رسوم الطفل کمدخل للتصميم الزخرفى لملابس الأطفال

المؤلفون

1 معلم أول ثانوى بمدارس المنصورة التجريبية للغات

2 أستاذ التصميم المتفرغ کلية الفنون التطبيقية -جامعة حلوان

3 مدرس الحاسب الآلى کلية التربية النوعية -جامعة المنصورة

المستخلص

ملخص البحث:
يهدف البحث لتحديد سمات وخصائص رسوم الطفل من (6-9) سنوات، واستخدام رسوم الطفل لإنتاج تصميم زخرفى مناسب لملابس الأطفال للوصول بمنتج مصرى ذى جودة عالية وقيمة تصميمية مربطة بتعبير الطفل وحسه الفنى.
تناول البحث التعريف بالطفل والتعريف باللغة وانواعها سواء کانت لغة لفظية أو بصرية. ثم تناول بعد ذلک أهمية الفن لتنمية شخصية الطفل. ومن خلال البحث ايضاً تم تصنيف رسوم الطفل ودوافع التعبير الفنى عنده والتعرف على خصائص رسوم الأطفال فى المرحلة العمرية من سن (6-9) سنوات، وهى مرحلة المدرک الشکلى.
 وفى نهاية البحث تناولنا طرق تنظيم الطفل لرسومه على سطح ورقة الرسم ومعرفة اتجاهات عناصر رسومه.
فى الخاتمة تم عرض 6 ستة تصميمات مقترحة من رسوم أطفال عينة البحث وعرضهم على الموديل المقترح تنفيذه.

المقدمة:
يعد الفن عنصراً مستقلاً للتعبير عما يجول فى نفس وعقل الإنسان من مشاعر وأفکار ونلحظ أن الفن هو الميدان الوحيد الذى تتناوله ألسنة الناس بالمدح والذم دون أن يعرفوا عن طبيعته شيئاً على العکس من ميادين العلم الأخرى، والسر فى ذلک يرجع إلى طبيعة کل من الفن والعلم، فالفن بطبيعته کيان مفتوح يحمل المعانى والأحاسيس بينما العلم هو کيان مغلق لا يعرف أسراره إلا من کان على دراية به. فبناء العمل الفنى وتذوقه يبين سمات الطبيعة المتغيرة فى الإنسان، وهذا التغير مرتبط إلى حد کبير بعمليات التحول الجسمية والعقلية والوجدانية،التى يمر بها الإنسان منذ ولادته حتى کهولته، وهذا التغير يصاحبه تغير موازٍ فى اللغة والتعبير والإبداع الفنى. وفن الطفل يعتبر ظاهرة عصرية لم يلتفت إليه أحد إلا بعد أن تغيرت النظرة إلى الطفل باعتباره کائناً له خصائصه المتميزة، وکما أن لفن الطفل دوراً بالغاً فى تنمية الطفل عقلياً واجتماعياً، لأنه أداة توجيه وإمتاع وتنمية للذوق الفنى وتکوين عادات ونقل قيم ومعلومات وأفکار جديدة حول المجتمع الذى يعيش فيه الطفل. ويبدأ الطفل فى التعبير عن نفسه منذ ميلاده، فأول صيحاته وحرکاته تکون لغة بدائية يحاول بواسطتها الاتصال بالعالم الخارجى، فالطفل يستطيع تقسيم اى فراغ يتاح له باى وسيلة تقع تحت يديه، فيخطط مساحات الفراغ إلى تقسيمات تلقائية لا ضابط لها، فهى تنمو وتتکامل تبعا لحرکات الطفل ومقدار إدراکه للفراغ وسيطرته عليه فهو يبدأ بالرسم قبل الکتابة، ومع بداية القرن العشرين بدأ الاهتمام برسوم الأطفال وأصبحت مصطلحاً عالمياً معترفاً به لما تحويه من قيم جمالية تتفق ومنطق الطفل وقدراته على التعبير الفنى. ونظراً لتوافر العديد من القيم الجمالية فى رسوم الأطفال جاءت فکرة إثراء التصميم الزخرفى لزى الطفل المصرى باستخدام برامج الحسب الآلى، لما للتصميم الزخرفى من دور هام فى شکل الزى حيث يستخدم المصمم عناصر التصميم کما يستخدم الطبيب العقاقير، فإذا ارتدى الطفل ملبساً لائقاً وجذاباً فإنه يغرس فى نفسه الثقة فى النفس ويجعله أقل عدوانية وأفضل خلقاً من الطفل ذى الملابس ذات التصميمات غير الائقة. وفى عصر يتسم بالانفجار المعرفى وثورة المعلومات أصبحت الحاجة أکثر إلحاحاً للاستفادة من التقنيات الحديثة وتقنيات الوسائط المتعددة فى إعداد تصميم زخرفى لملابس الطفل لمحاولة الربط بين رسوم الطفل المصرى وعناصر التصميم الزخرفى بغرض إنتاج تصميمات زخرفيه تتناسب مع النمو النفسى والاجتماعى للطفل فى مرحلة الطفولة.
مشکلة البحث:
تتمثل مشکلة البحث فى قلة الاهتمام بخصائص رسوم الطفل واستخدامها کمدخل للتصميم الزخرفى لملابس الأطفال، والاقتصار على الأفکار التقليدية عند التصميم، فالتصميم الزخرفى له اثر کبير على قبول أو رفض الطفل لزيه مما أدى ذلک لضرورة دراسة تصميم زخرفى لزى الطفل المصرى مستوحى من رسومه ومنفذ على زيه بفکره الخاص بالاستعانة ببرامج الحاسب الآلى. وعلى هذا يمکن تحديد تساؤلات البحث على النحو التالى:
1-هل يمکن مراعاة الجوانب النفسية والانفعالية والاجتماعية فى رسوم الأطفال واستخدامها کعناصر تصميم لزى الطفل المصرى.
2-هل يمکن الاستفادة من رسوم الطفل للحصول منها على تصميم زخرفى مناسب لملابس الأطفال فى مراحل سنية مختلفة.
أهداف البحث: يمکن سرد أهداف البحث فى بعض النقاط منها:
1-تحديد سمات وخصائص رسوم الأطفال من (6-9) سنوات.
2-تحديد متطلبات الطفل النفسية والانفعالية والاجتماعية.
3-استخدام رسوم الطفل لإنتاج تصميم زخرفى مناسب لملابس الأطفال.
4-الوصول بمنتج مصرى ذو جودة عالية وقيمة تصميمية مرتبطة بتعبير الطفل وحسه الفنى.
أهمية البحث:
1-إبراز القيم الجمالية الفنية فى رسوم الأطفال والاستفادة منها فى عمل تصميم زخرفى لزى الطفل المصرى باستخدام برامج الحاسب الآلى.
