استحداث خامات وأساليب جديدة للحفر الغائر في مجال الطباعة

المؤلف

أستاذ مشارک بکلية التربية الأساسية الهيئة العامة للتعليم التطبيقي والتدريب دولة الکويت

المستخلص

ملخص البحث
تعتبر الطباعة من مجالات الفن الذي يجمع ما بين الخامات المتعددة وأساليب الأداء المختلفة ، ويتعرض العاملون في هذا المجال إلى سلسلة من الخامات المتعددة المستخدمة تحمل في ترکيبتها مواد أقل ما توصف بأنها مضرة وضارة بالبيئة ، وتم حصر المشکلة في هل يمکن إيجاد بدائل آمنة للإستخدام في مادة الطباعة اليدوية بديلاً عن الخامات التقليدية ذات الأثر الضار بالصحة والبيئة ؟
وترجع أهمية البحث إلى طرح مجموعة من البدائل ذات الإمکانات الفنية العالية والآمنة في نفس الوقت ، ويهدف البحث لفت الإنتباه لمخاطر الخامات المستخدمة الضارة وطرح حلول بديلة يمکن اللجوء إليها وتحقق نفس القيمة الفنية الناتجة من المواد التقليدية . وتفترض الباحثة بأن هناک بدائل آمنة للخامات والتقنيات في مجال الطباعة ومعترف عالمياً وأن التقنيات البديلة لا قيمة تشکيلية فنية تتساوى مع الإمکانات الفنية للخامات التقليدية ، وأيضاً لا تؤثر سلبياً على الإنسان إلى حد کبير .
وقد حدد الباحث بالترکيز على إسلوب الحفر الغائر کمجال تبرز فيه المشکلة مع عرض البدائل المقترحة الآمنة وإتخاذ التوجه العالمي للجمعية العالمية لمدارس الفن والتصميم مدخلاً لحل المشکلة وقد إستخدمت الباحثة خلال الدراسة المنهج الوصفي التحليلي وفقاً للخطوات الآتية :
1- تاريخ إستخدام الفنانين للحفر الغائر وتطوراته في سياق زمني .
2- تقنيات الحفر الغائر وأدواته وخاماته التقليدية .
3- تقنيات الحفر الغائر وأدواته وخاماته المستحدثة.
4- نماذج لبعض الأعمال الفنية في مجال الحفر الغائر لبعض الفنانين من خلال إلقاء الضوء على الإمکانات التجريبية المتعددة لتکنولوجيا الخامات والتقنيات البديلة لتأکيد إمکاناتها الفنية المماثلة للتقليدية .
5-رصد بعض معايير وشروط الأمن والسلامة للجمعية الدولية لمدارس الفن والتصميم .

مـقـدمـة

من التحديات الکبيرة التي تواجه الإنسان في القرن الواحد والعشرين والتي ليس لها حدود هي مسألة الحفاظ على البيئة، فأي تردي في بيئة معينة في مکان ما له نتيجة کبيرة وعميقة على البيئات الأخرى على وجه الأرض، کما أن أي أنشطة أو مشاريع داخل بيئة معينة يسمع رنينها حول العالم کله. ومع ازدياد الوعي والإدراک في مواضيع الصحة والبيئة بدأ المهتمون في مجال الفن التفکير في استخدام خامات وطرق بديلة عن الخامات والطرق التقليدية لجعل البيئة بشکل عام، والبيئة التي يمارس فيها الفنان عمله، صحية ومؤمنة من أي خطورة من حيث استخدام تکنولوجيا الخامات والأدوات. ففي مجال الفن يتعرض الفنانون من خلال أعمالهم للعديد من الکيماويات، المذيبات، الصبغات، العجائن، العجائن حاملة اللون، الأسطح، وکذلک الأجهزة التي تتفاعل مع بعضها البعض وتؤثر على الصحة والبيئة، لذلک فإن الفنانين معرضون للکثير من المشاکل الصحية الناتجة عن الجانب السلبي لاستخدام هذه التکنولوجيا.((fieldsk,1997,17

لقد بدأت في أوائل التسعينات من القرن الماضي حرکة لتطوير بدائل آمنة في مجال الفنون وبالذات الطباعة التقليدية السامة Toxic – Printmaking، وعلى أثرها کان التوجه إلى الطباعة الغير سامة Non-toxic Printmaking وذلک من أجل توفير بيئة صحية آمنة أو خضراء کما تعرف في العالم لممارسة الفن ، ولتقليل تأثير السموم على البيئة. ومن هنا کانت هناک خطوات کبيرة خلال الأعوام السابقة للوصول إلى هذه البيئة الخضراء الآمنة، خاصةً أن هناک دراسات علمية أکدت علي وجود مواد سامة في بعض المذيبات، الأحماض، والخامات المستخدمة في ورش الطباعة، وطرق الممارسات التقليدية قد تکون ضارة بالصحة، لذا ظهرت الحاجة إلى التغيير،حيث جرت عدة أبحاث في کل من اسکتلندا، کندا، وأستراليا، ونتج عن هذه الدراسات ظهور ما يسمى بالطباعة الخضراء، وأخذت حيزاً وتأثيراً على المجتمع الطباعي العالمي.Ibid,1997,20))

 

فمنذ القدم ارتبطت تکنولوجيا الخامات والصبغات بالتجريب عن طريق الفنانين، حيث کانت تخلط مثلاً الألوان والصبغات مع بعضها البعض حسب رغبة الفنان، وهذه الألوان تحمل مواد ومعادن ضارة وأحيانا سامة، فمثلاً تحتوي بعض الألوان على زئبق، کادميم، زرنيخ، رصاص، أنتيمون، قصدير، کوبالت، منجنيز، کروم، وکل هذه المعادن تؤدي إلى ضرر في الدورة الدموية، ومشاکل صحية في أنحاء أخرى في الجسم وخاصة عند تعرض الفنانين لهذه المواد لفترة طويلة دون الاهتمام بالاعتبارات الصحية عند عملية الخلط والاستخدام.(kiekeban, 2004,25)

لقد بات  التوجه لاکتشاف بدائل غير سامة وآمنة في التطبيقات الفنية وبالذات الطباعة التقليدية ضرورة ملحة للحفاظ على الصحة والبيئة، ولهذا نشرت أبحاث عن هذه التقنيات، وأديرت ورش فنية في الجامعات في کل من بريطانيا وبعض الدول الأوروبية، کندا، استراليا، والولايات المتحدة عن طريق فنانين وباحثين، أکدوا وعرَّفوا الحاجة إلى الطرق الآمنة، وضرورة التحذير من خطورة خامات الطباعة التقليدية من حيث أنها مضرة للصحة والبيئة. وبدأ الباحثون عدة محاولات لتطبيق علومهم وخبراتهم حول البدائل الآمنة في المجال الطباعي بدءاً من الأفراد، وامتداداً إلى المجتمع الطباعي الکبير. فأديرت الورش، العروض، الکتب، فيديو، DVD، انتشرت فکرة الطباعة الغير سامة شيئاً فشيئاً وأخذت قاعدة وحيّزاً کبيراً خلال العقدين الماضيين. وعلى أثرها توجهت الکثير من الجامعات والکليات لتدريس الطباعة الآمنة للجيل الحديث من الطلبة، واتجه الکثير من المدرسين حول العالم لتدريب أنفسهم على التقنيات الحديثة الآمنة، وتوصيل هذه المعلومات لطلبتهم، وبذلک اتخذت هذه الطرق أبعاداً جديدة من النواحي  الجمالية والتجريبية وصحية في المقام الأول،(Ibid,2004,26) مما دفع الجمعية الدولية لمدارس الفن والتصميم National Association of schools of Arts & Design (NASAD) إلى ضم شروط الأمن والسلامة ضمن معاييرها لاعتماد برامج الجامعات والمدارس، ولجأت معظم الجامعات إلى نشر قائمة بالمواد المناسبة للاستخدام في المدارس، ووضع ملصق تحذيري على الخامات الفنية المستحدثة ذات الخطورة والتي لا يسمح للأطفال باستخدامها، بينما يستطيع الکبار استخدامها وفق شروط معينة بالإضافة إلى سن القوانين الرادعة لانتهاک واستخدام هذه المواد، ولتحقيق هذا المطلب لجأت بعض الجامعات إلى إضافة فصول نوعية لتدريس تکنولوجيا الخامات کجزء من المنهج سواء کان هذا في مراحل التعليم أو على مستوى الجامعة أو ورش العمل.(NASAD,2009,16)

ومن خلال الممارسة العملية للباحثة من خلال تدريس مادة الطباعة بکلية التربية الأساسية في دولة الکويت لاحظت أن هناک افتقار في التعريف بالعمليات الآمنة سواء کانت متعلقة بـ (المکان، الأجهزة، الأدوات، الأحبار، التهوية، دراسات نظرية، أو تطبيق تکنولوجيا الخامات ضمنياً في المنهج) ، لذا کان من الأهمية أن يُرصد الجديد في هذا المجال على مستوى العالم للوقوف على آخر التطورات من حيث إمکانية توفير واستخدام بدائل آمنة لخامات وعمليات الطباعة اليدوية للتقليل من مشکلة التلوث في الفصول الدراسية وما لها من أثر على الصحة والبيئة.

