أثر التعلم التعاوني کموقف تعليمي في مجال الخزف على تنمية الاتجاهات التشکيلية لطالبات التربية الفنية بکلية التصاميم والفنون

المؤلف

أستاذ مساعد بقسم الرسم والفنون کلية التصاميم والفنون – جامعة الملک عبد العزيز جدة – المملکة العربية السعودية


مقدمة

تتنافس الدول في عصرنا الحالي للوصول إلى افضل السبل لرفع شأن العلم والتعليم بين افراد مجتمعاتها واللحاق برکب الحضارة المعاصرة التي غلب عليه التسارع التکنولوجي والريادة الفکرية والتقنية. ونقطة الانطلاق لإحداث التطور في طريقة التعليم والتعلم تأتي من تطوير المناهج الدراسية، "فعمليات تطوير المناهج والأخذ بأحدث الاتجاهات في تدريسهاوالاستعانة بوسائل التقدم التکنولوجي في تنفيذها، والعناية بعملية إعداد المعلم وغيرهاکلها أهداف وغايات تربوية جديرة بالاهتمام لکنها ستظل محدودة مالم تتجه النية إلى خلق مناخ تعليمي يحقق التوازن بين إثارة القدرة على التحصيل المعرفي وإثارة القدرة الابتکارية لدى المعلمين ومن اجل هذا أصبح التربويون في القرن الحادي والعشرينيعتنون بالکيفية التي تمکن الطلاب من تحقيق تعلم أفضل أکثر من عنايتهم بالکيفية التي تمکن المعلم من تقديم درس أفضل، والى تغير في طرق التدريس التي تتمحور حول المعلم مثل الإلقاء والمناقشة، التي يقودها عادة المعلم، إلى الأنشطة التي تتمحور حول الطالب نفسه مثل أسلوب حل المشکلات أو التعلم التعاوني"(1)

مشکلة البحث:

تکمن مشکلة البحث في کيفية تطبيق التعلم التعاوني کموقف تعليمي يؤدي إلى تبادل الخبرات ويساعد على تنمية الجوانب الفکرية والتشکيلية بين الطالبات في مجال الخزف.

فروض البحث :

يفترض البحث أن التعلم التعاوني کموقف تعليمي يؤدي إلى:

1. تنمية الجوانب الفکرية والتشکيلية بين الطالبات في مجال الخزف.

2. يساعد على التنافس البناء بين الطالبات مما يثري المعرفة ويؤکدها.

 

أهداف البحث :

يهدف البحث إلى:

1. التأکيد على دور التعلم التعاوني في تطوير المعرفة وتنمية ودعم التقنية في مجال الخزف لطالبات قسم الرسم والفنون بکلية التصاميم والفنون.

2. ايضاح الدور الفعال والإيجابي للتعلم التعاوني وأهميته في تدريس الخزف.

أهمية البحث :

1. الکشف عن اهمية التعلم التعاوني في مجال الخزف کأسلوب من أساليب التعليم الحديثة.

2. عرض لتطبيقات التعلم التعاوني في مجال الخزف کتجربة يمکن تعميمها في برامج التدريس لقسم الرسم والفنون بکلية التصاميم والفنون.

حدود البحث :

يقتصر البحث على عرض لاستراتيجيات التعلم التعاوني وخطوات تنفيذها وتطبيقها على عينة من طالبات قسم الرسم والفنون بکلية التصاميم والفنون.

منهجية البحث :

يتبع البحث

أ. المنهج الوصفي التحليلي:

من خلال ايضاح الآتي :

1.مفهوم التعلم التعاوني واهميته.

2. مزايا التعلم التعاوني.

3. الفرق بين التعلم الجماعي التقليدي والتعلم والتعاوني.

4. الأسس والخطوات الهامة والضرورية لنجاح عمل المجموعات التعلمية التعاونية.

5. استراتيجيات التعلم التعاوني وخطوات تنفيذها.

ب. المنهج التجربي:

من خلال إجراء تجربة تطبيقية على عينة من طالبات الفرقة الثانية لقسم الرسم والفنون ، بکلية التصاميم والفنون للتحقق من صحة الفروض , واستخلاص النتائج .

إجراءات البحث :

المعروف أن الدراسات التربوية والسيکلوجية تتفق على وجود فوارق فردية بين الطلاب، وأمام هذا الواقع لا يمکن أن يکون التعليم منوعا يتعامل مع الطلاب أفرادا ومجموعات متقاربة بدلا من التعامل معهم کمجموعة واحدة، من هنا کان دور الطالب باعتباره هو محور العملية التعليمية بينما رأت تلک الدراسات أن دور المعلم منظم – ميسر – مرشد – موجه.

فمع بداية القرن الحادي والعشرين أصبح الاهتمام منصبا على کيفية اکتساب الطالب تعلما ذاتيا بشکل أفضل من الاهتمام بالطريقة التي يتمکن من خلالها المعلم من تقديم درس جيد، وهذا بالتالي يستدعي تطوير في طرق التدريس التقليدية والتي ترکز على المعلم کأساس في العملية التعليمية إلى اسلوب حل المشکلات والتعلم التعاوني الذي يرکز على الطالب ونشاطه داخل العملية التعليمية، واکتسابه الخبرات التعليمية بشکل أکثر ذاتية.

ويعتقد البعض أن التعلم التعاوني يسير وسهل التنفيذ، بل إن کثيراً ممن يعتقدون أنهم يستخدمون التعلم التعاوني هم في الواقع يفتقدون لجوهره، فهناک فرق جوهري بين وضع الطلاب في مجموعات ليتعلموا وبين صياغة موقف تعليمي تعاوني يسهم فيه الطلاب جميعا بمشارکتهم الإيجابية، فالتعلم التعاوني لا يعني أن يجلس الطلاب بجانب بعضهم البعض على نفس الطاولة ليتحدثوا مع بعضهم وکل منهم يعمل لإنجاز المهمة المکلف بها، ولا يعني تکليف الطلاب بتنفيذ مهمة محددة مع إشعارهم بأن على أولئک الذين ينتهون أولا مساعدة زملائهم الأقل إنجازا . ولکي يکون الموقف التعليمي تعليما تعاونيا يرى (Johnson) انه يجب أن تتوفر فيه العناصر التالية :

" 1.المشارکة الإيجابية بين الطلاب: فيجب أن يدرک الطلاب أنهم يشارکون إيجابيا زملاءهم في مجموعتهم التعليمية، فالمشارکة الإيجابية تشجع الطلاب على مراقبة زملائهم في المجموعة ومساعدتهم ليحققوا تقدما تعليميا.

