فاعلية إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة في إتقان التلاوة والتحصيل في تدريس وحدة من القرآن الکريم لدى طلاب الصف السادس الابتدائي

المؤلف

أستاذ مساعد- قسم المناهج وطرق التدريس کلية التربية –جامعة القصيم

المستخلص

ملخص الدراسة
هدفت الدراسة إلى معرفة فاعلية إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة في إتقان التلاوة و التحصيل في تدريس وحدة من القرآن الکريم لدى طلاب الصف السادس الابتدائي مقارنة بالطريقة التقليدية .
ولتحقيق أهداف الدراسة قام الباحث بإعداد برنامج تعليمي يتضمن تفسير وحدة من القرآن الکريم باستخدام الوسائط المتعددة وکذلک إعداد اختبار شفوي لقياس إتقان التلاوة  واختبار تحصيلي لقياس المحتوى المعرفي وتم اختيار عينة الدراسة من مجموعتين ضابطة تتکون من (19) طالباً وتجريبية تتکون من (20) طالباً .
وبعد تطبيق الدراسة على عينة البحث واستخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لدرجات الطلاب على الاختبار الشفوي والتحصيلي واختبار فرضياتها باستخدام تحليل التباين المصاحب( (ANCOVA أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية  بين المجموعة التجريبية و المجموعة الضابطة  لصالح المجموعة التجريبية التي درست باستخدام إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة في إتقان التلاوة ، وکذلک أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية  بين المجموعة التجريبية و المجموعة الضابطة  لصالح المجموعة التجريبية على مجمل الاختبار التحصيلي وکذلک عند المستويات الثلاث الأولى من تصنيف بلوم وهي (التذکر والفهم والتطبيق ) ولصالح المجموعة التجريبية .
وفي ضوء النتائج السابقة أوصى الباحث بإجراء المزيد من الدراسات المماثلة لهذه الدراسة في مجالات ومراحل متعددة ، وکذلک توظيف تقنية الوسائط المتعددة في تدريس  القرآن الکريم ومختلف العلوم الشرعية وحث المعلمين على استخدام التقنية الحديثة في عملية التدريس  .

المقدمة

   جاء القرآن الکريم ليکون منهج حياة وشريعة إنسانية يهدي الناس للتي هي أقوم ويقودهم نحو تحقيق الأمن والسعادة والرقي في الدنيا والآخرة.

   ويقدم القرآن الکريم سبيلاً واضحاً ومنهجاً قويماً في التربية والدعوة والإصلاح والتغيير يتم من خلالها بناء شخصية الإنسان بقناعات عقلية راسخة وقيم أخلاقية ثابتة، من خلال منهج تربوي تعليمي يتم فيه إتقان تلاوة القرآن الکريم وفهم معانيه والوقوف على دلالاته والعمل به
والتخلق بأخلاقه.

   ولذا فإن تعلم القرآن الکريم وتعليمه يعد من أشرف الوظائف وأکثرها تأثيراً لما يتضمنه من قيم فاعلة تساهم في البناء العقلي والاجتماعي والنفسي والسلوکي للنشء وهذا ما بيّن النبيّ صلى الله عليه وسلم فضله بقوله "خيرکم من تعلم القرآن وعلمه" (البخاري، ح5027) وفي رواية "إن أفضلکم من تعلم القرآن وعلمه". (البخاري ،ح5028)

الإطار النظري

شرع الله تلاوة القرآن وجعلها من أعظم القربات فقال تعالى: الَّذِينَ آَتَيْنَاهُمُ الْکِتَابَ يَتْلُونَهُ حَقَّ تِلَاوَتِهِ (البقرة ، ١٢١) وقال تعالى: فَاقْرَءُوا مَا تَيَسَّرَ مِنَ الْقُرْآَنِ (المزمل، ٢٠).

   ورتب على تلاوة القرآن الکريم الثواب العظيم فقال صلى الله عليه وسلم: "من قرأ حرفاً من کتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها".(الترمذي، ح 2835).

  وحث على القراءة حتى مع المشقة فقال صلى الله عليه وسلم "الماهر بالقرآن مع السفرة الکرام البررة، والذي يقرأ القرآن ويتتعتع فيه وهو عليه شاق له أجران". (مسلم، ح 798).

وإنما کان له أجران لأنه يؤجر على القراءة ذاتها ويؤجر على ما يعانيه من الشدة والتتعتع والمشقة وهذا دليل على مزيد حرصه على القراءة وقوة رغبته فيها رغم مشقتها عليها.  (القرضاوي، 1999، ص156).

   وهذا الأجر المترتب والفضل الکبير لمن يتلوا القرآن لا يکفي فيه قراءة حروفه وحرکاته ثم لا يفهم لها معنى بل من لوازم التلاوة أن يتفاعل بعقله وقلبه مع التلاوة بأن يشتغل قلبه بالتفکر في معنى ما يلفظ به.

   وهذا ما أوضحه السيوطي بتفسيره للفهم والتدبر حيث قال: "أن يتفکر في معنى ما يلفظ به فيتعرف معنى کل آية ويتأمل الأوامر والنواهي ويعتقد قبول ذلک. (السيوطي، 300)

 ولا ريب أن فهم کتاب الله الفهم السليم هو غاية کل مسلم وهو الثمرة العلمية المرجوة من تدبره کما أن الثمرة العملية هي الالتزام بأحکامه وتوجيهاته إيماناً وعملاً ودعوة والذي يساعد على الفهم السوي للقرآن هو حسن تفسيره بما يبين مقاصده ويوضح معانيه (القرضاوي، 1999، ص217).

   ولذا کان الهدف العام لتدريس تلاوة القرآن الکريم في مناهج التعليم هو طلب الأجر وزيادة الإيمان وتدبر آياته، والتفکر فيه، والتذکر به والاتعاظ بمواعظه واتباعه حق اتباع والاحتکام إليه في کل شؤوننا. (القرش، 2004، ص14).

   وحتى يتحقق هذا الهدف يجب أن يسبق التلاوة تفسير الآيات وتوضيح معناها لأن الفهم السليم اساس الأداء الصحيح، وغرس الاتجاهات والمبادئ والقيم لا يحدث دون فهم واستيعاب، وتنمية القدرات العقلية ومهارات التفکير لدى الطلبة تتطلب توضيح المعاني وبيانها. (صلاح، 2007،
ص93-94).

   ويرى الشافعي (1989ص، 144) أن فهم الطلاب لمعنى ما يقرؤون هدف هام حتى لا يستقر في أذهانهم أن التلاوة للقرآن تعني مجرد ترديده وتضيع بذلک الحکمة الحقيقية من التلاوة، وکلما کانت معرفة القارئ بالمادة التي سيقرؤها أوسع کانت قراءته أصوب، وهذا يتطلب ألا نطلب من المتعلم أن يتلوا الآيات من القرآن الکريم قبل أن يکون قد ألم بمعناها.

   إن تلاوة القرآن الکريم وفهم معناه عمليتان متلازمتان مترابطتان فالتلاوة الصحيحة تساهم في فهم القرآن وتدبر معانيه وتمثل قيمه وآدابه کما أن فهم المعنى يساعد على إتقان التلاوة.

   وأشار الجلاد (2010، ص255) إلى أهمية شرح الآيات کونها تساعد على التلاوة لأن قراءة النص المفهوم أسهل من قراءة النص غير المفهوم وکذلک تدلل على أهمية فهم الآيات وتحمي الطالب من الوقوع في الخطأ.

   يضاف لذلک أن شرح الآيات يساعد على تحقيق الأهداف الوجدانية وغرس القيم من خلال ما تتضمنه الآيات من توجيهات وعبر وتکليفات وسنن کونية وتعمل على تنمية التفکير من خلال التفکر في الآيات وتوجيه الأدلة والاستدلال بالشواهد.

   إن هذا التوضيح والشرح لمعنى الآيات في درس التلاوة ينبغي أن يکون بصورة إجمالية تتضمن تقديم الفکرة العامة للآيات مع شرح مختصر لکل آية تتضمن تفسير معاني الکلمات الجديدة بطريقة سهلة وواضحة دون تعمق أو تفصيل حتى نتمکن من تخصيص الوقت الکافي للتلاوة لأن هدف حصة التلاوة هو الترکيز على إجادة النطق وحسن الأداء اللفظي مع تحقيق قدر مناسب من الفهم العام والإجمالي للآيات وهذا ما يطلق عليه مصطلح القراءة التفسيرية للآيات إذ أن القراءة التفسيرية تتضمن، تلاوة مکررة للآيات وإعادة ترديد للکلمات والتراکيب الجديدة مع توضيحها وبيان معناها مما يجعل الطالب يألفها.

   إن قصر الزمن المخصص لحصة التلاوة مع تعدد عناصرها وخطواتها فضلاً عن کثرة أعداد الطلاب وضعف إتقانهم لتلاوة القرآن الکريم يدعو للبحث عن تقنيات ووسائل حديثة تعمل على توفير الجهد والوقت وتساهم في تفعيل وتحسين العملية التعليمية، لذا فإن توظيف التقنيات الحديثة وتکنولوجيا التعليم في تدريس تلاوة القرآن الکريم يساهم بشکل کبير في إضعاف الصورة النمطية التقليدية في إدارة المواقف التعليمية عند تدريس القرآن الکريم، والمتمثلة في قراءة المعلم للآيات ثم تکليف الطلاب بقراءتها إلى نهاية الحصة دون توضيح للآيات أو توظيف للتقنيات أو سعي لغرس القيم والاتجاهات مما يؤدي إلى ضعف المخرجات التعليمية والتربوية.

   يضاف لذلک أن من الأدوار الرئيسة للمعلم في المدرسة الحديثة اختياره اساليب تدريس فعالة وأنشطة ووسائل تعليمية متنوعة وقدرة على إثارة دافعية الطلبة للمشارکة في العملية التعليمية وتوفير بيئة تعليمية تساعد على التواصل والتفاعل مع الطلبة لإيصال المعلومات وتقريب الأفکار إلى أذهانهم وتهذيب نفوسهم وتقويم سلوکهم (الجلاد، 2007، ص23).