2-استثمار قدرات الطفل الفنية والوصول بمنتج مصرى ذو جودة تصميمية عالية بما يتناسب مع احتياجات الطفل المصرى من (6-9) سنوات.
3-الحصول على قيم فنية تصميمية زخرفية لزى الطفل المصرى مرتبطة بتعبير الطفل.
4-الاستفادة من برامج التصميم بالکمبيوتر لإعداد تصميم زخرفى لزى الطفل المصرى يراعى فيه المتطلبات النفسية والانفعالية والاجتماعية ويستخدم إمکانيات الحاسب الآلى فى الألوان
ودقة المقاييس.
فروض البحث: يفترض البحث أن:
1-رسوم الطفل هى أفضل وسيلة للتعبير عما يدور فى ذهن الطفل من أفکار ومشاعر.
2-بتحليل رسوم الطفل والاستفادة من مفردات عناصر رسمه ومعالجتها بالتقنيات الحديثة فى مجال التنفيذ کتقنية الحاسب الآلى بما لها من مميزات عديدة ومواکبة للتطور، قد تخدم الجانب التطبيقى للبحث.
إجراءات البحث:
أولاً: منهج البحث: يعتمد البحث على کلا من:
1- المنهج الوصفى التحليلى وذلک لتحليل النتائج البيانية والأسس الفنية التشکيلية
لرسوم الطفل
2-المنهج التجريبى: بتناول الجانب الإبتکارى فى تصميم وتنفيذ التصميمات لملابس الطفل باستخدام الحاسب الآلى.
ثانياً: أدوات البحث: تعددت أدوات البحث حيث اشتملت على
1-المکتبات القومية والمجلات الدورية.
2-الأبحاث المطبوعة ( المقالات العلمية – الرسائل الجامعية).
3-رسوم أطفال عينة البحث من(6-9) سنوات.
4-مجلات الموضة والباترون.
5ـ بعض برامج التصميم ( فوتو شوب) من خلال الحاسب الآلى.
ثالثاً: عينة البحث: تم الحصول على عينة البحث من بعض المدارس الابتدائية بمحافظة الدقهلية.
الدراسات السابقة
أولاً-دراسات اهتمت بملابس الطفل
1-دراسة: ماجدة يوسف إسماعيل( ) ـ تهدف الدراسة إلى تحقيق قيم جمالية وفنية تشکيلية من خلال تصميمات تصلح للطباعة على ملابس الأطفال من خلال استخدام الکمبيوتر فى إدخال أبسط العناصر الزخرفية للحصول على عدة تصميمات مختلفة وتوصلت الدراسة إلى أن الفن الإسلامى بعناصره الزخرفية يعتبر مصدراً ثرياً للإبداع فى مجال الأزياء. مما ساعد الباحثة على عمل تصميمات مستوحاة من الفنون الإسلامية تناسب ملابس الأطفال فى المرحلة العمرية من (6: 12) سنة، وأوجه الاستفادة من الدراسة فى تصميم ملابس الطفل بالمرحلة العمرية التى يتعرض لها البحث.
2- دراسة: سماح محمود محمد حفنى( ) ـ تهدف الدراسة إلى تقديم بعض التصميمات المقترحة لملابس الأطفال المعاقين ذهنيا من الإناث سن 6-9 سنوات، ووضع أسس لتصميم الأزياء الخاصة لهؤلاء الأطفال وتوفير ملابس تناسب احتياجاتهن وظروفهن ونوع إعاقتهن وشدتها، وکذلک تشعرهن بالراحة وسهولة الحرکة والأمان والسعادة، وتحديد بعض أنواع الخامات التى تلائم إعاقة هؤلاء الأطفال والتى لها استخدام وظيفى فى ملابسهن، وتبرز أهمية هذه الدراسة فى تجنب الآثار النفسية السيئة التى قد تؤثر على هؤلاء الأطفال عن طريق تقديم بعض تصميمات مقترحة لملابسهن تبعث فيهن الثقة بالنفس والسعادة، وکونها دافعا لمصانع الملابس لإنتاج ملابس خاصة بهذه الفئة من الأطفال، وأوجه الاستفادة من الدراسة فى أسس تصميم الملابس الخاصة بأطفال المرحلة العمرية التى يتعرض لها البحث.
3ـ دراسة: إيمان فاروق عبد العزيز على( )ـ تهدف الدراسة إلى التعرف على مدى فاعلية برنامج الفيديو التعليمى فى تنمية مهارات تنفيذ ملابس الأطفال لدى طالبات الفرقة الثانية بالشعبة التربوية بکلية الاقتصاد المنزلى جامعة حلوان ومقارنته بالطريقة المعتادة من حيث (التحصيل المعرفى - الأداء المهارى - أراء الطالبات)، وتبرز أهمية الدراسة فى إلقاء الضوء على أهمية برنامج الفيديو فى تنمية مهارات تنفيذ الملابس لمواجهه الزيادة المستمرة فى عدد الدارسين والنقص فى الکوادر الفنية، ومقابلة التحديات المتزايدة والخاصة بالتوسع فى استخدام الأجهزة والآلات التعليمية فى المراحل المختلفة، وإمکانية إفادة نتائج هذا البحث عند تکاملها مع نتائج البحوث المتشابهة والقائمين على تصميم وإنتاج برامج الفيديو التعليمية فى زيادة فعاليتها وکفاءتها وأوجه الاستفادة من الدراسة فى تنمية مهارات تنفيذ ملابس الأطفال.
ثانياً- دراسات اهتمت برسوم الطفل
1ـ دراسة: محمد عز الدين صبح( )ـ تهدف الدراسة إلى إلقاء الضوء على سمات وخصائص رسوم الأطفال ومراحل تطورها وإلقاء الضوء على الرمزية فى رسوم الأطفال، التعرف على الرمز فى فن الجرافيک فى القرن العشرين من خلال أعمال فنانى الکتاب، التعرف على مدى تأثير فنانى الکتاب برسوم الأطفال ورموزهم. معتمدا على المنهج التحليلى المقارن وذلک من خلال بعض أعمال الکتاب فى القرن العشرين الذين تطرقوا بصورة واضحة لرسوم الأطفال ورموزهم، وأوجه الاستفادة من الدراسة فى التعرف على سمات وخصائص رسوم الأطفال ومراحل تطورها.
2ـ دراسة: إيناس ضاحى احمد محمد( ) ـ تهدف الدراسة إلى الکشف عن إمکانية تأثير عينة من الصياغات التصميمية لقصص الطفل المصرى 7-9 سنوات والمستمدة من البيئة، فى ضوء خصائصه النفسية والفنية، على تنمية وعيه الجمالى، وأوجه الاستفادة من الدراسة فى التعرف على سمات وخصائص رسوم الأطفال ومراحل تطورها.
