دور بعض الأنشطة الفنية في خفض السلوک العدواني لدى أطفال الروضة

المؤلفون

1 باحثة ماجستير

2 أستاذ الصحة النفسية کلية التربية جامعة المنصورة

المستخلص

ملخص:
هدف البحث إلى التحقق من مدى فعالية دور بعض الأنشطة الفنية( التعبير الفنى والتشکيل المجسم) فى خفض السلوک العدوانى لدى عينة من أطفال الروضة تکونت من( ن= 24) طفل عدوانى بمدرسة اللغات التجريبية بمدينة المنصورة بمحافظة الدقهلية وقد قسمت العينة عشوائيا إلى مجموعتين إحداهما تجريبة( ن= 12) والأخرى ضابطة(ن= 12) وقسمت المجموعة التجريبية بدورها إلى مجموعة تجريبية أولى( ن= 6) يمارس فيها الأطفال العدوانيون أنشطة التعبير الفنى، ومجموعة تجريبية ثانية( ن= 6) يمارس فيها الأطفال العدوانيون أنشطة التشکيل المجسم، وأطفال المجموعة الضابطة لا يمارسون أى نوع من الأنشطة المطروحة.
الأدوات والمقاييس المستخدمة في الدراسة:
-          قائمة ملاحظة السلوک العدواني لأطفال الروضة (إعداد الباحثة).
-          بعض الأنشطة الفنية
-          التشکيل المجسم.
-          التعبير الفني
الأساليب الإحصائية المستخدمة:
1- إختبار مان وتنى.
2- إختبار ألفا کرونباخ

مقدمة:

يمثل السلوک العدواني ظاهرة سلوکية واسعة الانتشار تکاد تشمل العالم أجمع. حيث أن هذا السلوک لم يعد مقصورا على الأفراد وإنما اتسع نطاقه ليشمل الجماعات والمجتمعات.

فالسلوک العدواني موجودا منذ قدم الإنسان على هذه الأرض. وهو معروف وملاحظ في سلوک الطفل الصغير، وفى سلوک الفرد الراشد، وفى سلوک الإنسان السوي والمريض کل سواء، وإن اختلفت الدوافع والوسائل والأهداف والنتائج في کل حالة.  فيعد السلوک العدواني من أهم المشکلات التي تواجه القائمين على العملية التعليمية بصفة عامة وعلى تربية وتعليم الأطفال بصفة خاصة. مما دعا الکثير من العلماء في ميادين الطب وعلم الاجتماع والتربية الخاصة بالإهتمام بدراسة السلوک العدواني باعتباره مشکلة ذات أبعاد طبية ونفسية وإجتماعية وتربوية. تمثل مشکلة کبيرة لها آثارها السلبية التي يترتب عنها عدم قدرة الطفل على إقامة علاقات إجتماعية مقبولة مع زملائه،  فضلا عن أثرها السلبي على  المحيط الإجتماعى للطفل بصفة عامة، ومحيط فصله بصفة خاصة(عبود صلاح الدين 1991، 162).

ويعتبر العدوان من الموضوعات التي حظيت باهتمام العديد من الدراسات نتيجة لظهور أنماط من العدوانية تأخذ شکل التدمير والتخريب أو أي مظهر آخر من مظاهر العدوان اللفظي أو البدنى( علاء الشعراوى، 1995، 51).

ومع انتشار ظاهرة السلوک العدواني بين التلاميذ في المدارس عامة على اختلاف المراحل الدراسية ضرورة تأتى بالاهتمام بدراسة السلوک العدواني بدءا من مرحلة الروضة لما لها من الأثر الأول في تکوين شکل السلوک عند الفرد ولأن فترة الطفولة من أهم الفترات في تکوين شخصية الطفل إذ تعد مرحلة تکوين وإعداد ترسم فيها ملامح شخصية الطفل مستقبلا، وتشکل فيها العادات، والاتجاهات، وتنمو الميول، والاستعدادات، وتنفتح القدرات، وتتکون المهارات وتکتشف، وتتمثل القيم والتقاليد، والأنماط السلوکية، وخلالها يتحدد مسار نمو الطفل الجسمي، والعقلي، والنفسي، والإجتماعى، والوجداني.وذلک طبقا لما توفره له البيئة المحيطة لعناصرها التربوية والثقافية والصحية والاجتماعية (نبراس يونس محمد،2004، 5).

وفى هذا الصدد عرف(محمد مصطفى زيدان،1994)، و (Averill,1993) السلوک العدواني بأنه سلوک يمکن أن يؤثر بالسلب على طفل الروضه في حياته سواء في البيت أو في حجرة الروضة. ويتمثل في مظاهر کثيرة منها التهريج في الفصل والاحتکاک بالمعلمين، والعناد، والتحدي ، وتخريب أثاث المدرسة ، والفصول،  ومقاعد الدراسة،  ودورات المياه،  وعدم الانتظام في الدراسة والتهاون بالضوابط المدرسية.

وقد يظهر الأطفال قدرا من السلوک العدواني، ولکن ليس معناه أن  جميع الأطفال عدوانيين، إذ يتسم الطفل العدواني بعدة خصائص تميزه عن الأطفال الآخرين، فالطفل العدواني يدرک انه يلحق الأذى بالآخرين، وهو لا يمارس السلوک العدواني کوسيلة للعب أو الاستيلاء على ما ممتلکات الآخرين، أو للدفاع عن نفسه،ولکنه يمارس العدوانية حبا في إيذاء الآخرين.

وبالرغم من أن الأطفال يمارسون العدوانية من وقت لآخر، فمعظمهم يندمون على هذا السلوک، ويعبرون عن الندم، أما العدوانيون لا يأسفون عما يفعلون، ويبدوا استمتاعهم بإزعاج الآخرين، ويجدون في ممارسة العدوانية تعزيزا لإحساسهم بالثقة، وتحقيق لذواتهم (زياد الحکيم،2001).                     

ومن هذا المنطلق ظهرت الکثير من البرامج والأساليب التي هدفت إلى علاج السلوک العدواني والحد منه في المدارس بشکل واضح. ومنها برامج اهتمت باستخدام الأنشطة الفنية ودراسة قدرتها على تقليل السلوک العدواني باعتبارها متنفسا عن الطاقة الکامنة عند الطفل.  فعن طريقها يمکن تعديل السلوک العدواني عند الأطفال في هذه المرحلة. وذلک لما لها من لها دور کبير وفعال في علاج الکثير من السلوکيات غير التوافقية عند الطفل(فالنتينا وديع سلامة،2001).

وتعد الفنون من أکثر الأساليب إتاحة للتعبير عن الکثير من الخصائص النفسية للأطفال،  وقدراتهم العقلية، وسماتهم الشخصية .نظرا لأن الطفل يتجاوز بها کل الحدود الواقعية الممکنة وغير الممکنة.  ومن هنا تساعد في التعبير انفعالاته الکامنة لتعکس أفراحه، وأحزانه، وما يشعر به من إحساس بالعجز، وغيرها من الأحاسيس المختلفة(عبد المطلب القريطى،1995).

ومن الناحية الطبية ترى (عبلة حنفي عثمان،1999) العلاج بالأنشطة الفنية طريقة مفضلة لأنها لا تأخذ شکل أنواع العلاج المعروفة التي تعتمد على المواجهة بين المريض،  والمعالج وسؤال للمريض، أو ترک المريض ليسترسل.  ومن أمثلة الأنشطة الفنية الرسم،  والنحت، والأشغال الفنية، التشکيل المجسم...الخ.

ويرى(عبد المطلب القريطي،1995) أن الأنشطة الفنية تستخدم کأسلوب للتنفيس عن المشاعر، والأحاسيس التي يعانى منها الطالب عندما يعبر عنها تعبيرا حرا ويصورها بطريقة تنشط خياله وتساعده على الإفصاح بأسلوب أوضح فتعبر بذلک عن حالته، وتساعده في الوقت نفسه على تفريغ الشحنة الانفعالية التي بداخله، وبذلک تکون لها وظيفة تشخيصية وعلاجية. مدللا على ذلک بأن الفنون تساعد على تحرر النفس الداخلية من التوترات، والصراعات، والإحباطات،وتکسب الفرد قوة تعويضية، وتأکيد لذاته، والقدرة على الاتصال بالأخريين.

عند إتاحة الأنشطة الفنية للطفل، سرعان ما ينخرط فيها، وبذلک تتاح له الفرصة لإسقاط رغباته، ومخاوفه، ومشکلاته، وأحلامه فيجد المتعة التي تدفعه إلى المزيد من التعبير عن ذاته( عبلة عثمان،1989).

ومن ثم فالتعبير الفني يمکن أن يسهم في تعديل الکثير من الاضطرابات السلوکية عند الأطفال. کما يساعد في معرفة مظاهر هذه الاضطرابات، ومعرفة الجذور الانفعالية لها، ومحاولة علاجها لاستعادة التوازن الانفعالي والشخصي والاجتماعي للأطفال والحفاظ على صحتهم النفسية.  ومن ثم يمکن للأنشطة الفنية التشکيلية تعديل السلوک العدواني للطفل.

مشکلة البحث:

على الرغم من اهتمام العديد من الدراسات بالسلوک العدواني إلا أنها اختلفت في نتائجها حول ظاهرة السلوک العدواني وهو ما يمکن إرجاعه إلى تعدد جوانب السلوک العدواني وتعدد أساليب التعبير عنه والتي تتنوع لدى الأفراد وفقا لتباينهم من حيث التکوين الشخصي والإجتماعي، ووفقا للأطر الثقافية والإجتماعية التي ينتمون إليها فإهتمت العديد من الدراسات بدراسة السلوک العدواني عند الأطفال ومنها دراسة( عبود صلاح الدين،1991)، وHuesman ,1987)) التي توصلت إلى شيوع السلوک العدواني لدى أطفال الروضة بدرجة کبيرة والتي أکدت على أن لظاهرة السلوک العدواني تأثيرات سلبية على شخصية الطفل وتعلمه وهو ما تضمنته دراسة( مطر أحمد، 1986) بأن بيئة الطفل لها تأثيرات ايجابية عليه وتأثيرات سلبية أيضا، ومن هذه التأثيرات السلبية إکسابه السلوک العدواني. وهو ما يدعونا إلى ضرورة البحث عن أساليب متنوعة للخفض من السلوک العدواني المنتشر في البيئة المدرسية.وإهتمت دراسة(مطر أحمد،1986) بمدى فعالية الإرشاد النفسي في خفض العدوانى من خلال إستخدامهم السيکودراما وقراءة الکتيبات والکتب النفسية. في حين استهدفت دراسة (وليد کمال القفاص،2002) استخدام الأنشطة التربوية الحرة في تعديل السلوک العدواني.

ومن هنا تأتى أهمية دراسة دور الأنشطة الفنية في تعديل السلوک العدواني وذلک لما لها من دور في خفض السلوک العدواني لکلا من الأفراد العاديين، وذوى الاحتياجات الخاصة(فالنتينا وديع سلامة،2001،62).

