فعالية برنامج إرشادي تکاملي في تخفيف الأعراض الاکتئابية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية *

المؤلفون

1 مدرس الصحة النفسية المساعد کلية التربية – جامعة المنصورة

2 أستاذ الصحة النفسية کلية التربية - جامعة المنصورة

المستخلص

ملخص البحث:
استهدفت الدراسة فحص فعالية برنامج إرشادي تکاملى لتخفيف الاعراض الاکتئابية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية . تکونت عينة الدراسة من (20) تلميذا من تلاميذ الصف الثاني الإعدادي ، وتم استخدام الأدوات الآتية : مقياس الاکتئاب للصغار (إعداد : غريب عبدالفتاح ) – مقياس المسح النيورولوجى السريع (إعداد : عبدالوهاب کامل ) – مقياس القدرة العقلية ( إعداد : فاروق عبدالفتاح موسى ) – برنامج إرشادى تکاملى لتخفيف الأعراض الاکتئابية (إعداد : الباحث ) ، وباستخدام اختبار فريدمان للقياسات المتکررة واختبار ويلکوکسون للقياسات المرتبطة تمت معالجة فرض الدراسة ، وقد أسفرت الدراسة عن : وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية على مقياس الأعراض الاکتئابية فى القياسات الثلاثة : القبلي والبعدى والمتابعة للبرنامج الإرشادي .

مقدمة :

يعد الاهتمام بالثروة البشرية ضرورة حتمية لتقدم المجتمع ورقيه ، وتزداد ضرورة الاهتمام بالتحصيل الدراسي لدى التلاميذ ذوى القدرات العقلية المرتفعة وفى الوقت ذاته ذوى المستويات التحصيلية المنخفضة ؛ نظرا لما يمثله تدنى التحصيل من مشکلات للتلاميذ وأسرهم والمسئولين عن النظم التعليمية والثروة القومية للبلاد ( نبيل شرف الدين ، 2003 : 43 ) .

فانخفاض التحصيل الدراسي له تأثير نفسي سييء لدى مرتفعي الذکاء نتيجة لتداخل انطباعات ومشاعر متضاربة أو متناقضة ؛ حيث يدرک التلميذ أنه من ذوى الذکاء المرتفع ، ولکنه في الوقت ذاته غير قادر على الإنجاز الأکاديمي وغير قادر على مسايرة المواقف المدرسية المختلفة ؛ مما يدفعه إلى استخدام ميکانيزمات الدفاع عن الذات مثل: تجنب القيام بأداء بعض الواجبات المدرسية ، وإنکار فکرة اعتباره من منخفضي التحصيل ، وإسقاط ما يخبره من مشاعر کالغضب والقلق في مختلف المواقف على الآخرين لتقليل کم الضغوط الواقعة عليه وتقليل الشعور بعدم الکفاءة وعدم القدرة على مسايرة المواقف المدرسية المختلفة ( عادل عبدالله ، 2003 : 253 ) .

ويتسم التلاميذ مرتفعو الذکاء منخفضو التحصيل بمجموعة من الخصائص منها : نسبة ذکاء عالية أو على الأقل يکونون متوسطي الذکاء – ذوى مستوى دراسي أقل من المتوسط – لديهم مفهوم منخفض عن الذات – ولديهم اتجاه سالب نحو المدرسة – غير ناضجين ومهملين – إضافة إلى أنهم يعانون من الانسحاب الحاد والعدوانية وتشتت الانتباه وشرود الذهن، إضافة إلى المشکلات الاجتماعية ( سعدة إبراهيم ، 2007 : 95-96)

کما تشير بيليس Biliss, 1992 : 352) ) إلى معاناتهم من الوحدة والصراع النفسي والنکوص إلى مراحل أولية وکثرة الدفاعات النرجسية ، کما أنهم يتجنبون المشارکة في الأنشطة داخل الفصل ولديهم مشکلات کبيرة في إنهاء ما يکلفون به من أعمالهم ويفشلون في دروسهم ويزعجون معلميهم وعائلاتهم .

وقد أشار الباحثون إلى وجود علاقة ثنائية الاتجاه بين الأعراض الاکتئابية والأداء التحصيلي المنخفض ، حيث يحصل التلاميذ الناجحون تحصيلياً على التدعيمات الإيجابية ، بينما يتعرض الفاشلون لخبرات ضاغطة من شأنها أن تزيد من خطر الإصابة بالاکتئاب ، والذي بدوره يُضعف الأداء ليؤدى ذلک إلى مزيد من الفشل ( غريب عبدالفتاح ،2002 : 751 ) .

ومن ناحية أخرى وبمراجعة الأعمال المبکرة في التراث النفسي مثل دراسات : ( Collon , 1972 ; Kovacs,1977) يتبين معاناة مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل من الأعراض الاکتئابية ( 50: Taras,1993 ) .

وفى دراسة سيجل ووينشانک ( Seagull & Weinshank , 1984 ) والتي أجريت على عينة مکونة من ( 60 ) تلميذا منخفضي التحصيل من أصل ( 400 ) تلميذا من تلاميذ الصف السابع، أشارت النتائج إلى تميز منخفضي التحصيل بمجموعة من الأعراض الاکتئابية هي : المظهر الفاتر،الاستجابة السلبية للمدح أو التوبيخ من الآخرين ، الخمول الحرکي ، الفشل في العمل المدرسي ، القلق ، الانطواء .

کما يعانى هؤلاء التلاميذ من الخوف من التقييم السالب من جانب الآخرين حيث يسيطر عليهم الخوف من الفشل ؛ مما يؤدى بهم إلى الاستجابات الخاطئة والإدراک الخاطئ للتعليمات ؛ مما يشعرهم بالذنب والرفض وعدم السعادة والآلام الجسمية والصداع واضطرابات المعدة خاصة قبل أي موقف تقييمي (Mufson et.al , 1989 : 5 ) .

ويشير العاملون في المجال التربوي إلى أن التعرض المتکرر للطفل في مرحلة المراهقة المبکرة للتغذية الراجعة السالبة فيما يتعلق بالکفاءة الأکاديمية والاجتماعية يعمل على کف بزوغ مخطط الذات ويُسهل من نمو الاکتئاب ( غريب عبدالفتاح ، 2002 : 734 ) .

ويؤدى استمرار خبرات الفشل لدى هؤلاء التلاميذ إلى تطوير التلميذ لأفکار واتجاهات سلبية نحو ذاته ونحو الآخرين ، وتؤثر تلک الأفکار على هؤلاء التلاميذ فتجعل منهم شخصيات غير متوافقة في حالة صراع دائم بين الصواب والخطأ ، وعدم القدرة على مواجهة المواقف بفکر واقعي وعدم الإحساس بقيمة الذات مما يؤدى إلى ظهور الأعراض الاکتئابية (McCall, 1994, 17; Biliss, 1992,352 ).