   وقد أشار الخوالدة (2010، ص249-255) إلى جملة من فوائد الوسائط التعليمية في تدريس التربية الإسلامية من أبرزها: أنها أداة تعليم وتدريب وتوضيح، وتعمل على توفير الوقت والجهد والمال کما أنها تساهم في تحسين المخرجات التعليمية.

   کما أنها تمثل استجابة واضحة لمتطلبات التحديث والتطوير التي دعت إليها نتائج المؤتمرات والندوات. (الجلاد، 2010، ص240).

   فضلاً عن أن استخدام تقنيات التعليم يؤدي إلى تقوية الفهم لدى التلاميذ وتکوين ميول واتجاهات دينية إيجابية، وإثارة دافعية الطلاب وتشويقهم لدراسة التربية الإسلامية ومواجهة الفروق الفردية. (موسى، 2004، ص317).

   کما أظهرت العديد في الدراسات العلمية التي أُجريت التأثير الإيجابي لتوظيف وسائل وتکنولوجيا التعليم في إتقان الطلبة لتلاوة القرآن الکريم منها دراسة عبد الله وملکاوي (1990) التي أظهرت الأثر الإيجابي لمختبر اللغة ودراسة عبد الله (1999) التي أظهرت الأثر الايجابي الذي يؤديه الحاسوب في إتقان التلاوة کما أظهرت دراسة أجراها الباحث (2001) فاعلية استخدام المسجل والمصحف الملون في إتقان الطلبة للتلاوة وأحکام التجويد.

   وجاء في توصيات ومقترحات ورشة استخدام التقنية في تدريس المواد الإسلامية والعربية المساندة (2006، ص399-400) التأکيد على توظيف التقنيات المباشرة في تدريس المواد الإسلامية واستخدام البرامج الحاسوبية باعتباره عاملاً إيجابياً في نجاح وجودة العملية التعليمية، وتخصيص جائزة سنوية حول أفضل مشروع يطور تقنيات التدريس.

   لقد أصبح لزاماً على کل معلم ومعلمة توظيف التقنيات لخدمة مجاله الدراسي بل إن طرائق العرض القائمة على التقنيات اثارت لدى الطلاب الدافعية والتشويق للتعلم وتعد أداة فاعلة نحو التعلم الإبداعي الهادف (Davis & shade 1999, p157).

وقد شهد ميدان استخدام التکنولوجيا الحديثة في عمليات التعليم والتعلم طفرة کبيرة ارتبطت بالتطور السريع والواسع في المعلوماتية وتکنولوجيا المعلومات ووسائطها (دشتي وآخرون،
 2005، ص18).

   ومن التقنيات التي ظهرت وارتبطت باستخدام الحاسوب تقنية الوسائط المتعددة، وقد حازت نظم الوسائط المتعددة اهتماماً کبيراً لصقلها وبلورتها في الآونة الأخيرة، وأصبح لها قواعد وأسس تساعدها على التطور السريع (مرزوق الضامن، 2007، ص5)

   والوسائط المتعددة هي برامج حاسوبية تمزج بين النصوص المکتوبة والمنطوقة والصور الثابتة والمتحرکة والصوت والرسوم الخطية بهدف عرض الوسائل التعليمية ليتفاعل معها المتعلم ويحدث التعلم المنشود(سرايا، 2007، ص77) .

 والوسائط المتعددة تعد من الوسائل التعليمية المهمة. التي ينبغي على المعلم استخدامها في التعليم لبلورة الأفکار والمعارف والمعلومات المنوعة واکتساب المهارة المنشودة في التعليم (الشرهان، 2000، ص185).

   ويتم من خلال الوسائط المتعددة تقديم معلومات على شکل نصوص مکتوبة أو کلمات مسموعة أو منطوقة أو صور سواء ثابتة أم متحرکة أو مؤثرات صوتية (سرايا، 2007، ص79-80).

 ومن الميزات الرئيسية للوسائط المتعددة أنها تتضمن  أغلب ميزات استخدام الحاسوب في التعليم مثل توفير الوقت والجهد للمعلم والمتعلم واستخدام أکثر من وسيلة داخل البرمجة والتفاعل المستمر والتشويق. (سلامة، 2004، ص542).

   ومن ميزات الوسائط المتعددة کذلک أنها تساعد في تقريب المعلومات للواقع وتعطي فرصة جيدة للحوار والنقاش وتساعد في وضوح الفکرة إلى جانب جذب الانتباه والبعد عن الملل الذي يحيط بالعروض العادية (فودة، 2003، ص324).

   ويرى الشرهان (2000 ، ص182-184) أن من فوائد الوسائط المتعددة أنها تعزز عملية التعليم من خلال المصادر المنوعة للمعرفة وتجعل العملية التعليمية ماتعة وشائقة وتقدم معلومات بشکل جذاب ومختصر وتوضح کثيراً من المعلومات بطريقة مبسطة وتلعب دوراً مهماً في مخاطبة الحواس وفي تجميع مختلف المعلومات من وسائط مختلفة يؤثر بشکل فعال وإيجابي في استيعاب المتعلم مقارنة بالطرق التقليدية في توضيح المادة العلمية.

   إن توضيح معاني الآيات باستخدام الوسائط المتعددة، يقوم على ترجمة وتحويل الکلمات والحروف والألفاظ إلى معاني وأصوات وصور يسهل حفظها وفهمها وتخزينها ويتحقق التاثر بها لاشتراک أکثر من حاسة في التفاعل معها کما أنها تساعد الطالب على تحويل المفاهيم والمصطلحات والمجردات إلى صور حسية تمکن الطالب من الحياة في جو النص القرآني.

 فضلاً عن أن توظيف الرسوم والصور والمؤثرات المتعددة يحقق فوائد کثيرة في تدريس القرآن الکريم فهي تستخدم کحافز ومنظم ومفسر وناقل وتساعد على التصور، وتُعوض عدم فهم الألفاظ وتساعد على الاحتفاظ بالمعلومات لمدة أطول فضلاً عن دورها الإيضاحي في عملية التعليم. (موسى، 2004، ص320).

   وحتى تحقق الوسائط فاعليتها لابد من توافر مجموعة من القواعد منها: استخدام الخطوط المعتدلة والتباين اللوني والجمع بين الرسوم والصور والنصوص الشارحة لها في نفس الشاشة مع إدخال تأثيرات حرکية على النص. (Tway, 1995, p35)

   ونظراً لأهمية توظيف هذه التقنية في الميدان التربوي عموماً وفي تدريس القرآن الکريم بشکل خاص لما قد يحدثه من آثار إيجابية على العملية التدريسية مما يحقق التعلم الفعّال ويختصر الجهد والوقت ويوضح معاني الآيات ويؤثر على قلب ووجدان المتعلم ويسهل التعليم والمشارکة للطلاب، وبناءً على توصيات العديد من الدراسات حول أهمية توظيف تقنية الوسائط المتعددة في التدريس جاءت هذه الدراسة لدراسة مدى فاعلية هذه الوسائط في تدريس العلوم الشرعية وخصوصاً تدريس تلاوة القرآن الکريم.

مشکلة الدراسة

   سبق الإشارة إلى أن أهم أهداف تدريس القرآن الکريم هو إتقان الطلبة لتلاوة الآيات وفهم معناها وتدبر عبرها ودلالاتها حتى يتحقق العمل بتوجيهات القرآن والتخلق بأخلاقه لتکوين شخصية مسلمة تتحلى بالإيجابية والشعور بالمسؤولية وقادرة على حمل الرسالة وأداء الأمانة ومؤهلة للحياة في المستقبل.

   ومن خلال قيام الباحث بالإشراف على طلاب التربية العملية وإطّلاعه على واقع تدريس القرآن الکريم في المرحلة الابتدائية من التعليم العام لاحظ أن الطريقة المتبعة في تدريس القرآن الکريم هي الطريقة التقليدية التي تعتمد على مصدر واحد للمعرفة وهو المعلم دون تقديم تفسير واضح للآيات أو شرح للکلمات أو الوقوف على العبر والدلالات، وذلک إما لقلة علم المعلم، وإمّا بسبب ضعف استعداده للدرس وإما لضيق الوقت أو غيرها من الأسباب التي تؤدي إلى وجود وضعف عام في مستوى تلاوة الطلاب للآيات مع قلة فهمهم للمعنى، ونظراً للارتباط الوثيق بين إتقان التلاوة وفهم معنى الآيات کان لا بد من توظيف تقنية الوسائط المتعددة لتعمل على تحقيق الهدف من تدريس القرآن الکريم وتساهم في تقديم معنى واضح بطريقة سهلة مشوقة، مما يساعد في تحسين تلاوة الطلاب للقرآن الکريم، لذا جاءت هذه الدراسة التي تهدف إلى الکشف عن فاعلية استراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة في إتقان التلاوة والتحصيل لطلاب الصف السادس الإبتدائي عند تدريسهم وحدة من مقرر القرآن الکريم.

 

   ويمکن تحديد مشکلة الدراسة بالسؤال الآتي:

   "ما هي فاعلية إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة في إتقان التلاوة والتحصيل لدى طلاب الصف السادس الابتدائي في تدريس وحدة من القرآن الکريم".

أسئلة الدراسة

   تسعى هذه الدراسة للإجابة عن الأسئلة الرئيسية الآتية:

1. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في إتقان التلاوة لأفراد عينة الدراسة تعزى إلى إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة.

2. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في مجمل التحصيل لأفراد عينة الدراسة تعزى إلى إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة.

3. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى التذکر والفهم والتطبيق کلاً على حدة لأفراد عينة الدراسة تعزى إلى إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة.

فرضيات الدراسة

1. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05 = α ) في إتقان التلاوة تعزى إلى استخدام إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة.

2. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05 = α ) في مجمل التحصيل تعزى إلى استخدام إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة.

3. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى (0.05 = α ) في متسويات التذکر والفهم والتطبيق – کلاً على حدة- تعزى إلى استخدام إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة.

أهداف الدراسة

   تسعى الدراسة إلى تحقيق الأهداف الآتية:

1. اختبار أثر إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعدد على إتقان التلاوة عند تدريس وحدة من القرآن الکريم لطلاب الصف السادس الابتدائي.

2. اختبار أثر إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة في مجمل التحصيل عند تدريس وحدة من القرآن الکريم لطلاب الصف السادس الابتدائي.

3. اختبار أثر إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة على التحصيل في مستويات التذکر والفهم والتطبيق – کلاً على حدة- عند تدريس وحدة من القرآن الکريم لطلاب الصف السادس الابتدائي.

 

أهمية الدراسة

   يمکن إبراز أهمية الدراسة من خلال النقاط الآتية:

1. تکتسب الدراسة أهميتها من مکانة وأهمية تدريس القرآن الکريم والسعي لتحقيق أهداف تدريسه والتي من أبرزها إتقان الطلاب لتلاوة الآيات وقراءة القرآن قراءة خالية من الأخطاء.

2. أهمية فهم معنى الآيات التي يدرسها الطالب لأن فهم المعنى يساعد على إتقان التلاوة ويساهم في تحقيق التأثر والتدبر والتفکر في آيات القرآن ومن ثم العمل به والتزام منظومة القيم التي جاء بها القرآن الکريم.

3. تسعى هذه الدراسة إلى توظيف التقنيات الحديثة والبرمجيات الحاسوبية في تدريس العلوم الشرعية بشکل عام وتدريس القرآن الکريم بشکل خاص.

4. تساهم الوسائط المتعددة في تفعيل العملية التعليمية وجعلها أکثر جودة وتحسين المخرجات التعليمية والتي من أبرزها تخريج الطالب الذي يقرأ القرآن بإتقان مع فهم معانيه وتدبر آياته والعمل بأحکامه.

5. تزويد القائمين على تدريس القرآن الکريم تلاوة وحفظاً وتفسيراً باستراتيجيات تدريسية تعتمد على التقنيات الحديثة وتستند إلى دراسة علمية.

6. توجيه نظر القائمين على العملية التربوية من معلمين ومشرفين ومهتمين بتطوير المناهج إلى الاستفادة من الوسائط المتعددة في تدريس القرآن الکريم ودورها في مساعدة الطالب على
إتقان التلاوة.

7. محاولة التغلب على مشکلة الضعف في تلاوة القرآن الکريم من خلال توظيف عدة مؤثرات سمعية وبصرية وحرکية تقدمها الوسائط المتعددة وتخاطب أکثر من حاسة في عملية التعلم وتثير دافعية الطالب نحو التعلم وتقدم له معنى الآيات بصورة مشوقة وماتعة.

حدود الدراسة

   أجريت هذه الدراسة وفق المحددات الآتية:

1. اقتصرت عينة الدراسة على طلاب الصف السادس الابتدائي في إحدى مدارس إدارة التربية والتعليم بمحافظة الرس المسجلين في الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي 2010-2011.

2. اقتصرت الدراسة على وحدة من مقرر تلاوة القرآن الکريم للصف السادس الابتدائي حسب منهاج وزارة التربية والتعليم في المملکة العربية العسودية وهي سورة الصافات.

3. استخدام الوسائط المتعددة في تفسير آيات سورة الصافات وتفسير الآيات نفسها بالطريقة التقليدية.

4. الوسائط المستخدمة في البرنامج هي: الصوت والصور الثابتة والمتحرکة والنصوص.

5. يتحدد تعميم نتائج الدراسة في ضوء المنهجية والأدوات المستخدمة وکذلک في ضوء العينة التي أجريت عليها الدراسة.

 

مصطلحات الدراسة

   تتضمن الدراسة المصطلحات الآتية:

1. القراءة التفسيرية: عرف ابن عاشور (1987، 1/11) التفسير بأنه "اسم للعلم الباحث عن بيان معاني الفاظ القرآن الکريم وما يسفاد منها باختصار أو توسع".

ما التعريف الإجرائي للقراءة التفسيرية، فهي قراءة جهرية للآيات يقوم بها المعلم وتتضمن تقديم شرح إجمالي للآيات مع توضيح معاني المفردات والتراکيب الجديدة.

2. الوسائط المتعددة: عرفتها ألفت فودة (2003، ص320)، بأنها "الاندماج بين کافة عناصر التقنية فهي البرامج التي تجمع بين الصوت والصورة والفيديو والرسم والنص بجودة عالية يضاف إليها توافر البيئة التفاعلية".

أما التعريف الإجرائي فهو: برنامج تعليمي يتضمن مجموعة من المؤثرات السمعية والبصرية التي تستخدم فيها عناصر النص والصوت والصور الثابتة والمتحرکة وأفلام الفيديو بهدف تقديم معنى إجمالي لسورة الصافات ويتم تطبيقه على طلاب الصف السادس الابتدائي في مقرر تلاوة القرآن الکريم.

3. إتقان التلاوة: عرّف القاري (1980، ص8) إتقان التلاوة بأنه "إتقان قراءة القرآن الکريم بالنطق بحرفه مکتملة الأحکام والصفات، ومحققة للمخارج من غير زيادة أو نقصان ولا تعسف ولا تکلف وصون اللسان من اللحن". أما التعريف الإجرائي: فهو مجموع الدرجات التي يحصل عليها الطالب في الاختبار الشفوي الذي أعد لقياس درجة إتقان الطلاب لسورة الصافات ويتصف بالصدق والثبات والموضوعية.

4. التحصيل: عرف زيتون (2004، ص355) التحصيل الدراسي بأنه "موقف يطلب في أثنائه من المفحوص أن يظهر معارفه أو مهاراته أو اتجاهاته أو ميوله أو جوانب تتصل بموضوع علمي أو عدد من الموضوعات العلمية" ويعرف إجرائياً بأنه مجموع الدرجات التي يحصل عليها الطالب نتيجة إجابته على اختبار تحصيلي يتألف من (25) فقرة من نوع الاختيار من متعدد ويقيس تحصيل الطلاب في مستوى التذکر والفهم والتطبيق من تصنيف بلوم في وحدة من القرآن الکريم لطلاب الصف السادس ويتصف بالصدق والثبات والموضوعية.

5. الاختبار الشفوي: اختبار أعد لقياس درجة إتقان الطلاب في تلاوة وحدة من القرآن الکريم (سورة الصافات) ويتصف بالصدق والثبات والموضوعية.

6. طريقة التعلم التقليدية: مجموعة من الإجراءات والممارسات التي يقوم بها معلم القرآن الکريم أثناء تقديمه تفسير آيات سورة الصافات وتتضمن الإلقاء والمناقشة العامة والأسئلة المحدودة.

7. وحدة القرآن الکريم:وحدة دراسية تتکون من سورة الصافات وهي إحدى السور الثلاث (ص، الصافات، يس) المتضمنة في مقرر تلاوة القرآن الکريم لطلاب الصف السادس الابتدائي وفق مناهج وزارة التربية والتعليم في المملکة العربية السعودية للفصل الدراسي الأول من العام الدراسي (1431 – 1432) الموافق (2010 – 2011).

8. الطلاب: طلاب الصف السادس الإبتدائي المسجلين في المدارس الحکومية التابعة لإدارة التربية والتعليم في محافظة الرس بالقصيم في الفصل الدراسي الأول من العام الدراسي (1431 – 1432) الموافق (2010 – 2011).

الدراسات السابقة

   تعددت الدراسات التي تناولت فاعلية الوسائط المتعددة وفي علوم متعددة إلا أن الباحث وبعد مراجعته للأدب التربوي ذي العلاقة بموضوع الدراسة الحالية، لم يعثر إلا على دراسة واحدة تناولت فاعلية استخدام الوسائط المتعددة في تدريس القرآن الکريم.

   ولذا سيورد الباحث الدراسات التي استخدمت التقنيات الحديثة في تدريس القرآن الکريم ثم يتبعها الدراسات التي تناولت الوسائط المتعددة في تدريس العلوم الأخرى ويمکن توظيفها کدراسات سابقة وکذلک بعض الدراسات الأجنبية التي تناولت الوسائط المتعددة.

دراسة الدويري (1996) التي هدفت إلى التعرف على فعالية استخدام المسجل ومختبر اللغة في تعلم أحکام التلاوة والتجويد لدى طلاب المستوى الأول بکلية التربية جامعة الملک عبد العزيز وطبقت التجربة على ثلاث مجموعات: تجريبية أولى تعلمت بطريقة استخدام المسجل وتجريبية ثانية تعلمت باستخدام مختبر اللغة ومجموعة ضابطة تعلمت بالطريقة العادية وقد أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق دالة احصائياً بين المجموعة التجريبية الأولى وبين المجموعة الضابطة لصالح التجريبية الأولى، وعدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في عناصر التقويم اللغوي ببطاقة الملاحظة المعدة لأحکام التلاوة بين المجموعات الثلاث.

   وأجرى عبد الله وملکاوي (1997) دراسة هدفت إلى معرفة أثر استخدام مختبر اللغة في تعليم التلاوة للصف الثاني الإعدادي بالمدرسة النموذجية بجامعة اليرموک وأظهرت نتائج الدراسة تفوق أفراد المجموعة التجريبية على أفراد المجموعة الضابطة في الاختبار البعدي الأول نتيجة لطريقة التدريس وذلک في جميع أحکام التلاوة باستثناء الغنة کما أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق لصالح المجموعة التجريبية في بعض الأحکام لصالح الإثاث ما عدا حکم القلقلة.

