المؤلفون
1 باحث ماجستير
2 أستاذ أصول التربية کلية التربية- جامعة المنصورة
المستخلص
الموضوعات الرئيسية
المـقـدمة
لقد کان ميلاد جامعة الدول العربية أول تعبير مجسد لحرکة الوحدةالعربية، ولاشک أن هذه الجامعة لعبت دورا في تنمية الشعور بوجود الأمة العربية، بالإضافة إلي استقلال عدد من الدول العربية،وحاولت الجامعة أن تأخذ مکانتها بين الدول العربية من أجل وحدتها،کما عبر ميثاقها عن أماني الأمة العربية في الوحدة والتنمية علي الصعيد الاقتصادي والاجتماعي والثقافي والتربوي.(1)
والجامعة العربية باعتبارها التنظيم القومى الشامل لتحقيق آمال الامة العربية فى وحدتها وتقدمها ، قامت بجهود تربوية کبيرة فى الساحة العربية منذ أکثر من نصف قرن من الزمان ، وتمثلت هذه الجهود فى عقد الاجتماعات بين الوزراء والخبراء المخططين التربويين فى الوطن العربى لتبادل الأفکار وتوحيد الاتجاهات والاتفاق على المبادئ العامة فى القضايا التربوية فى الوطن العربى .وقامت الجامعة بتوقيع المعاهدات وإقرار المواثيق ووضع الإستراتيجيات التربوية بهدف التنسيق بين البلدان العربية فى تحقيق خططها التربوية ، إضافة إلى تنظيم الکثير من المؤتمرات العلمية والندوات التربوية والحلقات الدراسية والدورات التربوية ، وإجراء البحوث التربوية حول القضايا والمشکلات التربوية العامة والهامة التى تعانى منها نظم التعليم فى البلدان العربية .
لقد نشطت الجامعة منذ المعاهدة الثقافية للسعى فى هذا المجال الذى کانت الحاجة إلى تطويره وتجديده أکثر من الحاجة إلى توحيده، فالثقافة هى الحقيقة التى ظلت واحدة فى حياة الأمة، وهى الراية التى ظلت مرفوعة، فإجتمعت حولها الأمة وحين يکون الحديث عن توحيد الثقافة العربية فإنما يکون الهدف هو توحيد السياسات الثقافية ووضع التشريعات التى تکفل للثقافة العربية دفعة ترتفع إلى مستوى تحديات العصر وقضاياه والتى تحقق کذلک التنسيق القريب بين أقطارها فى خدمة أنواعها المختلفة .(2)
مشکلة الدراسة
للجامعة العربية دور کبير في کافة المجالات وخاصة التربوي والثقافي، فوجود الجامعة العربية في حد ذاتة ، دور توحيدى شامل ، ومع هذا فإن إقرارها المبکر للمعاهدة الثقافية يدل على أن الجامعة بدأت من أکثر المواقع صلابة ، وهو الثقافة والتربية ، وعن طريق الإدارة الثقافية فى الامانة العامة ، واللجنة الثقافية ، والمؤسسات الفنية التى أنشأتها ، تحقق عملاً رائداً خلق أرضية مشترکة ووعياً قومياً.
في هذا الإطار يقدم البحث دور جامعة الدول العربية في أحد المجالات الهامة من مجالات العمل العربى المشترک ألا وهو المجال التربوى ، فثقافة الأمم هى قوام شخصيتها ،والمعبر الأصيل عن تطلعاتها وأمانيها، والدعامة الحقيقية لوحدتها الشاملة، و حيث إن الحفاظ على تراثها وإنتقاله بين أجيالها المتعاقدة وتجديده هو ضمان تماسک الأمة ونهوضها بدورها الإبداعى فى مجال الحضارة الإنسانية والثقافة أکثر النشاطات اتصالاً بکرامة الإنسان فيها تتأکد للفرد ذاته وتقرر شخصيته وبها يمارس حريته وبها يتحرر المجتمع وتثبت هويته. (1)
وعلي هذا الأساس لابد من بناء استراتيجية جديدة للتربية العربية تستند إلي فلسفة واضحة المعالم ومنبثقة من مطامح الشعب العربي وأهدافه في الوحدة العربية.(2) حيث لايمکن للتربية أن تسهم في إيجاد الإيمان بالوحدة إلا إذا تبلورت لها نظرية عربية جديدة تتسم بخصائص الأصالة العربية والشمولية العلمية في النظر إلي الإنسان والواقع، وتکون منطلقا لبناء نظام تربوي جديد تتحقق فيه ذات الأمة العربية وشخصياتها.(3)
ومن هنا کانت الحاجة إلي هذه الدراسة،والتي يتمثل تساؤلها الرئيسي في:ما هودور الجامعة العربية في تحقيق التوحيد التربوي العربي بين الدول العربية؟
ويتفرع عن هذا التساؤل التساؤلات الأتية:
1-ما الفلسفة الحاکمة للجامعة العربية في تحقيق أهدافها؟
2-ما الإطار المفاهيمي للتوحيد التربوي العربي بين الدول العربية؟
3-ما أهم المعوقات التي تحول دون تحقيق الجامعة العربية لدورها في التوحيد التربوي العربي؟
4-ما المتطلبات التربوية اللازمة لتفعيل دور الجامعة العربية في تحقيق التوحيد التربوي العربي؟
أهداف الدراسة
تستهدف الدراسة تحديد أهم المتطلبات اللازمة لتفعيل دور الجامعة العربية في تحقيق التوحيد التربوي العربي وذلک من خلال:-
1-التعرف علي مفهوم جامعة الدول العربية،وأهدافها ودورها السياسي والاقتصادي.
2- التعرف على الأهداف التربوية لجامعة الدول العربية.
3- التعرف علي مفهوم التوحيد التربوي واهميته وأهدافه.
4-التعرف علي المعوقات التي تحول دون تحقيق الجامعة العربية لدورها في التوحيد التربوي العربي سواء کانت معوقات خارجية أم داخلية.
5- المتطلبات التربوية اللازمة لتفعيل دور الجامعة العربية في تحقيق التوحيد التربوي العربي.
أهمية الدراسة
1-هذه الدراسة تخدم الفکر القومى الوحدوى من خلال تناولها لأهم مؤسسة عربية قومية ألا وهى جامعة الدول العربية ومؤسساتها التربوية.
2 -هذه الدراسة تسهم في توضيح الجهود التربوية لجامعة الدول العربية ومنظماتها ومؤسساتها المتخصصة فى المجال التربوى .
3- الإيمان بأهمية العمل المشترک بين الدول العربية من أجل بناء حضارة عربية تقوم علي العلم والتکنولوجيا وروحها القيم التى نستخرجها من تفاعل التراث مع الواقع العربى والعالمى ومع المستقبل المنشود .
4- تنوع الجهات التى سوف تستفيد من نتائج هذه الدراسات بإعتبارأن هذا الموضوع هو الأمل لکل مواطن عربى فى کل زمان وکل مکان يسعي لتحقيق الوحدة العربية.
5 - هذه الدراسة تحاول توضيح أهمية تحقيق التوحيد التربوي بين الدول العربية،للمهتمين بأهمية الوحدة العربية،والعاملين في المجال التربوي العربي، والمنظمات التربوية العربية، من خلال توضيح أهمية التوحيد التربوي کنواة لوحدة عربية کبري في کل المجالات،والوقوف علي أهم المعوقات التي تحول دون تحقيق التوحيد التربوي، والمتطلبات اللازمة لتفعيل التوحيد التربوي العربي.