 وقد أشارت دراسة سوزان سعد (2004 ) إلى فعالية برنامج إرشادي معرفي سلوکي في تخفيف الأعراض الاکتئابية لدى الموهوبين من تلاميذ المرحلة الإعدادية ، وأشارت دراسة أحمد محرم (2007 ) إلى فعالية برنامج إرشادي معرفي سلوکي في الوقاية من الأعراض الاکتئابية لدى التلاميذ المتفوقين عقليا ، کما أشارت دراسة حبيب وسيف الدين 2007) ( Habib & Seif El Din , إلى فعالية العلاج المعرفي السلوکي في تخفيف الاکتئاب لدى التلاميذ في الفئة العمرية من (12-17 ) سنة .

 ومن ناحية أخرى أشارت دراسة سعدة إبراهيم (2007) والتي أشارت إلى فاعلية برنامج لتنمية دافعية الانجاز لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية ذوى التحصيل المنخفض في المتغيرات الدافعية والمعرفية التالية : مفهوم الذات الأکاديمي – عادات الاستذکار – الاتجاه نحو المدرسة - سمات الشخصية ( الاستقلالية – الإتقان – الثقة بالنفس – المثابرة ) . أما دراسة محمود الطنطاوي (2009) فقد أشارت إلى فاعلية برنامج تدريبي متعدد المحاور مقدم للتلاميذ ومعلميهم وأمهاتهم في تحسين المستوى التحصيلى المنخفض الناتج عن ( انخفاض مفهوم الذات الأکاديمي – انخفاض مستوى دافعية الانجاز – الاتجاهات السلبية نحو المدرسة والمعلمين – عدم استخدام استراتيجيات تعلم مناسبة .

 ولذلک فانه يمکن تقديم التدخلات الإرشادية اللازمة لهؤلاء التلاميذ لتنمية التفاؤل والاعزاءات غير الاکتئابية والنشاطات التي ترقى بتقدير الذات الإيجابي، وأن يحصل التلاميذ منخفضي التحصيل على الدعم الاجتماعي من المدرسة ومدرسيها ، ومن الأسرة نظرا لأهمية مشارکة الآباء في متابعة التقدم الدراسي لأبنائهم وأهمية التواصل بين المدرسة والأسرة لتطوير أداء التلاميذ وتحسينه خاصة لدى التلاميذ مرتفعى الذکاء منخفضي التحصيل ( غريب عبدالفتاح ، 2002 : 751 ؛ Galloway , 1992 ) .

مشکلة الدراسة :

يؤدى انخفاض التحصيل لدى مرتفعي الذکاء إلى شعورهم المتزايد بالعجز واليأس وعدم الکفاءة وعدم قدرتهم على تغيير أي جانب من جوانب سلوکهم وانخفاض مستواهم عن الآخرين مما يقودهم إلى العزلة والوحدة ، ويتزايد لديهم الصراع الانفعالي والخوف من أن يتم رفضهم من الآخرين ( عادل عبدالله ، 2003 : 245 ) .

ويعانى هؤلاء التلاميذ من متلازمة الانخفاض التحصيلى والتي تتکون من: الأعراض الاکتئابية ، والقلق ، والافتقار إلى رؤية ذاتية واضحة للأهداف والقيم، وعدم القبول من الآخرين ، وعدم نضج علاقاتهم بالآخرين ، والافتقار إلى التبصر بالذات والآخرين ، والعمل المدرسي المتناقض ، وعادات دراسية غير جيدة ، والافتقار إلى الترکيز ، وأحلام اليقظة ، والنشاط الزائد ، وعدم انجاز الواجبات المطلوبة منهم ، وعدم التنظيم، والسلوک العدواني (Butler- por , 1987 : 7) .

وقد أشارت بعض الدراسات ومنها دراسة ( غريب عبد الفتاح ، 2002 ؛ seagull& weinshank , 1984 Taras,1993 ;) إلى ظهور الأعراض الاکتئابية لدى مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل کالحزن والتشاؤم وفقدان الاستمتاع والشعور بالذنب ومشاعر العقاب وعدم حب الذات ونقد الذات والتهيج والاستثارة والتردد والمظهر الفاتر والاستجابة السلبية للمدح أو التوبيخ من الآخرين والخمول الحرکي والفشل في العمل المدرسي والانطواء.

يتضح مما سبق أن التلاميذ مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل لديهم مستويات مرتفعة من الأعراض الاکتئابية وأن هناک حاجة ملحة لتخفيف تلک الأعراض من خلال استخدام الإرشاد التکاملي .

وبناءا على ما سبق يحاول الباحث التحقق من فعالية البرنامج الإرشادي التکاملي في تخفيف الأعراض الاکتئابية لدى مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل من تلاميذ المرحلة الإعدادية .

ويمکن تحديد مشکلة الدراسة الحالية في التساؤل الرئيس التالي :

ما فعالية البرنامج الارشادى التکاملي في تخفيف الأعراض الاکتئابية لدى مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل من تلاميذ المرحلة الإعدادية ؟

وتتلخص مشکلة الدراسة الحالية في التساؤل الآتي :

هل توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية على مقياس الأعراض الاکتئابية في القياسين القبلي والبعدى والمتابعة ؟

أهداف الدراسة :

تهدف الدراسة الحالية إلى اختبار فعالية البرنامج الإرشادي التکاملي في تخفيف الأعراض الاکتئابية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل .

أهمية الدراسة:

  • · تستمد الدراسة أهميتها الأکاديمية من تناولها لموضوع يعد – في حدود علم الباحث – واحدا من الموضوعات المهمة في مجال دراسات الإرشاد النفسي للطلاب مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل ، فالجهود البحثية – خاصة العربية - لا تزال قليلة في هذا المجال .
  • · وتتمثل الأهمية التطبيقية للدراسة في الاستفادة من البرنامج الارشادى في تخفيف الأعراض الاکتئابية لدى مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل من تلاميذ المرحلة الإعدادية مما ينعکس إيجابيا على مجمل حياة هؤلاء الطلاب ويساعد في تحسين توافقهم وصحتهم النفسية.

المفاهيم الإجرائية :

الانخفاض التحصيلى: يتحدد إجرائيا من خلال التباعد الدال بين الأداء الفعلي (کما يقاس بمجموع الدرجات التي حصل عليها التلميذ في امتحانات نهاية العام الدراسي في جميع المواد) والأداء المتوقع (کما يقاس باختبار القدرة العقلية إعداد : فاروق عبد الفتاح موسى)، بحيث يکون التباعد بين الذکاء والتحصيل+1

الأعراض الاکتئابية : تتحدد إجرائيا بالدرجة على مقياس الاکتئاب للصغار ( إعداد غريب عبد الفتاح ،1995) .

البرنامج الإرشادي التکاملي: البرنامج هو مجموعة من الإجراءات والأنشطة المخططة والأساليب والفنيات الإرشادية لتلاميذ المرحلة الإعدادية مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل بهدف مساعدتهم في تخفيف الأعراض الاکتئابية لتحقيق النمو السوي والتوافق النفسي ويتکامل ذلک مع إرشاد والدي ومعلمي هؤلاء التلاميذ باستخدام أساليب إرشادية متعددة مثل : المحاضرة والمناقشة .