وهو ما اتفقت عليه نتائج دراسة کل من (عبلة حنفي عثمان،1972)، و(عايدة عبد الحميد ،1990)، و(عنايات أحمد حجاب،1999) بأن الفن التشکيلي قادرا على إتاحة الفرصة للفرد للتعبير عن ذاته بطريقة غير مباشرة من خلال نشاطاته المختلفة سواء کانت رسومات، وأنشطة فنية، کالنحت، والخزف، والتشکيل المجسم، والفنون العملية والعديد من الأنشطة الأخرى. ومن ثم فان الأنشطة الفنية تعتبر من الأساليب التي يمکن أن تساعد في خفض السلوک العدواني لدى الأطفال بصفة خاصة وفى الإسهام في مساعدة المجتمع بصفة عامة للحد من هذه الظاهرة.

ومن هذا المنطلق ظهرت مشکلة البحث الحالي في محاولة خفض السلوک العدواني لدى أطفال الروضة بإستخدام بعض الأنشطة الفنية لکلا من الأطفال العاديين وذوى الاحتياجات الخاصة. وإنتشارها بين الأفراد والجماعات، والمجتمع.

هدف البحث:

دراسة فعالية ممارسة بعض الأنشطة الفنية ( التعبير الفني –التشکيل المجسم) في خفض السلوک العدواني لدى أطفال الروضة.

أهمية البحث:

تأتى أهمية الدراسة من أهمية متغيراتها حيث تهدف الدراسة إلى استخدام الأنشطة الفنية في خفض السلوک العدواني لدى أطفال الروضة فقد أشار(عبد المطلب القريطى،1995) أن استخدام الأنشطة الفنية المتنوعة حديثة العهد نسبيا في علاج العديد من الأعراض النفسية التي يمکن أن تصيب الطفل في بداية تنشأته. حيث تساعد الطفل على إعادة بناء الطرق التي ينظم بها حياته، وتحريکه من حالة الشعور بالاغتراب والعدوانية، وما شابه ذلک إلى حالات أخرى تسودها مشاعر الحب، والتعاطف.

إستخدم العديد من الباحثين برامج علاجية إعتمدت على الفن في علاج العديد من المشکلات السلوکية التي يعانى منها الطفل حيث تناولت دراسة(عايدة عبد الحميد، 1990)

عينة من الأحداث المنحرفين للکشف عن العلاقة بين تعبيراتهم الفنية، والتحريفات التي تظهر في رسوما تهم، وإستخدمت دراسة ( عنايات أحمد حجاب،1999) الرسم للکشف عن المشکلات النفسية، والإجتماعية لأطفال الشوارع، والکشف عما إذا کانت هناک خصائص فنية مشترکة التي تميز رسوم هؤلاء الأطفال، إستهدفت دراسة (فالنتينا وديع سلامة ،2001)، علاج السلوک العدواني لدى عينة من الأطفال الصم عن طريق ممارسة بعض الأنشطة الفنية المختلفة.

إهتمت معظم الدراسات بالفئات التي تعانى من السلوک العدواني بدءا من المرحلة الابتدائية فالإعدادية والثانوية والجامعية وما بعدها وفى حدود علم الباحثة توجد ندرة في الدراسات التي إهتمت بدراسة السلوک العدواني لدى أطفال الروضة، ومن هنا تأتى أهمية الدراسة الحالية التي تهتم بدراسة السلوک العدوانى أطفال الروضة ومحاولة خفض هذا العدوان بتصميم أنشطة فنية متنوعة.

فإن مرحلة الطفولة المرحلة الأساسية للحياة، ففي هذه المرحلة توضع اللبنات الأساسية لشخصية الإنسان، فان الطفل يتعرض إلى مواقف شديدة من الصراع النفسي والإحباط وعدم إشباع حاجاته الجسمية والنفسية والاجتماعية والتى تشکل خطرا على حياتهم في المستقبل، وخصوصا إذا کان هذا الطفل يتصف سلوکه بالسلوک العدواني الذي يشکل بالفعل خطرا عليه، وعلى أسرته، والمجتمع الذي يعيش فيه. فمشکلات الطفولة قد تمتد بصورة تتطلب تدخلا مهنيا، وتمتد تلک المشکلات لتشمل: العدوانية، والعنف، وعدم ضبط السلوک واستخدام الأنشطة الفنية للتقليل من السلوک العدواني لدى طفل الروضة يتم من خلال:

1- تقديم خبرة تنفيسية من خلال إستخدام الفن کمتنفس عن المشاعر والخبرات الداخلية.

2-     تقوية الأنا، وذلک عن طريق تحرير الطاقة النفسية التي سبق إستنفاذها في عملية الکبت، من خلال التنفيس عن هذه المکبوتات في العمل الفني، وعودة هذه الطاقة النفسية مرة أخرى إلى الأنا، الأمر الذي يؤدى إلى دعم الأنا وتقويتها.

3-     تقليل الشعور بالذنب.

4-     تنمية القدرة على التکامل والتواصل ( فهد بن سليمان الفهيد، 2003).

ومن المتوقع أن تسهم الأنشطة الفنية المصممة بالدراسة الحالية في خفض السلوک العدواني لدى أطفال الروضة حيث تشمل بعض من مجالات الفن التشکيلي، التي تعتبر من الإتجاهات الحديثة المستخدمة في علاج العديد من الاضطرابات السلوکية المختلة التي يمر بها الطفل في حياته.

وترجع الأهمية التطبيقية لهذا البحث في التحقق من فعالية بعض الأنشطة الفنية في خفض السلوک العدواني مما يمکن أن يفيد في مجال الإرشاد السلوکى.

المفاهيم الإجرائية للبحث:

السلوک العدوانى:

هو السلوک الصادر عن الطفل بهدف إلحاق الأذى اللفظي، والبدني بالذات، وبالأخريين، وإتلاف الممتلکات.

العدوان اللفظي:

يمکن تعريفه بأنه إستعمال الکلمات غير المقبولة إجتماعيا ومن أمثلته:الشتم، والتهديد بالإيذاء، والسخرية من الغير، والصياح، والألفاظ الجارحة.

العدوان البدني:

سلوک يتمثل في إيذاء الطفل لنفسه، وإيقاع الأذى بها، إيذاء الأخريين، وإلحاق الأذى بهم، ويأخذ أشکالا متعددة منها:تمزيق الطفل لملابسه، وملابس غيره، وتخريب، وتکسير أدواته المدرسية، وعض أظافره، وشد شعره، وضرب رأسه بالحائط، والعرقلة، والدفع، والضرب.

عدوان غير مباشر:

سلوک تخريبي يصدر من الطفل لإلحاق الأذى، والضرر بممتلکات الأخريين، والعبث بها، وله أشکالا متعددة منها: بعثرة الأشياء، والکتابة العشوائية على الجدران، وتکسير الأشياء، وضرب الأبواب.

 الأنشطة الفنية:

يمکن تعريفها بأنها الأنشطة التي يقوم بها الفرد، وتسهم في بناءه وتکوينه من الناحية الفنية، والجمالية. ومن تلک الأنشطة التعبير الفني، والتشکيل المجسم.

التعبير الفني:

وسيلة تعبيرية تنفيسية يتم التعبير فيها عن طريق الخطوط البسيطة المعبرة عن القريب والبعيد والقوى والضعيف، ويتم التنفيس من خلالها باستخدام أقلام الرصاص، والفحم، والأحبار، وأنواع مختلفة من الألوان.

التشکيل المجسم:

يقصد به إستخدام خامات کالصلصال وبواق الأخشاب، والشمع لإنتاج أشکال مجسمة ثلاثية الأبعاد. 

إطار نظري:

تعد فترة الطفولة المبکرة الفترة التکوينية الحاسمة في حياة الفرد، والتي تتبلور، وتظهر ملامحها في مراحل حياته المقبلة، ولهذا فهذه الفترة تعد من أهم فترات المراحل النمائية، حيث أنها تغرس فيها البذور الأولى للشخصية، وتتشکل العادات والإتجاهات، وتنمو الميول والاستعدادات والإهتمامات، کما أن ميل الشخص للبناء أو جنوحه إلى الهدم، وميله للنظام وجنوحه للکراهية، کل هذه صفات تتکون بذورها في السنوات الأولى والتي تترکز عليها حياة الطفل من المهد إلى أن يصير کهلا، ولذلک فلابد من الإهتمام بهذه المرحلة لأنه إذا صلح الأساس بالتربية الرشيدة صلح البناء، وأن حسن البداية في الحياة لخير کفيل لسلامة الفرد الصحية، والنفسية.

وقد أشار( حسن محمد، 2001) أنه في السنوات الأخيرة تزايد الاهتمام بطفل ما قبل المدرسة، وأصبح يمثل قضية تربوية، وأضحى هذا الإهتمام ضرورة ملحة. فلأطفال هم مستقبل الأمة ومنهم يمکن أن يرى المجتمع صورته في المستقبل، ولذا إتجهت الجهود نحو الاهتمام بالأطفال ورعايتهم.

وتبدأ الأنماط السلوکية في الظهور بشکل واضح في مرحلة الحضانة، وهى الفترة التي تقع بين 3 – 6 سنوات، على الرغم من أن الطفل في هذه السن يکون على درجة کبيرة من المرونة، وأن سلوکه يتغير لو تبدلت ظروف حياته، إلا أن الطفل الذي تکثر مشکلاته في هذه المرحلة يزداد إحتمالا لمواجهة المشکلات فيما بعد، وتعتبر دراسة مشکلات الأطفال النفسية أمر حيوي ومفيد بالنسبة لفهمهم، وتفهم مشکلاتهم، وسواء کان منها مرتبطا بالطفل ذاته أو بعلاقته بالآخرين، فالطفل قد يعانى من بعض المشکلات النفسية في مرحلة ما قبل المدرسة في حياته اليومية وقد لا تصل إلى درجة المرض النفسي، فيجب الإهتمام بهذه المشکلات ،وعلاجها قبل أن يستفحل أمرها وتتطور وتحول دون النمو النفسي السوي ودون تحقيق الصحة النفسية ( حامد زهران، 1980).

فمن أهم هذه المشکلات النفسية التي تواجه الطفل أن سلوک بعضهم يتسم بالعدوانية، فتشير دراسة السويد ELSweed عن مظاهر السلوک العدواني لدى أطفال ما قبل المدرسة أن هؤلاء الأطفال أظهروا عدوانا لفظيا، وعدوانا بدنيا، وعدوانا خياليا، وأن بعض هؤلاء الأطفال يقومون بالسلوک العدواني بانتظام (In: Escriva, 2004).

ويشير جونارسون((Gunarson,1997 في دراسته عن معدلات السلوک العدواني بين أطفال ما قبل المدرسة إلى أن 10% من هؤلاء الأطفال يمارسون السلوک العدواني بإنتظام.