مشکلة الدراسة:

تعتبر الطباعة مجالاً من مجالات الفن الذي يجمع ما بين الخامات المتعددة، وأساليب الأداء المختلفة، مما يجعله حقلاً واسعاً للتجريب والاکتشاف. فهناک مشکلة حقيقية يعاني منها کل من يعمل في مجال ممارسة أو تدريس الفنون وخاصة في مجال الطباعة اليدوية. حيث يتعرض العاملون في هذا المجال إلى سلسلة من المواد الکيميائية تحمل في ترکيبها مواد أقل ما توصف به بأنها سامة وضارة بالبيئة. ومما يزيد الأمر تعقيداً أو صعوبة أنه لم تعد هناک حدود للتجريب بالخامات، وهذه الخامات التي تصنع من قبل المصانع فهي خامات تم تکليسها لإذابة المواد الضارة للمکونات الکيميائية بها عن طريق تجهيزها بالحرارة لکي تفقد أيضا نسبة عالية من الأبخرة المتفاعلة کيميائياً والتي تخضع لمعالجة کيميائية يتم من خلالها التخلص من أضرارها علي البيئة , وبعد ذلک يستخدمها الفنانون بطريقة أمنة .

والمشکلة تثير التساؤل الأتي :

هل يمکن إيجاد بدائل آمنة للاستخدام في مادة الطباعة اليدوية بکلية التربية الأساسية بديلاً عن الخامات التقليدية ذات الأثر الضار بالصحة والبيئة؟.

أهمية الدراسة:

1-        تدق الدراسة ناقوس الخطر عند استخدام الألوان، والتقنيات، الأحماض، الأدوات...الخ. المستخدمة في مجال الطباعة دون الالتفات إلى الآثار السلبية الناتجة عن هذه الخامات.

2-        تلقي الدراسة الضوء على ضرورة وضع خطة تعليمية ضمن محتوى المنهج تعزز الکشف، الاطلاع، التدريب على هذه المفاهيم الجديدة واتباعها للتقليل من مضار التلوث.

3-        تطرح الدراسة مجموعة من البدائل ذات الإمکانات الفنية العالية والآمنة في نفس الوقت.

تساؤلات البحث:

س1- هل يمکن طرح خامات وتقنيات بديلة في مجال الطباعة اليدوية عامة والحفر الغائر خاصة تکون بدائل آمنة وتقلل من الأثر السلبي على صحة الإنسان.

س2- هل الخامات والتقنيات البديلة المقترحة لها ذات القيمة التشکيلية والأثر الفني الذي تحققه الخامات والتقنيات القديمة والمتعارف عليها.

أهداف البحث:

1-     طرح حلول بديلة يمکن اللجوء إليها في مجال الطباعة تحقق نفس القيمة الفنية الناتجة عن المواد التقليدية.

2-     بث الوعي في مخاطر الخامات المستخدمة الضارة التي يتعرض لها ممارسوا الفن بشکل عام وتقليل الأثر السلبي لها على صحة الإنسان.

المصطلحات:

- الطباعة الغير سامة Non-toxic Printmaking: وهي الطباعة التي تحتوي على تقنيات، خامات، مذيبات، منظفات آمنة الاستخدام إلى حد کبير وبديلة عن الخامات التقليدية، وتتميز باستخدام القاعدة المائية.

- الأمن والسلامة: وهي اشتراطات صحية وبيئية يجب توافرها في ورش الحفر، الأدوات، الأجهزة، الخامات (المذيبات، المنظفات، الأحبار)، التهوية، ويجب قراءة وتطبيق الإرشادات الموجودة للاستخدام في هذه الورش.

 

حدود البحث:

1-        تتخذ الدراسة من التوجه العالمي للجمعية العالمية لمدارس الفن والتصميم مدخلاً لحل المشکلة.

2-        يرکز البحث على أسلوب الحفر الغائر کمجال تبرز فيه المشکلة بشکل جلي مع عرض للبدائل المقترحة الآمنة في نفس المجال.

منهجية البحث:

يتبع البحث المنهج الوصفي التحليلي وفقاً للخطوات الآتية:

1-        تاريخ إستخدام الفنانين للحفر الغائر وتطوراته في سياق زمني.

2-        تقنيات الحفر الغائر وأدواته وخاماته التقليدية.

3-        تقنيات الحفر الغائر البديلة وخاماته المستحدثة.

4-        نماذج لمجموعة من الأعمال الفنية في مجال الحفر الغائر لبعض الفنانين تلقي الضوء على الإمکانات التجريبية المتعددة لتکنولوجيا الخامات والتقنيات البديلة لتأکيد إمکاناتها الفنية المماثلة للتقليدية.

5-        رصد بعض معايير وشروط الأمن والسلامة للجمعية الدولية لمدارس الفن والتصميم.

الدراسات المرتبطة

-    قدم کل من آدم وروبرتسون عام 2007 کتاب بعنوان الحفر الغائر Intaglio ويحتوي هذا الکتاب على اثنى عشرة فصل وهم التوجيه نحو العمل بالطرق الآمنه، تنظيم وتجهيز ورش الطابعة، أساسياتالحفر الغائر، تهيئة الأسطح، الطرق المباشرة للحفر الغائر، الحفر، تقنية الکولغراف، طرق التجهيز، طرق زالة المذيبات وتجهيز السطح، طباعة السطح، طريقة عرض الأعمال. وترکزت الدراسات على استخدام الطرق الآمنه للتقنيات والخامات وطرق العمل، ومن الکتاب السابق سوف يعتمد البحث الحالي على الجانب الوصفي للخامات واستخداماتها وطرق التشغيل وبعض المصطلحات وخاصة في مجال الحفر الغائر.

-    قدم هاورد عام 2003 کتاب بعنوان الطباعة المعاصرة The Contemporary, Printmaking ويتمحور هذا الکتاب حول الإسهامات التجريبية والتي ترتکز حول استخام الخامات البديلة الحديثة والتقنيات في مجال الحفر الغائر بالإضافة غلى تقديم عرض بخطوات تفصيلية لتطبيق استخدام هذه التقنيات والخامات والأساليب. ومن هذا الکتاب سوف يستفيد البحث الحالي من الجانب الخاص بابتکارات الفنانين التجريبيين سواء في الخامات والتقنيات أو التعبيرات والمضامين.

-    Hand Book دليل الجمعية الدولية لمدارس الفن والتصميم لعام 2009. وهذا الدليل يعرف هذه المؤسسة التعليمية التي ترتکز على المهارة والمعرفة المطلوبة لتطوير الأداء الأکاديمي والحرفي لجميع برامج الفن في المراحل التعليمية والجامعية، ومن أهم أهدافها تحقيق الجودة العالية في المهارة والمعرفة، وينقسم هذا الدليل على فصول عديدة بدأً من انضمام أي مؤسسة تعليمية لهذه الجمعية مروراً بشروط ومعايير لتطبيق خطواتها. وتقييم هذه المؤسسة البرامج التعليمية الفنية والتي تخضع لمعايير عديدة، وبعد الانتهاء من تطبيق هذه المعايير تعطي المؤسسة الاعتماد الأکاديمي ويعترف بها دولياً. وسفو يعتمد البحث على جانب معايير شروط الأمن والسلامة التي يجب توافرها في الورش التعليمية الفنية.

-    قدم ميکني عام 1992 کتاب بعنوان Art Safety Procedure ويتمحور هذا الکتاب حول متطلبات الأمن والسلامة لجميع المراحل التعليمية في المدارس والجامعات ويحتوي على فصول عديدة لکل مجال من مجالات الفن، وسوف يستفيد هذا البحث الحالي من خطوات تجهيز الورش والخامات والأدوات والمذيبات وکيفية التعامل معها عند حدوث أي عارض.

تاريخ استخدام الفنانين للحفر الغائر وتطوراته في سياق زمني:

-إرتبطت البدايات المبکرة للطباعة الفنية بالأعمال المعدنية الحرفية في القرن الخامس عشر، حيث کانت البداية الأولى للطباعة على الورق ذات صلة بالنقوش والزخارف المعدنية في ورش الصاغة وصناع الأسلحة الذين کانوا يتمتعون هم وحرفتهم باحترام کبير. ولقد تطورت طباعة النقوش کامتداد للاحتياج إلى تسجيل بعض التصميمات الزخرفية التي کانت تنقش على الدروع الحربية والتحف المعدنية، وقد اهتم الرسامون ولفت نظرهم بحرفة الصياغة وخاصةً النقوش التي کانت تصنع بأدوات دقيقة، أکثر من التفاتهم واهتمامهم بالنقش والحفر على خامات أخرى کالخشب الذي إعتبروه في البداية أنه إحدى حرف النجارين. ولعل ما جذب انتباههم لحرفة الصياغة هو دقة النقوش المعدنية المحفورة بمهارة وتقنية رفيعة کان يتمتع بها الصاغة والحرفيون حينذاک .(حيدر ,2003 ,73 )

- في القرن السادس عشر ظهر الفنان الألماني دورر Durer واشتهر بالنقش على سطح الزنک والنحاس بأداة النقش (شکل (1))، وعدم استخدام الأحماض في حفر التصميم، بل لجأ إلى استخدام الأدوات في عملية الحفر ثم طباعته، کما أعطى التنوع في سنون الأدوات إمکانية واسعة وحرية في التعبير عن التکوينات الدقيقة.(Saff,1987,94 )