الإطار النظري:

 تعد مشکلة انخفاض التحصيل الدراسي من المشکلات المعقدة نتيجة لتداخل وتفاعل عدة عوامل ، ولکنه بالإمکان معالجتها إذا تضافرت الجهود بين عناصر ثلاثة أساسية هى : التلميذ – الأسرة - المدرسة .

  • · العوامل المرتبطة بالتلميذ : کالحالة الصحية للتلميذ ، الحالة البدنية ، الحالة المزاجية أو الانفعالية للتلميذ ، الميل إلى الکمالية أو المثالية ، انخفاض قدرة التلميذ على المواجهة والتحدي ، افتقاره إلى التوجيه الذاتي، انخفاض دافعيته للتعلم ، انخفاض مفهومه عن ذاته وعدم تقديره لها (عادل عبد الله ،2003: 248 ).
  • · العوامل الأسرية : يحدد بتلر– بور (Butler- por , 1987 : 16-17) أهم العوامل الأسرية المسببة لانخفاض التحصيل الدراسي کما يأتي : الضغوط الأسرية الزائدة - التوقعات المرتفعة أو المتدنية للوالدين حول قدرات الابن - اتجاهات الوالدين نحو التعلم والتحصيل الدراسي - المناخ الأسرى .
  • · العوامل المدرسية : تتفق کاملة الفرخ وعبد الجابر تيم ( 1999 : 220 ) وعادل عبد الله ( 2003: 249) أن هناک مجموعة من العوامل المدرسية التي تؤدى للانخفاض التحصيلى منها : الجو المدرسي غير الملائم ، وسوء معاملة المعلمين للتلاميذ وإحباطهم لهم ، وعدم وجود فرص حقيقية للتحدي سواء في المدرسة أو في المقررات الدراسية المختلفة، وقلة التنافس في الفصل أو زيادته ، وعدم تقبل التلميذ لبعض المعلمين ومن ثم عدم الامتثال لهم، الضغوط المتزايدة التي يسببها الأقران ، وقلة فرص الإبداع والابتکارية، والروتين المدرسي المبالغ فيه ، وعدم استخدام أساليب أو استراتيجيات التدريس الملائمة ، وعدم تنوع الأنشطة اللامنهجية والمهام الأخرى .

الأعراض الاکتئابية لدى منخفضي التحصيل :

 أشارت العديد من الدراسات إلى معاناة التلاميذ مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل من الأعراض الاکتئابية ومن تلک الدراسات دراسة : (غريب عبد الفتاح ، 2003؛(Taras,1993; Richard , 2003 فالتلميذ منخفض التحصيل يقع في دائرة مغلقة، يؤدي الأداء المنخفض إلى الأعراض الاکتئابية ، وتعزز الأعراض الاکتئابية الأداء المنخفض ؛ کما أن التلاميذ منخفضي التحصيل يتعرضون لخبرات ضاغطة تؤدى إلى صعوبة التحکم في المواقف التحصيلية ؛ مما يزيد من فرص الإصابة بالأعراض الاکتئابية ويؤدى إلى مزيد من الانخفاض التحصيلى، فالعلاقة بين انخفاض التحصيل والأعراض الاکتئابية علاقة تبادلية.

 کما يشعر التلميذ منخفض التحصيل بنوع من التهديد لذاته وقدراته وکيانه ککل نتيجة لانخفاض تحصيله ، کما يشعر بعدم الکفاءة وعدم القدرة على مسايرة المواقف المدرسية المختلفة مما يدفعه إلى اتباع سلوکيات معينة يدافع بها عن ذاته تسمى "ميکانيزمات الدفاع عن الذات " حتى يقلل من کم الضغوط الواقعة عليه جراء ذلک ( عادل عبد الله ، 2003 : 253-254 ) .

 وهذا يستنفذ جزءا کبيرا من طاقة التلميذ ، فينخفض أداؤه المدرسي ، ويتقلص لديه الدافع للانجاز ويزداد شعوره بالعجز وعدم الکفاية، ويتعرض لمواقف الإحباط نتيجة لتکرار خبرات الفشل التي يواجهها ، فتنمو لديه سمات العجز کالتخلي عن محاولات تحقيق الانجاز وتکوين صورة سالبة عن الذات وسلوک الانسحاب وانخفاض في مستوى الأداء المدرسي واضطراب علاقاته بمعلميه ، وأسرته ، وفشله في إجراء أي تفاعل اجتماعي وافتقاره للقدرة على منافسة أقرانه بسبب تکرار فشله الأکاديمي (الفرحاتى السيد ، 2009: 95 ) .

الإرشاد النفسي للتلاميذ منخفضي التحصيل ذوى الأعراض الاکتئابية :

 يشير بلوير ( Bleuer , 1988 : 3 ) إلى أهمية دور المرشد النفسي في مساعدة التلاميذ منخفضي التحصيل ، فهو معلم ومساند لتقدم هؤلاء التلاميذ تجاه تحصيلهم ، کما أنه يوفر لهم معلومات عن البرامج الأکاديمية . والدور المقترح للمرشد يجعله مطورا وميسرا للتدابر الإرشادية المقدمة للتلاميذ منخفضي التحصيل ، وبصفة خاصة لابد وأن يشتمل دور المرشد على المهام الآتية :

  1. تطوير الخطة الإرشادية المدرسية .

2. تطوير استراتيجيات إثراء ومساعدة التلاميذ منخفضي التحصيل أو التلاميذ الذين يحتاجون مساعدة لتدعيم الثقة بالنفس والتفکير في المستقبل .

3. الدفاع عن التلاميذ المعرضين للخطر عندما لا يحققون المستويات المطلوبة منهم ، وهؤلاء الذين يحتاجون فرصة أخرى للالتحاق بالبرنامج المدرسي .

  1. بناء نظام معلوماتي وتوفير منهج لمجموعة الجلسات الإرشادية مثل : إکسابهم طرق التخطيط للدراسة .
  2. التخطيط لإدماج الوالدين في الأهداف المدرسية وتقديم الدعم والمساندة لهم .
  3. العمل مع المعلمين والإدارة لمواجهة المشکلات التي يتعرض لها التلاميذ .

 ويشير عادل عبد الله ( 2003 : 273- 274 ) إلى أن التدخل الإرشادي مع هؤلاء التلاميذ يقوم في الأساس على التعرف بدقة على تلک العوامل أو الأسباب التي يمکن أن تؤثر على رغبة التلميذ وقدرته التحصيلية ، والعمل على مساعدته کي يساير تلک العوامل ويتغلب عليها ، وتتضمن استراتيجيات التدخل مع هؤلاء التلاميذ ما يأتي:

1. استراتيجيات تدعيمية : وتتضمن تلک الأساليب التصميمات التي تسمح للتلاميذ في الفصل أن يشعروا وکأنهم أسرة واحدة ، واستخدام أساليب تدريس متنوعة ، وتدريبهم على الأسلوب المناسب لحل المشکلات وتشجيعهم على القيام بأنفسهم بحلها ، وتوفير فرص متعددة للنجاح أمامهم ؛ مما يکسبهم مفهوم الإنجاز والثقة بالنفس .

2. استراتيجيات علاجية : تقوم على تحديد جوانب القوة والضعف لدى أولئک التلاميذ والتعامل معها وتحديد حاجاتهم والعمل على تلبيتها وإشباعها .