2 . التفاعل المعزز: يقصد بالتفاعل المعزز قيام کل فرد في المجموعة بتشجيع وتسهيل جهود زملائهليکملوا المهمة ويحققوا هدف المجموعة . ويشمل ذلک أيضا تبادل المصادر والمعلومات فيما بينهم بأقصى کفاءة ممکنة وتقديم تغذية راجعة فيما بينهم.

3. إحساس الفرد بمسئوليته تجاه أفراد المجموعة:وهو ما يعني استشعار الفرد مسؤولية تعلمه وحرصه على إنجاز المهمة الموکلة إليه إضافة لتقديم ما يمکنه لمساعدة زملائه في المجموعة، الأفراد هنا لا يستشعرون مسئوليتهم أمام المعلم فقط بل وأمام رفاقهم.

4. المهارات الاجتماعية: إن وضع طلاب غير ماهرين اجتماعيا ضمن مجموعة تعلم ومطالبتهم بالتعاون مع زملائهم لن يحقق نجاحا يذکر،فيجب أن يتعلم الطلاب مهارات العمل ضمن مجموعة والمهارات الاجتماعية اللازمة لإقامة مستوى راقٍ من التعاون والحوار، وأن يتم تحفيزهم على استخدامها.

5. تفاعل المجموعة : إذا کان للطلاب في مجموعات التعلم التعاونية أن يحققوا إنجازا فيجب أن يعملوا مع بعضهم بأقصى کفاءة ممکنة،فالتعلم التعاوني يتطلب أن يتأمل أفراد المجموعة فيما إذا کان ما اتخذوه من إجراءات کان مفيدا أم لا ، فالهدف هو تطوير فاعلية إسهام الأعضاء في الجهد التعاوني لتحقيق أهداف المجموعة"([1])

 

مفهوم التعلم التعاوني وأهميته :

يمثل التعلم التعاوني احد الاتجاهات الحديثة في مجال التدريس ،"ويهدف إلى ربط التعلم بالعمل والمشارکة الإيجابية من جانب الطلاب ، لذا لقى هذا الأسلوب اهتماما کبيرا منذ ثمانينيات القرن العشرين وذلک لاستخدامه کبديل للأسلوب التقليدي الذي يؤدي إلى التنافس بين المتعلمين بدلا من روح التعاون"([2])

ويرى (سالم القحطاني) أن "استخدام طريقة التعلم التعاوني ظهرت في البلاد الغربية منذ بدايات القرن العشرين ضمن مشروع "جون ديوي" في الدراسات الاجتماعية الذي يساعد على تعميق التعلم بصفة عامة عند الطلاب وتحقيق المنهج بفاعلية عالية" ([3])

وللتعلم التعاوني العديد من التعريفات ، فقد عرفه (slavin) على انه " طريقة من طرق التدريس التي تسعى إلى تعزيز وتشجيع التعاون والتفاعل بين الطلاب وإزالة نزعة التنافس القائمة بينهم والتي تؤدي في الغالب إلى نتيجة ايجابية " ([4])

وعرفه(Johnson) على أنه " استخدام المجموعات الصغيرة للتعلم مما يجعل الطلاب يعملون مع بعضهم بهدف الوصول للحد القصى من التعلم لهم وللآخرين"([5])

وترى (کوثر کوجک) ان التعلم التعاوني " نموذج تدريسي يتطلب من الطلاب العمل مع بعضهم البعض والحوار فيما بينهم فيما يتعلق بالمادة الدراسية ، وأن يعلم بعضهم بعضا ، وفي اثناء هذا التفاعل الفعال تنمو لديهم مهارات شخصية واجتماعية ايجابية "([6])

ويرى (خلف العتري) "أن التعلم التعاوني لا يتطلب من القائمين عليه نفقات إضافية أو تجهيزات تکنولوجية، أو تغييرات کبرى في التنظيم الدراسي بل يتطلب أناسا متحمسين من طلبة ومعلمين واداريين عقدوا العزم على التعاون لإنجاح عملية التعلم وتحسين مخرجات التعليم"([7])

مما سبق ترى الباحثة أن التعلم التعاوني هو موقف تعليمي / تعلمي کأحد أساليب التعليم الحديثة التي تقوم على التعاون القائم بين المتعلمين في صورة نشاط وتفاعل ايجابي متبادل يجمع بين اکثر من مجموعة من الأفراد حيث تتکون المجموعة من 3 : 6 طلاب ، يشعر فيه کل فرد في المجموعة أنه مسئول عن تعلمه وتعلم الآخرين لتحقيق اهداف مشترکة ويکون دور المعلم هو التوجيه والتنظيم العام واعطاء التغذية الراجعة عند الحاجة لکافة المجموعات، وتقديم التعزيز بشکل جماعي.