- واستمرت تقنية النقش الخطي Line engraving  في القرن السابع عشر وأدوات الحفر والأحماض ذاتها مع استخدام خلطة السطح الصلب Hard ground  والفارنيش کمواد عازلة، ومن ثم استخدمت الإبرة لعمل الخطوط الدقيقة للتکوينات التعبيرية. ويعتبر رامبرانت(Rambrant ) من أبرز فناني هذا القرن ، حيث برزت أعماله التصويرية کمصور ثم کطباع. فطبع أکثر من ثلاثمائة طبعة منوعة مستخدماً مسماراً بدلاً من الإبرة التقليدية في الحفر. وتميزت أعماله بالاهتمام بالظل والنور (شکل (2)) وأجري تجارب عديدة لتأثيرات منوعة کالورق، أو کشط اللون من على السطح أو قطع السطح المعدني إلى قطع وأجزاء وإعادة صياغتها بطريقة مختلفة ثم طباعتها. وقد تنوعت أعماله ما بين الموضوعات الدينية والطبيعية. ومن الملاحظ في ذاک القرن تطور أداة التأثير التظليلي Mezzotint، وهذه الأداة عريضة کأسنان المشط ولها سنون دقيقة قادرة علي أن تحدث خشونة کبيرة على بعض مساحات سطح المعدن والتي بدورها تعطي تأثيراً مخملياً عند الطباعة .( حيدر ,2003 ,75 )

- استمر الفنانون في القرن الثامن عشر باستخدام تقنيات الحفر بالأدوات والأحماض واستخدام أحبار الطباعة المتعارف عليها حينئذ ، وتنوعت الموضوعات التعبيرية کاستخدام الکتب التصويرية المصغرة لإبراز أفکارهم. ومن أهم فناني هذا القرن الفنان الإسباني جويا Goya. وقد جاء جويا بأحد الابتکارات التقنية حيث استخدم الأکواتانت Aquatint کوسيط للحفر، وهو راتنج حبيبيي Resin يحتوي علي مواد بوليمرية ( متعددة الجزئيات ) و يوضع في صرة صغيرة من القماش وينثر على السطح المعدني، ثم يوضع على سطح حراري حتى تنصهر هذه الحبيبات ثم تغطى بعض أجزاء التصميم بالفارنيش ويحفر عليه بالحمض، حيث تتفاعل حبيبات الأکواتانت مع الحمض وتکوّن درجة ظلية مميزة (شکل (3) (Saff,1987,101)

- کذلک برز ديجا Degas الفنان التأثيري في القرن التاسع عشر کطباع متأثراً بأعمال رامبرنت، واجري عدة  تجارب للوصول إلى أعلى مستوى تقني في مجال الطباعة، کاستخدام تقنية المنوتيب على السطح المعدني، وتمرير السطح المعدني مع تحبيره خلال جهاز المکبس کتقنية الحفر الغائر (شکل (4)(Ibid,1987,105)

- استمر استخدام الحفر بالأحماض والأکواتانت Aquatint في القرن العشرين مع إضافة خلطة الأساس  اللين Soft Ground، وهي خلطة مقاومة للحمض تتکون من شمع النحل، بودرة الإسفلت، وفازلين، فتصبح هذه الخلطة لينة، بعد ذلک توضع على  السطح المعدني، وتضاف عليها خامات أخرى جاهزة کالورق، أو خيوط، أو تستعمل أدوات الحفر لعملية الخدش. ويعتبر بيکاسو أحد الفنانين الذين قدموا تجارب جريئة لسلسلة من الابتکارات سواء في الأداء التقني وخاصة في الحفر الغائر على النحاس، أو في التناول التعبيري الذي تعددت وتنوعت مصادره الإبداعية ومداخله التقنية الأدائية (شکل (5)( حيدر ,2003 ،80 )

- في عام 1920 أسس هيتر  Hayter الحفار الإنجليزي الذي يعمل في باريس أتيليه 17 کورشة للتجريب في أعمال الجرافيک، ثم انتقل إلى نيويورک حيث عمل مع فنانين حفارين دأبوا على إقامة ورش لاکتشاف طرق عديدة للتعبير، ولتوسعة دائرة تقنيات الطباعة لتتناسب والطرق الجديدة لتوجه الأعمال الفنية، ومن الإضافات التاريخية من حيث التقنية لهذا الأتيليه هو التجارب اللونية في الحفر الغائر الخاصة بمدى لزوجة اللون کمداخل للحصول على الملامس الحقيقية والإيهامية متعددة ومتنوعة على السطح المعدني، ودمجه بالتقنيات التقليدية للحفر الغائر والحفر البارز.

 

 

 

 

 

(شکل 1)

Durer, Battle of the sea Gods.

Engraving (1513)

(Saff,1987,94)

 

 

 

 

           
   

(شکل 2)

Rambrant, Faust in His Study Watching a Magic

Etching and Dry point (1652)

(Saff,1987,102)

 

 
 
   

(شکل 3)

Goya, Asta Su Abuelo

Etching and Aquatint (1796)

(Saff,1987,109)

 

 
 
 

(شکل 4)

Degas, At the Louvre: Mary Cassatt

Dry point & Aquatint (1879)

(Saff, 1987,110)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

تقنيات الحفر الغائر وأدواته وخاماته التقليدية:

هناک طريقتان رئيسيتان في مجال الحفر الغائر، تتحددان باستخدام أو عدم استخدام الأحماض في عملية الحفر على الأسطح:

الطريقة الأولى:

1-     تتميز باستخدام أساليب بديلة للأحماض حيث يستخدم فيها أدوات حادة للحفر أو الخدش لعمل الخطوط والتهشيرات والملامس والتأثيرات الأخرى علي اسطح منوعة کالزنک , النحاس , والالمنيوم. وتعد إبرة الحفر من أقدم ما عرف من تلک الأدوات، کما توجد أيضاً إستخدامات کهربائية حديثة ومتنوعة للحفر بدون إستخدام الأحماض.

2-     ففي آلية الحفر بالإبرة يتم رسم  التکوين على السطح المعدني بالضغط على الإبرة وبحساسيات مختلفة، ثم تکشط الحواف الناتئة عن تأثيرات سن الإبرة باستخدام المکشط المخصص لذلک، فلا يتبقى إلا أعماق الحفر القابلة للحشو بالحبر. بذلک يکون ناتج  إستخدام الإبرة وسنونها المختلفة هو خطوط لينة وعميقة لا تحتاج إلى أحماض، بل أن  عمق هذه الخطوط يحدد بالاختبار في الطباعة الأولية، وعندما تظهر بعض العيوب أو الأخطاء تعالج بحيث يتحقق التأثير وقوة الخطوط المطلوبة.(Reddy,1988,195)

3-     وکذلک الحال في الحفر على النحاس في تقنينة التأثير التظليلي Mezzotint بدون أحماض ، والتي تعد عملية سلبية لتکوين فني يبدأ من الغامق إلى الفاتح، أو من الظل إلى الضوء. فالاعتماد يکون على إحداث خشونة کبيرة على بعض مساحات السطح المعدني باستخدام أداة الحفر التضليلي Mezzotint، وهي عبارة عن أداة عريضة لها نهايات کأسنان المشط ومتنوعة الأحجام، ويبرز عنها عند طباعة التصميم تأثير مخملي، ثم تبدأ عملية صقل وکشط للنتوءات الخشنة في إتجاهات متدرجة، وعند الطباعة تعطى المناطق الخشنة درجة أعمق في اللون من المناطق الناعمة، وبذلک يتسنى الحصول على مساحة تتدرج بنعومة من الأسود حتى الأبيض، وهذه التقنية تتطلب ثلاثة أشياء رئيسية: أدوات الحفر التظليلي بأحجام مختلفة – رول الحفر التظليلي بأحجام مختلفة – حجر يستخدم في الکشط والصقل.(Saff,1987,133)

الطريقة الثانية:

1-     يستخدم في الطريقة الثانية مواد کيميائية مثل  الأحماض والمذيبات وذلک في عمليات  الحفر الغائر والحفر الرملي، خلطة السطح الصلب Hard Ground وخلطة السطح اللين Soft Ground وما يمکن الامتداد به من تقنيات تجريبية، وتعتبر هذه الطريقة ذات تأثير سيء على صحة الإنسان والبيئة . فتقنية Aquatint تتضمن عملية إبراز اللون للحصول على تأثيرات سطحية ذات بعدين، وتحفر عن طريق راتنج حبيبي  Granualated Resin ، حيث يحفر السطح ويوضع کله في حمض النتريک عدة مرات، وفي درجات ترکيز مختلفة للحمض، حتى نحصل على التأثير المطلوب. وهناک عدة طرق في هذه التقنية للحصول على التأثيرات:

أ‌-            تحفر الخطوط الرئيسة للتصميم المراد التعبير عنه .

ب‌-          نثر بودرة الراتنج من خلال صرة صغيرة من قماش على السطح.

ج-   يمکن نثر البودرة من خلال صندوق بحيث يکون السطح المعدني في قاع الصندوق.

د-    أو وضع السطح المعدني على مصدر حراري حتى تذوب حبيبات الراتنج على السطح المعدني وفق الرؤية التجريبية للفنان.

