 27.

1- سامية أحمد مصطفي الشيخ 1987م : "الإمکانات التشکيلية لإستخدام الشرائط کوحدات تکرارية فى تصميم المعلقات النسجية " رسالة ماجستير ،  غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان ،  صـ 3 .

2- سعاد ماهر ، حشمت مسيحة1957م : منسوجات المتحف القبطي ( الجناح الجديد ) ، قسم المنسوجات ، المطابع الأميرية ، القاهرة .

1- سامية أحمد مصطفى الشيخ 1987 م : رسالة ماجستير ، مرجع سابق ،  صـ 6 .

المراجع :
المراجع العربية :
1- إسماعيل شوقى 2000م : مدخل إلى التربية الفنية ، دار الرفعة ، الطبعة الثانية.
2- سامية أحمد مصطفي الشيخ 1987م : "الإمکانات التشکيلية لإستخدام الشرائط کوحدات تکرارية فى تصميم المعلقات النسجية " رسالة ماجستير ،  غير منشورة ، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان.
3- سعاد ماهر ، حشمت مسيحة1957م : منسوجات المتحف القبطي ( الجناح الجديد ) ، قسم المنسوجات ، المطابع الأميرية ، القاهرة .
4- شاکر عبد الحميد 2001م: التفضيل الجمالى ، مطابع الوطن ، الکويت.
5- عبد الرحمن العيسوى : سيکولوجية الإبداع ، دار النهضة ، بدون.
6- عبد الواحد عطية عبد الواحد  2002م :  " الأساليب والإمکانات التشکيلية للمنحوتات المعدنية والإفادة منها فى مجال النحت بالتربية الفنية " ، رسالة دکتوارة ، غير منشورة ،  کلية التربية النوعية ، جامعة عين شمس.
7- فاروق بسيونى 1995م : قراءة اللوحة فى الفن الحديث ، دار الشروق ، الطبعة الأولى .
8- فاروق وهبه  2007م : حوارات فى لغة الشکل ، الهيئة العامة لقصور الثقافة ، الطبعة الأولى.
9- فتح الباب عبد الحليم 1983م : البحث فى الفن والتربية الفنية ، عالم الکتب ، القاهرة .
10-محسن عطية 2004م : رموز وألوان ، دار الکتب ، القاهرة .
11-محمود البسيونى 1975م : أصول التربية الفنية ، الطبعة الثانية ، دار المعارف ، القاهرة.
12-محمود البسيونى 1978م : الطابع القومى لفنوننا المعاصرة ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، القاهرة .
13-محمود البسيونى 1985م: قضايا التربية الفنية ، عالم الکتب ،  الطبعة الثانية .
14-محمود البسيونى 1998م: مبادئ التربية الفنية ، دار المعارف .
15 -محمود البسيونى 2000م: العملية الإبتکارية ، عالم الکتب ، الطبعة الثالثة  .
16-مجدى عزيز إبراهيم 2005 : تربية الإبداع وإبداع التربية فى مجتمع المعرفة ، عالم الکتب ، الطبعة الأولى 
17- مصرى عبد الحميد حنورة 1985م : سيکولوجية التذوق الفني ، دار المعارف ، القاهرة .
18- نحمده خليفة عبد المنعم صالح 2002م: " النظم البنائية لأشکال وملامس مختارات من اللافقاريات البحرية کمدخل تجريبـى لإبتکار مشغولات فنية معاصرة " ، رسالة دکتوراه ، غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان.
19- نهاد سيد أحمد  2003م: " برنامج لتنمية القدرة الإبتکارية فى الأشغال الفنية للمراهق الأصم "، رسالة ماجستير ، غير منشورة  ، کلية التربية النوعية ، جامعة عين شمس.
20- هدى أحمد زکى 1979م: "المنهج التجريبى فى التصوير الحديث و ما يتضمنه من أساليب إبتکارية وتربوية "رسالة دکتوراه ، غير منشورة ، کلية التربية الفنية ، جامعة حلوان.
المراجع الأجنبية :
1-Robert Matllard , 1971: New Dictionary Of Modern Sculpture , Tudor , New York , p.141.
2- the ohio state university , 1962  : reading faculity members in the history of art , p.29.