منهج الدراسة
تعتمد هذه الدراسة على المنهج الوصفى لرصد الجهود التربوية لجامعة الدول العربيةفي سبيل تحقيق التوحيد التربوي العربي،والتعرف علي أهمية التوحيد التربوي العربي کأحد أهم مجالات العمل العربي المشترک، والوقوف علي المعوقات التي تحول دون تفعيل التوحيد التربوي، والمتطلبات اللازمة لتفعيله.
مصطلحات الدراسة
1-جامعة الدول العربية
تتألف جامعة الدول العربية من الدول العربية المستقلة الموقعة على الميثاق ،ولکل دولة عربية مستقلة الحق فى أن تنضم إلى الجامعة، والغرض من الجامعة توثيق الصلات بين الدول المشترکة فيها، وتنسيق خططها السياسية، تحقيقا للتعاون بينها وصيانة لاستقلالها وسيادتها، والنظر بصفة عامة فى شؤون البلاد العربية ومصالحها.
2- التوحيد التربوي
يعرف الباحث التوحيد التربوي أن تعمل الدول العربية من أجل توحيد الأهداف التربوية والمناهج والنظم التعليمية وإعداد المعلمين والإدارة التعليمية والتشريعات التربوية ونظم التقويم والإمتحانات.
الإطار النظري
يتناول الإطار النظري لهذه الدراسة النقاط الأتية
فلسفة الجامعة العربية
في 22 اذار /مارس 1945 اجتمعت الدول العربية وهي کل من العراق والسعودية ومصر ولبنان وسوريا وشرق الاردن في المؤتمر العربي العام للنظر في مشروع ميثاق جامعة الدول العربية الذي أعدته اللجنة التحضيرية ، فتمت الموافقة على الميثاق بالإجماع ، وبعدها تمت المصادقة على الميثاق من قبل جميع الدول ماعدا اليمن التي تأخرت في المصادقة على مشروع الميثاق الى 5 ايار/مايو 1945 ، وأصبح الميثاق نافذ المفعول منذ 11 أيار / مايو 1945 .(1)
فجامعة الدول العربية تعرف کمنظمة تضم دولاً في الشرق الأوسط وأفريقيا ، وينص ميثاقها على التنسيق بين الدول الأعضاء في الشؤون الاقتصادية، ومن ضمنها العلاقات التجارية، الاتصالات، العلاقات الثقافية والتربوية، الجنسيات ووثائق وأذونات السفر والعلاقات الاجتماعية والصحة. والمقر الدائم لجامعة الدول العربية يقع في القاهرة، عاصمة مصر (تونس من 1979 إلى 1990). وأمينها العام الحاليّ هو نبيل العربي. المجموع الکلي لمساحة الدول الأعضاء في المنظمة 13,953,041 کم² وتشير إحصاءات 2007 إلى وجود 339,510,535 نسمة فيها حيث أنّ مجموع مساحة الوطن العربي يجعل مجموعها الثاني عالمياً بعد روسيا ومجموع سکانها هو الرابع عالمياً بعد الصين، الهند والاتحاد الأوروبي ولهذا دلالة علي أهمية وقيمة المنطقة العربية.(2)
وقد اقتضى الميثاق أن تتألف جامعة الدول العربية من ثلاثة هياکل : مجــلس الجامعــة ،اللجان , الأمانة العامة , کما حدد الميثاق أهداف ومبادئ لجامعة الدول العربية , فأما الأهداف فتترکز في :
1-صيانة استقلال الدول الاعضاء
2-المحافظة على السلام والأمن العربي
3-تحقيق التعاون العربي في المسائل السياسية والاقتــصادية والاجتماعية والثقافية.
4-النظر في مصالح الدول الأعضاء بصفة عامة 0
وأما المبادئ التي جاء بها الميثاق فهي :
أ- المساواة بين الدول الاعضاء
ب-المحافظة على سيادة الدول الاعضاء
ج-مبدا عدم التدخل
د- فض المنازعات بالطرق السلمية
هـ-المساعدة المتبادلة. ([1])
وتلعب الجامعة العربية عدة أدوار رئيسية منها:
من أهم الخصائص التى تميزت بها جامعة الدول العربية أنها تمثل أمل الشعوب العربية فى تکوين وحدة بين الدول العربية ، وبرغم القرارات التى إتخذت منذ عام 1945 م عند إنشاء الجامعة وبرغم نصوص ميثاقها التى تؤکد أن الجامعة ما هى إلا تنظيم إقليمى ، فإن تلک النظرة لم تهتز ولم تتغير بالنسبة للشعوب العربية مما دفع الجامعة إلى وضع برامج عملها على أساس محاولة الوصول إلى وحدة أقوى بين الدول العربية ، وقامت الجامعة بدور کبير فى تقوية القومية العربية فى العالم العربى ([2])، ومنذ البداية والجامعة تحاول التنسيق بين السياسات المختلفة فى الدول العربية وتقوية إقتصادهم ومصالحهم الإجتماعية والثقافية وضمان تعاونهم فى هذه الميادين ([3])، ولو نظرنا إلى سلسلة المعاهدات التى عقدت بين دول الجامعة لتحقيق تلک الأهداف لتبين لنا أن الجامعة قامت بدور فعال فى تحقيق الوحدة العربية ولکن الجامعة العربية ليست دولة فوق الدول فلا يمکن إلقاء المسئولية عليها وتحميلها تبعة أخطاء وجدت من قبل وجودها. ([4])
تعتبر الوحدة الاقتصادية بين الدول العربية من أهم أشکال الوحدة العربية انطلاقا من أن الوطن العربي يملک کل المقومات اللازمة لقيام هذه الوحدة ،حيث اجتمعت الدول العربية بتاريخ 3/6/1957 لتوقيع اتفاقية الوحدة الاقتصادية بين دول الجامعة العربية وتوطيدها على أسس تلائم الصلات الطبيعية والتاريخية القائمة بينها وتحقيق أفضل الشروط لازدهار اقتصادها ولتنمية ثروتها ولتأمين رفاهية بلادها ، وقد اتفقت على قيام وحدة إقتصادية کاملة بينها وعلى تحقيقها بصورة تدريجية وبما يمکن من السرعة التى تضمن إنتقال بلادها من الوضع الراهن إلى الوضع المقبل بدون الإضرار بمصالحها الأساسية ([5]).