التعليق على الدراسات السابقة:
إن أغلب الدراسات السابقة المرتبطة بالطفل تعتبر مرجعاً ثرياً لأسس التعامل مع ملابس الطفل، هذا بخلاف بعض الأبحاث التى استخدمت برامج الحاسب الآلى فى تصميم الملابس فهى تدل على أهمية التطور التکنولوجى فى أداء التصميمات الفنية المبتکرة، إلا أن هذه الدراسات لم تتعرض لاستخدام رسوم الطفل کـمدخل للتصميم الزخرفى لملابس الأطفال. ومن هنا جاءت أهمية هذه الدراسة، ودعا الأمر إلى التطرق إلى موضوع البحث ألا وهو " رسوم الطفل کمدخل للتصميم الزخرفى لملابس الأطفال ".
أولاً:التعريف بالطفل:
الطفل فى اللغة کما عرفه ابن منظور فى کتابه لسان العرب الطفل بکسر الطاء، هو الصغير من کل شىء، والصبى يدعى طفلا حين يسقط من بطن أمه إلى أن يحتلم. ويقال اطفلت الأنثى أى صارت ذات طفل. والطفل هو المولود مادام رضيعاً والولد حتى سن البلوغٍ( ). وقد نصت أول اتفاقية دولية بشأن حقوق الطفل التى وافقت عليها الجمعية العامة للأمم المتحدة فى الثلاثين من نوفمبر 1990 على أن الطفل هو کل إنسان يقل عمره عن 18 سنة، إلا إذا کان قد بلغ سن الرشد قبل ذلک بمقتضى القانون المطبق عليه فى المکان الذى يعيش فيه( ). ومما سبق يتضح لنا أن الطفل يدعى طفلاً منذ ميلاده إلى سن الثمانية عشرة من عمره، وبعدها ينتقل إلى مرحلة الرشد.
ثانيا: اللغة:
هى مجموعة من الرموز الصوتية أو البصرية أو السمعية التى يحکمها نظام معين فى الترکيب والصياغة، ولها نظام اجتماعى، وهى وسيلة للتبليغ والتواصل، وهى مرکبة من وحدات علامات أو إشارات تشکل معجم اللغة الفردى والجماعى، وبما أن اللغة ما هى إلا أنواع مختلفة منها اللفظية والبصرية والسمعية واللمسية، ويمکن تعريفها أيضا على أنها نظام اتصال بين طرفين ولکل لغة أدواتها، فاللغة اللفظية أداتها الکلام، والبصرية أداتها الشکل، والسمعية أداتها الصوت، واللمسية أداتها المادة( ).
اللغة والطفل:
الطفل يحاکى أمه منذ نعومة أظافرة فيتعلم لغة مجتمعه، ويستخدم لغة أمه بطلاقة دون أن يفکر فى معنى کل کلمة ويکون الجمل خلال عملية تواصله مع الآخرين، فاستخدام اللغة عنده عادة وسليقة، فاللغة هى الأداة العقلية الأولى التى مکنت الإنسان من تحديد الأشياء وتوضيح أفکاره، فمن اللغة يدرک الإنسان ويعى أسماء الأشياء، ثم يضع لها دلالة محددة ترتبط بعملياته العقلية وببعض العوامل النفسية. فتقدم الطفل فى إتقان اللغة يعنى تقدمه فى اکتساب المهارات والخبرات المختلفة لما يحيط به من مفردات فى البيئة الطبيعية والاجتماعية مما يؤدى إلى التقدم فى تحديد دلالة ثابتة لهذه المفردات فمن إدراک مفردات اللغة يعى الإنسان ذاته ثم الآخرين، ثم الأشياء المختلفة من حوله، فلا معرفة بدون لغة، ولا خبرة بدون دلالة، فبطبيعة الحال تتأثر لغة الفرد بخصائصه العقلية ومميزاتها، وإدراکه وانفعالاته مع ما يدور من حوله من أحداث، وقدرته على التفاعل معها وترجمته لها، ونوعية ثقافته ونظرته للحياة.
أنواع اللغة
اللغة اللفظية:
هى مجموعة من الرموز المسموعة والمرئية والمکتوبة والمنطوقة التى يحکمها نظام معين من المدخلات والمخرجات والتى يتعارف على دلالتها أفراد ذو ثقافة معينه من اجل تحقيق الاتصال بين بعضهم البعض واستخدامها کوسيط للتعبير والاتصال عن طريق أربع مهارات استقبالية وإرسالية – (الاستماع والقراءة والتحدث والکتابة)، تقوم اللغة اللفظية على عنصرين أساسيين هما الألفاظ والأفکار أو المعانى وبينهما ارتباط وثيق بحيث متى عرف اللفظ أمکن فهم معناه( ). من هنا يمکن القول إن اللغة اللفظية تدل على قدرة الفرد فى التعامل مع المهارات الاستقبالية والإرسالية الأربع (الاستماع والقراءة والتحدث والکتابة ) وکيفية استخدامة لهذة المهارات ونسبة تعاملة مع کل منها فهناک بعض الأفراد يجيد فن الحديث والبعض الآخريجيد الاستماع والبعض يجيد الکتابة والبعض الآخر يجيد القراءة، وعلى ذلک فاللغة اللفظية تختلف من فرد لآخر وذلک على حسب إجادته لأحد المهارات الأربع.
اللغة البصرية:
قد نوع الله سبحانه وتعالى فى خلقه لنتفکر فى آياته فخلق مفردات بصرية متنوعة الأشکال والأحجام والألوان والملامس، ومن قدراته عز وجل أن لا يثبت کائن حى على نفس مظهره الخارجى فالإنسان فى طفولته يختلف تماما عن کهولته فلکل منهم شکل مميز ولغة بصرية محددة يتوافق عليها کافة المشاهدين له. کما يظهر التنوع اللونى على جسد الحرباء بتغير البيئة المحيطة بها( ). وعلى هذا يمکن أن نقول إن لغة الفن نوعية خاصة تقوم على الرموز لا على العلامات. ومن المسلم به وجود مفردات الطبيعة قبل تعبير الفنان عنها، فما لغة الفنان التشکيلية إلا انعکاس لمظاهر الطبيعة على نفسه، وما لغة التذوق إلا ردود أفعال تجاه هذا الانعکاس، فإما أن يتوافق معه أو لا يتوافق، وما العمل الفنى إلا حامل لترجمة المشاعر والأفکار تجاه لغة ومفردات الطبيعة. فللغة البصرية دلالات مختلفة باختلاف المشاهد لها قد تختلف الدلالة بينهم إذا ارتبطت بمظهر من مظاهر الطبيعة، وتختلف إذا تجردت من الارتباط بالمظهر الواقعى المرئى للإنسان، ويعتبر ميدان الفنون من أکثر الميادين المتضاربة المعنى والمفهوم للشکل الواحد وهو الممثل للغة البصرية التى يستجيب لها المتذوق.