"وتأتي اهمية التعلم التعاوني في کونه يساهم في تقدم النواحي الاجتماعية والأکاديمية والنفسيةللطلاب، ويعمل على زيادة تحصيل الطلاب ومساعدة ذوي التحصيل الضعيف وبطيئي التعلم على المشارکة الفعالة والانخراط في روح الجماعة وزيادة الثقة بالنفس، والتغلب على المشکلات التي تواجههم. کذلک يعمل التعلم التعاوني على ايجاد الاحترام المتبادل بين الجماعات على اختلاف الرؤى والاتجاهات وايجاد الفرص للتفاعل بين الطلاب بشکل مدني ومتحضر، وبناء الخبرات التي تعزز الجوانب الوجدانية والتصورات المختلفة عن الآخرين". ([8])

مزايا التعلم التعاوني :

يتميز التعلم التعاوني عن غيره من أساليب التعلم بما يلي :

  • جعل الطالب محور العملية التعليمية .
  • تنمية المسئولية الفردية والجماعية لدى الطلاب .
  • تنمية روح التعاون والعمل الجماعي بين الطلاب .
  • اعطاء المعلم فرصة للمتابعة والتعرف على حاجات الطلاب .
  • تبادل الأفکار بين الطلاب واحترام آراء الآخرين وتقبل وجهات نظرهم.
  • تنمية اسلوب التعلم الذاتي ومهارات الاستماع والتحدث.
  • زيادة مقدرة الطلاب على حل المشکلات واتخاذ القرار .
  • تنمية مهارة التعبير عن المشاعر ووجهات النظر .
  • تنمية الثقة بالنفس والشعور بالذات .

 

الفرق بين التعلم الجماعي التقليدي والتعلم والتعاوني:

اوضحت (کوثر کوجک) الفرق بين التعلم التقليدي والتعلم التعاوني في الجدول التالي :

التعلم التعاوني

التعلم الجماعي التقليدي

التعلم التعاوني مبني على المشارکة الإيجابية بين أعضاء کل مجموعة تعلم تعاونية0

تبنى أهداف التعلم التقليدي بحيث يبدي الطلاب اهتماما بأدائهم وأداء کل أعضاء المجموعة

في التعلم التعاوني تظهر وبصورة واضحة مسئولية کل عضو في المجموعة تجاه بقية الأعضاء0

في التعلم التقليدي لا يعتبر الطلاب مسئولين عن تعلم بقية زملائهم ولا عن أداء المجموعة عموما0

مجموعة التعلم التعاوني يتباين أعضاؤها في القدرات والسمات الشخصية0

أعضاء مجموعة التعلم التقليدية متماثلة في القدرات.

في مجموعات التعلم التعاونية يؤدي کل الأعضاء أدوارا قيادية0

في مجموعة التعلم التقليدية القائد يتم تعيينه وهو المسؤول عن مجموعته0

مجموعات التعلم التعاوني تستهدف الارتقاء بتحصيل کل عضو إلى الحد الأقصى إضافة إلى الحفاظ على علاقات عمل متميزة بين الأعضاء .

في التعلم التقليدي يتجه اهتمام الطلاب فقط نحو إکمال المهمة المکلفين بها0

في مجموعات التعلم التعاوني يتم تعليم الطلاب المهارات الاجتماعية التي يحتاجون إليها( القيادة، بناء الثقة، مهارات الاتصال، فن حل خلافات وجهات النظر )0

في التعلم التقليدي فإن المهارات الاجتماعية( القيادة، بناء الثقة، مهارات الاتصال، فن حل خلافات وجهات النظر ) يفترض وجودها عند الطلاب ـ وهو غالبا غير صحيح0

في مجموعات التعلم التعاوني نجد المعلم دائما يلاحظ الطلاب ، ويحلل المشکلة التي ينشغل بها الطلاب ويقدم لکل مجموعة تغذية راجعة حول أدائها.

في التعلم التقليدي نادرا ما يتدخل المعلم في عمل المجموعات0

في التعلم التعاوني يحدد المعلم للمجموعات الإجراءات التي تمکنهم من التأمل في فاعلية عملها ([9])

لا يهتم المعلم في تحديد الإجراءات لمجموعات التعلم التقليدية0

الأسس والخطوات الهامة والضرورية لنجاح عمل المجموعات التعلمية التعاونية :

تمر طريقة المجموعات التعلمية التعاونية لکي تؤدي عملها على الوجه الأکمل بعدة أسس وخطوات يمکن إيجازها في الآتي : ([10])

1 ـ جو العمل : فالفاعلية في حل المشکلات تتطلب توفير جو مادي للجماعة يساعد على التعرف على المشکلة .

2 ـ الطمأنينة : إن العلاقة الطبيعية بين الطلاب لا تدع مجالا للخلاف ، وتسمح بالانتقال من المهام الفردية ، إلى أهداف الجماعة.

3 ـ القيادة الموزعة : توزيع القيادة بين الطلاب يؤدي إلى انغماسهم في المهام، کما يسمح بأقصى نمو ممکن بينهم.

4 ـ وضوح الأهداف : إن الصياغة الواضحة للهدف تزيد من الشعور بالجماعة، کما تزيد من اشتراک الطلاب في عملية اتخاذ القرارات.

5 ـ المرونة : على الجماعات أن تضع خطة عمل لاتباعها من البداية، مع وضع أهداف جديدة في ضوء الاحتياجات الجديدة ، وحينئذ يمکن تعديل خطة العمل.

6 ـ الإجماع : من الضروري أن تستمر عملية اقتراح القرارات، ومناقشتها، حتى تصل الجماعة إلى قرار يحصل على موافقة إجماعية.

7 ـ الإحاطة بالعملية : إن الإحاطة بالعملية الجماعية تزيد من احتمال التعرف على الهدفکما تسمح بالتعديل السريع للأهداف الرئيسة والفرعية.

8 ـ تقرير حجم المجموعات : تختلف أعداد طلاب المجموعات باختلاف موضوعات التعلم.

9 ـ توزيع الطلاب على المجموعات : ويتعين عند التوزيع مراعاة تنوع قدراتهم ، وميولهم، ودرجات رغبتهم في المشارکة والتعاون.

10ـ تخطيط مواد التدريس بالمجموعات المتعاونة : ينبغي أن يتم تخطيط المواد بصيغ مشجعة على التفاعل والتعاون المشترک لأفراد المجموعة الواحدة ، والمجموعات مع بعضها بعضا.

11ـ توضيح مهمة التحصيل للمجموعات المتعاونة ، بإعلام طلاب المجموعة بطبيعة التعلم الذي سيقومون به ، وبالأهداف التي سيحققونها ، ونوع المفاهيم والمعارف المتصلة بکل ذلک .