هـ- إستخدام وسيط مثل الفارنيش الذي يغطي الأماکن الغير مراد طبعها فيعزلها، ويترک الباقي ويدخل في الحوض الحمضي حتى تتفاعل حبيبات الراتنج مع الحمض وتکوّن درجة ظلية. تؤثر الفترة الزمنية التي يترک فيها السطح المعدني داخل الحمض على تنويعات الدرجات الناتجة،فالمدة الأطول تعطينا  درجات غامقة،بينما تعطي المدة الأقصر درجات فاتحة .( حيدر2003 ,80 )

2-     في تقنية الشوکرلفت Suger – Lift تستخدم خلطة من  سکر وماء وألوان مائية حيث يتاح للفنان إستخدام السطح لأي نشاط أو فکرة، وذلک لإمکانية تطبيق المحلول علي السطح المعدني بالرسم بالفرشاة مباشرة . يترک السطح المعدني ذلک  حتى يجف ، ثم تغطي المناطق التي لا يراد حفرها بالعازل بينما تترک أماکن ضرب الفرشاة مفتوحة للتفاعل مع الحمض مکونة درجات ظليه نقطية . في الواقع يمکن التجريب في  هذه التقنية مثلما فعل بيکاسو عندما استخدم سکر وماء وألوان جواش. (Saff,1987,148)

3-     تعتبر خلطة الأساس الصلب Hard Ground من أساسيات الحفر الغائر لإحداث الخطوط الرئيسية لأي فکرة، أما خلطة الاساس اللين Soft Ground  فأنها تستخدم لعمل تأثيرات ظلية منوعة على السطح، لذلک فالترکيبة الأساسية للسطح الصلب Hard Ground هي خلطة مقاومة للحمض تتکون من شمع النحل وبودرة الإسفلت، وهذه المادة تصبح صلبة بعد جفافها على السطح المعدني. بعد ذلک يتم الرسم عليها بالخدش بالإبرة، والخطوط المخدوشة الناتجة هي التي تتعرض للحمض الذي يتفاعل مع المعدن المکشوف ويعطي خطوطاً محفورة بالعمق المطلوب. ويمکن تطبيق المادة أکثر من مرة علي السطح المعدني وکذلک يمکن وضع السطح المعدني في الحمض أکثر من مرة حسب ما يرى الفنان.Martin,1993,88))

4-     أما تقنية خلطة الأساس اللين Soft Ground فتتحقق عن طريق إضافة شمع وفازلين على خلطة السطح الصلب فتصبح لينة ( شمع النحل + بودرة الإسفلت  ) ، وعند تطبيق هذه الخلطة اللينة على السطح المعدني تظل لزجة بحيث يمکن إلصاق بعض الخامات الجاهزة المضافة إلى السطح  مثل القطن، النايلون، الأقمشة، الأوراق المجعدة، أوراق شجر، وريش الطيور وغيرها. هذه الإضافات التي يمکن توظيفها کمداخل جديدة للحصول على احتمالات متنوعة لعملية التعبير الفني، کاستخدام الأقمشة ذات الخيوط الدقيقة التي تفيد في  إعطاء تدرج لوني فيها من خلال طبقاتها المتراکبة, وهذه الطريقة کانت متداولة لدي بعض الفنانين قديما ولا يزال يستخدمها الدارسون في مجال تعليم الفنون .Ibid,1993,97))

5-     تتنوع الأسطح المستخدمة في الحفر الغائر ما بين الزنک، النحاس، ألمنيوم، ، إلا أن الزنک والنحاس شائعا الاستخدام أکثر نظراً لتوفرهما وانخفاض سعرهما عن الأسطح الأخرى، وکذلک لسهولة إحداث الخدش والتأثيرات على هذين السطحين. يتميز سطح النحاس بطواعيته لعمل تأثيرات دقيقة ومنوعة أشبه بالنقش، بينما طبيعة سطح الزنک يختلف إذ ليست له نفس خواص أو طواعية السطح النحاسي في الحفر. Ibid,1993,87))

6-     أما المواد الکيميائية المستخدمة فهي تتنوع في عملية الحفر طبقاً للسطح المستخدم. فمن الأحماض المستخدمة: حمض دتش موردانت Acid Dutch Mordant،ملح کلوريد الحديد  Ferric Choloride، حمض النتريک Nitric Acid. يستخدم حمض دتش موردانت مع کلوريد الحديد لسطح النحاس، بينما يستخدم حمض النتريک لسطح الزنک والنحاس. وبما أنه تتولد حرارة عند خلط الحمض مع الماء لذا يجب توخي الحرص عند عملية الخلط وإضافة الحمض على الماء وليس العکس. تتنوع الترکيبة الحمضية هذه حسب قوة ترکيز الحمض فيها ، ففي الترکيبة القوية التي تحتوي حمض النتريک مثلاً  يستخدم 5 أکواب ماء مع کوب واحد من  الحمض. أما في الترکيبة المعتدلة فتکون النسبة 1:10، أي عشرة أکواب ماء مع کوب واحد من الحمض. وتستخدم الترکيبة ذات التراکيز القوية لحمض النتريک على سطح النحاس لأن طبيعة النحاس تتطلب التفاعل ببطء مع هذا الحمض وبالتالي الحفر ببطء عليه ، على عکس سطح الزنک الذي له طواعية للحفر سريعة، ويتفاعل بسرعة مع حمض النتريک، کما توجد أحماض أخرى يمکن استخدامها کحمض کلوريد الماء(HCL) Hydro Chloric Acid. ومن المفيد اللجوء لنصيحة مهنية من ذوي الخبرة في إنتقاء الحمض المناسب وقوته لاستخدامه في حفر التصميم. على أنه يجب مراعاة خلط الأحماض في منطقة تحتوي على تهوية جيدة لأن عملية الخلط ينتج عنها غاز کلورين (CL2 ) Chlorine Gas وهو مادة سامة ممکن أن تندمج جزئياتها في الهواء، لذلک يجب تجنب استنشاق هذا الغاز وارتداء قناع واقي للتنفس. وفي نهاية الأمر فإن کل الترکيبات تتوقف على المراد تحقيقه من التصميم.Reddy,1988,87))

7-      ان الأحبار الطباعية المعالجة کيميائياً تقل خطورتها عن الأحماض المستخدمة في الحفر مما يقلل من تأثيرها على صحة الإنسان والبيئة، فتحتوي مکونات الأحبار: البيجمنت المطحون Ground Pigment وهو اللون، والوسيط Vehicle وهو دائماً الزيت، ويستخدم الزيت المحروق (کزيت بذر الکتان) Burnt Plate Oil کوسيط الذي يخلط بالصبغة الناعمة أو الخشنة . ففي الحفر الغائر يستخدم الزيت الثقيل وذلک لقدرته علي موازنة  خلط اللون وقلة سيولته على السطح المعدني، فإذا کانت الصبغة ناعمة Fine يصبح الحبر کثير الألياف ويصعب مسحه من على السطح المعدني ، أما إذا کانت الصبغة خشنة فإن تأثير کشط اللون يظهر على السطح المعدني، کما يظهر تأثير خشونة الصبغات عند استخدام الأحبار ذات الألوان الترابية.Saff,1987,156))

8-     ولقد ظهرت مصانع لتصنيع الأحبار في بريطانيا، فرنسا،والولايات المتحدة، وهي تصنع الصبغات على هيئة بودرة أو تخلط بترکيبة ثقيلة في أنابيب، أو وعاء يزن ربع کيلو، أو کيلو من اللون المرکب. کما أنها  تصنع أنواعاً من الزيوت المحروقة والمخففة لغرض عمليات الحفر وغيرها. وبالرغم مما قدمته هذه المصانع الحديثة من توفير للوقت والجهد والمال المطلوب لإعداد هذه المواد الکيمائية إلا أنها أصبحت تشکل خطورة کبيرة على الصحة العامة والبيئة.

 

تقنيات الحفر الغائر وخاماته المستحدثة:

ضوابط الأمن والسلامة للاستخدام الأمثل للخامات الطباعية وحفظها :

1-     تقنيات الحفر التقليدية لم تتغير جذرياً على مر السنين، ولکن التغير الأساسي الذي حدث في الوقت الراهن هو طريقة إستخدام، ونوعية الأحماض والمذيبات والأحبار التي تبرز العمل الفني، فالوصفات والترکيبات القديمة التي تحمي السطح المعدني من الأحماض تغيرت إلى ترکيبات جديدة واستخدامات مختلفة، بالإضافة إلى تنامي الاهتمام بالمجال العام التي تمارس فيه عمليات الحفر من حيث: التخطيط السليم للورشة، الأجهزة، الأحبار، الأحماض والمذيبات، مواد المقاومة (العازلة)، التنظيف الصحيح، التخزين، التهوية، إجراءات الأمن والسلامة لاستخدامات هذه المواد، وکيفية التعامل معها عند حدوث أي عارض، أو سوء استخدام، لذلک فإن عملية التخطيط لعمل ورشة لممارسة الحفر لابد وأن تتوافر فيها عدة أمور أساسية کالآتي:

أ- أولاً:

1-        وجود غرفة رئيسية يرتبط بها عدة ملحقات کغرف صغيرة.