أهمية الفنون:
هى وسيلة للاستغراق والانشغال والتعبير الشخصى والإبداعى وتعد مصدراً للمتعة والإثارة العقلية، فهى تزودنا برؤى أخرى جديدة للمجتمع والحياة وتوجه الأفراد نحو قيم جديدة طالعة وتزودنا بإستبصارات حول عديد من المعانى وتقدم الفرص لتحقيق الذات وتشجيع
الإرتقاء الإبداعى( ).
أهمية الفن فى تنمية شخصية الطفل:
للفن أهمية کبيرة فى تنمية شخصية الطفل وفيما يلى عرض لهذه المهام( ):
1- يحقق للطفل التسلية والمتعة ويساعده على ملىء فراغه بشکل إيجابى.
2- يعرف الطفل بالبيئة التى يعيش فيها من کافة الجوانب.
3- يتيح الفرصة لکى يشارک بتعاطف شديد وجهات النظر الأخرى والمشکلات وصعوبات الحياة التى يواجهها الآخرون.
4- ينمى لدى الطفل دقة الملاحظة والترکيز والإنتباه والذوق الجمالى.
5- يوسع آفاق الطفل ويجعله شخصية متسامحة تتقبل الغير وتتفهم ثقافتهم.
6- يساعد بشکل علاجى فى تخفيف حدة المشکلات التى يواجهها الطفل.
7- ينمى عند الطفل الاتجاهات الطيبة نحو الکائنات الأخرى والعقائد والمهن والمؤسسات الأخرى إلى غير ذلک من مجالات.
8- ينمى عند الطفل ثروته اللغوية ويبنى عنده رصيدا من المفردات والتراکيب التى تيسر له فهم الأساليب المتصلة به.
المقصود برسوم الأطفال:
الرسم بالنسبة للطفل هو احد حقوقه الإنسانية مثل حقه فى التنفس، فمن حق کل طفل أن يرسم ويبلغنا عن تأثره بکل ما يحيط به. فرسوم الأطفال هى تلک التخطيطات الحرة التى يعبرون بها على اى سطح( ).ورسوم الأطفال تعنى أيضاً کل الإنتاج التشکيلى سواء ملون أو غير ملون فلم تعد کلمة رسوم تقتصر على الرسوم الخطية فقط ذات البعدين والتى لاتمتلىء بالألوان أو الظلال وانما أتسع المصطلح ليشمل کل تعبيرات الأطفال على المسطحات المختلفة( ). وعلى ذلک فرسوم الأطفال هى تلک الإشارات والرموز التى تنتج عن تعامل الطفل مع المسطحات المحيطة به ورقة الرسم، حائط، أو أى شىء يرتکز عليه الطفل ليخرج ما بداخله من نوازع فنية وبأى أداه يستخدمها بأنامله فيترجم مکنونات نفسه ومشاعره الداخلية التى تتسم بالبراءة والتلقائية والحرية فى التعبير.
دوافع التعبير الفنى عند الطفل:
الطفل يعبر فى فنونه عن شخصيته بأسلوب حر فتعبيراته خاصة به تنبع من منطقه الخاص وشخصيته ومشاعره، ويرى البعض أن الرسم بالنسبة للطفل يعد غريزة أو استعداداً فطرياً، فالطفل يلجأ للرسم ليشبع واحدة أو أکثر من هذه الدوافع( ):
1- التسلية وشغل وقت الفراغ. 2- التقليد والتنفيس والإيضاح.
3- الاتصال والتکيف مع البيئة. 4- الخلق والإبداع و فضل الطاقة.
خصائص وسمات رسوم الأطفال بمرحلة المدرک الشکلى:
هذه المرحلة تظهر فى سن 7-9 سنوات حيث تتحدد معالم شخصية الطفل فيکون قد نضج نموه العقلى والاجتماعى، وتتسم رسوم هذه المرحلة بالحرية والتلقائية وتحمل بين ثناياها سمات أصحابها( )، وعندما تناول محمد عز الدين صبح خصائص رسوم الأطفال أکد أن رسوم الأطفال هى لغة شکلية يتحدثون من خلالها محاولين توصيل جزء من خبراتهم الذاتية الى العالم الخارجى ويتطلب فهم ذلک خلق رموز خاصة، تتغير تبعا لانفعالاتهم المختلفة( ).وأهم هذه الخصائص:
1-التلقائية (البراءة): يمکن تعريف التلقائية بأنها عمل شيء أو تعبير عن النفس دون قيدا أو إکراه، فخير ما يوصف به ما يشکله الطفل أنه لغزاً يتجاوز فهمه قدراتنا على التحليل المنطقى. وتظهر خاصية التلقائية فى بعض رسوم عينة البحث کما يوضح الشکلين (1،2) فنلاحظ التلقائية فى رسم وتوزيع العناصر واستخدام الألوان.
2-النفعية: ظاهرة النفعية تسميتها مأخوذة من فکرة تأدية الوظيفة، فعندما يتعرض الطفل للناحية الوظيفية فى رسومه فالأعضاء التى تؤدى وظيفة معينة نجده يذکرها ويظهرها ويدقق فيها، أما الأعضاء التى لا تؤدى اى وظيفة فنجده يهملها ويحذفها( )، فالطفل يؤکد العناصر التى لها قيمة بالنسبة له. ويقلل من العناصر التى لا يشعر بأهميتها فى أثناء التعبير. فمثلاً إذا طلب منه التعبير عن إنسان يجرى ويقفز. کان تعبيره عبارة عن صورة لإنسان مبالغ فى أرجله بينما بقية أجزاء الجسم ترسم بعدم عناية( ). وتتمثل ظاهرة النفعية فى المظاهر التالية:
ا-المبالغة فى الأحجام: وفيها يبالغ الطفل فى حجم بعض أجزاء من الرسم دون غيرها من العناصر، وترجع إلى رغبة الطفل فى التأکيد على الأجزاء التى يبالغ فى تکبيرها. وتظهر المبالغة فى الحجم فى بعض رسوم العينة کما فى الشکلين (3،4) فنلاحظ المبالغة فى حجم بعض عناصر الرسم بمقارنتها بباقى العناصر.
ب – الحذف والإطالة: لا يعنى حذف الطفل لبعض الأجزاء عدم قدرته على رسمها، إنما يعبر عن فکر خاص به فالأعضاء التى لا تؤدى وظيفة نجد الطفل يهملها ويحذفها، أما بالنسبة لسبب الاطالة فيرجع لشعور الطفل بالدور الذى يؤديه العنصر الذى يبالغ فى طوله فيحاول إظهاره بالإطالة. وتظهر خاصية الحذف والاطالة فى بعض رسوم عينة البحث کما فى الشکلين (5،6) فنلاحظ حذف بعض أجزاء من عنصر من عناصر الرسم، وايضا اطالة بعض أجزاء من عنصر من عناصر الرسم.