لقد عمل الإستعمار الأوربى على تشويه التاريخ العربى ، والقضاء على الوعى القومى ، وإضعاف الروح القومية لدى الشعوب العربية وتفتيت الوحدة العربية وتکريس التجزئة القومية وترسيخها ، وذلک من خلال خلق نفسيات عربية متعددة ومتنافرة تتجه بولائها نحو الغرب عن طريق التربية والثقافة ([6]) ، ونجح الإستعمار فى مهمته هذه إلى حد کبير ، وترک کل نظام إستعمارى مناهجه وأهدافه ووسائله ومستواه ولغته على التعليم فى الوطن العربى ، فأصبح هناک تعليم حسب المنهج الإنجليزى فى مصر والعراق والأردن وفلسطين وتعليم حسب المنهج الفرنسى فى کل من سوريا ولبنان ودول المغرب العربى. ([7])
وعندما أنشئت الجامعة العربية کان هدفها توحيد العرب وجمع کلمتهم ولکن بمرور الوقت شعر القادة أنه لا يمکن أن تتحد شعوب مضى على تفرقها زمن طويل وإختلفت طرق حياتها إلا إذا عمل المسئولون عن هذه الشعوب على إيجاد تضامن وتفاهم وتناسق ثقافى وإجتماعى وإقتصادى بين الشعوب العربية متى وجد هذا التضامن الثقافى والإجتماعى والإقتصادى فإنه سيقود الشعوب العربية حتماً إلى الإتحاد وجمع الکلمة ، حيث أن وحدة الثقافة والفکر هى الدعامة الأساسية التى تقوم عليها الوحدة العربية ([8])، وأن الوحدة السياسية والإقتصادية والإجتماعية بين شعوب الامة العربية لن تتحقق إلا بالتمکين للوحدة الفکرية بين أجزاء الوطن العربى ، وذلک بخلق نفسية عربية متجانسة عن طريق التربية والثقافة ، تهيئ شعوب الامة العربية للوحدة الشاملة التى تسعى الجامعة إلى تحقيقها ([9]) ، لذلک رأوا أنه لا فائدة فى البدء من القمة ، ولکن عليهم أن يبدءوا من القاعدة من المؤسسات التربوية من البيت والاسرة والمدرسة وباقى مؤسسات المجتمع ، ثم ينتهوا بعد ذلک إلى القمة وهى جمع الکلمة ووحدة الصف ([10])
ومن ناحية أخرى وجدت الجامعة العربية أن النهوض بالوطن العربى إقتصادياً وإجتماعيا ًلا يتم بمعزل عن التربية، فالتربية هي القاطرة للبناء الحضاري وبناء الانسان وبالتالي هي القضية المرکزية للأمة ([11]) ، لأن أول مخرجات التربية هى الإرتقاء الحضارى حيث تؤدى التربية إلى التجديد والإبتکار وتنمية المعرفة وکلها عوامل مؤثرة فى النمو الإقتصادى والإجتماعى ([12]) ، ومن غير المتصور أن تحدث تنمية إقتصادية وإجتماعية دون أن تسبقها تنمية بشرية ، فالإنسان هو العنصر الحاسم فى التنمية ([13]) ، ولقد أکدت التجارب الإنسانية الصلة الواشجة بين التعليم والتنمية الشاملة ، حيث يرى البنک الدولى أن التقدم التربوى هو حجر الزاوية فى التقدم الإقتصادى والإجتماعى. ([14])
وتظهر جهود الجامعة العربية في تحقيق التوحيد التربوي العربي من خلال مايلي:إن النهوض بالمستوى الإقتصادى والإجتماعى والسياسى فى الوطن العربى ، لا يتم إلا بالنهوض بمستوى الفرد العربى أولاً ، وذلک عن طريق الإستفادة من الإمکانات البشرية وتثقيفها وتوجيهها دينياً وقومياً وعلمياً ، وتلعب المؤسسات التربوية دوراً هاماً فى هذا المضمار ([15]). ورغم أن ميثاق جامعة الدول العربية لم تضمن تحقيق أهداف تربوية محددة وصريحة إلا أن النشاط التربوى لجامعة الدول العربية قد بدأ مبکراً ، حيث أبرمت المعاهدة الثقافية العربية فى 27 نوفمبر عام 1945م ، واعتبرت الجامعة العربية بنود هذه المعاهدة أهدافاً تربوية تسعى إلى تحقيقها .وکان النشاط التربوى الذى تقوم به الجامعة العربية فى بداية الامر يسير بلا خطة تحکمه وتوجه مساره ، وبمرور الوقت أحست الجامعة العربية أنها بحاجة ألية تشرف على النشاط التربوى والثقافى ، وفى عام 1946م أنشئت الإدارة الثقافية فى الأمانة العامة للجامعة طبقاً لنصوص المعاهدة الثقافية العربية السالفة الذکر ، وحددت مهامها فى الآتى([16]):-
وعندما أنشئت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم حددت غايتها فى هدف عام تسعى المنظمة إلى تحقيقه ألا وهو التمکين للوحدة الفکرية بين أجزاء الوطن العربى عن طريق التربية والثقافة والعلوم ورفع المستوى الثقافى فى هذا الوطن حتى يقوم بواجبه فى متابعة الحضارة العالمية والمشارکة الإيجابية فيها ، ثم وضعت عدة أهداف نوعية منبثقة من هذا الهدف العام ألا وهى([17]):
1-تنسيق الجهود التربوية العربية فى ميادين التربية والثقافة والعلوم
2-النهوض بالتعليم والثقافة وذلک بالتعاون مع الدول الاعضاء إلى المستوى الذى يتيح للعرب حياة فکرية مثمرة تمکنهم من تحمل ما تقتضيه الحرية من مسؤوليات
3-تشجيع البحث العلمى فى البلاد العربية والعمل على إيجاد هيئة من الباحثين
4-إقتراح المعاهدات وجمع المعلومات والحقائق والبيانات الخاصة بتنفيذ المعاهدات التربوية والثقافية والعلمية والفنية التى تبرم بين الدول العربية
5-المساعدة على تبادل الخبرات والخبراء والمعلومات والتجارب التربوية والثقافية والعلمية والمعونات الفنية وتنسيق هذا التبادل
6-المساهمة فى الحفاظ على المعرفة وتقدمها ونشرها وذلک :
(أ ) بالمحافظة على التراث العربى وحمايته ونشره
(ب) بإنشاء المعاهد ذات التخصص الدقيق مع إتاحة الإمکانيات اللازمة للقيام برسالتها على أتم وجه ممکن
(ج) إنشاء المعاهد التى تبث روح القومية العربية وتعد جيلاً من الباحثين المتخصصين فى الحضارة العربية وفيما يهم العرب فى العصر الحديث من قضايا الفکر البشرى .
عندما أنشئت جامعة الدول العربية کان النشاط التربوى ينطلق من الأمانة العامة للجامعة العربية مباشرة ، ثم عمدت الجامعة بعد وقت قليل من قيامها إلى إنشاء إدارات متخصصة بدأت فى نطاق الأمانة العامة لتحقيق التکامل بين مختلف النظم الثقافية والإجتماعية والإقتصادية والتشريعية ([18])،وذلک نظراً للإرتباط الوثيق بين التربية والعوامل الإجتماعية والإقتصادية ، فالإسترتيجية التربوية لا تنجح إلا إذا إنعقدت بينها وبين المطامح والإمکانيات القومية صلة وثيقة ، فلتتظافر القطاعات المختلفة فيما بينها لتحقيق أهداف المجتمع وتطوره ([19])
وکانت الإدارة الثقافية من أولى الإدارات التى أنشئت فى الامانة العامة للجامعة العربية بهدف الإشراف على النشاط الثقافى والتربوى ، حيث أنشئت الإدارة الثقافية عام 1946م بموجب المعاهدة الثقافية العربية المبرمة فى 27 نوفمبر عام 1945م ، والإدارة الثقافية کانت عبارة عن جهاز إدارى وفنى يعمل فى الامانة العامة لجامعة الدول العربية يقوم بتنسيق العمل بين الأجهزة الثقافية المختلفة فى الدول العربية والقيام بالنشاط الذى يحقق الهدف عن طريق اللقاءات والدراسات والعون الفنى ... إلخ ، وحددت الجامعة مهامها فى الإشراف على النشاط التربوى ، ورسم خطة العمل التربوى التى ستقوم به الجامعة فى المستقبل وذلک بالتعاون مع اللجان الوطنيةومتابعة تنفيذ المعاهدات والمواثيق التربوية التى تقرها الدول العربية للأعضاء فى الجامعة العربية (1). ودعت المعاهدة الثقافية الدول العربية إلى إنشاء لجان وطنية بها لتعاون الجامعة فى تحقيق مهامها التربوية والثقافية حيث نصت المادة الاولى من المعاهدة الثقافية على أن تتفق الدول العربية على أن تشکل کل منها هيئة محلية تکون مهمتها العناية بشئون التعاون الثقافى بين الدول الاعضاء فى الجامعة (2).