   دراسة خليل (1998) والتي هدفت إلى اختبار فعالية برنامج علاجي في قواعد وأحکام التجويد باستخدام (الموديولايت) على تحسين أداء طالبات الفرقة الرابعة بکلية التربية شعبة الدراسات الإسلامية بسلطنة عمان وتوصلت الدراسة إلى وجود فروق دالة احصائياً بين التطبيق القبلي والبعدي للبرنامج المقترح لصالح التطبيق البعدي في جميع المحاور وفي جميع الأحکام مما يدلل على صلاحية استخدام (الموديولات) کتعلم ذاتي ذو أثر هام في فهم أحکام وقواعد التجويد.

   وأجرى زياد عبد الله (1999) دراسة هدفت إلى التعرف على أثر الحاسوب في إتقان أحکام التلاوة والتجويد لدى طلبة الصف العاشر الأساسي بالأردن وقد أظهرت نتائج الدراسة فروقاً ذات دلالة إحصائية في الاختبار النظري يُعزى إلى التدريس بمساعدة الحاسوب، وکذلک وجود فروق ذات دلالة إحصائية في جميع الأحکام لصالح التدريس بالحاسوب في الاختبار الشفوي.

   وقام عبد الله والعياصرة (2003) بدراسة هدفت إلى معرفة أثر استخدام الحاسوب في تعلم تلاوة القرآن الکريم ومعرفة ما إذا کان استخدام الحاسوب في التلاوة يترک أثراً يختلف باختلاف المستوى التحصيلي العام، وأظهرت نتائج الدراسة تفوق المجموعة الضابطة على التجريبية في الاختبار القبلي للأحکام موضوع الدراسة، بينما تفوقت المجموعة التجريبية على الضابطة في الاختبار البعدي في جميع الأحکام کما أظهرت الدراسة عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية تعزى للمستوى التحصيلي العام للطلاب.

   وأجرى سعيد (2003) دراسة هدفت إلى اختبار فاعلية استخدام معمل اللغات في تحفيظ القرآن الکريم للمرحلة الابتائية، وقد توصلت الدراسة إلى وجود فروق دالة احصائياً بين التطبيقين القبلي والبعدي للمجموعة التجريبية لصالح القياس البعدي في الحفظ ووجود فروق دالة بين المجموعة التجريبية والضابطة في القياس البعدي للحفظ لصالح المجموعة التجريبية، کما أظهرت الدراسة وجود فروق دالة احصائياً بين القياس القبلي والبعدي لصالح المجموعة التجريبية في الأداء الشفوي، وکذلک وجود فروق دالة احصائياً بين التجريبية والضابطة في القياس البعدي للأداء الشفوي لصالح المجموعة التجريبية.

   وأجرى مطر (2004) دراسة هدفت إلى استقصاء أثر برنامج بالوسائل المتعددة في تنمية مهارة التجويد لدى طلاب مرکز القرآن الکريم بالجامعة الإسلامية بغزة مقارنة باستخدام الفيديو واستخدام الطريقة التقليدية وقد أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق دالة احصائياً بين متوسط أداء الطلاب في مهارة التجويد تعزى إلى استخدام الوسائل المتعددة مقارنة بالطريقة التقليدية لصالح الوسائل المتعددة، ووجود فروق تعزى لاستخدام الوسائط المتعددة مقارنة باستخدام الفيديو لصالح الوسائل، مع عدم وجود فروق بين الطلاب تعزى إلى استخدام الفيديو مقارنة مع الطريقة التقليدية.

   وقام السلمان (2000) بدراسة هدفت إلى التعرف على أثر استخدام الوسائط المتعددة على تحصيل طلبة الصف السادس الابتدائي المتفوقين عند دراستهم مادة الرياضيات للصف الأول المتوسط في مدينة الرياض وأظهرت الدراسة فروق دالة احصائياً لصالح المجموعة التي درست باستخدام الوسائط المتعددة من طلبة الصف السادس والأول المتوسط.

   وأجرت فاطمة السحيم (2001) دراسة هدفت إلى التعرف على أثر التدريس باستخدام برنامج حاسوبي متعدد الوسائط على تحصيل طالبات الصف الرابع الابتدائي من مادة العلوم بمدينة الرياض وأظهرت نتائج الدراسة وجود فروق دالة احصائياً بين متوسطي تحصيل طالبات المجموعة التجريبية التي درست باستخدام برنامج الحاسوب المتعدد الوسائط وطالبات المجموعة الضابطة التي درست بالطريقة التقليدية في مجمل الاختبار التحصيلي لصالح المجموعة التجريبية وفي مستويين معرفين هما التذکر والفهم فيما لم تظهر فروق في مستوى التطبيق والتحليل.

   وقامت آمنة الحايک (2005) بدراسة هدفت إلى بناء نموذج تدريسي قائم على استخدام الوسائط المتعددة لتنمية مهارات القراءة الابداعية لدى طلبة الصف العاشر الأساسي في الاردن وأظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية في أداء الطلبة على اختبار مهارات القراءة الابداعية، وأظهرت عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية في أداء الطلبة على اختبار مهارات القراءة الابداعية وعلى کل مهارة في مهارات القراءة الإبداعية تعزى إلى الجنس باستثناء تفوق الإناث على الذکور في مهارة الطلاقة.

   وأجرى لال (2006) دراسة هدفت إلى استقصاء فعالية الوسائط المتعددة في التحصيل الدراسي وتنمية مهارات انتاج الشرائح المتزامنة صوتياً لدى طلاب کلية التربية، جامعة أم القرى في المملکة العربية السعودية، وتحديد فعالية برنامج تکنولوجي متعدد الوسائط المتعددة في تنمية مهارات تصميم انتاج الشرائع المتزامنة صوتياً.

   وأظهرت نتائج الدراسة وجود فروق دالة احصائياً بين متوسطي درجات المجموعتين التجريبية والضابطة لصالح المجموعة التجريبية التي درست باستخدام الوسائط المتعددة.

   وقام الهاشمي وصومان (2009) بإجراء دراسة هدفت إلى بناء برنامج تعليمي باستخدام الوسائط المتعددة واختبار أثره في تنمية مهارات التحدث لدى طلبة المرحلة الأساسية في الأردن.

   وقد أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق دالة احصائياً لصالح المجموعة التي درست البرنامج التعليمي باستخدام الوسائط المتعددة، وأظهرت الدراسة کذلک عدم وجود فروق دالة احصائياً تعزى إلى أثر التفاعل بين نوع البرنامج والجنس في اختبار المحادثة.

   وأجرى العريشي (2010) دراسة هدفت إلى معرفة مدى وجود فروق في التحصيل بين طلاب الصف السادس الابتدائي في مدينة جازان الذين تم تدريسهم في مقرر العلوم باستخدام الوسائط المتعددة والمجموعة التجريبية والذين تم تدريسهم بالطريقة التقليدية "المجموعة الضابطة" وذلک عند المستويات المعرفية الثلاث التذکر والفهم والتطبيق وقد أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق دالة احصائياً بين متوسطات تحصيل الطلاب بين المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية التي درست باستخدام الوسائط المتعددة عند مستوى التذکر والفهم والتطبيق وکذلک في مجمل الإختبار التحصيلي ولصالح المجموعة التجريبية.

   وقام إيلا ميرس (Ila mariss 1980) بإجراء دراسة هدفت إلى مقارنة فعالية کل من الشرح المعتاد للدرس واسلوب الوسائط المتعددة في تحصيل الطلاب واتجاهاتهم وقد استخدم الباحث المنهج التجريبي وکان من أبرز نتائج الدراسة ارتفاع مستوى تحصيل طلاب المجموعة التجريبية نتيجة تدريسهم باستخدام الوسائط المتعدد حيث کانت هناک فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات التحصيل لصالح طلاب المجموعة التجريبية التي درست باستخدام الوسائط المتعددة.

   وقام نيکولوفا (Nikolova 2002) بدراسة هدفت إلى تقصي أثر تعلم مفردات اللغة الفرنسية کلغة ثانية من خلال الوسائط المتعددة على اکساب اللغة وأظهرت نتائج الدراسة تفوق المجموعة التجريبية التي درست باستخدام الوسائط المتعددة على المجموعة الضابطة في الإختبار التحصيلي المباشر وکذلک عند إعادة الاختبار بعد شهر وجد أن الاحتفاظ عند المجموعة التجريبية کان أفضل.

   وأجرى فابري (Fabry 1998) دراسة هدفت إلى استقصاء فعالية برنامج تفاعلي متعدد الوسائط وقائم على تمثيل الظواهر في التحصيل الدراسي لدى عينة من تلاميذ المرحلة الابتدائية وتضمن البرنامج عدد من الوسائط مثل الرسوم المتحرکة، ولقطات فيديو، ونصوص وصوت وصورة وأظهرت نتائج الدراسة فعالية البرنامج في زيادة التحصيل الدراسي.

تعقيب على الدراسات السابقة

   من خلال القراءة المتأنية للدراسات السابقة يتضح فعالية تقنية الوسائط المتعددة في زيادة التحصيل الدراسي وتنمية المهارات العملية المختلفة مثل إتقان التلاوة ومهارة القراءة ومهارة المحادثة ومهارة تصميم الشرائح وغيرها في المهارات.

   کما اتفقت أغلب الدراسات على وجود فروق ذات دلالة إحصائية لصالح المجموعات التي درست باستخدام الوسائط المتعددة والتقنيات التعليمية الحديثة مقارنة بالمجموعات التي درست بالطرق التقليدية أو بوسائل تعليمية بسيطة.

   وأظهرت الدراسات تعدد الآثار الإيجابية لاستخدام التقنيات الحديثة والوسائط المتعددة على العملية التعليمية مثل زيادة دافعية الطلبة نحو التعلم واضفاء جو من المتعة والسرور وقيام الطالب بدور نشط في العملية التعليمية.

   کما لاحظ الباحث ندرة الدراسات التي تناولت الوسائط المتعددة سواء في تدريس موضوعات التربية الإسلامية أم تدريس القرآن الکريم تلاوة وحفظاً وتجويداً، حيث لم يعثر الباحث مع طول بحثه الا على دراسة واحدة مع وفرة الدراسات في العلوم الأخرى.