2-        غرفة صغيرة لحفظ، وخلط، وتخفيف الأحماض ذات تهوية جيدة، وتحتوي على خزائن لحفظ المواد الکيميائية، ومنضدة رئيسية لوضع الأدوات اليدوية وأداة التجفيف لهذه الکيماويات.

3-        غرفة صغيرة أخرى لرش وغسيل الأسطح المعدنية أو غيرها، مع وجود حوض کبير وستائر بلاستيک تحمي عملية الرش بالمضخة الکهربائية.

4-        الغرفة الرئيسية تحتوي على خزائن وأرفف عليا وسفلى تثبت حول الورشة وذلک لوضع المقاومات العازلة، الأحبار، الأدوات اليدوية (مع وضع ملصق للمسميات والاستخدامات)، وخزائن أرضية للورق علي هيئة  أرفف، و القفازات، والمآزر ، الکمامات، وواقي الوجه، ومناشف.

5-        توزع الطاولات والمکابس في منتصف الورشة وذلک لوجوب قرب هذه الطاولات من المکبس لعملية الطباعة.

6-        تقسم الطاولات إلى مواقع: موقع لتحضير الأسطح المعدنية، موقع لقطع الأسطح المعدنية، موقع للتحبير، موقع لقص الورق والطبعات.

7-        حوض مجهز بمصرف صحي خاص بالمذيبات والأحبار.

8-        حوض لغسيل اليد وعلى مقربة منه صندوق الإسعافات الأولية الذي يتوفر به غسول للعين.

9-        رف رأسي لحفظ الأسطح المعدنية.

10- أرفف تجفيف متحرکة لوضع الطبعات بعد طباعتها.

11- لوح سبورة للکتابة.McCann,1992,35 ))

ب- متطلبات الأمن والسلامة في ورش الحفر:

1-        ترکيب أبواب مخارج للحرائق، ويجب أن لا يوضع أي شيء أمامها أو في طريقها.

2-        يجب أن يکون في تصميم الباب مساحة زجاجية تسمح للرؤية من خلاله.

3-        الأرضيات يجب أن تکون ذات سطح واحد، وأن تکون من الصلب أو صبة کونکريت.

4-        منطقة مزج وتخفيف الأحماض يجب أن تکون مجهزة بألواح بلاستيکية على الطاولة، أرضيات غير زلقة، ونقاط کهرباء يکون نوعها ضد الماء (Water Proof).

5-        يجب توافر أماکن لتنفيذ الأسطح المعدنية الکبيرة الحجم وسهولة تناولها.

6-        أن تکون مواقع الأجهزة في أماکن لا تتواجد فيها أجزاء من "الواير" أو في طرق المرور، کما يجب استخدام مفاتيح ومحولات عازلة في دائرة الکهرباء.

7-        يفضل استخدام أداة التجفيف (Hand Free) بعيداً عن الجهاز التقليدي الموصول بدائرة الکهرباء.

8-        محاولة التقليل من استخدام الموصلات الفرعية وإضافة نقاط کهربائية متعددة.

9-        أن تکون أرفف التخزين قريبة وفي متناول اليد.

10- معلومات الأمن والسلامة يجب أن تعلق في أماکن واضحة للرؤية، کما يجب وضع ملصق على کل وعاء أو إناء بما يوضح محتوياته ورموز الأمان المتعلقة به.

11- يستخدم مصطلح MSDS Material Safty Data Sheet     وهي صحيفة المعلومات الآمنة للخامات، التي توفر جميع المعلومات لهذه المواد ومراجعها. McCann,1992,79

ثانياً: المذيبات والمواد الکيماوية في الحفر الغائر:

1-     هناک أحماض ضارة يوصى بعدم استخدامها، وأحماض أخرى آمنة في الاستخدام حيث تخلط بالماء للتقليل من الأبخرة الناتجة عنها، ولکن في جميع الأحوال عند استخدام أي حمض يجب ارتداء القفاز والکمام والمئزر، وأن تتم عملية المزج في منطقة جيدة التهوية حتى لا تستنشق هذه الأبخرة وتؤثر سلباً على الصحة لأضرارها السلبية على العين والجهاز التنفسي، ومن المواد الکيماوية التي يوصى بعدم استخدامها:

                      ‌أ-          حمض النتريک (Nitric Acid) (HNO3) يعتبر حمض النتريک من الأحماض ذات الأکالة العالية، والتي تنتج عنها غازات مضرة: نايتروجين أکسيد الرباعي وهو عنصر متحد مع النايتروجين، زنک، نترات نشادر، غاز الهيدروجين، وهذه الغازات تتشکل على هيئة فقاعات عندما يوضع السطح المعدني داخل الحوض الحمضي، ويجب إزالتها بالريشة بعد ذلک، وأن يکون المکان ذو تهوية جيدة، حيث أن عملية الاستنشاق لهذه الغازات السامة تکون سريعة. کما أنه عند ترک السطح المعدني داخل الحمض لمدة طويلة تتولد حرارة بتفاعل الحمض مع السطح المعدني، هذه الحرارة تزيد من تولد هذه الغازات والأبخرة يصاحبها ضرر بالغ للعين. Adam&Robertson,2007,152))

                    ‌ب-         حمض کلوريد الماء  HCI ))  Hydro Chlroic Acid  : يستخدم لحفر الزنک بشکل أساسي وبدرجة بسيطة للأسطح الأخرى مثل الألمنيوم. ولا يستخدم للنحاس لأنه يتفاعل مع النحاس مولداً درجة حرارة مرتفعة ينتج عنها غاز الهيدروجين.Saff,1987,406))

                     ‌ج-         داتش موردانت Dutch Mordant: وهي مادة کيميائية  ملحية حمضية تشتق  من الهيدروکلوريک، وهو شبيه في تفاعله بکلوريد الحديد ، وعند خلطه بالماء ينتج عنه غاز الکلورين (  (cl2والتعرض لهذا الحمض يؤدي على التهاب الملتحمة (الجفن)، حروق بالقرنية، إنهيار صحي متواصل، التهاب الجلد، حروق جلدية، وتآکل الأسنان... الخ. ويعتبر هذا الحمض من أخطر الأحماض، وشديد الضرر بالبيئة، وصنف عالمياً من المواد الخطرة، حتى أن نفاياه يجب أن تزال عن طريق شرکة خاصة.Ibid,1987,407))

                     ‌د-          ملح کلورات البوتاسيوم Pottassium Chlorate (KCLO3): يعتبر هذا الملح من ترکيبات داتش موردانت ولا يجب خلطه مع أي کيمياويات أخرى. ويأتي  کلورات البوتاسيوم على هيئة بودرة أو شکل کريستال حبيبي، وعند خلطه يأخذ نفس إجراءات حمض الهيدروکلوريک، وهو مضر ومؤکسد قوي للتنفس، للجلد، ومهيج للعين فيجب ارتداء ادوات الوقاية عند خلطه. Adam&Robertson,2007,153))

                      ‌ه-         محلول کلوريد النحاس Cupric Chloride Soution في الماء            (CuCl2 IN H2O): يأتي ملح CuCl2 على شکل کريستال أخضر فاتح وناعم، وله نفس رائحة حمض الهيدروکلوريک، ويفضل شراؤه  و إستخدامه کمحلول أخضر مائي وليس مطحوناً، ويؤدي أي إتصال له مع حمض آخر إلي إنتاج أبخرة للکلورايد السامة. وأي رذاذ بسيط منه يصل للعين يسبب ألماً والتهاباً العين واحمرارها مع غشاوة في الرؤية.Ibid,2007,153)

المواد الکيماوية الآمنة في الاستخدام:

1-     محلول کلوريد الحديد  Ferric Chloride Solution ( Fe Cl3 IN H2O) في الماء :  وهو محلول لا ينتج عنه عند عملية الحفر أبخرة سامة. کما أنه يتميز بحفره المعتدل على السطح ولمدة أطول، وسرعة إبراز الخطوط عند عملية الحفر. ولتبطئة عملية الحفر ممکن قلب السطح المعدني للداخل في الحوض الملحي. ويوصى بشراء کلوريد الحديد على هيئة محلول. وقد تم تصنيف نفاية هذا الملح علي أنها  من المواد الخطرة، ولکن لکونه استخدم للحفر على النحاس وتأثر بها المعدن ( الفلزات النشطة تحل محل الفلزات الأقل نشاطاً في مرکباتها وتحل محل الهيدروجين في مرکباته وذلک حسب مبدأ السلسلة الکيميائية ) ، فيجب ردم هذه النفاية تبعاً للقوانين المحلية البيئية.Saff,1987,407 ))

2-      ملح کبريتات النحاس Copper Sulphate (CuSo4) . لم يستخدم الفنانون هذا الملح من قبل ، وهو يعتبر من النوع الآمن في الاستخدام إذا ما توافرت شروط خلطه في مکان مخصص ذي تهوية جيدة، وارتداء الأدوات الواقية في عملية الخلط. ويصلح تطبيق هذا الملح علي سطح النحاس.Kiekeban,2004,63 ) )