وفى البداية إتخذت الإدارة الثقافية من المؤتمرات والندوات والحلقات الدراسية التى تعقدها فى عواصم العالم العربى اداة للتوعية القومية ووسيلة للتفاعل الفنى بين الخبرات والخبراء ، حيث کانت کل القضايا التربوية فى مختلف مجالاتها تطرق فى المؤتمرات الثقافية والمؤتمرات التربوية أيضاً ، نظراً لأن المؤتمرات الثقافية کان يقوم عليها کبار المسئولين التربويين ، ولم يقتصر نشاط الإدارة الثقافية على اللقاءات والمؤتمرات بل إمتد نشاطها إلى مجال المعلومات فأصدرت حولية الثقافة العربية ثم نشرة الإحصائيات التربوية کما ترجمت عددا ً من أمهات الکتب إلى اللغة العربية.(3)
وإتجهت الجامعة العربية إلى إنشاء عدد من المؤسسات التربوية العربية المتخصصة لتتولى القيام بمهام محددة فى إطار جامعة الدول العربية ، ومن هذه المؤسسات معهد إحياء المخطوطات العربية ( بالقاهرة ) الذى أنشئ فى إجتماع الدورة العادية الثالثة لمجلس جامعة الدول العربية فى الرابع من أبريل عام 1946م ، وحددت مهامه فى العمل على إحياء التراث وجمعه وتحقيقه ونشره، بإعتباره أحد الرکائز الأساسية لدعم الإنتماء القومى وترسيخ الهوية العربية التى تجسدها جامعة الدول العربية.(4)ومعهد الدراسات العربية العالية الذى أنشئ ( بالقاهرة ) فى يناير 1953م ، بهدف إقامة القومية العربية على أسس علمية صحيحة وذلک بإعداد شباب عربى مثقف ثقافة عالية ، ونشر الثقافة العربية عن طريق التدريس والتأليف والنشر والمحاضرات العامة وتکييف أسس الثقافة العربية بحيث تنف من تقدم المدينة الحديثة ، وتأصل الفکر الوحدوى فى کل جوانب الحياة الفکرية ولإعداد قيادات لهذه الغاية(5)،ثم مکتب تنسيق التعريب الذى إنبثق عن مؤتمر التعريب الاول فى الوطن العربى (الرباط / 1961م ) ، وإنضم إلى الجامعة العربية فى عام 1965م ليقوده دعوة التعريب فى المغرب العربى بعد الإستقلال ، ويصبح مرکزاً للتواصل مع الفکر العربى اللغوى الجديد(1)، وکذلک إنشاء الجهاز الإقليمى العربى لمحو الامية ( ببغداد ) الذى وافق عليه مجلس جامعة الدول العربية ووضع نظامه الأساسى فى مايو عام 1967م ، وحدد مهامه بالقرار (2339) لسنة 1967م ، ويتشکل هذا الجهاز من مجلس أعلى يضم ممثلاً لکل دولة عربية والامين العام ومشرف يعاونه وجهاز فنى وإدارى ، ويهدف هذا الجهاز إلى القضاء على الامية فى الوطن العربى ، والتنسيق بين الخطط القطرية لمحو الأمية فى البلاد العربية ، وتقديم الخبرات والمعلومات للدول العربية فى مجال محو الامية (2)، وکذلک تقديم الدعم المادى والفنى وإجراء البحوث الميدانية فى مجال محو الأمية،ومع تزايد النشاط التربوى والثقافى ونموه وإتساعه حتى ضاقت به الامانة العامة ورأت الجامعة العربية أن الوقت قد حان لخلق وعاء أوسع يستوعب هذا السعى المتنوع والمتجدد فى المؤتمر الثانى لوزراء المعارف والتربية والتعليم العرب ( بغداد / عام 1964م ) تم إقرار ميثاق الوحدة الثقافية العربية الذى تضمن إنشاء المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، کوکالة متخصصة تعمل فى نطاق جامعة الدول العربية وتتولى تنفيذ سياسات الجامعة العربية فى مجال التربية والثقافة والعلوم ، وتحل محل الإدارة الثقافية فى الامانة العامة للجامعة ، وتعمل على تنفيذ بنود هذا الميثاق لدى الدول الأعضاء(3). وفى يوليو عام 1970م قامت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم (بالقاهرکوکالة متخصصة تعمل فى نطاق جامعة الدول العربية ، طبقاً لنص المادة الثالثة من ميثاق الوحدة الثقافية العربية الذى تم إقراره فى مؤتمر وزراء المعارف والتربية والتعليم العرب المنعقد فى بغداد عام 1964م ، وحلت المنظمة محل الإدارة الثقافية فى الأمانة العامة للجامعةالعربية(4)، ثم ألحق بالمنظمة فور إنشائها معهد المخطوطات العربية ، ومعهد الدراسات العربية العالية ، ومکتب تنسيق التعريب ، والجهاز الإقليمى العربى لمحو الأمية.(5)
الإطار المفاهيمي للتوحيد التربوي
وبعد هذا العرض لنشأة جامعة الدول العربية ولفلسفتها وأهدافها وتصور النشاط التربوى بها، نتناول التوحيد التربوي کأحد أهم الاهداف التربوية للجامعة العربية، فالدعوة إلي هذا التوحيد التربوي ليست وليدة الساعة ([20])، ففي سنة1964أبرمت الدول العربية ميثاق الوحدة الثقافية العربيةو جاء في مقدمتة"إستجابة للشعور بالوحدة الطبيعية بين أبناء الأمة العربية ،وإيماناً بأن وحدة الفکر والثقافة هى الدعامة الأساسية التى تقوم عليها الوحدة العربية، وبأن الحفاظ على التراث الحضارى العربى وإنتقاله بين الأجيال المتعاقبة وتجديده على الدوام هو ضمان تماسک الأمة العربية ونهوضها بدورها الطبيعى الإبداعى فى مجال الحضارة الإنسانية والسلام العالمى المبنى على أسس العدل والحرية والمساواة،فإن للتعاون في ميادين التربية والثقافة والعلوم ورقيها أثار فعالة في الانسان والمجتمع العربي والقومية العربية علي الصعيد العالمي ([21])
ويعرف التوحيد التربوي أن تعمل الدول العربية من أجل توحيد الأهداف التربوية والمناهج والنظم التعليمية وإعداد المعلمين والإدارة التعليمية والتشريعات التربوية ونظم التقويم والإمتحانات. ولما کانت التربية محورها الاساسي هو الانسان،والإنسان أغلى ثروة تمتلکها الأمة،فإن التوحيد التربوي يمثل أهمية وضرورة يمکن ذکر بعض منها:
1- التوحيد ضرورة لتفعيل دور الإدارة الثقافية بجامعة الدول العربية
الإدارة الثقافية کانت عبارة عن جهاز إدارى وفنى يعمل فى الامانة العامة لجامعة الدول العربية يقوم بتنسيق العمل بين الأجهزة الثقافية المختلفة فى الدول العربية والقيام بالنشاط الذى يحقق الهدف عن طريق اللقاءات والدراسات والعون الفنى ... إلخ ، وحددت الجامعة مهامها فى الإشراف على النشاط التربوى ، ورسم خطة العمل التربوى التى ستقوم به الجامعة فى المستقبل وذلک بالتعاون مع اللجان الوطنية ومتابعة تنفيذ المعاهدات والمواثيق التربوية التى تقرها الدول العربية للأعضاء فى الجامعة العربية. ([22])
2- التوحيد ضرورة لتفعيل جهود المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم
فالمنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة قد تأسست فى مايو 1964 حتى تکون أداة الأمة المشترکة فيما تتطلع إليه وهو تطبيق ميثاق الوحدة الثقافية العربية ، وقد وافق مجلس الجامعة فى دورته 41 فى مايو 1964 على ميثاق الوحدة الثقافية ودستور المنظمة ثم قامت الدول العربية تبعاً بإيداع وثائق تصديقها طبقاً لنظمها التشريعية لدى الامانة العامة حتى إکتمل لديها ما مکن لهم دعوة المؤتمر العام الأول للمنظمة کوکالة متخصصة فى نطاق جامعة الدول العربية تنفيذاً للمادة الثالثة من ميثاق الوحدة الثقافية، حيث جاء فى المادة الأولى للمنظمة ([23])
3- التوحيد ضرورة لتفعيل جهود مکتب التربية العربى لدول الخليج
أنشئ المکتب عام 1396هـ الموافق 1976 ميلادية ومقره الرياض بالمملکة العربية السعودية ، ويضم في عضويته سبع دول خليجية هي : الإمارات العربية المتحدة ، البحرين ، الکويت ، المملکة العربية السعودية ، العراق ، عٌمان ، قطر ([24]). ويهدف إلى توحيد أهداف التعليم والأسس العامة للمناهج فى الدول الأعضاء ، وإلى تحقيق التنسيق والتکامل فى عمليات تنمية التعليم وتطويره فيها وإلى العناية بشئون الثقافة وتطوير الجهود التى تبذل فى ميدان العلوم وتکاملها .