   لذا أفادت الدراسة الحالية من الدراسات السابقة في أهمية توظيف الوسائط المتعددة في تدريس العلوم الشرعية وکذلک في التطبيق ومقارنة النتائج مع الدراسة الحالية.

   وامتازت الدراسة الحالية عن غيرها من الدراسات في أنها تناولت فاعلية الوسائط المتعدد في إتقان تلاوة القرآن الکريم وأثرها في التحصيل الذي يتضمن فهم الآيات ومعرفة معاني الکلمات والمفردات لدى طلاب الصف السادس الابتدائي.

إجراءات الدراسة وأدواتها

منهج الدراسة

   استخدم الباحث في هذه الدراسة المنهج التجريبي للکشف عن فاعلية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة في إتقان التلاوة والتحصيل في تدريس وحدة من القرآن الکريم للصف السادس الابتدائي للفصل الدراسي الأول 2010 / 2011.

مجتمع الدراسة

   تکون مجتمع الدراسة من جميع طلاب الصف السادس الابتدائي في المدارس الحکومية التابعة لإدارة التربية والتعليم بمحافظة الرس في منطقة القصيم خلال العام الدراسي 2010 / 2011 والبالغ عددهم 1168 کما هو موضح بالجدول رقم (1)

جدول رقم (1) توزيع مجتمع البحث على المدارس والشعب

عدد المدرس

عدد الشعب

عدد الطلاب

71

89

1168

عينة الدراسة

   تکونت عينة الدراسة من (39) طالباً من طلاب الصف السادس الابتدائي في مدرسة موسى بن نصير الابتدائية بالرس حيث تضم المدرسة شعبتين للصف السادس الابتدائي تم توزيعهما بطريقة عشوائية إلى مجموعة تجريبية ومجموعة ضابطة کما هو موضع في الجدول رقم (2).

جدول رقم (2)

المجموعة

عدد الطلاب

التجريبية

20

الضابطة

19

المجموع

39

   حيث درست المجموعة التجريبية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة في حين درست المجموعة الضابطة القراءة التفسيرية بالطريقة العادية لوحدة القرآن الکريم من مقرر القرآن الکريم على طلاب الصف السادس الابتدائي.

   وتم اختيار مدرسة موسى بن نصير لتطبيق الدراسة بالطريقة القصدية لانها تمثل واقع مدارس المحافظة، وکذلک رغبة المدرسة تعاونها للمشارکة في الدراسة ووجود معلم لديه المهارات اللازمة للتدريس باستخدام الوسائط المتعددة ولديه خبرة في الحاسب الآلي واستخداماته

أدوات الدراسة

أولاً: برنامج القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة

تم تصميم البرنامج التعليمي وفق الخطوات الآتية:

1. تم تحديد وحدة القرآن الکريم التي سيدرسها الطلاب وفق المنهج الدراسي للصف السادس الابتدائي وحسب خطة الإشراف التربوي في توزيع المفردات، وهي سورة الصافات، وقام الباحث بتجزئة السورة إلى سبعة مقاطع، يتضمن کل مقطع فکرة محددة رئيسية وخصص لکل مقطع حصة دراسية واحدة.

2. قام الباحث بالاطلاع على الأدب التربوي المرتبط بالوسائط المتعدد والبرامج التي تستخدم الوسائط المتعددة وفي مختلف الموضوعات والاطلاع على أفلام الفيديو والصور الثابتة والمتحرکة واصوات المقرئين لاختيار البرنامج التعليمي الذي يتوفق مع المحتوى العلمي ويناسب المرحلة العمرية لعينة الدراسة.

3. تم الاتفاق مع أحد المبرمجين لتصميم برنامج تعليمي باستخدام الوسائط المتعددة لجميع مقاطع سورة الصافات بحيث يتضمن کل مقطع المؤثرات الصوتية والحرکية والصور والأفلام التي تؤدي إلى توضيح وبيان الأفکار والمعاني والقصص الواردة في السورة بسهولة ووضوح، والمناسبة للمحتوى التعليمي مع مراعاة الضوابط الشرعية عند اختيار الصور والآيات وقام الباحث بمراجعة البرنامج وإجراء بعض التعديلات عليه.

4. للتحقق من مدى ملائمة وفعالية البرنامج التعليمي تم عرضه على عدد من المحکمين الاختصاصين في مناهج التربية الإسلامية والمناهج والطرق العامة وعلم النفس التربوي والقياس والتقويم وبعض معلمي القرآن الکريم للمرحلة الابتدائية وذلک لإبداء الرأي حول مناسبة الوسائط للمحتوى التعليمي وفعالية البرنامج ووضوح الصوت والصورة والقراءة ومناسبتها للمرحلة العمرية، وتم إجراء التعدلات اللازمة في ضوء آرائهم ومقترحاتهم وبما يتلائم مع أهداف وتساؤلات الدراسة.

ثانياً: الاختبار التحصيلي

   لمعرفة فاعلية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة على التحصيل قام الباحث باعداد اختبار تحصيلي لهذا الغرض حيث تالف الاختبار في صورته النهائية من (25) فقرة من نوع الاختيار من متعدد، وکل مفردة متبوعة بأربعة بدائل لاختيار واحدة منها، وقد اتبع الباحث في إعداد الاختبار الخطوات الآتية:

  1. تم تحليل محتوى سورة الصافات واستخراج الکلمات الجديدة والمفاهيم والأفکار الرئيسية والمعلومات الأساسية الواردة فيها.
  2. أعد الباحث الاختبار في صورته الأولية من (35) فقرة موزعة على المستويات المعرفية الثلاث التذکر، الفهم، التطبيق.

3. تم عرض الاختبار على عدد من المحکمين في مجال مناهج وطرق تدريس التربية الإسلامية والمناهج والطرق العامة وعلم النفس والقياس والتقويم ومعلمي ومشرفي التربية الإسلامية للمرحلة الابتدائية وذلک لمراجعة فقرات الاختبار والتأکد من صدقها وملائمتها ودقة صياغتها ومناسبة الفقرة للمستوى المعرفي الذي تندرج تحته، وقد تم إجراء التغيرات الضرورية في ضوء ملحوظاتهم ليصبح عدد فقرات الاختبار (25) فقرة موزعة على المستويات المعرفية الثلاث حيث تضمن مستوى التذکر (10) فقرات، ومستوى الفهم (8) فقرات ومستوى التطبيق (7) فقرات.

4. للتحقق من ثبات الاختبار قام الباحث بتجريب الاختبار على عينة من طلاب الصف السادس الابتدائي في المدرسة السعودية بمحافظة الرس وهي من مجتمع الدراسة نفسه وبلغ عددها (17) طالباً وبعد أسبوعين أعيد تطبيق الاختبار مرة أخرى على الطلاب أنفسهم وتم حساب معامل ارتباط بيرسون فوجد أنه يساوي (0.86) واعتبرت هذه القيمة کافية لأغراض الدراسة.

ثالثاً: الاختبار الشفوي

   لمعرفة فاعلية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة على درجة إتقان تلاوة سورة الصافات، أعد الابحث اختباراً شفوياً وفق الخطوات الآتية:

1. تم اختيار ستة مواضع من سورة الصافات لتکوِن الاختبار الشفوي في صورته الأولية وقد روعي في الاختبار شموليته لسورة الصافات ومراعاته للفروق الفردية بين الطلاب وتوزع المقاطع على جميع أجزاء السورة وتنوعها بين السهولة والصعوبة.

2. تم عرض الاختبار على عدد من المحکمين،وهم المحکمون أنفسهم الذين قاموا بتحکيم الاختبار التحصيلي أضيف لهم عدد من المختصين بالتلاوة وأحکام التجويد، وتم إجراء کلفة التغيرات في ضوء الملاحظات التي قدموها، ليتکون في صورته النهائية من (3) مقاطع.

3. تم تطبيق الاختبار بواسطة تسجيل تلاوة الطلاب على أجهزة تسجيل من قبل المعلم دون تدخل أو محاولة للتصحيح.

  1. 4.  لتقويم درجة إتقان الطلاب لتلاوة الآيات تم اختيار اثنين من المصححين ممن يتقنون التلاوة ليقوما بتصحيح تلاوة الطلاب وتقدير الدرجة التي حصلوا عليها وتم تحديد ثلاث درجات لکل خطأ يُخطئ به الطالب، وتم استخراج معامل ثبات التصحيح بإيجاد معامل ارتباط بيرسون بين درجات (10) طلاب قام المصححان بوضعها وکانت (0.80) وهي درجة مقبولة.

إجراءات الدراسة

اتبعت الدراسة الحالية الإجراءات الآتية:

  1. إعداد برنامج القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة.
  2. اختيار عينة الدراسة بالطريقة العشوائية.
  3. تنفيذ التجربة وفق الخطوات الآتية:

         ‌أ.            أخذ موافقة المدرسة التي ستطبق فيها التجربة وکذلک موافقة إدارة تعليم الرس.

 ‌ب.  اختيار المعلم الذي سيطبق التجربة والاتفاق معه على طبيعة الدراسة وآليات تنفيذها وقد قام المعلم بتقديم حصتين أمام مُحَکِّمين أحداهما للتجريبية باستخدام الوسائط المتعددة والأخرى للضابطة بالطريقة التقليدية وذلک للتثبت من قدرته وقيامه بالإجراءات والخطوات حسب ما هو مخطط لها مع مراعات الملحوظات التي قدمت من المحکمين.

       ‌ج.            تم ترتيب الجدول الدراسي بحيث تکون حصص القرآن الکريم للمجموعة التجريبية والضابطة متتالية لإلغاء أثر موعد الحصص.

 ‌د.  تم البدء بعملية التدريس صباح السبت 28/12/1431 الموافق 4/12/2010 وتم تدريس ثماني حصص موزعة على أربعة أسابيع بواقع حصتين أسبوعياً.