12ـ اقتراح أساليب ووسائل مشترکة لتوحيد وتکثيف وتعاون أفراد المجموعة وتفاعلها من جانب ، ومتابعتهم والتعرف على مدى تعاونهم ومشارکتهم في التعلم والتحصيل من جانب آخر .

13ـ توضيح المعايير اللازمة لنجاح التحصيل والتعلم للمجموعات التعلمية التعاونية.

14ـ تحديد أنواع السلوکيات المرغوبة نتيجة عمل المجموعات التعاونية ، ومتابعة وتوجيه هذه السلوکيات للوصول بها إلى الأفضل .

15. مساعدة المجموعات المتعاونة في التغلب على صعوبات التعلم ، وتقديم التغذية الراجعة اللازمة لتکميل وتصحيح ما أخفقوا فيه .

16. تقويم کفاية تعلم الطلاب بالمجموعات التعلمية المتعاونة ، بالاختبارات ومواقف التحصيل المتنوعة

استراتيجيات التعلم التعاوني وخطوات تنفيذها :

تتعدد وتتنوع الاستراتيجيات التي تستخدم للتعلم التعاوني؛ نتيجة للتطور في مجال العلم التربوي، وللدراسات والبحوث التي تجرى في المجال، وهناک استراتيجيات عامة للتعلم التعاوني يصلح استخدامها في مختلف العلوم الدراسية، کما أن هناک استراتيجيات متخصصة ظهرت نتيجة لتلاقي جهود البحث في المجال التربوي والمجال التخصصي، والمجال هنا لا يتسع بشکل أکبر للاستراتيجيات المتخصصة ، وسيعرض فيما يلي تعريف ببعض الاستراتيجيات العامة ، ولخطوات تنفيذها داخل القاعات الدراسية ([11]).

1-ترتيب المهام المتقطعة Jigsaw

وهي إستراتيجية تقوم على تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة تتألف من (3_5) طلاب، وتقسيم الدرس إلى مهام فرعية تتناسب وحجم المجموعة، ويقوم أفراد کل مهمة فرعية بإتقانها والعودة للمجموعة الأساسية لتبادل الخبرات فيما بينهم، ويسير تنفيذ الاستراتيجية وفقا للخطوات التالية :-

  • تکوين مجموعات الأساس، ويتم ذلک من خلال تقسيم الطلاب داخل قاعة الدراسة إلى مجموعات صغيرة من 3- 5 طلاب، وتقسيم الدرس إلى مجموعة من المهام الفرعية يعطى کل فرد في کل مجموعة مهمة واحدة ليدرسها .
  • تکوين مجموعات الخبرة، ويتم ذلک من خلال تجميع أفراد المهمة الواحدة في مجموعات الأساس في مجموعات صغيرة يتحدد عددها بعدد المجموعات الإجمالي في قاعة الدراسة ، ليتدارسوا فيما بينهم المهمة الموکلة لهم من خلال المصادر المتاحة، بشکل مبني على التفاعل المباشر والتعاون المثمر فيما بينهم .
  • العودة للمجموعات الأساس والتفاعل لتحقيق المهمة ، ويتم ذلک بعد إتقان مجموعة الخبرة للمهام الموکلة إليهم، ويجوز التأکد من ذلک بإعطاء اختبارات، حيث يعود کل فرد إلى مجموعته وقد أتقن مهمة فرعية من مهام التعلم، ويتم التعاون والتنسيق فيما بينهم حتى يعلم کل منهم الآخر المهمة التي أتقنها بحيث تتکامل المهمة لدى کل الأفراد، ويقدم المعلم العون لمن يحتاجه من أفراد کل المجموعات.
  • إعطاء الاختبارات والتعزيز؛ حيث تقدم الاختبارات للأفراد داخل المجموعات بشکل فردي، ولا يسمح بالتعاون في هذه الحالة على أن تکون الاختبارات شاملة لجميع عناصر المهمة، ويعطى الأفراد داخل المجموعات الدرجة التي يحصل عليها أقلهم تحصيلا، وحينئذ يعطي التعزيز اللازم أو الألقاب .

2- تقسيم الطلاب إلى فرق بحسب مستوى التحصيل (STAD)

وتقوم هذه الإستراتيجية على مبدأ تعاون الطلاب ذوي التحصيل المتدني والمتوسط مع زملائهم ذوي التحصيل المرتفع لتحقيق هدف واحد أو مهمة واحدة من مهام التعلم، بحيث يصل الجميع لمستوى إتقان متقارب، وتسير هذه الإستراتيجية وفقا للخطوات التالية:

  • تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة تتألف من (2-5) أفراد متفاوتي القدرة التحصيلية .
  • عرض الدرس من قبل المعلم أسبوعيا باستخدام المحاضرة أو المناقشة
  • يدرس الطلاب أعضاء الفرق المادة من مصادرها، وبالتعاون بينهم من خلال حلقات النقاش أو بأي وسيلة أخرى ممکنة حتى يتمکنوا من تحصيل هذه المادة وإنجازها .
  • توزع أوراق عمل وثيقة بالمادة ، وينبه عليهم بأنهم لن ينتهوا من العمل ، إلا إذا فهم الجميع المهمة الموکلة إليهم تماما.
  • تقديم الاختيارات ورصد الدرجات بأن يحصل الطالب على نقاط إضافية بحسب درجة إسهامه في المجموعة حتى يصل للحد الأقصى للنقاط وهو عشر درجات .
  • تعلن نتيجة الاختبارات أسبوعيا، ويحصل علي أفضل تعزيز الفريق الحاصل على أکثر النقاط.

3-فرق الألعاب التعاونية TGT

وهي إستراتيجية تقوم على التنافس بين أعضاء الفرق التعاونية في مسابقة مع أعضاء الفرق الأخرى الذين يماثلونهم في الدرجات وفي المستوى من أجل حصد أکبر عدد من النقاط لفريقهم، وهي تقوم على خطوات الاستراتيجية السابقة نفسها، ولکن بدلا من حساب درجة إسهام کل في مجموعته، تجرى المسابقات بين الأفراد في المجموعات المختلفة والمتشابهين في القدرات من أجل تحصيل أکبر قدر ممکن من النقاط لفريقهم .