3-     الکبريت Sulphur (S) : يأتي في هيئة مسحوق ذي بنية البلورية علي شکل معينات صغيرة کرستالية، ويکون على هيئة بودرة صفراء اللون، ويجب أخذ الحيطة عند عملية الحفر على النحاس حيث يغطي سطح النحاس ببودرة الکبريت فوقه. وممکن ترکه لعدة أيام لأن الکبريت يحفر ببطء على السطح المعدني، فلذلک تعتبر الخطوة الأولى في الحفر هي ترکه لعدة ساعات ليتفاعل مع الخطوط المحفورة، ثم تستخدم الفرشاة لقياس درجة الحفر، ثم تغطى بالبودرة ثانياً ، ويتکرر هذا العمل عدة مرات حتى يصل الحفار إلى درجة عمق الخطوط المطلوبة في التکوين.Ibid,2004,64 ))

ثالثاً: المواد المقاومة والعازلة المواد البديلة:

4-     صنفت التسمية الجديدة للمذيبات التي تعزل الأحماض من على السطح المعدني بالمقاوم (Resist)، وهو عبارة عن توظيف طبقة رقيقة على السطح تحمي التکوين من تفاعل الحمض مع السطح المعدني ويستخدم في بعض المرات مصطلح جراوند (Ground) الذي يتشابه في المعنى مع تقنية أدوات الحفر الرملي (Mezzotint). والتشکيلة الجديدة من هذه المقاومات صنفت عن طريق الجيل الجديد من الحفارين الذي إتخذ من القاعدة المائية أساس لعمل ترکيبة هذه المقاومات، وهذه المقاومات سهلة الاستعمال، مؤمنة، معتمد عليها، وصديقة للبيئة. وممکن استعمالها بطرق عدة على السطح المعدني مثل: الصّب، رول، سبراي، إيربرش Air Brush، مغلف Lamination، والطباعة بالشاشة الحريرية.

5-     أسس آدم وروبرتسون من الولايات المتحدة عام 1988م برنامجاً بحثياً مکثفاً عن الأکريلک المقاوم للتقنيات الأخرى للطباعة، وهي الطباعة ذات القاعدة المائية لتقنيات الحفر والسيلک سکرين بالتعاون مع شرکة لاسکاکس Lascaux السويسرية، التي أنتجت سلسلة کاملة من الأکريلک المقاوم، ومجموعة من الخامات التي تصلح للحفر الغائر والطباعة الموجبة، والتي تصلح کمتحسس ضوئي  للسطح المعدني (Light Sensitive)، وهي أول أحبار مائية تجارية للحفر الغائر، وفي عام 1990 ظهرت شرکة Rostow & Jung وهي شرکة تخصصت في إنتاج وبيع ألوان الـ Akua-Intaglio وهي ما تسمى بالأحبار ذات القاعدة المائية، وفي عام 2003م أنتجت في بريطانيا أحبار الـ Caligo Save Wash Etching Ink، وهذه الأحبار ذات قاعدة زيتية لا تحتوي على أي مکونات سامة (Toxic Driers)، وتصلح لأي سطح معدني، کما يمکن تنظيفها بالماء والصابون، Adam&Robertson,2007,87)) وتنقسم أنواع المقاوم Resist ما بين مقاوم لخلفيات السطح المعدنية أو على السطح نفسه، مقاوم الأساس الصلب، مقاوم الأساس اللين، مقاوم الأکواتانت وغيره من الاستخدامات للخامات الأخرى وهي کالآتي:

6-     Lascaux Plate – Backing Resist: أنتجته شرکة لاسکاکس، وهو مقاوم سريع الجفاف يمکن توظيفه على حواف السطح المعدني وعلي ظهره، ويصعب على الحمض اختراقه لأنه يصبح صلباً جداً بعد جفافه، کما يصعب عمل أي خدوش عليه، إلا أنه سهل التنظيف.www.Lascaux.ch))

7-     Adhesive Plastic Film & Plastic Parcel Tape: الفيلم البلاستيکي اللاصق، وشريط الطرود اللاصق. وهو متوفر في مکاتب القرطاسية ويستخدمه الطباعون کمقاوم. هناک بعض السلبيات لاستخدام الشريط اللاصق، حيث أنه لا يستطيع حماية حواف السطح المعدني، لذلک يجب إضافة عوازل أخرى للحواف للمساعدة. أما إذا تخللّ الحمض داخل الحواف فإنه يشکل فقاعات داخل الأماکن العازلة. کما يترک الشريط اللاصق أو الفيلم أثراً للمادة الصمغية على السطح بعد إزالته، مما يؤثر على التصميم.

8-     المقاوم الفوتوغرافي Photo – Resist: يستخدم لتغطية السطح المعدني، ويستعمل أيضاً کمقاوم وعازل للأحماض. ويعتبر هذا المقاوم مع الفيلم اللاصق والشريط اللاصق من المواد المقاومة التي تعد آمنة للاستخدام.

المقاوم الصلب Hard Resist:

وينقسم إلى نوعين: النوع الأول هو:

1-     Lascuaux Hard Resist، وتقوم هذه الترکيبة الشمعية سريعة الجفاف بنفس وظيفة الخلطة الصلبة التقليدية (هارد جراوند) Hard ground. يمکن تطبيق هذه الترکيبة عن طريق إستخدام الفرشاة على السطح المعدني، حيث توضع طبقة رقيقة من هذا المقاوم، وبعد أن تجف تستخدم الإبرة والأدوات اليدوية للخدش والرسم فوقه، ومن ثم حفره، ويتميز هذا المقاوم بأنه عازل قوي للحمض مما يحقق طبعات ذات خطوط واضحة ونقية. www.Lascaux.ch))

والنوع الثاني هو:

2-     Acryl Hard Ground Emulsion Z*، وهو عبارة عن محلول غروي اکريلي  ذي أرضية صلبة، يستخدم عن طريق وضع طبقة رقيقة على السطح المعدني، وهو من المحاليل التي تصلح لحفر سطح النحاس في ملح کلوريد الحديد، کما يمکن استخدامه برشه عن طريق تقنية الـ Air Brush لابتکار ملمس الأکواتانت Aquatint وهو مائي القاعدة ومقاوم للحمض، ومن مميزاته أنه سريع الجفاف حيث يجف خلال دقيقة واحدة فقط، کما يمکن إزالته عن السطح المعدني في أي وقت عن طريق غسله بالماء. Adam&Robertson,2007,108))

المقاوم اللين Soft Resist وينقسم إلى:

1-        لاسکاکس المقاوم اللين، وهو من الخلطات التي ابتکرت حديثاً، يصلح لجميع الأسطح المعدنية، ويوضع عن طريق فرش طبقة رقيقة من هذه الخلطة على السطح، ثم تضاف الخامات وتمرر عبر المکبس، بعد ذلک تزال الخامات وتبقى الخلطة طرية ولا تجف بسرعة بحيث يمکن استخدام الإبرة اليدوية لإضافة خطوط أخرى لسطح الزتک مثلا وإعادة الحفر بحمض النتريک مرة أخرى.Ibid,2007,115 ))

2-        الخامات الفنية التي تغسل بالماء Water – Washable Art Materials: أنتجت شرکة جرافيک کيميکال Graphic chemical أحباراً مائية للحفر البارز يمکن استخدامها على السطح المعدني للحفر الغائر. ويتم ذلک باستخدام رول، حيث يتم فرش اللون بالرول على السطح المعدني. وهذه الأحبار متوفرة بألوان مختلفة وتتفاعل نوعاً ما مع المواد. فمثلاً لا يحبذ استخدام اللون الاسود لان جزئيات اللون الاسود ضخمة لذا تکون الفراغات البينية ( بين جزئياته ) کبيرة فتسمح لجزئيات المواد الأخري بالتغلغل فيها ، أي أن المواد يؤثر علي اللون الأسود . بينما تصلح مجوعة "الأزرق الطاووسي "، " والأحمر القرمزي " لسطح النحاس لأن جزئياتهم ذات حجم صغير ، لذا تکون متراصة ولا يوجد فراغات بينية کبيرة ، مما يصعب علي المواد المضافة ان تتغلغل فيها . وتتميز الألوان ببطء جفافها حيث يبقى السطح رطباً لمدة عشر ساعات تقريباً وهذا يعطي للفنان الفرصة لإضافة مقاومات أو خامات أو الرسم على سطح التصميم، کما يمکن إضافة الخلطة الصلبة للاسکاکس لتسريع عملية تجفيف الحبر ذو القاعدة المائية. www. Graphic Chemical .com ))

3-        الخامات الزيتية کمقاوم ليّن Oily art materials used as soft Resist أنتجت شرکة R&F الأمريکية أقلام بجمنت، وهي ألوان زيتية على هيئة أقلام شمعية، وتستخدم کمقاوم على السطح وهي ليست سريعة الجفاف لوجود زيت بذر الکتان داخل ترکيبتها، ولا يتفاعل الزيت مع الحمض بل يعمل کمادة عازلة عند عملية الحفر. وعموماً فإن استخدامات هذا المقاوم اللين تصلح لعمل تأثيرات على السطح المعدني لتقنيات الکولاج، المونوتيب، أو الرسم المباشر بالأقلام الشمعية والأدوات والإبرة.(www.rfpaints.com)

العوازل البديلة للفارنيش والأسفلت:

1-        Stop – Out Resist: يتميز محلول لاسکاکس بأنه يمکن إذابته بالماء واستخدامه في کل التقنيات الطباعية، ويأتي مصنعاً باللون الأزرق، مما يسهل عملية رؤية التصميم من خلاله على السطح المعدني، ومن مميزاته أنه يجف بسرعة، کما يمکن الرسم عليه مباشرة بالأدوات اليدوية، مع أنه صالح لجميع الأسطح المعدنية، ويمکن توظيفه بأي مرحلة أثناء حفر السطح بالحمض، کذلک يمکن ترکه في الحمض لمدة طويلة من غير أن يتأثر التکوين. www. Lascaux.ch ))

2-        Z*Acryl Stop out Resist: وهو من المواد العازلة التي يمکن إضافتها في أي مرحلة أثناء مراحل حفر التکوين، وهو سريع الجفاف ويصلح لأي سطح معدني. وتنصح الشرکة بالتأکد من جفاف المحلول على السطح باستخدام قطعة قماش وتمرر على السطح، والتأکد أيضاً بأنه ليس هناک تکسر في السطح قبل استخدامه في الحمض، ويزال بالماء والصابون بعد انتهاء الطبع، وأهم ما يميز هذه العوازل هو عدم تفاعلها مع المواد أثناء الحفر. Adam&Robertson,2007,123))

الأکريلک المقاوم للأکواتانت:

1-        Lascaux aquatint Spray Resist: وهو محلول أزرق ذو قاعدة مائية ويستخدم کبخاخ أو بتقنية فرشاة الهواء Air Brush ويستخدم کبديل للأکواتانت، ويمکن إضافة الماء لجعل حبيبات هذا المحلول ناعمة على السطح، أو استخدامه کما هو وذلک على حسب هدف الفنان، ومن ثم يحفر بالحمض، وبعد عملية الحفر يسهل إزالته بالماء لأنه ذو قاعدة مائية.  www. Lascaux.ch))

2-        Badger Acrylic Aquatint Solution: محلول أکريلک بادجر للأکواتانت: محلول أسود اللون ذو قاعدة مائية، يخفف بالماء بنسبة 50% قبل الاستخدام، وإذا استخدم من غير تخفيف يصعب إزالته من على السطح، ويصلح لحفر النحاس لطواعية سطح النحاس للتفاصيل الدقيقة، ويجف المحلول تدريجياً على السطح يزال بعد الطباعة بالماء الدافئ والصابون، وله نفس مزايا الراتنج الحبيبي التقليدي.(Haward,2003,204)

3-        الخامات الفنية الأخرى البديلة للأکواتانت Speed ball Screen Filler: يمکن استخدام مالئ الشاشة الحريرية کبخاخ يرش على سطح النحاس مشکلاً تأثير الأکواتانت، وممکن تخفيفه بالماء بنسبة 1:5، أي خمسة أکواب ماء إلى کوب واحد مالئ، وذلک لتنويع تأثيرات النقط وأحجامها. وتتنوع طريقة استخدامه ما بين استخدام فرشاه، أو اسبراي، أو اسبراي المسدس الکهربائي لتوظيفه على السطح المعدني. (Ibid,2003,205)

رابعاً: المنظفات البديلة لإزالة الأحبار، وتنظيف الأدوات، الأسطح المعدنية:

مع زيادة التوجه العام نحو استخدام خامات بديلة آمنة من المذيبات والأحبار والأحماض، ظهرت مجموعة من المواد المنظفة للأحبار ومتوفرة في الأسواق وهي:

(1- کربونات الصوديوم 2– مزيل لاسکاکس ومسترول        3– الزيت النباتي)

1-     أي سطح أستخدم عليه أحبار ذات قاعدة مائية أو الزيتية  مثل جواش، أقلام شمعية جافة، سيلک سکرين يمکن إزالته بالماء الدافئ والصابون. وبعد جفافها تبقى رواسب هذه الألوان على السطح المعدني فيستخدم کربونات الصوديوم. ولعمل خلطة کربونات الصوديوم يخلط نسبة 100:50 غرام من کربونات الصوديوم مع واحد لتر ماء ويخلط في وعاء ومن ثم يصب في وعاء آخر وينظف السطح المعدني، وعادة يتفاعل المحلول بعد عشرين دقيقة والسبب هو أن جزئيات کربونات الصوديوم تتوزع بين حبيبات الألوان وتقوم عندئذ بالتفاعل معها . (Ibid,2003,76)

2-     مزيل لاسکاکس و مسترول: يعمل مزيل لاسکاکس وهو محلول مائي ينظف به السطح المعدني عن طريق استخدام الفرشاة. أما مسترول فهو منظف منزلي متوفر في الأسواق وکان قد صنف کمنتج آمن وصديق للبيئة، وهو سريع التفاعل حيث يتفاعل مع السطح من عشرة إلى عشرين دقيقة ومن ثم يغسل بالماء والصابون. www.Lascaux.ch))

3-     الزيت النباتي Vegtable oil:  أن أي مقاوم يستعمل للحفر الغائر ممکن إزالته بالزيت النباتي، کما يصلح للأحبار ذات القاعدة الزيتية أو أي خامات أخرى ذات قاعدة زيتية، وکذلک لتنظيف الأدوات،کالرول، والفرش. وهو متوفر في الأسواق . إلا أنه بعد عملية التنظيف يبقى ملمس الزيت موجوداً لذا يمکن إزالته بالماء والصابون. وتستخدم قطعة من القماش لتجفيف هذه الأسطح والأدوات. وعلى کل حال عند استخدام المنظفات يجب ارتداء القفاز، المئزر، الکمام للوقاية من تفاعل هذه المنظفات واستنشاقها. Adam&Robertson,2007,215))

نماذج فنية في مجال الحفر الغائر لبعض الفنانين تلقي الضوء على الإمکانات الفنية والإبداعية المتعددة لتکنولوجيا الخامات والتقنيات البديلة:

                مع زيادة الوعي لدى الفنانين للأثر الصحي والبيئي للأحماض والمذيبات والأحبار المستخدمة في أعمالهم الفنية، تعالت الأصوات محذرة من التأثيرات السُّمية التي تنتجها هذه المواد، فظهرت أول مبادرة في الثمانينات من قبل شرکة سويسرية أنتجت خامات ذات قاعدة مائية للسيلک سکرين، وهذا ما دعى الفنان الاسترالي کيث هوارد إلى البحث في الطرق البديلة للحفر الغائر، ويعد أول فنان إهتم بهذا الأمر حيث استمر في البحث ثلاثة عشرة عاماً في أبحاث تجريبية، کتابة مقالات ، وإقامة عروض وورش بهذا الخصوص، فانفتحت آفاق الفنانين والطباعين حول العالم لتجريب هذه المواد البديلة بالتقنيات المتعارف عليها، وخاصة بأن هناک وعي عالمي بضرورة مکافحة التلوث الموجود، والتوجه نحو بيئة خضراء صحية. فأنتج على أثرها الفنانون حول العالم أعمال فنية طباعية باستخدام البدائل الآمنة وهي ذات قيمة جمالية عالية وتحمل ذات  الإمکانات الفنية في التقنيات التقليدية، واعتبرت محاولات إبداعية جديدة في المجال الطباعي. وسوف تعرض الباحثة لأعمال بعض الفنانين الذين استخدموا الأساليب التقليدية في الحفر، وآخرون استخدموا الأساليب البديلة الآمنة في الحفر للتأکيد على أن ما يطرح من أساليب وخامات الحفر البديلة الآمنة ذات إمکانات فنية عالية تناظر مثيلاتها التقليدية المتعارف عليها.

أولاً: الأعمال التي استخدمت خامات وأساليب الحفر التقليدية:

1-     صدى Echo للفنان ديفيد کيلسو (انظر الشکل رقم (6))، استخدم في هذا العمل أحبار ذات قاعدة زيتية باستخدام الزيت المحروق. والأسلوب الذي استخدم هو الحفر الغائر بخامات: (الأکواتانت، الخلطة الصلبة (هاردجراوند)، والخلطة اللينة (سوفت جراوند). حيث يبدأ التصميم بوضع طبقة خفيفة من الخلطة الصلبة وذلک لعمل خدوش خطية على السطح، ومن ثم حفره في حمض النايترک بدرجات متفاوته، ثم يضاف الأکواتانت وهو الراتنج الحبيبي لإبراز الدرجات الظلية من الغامق إلى الفاتح کما هو مبين في أعلى يمين التکوين، ويسار وأسفل التکوين، ومن ثم حفره في الحمض بدرجتان متفاوتتان، ثم إضافة الخلطة اللينة على السطح وإضافة الخيوط والخطوط العشوائية، وترکه حتى يجف ويوضع في الحمض لإتمام عملية الحفر. ثم يأتي دور الطباعة وتتم طباعة التکوين بثلاثة ألوان عن طريق توظيف اللون الأحمر في الخطوط العميقة کما هو مبين، ثم استخدام الرول باللون الأصفر والمرور على السطح محدثاً مزج ما بين اللون الأحمر والأصفر، وأخيراً إضافة اللون الأسود والرمادي في يمين أعلى  التکوين.