 ولتحسين المستوى التحصيلى لدى التلاميذ مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل يقترح بتلر– بور (Butler- por , 1987 : 40-41) الترکيز على ما يأتي :

  1. المدخل المتمرکز حول التلميذ .
  2. تشجيع مناخ الحرية بدون الخوف من الفشل أو الرفض .
  3. المساندة من المعلمين وتوفير علاقات جيدة بينهم وبين التلاميذ .
  4. تحديد الأهداف والتقويم الذاتي .
  5. حضورهم المنتظم للمدرسة .
  6. إبراز إنجازاتهم المدرسية وتوضيحها .

 ومن هذا المنطلق يجب أن يتناول البرنامج الإرشادي عناصر أساسية لها أهميتها في هذا الإطار مثل تحقيق التوقعات – فاعلية الذات – العجز المتعلم – ضبط النفس والتحکم أو السيطرة على الظروف المحيطة ، العزو وموضع الضبط ، تحديد الأهداف ( عادل عبد الله ، 2003 : 275 )

 ويرى فتحي الزيات ( 2002 : 315 ) أن البرامج الملائمة لهؤلاء التلاميذ يجب أن تتم من خلال ثلاثة مجالات حاسمة هي :

  1. فهم الذات من حيث طبيعتها والمشکلات المتعلقة بها .

2. الأساليب التکيفية التي تمکن التلميذ من التقبل والتکيف مع الصراعات والاحباطات التي تنشأ عن الانحراف الدال بين القدرات المعرفية ومستوى الأداء الفعلي .

  1. تهيئة وتطوير نمو صحي وواقعي لمفهوم الذات .

 ومن النماذج الإرشادية المقدمة فى هذا المجال نموذج بلوير ( Bleuer , 1988: 3 ) والذي يقوم على :

  1. الاقتدار : ويعنى مساعدة التلميذ أن يشعر بالقوة والثقة والقدرة على تحقيق أهدافه .
  2. أن يبذل التلميذ جهدا کبيرا في سبيل التعلم والحصول على تقدير ، ولحدوث ذلک يمکن استخدام قدراته المعرفية وخبراته السابقة .
  3. التعهد : وهو ناتج إدراک التلميذ أنه يستطيع تحسين تحصيله ، وقراره أنه يريد أن يحسن تحصيله الدراسي .
  4. المتغيرات الداخلية : وتتضمن القدرات والاستعدادات والخبرات .
  5. المتغيرات المعرفية : وتتضمن القدرات العقلية ومهارات الدراسة وأساليب التعلم .
  6. المتغيرات الخارجية : کالأسرة والأصدقاء والمدرسة والانعکاسات المجتمعية الأخرى .

7. الميل للمخاطرة : فالتعلم يتضمن التغيير ، والإقدام على تعلم خبرات جديدة يعنى احتمال التعرض لخطر الفشل . کما أن خبرات الفشل السابقة لدى منخفضي التحصيل يمکن استبدالها من خلال إعداد برنامج إرشادي لتعلم النجاح ، کما أن مهارات الدراسة يمکن تعليمها من خلال تطبيقات مباشرة ومن خلال فنيات تعديل السلوک .

 ويشير إميريک (Emerick ,1992 : 143-144) إلى أهمية دور المرشد النفسي في مساعدة التلاميذ منخفضى التحصيل على تحديد أهداف يسعون لتحقيقها وکذلک أهمية تغيير الصورة السلبية للذات لديهم من خلال :

أولا : من حيث الأهداف : يمکن للمرشد مساعدة التلاميذ على تحديد مجموعة من الأهداف التي تساعدهم على تحسين مستوى تحصيلهم الدراسي وهى :

  1. أن يبذل التلاميذ جهودا کبيرة للنجاح إرضاءا لأسرهم کي ينالوا استحسانهم.
  2. تطوير أهداف إنجازية وتنمية الدافعية الذاتية لدى التلاميذ منخفضي التحصيل ؛ مما يؤدى إلى ارتفاع مستوى التحصيل الأکاديمي لديهم .
  3. تطوير الأهداف يختلف من تلميذ لآخر بما يتناسب مع طموحات التلميذ .
  4. تحسين الخيال الذاتي وزيادة کمية الوقت المستغرق في ممارسة الأنشطة المرتبطة بميول هؤلاء التلاميذ ؛ مما يحسن من أدائهم الصفي .

ثانيا : من حيث تغيير صورة الذات : يمکن تغيير اتجاهات التلميذ نحو ذاته ، وتبني مفهوم ذات ايجابي کما يأتي :

  1. زيادة الثقة بالنفس والاتجاهات الايجابية نحو المواقف التحصيلية .
  2. النظر إلى النجاح الأکاديمي على أنه مصدر من مصادر الرضا عن الذات والإحساس بالمسئولية الشخصية .
  3. إدراک التلميذ أن النجاح الأکاديمي هو مصدر سعادة للآخرين المحيطين بهم
  4. أن يدرک التلميذ العوامل التي تساهم في انخفاض مستوى أدائهم الأکاديمي .

 ومن ناحية أخرى يذکر غريب عبد الفتاح (2003 : 77 ) أن الجهود التي تبذل للتقليل من الأعراض الاکتئابية لدى منخفضى التحصيل يجب أن ترکز على إثراء مفهوم الذات وتعديل معتقدات التلميذ عن قدرته الأکاديمية.

 وتستهدف التدخلات الإرشادية لتخفيف الأعراض الاکتئابية تنمية التفاؤل والإعزاءات غير الاکتئابية والنشاطات التي ترتقي بتقدير الذات الايجابي وأن يحصل التلاميذ على التدعيم الاجتماعي من المدرسة بمدرسيها وتلاميذها ومن الأسرة ، کما يمکن إکساب هؤلاء التلاميذ السلوکيات التي ترتقي بالصحة والإحساس بالرفاهة الجسمية (غريب عبد الفتاح ، 2002: 30 ) .

فروض الدراسة :           

 من خلال اطلاع الباحث على بعض الأطر النظرية والدراسات السابقة أمکن صياغة الفرض الآتي :

- توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية على مقياس الأعراض الاکتئابية في القياسات الثلاثة القبلي والبعدى والمتابعة .

إجراءات الدراسة

أولا- عينة الدراسة :

أ – وصف العينة : تکونت عينة الدراسة الحالية في صورتها النهائية من (20) تلميذا من تلاميذ الصف الثاني الإعدادي مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل ، وذلک من عينة کلية عددها (500) تلميذا يمثلون (14) فصلا بمدرسة المنصورة الإعدادية الحديثة للبنين ، بإدارة غرب المنصورة التعليمية، وذلک في الفصل الدراسي الأول للعام الدراسي 2010/2011، وبلغ متوسط العمر الزمني للتلاميذ (13.78)

 وقد تم اختيار عينة الدراسة الحالية من تلاميذ الصف الثاني الإعدادي نظرا لأهمية هذه المرحلة التعليمية في تحديد ملامح المستقبل العلمي والمهني للتلميذ ، کما أنها تعد فترة بينية تتميز بالاستقرار النسبي مقارنة بالصف الأول الإعدادي والثالث الإعدادي وبالتالي يمکن استغلالها إرشاديا لمساعدة التلميذ على امتلاک آليات تطوير إمکاناتهم وقدراتهم .