4-التفريد من أجل الفريق  TIA

وتعد هذه الإستراتيجية مزيجا من التعلم الجماعي والتعلم الفردي، وهي نتاج لتلاقي أفکار تفريد التعليم والتعلم التعاوني، حيث إنها إستراتيجية تعتمد على التعلم الذاتي الذي يحترم التعاون بين الطلاب لإنجاز المهام في الفرق، ويمکن إيضاح خطواتها فيما يلي :

  • تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة العدد من (3-5) غير متجانسين
  • التشخيص الأول، وفي هذه الخطوة يتم تقديم اختبارات تشخيصية ليتسنى وضع الطالب في المجموعة التي تناسبه، ليتعلم ما يناسبه من المادة الدراسية.
  • تقوم المجموعات بتعلم وحدات مختلفة من المادة الدراسية بطريقة فردية، في إطار مجموعة من الأنشطة المنظمة التي تضمن لهم الإتقان .
  • التشخيص الثاني، وتقدم من خلال هذه الخطوة اختبارات تشخيصية هدفها التأکد من إتقانهم للوحدات المکلفون بدراستها.
  • الالتقاء والتعاون، بتبادل الأفراد في المجموعات الخبرات التي أمکنهم تحصيلها، وتقديم المساعدة فيما بينهم حتى يصل کل أفراد الفرق لمستوى الإتقان المطلوب .
  • الاختبار ورصد الدرجات وتقديم التعزيز اللازم .

5-إستراتيجية لنتعلم معا Learning Together

وهي إستراتيجية تقوم على عمل الطلاب في المجموعات لإنتاج عمل واحد أو إنجاز مهمة واحدة، وتدور بينهم مناقشات وتبادل معلومات حتى يتم التأکد من فهم المادة التعليمية، وتسير هذه الإستراتيجية وفق الخطوات التالية :-

  • تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة تتألف من (3- 5) طلاب غير متجانسين .
  • تکلف کل مجموعة بإنجاز عمل واحد يشترک فيه الجميع .
  • تقدم المکافأة والتعزيز للمجموعة بناءا على عمله کجماعة، ويتوقف إعطاء المکافأة على کيفية العمل معا بصورة أفضل، وکيفية إنجاز وتحقيق هدف الجماعة .
  • يتقدم الجميع لاختبار نهائي فردي، وتعطى المجموعات على أساسه التعزيز اللازم .

6-إستراتيجية البحث الجماعي Group Investigation

وهي إستراتيجية تقوم على استخدام قدرات الطلاب على البحث والاستقصاء ليتم التعليم من خلاله في شکل تعاوني يسمح بتعلم الجميع، تحت توصية المعلم وإرشاده. وتسير هذه الإستراتيجية وفقا للخطوات التالية :-

  • تقسيم الطلاب إلى مجموعات من 2- 6 طلاب کحد اقصى .
  • تحديد الموضوع البحثي .
  • تخطيط مهام التعلم .
  • البحث والاستقصاء .
  • تحليل الطلاب للمعلومات التي جمعها وتلخيص لبعضها وعرضها على الزملاء .
  • التقويم، ويتم هنا من خلال تحليل الطلاب لأعمال زملائهم تحت إشراف وتوصية المعلم .

ومن مميزات التعلم التعاوني أنه يمکن تنفيذه بأکثر من استراتيجية واحدة وهذا ما يميزه عن طرق التدريس الأخرى .

"ويعتبر مجال التربية الفنية أحد المجالات التي ترکز على العلاقة بين التربية والفن والکيفية التي يصبح بها الفن وسيلة فعالة للتعلم ، ومما لا شک فيه أن هناک صلة بين التربية الفنية کمجال وبين التحليل النفسي ، فالمجال الأول يعني برعاية الشخصية وتنعکس آثارها في التعبيرات الفنية مهما اختلفت الخامات والوسائل التي يتناولها الفنان في تعبيره . والمجال الثاني يحلل الشخصية ليکشف عن بعض المعوقات التي تسبب عدم اتزانها أو عدم تکيفها مع المجتمع" ([12]) .

وقد رأت الباحثة ضرورة الربط بين المجالين کي يستطيع معلم التربية الفنية أن يحقق أحد اهدافه الرئيسية وهو بناء الشخصية السوية متعددة الجوانب الإيجابية .

والتشکيل الخزفي کغيره من المجالات الفنية التي تدرسها طالبات الکلية في مرحلة اعدادهن کمعلمات للتربية الفنية يشمل العديد من الجوانب الفنية والتقنية والتربوية التي يجب ان تمر بها طالبات الکلية لتأهيلهن وتنمية قدراتهن کي يتمکن من تطويع وصياغة الخامات الخزفية بصورة جمالية ومعاصرة ، ليتحقق من خلالها العديد من الجوانب التعبيرية وفقا لأساليب التشکيل الخزفي التي هي دائما في نمو وتطور .

لقد اتجه الفنان الخزاف في العصر الحديث ومنذ بدايات القرن العشرين وحتى الآن إلى التجريب والبحث عن الجديد بهدف تطوير اسلوبه سواء من الناحية الفنية أو التقنية سعيا وراء التوصل إلى رؤى جديدة في التشکيل الخزفي تکون منطلقا له للتعبير عن ذاته وترجمة احاسيسه الفنية بصورة تواکب العصر الحالي . ولعل هذا الاتجاه کان منبعه الأساسي هو ما حدث منذ تلک الفترة من تطور فکري وتربوي وعلمي وتکنولوجي سريع ومستمر کان له الأثر البالغ في تطور الرؤية الفلسفية للفن بصفة عامة ومجال التشکيل الخزفي بصفة خاصة .

إلا أن اسلوب التعلم التعاوني لم يأخذ الاهتمام الکافي من قبل الباحثين في مجال التربيةالفنية وخصوصا في المجالات العملية کمجال الخزف ، بالرغم من أنه مجالا خصبا من الممکن أن يطبق فيه العديد من الاستراتيجيات الحديثة في التعليم والتعلم .