2-     الصيد Fishing للفنانة مارغريت برنتس (أنظر الشکل رقم (7)). إستخدم في هذا العمل الحفر الغائر بأدوات الحفر اليديوية، الخلطة الصلبة، والأکواتانت. واستخدم في هذا العمل أحبار ذات قاعدة زيتية، حث بدأ العمل باستخدام الخلطة الصلبة على السطح، وبعد جفافها استخدمت الأدوات اليدوية في الحفر کالإبرة، ثم الکشط لعمل الخطوط الرئيسية للتصميم ومن ثم حفره بحمض النايترک لفترات متعددة، وبعد ذلک استخدم الأکواتانت لإضافة التدريجات الظلية والقيم الخطية للتکوين وحفره بالحمض مرة أخرى، وبعد ذلک تمت طباعته باستخدام اللون الأسود على ورق ملون مصنع يدوياً.

ثانياً: الأعمال التي استخدمت فيها البدائل الآمنة للخامات والأساليب في الحفر:

1-     الأغنية القديمة The old song للفنان روبرت آدم (أنظر شکل رقم (8)). استخدم في هذا التکوين سطحين معدنيين من النحاس وحفرا بآن واحد بغسول لاسکاکس، ومقاوم اسبراي أکواتانت وحفره بحمض فريک عدة مرات. استخدمت صور فوتوغرافية وغلفت على السطح وعرضت للضوء حيث انتقلت الصورة على السطح، ثم استخدم اسبراي أکواتانت على مراحل متعددة، وفي کل مرحلة يوضع السطحين في حمض الفريک وصولاً إلى نهاية التکوين، وتمت جميع المراحل لهذا التکوين بحفر السطحين في آن واحد معاً وبعدها طبع السطحين بلون أساسي ذو قاعدة زيتية، وهو الأزرق الغامق ممزوجاً بدرجة أفتح من نفس اللون.

2-     من کوکب الزهرة From Venus للفنانه جنيفر بيج (أنظر الشکل رقم(9)). استخدم في هذا التکوين تقنية الحفر الغائر والنقش باستخدام أدوات النقش الکهربائية، حيث غطى السطح المعدني بمقاوم الفيلم الجاف لأشعة الشمس (uv)، مع تأکيد الجانب الإيجابي لشکل مصيدة الحشرات والوجه، وبعد تحميضه حفر بحمض الفريک، وبعدها استخدم الفيلم اللاصق وعرض لأشعة الشمس مرة أخرى ولکن هذه المرة کان الهدف تأکيد الشکل الإيجابي للحشرات، ومن ثم وضع بالحمض عدة مرات أطول من المرة السابقة، وتلى ذلک استخدام الأدوات الکهربائية للنقش على السطح، وذلک لإضافة القيم الخطية على الحشرات وتظليل أماکن أخرى بدرجات ظلية غامقة.

       
 

شکل رقم (6)

David Kelsoo, Echo

Aquatint, hard ground, soft ground

(The best of printmaking,1997,13)

 
 
   

 

 

شکل رقم (7)

Margret prentis, Fishing

Intaglio etching

(The best of printmaking,1997,34)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم (8)

Robert Adam, The old Song

Etching (Adam&Ropbertson,2007,48)

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل رقم (9)

Jeniffer Page, From Venus

Etching and Engraving

(Adam&Robertson,2007,141)

رصد بعض المعايير وشروط الأمن والسلامة للجمعية الدولية لمدارس الفن والتصميم:

                أسست هذه الجمعية عام 1944 وبدأت في نطاق 22 جامعة، ثم بدلت التسمية إلى الجمعية الدولية للفن في عام 1966، وفي عام 1981 بدلت التسمية مرة أخرى إلى الجمعية الدولية لمدارس الفن والتصميم، وهي تشمل جميع المراحل التعليمية کذلک والمحترفين في أنحاء الولايات المتحدة، ومن ثم توسعت إلى أوروبا والشرق الأوسط. تهدف هذه المؤسسة إلى تأسيس قاعدة دولية للتعليم الذي يتأصل بالإبداع الفني، ومعاييره ترتکز على المهارة والمعرفة المطلوبة لتطوير الأداء الأکاديمي والحرفي للبرامج المختلفة،(NASAD Hand book,2009,35) ولتحقيق الجودة العالية في المهارة والمعرفة يجب توافر أمور أساسية في العملية التعليمية وهي کالآتي: (الميزانية – المکان – التجهيزات – الهيئة التدريسية – العاملين وحجم الفصول والمختبرات – الأمن والسلامة – مصادر التعلّم والمکتبات) والبرامج المتوفرة التي تحمل في طيّها معايير عالية الجودة لتحقيق معايير هذه المؤسسة. فتعتمد هذه المؤسسة جميع البرامج لمدارس الفن والتصميم وبعد الانتهاء من تقييم البرامج تعطى هذه المؤسسة الاعتماد الأکاديمي للمؤسسة التعليمية ويعترف بها دولياً.(Ibid,2009,40 ) والإضافة التي أضافتها هذه المؤسسة هي تأکيدها على  اشتراطات الأمن والسلامة وضرورة اتباعها عند استخدام الأجهزة والأدوات، والخامات في أي مؤسسة تعليمية لما لها من أهمية على الصحة والبيئة وهي:

1-        الأجهزة، الإمکانيات، والتکنولوجيا يجب أن تکون کافية لتدعم احتياج المتعلم، ويستطيع أي دارس إستخدامها.

2-        يراعى عند تخصيص عدد الأجهزة أن يتناسب مع عدد الطلبة في الفصل وحجم المکان، وذلک لتحصيل الوظيفة المهارية لهذه التکنولوجيا.

3-        توفير الأجهزة في الورش الفنية بحيث يخدم البرامج المقررة.

4-        توفير ميزانية لصيانة الأجهزة والأدوات بحيث يتماشى مع الأهداف والمعايير التي أقرتها هذه المؤسسة.

5-        تحديث الأجهزة والأدوات والخامات وذلک لتصبح سارية المفعول.

6-        مسئولية کل مؤسسة تعليمية أن يکون دارس الفنون في برامجها على علم بإرشادات الأمن والسلامة والصحة لاستخدام هذه الأجهزة والأدوات والخامات بشکل مناسب وأن يوجهوا لإستخدام وتشغيل الأجهزة بصورة آمنة.

7-        يجب تسهيل الوصول إلى کل الأجهزة، الأدوات والخامات وأن تکون هذه العناصر آمنة ومعتمدة، وأن تتوافق مع المعايير المتفق عليها صحياً وبيئياً.

8-        يجب على المؤسسة التعليمية وضع خطة تعليمية إرشادية بحيث توفر مواضيع الأمن والسلامة باستمرار.(Ibid,2009,182 ).0


النتائج:

1-        تؤکد الدراسة أن الاستمرار في استخدام أساليب وخامات الحفر الغائر التقليدية تؤدي إلى أضرار سلبية على الصحة والبيئة.

2-        تؤکد الدراسة وتدعم التوجه العالمي الحالي نحو ضرورة طرح بدائل آمنة وصحية کأساليب وخامات فنية وخاصة في مجال الحفر الطباعي الغائر.

3-        تؤکد الدراسة على أن البدائل الآمنة لأساليب وخامات الحفر الغائر تحمل إمکانات فنية عالية ومجالاً خصباً للتجريب الإبداعي تضاهي ما تقدمه الأساليب والخامات التقليدية من ناتج فني.

المراجع
1- حيدر ، فريدة ( 2003 ) الأبعاد التقنية للحفر الغائر کمدخل لاکتشافات جمالية في الطباعة. مجلة دراسات تربوية واجتماعية ، جامعة حلوان . المجلد التاسع ، العدد الثاني .
2. Adam, Robert &Robertson, Carol (2007). Intaglio: The complete Safety-First System for creative   Printmaking. New York, Thames & Hudson Ltd.
3. Fields, Scott (1997). Exposing Ourselves to Art. Environmental Health perspectives Journal,   U.S.A. Volume 105, Number 3.
4. Howard, Keith (2003). The Contemporary Printmaking. Intaglio Type and Acrylic Resist Etching,  New York, Write-Cross Press.
5. Keikeban, Fridard (2004). Perfect Chemistry. Printmaking Today Journal, U.S.A, ISSNo 960 9253.
6. Martin, Judy (1993). The Encyclopedia of Printmaking Techniques.London, Quarto Publishing plc.
7. McCann, Michael (1992). Artist Beware: updated and revised: The Hazards in working with all  Art and Craft Materials and The precautions Every Artist and Craft person should take,  New York, Watson-Guptill Press.
8. McCann, Michael (1992). Art Safety Procedure: A health and Safety Manual for Art school and ArtDepartment. New York, Center for Safety in the Arts.
9. Reddy, Krishna (1988). Intaglio Simultaneous Color Printmaking.New York, Albany: StateUniversity of New York Press.
10. Rossol, Monona (2001). The Artist’s Complete Health and Safety Guide. Third  Edition, New York  All worth Press.
11. Saff, Donald & Sacilotto, Deli (1987). Printmaking.New York, Holt, Rinehart and Winston Publisher.
12. ________(2009) National Association of Schools of Art and Design. (NASAD) Hand book,   October edition, U.S.A, www.nasad.arts-accredit.org.
13.__________(1997).The best of Printmaking: An International Collection book. Ohio, Rockpot  Publisher, INC.
14.Lascaux resists, tusches and remover. Switzerland. www.Lascaux.ch.
15. Graphic Chemical & Inc. Co, Villa Park, IL.
 www.graphicchemical.com .
16. R & F pigment sticks. New York. www.rfpaints.com