        ‌ه.            تم إجراء الاختبار التحصيلي بتاريخ 26/1/1432 الموافق 1/1/2011 لجميع أفراد العينة وفي الوقت نفسه لضمان عدم تسرب الأسئلة.

 ‌و.  تم إجراء الاختبار الشفوي بتاريخ 27/1/1432 الموافق 2/1/2011 وفي حصتين متتابعتين وتم تسجيل تلاوة الطلاب على أشرطة کاسيت لعرضها على المصححين کما تم الاستعانة بمعلم آخر لإجراء الاختبار الشفوي حيث يقوم بتسجيل تلاوة الطلاب على جهاز التسجيل دون تدخل في تلاوة الطلاب.

        ‌ز.            تم جمع البيانات والنتائج وإجراء التحليلات الإحصائية المناسبة وإعلان النتائج وتفسيرها.

متغيرات الدراسة

   تتکون هذه الدراسة من متغيرات مستقلة وتابعة حسب الآتي:

  1. المتغيرات المستقلة: طريقة التدريس ولها مستويان هما:

              ‌أ.      إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة.

           ‌ب.      الطريقة التقليدية.

  1. المتغيرات التابعة وهي:

              ‌أ.      إتقان التلاوة.

           ‌ب.      التحصيل وفق المستويات الثلاثة الأولى من تصنيف يلوم وهي التذکر والفهم والتطبيق.

نتائج الدراسة

يتناول هذا الفصل عرضاً لنتائج الدراسة، التي هدفت إلى معرفة فاعلية إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة في إتقان التلاوة والتحصيل في تدريس وحدة من القرآن الکريم لدى طلاب الصف السادس الابتدائي، وذلک من خلال الإجابة عن أسئلة الدراسة الآتية:

النتائج المتعلقة بالسؤال الأول: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في إتقان التلاوة لأفراد عينة الدراسة تُعزى إلى إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة ؟

للإجابة على هذا السؤال ، واختبار الفرضية الصفرية المرتبطة به، قام الباحث باستخراج المتوسطات الحسابية، والانحرافات المعيارية لأداء مجموعتي الدراسة على اختبار التلاوة الشفوي البعدي، والجدول الآتي يوضح ذلک:

الجدول (3)

المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لأداء مجموعتي الدراسة على اختبار التلاوة الشفوي البعدي وعلاماتهم القبلية

المجموعة

العدد

النهاية العظمى

التحصيل القبلي

الاختبار البعدي

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

التجريبية

20

100

82.20

8.76

83.65

12.97

الضابطة

19

82.89

8.39

65.21

19.99

يلاحظ من الجدول السابق أنّ المتوسط الحسابي للمجموعة التجريبية التي تعلمت باستخدام  إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة کان الأعلى إذ بلغ (83.65)، في حين بلغ المتوسط الحسابي للمجموعة الضابطة التي تعلمت بالطريقة الضابطة (65.21)، ولتحديد فيما إذا کانت الفروق بين متوسطات مجموعتي الدراسة ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05= α) قام الباحث بتطبيق تحليل التباين المشترک الأحادي (ANCOVA)،  وجاءت نتائج تحليل التباين المشترک على النحو الذي يوضحه الجدول التالي:

الجدول (4)

نتائج تحليل التباين المصاحب (ANCOVA) للفروق بين متوسطات تحصيل طلاب مجموعتي الدراسة على اختبار التلاوة الشفوي البعدي

مصدر التباين

مجموع المربعات

درجات الحرية

متوسط المربعات

قيمة (ف) المحسوبة

مستوى الدلالة

التحصيل القبلي

14.123

1

14.123

0.049

0.826

الإستراتيجية

3289.334

1

3289.334

11.413

0.002

الخطأ

10375.58

36

288.211

 

 

المجموع

13702.67

38

 

 

 

   يظهر من الجـدول السابـق أن قيمة ( ف ) بالنسبـة لإستراتيجية التدريس بلغت (11.413) ، و بمستوى دلالة يساوي (0.002)، وهذه القيمة دالة عند مستوى (0.05 ≥ α)، مما يدل على وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات أداء مجموعتي الدراسة على اختبار التلاوة الشفوي البعدي، وهذا يعني رفض الفرضية الصفرية الأولى والتي تنص على أنه: "لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α=0.05 في إتقان التلاوة لأفراد عينة الدراسة تُعزى إلى إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة" ،  وتم استخراج المتوسطات الحسابية المعدلة وتظهر النتائج في الجدول الآتي:

الجدول (5)

المتوسطات الحسابية المعدلة  والأخطاء المعيارية لتحصيل طلاب مجموعتي الدراسة على اختبار التلاوة الشفوي البعدي  باختلاف إستراتيجية التدريس

المجموعة

العدد

المتوسط الحسابي

الخطأ المعياري

التجريبية

20

83.63

3.80

الضابطة

19

65.24

3.90

      يلاحظ من الجدول السابق أنّ المتوسط الحسابي المعدل للمجموعة التجريبية التي تعلمت باستخدام  إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة قد بلغ (83.63)، وجاء المتوسط الحسابي لأداء إفراد الدراسة الذين درسوا باستخدام الطريقة الضابطة إذ بلغ (65.24)، وهذا يشير إلى أن الفرق کان لصالح المجموعة التجريبية التي تعلمت باستخدام  إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة ، بمعنى وجود أثر لإستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة في اختبار التلاوة الشفوي لأفراد عينة الدراسة تُعزى إلى إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة.

النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في مجمل التحصيل لأفراد عينة الدراسة تُعزى إلى إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة ؟

        للإجابة على هذا السؤال واختبار الفرضية الصفرية المرتبطة به، قام الباحث باستخراج المتوسطات الحسابية، والانحرافات المعيارية لأداء مجموعتي الدراسة على الاختبار التحصيلي الإجمالي البعدي، والجدول الآتي يوضح ذلک:

الجدول (6)

المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لأداء مجموعتي الدراسة على الاختبار التحصيلي الإجمالي البعدي وعلاماتهم القبلية

المجموعة

العدد

النهاية العظمى

التحصيل القبلي

الاختبار البعدي

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

المتوسط الحسابي

الانحراف المعياري

التجريبية

20

100

82.20

8.76

73.40

9.992

الضابطة

19

82.89

8.39

61،68

13.877

يلاحظ من الجدول السابق أنّ المتوسط الحسابي للمجموعة التجريبية التي تعلمت باستخدام  إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة کان الأعلى إذ بلغ (73.40)، في حين بلغ المتوسط الحسابي للمجموعة الضابطة التي تعلمت بالطريقة الضابطة (61.68)، ولتحديد فيما إذا کانت الفروق بين متوسطات مجموعتي الدراسة ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05= α) قام الباحث بتطبيق تحليل التباين المشترک الأحادي (ANCOVA)،  وجاءت نتائج تحليل التباين المشترک على النحو الذي يوضحه الجدول التالي:

الجدول (7)

نتائج تحليل التباين المصاحب (ANCOVA) للفروق بين متوسطات تحصيل طلاب مجموعتي الدراسة على الاختبار التحصيلي الإجمالي البعدي

مصدر التباين

مجموع المربعات

درجات الحرية

متوسط المربعات

قيمة (ف) المحسوبة

مستوى الدلالة

التحصيل القبلي

4.789

1

4.789

0.032

0.859

الإستراتيجية

1328.469

1

1328.469

8.926

0.005

الخطأ

5358.117

36

148.837

 

 

المجموع

6700.308

38

 

 

 

يظهر من الجـدول السابـق أن قيمة ( ف ) بالنسبـة لإستراتيجية التدريس بلغت (8.926) ، و بمستوى دلالة يساوي (0.005)، وهذه القيمة دالة عند مستوى (0.05 ≥ α)، مما يدل على وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات أداء مجموعتي الدراسة على الاختبار التحصيلي الإجمالي البعدي، وهذا يعني رفض الفرضية الصفرية الأولى والتي تنص على أنه:"لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α=0.05) في مجمل التحصيل لأفراد عينة الدراسة تُعزى إلى إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة "،  وتم استخراج المتوسطات الحسابية المعدلة وتظهر النتائج في الجدول الآتي:

الجدول (8)

المتوسطات الحسابية المعدلة  والأخطاء المعيارية لتحصيل طلاب مجموعتي الدراسة على الاختبار التحصيلي الإجمالي البعدي  باختلاف إستراتيجية التدريس

المجموعة

العدد

المتوسط الحسابي

الخطأ المعياري

التجريبية

20

73.39

2.73

الضابطة

19

61.70

2.80

يلاحظ من الجدول السابق أنّ المتوسط الحسابي المعدل للمجموعة التجريبية التي تعلمت باستخدام  إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة قد بلغ (73.39)، جاء المتوسط الحسابي لأداء إفراد الدراسة الذين درسوا باستخدام الطريقة الضابطة إذ بلغ (61.70)، وهذا يشير إلى أن الفرق کان لصالح المجموعة التجريبية التي تعلمت باستخدام  إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة ، بمعنى وجود أثر إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة في مجمل التحصيل لأفراد عينة الدراسة تُعزى إلى إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة.