 کما تم اختيار العينة وفقا للشروط التالية :

  1. أن يکون التلاميذ عينة الدراسة من مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل ، بحيث يکون التباعد بين الذکاء والتحصيل = (+1).

2. أن يکون التلاميذ من غير ذوى صعوبات التعلم ، وقد تم استخدام مقياس المسح النيورولوجى السريع للتحقق من أن التلاميذ عينة الدراسة ليس لديهم أي اضطرابات في المخ والقشرة المخية حيث حصل جميع التلاميذ على درجات أقل من 25 ؛ مما يشير إلى سوائهم نيورولوجيا .

  1. أن يعانى التلميذ من الأعراض الاکتئابية .

ثانيا : أدوات الدراسة :

1-مقياس الاکتئاب (د) للصغار CDI:

أعدت هذا المقياس في الأصل ماريا کوفاکس ، وقام بإعداده للبيئة العربية غريب عبد الفتاح، ليتناسب مع الأطفال من سن 7 سنوات وحتى 18 سنة، ويتکون من 27 مجموعة من العبارات، وتتکون کل مجموعة من ثلاث عبارات، على المفحوص أن يقوم باختيار إحداها، وتأخذ العبارات درجات من صفر – 2 وذلک في اتجاه ازدياد شدة العرض، وبذلک فإن الدرجة على المقياس تتدرج من صفر إلى 54. ويغطى المقياس سبعة وعشرين عرضاً هي: الحزن، التشاؤم، الإحساس بالفشل، الشعور العام بفقدان الاستمتاع، التصرف الخاطئ، القلق التشاؤمي، کراهية الذات، تخطئ الذات، الأفکار الانتحارية، البکاء، انخفاض القدرة على تحمل الإحباط، انخفاض الاهتمام الاجتماعي، التردد، تصور سالب للجسم، انخفاض في الدافعية للعمل المدرسي، اضطراب في النوم، الإجهاد، انخفاض في الشهية للطعام، انشغالات عضوية أو جسمية، الشعور بالوحدة، عدم الاستمتاع في المدرسة، العزلة الاجتماعية، انعدام الأصدقاء، تدهور الأداء المدرسي، الانتقاص من قيمة الذات، الشعور بأنه غير محبوب من الآخرين،عدم الطاعة،مشاکل اجتماعية (غريب عبد الفتاح،1995 : 2-4)

الخصائص السيکومترية للمقياس:

 أ- صدق المقياس: قام الباحث الحالي بحساب الصدق لمقياس الاکتئاب (د) للصغار، باستخدام صدق المحک من خلال تطبيق المقياس على مجموعة من التلاميذ ، تکونت من 50 تلميذا من تلاميذ الصف الثاني الإعدادي ، وطبق معه قائمة تشخيص الاکتئاب إعداد مجدي الدسوقي (2002) ثم حسب معامل الارتباط بينهما، فبلغـت قيمتـه (0.79) ، مما يشير إلى تحقق صدق المحک لمقياس الاکتئاب (د) للصغار .

ب- ثبات المقياس: قام الباحث الحالي بحساب الثبات لمقياس الاکتئاب (د) للصغار، من خلال تطبيق المقياس على مجموعة من التلاميذ ، تکونت من 50 تلميذا من تلاميذ الصف الثاني الإعدادي، ثم حسب الثبات باستخدام معامل ألفا فبلغت قيمته(0.65) وهى قيمة مرتفعة تشير إلى ثبات المقياس0

2-مقياس القدرة العقلية ( إعداد / فاروق عبد الفتاح موسى ، د.ت )

 تم بناء اختبار القدرة العقلية في ضوء عدة قدرات هي :

  1. القدرة اللغوية : المرادف – العکس – معنى المفهوم – تمييز المفهوم – واستخدامه .
  2. القدرة العددية : العمليات الحسابية الأربع – علاقة الأعداد ببعضها في مسألة تتضمن اللغة – الاستدلال الحسابي .
  3. القدرة المکانية : تمييز الأشکال – وضع الأشکال – علاقة الأشکال ببعضها – مقارنة الأشکال – أحجام الأشکال .
  4. الاستدلال : الحسابي واللغوي والمکاني .
  5. إدراک العلاقات : بين الألفاظ والأعداد والأشکال .

الخصائص السيکومترية للمقياس :

أ- صدق المقياس: قام الباحث الحالي بحساب الصدق لمقياس القدرة العقلية ، باستخدام أسلوب الصدق التنبؤى من خلال تطبيق المقياس على مجموعة من التلاميذ ، تکونت من 50 تلميذا من تلاميذ الصف الثاني الإعدادي ، وتم حساب الارتباط بين درجات التلاميذ على مقياس القدرة العقلية ودرجاتهم التحصيلية ، فبلغـت قيمة الارتباط (0.73) ، وهذا يشير إلى تحقق الصدق التنبؤى لمقياس القدرة العقلية .

ب-ثبات المقياس: قام الباحث الحالي بحساب الثبات لمقياس القدرة العقلية ، من خلال تطبيق المقياس على مجموعة من التلاميذ ، تکونت من 50 تلميذا من تلاميذ الصف الثاني الإعدادي، ثم حسب الثبات باستخدام معامل ألفا فبلغت قيمته(0.71) وهى قيمة مرتفعة تشير إلى ثبات المقياس0

3-اختبار المسح النيورولوجى السريع Quick Neurological Screening (TestNST)(إعداد / مارجريت موتى وآخرين ، تعريب عبد الوهاب کامل 2007)

استخدم هذا الاختبار للتأکد من أن التلاميذ أفراد المجموعة التجريبية لا يعانون من صعوبات التعلم ، ويعد هذا المقياس من الأدوات سهلة التطبيق حيث أنه وسيلة سريعة لرصد الملاحظات الموضوعية عن التکامل النيورولوجى في علاقته بالتعلم ، ويتضمن الاختبار سلسلة من المهام المختصرة المشتقة من الفحص النيورولوجى للتلاميذ ، حيث يشتمل على سلسلة مکونة من 15 مهمة مختصرة تقدم للتلاميذ هي : مهارة اليد – التعرف على الشکل وتکوينه – التعرف على الشکل براحة اليد – تتبع العين لمسار حرکة الأشياء – نماذج الصوت – التصويب بإصبع على الأنف ( تناسق الإصبع – الأنف ) – دائرة الإصبع والإبهام – الاستثارة التلقائية المزدوجة لليد والخد – العکس السريع لحرکات اليد المتکررة – مد الذراع والأرجل – المشي بالترادف ( قدم خلف الأخرى لمسافة ثلاثة أمتار ) – الوقوف على قدم واحدة – الوثب – تمييز اليمين واليسار – ملاحظات سلوکية شاذة أي غير منتظمة .