فالسلوک العدواني عند أطفال الروضة، والذي يعد نمط من أنماط السلوک اللاتوافقى، ويعتبر من أهم وأبرز المشکلات عند أطفال ما قبل المدرسة، فهو يثير القلق عند الوالدين، وعند القائمين على التربية في دور الحضانة، ونظرا لخطورة تلک الآثار الناجمة عن السلوک العدواني سواء على المدى القصير أو المدى الطويل، وما يسببه من مشکلات حيث يؤدى السلوک العدواني إلى تهديد سلامة الفرد نفسه أو أقرانه الآخرين، ومما يترتب عليه من أضرار مادية، ومعنوية في البيئة المحيطة بالفرد(في: منصور محمد،107،2000).

وقد لاحظت الباحثة إنتشار کثير من أشکال السلوک العدواني عند أطفال الروضة کالسلوک العدواني اللفظي، والبدنى، والعدوان نحو الممتلکات، ومن الواضح أنه صار الحديث عن عدوان الأطفال من المواضيع الشائعة في المدارس، فقد کثر الکلام عن أحداث کان أبطالها من الشرائح المختلفة من أطفالنا، وعدوان الأطفال  ليس فقد في المدارس، ولکن أيضا وصل إلى الشارع، والمنزل. فالسلوک العدواني عند الطفل أصبح مشکلة الزمن الحالي الذي نعيش فيه، فقد أصبح العدوان من الموضوعات التي حظيت بإهتمام علماء النفس، ودراساتهم في النصف الثاني من هذا القرن، وقد يرجع السبب إلى ظهور العديد من أنماط السلوک العدواني، وبالرغم من ذلک ظهر الکثير من البرامج المختلفة والدراسات التي اهتمت بعلاج السلوک العدواني أو التخفيف منها على الأقل.

وقد أشار( محمود البسيونى،1992) إلى دور الفن في علاج الکثير من الإضطرابات السلوکية لدى الأطفال في مجال العلاج النفسي، فالأنشطة الفنية عند الطفل لها مکانه معترف بها في التأثير الايجابي المباشر على تعديل سلوک الطفل منذ الصغر. فالفن بصفة عامة يعطى الفرصة للطفل في التعبير عن ذاته عن طريق الخطوط والمساحات، والکتل، و الألوان وتذوق الجمال، ولفظ القبيح واستهجانه.  

فيحتوى أي فن تشکيلي مع إختلاف المادة المستعملة فيه على رموز شکلية تخرج عن طريق لا شعوري خلال مرحلة الإنتاج الفني وان تلک الرموز التي  يعبر عنها الطفل سواء کانت أشکالا أو خطوطا أو أي شيء آخر له علاقة مباشرة بما يعانيه الطفل من ضغوط، وتوترات نفسية عالية فوظيفة الأخصائي التعرف على الرموز، وربطها بخلفية المشکلة، وحينئذ يبدأ الطفل في تذکر حالات لها علاقة بالرمز، وفى هذه الحالة تحدث عملية الإدراک للمشکلة وبناء على ذلک يقوم أخصائي العلاج عن طريق الفن بتصميم برنامج الهدف منه محاولة تکيف الطفل مع مشکلته التي يعانى منها، فهکذا تحدث عملية العلاج بالفن منذ البداية حتى يصل لحلول على الورق أو من خلال التشکيل( مصطفى عبد العزيز،40،1997).

وقد أوضحت( عزه خليل ،2001) أن التعبير الفني يتيح للأطفال طرقا متعددة للتواصل المرئي، ودراسة الفنون، واشتراک الأطفال في أنشطة الفنون. فيمکن الأطفال من تعلم أن أساليب التعبير عن المشاعر، والأفکار، فمن المهم أن يتعلم الأطفال الخيال، والأصالة التي تعتبر من المصادر التي تشکل التفکير الإنساني الرفيع المستوى. فالأطفال الصغار يظهرون ميلا طبيعيا نحو الفن إذا ما توافرت الفرص الغنية في بيئتهم، فالفن مثل اللغة فهو وسيلة اتصال، وتعبير بالنسبة للأطفال الصغار، وهو مرئي أکثر منه لفظي، ويتضمن عناصر الخط، واللون، والملمس بدلا من الکلمات.

فقد إهتمت العديد من الدول بمرحلة رياض الأطفال لما لها من أهمية حقيقية في السلم التعليمي، وأيضا لما تحتله من أهمية تربوية، ونفسية بالنسبة للطفل، والتي يکون فيها قابلا للتشکيل، والتعديل، والتأثير بما يحيط به بدرجة کبيرة، کما أنها المرحلة التي توضع فيها أسس الشخصية بأبعادها، ومکوناتها المختلفة. فترجع أهمية مرحلة رياض الأطفال في قدرتنا على تشخيص أي نوع من إضطرا بات الشخصية بأبعادها، ومکوناتها المختلفة، والأمراض النفسية التي تلحق بالطفل مثل ظهور السلوک العدواني في سلوکيات الطفل منذ الصغر (فتحي عبد الرسول،254،1997).

أسباب السلوک العدواني:

يشير (جمال مختار، 2004) إلى أسباب السلوک العدواني:

1-           مظاهر إساءة معاملة الطفل من الأساليب الأکثر شيوعا التي تتسبب في وفاة الأطفال من السنوات العشر الأوائل من عمرهم الزمني، ويرجع ذلک إلى لجوء الوالدين إلى إستغلال الطفل، وإستخدام العقاب البدنى بشده له، مما يجلب عليه التعاسة، والحزن، ومن ثم ظهور أعراض المرض النفسي عليه مما يعوقه على ممارسة حياته الطبيعية.

2-           غياب الحرية: يعنى بها الاختيار أي المسؤولية، والإلتزام، والخضوع للضوابط التي يضعها الطفل لنفسه حماية لحريته، وغياب الحرية تثير النزعة العدوانية لتأخذ أشکالا سلبية متنوعة.

3-           الإهمال في عدم مراعاة الحيطة المنشودة أو المتوقعة من الوالدين خاصة إذا بلغ الإهمال درجة خطيرة أو متکررة يؤدى إلى الإضرار بصحة الطفل أو بنموه أو بسلامته.

4-           الإساءة النفسية المتکررة في المعاملة السيئة، وإلحاق الأذى، والضرر بصحة الطفل النفسية.

وتشير( سلوى مرتضى، 2001)إلى وسيلة للخفض من السلوک العدواني:

تبين أن العقاب يؤدى إلى نتائج سلبية على شخصية الطفل إضافة إلى عجزه عن تشکيل السلوک المطلوب أو تعديل السلوک غير المرغوب فيه إلاأنه من الممکن تحقيق المنفعة من العقاب، وإستثمار بعض النتائج التربوية من العقاب حتى لو إستخدم بحذر مع مراعاة بعض الأسس، والقواعد الناظمة له منها:

1-     عند معاقبة الطفل على سلوک غير مرغوب فيه يجب تشجيعه على إصدار إستجابة صحيحة أو مرغوب فيها تعزيزه عليها بعد ذلک. وذلک لأن العقاب يفقد قيمته، ولا يحقق الهدف التربوي منه إذا لم يؤدى إلى حذف إستجابة أو إضعافها.

2-     ضرورة التفريق بين عقاب ناتج عن فشل الطفل في التعلم والعقاب الناتج عن خروج الطفل عن سلوک أخلاقي مرغوب فيه، فاستخدام السلوک البدنى أو المعنوي عندما يخطىء الطفل في التعلم غير مقبول وإنما يقبل عندما يظهر الطفل سلوک اللامبالاة أو الإهمال.

3-     قد يکون العقاب إجباريا للطفل مثل الألم الذي يحصل له نتيجة اللعب بالنار، أو تصحيح الأخطاء باللون الأحمر في دفتر الواجبات، وهذا النوع من العقاب أکثر فعالية لأنه يحدد للطفل الاستجابة المرغوب فيها ويمکن تسميته بالتغذية الراجعة.هذا ويجب عدم المبالغة في العقاب أو الاستمرار في استخدامه في تربية الطفل حتى لا يؤدى إلى إعاقة التعلم اللاحق الناتج عن زيادة مستوى القلق عند الطفل.

4-قد يدفع شعور الطفل بالإهانة، والضرب، والکبت، وسوء المعاملة المستمرة من قبل الأب أو الأم أو الأخوات أو الأقران بأن يسلک سلوکا عدوانيا في حياته سواء کان موجها هذا السلوک إلى أسرته أو أقرانه.

 

النــظريات الکلاســيکية المفســرة للســلوک العدوانــي:

أولا: فرويد والاتجاه التحليلي للعدوان:

يرى فرويد Freud أن العدوانية واحدة من الغرائز التي يمکن أن تتجه ضد العالم الخارجي أو ضد الذات، وهى تخدم في کثير من الأحوال ذات الفرد. ويمکن تقسيم محاولات فرويد لتفسير العدوان إلى ثلاث مراحل في کل مرحلة جديدة أضاف شيئا جديدا دون رفض التأکيدات الأولى .

المرحلة الأولى (1905):

رأى فرويد العدوان کمکون للجنسية الذکرية السوية التي تسعى إلى تحقيقها، وهدفها للتوحد مع الشيء الجنسي " أن جنسية معظم الکائنات البشرية من الذکور تحتوى على عنصر العدوانية وهى رغبة للإخضاع والدلالة البيولوجية لها، ويبدو أنها تتمثل في الحاجة إلى التغلب على مقاومة الشيء الجنسي بوسائل تختلف عن عملية التغزل، وخطب الود، والسادية فکانت المکون العدواني للغريزة الجنسية التي أصبحت مستقلة، ومبالغا فيها،وهکذا فالصياغة الأولى لمفاهيم العدوان عند فرويد لمنع الاتصال المرغوب، والتوحد مع الشيء أو الهدف، ووظيفة العدوان هذه ترادف التغلب على العقبة الجنسية.

المرحلة الثانية(1915):

في هذه المرحلة تقدم تفکير فرويد عن الغرائز في کتابه " الغرائز وتقلباتها" الذي أصدره عام  1915 حيث ميز بين مجموعتين من الغرائز الأنا، وغرائز حفظ الذات، والغرائز الجنسية. والمشاعر التي استثارها عصاب التحول أقنعت فرويد بأنه عند جذور کل هذه الوجدانيات نجد أن هناک صراعا بين مزاعم الجنسية، ومزاعم الجنسية ومزاعم الأنا (مطالب الأنا ومطالب الجنسية)، وإحياء، وتجنب السخط هي الأهداف الوحيدة للأنا.  فالأنا تکره، وتمقت، وتتابع بهدف تدمير کل الأشياء التي تمثل المصدر للمشاعر الساخطة عليها دون أن تأخذ في الحسبان إذا ما کانت تعنى إحباطا للإشباع الجنسي أو إشباع احتياجات حفظ الذات ( أحمد متولي، 2002، 167،Rizzuto,1993,34 ، أحمد عکاشة، 2005، 204).