النتائج المتعلقة بالسؤال الثالث: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى التذکر والفهم والتطبيق-کلاًَ على حدة - لأفراد عينة الدراسة تُعزى إلى إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة ؟

من أجل الإجابة عن السؤال الثالث قام الباحث باستخراج المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لأداء مجموعتي الدراسة، على مستويات: التذکر والفهم والتطبيق البعدي -کلاَ على حدة- ،  و الجدول الآتي يبين النتائج:

جدول(9)

المتوسطات الحسابية والانحرافات المعيارية لأداء مجموعتي الدراسة على مستويات: التذکر والفهم والتطبيق البعدي

المستوى

المجموعة

العدد

الاختبار البعدي

المتوسط  الحسابي

الانحراف   المعياري

التذکر

التجريبية

20

66.90

11.99

الضابطة

19

53.68

19.78

الفهم

التجريبية

20

74.38

16.46

الضابطة

19

62.58

17.32

التطبيق

التجريبية

20

69.29

18.12

الضابطة

19

53.38

18.95

يتضح من  الجدول (9) أنّ المتوسط الحسابي للمجموعة التجريبية التي تعلمت باستخدام  إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة کان الأعلى في کافة المستويات إذ بلغ (66.90)، لمستوى التذکر، و (74.38) لمستوى الفهم، و(69.29) لمستوى التطبيق، في حين بلغ المتوسط الحسابي للمجموعة الضابطة التي تعلمت بالطريقة الضابطة (53.68)، لمستوى التذکر، و (62.58) لمستوى الفهم، و(53.38) لمستوى التطبيق ولتحديد فيما إذا کانت الفروق بين متوسطات مجموعتي الدراسة ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05= α) قام الباحث بتطبيق تحليل التباين المشترک الأحادي (ANCOVA)،  وجاءت نتائج تحليل التباين المشترک على النحو الذي يوضحه الجدول التالي: 

الجدول(10)

نتائج تحليل التباين المصاحب (ANCOVA) للفروق بين المتوسطات الحسابية لأداء مجموعتي الدراسة على مستويات: التذکر والفهم والتطبيق البعدي

المستوى

مصدر التباين

مجموع المربعات

درجات الحرية

متوسط مجموع  المربعات

قيمة ف

مستوى الدلالة

التذکر

الاختبار القبلي

1093.537

1

1093.537

4.535

0.040*

الإستراتيجية

1587.591

1

1587.591

6.584

0.015

الخطأ

8680.369

36

241.121

 

 

 

المجموع

11475.692

38

 

 

الفهم

الاختبار القبلي

742.931

1

742.931

2.728

0.107

الإستراتيجية

1271.491

1

1271.491

4.668

0.037

الخطأ

9805.138

36

272.365

 

 

 

المجموع

11903.859

38

 

التطبيق

 

الاختبار القبلي

516.852

1

516.852

1.527

0.225

الإستراتيجية

2554.222

1

2554.222

7.547

0.009

الخطأ

12184.007

36

338.445

 

 

المجموع

15164.835

38

 

 

 

* دال إحصائيا عند مستوى (α ≤ 0.05 )

       يظهر من الجـدول السابـق أن قيمة ( ف ) بالنسبـة لإستراتيجية التدريس بلغت (6.584) ، و بمستوى دلالة يساوي (0.015)، لمستوى التذکر، و(4.668)، و بمستوى دلالة يساوي (0.037)، لمستوى الفهم،  و(7.547)، و بمستوى دلالة يساوي (0.009)، لمستوى التطبيق، وهذه القيم دالة عند مستوى (0.05 ≥ α)، مما يدل على وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات أداء مجموعتي الدراسة على مستويات: التذکر والفهم والتطبيق البعدي ، وهذا يعني رفض الفرضية الصفرية التي تنص على أنه:" لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (α=0.05) في مستويات: التذکر والفهم والتطبيق البعدي لأفراد عينة الدراسة تُعزى إلى إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة ،  وتم استخراج المتوسطات الحسابية المعدلة وتظهر النتائج في الجدول الآتي:

 

الجدول (11)

المتوسطات الحسابية المعدلة  والأخطاء المعيارية لتحصيل طلاب مجموعتي الدراسة على مستويات: التذکر والفهم والتطبيق البعدي باختلاف إستراتيجية التدريس

المستوى

المجموعة

العدد

المتوسط الحسابي

الخطأ المعياري

التذکر

التجريبية

20

66.69

3.47

الضابطة

19

53.91

3.56

الفهم

التجريبية

20

74.20

3.69

الضابطة

19

62.77

3.79

التطبيق

التجريبية

20

69.43

4.12

الضابطة

19

53.23

4.22

يلاحظ من الجدول السابق أنّ المتوسط الحسابي المعدل للمجموعة التجريبية التي تعلمت باستخدام إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة قد بلغ (66.69)، لمستوى التذکر، و (74.20) لمستوى الفهم، و (69.43) لمستوى التطبيق، في حين جاء المتوسط الحسابي لأداء إفراد الدراسة الذين درسوا باستخدام الطريقة الضابطة (53.91)، لمستوى التذکر، و (62.77) لمستوى الفهم، و (53.23) لمستوى التطبيق وهذا يشير إلى أن الفرق کان لصالح المجموعة التجريبية التي تعلمت باستخدام  إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة ، بمعنى وجود أثر إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة في مستويات: التذکر والفهم والتطبيق لأفراد عينة الدراسة تُعزى إلى إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة.

مناقشة النتائج والتوصيات:

هدفت هذه الدراسة إلى معرفة فاعلية إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة في إتقان التلاوة والتحصيل لدى طلاب الصف السادس الابتدائي في تدريس وحدة من القرآن الکريم  وقد تم عرض النتائج التي توصلت إليها الدراسة ، وفيما يأتي تفسير و مناقشة  تلک النتائج :

أولاً : النتائج المتعلقة بالسؤال الأول: هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في إتقان التلاوة لأفراد عينة الدراسة تُعزى إلى إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة ؟

أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05 ≥ α) في إتقان التلاوة بين المجموعتين التجريبية التي درست بإستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة والضابطة التي درست بالطريقة التقليدية لصالح المجموعة التجريبية.

ويستدل من هذه النتائج على فاعلية إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة في إتقان التلاوة ويمکن أن يُعزى هذا التفوق إلى أن استخدام الوسائط المتعددة يساعد على تقديم تفسير للآيات بصورة سهلة ومؤثرة ومبسطة تُؤدي إلى فهم واضح ودقيق للآيات من قبل الطلاب ، وهذا بدوره يؤدي إلى إتقان التلاوة ،في حين نجد أن الطريقة التقليدية التي تعتمد على مصدر واحد للمعرفة وهو المعلم لا يتم فيها تقديم تفسير واضح للآيات أو شرح للکلمات أو الوقوف على العبر والدلالات .

وکذلک فإن إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة تعمل على توضيح المعاني وتصويرها بطريقة تمکن الطلاب من ربط الآيات مع صورتها مما يؤدي إلى فهمها وإتقان تلاوتها.

وتؤکد هذه النتيجة ما ذهب إليه کثير من التربويين من أن فهم معنى الآيات ومعرفة الطالب  لمعاني الکلمات ودلالاتها يساعد الطالب على إتقان تلاوة النص القرآني لان الفهم السليم هو أساس الأداء الصحيح وتلاوة القرآن الکريم وفهم معناه عمليتان متلازمتان.

فضلاً عن أن استخدام الحاسب في التعليم يؤدي دوراً بارزاً في تغيير الصورة النمطية لتدريس القرآن الکريم، ويعمل على إثارة دافعية الطالب وتشويقه و جذب انتباهه وإضفاء جو من المتعة على البيئة الصفية مما يساهم في وضوح و رسوخ معاني الآيات وأفکارها وعبرها ودلالاتها في أذهان الطلاب.

إن توظيف الوسائط المتعددة عند تفسير النص القرآني تقوم على تقسيم مقاطع السورة إلى مشاهد تمثيلية مليئة بالمؤثرات الصوتية والحرکية مما يؤدي إلى تحويل النص القرآني إلى صورة حسية تتناسب والمرحلة العمرية للطلاب وتعمل على إثارة أکثر من حاسة وبالتالي تحقيق أکبر قدر من التعلم الذي يساعد الطلاب بدوره على إتقان التلاوة ، حيث تؤکد الدراسات على أن التعليم الحديث يعتمد على الاستفادة من جميع حواس المتعلم باستخدام وسائط التي  تخاطب أکثر من حاسة واحدة في تنشيط العملية التربوية .

يضاف لذلک أن إتقان الطالب للمهارات المعرفية والتي تتم عن طريق إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة يساهم بشکل کبير في إتقان الطالب للمهارات القرائية والمتمثلة بقراءة النص القرآني دون أخطاء.

وتتفق نتائج الدراسة مع ما توصلت إليه العديد من الدراسات التي أکدت فاعلية الوسائط المتعددة في إتقان المهارات الأدائية کالتلاوة والقراءة والمحادثة منها دراسة مطر (2004) ودراسة الحايک (2005) و دراسة لال (2006) و دراسة الهاشمي وصومان (2009).

ثانياً : النتائج المتعلقة بالسؤال الثاني والثالث:

- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية في مجمل التحصيل لأفراد عينة الدراسة تُعزى إلى إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة ؟

- هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى التذکر والفهم والتطبيق-کلاَ على حدة - لأفراد عينة الدراسة تُعزى إلى إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة ؟

أظهرت نتائج الدراسة وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى الدلالة (0.05 ≥ α) في مجمل التحصيل وفي مستويات التذکر والفهم والتطبيق-کلاً على حدة -  بين المجموعتين التجريبية التي درست بإستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة والضابطة التي درست بالطريقة التقليدية لصالح المجموعة التجريبية.

ويستدل من هذه النتائج على الأثر الإيجابي  لإستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة في مجمل التحصيل وعند مستويات التذکر والفهم والتطبيق ويمکن أن يُعزى هذا التفوق إلى أن تعدد الوسائط التعليمية المستخدمة سواء الصورة أم الصوت أم الحرکة أم النص وغيرها من الوسائط الحرکية  يؤدي إلى تعدد المثيرات التي تخاطب العقل مما يؤدي إلى تقوية الروابط العصبية في الدماغ إذ أنه کلما تعددت المثيرات التعليمية زادت قوة الروابط العصبية وکلما زادت قوة الروابط العصبية اتسعت عمليات الفهم والاستيعاب والتحصيل والتذکر .