 أما عن الدرجة التي يتم الحصول عليها من الاختبار فهي إما أن تکون درجة مرتفعة ( درجة کلية تزيد عن 50 ) وتوضح بالتالي ارتفاع معاناة التلميذ أو درجة عادية ( درجة تساوى 25 فأقل ) وتشير هذه الدرجة إلى السواء نيورولوجيا ، أما الدرجة من ( 26- 50 ) فإنها تدل على وجود احتمال لتعرض التلميذ لاضطرابات في المخ أو القشرة المخية يزداد بزيادة تلک الدرجة

 وعموما فإن الدرجة العادية يمکن أن تؤکد على سلامة التلميذ النيورولوجية ، بينما تشير الدرجة المرتفعة للتلميذ على هذا المقياس إلى ارتفاع الاضطراب في الخصائص النيورولوجية ، وقد قام معد المقياس بتقنينه على عينة من تلاميذ البيئة المصرية فبلغ معامل الصدق التلازمي (0.56) ، وبلغ معامل الثبات (0.68) وهى قيم دالة عند (0.01) .

4 -البرنامج الإرشادي التکاملي ( إعداد الباحث ) : قام الباحث بإعداد البرنامج الإرشادي التکاملي على النحو التالي :

- الأسس التربوية والنفسية للبرنامج :

أخذ الباحث بمجموعة من الأسس التربوية والنفسية عند إعداد البرنامج ومنها : مراعاة ميول واهتمامات التلاميذ ، حتى تتکون لديهم اتجاهات إيجابية نحو التعلم - استخدام التعزيز المعنوي والمادي ، حيث أن التعزيز يسهم في تغيير سلوک الفرد ويشعره بالسعادة والثقة بالنفس ، ويزيد من رغبته في استمرار جلسات الإرشاد - استخدام أنشطة ومهام مختلفة تتناسب والأعراض المراد علاجها - توفير الزمن المناسب ، والکافي لکل جلسة من جلسات البرنامج - إعطاء قدر من الحرية للتلميذ لطرح تساؤلاته واستفساراته - مراعاة الخصائص العقلية والانفعالية والاجتماعية للتلاميذ عينة الدراسة - يعتمد البرنامج على التفاعل والمشارکة بين الباحث والتلاميذ ، وکذلک بين التلاميذ بعضهم البعض.

  • الهدف العام للبرنامج : تخفيف الأعراض الاکتئابية لدى مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل من تلاميذ المرحلة الإعدادية .
  • · إعداد محتوى البرنامج : بعد تحديد أهداف البرنامج ، قام الباحث بتحديد محتواه والذي يمکن من خلاله تحقيق هذه الأهداف ، ولتحديد هذا المحتوى اتبع الباحث ما يلي :
  • o الاطلاع على الإطار النظري الخاص بالانخفاض التحصيلى لدى مرتفعي الذکاء بهدف الوقوف على خصائص تلک الفئة ، وذلک لوضع أنشطة ومهام تتفق وخصائصهم وقدراتهم
  • الاطلاع على ما توافر من دراسات سابقة في مجال الأعراض الاکتئابية .
  • الاطلاع على ما توافر من دراسات سابقة اشتملت على برامج إرشادية علاجية للأعراض الاکتئابية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية .
  • ينطلق البرنامج الإرشادي من الاتجاه التکاملي الذي أصبح اتجاها رئيسا في الإرشاد النفسي للتعامل مع مشکلات المسترشدين بکفاءة وفعالية.
  • · وصف البرنامج : يتکون البرنامج الحالي من (21) جلسة ، يتم تقديمها للتلاميذ بواقع جلستين أسبوعيا، ومدة الجلسة (45) دقيقة ، ومن ثم فقد استغرق تطبيق البرنامج فترة زمنية قدرها (71 ) يوما ، وذلک في الفترة من 17/10/2010 إلى 26/ 12 /2010 .
  • · صدق البرنامج : قام الباحث بعرض البرنامج في صورته الأولية ، على عدد من السادة الأساتذة المتخصصين[1] في مجالي علم النفس التربوي والصحة النفسية. وذلک بهدف التحقق مما يلي: دقة صياغة محتوى البرنامج - مناسبة الأنشطة المستخدمة لتحقيق أهداف البرنامج - مناسبة أنشطة ومهام کل جلسة لتحقيق أهداف الجلسة - مناسبة الفترة الزمنية المحددة لکل جلسة من جلسات البرنامج - مناسبة الأدوات المستخدمة لتنفيذ الجلسات - أية تعديلات أو مقترحات يراها السادة المحکمين . وقد قام الباحث بحصر آراء السادة المحکمين ومقترحاتهم ، وتم تعديل البرنامج حسب هذه الآراء والتوجيهات ، وبذلک تم وصول البرنامج إلى صورته النهائية.

الأساليب الإحصائية المستخدمة في الدراسة :

  1. الدرجات المعيارية والمتوسطات والانحرافات المعيارية .
  2. اختبار فريدمان للقياسات المتکررة المرتبطة .
  3. اختبار ويلکوکسون للمجموعات المرتبطة .

نتائج الدراسة وتفسيرها :

أولا: نتائج الدراسة :

نتائج فرض الدراسة : ينص الفرض على " توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطات رتب درجات المجموعة التجريبية على مقياس الأعراض الاکتئابية في القياسات الثلاثة : القبلي والبعدى والمتابعة للبرنامج الإرشادي ".

وللتحقق من هذا الفرض قام الباحث بحساب کل من : قيم المتوسطات ، والانحرافات المعيارية ومتوسطات رتب الدرجات ثم حساب دلالة الفروق باستخدام اختبار فريدمان " Friedman " للقياسات المتکررة ( عزت عبدالحميد حسن ، 2011: 502 ) ، ويوضح ذلک جدول (1) :

جدول (1) قيم المتوسطات والانحرافات المعيارية ومتوسطات رتب درجات التلاميذ على مقياس الأعراض الاکتئابية لدى عينة الدراسة (ن=20)

المتغير

القياسات

المتوسطات

الانحرافات المعيارية

متوسط الرتب

کا2

مستوى الدلالة

الأعراض الاکتئابية

قبلي

21.35

5.35

2.98

37.68

0.05

بعدى

16.50

6.50

1.93

متابعة

14.55

6.96

1.10

 يتضح من الجدول السابق أن (کا2) تساوى (37.68) وهى قيمة دالة عند مستوى (0.05) في الأعراض الاکتئابية ، وکان متوسط الرتب في القياس القبلي هو(2.98) في حين کان متوسط الرتب في القياس البعدي (1.93) وکان متوسط الرتب في قياس المتابعة (1.10) ، مما يدل على وجود فروق جوهرية بين متوسطات رتب درجات التلاميذ في القياسات الثلاثة ، کما يتضح أن درجات التلاميذ في الأعراض الاکتئابية قد انخفضت وذلک في القياسين البعدى والمتابعة مقارنة بالقياس القبلي؛ مما يدل على فعالية البرنامج الإرشادي التکاملي المستخدم في خفض الأعراض الاکتئابية لدى أفراد المجموعة التجريبية . وقد قام الباحث باستخدام اختبار ويلکوکسن للتحقق من دلالة الفروق بين کل قياسين على حدة ( عزت عبدالحميد حسن ، 2011: 504 ) ، کما يتضح من جدول (2) .