المرحلة الثالثة(1920):

بدأت هذه المرحلة مع بدء ظهور کتاب فرويد " ما وراء مبدأ اللذة" حيث أعاد فرويد تصنيف الغرائز. فقد أصبح الصراع ليس بين غرائز الأنا، والغرائز الجنسية، ولکن بين غرائز الحياة، والموت. فغرائز الحياة دوافعها الحب، والجنس التي تعمل من أجل الحفاظ على الفرد، وبين غرائز الموت، ودافعها العدوان، والتدمير، وهى غريزة تحارب دائما من اجل تدمير الذات،  وتقوم بتوجيه العدوان المباشر خارجا نحو تدمير الأخريين، وأن لم ينفذ نحو موضوع خارجي فسوف يرد ضد الکائن نفسه بدافع تدمير الذات( احمد متولي، 2002، 167،Rizzuto,1993,34)


ثانيا نظرية ميلانى کلاين Melanie Klien :

أخذت کلاين الطور الثالث لفرويد حرفيا، فبالنسبة لها لم تکن غريزة الموت فطرية، ولکنها حقيقية ملموسة إکتشفتها في عملها فإن مشاهدتها الإکلينيکية أقنعتها بأن غريزة الموت کانت غريزة أولية، وحقيقية يمکن مشاهدتها تقدم نفسها على أنها تقاوم غريزة الحياة Eros فالطمع، والغريزة، والحسد، واضحة لکلاين کتعبيرات، وأعراض إکلينيکية لغريزة الموت، وهدف العدوان هو التدمير، والکراهية(Rizzuto,1993,34).

السلوک العدواني من منظور المدخل السلوکي:

يرى السلوکيون أن العدوان شأنه شأن أي سلوک يمکن إکتشافه، ويمکن تعديله وفقا لقوانين التعلم، ولذلک السلوکيون في دراستهم للعدوان على حقيقة يؤمنون بها، وهى أن السلوک برمته متعلم من البيئة. فمن ثم فإن الخبرات المختلفة کالمثيرات التي إکتسب منها شخص ما السلوک العدواني في الإستجابة العنيفة قد تم تدعيمها Rienforeenent بما يعزز لدى الشخص ظهور الإستجابة العدوانية کلما تعرض لموقف محبط( احمد عمر،2002، 169، محمد عبد الرحمن، 1998، 618).

نظرية الإحباط – العدوان :

من أشهر علماء هذه النظرية، وميللرMillr، وسيرز Sears، وماور Mawer، ودوب Dob   وجون دولارد Dollard ، وينصب إهتمام هؤلاء العلماء على الجوانب الإجتماعية للسلوک الإنساني، وقد عرضت أول صورة لهذه النظرية على فرض مؤداه وجود إرتباط بين الإحباط، والعدوان حيث يوجد إرتباط بين الإحباط کمثير، والعدوان کإستجابة فالعدوان من إشهر الإستجابات التي تثار في الموقف الإحباطي. فتشمل العدوان البدنى، واللفظي. حيث يتجه العدوان غالبا نحو مصدر الإحباط فعندما يحبط الفرد يوجه عدوانه إلى الموضوع الذي يدرکه کمصدر لإحباطه. فيحدث ذلک بهدف إزالة المصدر أو التغلب عليه أو کرد فعل  إنفعالي للضيق أو التوتر المصاحب للإحباط (علاء الدين کفافى، 1990، 325، نعيمه شاطر، 400،2005، سامي عبد القوى، 1995، 288).

نظرية التعلم الاجتماعي Social Learning لباندورا Bandura:

إهتم ألبرت باندورا بدراسة الإنسان في تفاعله مع الأخريين، وأعطى اهتماما بالغا بالنظرة الإجتماعية. فتسمى نظرية التعلم الإجتماعي، والشخصية في تصور باندورا لا تفهم إلا من خلال السياق الإجتماعي، والتفاعل الإجتماعي. فالسلوک عنده يتشکل بملاحظة سلوک الآخريين( في: عبد السلام عبد الغفار، 1991، 62 ، ممدوحة محمد،1992، 204 ).

وبعد عرض الجزء الخاص بالسلوک العدواني يمکن هنا أن نشير أن الفن التشکيلي له  دور فعال في المساعدة في القضاء على هذه الظاهرة المنتشرة في المجتمع، فالفن التشکيلي له الأهمية النفسية بالنسبة للطفل، وما يتضمنه من فروع کثيرة يمکن أن نستخدمها في العملية التعليمية لمناهج أطفالنا لکي نعدل بها الکثير من المشکلات السلوکية التي يعانى منها الکثير من أطفال الروضة.

العلاج بالفن التشکيلي:

إن العلاج بالفن التشکيلي يعتبر من المجالات حديثة العهد حيث کانت إنطلاقته فعلية في الأربعينيات القرن الماضي مع مارغريت نومبيرغ، بعد دراسات العالم النفسي فرويد Froid الذي کشف عن ماهية الفن، وقدرة الفنون التشکيلية على احتضان مشاعر نفسية، وذات صلة مباشرة باللاشعور تکشف عن المشکلات النفسية.

حيث نشأت هذه الحرکة العلمية من حاجة تلک المجتمعات إلى وجود حلول لمشکلات نفسية، وإجتماعية، ومن وجهة نظر أخرى فإنها نشأت من إيمان رواد تلک الحرکة بفائدة الفنون کطريقة للعلاج، سواء أکان نفسيا أو إجتماعيا. وإعتمدوا في ذلک على خبراتهم الفنية الخاصة، بالإضافة إلى الدراسات الدقيقة في مجالات علم النفس، وفى علم الإجتماع، والفن (عوض مبارک، 2001، 10).

کما أشار(فهد بن سليمان، 2003، 11) بأن برامج العلاج بالفن قد طورت أساسا لمقابلة الإحتياجات الخاصة لأفراد معينين کالمرضى النفسيين، وذوى الإضطرابات الإنفعالية، والمعوقين، ولم يعد العلاج بالفن قاصرا على المرضى النفسيين، والعقليين، وذوى الإضطرابات السلوکية، وإنما إمتد إستخدامه إلى مجالات، وفئات أخرى مختلفة کالمتخلفين عقليا، والمعوقين حسيا، وحرکيا، وإنفعاليا، والجانحين والأحداث، وتمتد برامج العلاج بالفن بالنسبة لهذه الفئات تبعا لطبيعة إنحراف أو إعاقة کل فئة منها، ودرجة هذا الإنحراف وإحتياجاتها الخاصة.

لقد بدأ مجال العلاج بالفن التشکيلي بعد خروج التحليل النفسي لفرويد، وعلم النفس التحليلي ليونج، ومع مرور الزمن، والتطور المتسارع لهذا المجال، تعددت إستخدامات الفن في العلاج النفسي حتى جاءت تسعينات القرن العشرين بتباشير أکثر شمولية في إستخدام الفن کأداة للعلاج، ومبتعدة عن الفصل بين العلاج النفسي بالفن، والعلاج بالفن.

  نتيجة لتنوع المجالات التي يستخدم فيها الفن في خدمة الإنسان من الناحية العلاجية، ومع مرور الزمن يکثر الممارسون للعلاج بالفن التشکيلي، وتتعدد الحالات المرضية حيث يختلف وضع البرامج، والأساليب العلاجية. مما زاد من خروج العديد من الدراسات، والأبحاث التي وسعت من دائرة إستخدام الفن کأداة للعلاج النفسي، والتأهيلى(عوض مبارک، 2001، 12).

وتناول( عبد المطلب أمين القريطى، 1995) أسس إستخدام التعبير الفني کوسيلة علاجية:

1- التعبير الفني وسيلة لإسقاط مخاوف الفرد، ومشاعره، وإدراکا ته، وإتجاهاته، کما إنه وسيلة للتنفيس عن الضغوط، والتوترات اللاشعورية المختزنة. مما قد يعجز الفرد أو يحجم عن الإفضاء به بالطرق المعتادة کاللغة اللفظية في کثير من الأحيان.

2- إن الفرد ينفس عن إنفعالاته، ونزعاته الداخلية، ويجسد عواطفه، وصراعاته، ومشکلاته عن طريق الترميز البصرى من خلال الفن. فذلک يساعده على اکتشاف مشکلاته بدلا من کبتها، والتعبير واتعبير عن النزعات العدوانية بطريقة مقبولة مما يحقق له التوازن الداخلى، وتعزيز شعوره بالأمن، والثقة بالنفس.

3- إن إسقاط الصور الداخلية، وتجسيدها في رسوم خارجية يؤدى إلى بلورة التخيلات، والأحلام، وتثبيتها في سجل مصور ثابت يعين الفرد على التحرر من قبضة الصراع، والنظر إليها بموضوعية، ومعرفة التغيرات التي تحدث من خلال عملية العلاج بالفن ثم تقييم التقدم العلاجي.

4- الفن وسيلة تعويضية عما يشعر به الفرد من عجز، وقصور نفسي أو جسمي أو إجتماعي، فمن خلال التعبير الفني يمکن أن يشبع الفرد بدرجة ما حاجاته، ورغباته المحبطة التي عجز عن تحقيقها في الواقع.

5- التعبير الفني وسيلة ميسورة للإتصال، لاسيما بالنسبة لأولئک الذين يجدون صعوبة ما في الإتصال اللفظي، ويعانون من الوحدة والإنغلاق على أنفسهم.

6- يکسب التعبير الفني شعورا متزايدا بالنجاح والقدرة على الإنجاز، وهو ما يمثل أهمية بالغة لمن لم يتمکنوا من إکتساب مشاعر الثقة بأنفسهم، وإختلت صورهم عن ذاتهم من خلال تجاربهم السابقة المقرونة بالفشل والإحباط.

دراسات سابقة:

دراسات تناولت علاج السلوک العدواني:

قام جابل ) Gabel1990) بدراسة للتعرف على مدى فعالية برنامج علاجي يومي فى خفض السلوک العدوانى على مجموعة من الأطفال الذين يتصفون بشدة السلوک العدوانى، والتخريبي، وتکونت عينة الدراسة من 29طفلا منهم 24ذکر، و5إناث يتراوح أعمارهم بين 5-12 عاما، يأتون من أسر تتصف بإساءة المعاملة لأطفالهم، وتم تجميع البيانات عن أفراد العينة بواسطة إثنين من مساعدي البحث عن المظاهر الديموجرافية، الخلفية الأسرية، التشخيص، والتوصيات، وتم وضع التوصيات العلاجية التى تتم داخل المنزل، وخارجة، وذلک على فترتين خلال اليوم، ويأخذ البرنامج العلاجي اليومى فى الإعتبار أن يتلائم مع ظروف کل طفل، وأن يحافظ على شکل المجتمع الذى يعيش فيه کلما کان ذلک ممکنا، وأن يؤخذ فى الإعتبار الحالة المرضية للطفل، ومستوى العدوانية لديه، ويتلائم مع البيئة المنزلية، وقدرتها على مقابلة متطلباته، وأشارت نتائج الدراسة إلى وجود تحسن دال إحصائيا فى السلوک العدوانى، وفى إساءة المعاملة الوالدية لهم، وإن کان هذا التحسن غير دال إحصائيا.