وقد قامت الباحثة بتطبيق إحدى استراتيجيات التعلم التعاوني وهي ( استراتيجية الفرق الدراسية تبعا لأقسام التحصيل “STAD” ) ، على عينة من طالبات الفرقة الثانية بقسم التربية الفنية بکلية الفنون والتصاميم وذلک للوصول إلى تحقيق التقدم الفکري والتقني ، والتطور في اتخاذ القرار وحل المشکلات لدى الطالبات (عينة التجربة) ، وقد تم تتابع اجراءات التجربة کما يلي :

أ. اختيار عينة التجربة :

تکوت عينة التجربة من (20) طالبة من طالبات الفرقة الثانية بقسم التربية الفية بکلية الفنون والتصاميم ،متفاوتي القدرة التحصيلية ، وقد تم تقسيمهم إلى مجموعات صغيرة تتألف من (2-4) أفراد متبايني المستويات المهارية في کل مجموعة.

ب . زمن التطبيق :

تم تحديد زمن التطبيق بخمسة لقاءات بواقع 3 ساعات للقاء الواحد .

ج . الفکرة العامة للتطبيق الخزفي وفقا لمفهوم التعلم التعاوني :

تم تحديد التطبيق الخزفي المجسم ذو الثلاثة ابعاد ، والمستمد هيئته الشکلية من تحليل (الکرة والشريحة ) والجمع بينهما من خلال التراکب أو التجاور أو التداخل حيث تم إختيار فکرة هذا النشاط بعد عرض وحوار ومناقشة بين الباحثة والطالبات .

د . الخامات والأدوات :

تم تحديد خامة الطين الحديدي الأحمر (متوسط التأثر بالحرارة) کأساس تشکيلي نظرا تميز خصائصها التشکيلية ومناسبتها لقدرات الطالبات کما تم تحديد البطانات الطينية بألوانها المحددة لمعالجة اسطح الهيئات الشکلية المنفذة (إن تطلب ذلک) ، أما من حيث الأدوات فقد استخدمت الدفرات بأشکالها المختلفة والتي تتناسب وطبيعة التشکيل .


ه . إجراءات التطبيق واسلوب التقييم :

استغرق إجراء تطبيق التعلم التعاوني في مجال التشکيل الخزفي المجسم والمطبق على عينة من طالبات الفرقة الثانية بقسم التربية الفنية في کلية الفنون والتصاميم بمحافظة جدة بالمملکة العربية السعودية خمس اسابيع بواقع مقابلة واحدة في الأسبوع کالتالي :

المقابلة الأولى : تم فيها طرح فکرة العمل من قبل الباحثة على جميع الطالبات (عينة البحث) ، ومن خلال المناقشة والحوار تم الاتفاق على أن تکون الأشکال الهندسية وتحليلاتها المختلفة هي المنطلق الفني لبناء الشکل الخزفي المجسم المزمع تنفيذه جماعيا ، على أن يتم بالابتکار في هيئته بجانب الحفاظ على الوحدة الکلية للشکل النهائي المنتج . وقد قامت الباحثة في هذه المقابلة بالقيام بالعديد من العروض العملية من حيث تحليل بعض الأشکال الهندسية کالکرة والمکعب والاسطوانة ، أو من حيث تحقيق بناء خزفي مجسم يجمع بين أکثر من تحليل سواء من خلال التجاور والتراکب والتداخل فيما بينهم . ولزيادة مدرکات الطالبات العملية أتاحت الباحثة لهم فرصة التجريب في عمل نماذج طينية مصغرة لفهم وإدراک الفکرة العامة ، هذا إلى جانب عرض نماذج متباينة من قبل الباحثة .

وقد تم تقييم کل طالبة على حده طبقا للمهارة التقنية والفکرية للتشکيل وبناء الوحدة الکلية للعمل الخزفي ، ومن ذلک تم تقسيمهم إلى مجموعات متفاوتة المهارة .

المقابلة الثانية : تم فيها توزيع الطالبات عينة التجربة في مجموعات تتکون المجموعة من (2: 4) طالبات متبايني المستوى ، وطرح عليهم فکرة تطبيق بناء خزفي يشترک فيه أفراد المجموعة الواحدة بحيث تتفق کل مجموعة على نوع الأشکال الهندسية واسلوب التشکيل الخزفي ، والمعالجة السطحية أو اللونية له مع مراعاة أن يشترک الجميع بدءا من التصميم وانتهاءا بتجميع الأعمال في بناء واحد متکامل سواء بالتجاور أو التراکب أو التداخل ، أو الجمع بينهم على أن يکون دور الباحث يترکز في النصح والإرشاد والتوجيه دون سيطرة .

المقابلة الثالثة : بعد وضع التصور العام للشکل الخزفي لکل مجموعة ، وتوزيع المهام فيما بينهم قامت کل طالبة بتنفيذ الجزء الخاص بها منفردة مراعية النسب والاتزان في مکوناته ، مع ضرورة الالتقاء والتجمع على فترات لضمان تکامل العمل .

المقابلة الرابعة : تم الاستمرار في تنفيذ الأعمال المنفردة مع القيام بمراعاة جوانب القصور في التشکيل من خلال المناقشات وابداء الآراء من الطالبات بين بعضهن البعض وبنصائح وتوجيهات من الباحثة وذلک لضمان وحدة وتکامل اجزاء العمل .

وفي هذه المقابلة وما يسبقها قامت الباحثة بتقييم أعمال کل طالبة على حده مع مراعاة ما بذلته من جهد تعاوني ، وهذا التقييم يعتبر جزء من التقييم النهائي ، أما الجزء المتبقي فهو الجزء الخاص بالتقييم الجماعي مقارنة بالمجموعات الأخرى .

المقابلة الخامسة : قامت طالبات کل مجموعة بتجميع اعمالهم الفردية بحيث يکمل کل منها الآخر في عمل کلي واحد سواء بالتراکب أو التجاور أو التداخل ، على أن يشترک طالبات کل مجموعة في تکملة إجزاء العمل ککل وتعديل ما يمکن لتحقيق الوحدة الفنية ، بحيث تساعد کل طالبة زميلتها في تعلم اسلوبها أو تحقيق التکامل اللوني أو الملمسي بين مکونات العمل الخزفي الجماعي .