جدول(2) قيمة z ودلالتها للفروق بين القياسين القبلي والبعدى

للمجموعة التجريبية على مقياس الأعراض الاکتئابية

المتغير

الرتب

العدد

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قيمة  Z

مستوى الدلالة

الأعراض الاکتئابية

السالبة

19

10.00

190

- 3.829

0.05

الموجبة

صفر

0.00

0.00

المتساوية

1

 

 

المجموع

20

 

 

 يتضح من الجدول السابق أن z)) تساوى (- 3.829) وهى قيمة دالة إحصائيا عند مستوى 0.05 وهو ما يدل على وجود فروق دالة بين القياسين القبلي و البعدي للمجموعة التجريبية في اتجاه القياس البعدي حيث کان عدد الرتب السالبة أکبر من الرتب الموجبة ؛ مما يعنى انخفاض درجات التلاميذ على مقياس الأعراض الاکتئابية ، وهذا يشير إلى کفاءة البرنامج الإرشادي ؛ مما يشير إلى تحقق فرض الدراسة .

کما قام الباحث باستخدام اختبار ويلکوکسن للتحقق من دلالة الفروق بين القياسين البعدى والمتابعة للمجموعة التجريبية على مقياس الأعراض الاکتئابية کما يتضح من جدول (3).

 

جدول(3) قيمة z ودلالتها للفروق بين القياسين البعدى والمتابعة

للمجموعة التجريبية على مقياس الأعراض الاکتئابية

المتغير

الرتب

العدد

متوسط الرتب

مجموع الرتب

قيمة Z

مستوى الدلالة

الأعراض الاکتئابية

السالبة

16

8.50

136.00

- 3.542

0.05

الموجبة

صفر

0.00

0.00

المتساوية

4

 

 

المجموع

20

 

 

 يتضح من الجدول السابق أن z)) تساوى (- 3.542) وهى قيمة دالة إحصائيا ، وهو ما يعنى وجود فروق دالة بين القياسين البعدى والمتابعة على مقياس الأعراض الاکتئابية بعد مرور ( أسبوعين ) من انتهاء البرنامج . ويدل ذلک على استمرار الأثر الايجابي الذي أحدثه البرنامج الإرشادي التکاملي في تخفيف الأعراض الاکتئابية لدى أفراد المجموعة التجريبية ؛ مما يؤيد صحة فرض الدراسة .

تفسير نتيجة فرض الدراسة : تشير نتيجة الفرض إلى وجود فروق دالة إحصائيا بين القياس القبلي والبعدى ووجود فروق دالة إحصائيا بين القياس البعدى وقياس المتابعة على مقياس الأعراض الاکتئابية لدى أفراد المجموعة التجريبية . حيث کشف القياس القبلي للأعراض الاکتئابية عن ارتفاع تلک الأعراض لدى التلاميذ أفراد المجموعة التجريبية ثم حدث انخفاض في تلک الأعراض بعد تطبيق البرنامج الإرشادي . ثم کشف قياس المتابعة عن وجود فروق دالة إحصائيا بين القياس البعدى وقياس المتابعة لدى التلاميذ أفراد المجموعة التجريبية على مقياس الأعراض الاکتئابية ؛ مما يدل على استمرار التحسن لدى التلاميذ .

 وتتفق هذه النتيجة مع ما أشار إليه کل من: (غريب عبد الفتاح ، 2002 : 751 ؛ ( Galloway ,1992من أنه يمکن تقديم التدخلات الإرشادية لهؤلاء التلاميذ والتي تتضمن الإعزاءات غير الاکتئابية والأنشطة التي ترتقي بتقدير الذات الايجابي ؛ مما يسهم في تخفيف ما يعانيه هؤلاء التلاميذ من أعراض اکتئابية وتطوير أدائهم وتحسينه .

 کما يذکر غريب عبد الفتاح ( 2003 : 77 ) أن الجهود التي تبذل للتقليل من الأعراض الاکتئابية يجب أن ترکز على إثراء مفهوم الذات والمهارة في مجال التحصيل الدراسي کطريقة لتخفيف أو إبطال التأخر التحصيلى .

 ويمکن تفسير هذه النتيجة في ضوء البرنامج الإرشادي المستخدم في الدراسة الحالية، حيث أتاح الفرصة أمام التلاميذ للتعبير عن مشاعرهم وأفکارهم بحرية دون قيود . کما أتاح لهم الفرصة للتفاعل مع بعضهم البعض وتبادل الأفکار والرؤى ؛ مما أثر تأثيرا ايجابيا في أفکارهم وسلوکياتهم . کما أتاحت أنشطة وجلسات البرنامج الفرصة أمام التلاميذ لاکتساب المعارف والمعلومات حول تبنى التلاميذ أفکارا ايجابية عن ذواتهم وعن الآخرين وعن المستقبل ، وإلمام التلاميذ بمفهوم الأعراض الاکتئابية الناتجة عن الانخفاض التحصيلى ( أسبابها وآثارها السلبية) ، وتدريبهم على تعرف الأفکار السلبية اللاعقلانية المرتبطة بانخفاض التحصيل الدراسي وطرق مواجهتها . کما ساهمت أنشطة البرنامج بشکل فعال في تنمية دافعية الانجاز الدراسي لدى التلاميذ ، وتدريبهم على التقليل من لوم الذات تجاه انخفاض تحصيلهم الدراسي ، وتخفيف حدة شعورهم بالعجز ، وتدريبهم على تکوين صورة إيجابية وواقعية عن ذاتهم ، وتدريبهم على وضع أهداف دراسية واقعية يمکنه تنفيذها ، وتدريبهم على إدارة الوقت وحسن استغلاله ، وتدريبهم على العادات الجيدة للاستذکار ، والتدريب على مواجهة الضغوط الدراسية ، والتدريب على ممارسة الأحاديث الذاتية الإيجابية بدلا من الأحاديث السلبية ، والتدريب على مهارات إدارة الذات

 کما أن استخدام المدخل التکاملي في الإرشاد من خلال مشارکة الوالدين والمعلمين في العملية الإرشادية ومتابعتهم للتلميذ متابعة مستمرة ، کان لها دور کبير في التخفيف من حدة الأعراض الاکتئابية لدى التلاميذ .

توصيات الدراسة :

  1. استخدام المدخل التکاملي في إرشاد التلاميذ مرتفعى الذکاء منخفضي التحصيل لما له من دور کبير في التخفيف من حدة الأعراض الاکتئابية .
  2. ضرورة إتاحة الفرصة للتلاميذ للتعبير عن مشاعرهم وأفکارهم بحرية دون قيود .
  3. مساعدة هؤلاء التلاميذ على تکوين صورة إيجابية وواقعية عن ذاتهم .
  4. ضرورة تدريب هؤلاء التلاميذ على جدولة الأنشطة السارة وممارسة الاسترخاء العضلي والحديث الذاتي الايجابي .
  5. ضرورة تشجيع المعلمين لهؤلاء التلاميذ بشکل دائم ومستمر وإعطائهم مهاما تتناسب مع إمکاناتهم وقدراتهم .
  6. ضرورة قيام المرشد النفسي بتوفير الدعم والمساندة لهؤلاء التلاميذ من خلال خطة إرشادية متکاملة .
  7. ضرورة عقد دورات تدريبية لآباء ومعلمي التلاميذ منخفضي التحصيل لتعريفهم بالطرق المناسبة لتخفيف ما يعانونه من أعراض اکتئابية .