وقامت فاطمة حنفى(1993) بإعداد برنامج اللعب الجماعى لخفض السلوک العدوانى لدى عينة قوامها (75) طفل وطفلة ملتحقين بالروضة، سن ( 4- 7) سنوات وطبقت عليهم مقياس السلوک العدوانى، أسفرت نتائج الدراسة عما يلي: وجود فروق دالة إحصائيا فى السلوک العدوانى لدى أفراد المجموعة التجريبية بإختلاف الجنس لصالح الذکور. ووجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات الأطفال الأکثر عدوانية فى الإجرائين القبلي، والبعدى لصالح التطبيق القبلى للبرنامج.

وهدفت دراسة (أحمد محمد،1995) إلى تحديد تأثير حزمة تعزيزية مکونة من الثواب والعقاب وضغط الأقران فى تعديل السلوک العدوانى لدى أطفال ما قبل المدرسة. وتکونت عينة الدراسة من 38 طفلا (21ولدا، 17 بنتا) بمتوسط عمرى قدره 63 شهرا، وإنحراف معيارى 69، 1 سنة، وهؤلاء الأطفال من أطفال الصف الأول بروضة سيدى جابر بمدينة الإسکندرية، وقد إستخدمت الدراسة بطاقة ملاحظة السلوک العدوانى لأطفال الرياض، وتم تقديم البرنامج لمدة 32 يوما ويتم إثابة الأطفال على عدم إتيان السلوک العدوانى وفى حالة الإقدام على السلوک العدوانى يتم معاقبة الطفل بعملية الطرد المؤقت لمدة ثلاث دقائق خارج الفصل وکانت المکافآت تتمثل فى إعطاء الأطفال البالونات والحلوى والصور التى يفضلها الأطفال وتم تنفيذ ضغط الأقران بأن تعاقب المجموعة ککل عندما يقدم أحد أفرادها على السلوک العدوانى، وبعد تقديم البرنامج تم قياس السلوک العدوانى للتأکد من فعالية البرنامج وتشير النتائج إلى فعالية البرنامج في خفض السلوک العدوانى لدى أطفال المجموعة التجريبية عند مقارنتها بالمجموعة الضابطة.

أما دراسة جرافس Graves(1998) فهدفت إلى تحديد برنامج للمساندة الأسرية على خفض السلوک العدوانى لدى الأطفال، وتکونت عينة الدراسة من 77 طفلا( 49 ذکور، 28 إناث) والذين يتراوح أعمارهم بين 5-10 سنوات بمرحلة الرياض حتى الصف الثالث الإبتدائى، وإشتمل البرنامج على مکونات متعددة من الخدمات الوالدية، والتربية للطفل في مرحلة مبکرة، وتم تقدير السلوک العدوانى من خلال الوالدين، والمدرسين، وتم تدريب الأطفال بواسطة أمهاتهم، وتشير نتائج الدراسة إلى أن تحسن نظام التأديب الوالدى يؤدى إلى خفض السلوک العدوانى للأطفال.

دراسات تناولت أهمية التنفيس عن المشکلات النفسية التي يعانى منها الطفل:

إستهدفت دراسة ( لوکمان وآخرون Lockma, 1984 ,) معرفة تقييم، وتعميم أثر التدخل السلوکي المعرفي على عدوانية الأولاد من خلال برنامج علاجي يحتوى على 18 جلسة جمع بين طياته عددا من الفنيات لأساليب العلاج السلوکي المعرفي فقد درب الأولاد على إدارک ملامح الجسم المثير الغاضب، والانتفاع بالجمل الذاتية لکف الإستجابات العدوانية، کما درب الأطفال على مهارة حل المشکلات، وذلک بغرض تمکين الأطفال من تقديم حلول أکثر تکيفا للمواقف المثيرة للغضب. کما تم شرح المواقف المحيطة للأطفال على تعليمهم کمشاکل في حاجة إلى حل، وإستخدموا أمثلة تأخذهم خلال سلسلة من الخطوات عن طريقها يحدد ما المشکلة، وما يجب أن يفعله في هذا الموقف، وقد تمت مساعدة الأطفال على تعليمهم تقييم الحلول المختلفة، وأن يقيموا النتائج لکل منها حتى يتمکنوا من إختيار أکثر من هذه المواقف فاعلية هذا، وقد أوضحت النتائج أن الأطفال الذين تدربوا على البرامج قد خفض لديهم العدوان، والسلوک الإندفاعي في حجرة الدراسة، وأيضا العدوان من خلال تقديرات الأيام مما يؤکد فاعلية البرنامج على التدخل السلوکي المعرفي.

إستهدفت دراسة (عايدة عبد الحميد، 1990) الکشف عن العلاقة بين التعبيرات الفنية، والتحريفات التي تظهر في الرسوم لدى عينة من الأحداث المنحرفين قوامه 5 حالات فى سن التاسعة من دار الرعاية کما إهتمت بالتعرف على نوع الإنحراف الذى يعانية الحدث، وإستخدمت الدراسة إستمارة تحليل رسوم. کما إتبعت أسلوب دراسة الحالة بحيث تحلل حياة الحدث العامة، والخاصة، ومحاولة تفسيرها، وکذلک تجميع البيانات، والمعلومات الخاصة بالحدث من القائمين على رعايته، وعمل تقرير لحقيقة سلوکه، وربطه برسوم أفراد العينة. فأسفرت النتائج عن أن الرسوم التي يقوم بها الحدث لها صفة العشوائية، وبدافع لا شعوري من الطفل، وتعد بمثابة الاعتراف الذي يبرز الکوامن اللاشعورية الداخلية للحدث مما يخفف کثيرا من الإضطرابات، والصراعات النفسية.

کما اشارت دراسة(عبود صلاح الدين، 1991) التىإستهدفت التعرف عن مدى فعالية برنامج إرشادي في تخفيض حدة السلوک العدواني لدى طلاب الحلقة الثانية من التعليم الأساسي. أجريت الدراسة على عينة قوامها 200 طالبا وطالبة مقسمين بالتساوي تراوحت أعمارهم ما بين 12-14 سنة ثم قام الباحث باختيار40 طالبا وطالبة، وإستخدم الباحث الأدوات التالية:

- مقياس السلوک العدواني.

- إستمارة ملاحظة السلوک العدواني خاصة بالمدرسين.

- إستمارة دراسة الحالة.

- إختبار التات وإختبار اليد الإسقاطى.

- برنامج إرشادي متمثل في السيکودراما.

فقد أوضحت نتائج الدراسة أن هناک فروقا ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات الطلبة، ومتوسط درجات الطالبات في السلوک العدواني لصالح الطلبة. کما وجدت فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات طلبة المجموعة الإرشادية، ومتوسط درجات طلبة المجموعة الضابطة في السلوک العدوانى بعد تطبيق البرنامج الإرشادي لصالح المجموعة الإرشادية.

وهو ما أکدته دراسة (عنايات احمد حجاب، 1999) التيإستهدفت إستخدام الرسم للکشف عن المشکلات النفسية، والإجتماعية لأطفال الشوارع لعينة قوامها50 طفلا بواقع 35 من الذکور، و15 طفلة من الإناث، وإستخدمت الباحثة إختبار الذکاء المصور لأحمد ذکى صالح لإستبعاد حالات الضعف العقلي، وإستمارة تحليل الرسوم من تصميم الباحثة. أسفرت نتائج الدراسة بأن:

جاءت الرسوم مشخصة لحالاتهم کاشفة عن نفسية هذه الفئة فالرسم لغة أو وسيط تکشف عن نفسية أطفال الشوارع فقد جاءت الرسوم حاکية عن کل مشکلاتهم النفسية، والإجتماعية، کما کشفت عن السمات الفنية المشترکة لرسوم عينة البحث من أطفال الشوارع.

کما کشفت تحريفاتهم، وتشوهاتهم لرموز عن الدلالات الخاصة لفن أطفال الشوارع للتشخيص النفسي لمشکلاتهم، وعما يخفون من مشکلات، وأزمات نفسية مرتبطة بحياة الطفل السابقة في أسرته، وحياته الحالية في الشارع، وتشرده وإنحرافاته، وخوفه، وکشفت عن نوع الحقائق الغامضة التي لا يستطيع البوح بها خاصة، وأن أحد سمات أطفال الشوارع الأساسية هي الکذب، والغموض.

دراسات تناولت دور الأنشطة الفنية في خفض السلوک العدواني:

هدفت دراسة (فالنتينا وديع سلامة، 2001) إلى الخفض من حدة السلوک العدوانى لدى عينة من الأطفال إلا أنها اختصت الأطفال الصم فى مرحلة الطفولة المتأخرة من سن 9- 12، وذلک بدراسة فاعلية الأنشطة الفنية، الرسم، والنحت، والخزف، والتشکيل المجسم، وتکونت عينة الدراسة من40 تلميذ، وتلميذة مقسمة إلى مجموعتين: مجموعة ضابطة، ومجموعة تجريبية، وقد تم تطبيق مقياس السلوک العدواني للأطفال الصم قبل إجراء البرنامج، وبعده، وبينت النتائج فعالية الأنشطة الفنية في خفض حدة السلوک العدواني للأطفال الصم في مرحلة الطفولة المتأخرة.

أما دراسة (دعاء محمد مصطفى،2002) فاستهدفت قياس العدوان، والمشارکة الإجتماعية لأطفال الروضة فى ضوء علاقة الطفل بوالديه، والتنشئة الإجتماعية للطفل، والموقف الأوديبى لديه. فتکونت عينة الدراسة من 30 طفلا، وطفلة من الأطفال العاديين، وإستخدمت إستمارتين للملاحظة أحدهما إستمارة ملاحظة العدوان، وأخرى لملاحظة المشارکة الإجتماعية لدى الأطفال أثناء اللعب الحر، والمنظم، وإختبار رسم الرجل لجود انف، مقياس عين شمس لأشکال السلوک العدواني لدى الأطفال، وإستخدمت اختبار الکفاءة الإجتماعية، مقياس رسم الأسرة والمدرسة الحرکي، إستمارة مقابلة مقننة مع الطفل، والمعلمة، وقائمة تقدير التوافق فتوصلت الدراسة إلى إختلاف العدوان، والمشارکة الإجتماعية إختلافا جوهريا في موقف اللعب الحر عنه في موقف اللعب المنظم لصالح اللعب المنظم، وإلى عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين الأولاد، والبنات في المشارکة الإجتماعية في موقفي اللعب الحر، والمنظم. وجد إرتباط دال إحصائيا بين العدوان، والمشارکة الإجتماعية لدى أطفال ما قبل المدرسة أثناء اللعب الحر، والمنظم، وبين الأفعال، والديناميات، والتفاعلات کما تعکسها رسوم الطفل، والمدرسة، وکما يقيسها مقياس الرسم الحرکي للأسرة، والمدرسة.