وفي نهاية تنفيذ العمل قامت الباحثة بتقييم العمل الجماعي لکل المجموعات بحيث تم تقييم کل طالبة في المجموعة في صورة درجات إضافية تضاف للطالبة ، ووزعت هذه الدرجة على افراد تلک المجموعة بالتساوي کدرجة تضاف إلى الدرجة السابقة ووضعها في التقييم الفردي .

و . نتائج التطبيق التجريبي وتحليلها :

من خلال تطبيق فعاليات التعلم التعاوني على عينة الطالبات تم التوصل إلى مجموعة من النتائج عبارة عن (7) أعمال خزفية ، کل عمل مکون في اجزائه من الأعمال الفردية التي کلفت بها کل طالبة لتکون في النهاية مع بعضها البعض العمل النهائي ، والتي ظهرت کالتالي :

  • العمل الأول : شکل رقم (1) اشترک في تنفيذه طالبتان ، حيث اعتمد التشکيل فيه على الجمع بين الکرة والشريحة في مزاوجة تشکيلية متجاورة .
  • العمل الثاني : شکل رقم (2) اشترک في تنفيذه ثلاثة طالبات واعتمد الاسلوب التشکيلي فيه على الشريحة الطينية وتحليلاتها بالإضافة إلى الکرة کعنصر مکمل للتشکيل ، وتم تنفيذ الأعمال بشکل منفرد لکل طالبة ثم قامت الطالبات بتجميع الأشکال عن طريق التداخل والتقابل في هيئة خزفية متناسقة .
  • العمل الثالث : شکل رقم (3) اشترک في تنفيذه اربعة طالبات واعتمد الاسلوب التشکيلي فيه على استخدام الکرة والشريحة في تکوين مترابط ، حيث قامت کل طالبة بعمل جزء منفصل (کما هو موضح بأسفل الشکل) أما في اعلى الشکل فيتضح العمل الجماعي في هيئة واحدة تتسم بالوحدة العامة مع التأکيد على الترابط بين مکوناته من خلال المعالجات الملمسية .
  • العمل الرابع : شکل رقم (4) اشترک في تنفيذه طالبتان واعتمد الاسلوب التشکيلي فيه على استخدام الشريحة والربط بينها وبين الکرة بتحليلاتها المختلفة في تجاور الأجزاء وترابطها ، وقد اتفقت الطالبتان على انشاء جزء ثالث ليکون رابطا رأسيا بين جزئين افقيين للعمل الخزفي .
  • العمل الخامس : شکل رقم (5) اشترک في تنفيذه ثلاثة طالبات واعتمد الاسلوب التشکيلي فيه على الجمع بين التحليلات المختلفة للکرة والربط بينها بالشريحة الطينية في اتجاهات متنوعة ، وتم تجميعهم بالتراکب والتجاور .
  • العمل السادس : شکل رقم (6) اشترک في تنفيذه اربعة طالبات حيث اعتمد الاسلوب التشکيلي فيه على العلاقة التبادلية بين الشريحة الطينية وتحليل الکرة مع استخدام البطانه الطينية الملونة للربط بين العمل الخزفي الکلي .
  • العمل السابع : شکل رقم (7) اشترک في تنفيذه طالبتان حيث اعتمد الأسلوب التشکيلي فيه على الکرة وتحليلاتها بين السالب والموجب والجمع بين الأجزاء في وحدة متکاملة .

وبتحليل النتائج اتضح التأثير الفکري والتقني المتبادل بين الطالبات کرد فعل ايجابي للتعلم التعاوني ودوره في تنمية الاتجاهات المعرفية والتشکيلية في مجال الخزف.

النتائج والتوصيات :

النتائج :

  1. أمکن التوصل إلى رؤى مبتکرة ومتقدمة في التشکيل الخزفي لطالبات الفرقة الثانية بقسم التربية الفنية في کلية الفنون والتصاميم ، اعتمد بناؤها على تطبيق استراتيجية التعلم التعاوني .
  2. ساهمت استراتيجية التعلم التعاوني في تشجيع الطالبات على التفاعل والنقاش فيما بينهن بشکل ساعد على زيادة تحصيلهن العلمي والفني ، ومشارکتهن الفعالة في التغلب على المشکلات بشکل جماعي مع احترام ذاتية کل طالبة .
  3. کان لتطبيق استراتيجية التعلم التعاوني في مجال الخزف دور اجتماعي وتربوي تمثل في شعور الطالبات بالثقة بالنفس خاصة الانطوائيات منهن وذلک من خلال شعورهن بتقدير الآخرين لهن ، وأن عملهن جزءا لا يتجزأ من البناء الفني التشکيلي المتکامل .
  4. افاد التعلم التعاوني الطالبات في ابراز قدراتهن المهارية وإمکان تعديلها من خلال تبادل خبراتهن وامکاناتهن المتنوعة في مجال التشکيل الخزفي .
  5. أثبت أسلوب التعلم التعاوني زيادة التواصل البصري الذي بدوره يشجع التواصل الصادق ، ويساعد على إيجاد علاقات تتسم بالاحترام بين أعضاء المجموعة .
  6. إن مما ينبغي معرفته أن الاعتماد المتبادل الإيجابي هو أساس التعلم التعاوني ، فبدونه لا وجود للتعاون .

التوصيات :

  1. توصي الباحثة بضرورة تعميم تطبيق استراتيجية التعلم التعاوني في المقررات العملية بکلية التصاميم والفنون وبخاصة مقررات الخزف لما لتلک الاستراتيجية من أهمية تفاعلية بين الطالبات ومساعدتهن في تبادل الآراء وسرعة اتخاذ القرار.
  2. اقتراح تصميم فکرة أسلوب التعلم التعاوني في مجال العمل الجامعي التربوي ، وإعطاء المعلمين المزيد من آلية التدريب لهذا الأسلوب في قيادة الصف الدراسي .