3-التسطيح: وهو أن يرسم الطفل رسوما شبه انفرادية لا تحجب بعض عناصرها البعض الآخر، فعندما يرسم الطفل منضدة مثلاً يوضح أرجلها الأربعة لا يخفى منها شىء، والطفل له رغبة فى تسطيح أشکاله وعدم تعبيره عن البعد الثالث (المنظور الهندسى)( ). وتظهر خاصية التسطيح فى بعض رسوم عينة البحث کما يوضح الشکلين (7،8) ففى شکل(7) سطحت الأرجوحة والمنضدة، بينما شکل (8) سطحت محتويات السبت وطبق السمک، ويعکس ذلک حرص الطفل على تسطيح أشکاله وعدم تعبيره عن البعد الثالث.
4-الشفافية: وهى إظهار الطفل ما بداخل الأشکال المرسومة والکشف عما يستتر خلف هذه الأشکال من خبايا لا يمکن رؤيتها بصريا( ).فالطفل لا يعترف بالحقائق المرئية بقدر ما يعترف بالحقائق الذهنية أو المعرفية عند التعبير مثل تمثيل ما فى جوف الشيء غير المرئى( ). وتظهر الشفافية فى بعض رسوم العينة کما يوضح الشکلين (9،10)، فالمنزل يظهر ما بداخله من أشخاص کما لو کان مصنوعاً من الزجاج شکل(9)، البحر يظهر ما بداخله من أسماک وشعب شکل (10).
5-الوضع المثالى: وفيه يبرز الطفل الجسم الانسانى بطريقته الخاصة التى تبرز کل جزء من أجزاء الجسم فى أفضل صورة لها على حده، فالطفل يعبر عن الجسم کما لو کان يدور من حوله، فالوجه يرسم من الوضع الجانبى والعينين من الأمام حتى تبدو واضحة، لذلک نرى أن الوجه يضم الوضعيين الامامى والجانبى( )، فيجمع الطفل ما يروق له من مظاهر الأشياء من زوايا مختلفة فى حيز واحد( ). وتظهر خاصية الوضع المثالى فى بعض رسوم عينة البحث کما يوضح الشکلين(11،12) فنلاحظ الوضع المثالى للجسم الانسانى بطريقة الطفل الخاصة.
6-الجمع بين الأزمنة والأمکنة المختلفة فى حيز واحد: الطفل لا يتقيد بالأمکنة والأزمنة التى توجد عليها الأشياء فيعبر الطفل فى رسمه عن حوادث تحدث فى أمکنة وأزمنة مختسلفة فى حيز واحد فهو يعبر عن الجوانب المعرفية بدلا من الجوانب المرئية فکأنه يعرض شريطاً مصوراً للحوادث بصرف النظر عن المکان والزمان( ). وتظهر خاصية الجمع بين الأزمنة والأمکنة فى بعض رسوم العينة کما يوضح الشکلين (13،14) ففى شکل (13) جمعت الطفلة بين البحر والمرکب والسماء والطائرة وأسفل ذلک يوجد شجرة وأطفال يلعبون کرة. أما بالنسبة لشکل(14) فالطفلة جمعت بين المطر وتجمع الناس وذهابهم إلى الحديقة.
7-التکرار فى الرسم: يرجع التکرار فى رسوم الطفل إلى إحساس الطفل بأنه قادراً على إجادة رسم بعض العناصر مما يدعوه إلى المزيد من التدريبات عليها بالتکرار( ). وبعدما کان الطفل ينوع فى الرسوم يستقر هنا على عدد معين من الأشکال يکررها بصفة مستمرة، فتعبيره عن الشجرة مثلاً قد أصبح رمزاً ثابتاً يلجأ إليه کلما طلب منه التعبير عن الشجرة( ). وتظهر خاصية التکرار فى بعض رسوم عينة البحث کما يوضح الشکلين (15،16) فنلاحظ التکرار فى الرسوم.
8-خط الأرض: وهنا يعبر الطفل عن مشاهد معينة برسم خطاً أفقياً عند نهاية کل عنصر ليعبر به عن الأرض التى ترتکز عليها عناصره( )فذلک يعبر عن إحساسهم بالفراغ، فهو يظهر على هيئة خطاً أفقيا فى الجزء العلوى من ورقة الرسم موازيا لحافتها السفلية ويرتبط بهذا الخط رموزاً معينة کالأشکال الشبيهة بالنجوم، وکذلک الشمس التى ترسم على هيئة دائرة تخرج خطوطا مشعة متعددة کالسحب والغيوم التى يرمز لها بالأشکال البيضاوية والدائرية، ونجد الأطفال يرسمون أشخاصهم وقد صفوهم على خط واحد أفقيا يمثل خط الأرض. وقد يرسم أکثر من خط أرض( ). ويظهر صف العناصر على خط أرض واحد فى بعض رسوم عينة البحث کما يوضح الشکلين(17،18).
9-التصفيف: هى ظاهرة ملازمة لرسوم الطفل حيث تظهر فيها مجموعات العناصر المتشابهة کالأطفال أو الأشجار أو المنازل، وتظهر فى رسومهم تکرار الشکل مصفوفاً على خط ارض واحد( ). وتظهر ظاهرة التصفيف فى بعض رسوم عينة البحث کما يوضح الشکلين (19،20) فنلاحظ تصفيف العناصر داخل العمل الفنى، فيظهر تکراره لمجموعات عناصره المتشابهة على خط واحد، فشکل (19) ظهر فيه خط واحد للأرض أصطف عليه الشجر. أما شکل (20) يوضح خط لاصطفاف الشجر والفتاة.
10-التماثل: التماثل يتضمن عامل الاتزان فى أبسط صورة وربما يرجع إحساس الطفل بالتماثل إلى مشاهدته لأمثلة عديدة فى حياته فهو يرى أذنين، عينين، ذراعين .........الخ. وعندما يسجل الطفل فى رسومه بالتماثل يکون قد بدأ احساسه بالزخرفة( ). وتظهر ظاهرة التماثل فى بعض رسوم عينة البحث کما يوضح الشکلين (21،22)، فالطفل يتعامل مع ورقة الرسم وکأنها مقسمة إلى جزأين ويراعى تماثل العناصر فى کل جزء. ففى شکل(21) نلاحظ تماثل الصفحة وذلک بوضع منزل يمين الصفحة وآخر على اليسار. أما شکل(22) نلاحظ انقسام الصفحة إلى جزء علوى والآخر سفلى مع توزيع اللاعبين بطريقة متماثلة مع اختلاف لون ملابسهم. ومن هنا يتبين لنا قدرة الطفل على الإبداع الفنى وذلک بدون دراسة لقواعد وأسس التصميم.