فى حين إهتمت دراسة(وليد کمال القفاص،2002 ) من التحقق من تأثير الأنشطة التربوية الحرة الإجتماعية، والرياضية، والثقافية، والفنية على کل من تقدير الذات، والعدوانية على عينة من طلاب الصف الأول الثانوي، وتکونت عينة الدراسة من220 طالبا بمدرستي بنها الثانوية للبنين، والمنشية العسکرية للينين ببنها، وقد کشفت نتائج الدراسة عن وجود فروق دالة إحصائيا في جميع أبعاد تقدير الذات. کما اتضح وجود فروق دالة إحصائيا في العدوانية  الدرجة الکلية في أبعاد نقد الآخرين، ونقد الذات، والعدوانية الصريحة لصالح المجموعة الضابطة. کما أوضحت نتائج تحليل التباين الأحادي وجود تأثير دال أنوع النشاط إحصائيا الألعاب الرياضية، والتفاعلات الاجتماعية على الدرجة الکلية لبعدى الذات، کما أوضحت النتائج تأثير الأنشطة التربوية الحرة على العدوانية "الدرجة الکلية".

يتضح من عرض نتائج الدراسات السابقة ندرة الدراسات التي تناولت بالبحث ارتباط الأنشطة الفنية بعلاج السلوک العدوانى لدى الأطفال فى مرحلة الروضة، وأنه لا توجد دراسات سابقة فى هذا المجال بشکل مفصل وأيضا هناک ندرة في إعداد البرامج المناسبة لتأهيل معلمة رياض الأطفال لکي تستطيع أن تحد أو على الأقل تقلل من حدة السلوک العدوانى لدى أطفال الروضة داخل حجرة الروضة وهذا فى حدود علم الباحثة.

فروض البحث:

1- توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطى رتب المجموعة التجريبية (التعبير الفني) والمجموعة الضابطة في القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدواني، وذلک في صاالح المجموعة الضابطة.

2- توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطى رتب المجموعة التجريبية( التشکيل المجسم)، والمجموعة الضابطة في القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدواني، وذلک في صاالح المجموعة الضابطة.

2- توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى رتب المجموعة التجريبية ( التعبير الفنى) ومتوسط رتب المجموعة التجريبية( التشکيل المجسم) فى القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدوانى وذلک فى صالح المجموعة التجريبية(التشکيل المجسم).

إجراءات البحث:

عينة البحث:

تکونت عينة البحث من (24) طفل من أطفال الروضة بمدرسة اللغات التجريبية بمدينة المنصورة بالدقهلية ويتراوح أعمارهم مابين 5 إلى 5.5 سنوات وقد قُسمت العينة إلى مجموعتين تجريبيتين قوامهما(12) طفل وکل مجموعة تتکون من (6) أطفال، ومجموعتين ضابطتين قوامهما( 12) طفل وتتکون کل مجموعة من ( 6) أطفال من أطفال الروضة.

 

أدوات البحث:

قائمة ملاحظة السلوک العدواني لأطفال الروضة

تتکون قائمة الملاحظة من 45 عبارة تتضمن صور العدوان ( اللفظي، البدنى، غير المباشر) والإجابة على هذه العبارات بوضع علامة (√) أمام العبارة المختارة إما وضع العلامة فى خانة دائما أو غالبا أو أحيانا أو نادرا.تعطى قائمة الملاحظة لمعلمة فصل الروضة حيث يقوم بإبداء الرأي في مدى إنطباق کل عبارة من عبارات القائمة على طفل الروضة، بعد التأکد من أن المعلمة تلازم هؤلاء الأطفال على الأقل لمدة سنة دراسية کاملة ليتسنى لها الحکم على مدى إنطباق عبارات القائمة على أفراد العينة، وتعطى کل طفل علامة (√) على العبارة التي تختارها کما ذکرنا سابقا حسب السلوک الصادر منه في الفصل، ثم تصحح القائمة بعد ذلک على أساس إعطاء رقم ( 3) على العبارة التي تأخذ أعلى درجة في السلوک العدواني، ورقم (2) على العبارة التي تأخذ درجة أقل في السلوک العدواني، ورقم (1) على العبارة التي تأخذ درجة أقل من سابقتها في السلوک العدواني. ومن ثم فان درجات قائمة الملاحظة تتراوح بين 3،2،1، وتدل الدرجة المرتفعة على السلوک العدواني.

صدق قائمة الملاحظة:

    تم حساب صدق قائمة السلوک العدواني بعدة طرق هي:

1-     صدق المحکمين (الصدق الظاهرى):

قامت الباحثة بعرض قائمة ملاحظة السلوک العدواني على مجموعة من المحکمين من إعداد قائمة الملاحظة وذلک للحکم على مدى مناسبة عبارات القائمة للهدف الذي وضع من أجله، وکذلک للحکم على صياغة العبارات ووضوحها ومدى ملاءمتها للعينة، بعد تحديد التعريف الإجرائي للسلوک العدواني، وقد تم بناء على توصيات المحکمين تعديل بعض العبارات غير المناسبة، أو المکررة في المعنى.

2-     الصدق المرتبط بالمحک( الصدق التلازمى):

قامت الباحثة بحساب معاملات الإرتباط بين درجـة الأطفال على قائمة ملاحظـة السلوک العدوانـي( من إعداد الباحثة) ومقياس عيـن شمس إعداد (نادر فتجى،نبيل حامد، د-ت) لأشکال السلوک العدوانـي لدى أطفال الروضة.

جاءت النتائج کما بجدول(1):

 

 

 

جدول:( 1 ) قيم دلالة الإرتباط بين أبعاد المقياسين عين شمس وقائمة ملاحظة السلوک العدوان ( ن= 89)

مقياس عين شمس

قائمة ملاحظة

السلوک العدوانى

مادي

لفظي

سلبي

درجة کلية عدوانية عامة

عدوان بدنى

0.742*

0.623*

0.481*

0.693*

عدوان لفظى

0.723*

0.771*

0.644*

0.722*

عدوان غير مباشر

0.644*

0.522*

0.763*

0.764*

الدرجة الکلية

0.731*

0.754*

0.664*

0.751*

* دال عند 0.01

3-     مؤشر صدق الاتساق الداخلي:

وفيه حسب الارتباط بين درجة کل مفردة والدرجة الکلية للبعد الذي تنتمي له، وکذلک معامل الارتباط بين درجة البعد، والدرجة الکلية للمقياس، وجاءت النتائج کما يلي:

جدول(2) معاملات الإرتباط ودلالتها بين درجة المفردة ودرجة البعد المنتمية إليه( ن= 89)

البعد الأول ( اللفظي)

البعد الثاني( البدنى)

البعد الثالث ( غير المباشر)

المفردة

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

المفردة

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

المفردة

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

1

0.732

0.01

18

0.721

0.01

31

0.823

0.01

2

0.713

0.01

19

0.852

0.01

32

0.724

0.01

3

0.724

0.01

20

0.614

0.01

33

0.701

0.01

4

0.741

0.01

21

0.603

0.01

34

0.683

0.01

5

0.712

0.01

22

0.741

0.01

35

0.762

0.01

6

0.664

0.01

23

0.762

0.01

36

0.642

0.01

7

0.681

0.01

24

0.804

0.01

37

0.721

0.01

8

0.761

0.01

25

0.734

0.01

38

0.642

0.01

9

0.644

0.01

26

0.322

0.01

39

0.713

0.01

10

0.753

0.01

27

0.511

0.01

40

0.762

0.01

11

0.763

0.01

28

0.463

0.01

41

0.704

0.01

12

0.471

0.01

29

0.802

0.01

42

0.742

0.01

13

0.754

0.01

30

0.672

0.01

43

0.611

0.01

14

0.813

0.01

 

 

 

44

0.733

0.01

15

0.692

0.01

 

 

 

45

0.784

0.01

16

0.783

0.01

 

 

 

 

 

 

17

0.802

0.01

 

 

 

 

 

 

يتضح من الجدول السابق أن جميع قيم معامل إرتباط بيرسون بين درجات المفردات والدرجة الکلية والبعد الذى تنتمى إليه کل مفردة فى المقياس المستخدم دالة عند مستوى دلالة ( 0.01) وهذا مؤشر إلى صدق الإتساق الداخلى فى جميع الأبعاد السابق ذکرها.

جدول ( 3 ) معاملات إلاتباط بين أبعاد المقياس والدرجة الکلية للمقياس

البعــــــــــــد

معامـــــــل الارتبـــاط

مستوى الدلالة

العدوان اللفظي

0.94

0.01

العدوان البدنى

0.94

0.01

العدوان غير المباشر

0.87

0.01

يتضح من الجدول السابق أن جميع قيم معامل الإرتباط بين درجات أبعاد المقياس والدرجة الکلية للمقياس دالة عند مستوى دلالة (0.01).

مما يشير إلى صدق الإتساق الداخلى للمقياس.

ثبات المقياس:

تمحساب ثبات المقياس  بطريقة إعادة تطبيق المقياس بفاصل زمنى أسبوعين بين التطبيق الأول والتطبيق الثانى على عينة الصدق والثبات التى قوامها(89) طفل بفاصل وجاءت النتائج کما بجدول(4):  

جدول ( 4 ) قيم معاملات إرتباط بين درجات  أبعاد السلوک العدواني والدرجة الکلية للمقياس

البعد

معامل الارتباط

مستوى الدلالة

العدوان اللفظي

0.992

0.01

العدوان البدنى

0.984

0.01

العدوان غير المباشر

0.983

0.01

الدرجة الکلية

0.992

0.01

 

يتضح من الجدول السابق أن قيمة معاملات إرتباط بيرسون بين الأبعاد والدرجة الکلية للمقياس  عند مستوى دلالة (0.01).

کما تم حساب الثبات بطريقة معامل ألفا کرونباخ فجاءت النتائج لأبعاد العدوانى (0.931، 0.893، 0.914، 0.962) على الترتيب.

مما سبق يتضح درجة ثبات مقبولة تسمح بإستخدام المقياس فى الدراسة الحالية.

الأنشطة الفنية

- التعبير الفنى( الرسم بالشمع والفلوماستر والحبر، شخصيات خيالية، رسم الأسرة).

- التشکيل المجسم ( ريليف زهور، حوض سمک، تشکيل ببواقي الخشب).

أهداف الأنشطة الفنية:

- تدريب الطفل على الأسلوب اللاعدوانى تجاه الآخرين والأشياء.

- إعطاء فرصة للطفل للتعبير عما يعتمل داخله عن طريق استخدامه للخامة.

- استخدام الأساليب الفنية المختلفة للتقليل من شدة السلوک العدواني.

- ترک فرصة للطفل للتنفيس الإنفعالى.

- تقليل السلوک العدواني لدى أطفال الروضة من خلال التعاون بين بعضهم البعض.

طريقة تقديم الأنشطة الفنية المقترحة:

1-     أسلوب الممارسة الجماعية والفردية حسب نوع کل مجال ومتطلباته.

2-     تقديم الأنشطة الفنية على هيئة دروس مبسطة حتى تتلاءم مع طبيعة مرحلة الروضة.

3-     ترتيب الأنشطة الفنية بحيث يتم التبادل والتنوع في الأنشطة حتى لا يشعر الطفل بالملل والضيق.