4- التوحيد ضرورة لتفعيل دوراتحاد الجامعات العربية
هذا الإتحاد هو المنظمة الأساسية المعنية بتنسيق التعاون بين البلدان العربية فىميدان التعليم العالى ، وقد بدأ نشاطه منذ عام 1965 ، ومقره الحالى عمان فى المملکة الأردنية الهاشمية (منذ عام 1985 ومن قبل کان فى الرياض) ، وتتکون هيئاته من المؤتمر العام ومجلس الإتحاد والامانة العامة ، وأهم أهدافه ([25]):
5- التوحيد ضرورة لتفعيل دورإتحاد المعلمين العرب
إيماناً بجدوى العمل العربى المشترک لبناء مستقبل الامة العربية ، وبدور المعلم فى تخطيط هذا المستقبل ، تقرر تکوين منظمة نقابية عامة بإسم " إتحاد المعلمين " فى آب / أغسطس 1961 ، وتضم مجموعة الهيئات النقابية فى البلاد العربية التى تنتسب إليها. ويهدف الإتحاد إلى جمع کلمة المعلمين فى البلاد العربية وتوحيد صفوفهم للکفاح من أجل تحقيق الغايات الآتية : ([26])
وعلي ضوء من هذه الجهود فإن التوحيد التربوي له عدة مظاهر تتمثل في الأتي:-
1- توحيد الأهداف التربوية :
عند إستعراض الأهداف القومية للأمة العربية نجد أنها فى مجملها أهداف تربوية ، فحماية الأمن القومى العربى يمکن أن تحدث من خلال بناء جبل عربى واع مستنير ، مؤمن بامته العربية وبرسالته القومية ، فمن خلال التربية والتنشئة الإجتماعية يمکن المحافظة على القيم والمبادئ السياسية والإقتصادية والإجتماعية والثقافية القائمة فى المجتمع وذلک بإعداد جبل يستطيع الصمود أمام تيارات التغريب التى تجتاح الوطن العربى فى الوقت الراهن ،کما أن النهوض بالمستوى الإقتصادى والإجتماعى والسياسى فى الوطن العربى ، لا يتم إلا بالنهوض بمستوى الفرد العربى أولاً ، وذلک عن طريق الإستفادة من الإمکانات البشرية وتثقيفها وتوجيهها دينياً وقومياً وعلمياً ، وتلعب المؤسسات التربوية دوراً هاماً فى هذا المضمار. ([27])
2- توحيد المناهج التعليمية
إن توحيد المناهج التعليمية لدول الوطن العربي ضرورة حيوية خاصة في مراحل التعليم العام وهو أمر يخدم الوحدة الثقافية العربية التي تمهد الطريق للوحدة العربية الشاملة وأن الجامعة العربية مطالبة باتخاذ خطوات إيجابية من أجل توحيد المناهج الدراسية والکتب المدرسية الموحدة الکفيلة بالإسهام في بناء هذه الوحدة ([28]). فقد نصت المادة الثانية عشرة من المعاهدة الثقافية الموقعة بين الدول العربية عام 1945 على أن تتفق دول الجامعة على أن تتدخل فى مناهجها التعليمية من تاريخ البلاد العربية وجغرافيتها وادبها ما يکفى لتکوين فکرة واضحة عن حياة هذه البلاد وحضارتها([29]) .
3- توحيد نظم إعداد المعلمين
وقد مضت المادة الرابعة من ميثاق الوحدة الثقافية على " توحيد أساليب إعداد المعلمين وإدارة المؤسسات التعليمية ومن نفس الميثاق نصت المادة الثالثة عشر على أهمية العناية بإعداد المعلم العربى روحياً وقومياً وعلمياً وذلک إيماناً بدور المعلم فى تنفيذ السياسة التعليمية وتحقيق التطور القومى والإصلاح الإجتماعى.
4- توحيد نظم الإدارة التعليمية فى الوطن العربى
إدارة التعليم في أى نظام مجتمعى تتأثر بعدد من القوى الإجتماعية والإقتصادية والسياسية والانماط الثقافية السائدة ([30]) ، إنطلاقاً من ذلک جاء فى ميثاق الوحدة الثقافية العربية فى المادة الرابعة على أن تعمل الدول العربية على بلوغ مستويات تعليمية متماثلة عن طريق تنسيق أنظمة التعليم وإدارة المؤسسات التعليمية ، وعندما صدرت إستراتيجية تطوير التربية العربية عام 1978 طالب الإستراتيجية بتوحيد الأشراف والتوجيه لجميع مؤسسات التربية فى کل قطر عربى حتى تتحقق الأهداف الکبرى. ([31])
5- توحيد السلم التعليمي
ترى خيرية قدوح "أن التماثل فى بناء السلم التعليمى ، وفى فترات مراحلة بين البلاد العربية أمر ضرورى جداً ، وهو سبيل إقرار قواعد المواطنة عن طريق توحيد المناهج وتيسير حرکة الطلاب بين الأقطار العربية ، غير أن هذا التماثل لا يشترط أن يکون أمراً مفروضاً على الأنظمة التربوية العربية منذ البداية ، وإنما يکون هدفاً تتحرک نحوه وتقترب منه وفق خطط مقصودة ، بل قد يتطلب الامر أن تشذ عنه بصورة مرحلية بعض الأنظمة التربوية بصورة مقصودة مراعاة لأحوالها وظروفها الموضوعية ، ريثما توجه مشکلاتها وتحقق الهدف الرئيسى لإستيعاب المستحقين للتعليم ([32])
6- توحيد نظم التقويم والإمتحانات
وجاء فى المادة الرابعة من ميثاق الوحدة الثقافية العربية " أن تعمل الدول العربية على توحيد مستوى الإمتحانات وقواعد القبول وتعادل الشهادات من أجل تيسير إنتقال الطلاب بين نظم التعليم بالوطن العربى، وفى المؤتمر الثقافى العربى السادس الجزائر 1964 أوصى بضرورة توحيد أساليب التقويم والإمتحانات فى الوطن العربى ودعت حلقة توحيد أنظمة الإمتحانات والإنتقال فى المراحل التعليمية المختلفة فى الوطن العربى 1970 إلى توحيد نظم الإمتحانات والإختبارات للمناهج التعليمية المتماثلة فى الوطن العربى وفى اکتوبر 1974 تم وضع مشروع بروتوکول لتنسيق نظم التقويم والإمتحانات بين الدول العربية وقامت المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم فى هذا الإطار بإصدار عدد من ادلة المعلمين ونماذج من الإختبارات حتى يمکن الإسترشاد بها فى بناء الإختبارات التحصيلية للطلاب ([33]) .