يضاف لذلک ما سبق ذکره عند تفسير نتيجة السؤال الأول من أن  توظيف الوسائط المتعددة عند تفسير النص القرآني يؤدي إلى تحويل النص القرآني إلى صورة حسية تتناسب والمرحلة العمرية للطلاب وتعمل على إثارة أکثر من حاسة وبالتالي تحقيق أکبر قدر من التعلم تفسير للآيات بصورة سهلة ومؤثرة ومبسطة تُؤدي إلى فهم واضح ودقيق للآيات من قبل الطلاب مما يؤدي إلى زيادة التحصيل ويسهل عمليات الاستبقاء والتذکر،وکلما کانت صورة النص القرآني مکتملة ومترابطة وغير متداخلة کان التحصيل لها اکبر وتذکرها واسترجاعها أسرع وهذا ما تقوم بتقديمه وتوضيحه الوسائط المتعددة، کما أن تضمين البرنامج للمؤثرات الصوتية والحرکية المتنوعة تعمل على تکوين بيئة تعليمية حيوية تمتلئ  بالإثارة والتشويق وتساهم في ثبات المعلومة ورسوخها مما يؤدي إلى تفوق طلاب المجموعة التجريبية في الاختبار التحصيلي  البعدي ، بينما نجد أن التدريس بالطريقة التقليدية يفتقر إلى کل ذلک .

ويجب الإشارة إلى سبب آخر أدى إلى تفوق المجموعة التجريبية وهو أن توظيف إستراتيجية القراءة التفسيرية باستخدام الوسائط المتعددة في عملية التدريس أدى إلى إثارة الجانب الوجداني الانفعالي عند الطلاب من خلال مشاهدة المقاطع التمثيلية والمؤثرات السمعية والبصرية التي تضمنها البرنامج وهذا يزيد من  تفاعلهم مع النص القرآني وفهمهم لمعانيه وأفکاره وعبره ودلالاته وتأثرهم به وثبات المعارف التي اکتسبوها  وقوة تذکرهم لها مما يؤدي إلى تحقيق نتائج مرتفعة على الاختبار التحصيلي .  

ونظراً لان أثر القراءة التفسيرية ترکز على المهارات المعرفية الثلاث الأولى من تصنيف بلوم وهي التذکر والفهم والتطبيق فقد ظهرت الفروق بين المجموعتين في هذه المهارات الثلاث .

وتتفق نتائج الدراسة کذلک مع ما توصلت إليه العديد من الدراسات التي أکدت فاعلية الوسائط المتعددة في التحصيل الدراسي مثل دراسة السلمان (2000) و دراسة السحيم (2001) و دراسة لال (2006) و دراسة العريشي (2010) .

 

التوصيات

في ضوء ما أسفرت عنه نتائج الدراسة يقترح الباحث التوصيات الآتية :

1)        العمل على توظيف الوسائط المتعددة في تدريس مقرر تلاوة القرآن الکريم وحفظه وتفسيره

2) إنتاج برنامج تعليمي متکامل يتضمن تفسير القرآن الکريم کاملاً باستخدام الوسائط المتعددة يتلاءم مع الخصائص العمرية لطلاب المرحلة الابتدائية والمتوسطة والثانوية .

3)       حث المعلمين على إنتاج واستخدام البرمجيات التي توظف  الوسائط المتعددة في تدريس القرآن الکريم.

4) إجراء دراسات مماثلة لهذه الدراسة للکشف عن مدى فاعلية  إستراتيجية الوسائط المتعددة في تدريس فروع العلوم الشرعية وفي مختلف المراحل العمرية .

5) إجراء دراسات استقصاء لفاعلية برنامج باستخدام الوسائط المتعددة على متغيرات أخرى مثل  إتقان حفظ القرآن الکريم ب والتطبيق والترکيب مستويات التحصيل العليا من تصنيف بلوم و التحليل والتفکير العلمي .

  1. قائمة المراجع

    أولاً: المراجع العربية

    1. البخاري: محمد بن إسماعيل. (2006). "صحيح البخاري"، ترتيب محمد نزار نجم، ط3، دار الأرقم، بيروت.
    2. الجلاد: ماجد زکي. (2011). "مهارات تدريس القرآن الکريم"، ط2، دار المسيرة، عمان.

    3. الحايک: آمنة خالد. (2005). "بناء نموذج تدريسي قائم على استخدام الوسائط المتعددة واختبار أثره في تنمية مهارات القراءة الإبداعية لدى طلاب المرحلة الأساسية العليا في الأردن"ن رسالة دکتوراة غير منشورة، جامعة عمان العربية – الأردن.

    1. حرز الله: نائل، الضامن، ديما. (2007). "الوسائط المتعددة"، ط1، الشرکة العربية للنشر، القاهرة.

    5. خليل: ابو المجد محمد (1998)، "فعالية برنامج علاجي في قواعد وأحکام التجويد باستخدام الموديلات على تحسين أداء طالبات کلية التربية بسلطنة عمان"، مجلة کلية التربية – جامعة السلطان قابوس، ج4، ع22، ص63.

    1. خميس: محمد عطية. (2006). "وسائل الاتصال وتکنولوجيا التعليم"، ط5، دار الفکر – عمان.

    7. الخوالدة: ناصر، عيد، يحيى. (2010. ""تعليم التربية الإسلامية التجديد والتطوير" ط1،
    مکتبة الفلاح، الکويت.

    1. الزرکشي: محمد بن عبد الله. "البرهان في علوم القرآن"ن ط2، المکتبة المصرية، بيروت.
    2. سرايا، عادل. (2007). "تکنولوجيا التعليم ومصادر التعلم" ط1، مکتبة الرشد- الرياض.
    3. سلامة: عبد الحافظ محمد. (2004). "وسائل الاتصال وتکنولوجيا التعليم"، ط5، دار الفکر – عمان.
    4. الشافعي: إبراهيم محمد. (1989). "التربية لاإسلامية وطرق تدريسها"، ط3، دار الفلاح – الکويت.
    5. الشرهان: جمال عبد العزيز. (2000). "الوسائط التعليمية ومستجدات تکنولوجيا التعليم"، ط1، مطابع الحميضي – الرياض.

    13. صالح: نزهة. (2001). "أثر استخدام البرنامج المتعدد الوسائط في التحصيل الفوري، والمؤجل لطلبة الصف التاسع الأساسي في قواعد اللغة العربية"، رسالة ماجستير غير منشورة، الجامعة الأردنية – عمان.

    1. صلاح: سمير يونس. (2007). الطرق التربوية تعليم الاحکام والقيم القرآنية" ط1، دار إقرأ الکويت.

    15. عبد الله: زياد مصطفى. (1999). "أثر استخدام الحاسوب في إتقان أحکام التلاوة والتجويد لدى عينة أردنية"، رسالة ماجستير غير منشورة، جامعة آل البيت – الأردن.

    1. عبد الله: عبد الرحمن صالح وآخرون. (1997). "أساليب التدريس والتقويم"، ط1، دار البشير – عمان.
    2. ابن عاشور: محمد الطاهر. (1984). "التحرير والتنوير"، ط1، الدار التونسية للنشر – تونس.

    18. العريشي: ايمن علي. (2010). "أثر توظيف الوسائط المتعددة في تدريس مادة العلوم على تحصيل تلاميذ الصف السادس الابتدائي في مدينة جيزان"، رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية – جامعة أم القرى، المملکة العربية السعودية.

    1. فودة: الفت محمد. (2003). "الحاسب الآلي واستخداماته في التعليم"، ط2، مکتبة جرير – الرياض.
    2. القاري: عبد العزيز عبد الفتاح. (1980). "التجويد والميسر" ط2، دار الأرقم – الکويت.
    3. القرشي: جمال إبراهيم. (2004). "دراسة علم التجويد للمتقدمين"، ط1، دار ابن الجوزي – السعودية.
    4. القرضاوي: يوسف. (1999). "کيف نتعامل مع القرآن العظيم" ط1، دار الشروق – القاهرة.
    5. اللاحم: خالد عبد الکريم، "الحفظ التربوي للقرآن الکريم وصناعة الإنسان"، ط1، دار النشر، بدون تاريخ النشر، بدون.

    24. لال: زکريا يحيى. (2006). "فعالية برنامج في تقنية الوسائط المتعددة في التحصيل وتنمية مهارات انتاج الشرائح المتزامنة صوتياً لدى طلاب کلية التربية جامعة أم القرى"ن مجلة جامعة أم القرى للعلوم التربوية والاجتماعية والإنسانية م18 ع1 ص (9-43).

    25. مطر: يوسف. (2004). "أثر برنامج بالوسائل المتعددة في تنمية مهارات التجويد لدى طلاب مرکز القرآن الکريم بالجامعة الإسلامية بغزة"، رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية – الجامعة الإسلامية بغزة.

    26. موسى: مصطفى إسماعيل. (2004). "تدريس التربية الإسلامية للمبتدئينن ط3، دار الکتاب
    الجامعي – الإمارات.

    27. الهاشمي: عبد الرحمن عيد علي، صومان: أحمد. (2009). "فاعلية برنامج تعليمي باستخدام الوسائط المتعددة في تنمية مهارات التحدث لدى طلبة المرحلة الأساسية في الأردن"، المجلة التربوية، ع93.

    28. توصيات ومقترحات ورشة استخدام التقنية في تدريس المواد الإسلامية والعربية المساندة، "المنعقدة في جامعة الملک فهد للبترول والمعادن 28 شوال 1426 – مجلة جامعة أم القرى، م19، ع1، 2007،
    ص399-400.

     

    المراجع الأجنبية

    1. Davis Bernadetee and Shada Daniel (1999). Inter grating Technology Into the Early child hood class room the case of Literacy Learning Information Technology in child hood Education, 221-254.
    2. Nikolova, O.R (2002). "Effect of students participation in Authering of multimedia materials on student Acquisition of Vocabulary, language learning & Technology 6, 100-122.
    3. Tway, L (1995). "Multimedia action, Boston AP Professional. Vaughan, T. (1994), "Multimedia: making it work, second Ed.N.Y. oborne Mc Graw Hill, 1 nc.