4-     تقدم الدروس على هيئة جلسات وکل نوع من الأنشطة الفنية مخصص له 9 جلسات أي أن التعبير الفني له 3 أفکار من نفس نوعه فتتم تطبيق أنشطته على 9 جلسات لکل فکرة 3 جلسات وبالمثل النوع الآخر من الأنشطة الفنية وهو التشکيل المجسم.

خطوات البحث:

1-     قامت الباحثة بتطبيق قائمة ملاحظة السلوک العدوانى لدى أطفال الروضة ( القياس القبلى) باستخدام اختبارمان وتني(ى) ثم التحقق من تکافؤ المجموعات: المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة.

جدول ( 5 ) الفروق بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة على قائمة السلوک العدواني لدى أطفال الروضة في القياس القبلي.

العدوان

المجموعة

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قيمة مان وتنى(ى)

مستوى الدلالة

اللفظي

ضابطة قبلى

11.05

121.50

55.500

غير دالة

تجريبية قبلى

12.88

154.50

البدنى

ضابطة قبلى

10.68

117.50

51.500

غير دالة

تجريبية قبلى

13.21

158.50

غير المباشر

ضابطة قبلى

11.09

122.00

56.000

غير دالة

تجريبية قبلى

12.83

154.00

الدرجة الکلية

ضابطة قبلى

10.82

119.00

53.000

غير دالة

تجريبية قبلى

13.08

157.00

يتضح من الجدول السابق عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسط رتب المجموعة التجريبية ومتوسط رتب المجموعة الضابطة على قائمة السلوک العدواني لدى أطفال الروضة في القياس القبلي.

-          قامت الباحث بتطبيق الأنشطة الفنية المقترحة على المجموعة التجريبية من أطفال الروضة التابعة لمدرسة اللغات التجريبية بمدينة المنصورة بالدقهلية عام 2007/ 2008.

-          تطبيق قائمة ملاحظة السلوک العدوانى لدى أطفال الروضة على المجموعة التجريبية والضابطة بعد تطبيق کل نشاط لتحقق من فعالية الأنشطة الفنية ومدى تأثيرها فى التقليل من حدة السلوک العدوانى لدى طفل الروضة.

-          تطبيق قائمة ملاحظة السلوک العدوانى لدى أطفال الروضة على المجموعة التجريبية( القياس البعدى الثاني) وذلک للتحقق من إستمرار فعالية الأنشطة الفنية بعد توقف إستخدامها في خفض السلوک العدوانى لدى أطفال الروضة.

 

نتائج البحث:

الفرض الأول: توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطى رتب المجموعة التجريبية (التعبير الفني) والمجموعة الضابطة في القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدواني، وذلک في صالح المجموعة الضابطة.

للتحقق من هذا الفرض إستخدم إختبار(ى) لمان وتنى ويوضح جدول(6) قيمة (ى) ودلالتها الإحصائية بين متوسطى رتب المجموع التجريبية التى إستخدمت أنشطة التعبير الفنى والمجموعة الضابطة فى القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدوانى.

جدول(6) قيمة(ى) لمان وتنى ودلالتها الإحصائية بين متوسطى رتب المجموعة التجريبية (التعبير الفني)، والمجموعة الضابطة في القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدواني.

العدوان

المجموعة

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قيمة(ى) لمان وتنى

مستوى الدلالة

اللفظى

تجريبية بعدى

15.63

187.50

 

34.500

 

0.028

ضابطة بعدى

9.38

112.50

البدنى

تجريبية بعدى

15.42

185.00

 

37.000

 

0.04

ضابطة بعدى

9.58

115.00

غير المباشر

تجريبية بعدى

15.38

184.50

 

37.500

 

0.044

ضابطة بعدى

9.63

115.50

الدرجة الکلية

تجريبية بعدى

15.83

190.00

 

32.000

 

0.020

ضابطة بعدى

9.17

110.00

يتضح من جدول (6) وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطات رتب المجموعة التجريبية(التعبير الفني) والمجموعة الضابطة فى العدوان اللفظى عند مستوى دلالة(0.028) في القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدواني، وذلک في صالح المجموعة الضابطة.

ووجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطات رتب المجموعة التجريبية(التعبير الفني) والمجموعة الضابطة فى العدوان البدنى عند مستوى دلالة(0.04) في القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدواني، وذلک في صالح المجموعة الضابطة.

ووجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطات رتب المجموعة التجريبية(التعبير الفني) والمجموعة الضابطة فى العدوان غير المباشر عند مستوى دلالة(0.044) في القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدواني، وذلک في صالح المجموعة الضابطة.

ووجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطات رتب المجموعة التجريبية(التعبير الفني) والمجموعة الضابطة فى الدرجة الکلية للعدوان عند مستوى دلالة(0.020) في القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدواني، وذلک في صالح المجموعة الضابطة.

الفرض الثانى: توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطى رتب المجموعة التجريبية (التشکيل المجسم) والمجموعة الضابطة في القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدواني، وذلک في صالح المجموعة الضابطة.

للتحقق من هذا الفرض إستخدم إختبار(ى) لمان وتنى ويوضح جدول(7) قيمة (ى) ودلالتها الإحصائية بين متوسطى رتب المجموع التجريبية التى إستخدمت أنشطة التشکيل المجسم والمجموعة الضابطة فى القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدوانى.

جدول(7) قيمة(ى) لمان وتنى ودلالتها الإحصائية بين متوسط رتب المجموعة التجريبية (التشکيل المجسم)، والمجموعة الضابطة في القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدواني.

العدوان

المجموعة

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قيمة(ى) لمان وتنى

مستوى الدلالة

اللفظى

تجريبية بعدى

7.33

88.00

 

10.000

 

0.001

ضابطة بعدى

17.67

212.00

البدنى

تجريبية بعدى

7.92

95.00

 

17.000

 

0.001

ضابطة بعدى

17.08

205.00

غير المباشر

تجريبية بعدى

8.96

107.50

 

29.500

 

0.001

ضابطة بعدى

16.04

190.50

الدرجة الکلية

تجريبية بعدى

7.21

86.50

 

8.500

 

0.001

ضابطة بعدى

17.79

213.50

يتضح من جدول (7) وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطات رتب المجموعة التجريبية(التشکيل المجسم) والمجموعة الضابطة فى العدوان اللفظى عند مستوى دلالة (0.001) في القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدواني، وذلک في صالح المجموعة الضابطة.

ووجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطات رتب المجموعة التجريبية(التشکيل المجسم) والمجموعة الضابطة فى العدوان البدنى عند مستوى دلالة (0.001) في القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدواني، وذلک في صالح المجموعة الضابطة.

ووجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطات رتب المجموعة التجريبية(التشکيل المجسم) والمجموعة الضابطة فى العدوان غير المباشر عند مستوى دلالة (0.001) في القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدواني، وذلک في صالح المجموعة الضابطة.

ووجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطات رتب المجموعة التجريبية(التشکيل المجسم) والمجموعة الضابطة فى الدرجة الکلية للعدوان عند مستوى دلالة (0.001) في القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدواني، وذلک في صالح المجموعة الضابطة.

الفرض الثالث:لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى رتب المجموعة التجريبية ( التعبير الفنى) والمجموعة التجريبية ( التشکيل المجسم) فى القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدوانى وذلک فى صالح المجموعة التجريبية(التشکيل المجسم).

للتحقق من هذا الفرض إستخدم إختبار(ى) لمان وتنى ويوضح جدول( 7 )قيمة (ى) ودلالتها الإحصائية بين متوسطات رتب المجموعة التجريبية التي إستخدمت أنشطة(التعبيرالفنى) في القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدوانى.

جدول(8) الفروق بين متوسطى رتب المجموعة التجريبية ( التعبير الفنى) والمجموعة التجريبية

( التشکيل المجسم) فى القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدوانى.

العدوان

المجموعة

العدد

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قيمة(ى) لمان وتنى

مستوى الدلالة

العدوان اللفظى

التشکيل المجسم

6

17.00

204.00

 

17.000

 

0.002

 

التعبير الفنى

6

7.90

95.00

 

 

12

 

 

 

العدوان البدنى

التشکيل المجسم

6

17.04

204.50

 

17.500

 

0.002

 

التعبير الفنى

6

7.96

95.50

 

 

12

 

 

 

العدوان غير المباشر

التشکيل المجسم

6

17.08

205.00

 

18.000

 

0.001

 

التعبير الفنى

6

8.00

96.00

 

 

12

 

 

 

الدرجة الکلية للعدوان

التشکيل المجسم

6

17.50

210.00

 

12.000

 

0.001

 

التعبير الفنى

6

7.50

90.00

 

 

12

 

 

 

                         

يتضح من جدول(8) وجود فروق ذات دلالة إحصائيا بين متوسطات رتب المجموعة التجريبية( التعبير الفنى) والمجموعةالتجريبية( التشکيل المجسم) فى العدوان اللفظى عند مستوى دلالة(0.002)  فى القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدوانى  وذلک لصالح المجموعة التجريبية( التشکيل المجسم).

ووجود فروق ذات دلالة إحصائيا بين متوسطات رتب المجموعة التجريبية( التعبير الفنى) والمجموعة التجريبية( التشکيل المجسم) فى العدوان البدنى عند مستوى دلالة(0.002)  فى القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدوانى  وذلک لصالح المجموعة التجريبية( التشکيل المجسم).

ووجود فروق ذات دلالة إحصائيا بين متوسطات رتب المجموعة التجريبية( التعبير الفنى) والمجموعة التجريبية( التشکيل المجسم) فى العدوان غير المباشر عند مستوى دلالة(0.001)  فى القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدوانى  وذلک لصالح المجموعة التجريبية( التشکيل المجسم).

ووجود فروق ذات دلالة إحصائيا بين متوسطات رتب المجموعة التجريبية( التعبير الفنى) والمجموعة التجريبية( التشکيل المجسم) فى الدرجة الکلية للعدوان عند مستوى دلالة(0.001)  فى القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدوانى  وذلک لصالح المجموعة التجريبية( التشکيل المجسم).

وبذلک لم يتحقق الفرض لأنه يوجد فروق ذات دلالة إحصائيا فى السلوک العدوانى ( اللفظى، البدنى، غير المباشر) بين مجموعة التعبير الفنى والتشکيل المجسم.

تفسير النتائج:

تشير النتائج إلى وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطى رتب المجموعة التجريبية (التعبير الفني) والمجموعة التجريبية

( التشکيل المجسم)، والمجموعة الضابطة في القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدواني وهذا ما تتفق عليه دراسة کل من(فالنتينا وديع سلامة،2001)، ودراسة (وليد القفاص، 2002) فى أن جميع الأطفال العدوانيين الذين مارسوا نشاط التعبير الفنى، والتشکيل المجسم قد إنخفض سلوکهم العدوانى بشکل ملحوظ.