ثالثا: معوقات التوحيد التربوي
يحفل عالم اليوم بکثير من التغيرات والتبدلات والتحولات التى فرضتها الإنجازات العلمية الباهرة فى شتى حقول العلم والمعرفة ، کما أن لتکنولوجيا الإعلام والإتصال دورا مؤثرا فى صياغة الحالة المعاصرة حيث تقلصت المسافات وتداخلت الافکار والثقافات ، وأصبح العالم قرية کونية صغيرة ([34]). ترتب عليها أن اصبح قائما ومفاده: العمل العربى المشترک يتعرض لجملة من التحديات لم يسبق أن واجه مثلها مجتمعة بالحدة نفسها ، فبلادنا مدعوة الى الاضطلاع بمسؤليات جسيمة لتحقيق التنمية العربية وتطويرها بحسب ما تتيحه إمکانات العصر من أفاق ، ولکنها مضطرة فى نفس الوقت إلى الزود عن حياضها وحياض الأمة ، من جهة ، ومن جهة أخرى إلى صيانة ذاتها الحضارية ، کى لا تتفسخ وتذوب فى خضم التأثيرات الأجنبية. ([35])
ومن أبرز هذه التحديات التي تعوق تفعيل العمل التربوي العربي المشترک في مجال التربيةالتحديات الداخلية التي تنبع من داخل الوطن العربي نفسه، ونذکر منها:
(1) السياسة القطرية.
عند النظر إلي التعليم فى الوطن العربى يبدو غير متجانس ولا يمتلک الحد الضرورى من الوحدة والانسجام ، وهو تأسيسا على ذلک يکرس ظاهرة انفصام الشخصية الثقافية وازدواجها : لا توجد فى اى قطر عربى مدرسة وطنية عربية بل هنالک مدارس تستنسخ هذا النموزج او ذاک : النموذج الانجليزى او الفرنسى او خليط منهما معا من جهة والنموزج الاسلامى القديم من جهة اخرى .ولذلک فان النظام التربوى فى البلدان العربية نظام غريب يطفو على سطح المجتمع ويزيد من تعقيد مشاکله([36]). والملاحظ ان هناک انحسار فى المد القومى فى التعليم العربى وولادة اتجاهات تربوية تعزز الانتماءات القطرية والکيانية الصغرى. ([37])
وعلي الرغم من أن هناک تجانسا عربيا على المستويات الثقافية والتاريخية والاجتماعية فالتربية العربية لم تستمد فلسفتها من عقيدة أو غاية قومية محددة ، إنما نظمت فى أدوار متعاقبة سيطر عليها تقليد الدولة المستعمرة لهذا القطر العربى أو ذاک .وهى فى تقليدها ، أو تجديدها ، لم تبين على تجارب نفسية اجتماعية مستمدة من التاريخ العربى المشترک والحاجات القومية العربية المشترکة. ([38])
(2) غياب الديمقراطية فى العالم العربى.
بغياب الديمقراطية لن يتحقق أى مسار للوحدة بين الدول العربية وتبقى الديمقراطية أحد معوقات تحقيق التوحيد التربوى کأحد مسارات الوحدة بين الدول العربية ، إن المعرکة من أجل النهضة تمر من بوابة الديمقراطية وبناء دولةالحق والقانون ، وهذا يتلازم فى الوقت نفسه مع النضال من أجل الديمقراطية فى المجتمع ،فى الأسرة ، والمدرسة والنقابة وکل مجالات الحياة وأوروبا خير شاهد على هذا فهي لم تصل الي تحقيق الوحدة بينها إلا بعد أن وصلت إلى تحقيق الديمقراطية .
(3) قلة فاعلية دور فاعلية الجامعة العربية:
من الملاحظ أن الجامعة العربية تفقد القدرة على القيام بدورها المفترض ان تقوم به کأداة للتوحيد العربى فى کافة المجالات ومن بينها التوحيد التربوى ونذکر من مظاهر ضعف الجامعة العربية:
1-عدم إرتباط حقيقى بين الجامعة العربية ککيان إقليمى له شخصية إعتبارية وبين الدول الاعضاء فيها ، حيث تقوم الاخيرة بتطويع هذا الإرتباط من منطلق مصلحة ضيقة (قطرية) وليس من منطلق مصلحة ( قومية ) وأدى هذا الوضع إلى إفتقاد الجامعة العربية للأهلية الفاعلية مما أفقدها بالتالى تأثيرها عند التعامل مع القضايا العربية المختلفة. ([39])
2-أزمة أخرى تعانيها الجامعة العربية وهى أزمة توافق الإرادات العربية ، وترتبط هذه الازمة أشد ما ترتبط بتخلف الوعى السياسى لدى الطبقات الحاکمة فى الدول العربية والذى يعد أحد أوجه التأخر الذى تعانيه الجامعة العربية حيث تغيب المصلحة العربية العليا ويسود التفکير الأحادى والمصالح الوطنية الضيقة
وبناء علي ذلک يقرر(احمد الشقيري) أن الحاجة أصبحت ملحة لتطوير الجامعة العربية تطويراً جذرياً وأساسياً ، سواء فيما يتعلق بميثاقها أو مؤسساتها أو بالإتفاقيات أو المعاهدات التى إنبثقت عنها ([40])، ويکفينا توکيداً لهذا المعنى أن نشير إلى حقيقة أساسية أنه منذ أنشئت الجامعة العربية قد تغير کل شئ فى الوطن العربى إلا الجامعة العربية فقد بقيت على حالها الذى نشأت فيه يوم کانت الامة العربية فاقدة السيادة الوطنية يسودها الفقر والتخلف والغياب عن الساحة الدولية ، وإذا کانت الظروف العربية والدولية تدعو إلي تغيير جذرى شامل وکامل للجامعة العربية فإن الواجب يلح بان يکون هذا التغيير مدروساً دراسة علمية حتى تصبح الجامعة العربية أداة أفضل وأقدر على تحقيق أمال العرب فى هذه المرحلة الخطيرة التى تمر بها الامة العربية وخاصة أن الأمة العربية تواجه هذه الأيام أخطاراً أشد مما کان قائماً فى الوطن العربى فى المرحلة التى تأسست فى غضونها الجامعة العربية فى أواسط الأربعينيات . ([41])
(4) ضعف الإرادة السياسية العربية
من مظاهر ضعف الإرادة السياسية داخل الدول العربيةما يلي:
1-ضعف الأنظمة العربية وتآکل شرعيتها : فلقد تجمد النظام السياسى العربى عند حدود السبعينات من القرن العشرين ، وأصبحت الأنظمة العربية تتأکل شرعيتها وتراجع کفاءتها ، عاجزة حتى عن التعاون فيما بينها لإفتقاد النفقة المتبادلة ، وإقتصارهما على تأمين نظمها الخاصة إضافة للخلافات المزمنة والمتجددة بين هذه النظم ، مما أدى إلى إرتباط بعضها بالقوى الخارجية بإعتبارها فى تقديرها أقرب السبل لإستمرار إحتفاظها بالسلطة ولهذا أصبحت السياسات العربية تشکل تحرکات منفردة ومتنافسة ومفتقدة لإستراتيجية مشترکة على کافة المستويات ، وهو ما سمح للقوى الإقليمية غير العربية والدولية بالتغلغل داخل المنطقة ولعبت أدوار تتجاوز الأدوار العربية ، کما أن أغلب الدول العربية تعانى من أزمات داخلية وانقسامات عرقية ومذهبية ، أصبحنا نشهد أکثر من دولة عربية " فاشلة " أو " شبه فاشلة " فکيف تنجح مثل هذه الدول فى إقامة تکامل أو إتحاد إقليمى فيما بينها إذا کانت تفتقد لعناصر التکامل على المستوى الداخلى. ففاقد الشئ لا يعطيه .(1)
2-شخصنة السلطة ومرکزيتها سمة بارزة فى أغلب النظم العربية: فهذه النظم تقوم على السلطة الفردية ، فرئيس الدولة هو محور الحرکة فى العملية السياسية وهو مصدر إتخاذ القرارات ورسم السياسات ، وهو الرئيس الأعلى للدولة والقائد الأعلى لقواتها المسلحة ، وهو رئيس السلطة التنفيذية ، وقد تکون هناک ضوابط ومؤسسات مختصة تشارک الرئيس فى صنع القرار ، ولکنه يبقى هو صاحب الکلمة العليا والأخيرة فى الشئون العامة ، ويتمتع بنفوذ طاغ على مسار المؤسسات التى تتولى مهماً معنية دستورية ، وبإختصار فإننا أمام ظاهرة " الکل فى واحد.(2)
أما فيما يتعلق بالمعوقات الخارجية فإن الأمة العربية تواجه اليوم تحديات خطيرة خارجية ومواجهات صعبة ، وقد تولدت هذه التحديات عن التطور السريع الذى يشهده العالم خاصة فى مجالات التقدم العلمى والتقنى ، والتعليم کما هو معروف هو الأساس الذى تنطلق منه الأمم لتحقيق أهدافها الکبرى فى مواجهة التطور ، ومن ثم فإن الإرتقاء بالتعليم وتحسين نوعه وإعطائه الأهمية التى يستحقها من حيث التخطيط والتمويل والرعاية يعتبر المؤشر إيجابى للنهوض بالامة العربية وتحقيق التنمية المنشودة(3). وسوف يعرض فى هذا الجزء بعض التحديات الحضارية الخارجية التى تواجه الدول العربية ونظمها التربوية والتى تتمثل فى :
(1)العولمة
يجابه عالم اليوم الکثير من التحديات التى تعترض مسيرة حياته ، وتعانى من تغيرات سريعة طرأت على شتى مناحى الحياة الاقتصادية والاجتماعية والسياسية والتربوية مما جعل من الضرورى على المؤسسات التعليمية على خلاف انواعها ومستوياتها ان تواحه هذه التحديات بتبنى وسائل تربوية معاصرة وانماط غير مألوفة ، و أن تکيف نفسها وفق ظروف العصر ومقتنياته ، ولعل المتأمل لصورة التعليم والتربية يجد انها قد تغيرت عن عالم الامس القريب تغيرا جذريا ، وستتغير على الدوام ، ذلک لأن نظام التعليم المستقبلى لم يعد ينظر إليه على اعتبار الطالب مستودعا للمعلومات کما کان فى الماضى القريب .الأسلوب البنکى فى التعليم. (1)
وبالنظر إلى انظمتنا التربوية نجد أنها تعانى کثيرا من مواطن الضعف والقصور ، وأنه يتوجب علينا قبل اى تدخل خارجى تفرضه مقتضيات العولمة ويقتضيه زحفها فى ميدان التربية العربية أن نعمل على تغطية مناهجنا وأساليب عملنا التربوي بالدراسات النقدية التى تتبصر فى عوامل الضعف والقوة فى هذه المناهج وفى هذه المضامين .وإذا کانت الولايات المتحدة ترى فى المنظومة التربوية العربية والإسلامية ما يهدد امنها وما يقضى مضاجعها ، أليس من الواجب علينا اليوم أن ننظر نحن فى هذه القدرة الهائلة التى يمتلک عليها نظامنا التروى من اجل توجيه طاقته فى معرکة التحرير والتحديث والبناء ؟ فالنظام التربوى العربى يمتلک قدرات هائلة يمکن توظيفها فى معرکة التسامح والحرية والبناء والديمقراطية.(2)
لقد عملت الأنظمة الغربية منذ البداية على تفريغ النظام التربوى العربى من مختلف الروح النقدية فاستأصلت قيم الامتناع والنقد والجهاد والنضال والاجتهاد ، فتحولت المؤسسات التربوية الى حظائر تروض فيها الأجيال وتطوع وتفرع من کل القيم التى تدعوإلى الحرية والتحرر.فالنظام التربوى العربى کما تدرک( أمريکا) هو الحصن الحصين الذى يضمن لنظامهم العالمى أعلى درجة من درجات الأمن الوجودى فى مناطق نفوذذهم وفى مراکز صولاتهم وجولاتهم .ولکنهم مع ذلک يبحثون فى أعماق هذه المناهج ، وفى مضامين هذه الممارسات عن بقايا مقولات أو تصورات أو رؤى أو رموز باعثة على الإحساس بالحرية والتضحية من اجلها .انهم يريدون ان يجهزوا کليا على کل مقومات الوجود الحر والاحساس بالحرية او مجرد الايمان بمنطقة الکرامة والعزة ، انهم يعملون على وأد کل بواعث النقد والتمرد والجهاد والاجتهاد فى مضامين الحياة العربية الإسلامية فلا مختلف المؤسسات بدءاُ من أحضان الامهات إلى مدرجات الجامعات والمؤسسات الدولية. ومن التحديات التى تفرضها العولمة علي النظام التربوي العربي: (3)
1- العولمة ثقافة غازية.
2- تعکس العولمة إدارة الهيمنة على العالم.
3- تمثل العولمة صورة لايديولوجيا الاختراق التى تبشر وتکرس جملة من الاوهام هدفها التطبيع والاستتباع الحضارى .
4- تعمل العولمة على افراغ الهوية الجماعية من کل محتوى ومضمون .
(2) الإنفجار المعرفى.