 

أعمال التجربة التطبيقية للتعلم التعاوني لطالبات الفرقة الثانية

في قسم الرسم والفنون، بکلية التصاميم والفنون

 

 

 

شکل (1)

العمل الفني الأول (اشترک في تنفيذه طالبتان)

 

 

 

 

 

 

شکل (2)

العمل الفني الثاني (اشترک في تنفيذه ثلاثة طالبات)

 

 

         
     
 
     
 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل (3)

العمل الفني الثالث (اشترک في تنفيذه اربعة طالبات)

 

 

 

 

 

 

شکل (4)

العمل الفني الرابع (اشترک في تنفيذه طالبتان)

 

 

 

 

 

شکل (5)

العمل الفني الخامس (اشترک في تنفيذه ثلاثة طالبات)

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل (6)

العمل الفني السادس (اشترک في تنفيذه اربعة طالبات)

 

 

 

 

 
شکل (7)

العمل الفني السابع (اشترک في تنفيذه طالبتان)

 



(1) جونسون ديفيد وجونسون روجر: "التعلم الجماعي والفردي"، ترجمة: رفعت محمود إبراهيم، دار الفکر، القاهرة، 1998م ، ص 48.

(1) محمد مصطفى الديب: "دراسات في اساليب التعلم التعاوني" ، عالم الکتب ، القاهرة – 2004م ، ص 257.

(2) سالم بن على سالم القحطاني: "فاعلية التعلم التعاوني في تحصيل الطلاب وتنمية اتجاهاتهم في الدراسات الاجتماعية بالمرحلة المتوسطة" ، مجلة کلية التربية – جامعة الامارات المتحدة ، السنة الخامسة عشر ، العدد 17، 2000م ، ص 46.

([4]) Slavin , R. : “Cooperative Learning (Theory, research, and practice”, (2nd ed) boston, Allyn and Bacon, 1994, p82.

(4) جونسون ديفيد : مرجع سابق ، ص 99.

(5) کوثر کوجک : "اثر التعلم التعاوني استراتيجية تحقق هدفين" ، مجلة دراساتتربوية ، کلية التربية – جامعة حلوان، مج 7 ، ج 43 ، القاهرة ، 1992م ، ص 315.

(6) خلف بن قليل العتري : "اثر استخدام استراتيجية التعلم التعاوني في تنمية بعض المهارات النحوية لدى الطلاب المعوقين سمعيا في الصف الأول الثانوي بمدينة الرياض" ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة ام القرى ، کلية التربية ، المملکة العربية السعودية ، 1429ه – ص3.

(2) غباشنه يسري علي محمود : "اثر طريقة التعلم التعاوني والقدرة القرائية في الاستيعاب القرائي" ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة اليرموک ، الاردن ، 1994م – ص 54

(1) کوثر کوجک: مرجع سابق، ص 138

(2) شايع سعود الشايع : "أسلوب التعلم التعاوني ودوره في تحفيز الفهم القرائي لمادة اللغة العربية (دراسة تجريبية)" ، رسالة دکتوراه غير منشورة ، کلية التربية ، جامعة الکويت ، ص 76.

(1) D. W. Johnson of R.T. Johnson: (1984) “Circles of Learning Cooperation in the Classroom” ASCD, ISCD , London. p 87

(1) محمود البسيوني : "التربية الفنية والتحليل النفسي" ، عالم الکتب ، القاهرة ، 1995م – ص 24

  1. مراجع البحث :

    أولا : المراجع العربية والرسائل العلمية :

    1. جونسون، ديفيد وجونسون، روجر: (1998م) " التعلم الجماعي والفردي" ، ترجمة رفعت محمود إبراهيم ، دار الفکر العربي ، القاهرة .
    2. خلف بن قليل العتري : (1429ه) "اثر استخدام استراتيجية التعلم التعاوني في تنمية بعض المهارات النحوية لدى الطلاب المعوقين سمعيا في الصف الأول الثانوي بمدينة الرياض" رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة ام القرى ، کلية التربية ، المملکة العربية السعودية .
    3. سالم بي علي سالم القحطاني : (2000م) "فاعلية التعلم التعاوني في تحصيل الطلاب وتنمية اتجاهاتهم في الدراسات الاجتماعية بالمرحلة المتوسطة" مجلة کلية التربية ، جامعة الإمارات العربية ، السنة الخامسة عشر ، العدد 17 .
    4. شايع سعود الشايع : (2007م) "أسلوب التعلم التعاوني ودوره في تحفيز الفهم القرائي لمادة اللغة العربية (دراسة تجريبية) ، رسالة دکتوراه غير منشورة ، کلية التربية ، جامعة الکويت .
    5. غباشنة يسري علي محمود : (1994م) "اثر طريقة التعلم التعاوني والقدرة القرائية في الاستيعاب القرائي" ، رسالة ماجستير غير منشورة ، جامعة اليرموک ، الأردن .
    6. کوثر کوجک : (1992م) "اثر التعلم التعاوني استراتيجية تحقق هدفين" ، مجلة دراسات تربوية ، کلية التربية ، جامعة حلوان ، القاهرة ، مج (7) ، ج (43) .
    7. محمد مصطفى الديب : (2004م) "دراسات في اساليب التعلم التعاوني" ، عالم الکتب ، القاهرة .
    8. محمود البسيوني : (1995م) "التربية الفنية والتحليل النفسي" ، عالم الکتب ، القاهرة .

    ثانيا : المراجع الأجنبية :

    1. Cohen E. : (1994) “Restructuring the Classroom for Productive Small Groups” ,Review of Educational Research, N.Y. , USA.
    2. D. W. Johnson of R.T. Johnson: (1984) “Circles of Learning Cooperation in the Classroom” ASCD, ISCD , London.
    3. Slavin R. : (1994) “Cooperative Learning, (Theory, Research and Practice)” , (2nd ed) Boston, Allyn and Bacon.

    شبکة الانترنت :

    1. www.4shared.com/get/rKVegqG