 بحوث ودراسات مقترحة :-

1. إعداد برامج إرشادية لتخفيف الأعراض الاکتئابية وتحسين التحصيل الدراسي لدى فئات وشرائح أخرى مثل تلاميذ المرحلة الابتدائية والإعدادية والثانوية من الجنسين .

  1. فعالية برنامج إرشادي لتخفيف القلق التشاؤمي لدى التلاميذ مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل .
  2. فعالية برنامج إرشادي في تشکيل الهوية لدى التلاميذ مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل .

4. فعالية الإرشاد المعرفي السلوکي والإرشاد التکاملي في تخفيف الأعراض الاکتئابية وتحسين التحصيل الدراسي لدى مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل من تلاميذ المرحلة الإعدادية .

  1. فعالية برنامج إرشادي في تخفيف الکمالية العصابية والنرجسية لدى التلاميذ مرتفعي الذکاء منخفضي التحصيل .

6. فعالية برنامج إرشادي لتنمية مهارات الحياة في تخفيف الأعراض الاکتئابية لدى مرتفعى الذکاء منخفضى التحصيل من تلاميذ المرحلة الإعدادية .



[1] يتقدم الباحث بخالص الشکر والتقدير للسادة المحکمين على ما بذلوه من وقت وجهد فى تحکيم البرنامج وهم :أ.د/ سيد خيرالله أ.د/ فاروق جبريل أ.د/ ممدوح الکنانى أ.د/ عادل عبدالله أ.د/ سيد عبدالمجيد أ.د/ إيمان الکاشف أ.د/ محمد سعفان د/نبيل على محمود

  1. قائمة المراجع

    أولا : المراجع العربية :

    1. أحمد محرم (2007 ) : برنامج إرشادي معرفي سلوکي لوقايــة الأطفــال المتفوقيـن عقليـاً مـن الأعـراض الاکتئابيـة، رسالة دکتوراه ، کلية التربية بالقاهرة ،جامعة الأزهر .

    1. سعدة إبراهيم (2007) : دافعية الانجاز ( دراسة تنموية ) . القاهرة: النهضة المصرية .

    3. سوزان حامد (2009) : فاعلية برنامج معرفي سلوکي في تخفيف الأعراض الاکتئابية لدى عينة من الأطفال الموهوبين الاکتئابيين ، دکتوراه، کلية التربية بکفرالشيخ ، جامعة طنطا .

    1. عادل عبد الله (2003) : الأطفال الموهوبون ذوو الإعاقات . القاهرة : دار الرشاد.
    2. عبد الوهاب کامل ( 2007 ) : اختبار المسح النيورولوجى السريع . القاهرة : مکتبة النهضة المصرية
    3. عزت عبدالحميد حسن ( 2011 ) : الاحصاء النفسى والتربوى تطبيقات باستخدام برنامج SPSS . القاهرة : دار الفکر العربى .
    4. غريب عبد الفتاح (1995) : مقياس الاکتئاب ( د) للصغار . کراسة التعليمات. القاهرة : الأنجلو المصرية.

    8. غريب عبد الفتاح (2002) : التأخر التحصيلي والأعراض الاکتئابية لدى تلاميذ مرحلة المراهقــة المبکـرة . مجلة کلية التربية ، جامعة الأزهر، ع 117 ، ص ص 1- 32 .

    9. غريب عبد الفتاح (2003) : نمذجة العلاقة السببية بين التحصيل الدراسي ومفهوم الذات والأعراض الاکتئابية دراسة للتأثيرات المباشرة وغير المباشرة على الأعراض الاکتئابية في المرحلة الإعدادية بدولة الإمارات العربية.المجلة المصرية للدراسات النفسية ، ع 39 ، م13 ،ص ص1-88

    1. فاروق عبد الفتاح موسى ( د. ت ): اختبار القدرات العقلية (12-14سنة) کراسة التعليمات . القاهرة : الأنجلو المصرية .
    2. فتحي الزيات ( 2002 ) : المتفوقين عقليا ذوو صعوبات التعلم . قضايا التعريف والتشخيص والعلاج . القاهرة : دار النشر للجامعات .
    3. الفرحاتى السيد ( 2009) : العجز المتعلم سياقاته وقضاياه التربوية والاجتماعية . القاهرة : الأنجلو المصرية .
    4. کاملة الفرخ وعبد الجابر تيم (1999) : مبادئ التوجيه والإرشاد النفسي. عمان : دار صفاء .

    14. محمود الطنطاوي ( 2009): فاعلية برنامج تدريبي لتحسين مستوى التحصيل الدراسي لدى المتفوقين عقليا منخفضي التحصيل . دکتوراه . کلية التربية . جامعة عين شمس .

    15. نبيل شرف الدين ( 2003 ) : عوامل التفريط والإفراط التحصيلى کما يدرکها الطلاب بالمرحلة الجامعية . مجلة کلية التربية بالمنصورة ، ع53 ،ج 1 ، ص ص 41-98 .

    1. Bliss, S . ( 1992 ) : Conflict , Regression , and Narcissistic Defenses in Underachieving Adolescent , Child and Adolescent Social Work Journal , v 9 , n 4 , p 341-353.
    2. Butler – Por ,N. (1987):Underachievement in School . John Wiley & Sons . New York .
    3. Bleuer , J . (1988) : Counseling Underachievers . ERIC . School of Education , The University of Michigan .
    4. Emerick ,L.(1992): Academic Underachievement Among the Gifted students perceptions of factors that reverse the pattern . Gifted Child Quarterly ,v36,n3,p140-145

    20. Galloway , J. ( 1992 ) : Parent – Teacher Consultation : Forging Home – School Partnership in Treating Academic Underachievement. Ph .D, University Of Utah. United States.

    21. Habib ,D . & Seif El Din , A . (2007): Effectiveness of  cognitive behaviour therapy in schoolchildren with  depressive symptoms in Alexandria , Egypt . Eastern  Mediterranean Health Journal , v 13 , n 3 , p 615-624.

    1. McCall, R . (1994): Academic Underachievers. Current  Direction In Psychological Science v 3, p 15-19
    2. Mufson , L. & Cooper, j . & Hall, j . ( 1989 ) : Factors Associated With Underachievement in Seventh- Grade Children. Journal of Educational Research, v 83, n 1, p5-10
    3. Taras, H .( 1993 ) : Depressive Symptomatology in A differentially Diagnosed Non-Clinical Underachieving High School Sample . Ph .D , York; university , north York , Ontario .
    4. Seagull , E . & Weinshank ,A . ( 1984 ) : Childhood depression in Selected Group of low- Achieving seventh – Graders . Journal of Clinical Child psychology , v 13 ,n 2, p 134-140