11-التصغير: تعد هذه الظاهرة ضد نزعة الطفل الطبيعية فى الانطلاق والتعبير التلقائى، حيث يلجأ الطفل إلى تصغير عناصر رسمه وذلک خوفا من فراغ الورقة وکيفية ملء مساحتها( ). فيلجأ إلى رکن من أرکان الورقة ويتعمد تصغير عناصر العمل به. وتظهر ظاهرة التصغير فى بعض رسوم العينة کما فى الشکلين (23،24) فنلاحظ تصغير الطفل لبعض العناصر، إحساساً منه بأهمية العنصر الکبير عن العنصر الصغير فى الرسم. ففى شکل (23) نلاحظ کبر مدفع الإفطار عن الرجل الواقف بجواره، أما بالنسبة لشکل (24) فنلاحظ تصغير حجم التلاميذ بالنسبة لمبنى المدرسة.
12-ظاهرة الميل: هى نوع من التوفيق بين الحقيقة المرئية والحقيقة الفکرية. فالطفل يعرف أن الأجسام ترتبط بالأرض التى يرتکز عليها، فإذا أراد أن يرسم الأجسام على خط الأرض فى وضعه الأفقى إلى وضع آخر والذى قد يکون متعرج أو مقوس أو مائل فى هذه الحالات ورغم معرفته بان الأجسام تکون فى اتجاه رأسى، إلا أنه يوفق بين ذلک وربطها بخط الأرض. وحينئذ يرسم الأشخاص والأشجار وسائر الأشکال التى تظهر فوق المنحدر بشکل مائل( ). وتظهر ظاهرة الميل فى بعض رسوم عينة البحث کما يوضح الشکلين (25،26). ففى شکل (25) نلاحظ ميل أرجل بعض الأطفال داخل الرسم، أما شکل (26) نلاحظ ميل الأطفال ورؤوسهم داخل مياه البحر.
13-الحرکة المستقبلية: وجد أن بعض الأطفال يلجأ إلى فکرة المستقبلية عند عرض موضوع يرتبط بحرکة الأذرع فى التمرينات الرياضية على سبيل المثال حيث وجد الطفل يکرر رسم الذراعين فى کل الأوضاع التى يتصورها دفعة واحدة باعتبار أن الحقيقة حرکية ، نلمحها فى التعدد وليس فى المنظر ذى اللقطة الواحدة( ). وتظهر ظاهرة الحرکة المستقبلية فى بعض رسوم عينة البحث کما يوضح الشکلين (27،28). ففى شکل (27) نلاحظ وجود تردد فى سقوط شىء من يد بعض الأطفال داخل الرسم فالطفل يريد التعبير عن تطور الحرکة لشىء معين. أما شکل (28) فيظهر تردد لحرکة الکرة التى يلعب بها الأطفال فيظهر فى يد الأطفال أکثر من کرة.
14-استخدام الکتابات مع رسوم الأطفال: أحيانا تظهر الکتابة مصاحبة لرسوم أطفال المرحلة الابتدائية والکتابات إما أن تکون مکملة للرسم، أو غير مکملة، أو کإضافة لا مبرر لها. ويتم تفسير الکتابات بثلاث مداخل:
- الکتابات تظهر کتعريف بالمرسوم.
- الکتابات تظهر من طبيعة المرسوم.
- الکتابات تظهر لذاتها فى المرسوم.
وتظهر مداخل استخدام الکتابة عند الطفل فى بعض رسوم عينة البحث کما توضح الأشکال (29،30،31)، فشکل (29) استخدم الکتابة للتعريف بالمرسوم فالطفل يريد أن يوضح مقاصده لمن يتعامل مع رسمه لاعتقاده أن من يرى فنه لا يدرکه ولا يفهمه، أما شکل (30) استخدم الکتابة لتظهر من طبيعة المرسوم، فطبيعة المباريات کتابة أسم الفريقين، أما شکل (31) استخدم الکتابة لتظهر لذاتها فى المرسوم، فهنا يريد الطفل التهنئة بالعيد، فکتب کلمة " عيد سعيد".
وفيما يلى عرض للأشکال التى توضح خصائص رسوم الطفل بعية البحث:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


فى بداية الحصول على عينة البحث قمت بتوزيع أدوات العمل على الأطفال، ترکت لهم العنان لرسم ما يروق لهم من رسوم دون أى قيود أو شروط، هنا تعرضت لتساؤلات عديدة من قبل الأطفال وبذل الأطفال کثيرا من الجهد للوصول الى بداية الإنطلاق فى العمل وتحديد ماذا يرسم؟
وفى لقاء آخر مع الأطفال قمت بتوزيع أدوات العمل عليهم وفرضت على الأطفال موضوع محدد للقيام برسمه فلاحظت أن الأطفال بدأوا فى توزيع عناصر الرسم على ورقة العمل بسهولة دون تساؤل منهم وأخذ يملأ فراغ الورقة بطلاقة وسلاسة وسرعة فى الأداء أفضل من ترکهم يرسمون ما يروق لهم.
تنظيم الطفل لرسوماته على سطح الورقة:
يقصد بذلک الطريقة التي يضع الطفل کلماته ورسوماته، ويعمل على ترتيبها على حيز الورقة. وهناک مجموعة من طرق التنظيم يلجأ إليها الطفل عند الرسم ومنها:
-التنظيم التناثرى: وفيه تکون الأشکال المرسومة قليلة، ولکن الطفل يبعثرها في أنحاء ورقة الرسم دونما تفاعل فيما بينها. يوضح الشکل(32) التنظيم التناثرى بعينة البحث فالطفل تناثرت عناصره على حيز الورقة بدون ترابط، وترک الرسم بدون استکمال واستکفى بتناثر العناصر
بورقة الرسم.
-التنظيم الحشوى: فى التنظيم الحشوى يرسم الطفل موضوعه ثم يرسم أشکالاً أخرى غير مرتبطة بالموضوع لملء فراغ الورقة فقط. يوضح الشکل(33)التنظيم الحشوى بعينة البحث، فالطفل غرضه الرئيسى ملىء الفراغ فقط ولم يرکز على رسم موضوع معين يرغب فى رسمه على حيز الورقة فبدأ فى ملىء الفراغ فى ورقة الرسم بدون ترابط فى عناصر الموضوع.
-التنظيم التصفيفى: أن يرصص الطفل الأشکال المرسومة في صفوف على مستوى واحد، وتکون لها أرضية أو قاعدة. ويکون التصفيف أفقيا أو مائلا حسب رغبة الطفل لغرض رسومه. الشکل (34) يوضح التنظيم التصفيفى بعينة البحث فالطفلة قامت بتنظيم عناصر الرسم فى صفوف على مستوى أفقى واحد على ورقة الرسم.