فقد لاحظت الباحثة أثناء التطبيق أنه يوجد بعض من الأطفال العدوانيين لا يميلون إلى الرسم بدرجة کبيرة مقارنتا بميلهم الکبير فى الإنغماس بممارسة أنشطة التشکيل المجسم بأشکاله المتنوعةفأشارت نتائج الدراسة فى وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطى رتب المجموعة التجريبية التي إستخدمت أنشطة(التعبيرالفنى)، والمجموعة التجريبية التى إستخدمت(التشکيل المجسم) في القياس البعدى على قائمة ملاحظة السلوک العدوانى لدى أطفال الروضة، وقد لاحظت الباحثة أثناء التطبيق الإقبال الشديد على ممارسة انشطة التشکيل المجسم أکثر من إقبالهم على ممارسة أنشطة التعبير الفنى، وهذا ما قد تم تحديده فى البحث الحالى فى التطبيق الميدانى بإنخفاض حدة السلوک العدوانى لدى الأطفال الذين مارسوا أنشطة التشکيل المجسم أکثر من الأطفال الذين مارسوا أنشطة التعبير الفنى.

توصيات البحث :

 تعرض الباحثة فيما يلي لبعض المقترحات حول صور الإفادة التطبيقية والعلمية الممکنة من نتائج الدراسة الحالية.

1- التأکيد على استخدام الأنشطة الفنية المستخدمة في الدراسة الحالية داخل حجرات الروضة للخفض من ظاهرة السلوک العدواني لدى أطفال الروضة الذين يتسم سلوکهم بالعدوانية.

2-     عقد دورات تدريبية وتأهيلية لمعلمات الروضة في التعامل مع الطفل العدواني والخفض والحد من عدوانيته باستخدام الأنشطة الفنية.

3-     تبنى الخطط التي يکون من شأنها عقد ندوات ومحاضرات عامة للأمهات والمعلمات عن السلوک العدواني وکيفية خفضه عن طريق استخدام الأنشطة الفنية المبتکرة.

4-     زيادة إستخدام الأنشطة الفنية القائمة على إستخدام التشکيل المجسم لزيادة فعاليتها فى خفض السلوک العدوانى مقارنتا بالأنشطة القائمة على التعبير الفنى.

5-     زيادة عدد الحصص المخصصة للأنشطة الفنية بالروضة.

المراجع
1- أحمد احمد متولي عمر(2002). أثرالإرشاد الوالدى في خفض درجة السلوک العدواني ورفع       درجة التوافق لدى الأطفال المساء معاملتهم" دراسة تجريبية" مجلة کلية التربية، المجلد       الأول، العدد31، ص ص: 160 -168 .
2- أحمد عکاشة( 2005). علم النفس الفسيولوجي، (ط2)، القاهرة، دار الفکر العربي.
3 - حامد عبد السلام زهران( 1980). التوجيه والإرشاد النفسى، ط(1)، عالم الکتب، القاهرة.
4- حسن محمد سالم(2001). مدى فعالية برنامج مقترح في خفض السلوک العدواني لدى       أطفال ما قبل المدرسة، رسالة دکتوراه غير منشورة، معهد الدراسات والبحوث       التربوية، جامعة القاهرة.
5- جمال مختار حمزة(2004). مظاهر الإساءة إلى الطفل "دراسة ميدانية" مجلة کلية التربية          والتعليم، مجلة ربع سنوية،ص ص: 12-13.
6- دعاء محمد مصطفى(2002). العدوان والمشارکة الإجتماعية لدى أطفال ما قبل المدرسة من          خلال اللعب الحر والمنظم وعلاقتهما بتفاعل الطفل مع الوالدين، رسالة ماجستير غير منشورة، کلية البنات، قسم دراسات الطفولة، جامعة عين شمس.
7- سامي عبد القوى( 1995). علم النفس الفسيولوجي، (ط2)، القاهرة، مکتبة النهضة العربية.
8- سلوى مرتضى ( 2001). واقع الثواب والعقاب في رياض الأطفال " دراسة ميدانية في رياض أطفال مدينة دمشق ما بين سن "6:5"، مجلة جامعة دمشق للعلوم التربوية، المجلد17،العدد الأول،ص ص: 13- 16.
9- زياد الحکيم( 2001). متاح على شبکة الإنترنت على الموقع الإلکتروني         www.gulfkids.com .
10- عايدة عبد الحميد(1990).العلاج بالفن مدخل نفسي وتنموي لرعاية الطفل المتخلف      عقليا. مجلة کلية التربية، جامعة عين شمس، العدد14، ص ص: 154-117.
11- عبد السلام عبد الغفار( 1991). مقدمة في الصحة النفسية، ط(2)، دار النهضة المصرية القاهرة.
12- عبد المطلب القريطى(1995). مدخل سيکولوجية رسوم الأطفال، دار المعارف المصرية، الطبعة الأولى.
13- عبلة حنفي عثمان(1972). الرسم بإعتباره وسيلة تنفيسية مع بيان أثر القيم التربوية في إتزان شخصية التلاميذ في أعمار مختلفة، رسالة ماجستيرغير منشورة، کلية الآداب، جامعة عين شمس.
14-عبلة حنفي عثمان(1999). الفن في عيون بريئة، المجلس الأعلى للثقافة(المرکز القومي لثقافة الطفل)، القاهرة.
15-عبلة حنفي عثمان(1989). فنون أطفالنا، مکتبة النهضة العربية، ط(2)، القاهرة. عبود صلاح الدين عبد الغنى(1991). مدى فعالية برنامج إرشادي في تخفيف حدة السلوک
16-العدواني لدى طلاب الحلقة الثانية من التعليم الأساسي، رسالة ماجستير غير منشورة،
7- عزة خليل عبد الفتاح( 2001). الأنشطة الفنية في رياض الأطفال، دار الفکر العربي،           القاهرة.
18- علاء الدين کفافى(1990). الصحة النفسية،القاهرة، دار هاجر للطباعة والنشر.
19- علاء محمود جاد الشعراوى(1995). الشعور بالإغتراب وعلاقته بالعدوانية لدى طلاب           المرحلة الثانوية والجامعة. مجلة کلية التربية، جامعة المنصورة، العدد 28، الجزء الأول، ص ص:39-51.
20- عنايات احمد حجاب مصطفى(1999). استخدام الرسم في الکشف عن المشکلات النفسية           لأطفال الشوارع. رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية الفنية، جامعة  حلوان.
21- عوض مبارک اليامى( 2001). العلاج بالفن التشکيلي، مرکز التأهيل بالفن التشکيلى،            الرياض.
22- فاطمة حنفى محمود( 1993). إعداد للعب الجماعى لخفض السلوک العدوانى لدى أطفال ما            قبل المدرسة، المؤتمر السادس" تنشئة الطفل فى ظل نظام عالمى جديد"، مرکز دراسات الطفولة، جامعة عين شمس.
23- فالنتينا وديع سلامة(2001). فعالية الأنشطة الفنية في تخفيض حدة السلوک العدواني لدى الأطفال الصم في مرحلة الطفولة المتأخرة. رسالة دکتوراه غير منشورة، کلية التربية الفنية، جامعة حلوان.
 24- فتحي عبد الرسول محمد(1997). رياض الأطفال في مصر بين التشريع والواقع، مجلة           کلية التربية، جامعة أسيوط، الجزء الأول، العدد 13،ص ص: 15- 18.
25- محمود البسيونى(1992). مصطلحات التربية الفنية، القاهرة، دار المعارف.
26- محمد عبد الرحمن( 1998).نظريات الشخصية، القاهرة، دار المعارف.
27- مصطفى عبد العزيز(1997). التربية الفنية للفئات الخاصة، القاهرة، مکتبة الانجلو المصرية.
28- محمد مصطفى زيدان(1994). النمو النفسي للطفل والمراهق ونظريات الشخصية.           (ط4) ، جدة دار الشروق للنشر والطبع والتوزيع.
29- مطر أحمد(1986). العلاقة بين العدوان وبعض العوامل البيئية ومدى فعالية الإرشاد          النفسي في تخفيض العدوان. رسالة دکتوراه غير منشورة، کلية التربية، جامعة قناة          السويس.
30- ممدوحة محمد سلامة(1992). نظريات الشخصية، مکتبة الأنجلو المصرية، القاهرة.
31- منصور محمد السيد(2000). مدى فعالية برنامج إرشادي في تخفيف السلوک العدوان لدى       أطفال دور الرعاية الإجتماعية،مجلة کلية التربية، المنصورة، العدد44، ص ص:112-125.
32- نبراس يونس محمد آل مراد( 2004). أثر إستخدام برنامج بالألعاب الحرکية الإجتماعية         والمختلفة في تنمية التفاعل الإجتماعى لدى أطفال الرياض بعمر 5-6 سنوات، رسالة          دکتوراه غير منشورة، کلية التربية الرياضية، جامعة الموصل.
33- نعيمة شاطر مبارک طاهر( 2005). أسلوب الأم في التنشئة الإجتماعية وعلاقته بسلوک           العنف کما تدرکه عينة من طلاب وطالبات المرحلة المتوسطة في الکويت، المجلة المصرية للدراسات النفسية، کلية العلوم الإجتماعية، جامعة الکويت، العدد46، المجلد15، ص 393.
34- فهد بن سليمان الفهيد(2003). دور العلاج بالفن التشکيلي في تأهيل ذوى إصابات العمود           الفقري في مدينة الملک فهد الطيبة، رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية، جامعة           الملک سعود.
35- وليد کمال القفاص (2000). تأثير ممارسة الأنشطة التربوية الحرة على تقدير الذات             والعدوانية. المرکز القومي للبحوث التربوية والتنمية، القاهرة.
36-Averill, J.R. (1993). Studies on Anger and Aggression Implication for Theories of Emotion. American Psychologist,  21(3),1145.
37-Escriva, M.V, Gracia, P.S,( 2004). Navarro of Prosocial Behavior and Emotional Process as Predictore of Prosocial Behavior and Aggressive Conduct: Empathy as Amoduclating Factor Psiciothema, 14(2), 227-232.
38-Gabel ,S, Swanson, A. J,& Shindlede Cker,R.(1990). Aggressive Children in Aday Treatment Program: Child Abuse and Neglect,, Vol. 14, 515- 523.
39-Grves, B. J( 1998). Family Program and Reduced Aggression in Elementary School Children: Parental Discipline Style as Mediator. Dissertation   Abstract International, Vol. 58, No. 7, 3945.
40-Huesman, L.; Lefkowitz, M. & Walder, L. (1984). Stability of Aggression Over Time and Generations. Development Psychology, 20, 1120-1134.
41- Lockman, J.;  Eurach, P.; Garry, F & Lampron, L. (1984). Treatment and Generalization Effects of Cognitive Behavioral and Goal Setting Interventions With Aggressive Boys. Journal of Counseling and Clinical Psychology, 52, PP. 915-916.
42- Rizznto, A. M., Sachin, J.I., Buie, D.H. & Meissener, W.W. (1993). A Revised Theory of Aggression. The Psychoanalytic Review, 42(8), 112-123.