-التنظيم شبه التصفيفى: يلجأ الطفل غالباً إلى الخلط بين التنظيم الحشوى والتنظيم التصفيفى فى رسومه. والشکل (35) يوضح التنظيم شبه التصفيفى بعينة البحث فالطفلة قامت بتنظيم عناصرها على صفوف أفقية على الورقة، فنلاحظ تصفيف المراکب على خط أفقى واحد، وتصفيف الأطفال على خط آخر مع الأشجار ثم بدأت فى ملئ فراغ أجزاء الصفحة المتبقى ببعض العناصر التى تظهر بشکل دائرى يحوى نقطة أو دائرة صغيرة ليس لها علاقة بالموضوع المرسوم، فالغرض هنا هو ملئ الفراغ فقط.
- التنظيم المحورى: وفيه يرسم الطفل شکلاً محورياً في منتصف الورقة، ويحيط به أشکالاً أخرى ليستکمل بها موضوع رسمه. الشکل (36) يوضح التنظيم المحورى بعينة البحث فالطفلة قامت برسم عنصر رئيسى للوحتها وهى فتاة تظهر فى منتصف الورقة، وبعد ذلک بدأت تحيط بالشکل المحورى أشکالاً أخرى لتشغل به فراغ الورقة، الشکل المحورى يعتبر هو العنصر الرئيسى للعمل الفنى، لذلک نلاحظ انه يتخذ حجماً أکبر من باقى العناصر.
اتجاهات العناصر فى رسوم الأطفال:
بالنظر لرسوم الأطفال نجد أن الطفل يرسم عناصره بما يروق له، وفى الاتجاه الذى يطمئن إنه يعبر عن فکرته، وقد تختلف هذه الاتجاهات لعدة عوامل منها( ):
- اهتمام الطفل بالرائى الذى يرسم له. - نوع المعرفة من قبل الطفل.
- الموضوع المعبر عنه من قبل الطفل.
مما يجعل الطفل يغير وضع الورقة التى يرسم عليها، إلا أن الصورة تظهر ولها تکاملها الذاتى، وکل طفل له فکره المختلف، لذا تختلف الاتجاهات للعناصر ومن هذه الاتجاهات:
-الاتجاه الواحد. -الاتجاه والاتجاه المضاد. -اتجاهان. -متعددة الاتجاهات.
واتضحت هذه الاتجاهات بعينة البحث کما توضحها الأشکال (37،38،39،40)، الشکل (37) يوضح الحرکة فى اتجاه واحد، أما الشکل (38) يوضح الحرکة فى الاتجاه والاتجاه المضاد، أما الشکل (39) يوضح الحرکة فى اتجاهان من اليمين إلى اليسار ومن اليسار إلى اليمين، أما الشکل (40) فهو يوضح الحرکة فى اتجاهات متعددة.
وفيما يلى عرض لبعض رسوم عينة البحث التى توضح طرق تنظيم الطفل لرسومه واتجاهات العناصر فى رسوم الأطفال:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 


غاية الفن أن يوجه الناس نحو الخير وأن ينفرهم من الشر، وأنه من دواعى الفضيلة يصلح من عادات الناس، ويقوم أخلاقهم، وأن الفنان عليه رسالة اجتماعية إنسانية أخلاقية من شأنها أن تعلم الناس أو تسهم فى تربيتهم والارتفاع بمستواهم( ). وهذا الفکر يتناسب مع فکرة البحث من حيث استخدام الفن فى توجيه سلوک الأطفال إلى ما يتناسب مع سنهم من أفکار وميول فکرية والبعد عما يهدم سلوکهم وتصرفاتهم. ففى هذا البحث حاولت أن أبرز وأوضح أن فنون رسوم الطفل المصرى تزخر بالعديد من التصميمات الفنية الرائعة التى تصلح لعمل تصميمات زخرفية لملابس الطفل فى المرحلة العمرية من(6-9) سنوات. ولما للفن من دور هام فى الکشف عما تجول به النفس البشرية من مشاعر وأفکار، وهناک أيضاً الاتجاه الحديث للطب النفسى فى استخدام الفن فى العلاج النفسى، لذلک حاولت استخدام عناصر رسوم الأطفال مع معالجتها ببرامج الکمبيوتر لإنتاج تصميمات زخرفية لملابس أطفال هذه المرحلة العمرية، وبهذا البحث نحاول أن نزيد ثقة الطفل بنفسه وذلک من خلال استخدام عناصر فنه فى شىء مفيد مما يجعله يهتم بکل ما ينتجه من تصميمات فنية ويفخر بها هو وکل من حوله من المحيطين به، فإذا وثق الطفل فى نفسه وشعر أن أى شىء ينتجه له قيمة فنية عالية، فهذا يساعده على الإبداع الفنى والفکرى، وبهذا لا نترک أطفالنا فريسة ليد تهدم أفکارهم وتحطم شخصيتهم، وبالتالى يتحطم المجتمع ککل.
التصميمات الإبتکارية للبحث:
تم الإستعانة ببعض رسوم عينة البحث الخاصة بأطفال هذه المرحلة العمرية (6-9) سنوات، وبعد ذلک تم معالجتها بواسطة برنامج الفوتو شوب، فنتج عن ذلک بعض التصميمات التى تصلح لاستخدامها فى زخرفة ملابس الأطفال. فتم وضع توظيف مقترح لهذه التصميمات ونلاحظ فى التصميمات الفنية المقترحة توضيح لفکرة البحث ومدى الاستفادة من توظيف رسوم الأطفال فى إنتاج تصميمات زخرفيه تتناسب مع اتجاهات وميول الطفل الفنية والنفسية فى هذه المرحلة، فأساس هذه التصميمات نابع من الطفل ومن تلقاء فکره وتلقائيته الفطرية، وبهذا نکون قد ابتعدنا عن التصميمات التى تؤثر سلبياً على سلوک الطفل، والتصميمات التقليدية المتبعة فى ملابس الأطفال. وفيما يلى عرض لبعض التصميمات الذى تم إنتاجها بعد عملية المعالجة التى أجريت عليها حتى يصلح لاستخدامه على ملابس الطفل فى مرحلة الطفولة.
التصميمات الفنية المقترحة والمستوحاة من رسوم عينة البحث:
التصميم الأول: تم التعامل فى هذا التصميم مع الوحدات الفنية الموجودة فى الشکل رقم (37) وهى الزرافة والعصافير من خلال التعامل مع إمکانيات برنامج الفوتو شوب تم الحصول على التصميم الذى يوضحه شکل (41) وهو يصلح للعديد من التوظيفات الملبسية، وتم توظيف التصميم فى تنفيذ فستان بسيط لطفلة بکول بحار يوضح شکل (42).
التصميم الثانى: تم التعامل فى هذا التصميم مع العمل الفنى الموجود فى الشکل رقم (28) فقمت بمعالجة جزء من الرسم وهو مجموعة من أطفال الحديقة من خلال البرنامج المستخدم حتى تنج التصميم الذى يوضحه شکل (43) وهو يصلح للعديد من التوظيفات الملبسية، وتم توظيف التصميم فى تنفيذ فستان بسيط لطفلة بقصة عند الصدر وکسرات من الأمام أسفل القصة، فتم توزيع التصميم فى الجزء السفلى من الفستان واستخدم لون الخلفية فى عمل قصة الصدر کما يوضح شکل (44).
التصميم الثالث: تم التعامل فى هذا التصميم مع البنت الموجودة فى الشکل رقم (4) حيث أثار اهتمامى التعبير الفطرى للطفل عن الأشخاص فى فنه، فحاولت الاستفادة من هذا التعبير الفطرى فى تکوين هذا التصميم الذى يصلح للعديد من الأفکار الرائعة لملابس الطفل وبعد معالجتها بالبرنامج المستخدم فنتج التصميم البسيط الذى يوضحه شکل (45) فقمنا بتثبيته کأبليک على ذيل الفستان وأبليک آخر على الصدر ثم تم توزيعها بطريقة فنية إلى أن حصلنا على التکوين الفنى المقابل
فى الشکل (46).
التصميم الرابع: تم التعامل فى هذا التصميم مع الوحدة التصميمية المنفذة فى التصميم السابق ولکن بعد توزيعها بطريقة زخرفية أخرى، فنتج تصميم آخر يوضحه شکل (47) فتم وضع توظيف مقترح للتصميم کما فى شکل (48).
التصميم الخامس: تم التعامل فى هذا التصميم مع العمل الفنى الموجود فى الشکل رقم (36)، فحاولت الاستفادة من التعبير الفطرى للطفل فى تکوين هذا التصميم الذى يصلح للعديد من الأفکار الرائعة لملابس الطفل الذى يوضحه شکل (49) فتم وضع توظيف مقترح للتصميم کما فى شکل (50).
التصميم السادس: تم التعامل فى هذا التصميم مع العمل الفنى الموجود فى الشکل رقم (18)، فحاولت الاستفادة من التعبير الفنى الفطرى للطفل لتکوين تصميم آخر يناسب العديد من الاستخدامات الرائعة لملابس الطفل کما يوضح الشکل (51) فتم وضع توظيف مقترح للتصميم کما فى شکل (52).
هذه التصميمات هى نماذج مقترحة مستوحاه من رسوم أطفال عينة البحث ويمکن إنتاج العديد من التصميمات للعمل الفنى الواحد، فکل باحث أو مصمم يتعامل مع رسوم الأطفال سوف يوظفها تبعاً لرؤيته الفنية وذلک من خلال استخدام التصميم ککل أو استخدام جزء أو أکثر منه، ومن خلال المعاملات المختلفة التى تجرى عليه من خلال برنامج الفوتوشوب المستخدم ليکون صالحا لاستخدامه فى أکثر من غرض ملبسى. وفيما يلى عرض للتصميمات المقترحة لهذا البحث والتوظيف المقترح لکل منها:

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

المراجع :
1-انشراح الشال: [رسوم الطفل بين المحلية والعالمية] – ط1- دار المسافر- جدة - 1997.
2-ايمان فاروق عبد العزيز على: [فاعلية برنامج فيديو تعليمى فى تنمية مهارات تنفيذ ملابس الأطفال] - رسالة ماجستير- کلية الاقتصاد المنزلى - جامعة حلوان- 2003.
3-ايناس ضاحى احمد محمد: [صياغات تصميمية لقصص الطفل المصرى (7-9) سنوات فى ضؤ خصائص نموه النفسى والفنى لتنمية وعيه الجمالى] - کلية التربية النوعية - جامعة عين شمس - رسالة ماجستير- 2007.
4-رانيا محمد على محمود: [برنامج تخطيطى لتصميمات الملابس المنزلية باستخدام برامج الحاسب الآلى] - رسالة ماجستير- کلية الاقتصاد المنزلى - جامعة المنوفية - 2005
5-ريم الحسينى:[ تعليم الرسم للطفل]-دار الطلائع للنشر والتوزيع والتصدير-القاهرة 2001.
6-سماح محمود محمد حفنى: [دراسة تطبيقية لأسس تصميم الأزياء للأطفال المعاقين ذهنيا فى المرحلة العمرية من 6-9 سنوات] - رسالة ماجستير- کلية الاقتصاد المنزلى-جامعة حلوان -2001.
7-عبد الله عيسى الحداد وعبد الله مهنا المهنا :[تطور رسوم الطفل التعبيرية من الطفولة الى المراهقة] – ط1 – مکتبة الفلاح – الکويت – 2000.
8-عبد المطلب أمين القريطى: [مدخل الى سيکولوجية رسوم الأطفال] - ط2- دار الفکر العربى- القاهرة - 2001.
9-غادة مصطفى احمد: [لغة الفن بين الذاتية والموضوعية]- ط1- مکتبة الانجلو المصرية -  القاهرة 2008.
10-ماجدة يوسف إسماعيل: [استخدام الکمبيوتر فى تصميم المنسوجات المستوحاة من الفنون الإسلامية وتوظيفها فى ملابس الأطفال] - رسالة دکتوراه - کلية الاقتصاد المنزلى- جامعة حلوان - 1997.  
11-محمد زکى العشماوى: [فلسفة الجمال فى الفکر المعاصر] - بيروت - دار النهضة - 1981
12-محمد عبد الرازق إبراهيم ويح - هانى محمد يونس برکات - وحيد السيد حافظ : [ثقافة الطفل] - ط1 - دار الفکر للنشر والتوزيع - عمان - الأردن- 2004.
21-محمد عز الدين صبح: [الرمزية بين رسوم الأطفال وبعض أعمال فنانى الکتاب فى القرن العشرين] - رسالة ماجستير- کلية الفنون الجميلة - جامعة حلوان -1999.
13-محمد معوض إبراهيم واعتماد خلف معبد وآخرون: [الاتجاهات الحديثة فى إعلام الطفل وذوى الاحتياجات الخاصة] -ط1-دار الکتاب الحديث-القاهرة -2006.
14-مصطفى محمد عبد العزيز: [سيکولوجية التعبير الفنى عند الأطفال] -مکتبة الأنجلو المصرية -القاهرة – 1999.
 
ثانياً : المعارض الدولية وعروض الأزياء:
15- المعرض الدولى لصناعة ملابس الأطفال MODA VERA.
16- الملتقى العربى للصناعات النسيجية ومستلزماتها.
17- ديفيليه کيدز الدولى لملابس الأطفال ومستلزماتها.