فى ظل التحدي المعرفي يتضح أن القدرة التنافسية لأى دولة تعتمد بدرجة کبيرة على الثروة المعرفية القومية التى تستمد من المراکز البحثية والعلمية ، ومن محصلة الخبرات والقدرات التى يمتلکها الشعب بأسره ، لکى تحقق جدوى أکبر ، وإنجازاً أسرع ، وفاقداً وسعراً أقل ، وتلک ثروة الامم فى الألفية الثالثة ([42])، وإزاء هذا التحدى يبرز أهمية التوحيد التربوى بين الدول العربية حيث تشير الدراسات المستقبلية إلى أن الدولة التى يقل عدد سکانها عن 100 مليون لا أمل لها فى المستقبل ، فکيف نتکلم عن دولة من مئة وخمسين الفا أو مائتين وخمسين الفاً أو نصف مليوم أو مليون ؟! فمن المتعذر تحقيق منافسة وتقدم تقنى لهذه الدول منفردة ([43])، وبهذا يبرز أهمية تحقيق التوحيد التربوى العربى بما يحقق القدرة على المنافسة على التکتلات الأخرى فى ظل عصر لا يؤمن إلا بالتکتلات الکبرى لمواجهة هذا الإنفجار المعرفى .
(3)الغزو الفکرى
ويتعرض الوطن العربى اليوم لتيارات معادية تعادي قيمنا الروحية والاخلاقية وتسعى الى تحطيم مجموعة القيم والتقاليد التى تحدد معالم الشخصية العربية والاسلامية وتمنحها طابعا متميزا له سماته الخاصة([44]). وعند استعراض اهم الاخطار الناتجة عن الغزو الفکرى واثارها على مستوى التفارب العربى فى کافة المجالات ومنها مجال التوحيد التربوى نرى ان هناک اخطار ونتائج لهذا الغزو الفکرى منها :-
التغريب : وهو حمل المسلمين عامة والعرب خاصة على قبول زهنية الغرب ، ومحاولة غرس مبادىءالتربية الغربية فى نفوس المسلمين ، حتى يشبو مستغربين فى حياتهم وتفکيرهم ، وحتى تختفى فى نفوسهم موازيين القيم الاسلامية. فالتغريب هو مجموعة من الدراسات والأعمال والثقافات والنظم تجرى حول المسلمين ، وتتطبق على مجتمعاتهم ، فتؤدى بهم فى النهاية الى ان يتشبعوا بالفکر الغربى والحضارة الغربية المعادية للاسلام ،فتغريب المسلمين هو تحويل ولائهم للغرب ونظمه وعاداته وتقاليدة بعد صرفهم عن الاسلام الذى شوه لهم.([45])
التعليم :فقد حرص غزاة الفکر على السيطرة على مؤسسات التعليم والقبض على أزمتها فى کل دول العالم بغية تغزية الأجيال الناشئة بالنظريات والافکار الاجتماعية والسياسية والفلسفية والنفسية، وسائر النظريات الکفيلة لتقويض ارکان العقيدة الدينية ([46]). فالمتطلع إلي المناهج المدرسية لدول الغرب الراعية لهذه التيارات ، ولاسيما کتب التاريخ واللغة والادب ، يقف على المعلومات الخطأ والمتميزة والظالمة للعرب وحضاراتهم وماضيهم وتراثهم ، فهى تعلمهم بأن العرب هم قوم رحل لا حضارة ولا مدنية وواسطة نقلهم هى الجمال وبيوتهم مکونة من الخيام وطعامهم لا يتعدى اللبن والخبز والتمر ، انهم يعيشون فى الصحارى القاحلة وهم مجتمع الحريم ، هم لايعرفون القراءة والکتابة والحساب ويجهلون المهن والصنائع ولا يعيرون اهمية للزراعة والتجارة والعلوم والفنون والادب . وحتى فى الجامعات فان المناهج تعتمد لتزوير وتشويه والافتراء على الحضارة العربية والمجتمع العربى ، وتهدف الى خلق خيبة الظن عند الشباب العربى وامتهم وحضاراتهم وامکاناتهم ، وتستهدف الکفاءات والعقول العربية التى تدرس فى جامعات الغرب اکثر من غيرها لتدفع بهم الى التخلى عن ثقافة امتهم ، والتشکيک بدورها الانسانى والتمسک بالحضارة الاجنبية ، والارتماء فى احضانهم ، والولاء والاخلاص والانقياد لافکارهم وبرامجها واساليبها . ([47])
(4) الثورة التکنولوجية:
إن الثورة العلمية والتکنولوجية قد أتاحت للعالم أن يعرف بعضه بعضا بسهولة ويسر ، مما ساعد على إحداث تغير سريع ، والأامة العربية غير قادرة على ملاحقته ، والعالم ينتقل من عصر الإستقرار السکونى إلى عصر الحرکية ، وکان ممکن فى عصر التغير البطئ أن يعمل الإنسان بما تعلمه فى المدرسة زمنا طويلا ، أما آلان فنحن نعلم من هو قادر على رسم طريقه فى المجهول ، والعيش فى عصر الکلية الذى أصبحت فيه المشکلات تتصف بالقومية والإقليمية العالمية ، عصر التغير الذى تتغير فيه کل الاوضاع بسرعة فائقة ، وبسبب التقدم الهائل فى العلوم والتکنولوجيا يطالعنا العلم کل يوم بجديد تتغير فيه أشکال الحياة الإنسانية کلها من حيث وسائل الإنتاج والعلاقات الإنسانية والقيم الحضارية والصلة بين الفرد والجماعة والدولة بل والعلاقات الدولية أيضاً .
وقد ترتب على الثورة العلمية والتکنولوجية المعاصرة نتائج عديدة تمثلت في انهيار حاجز المسافات بين الدول والقارات ، وهناک شبه إجماع بين الباحثين على أن ثورة الإتصالات ستؤثر على طبيعة المعرفة الإنسانية ذاتها ، ومن بين النتائج البارزة المتوقعة لها خلق ثقافة إنسانية من نوع جديد لا تتسم بالتجزء ولکنها تکون أکثر شمولية مما هو موجود اليوم ([48]) . لقد جعلت هذه الثورة في مجال العلم والمعرفة والمعلومات والاتصالات العالم أکثر اندماجا کما سهلت حرکة الأفراد وراس المال والسلع والمعلومات والخدمات إضافة إلى تسهيل انتقال المفاهيم والأذواق والمفردات فيما بين الثقافات والحضارات .
إن خير ما تصف به مواجهة تحدى الثورة العلمية التقنية وسد الفجوة التى يعانيها فى مجالاتها إنما هو تحديث العقل العربى بجملته ، وتمکينه من إستيعاب روح العصر فى صيغتها الواقعية مجردة من عيوبها وسلبياتها ، إنه تحديث يؤاخى بين العلم وما يتطلبه من منهجية عقلانية صارمة وما يترتب عليه من تقنية دقيقة قابلة للتطبيق والإستثمار ، وبين الثقافة وما تنطوى عليه من القيم الإنسانية والمواقف العقلانية وأنماط السلوک الواقعية الفعالة المتطلعة إلى العمل والتعاون والتکافل فى المجتمع .(1)
وإذا أراد الوطن العربى تحقيق النماء واللحاق برکب التقدم عليه أن يقلص الفجوة التقانية الرقمية بين ما فيه من نظم تعليمية والتعاون والتکامل بين الدول العربية بغية إرساء نظام إقليمى عربى قوى ومتماسک مبنى على طاقة المعرفة وثورة المعلومات وإستغلال هذه الثورة وتلک الطاقة فى المجالات التربوية والثقافية والعلمية من خلال برامج ومشروعات تستهدف بالأساس التعامل الواعى والذکى مع معطيات العولمة وما تتيحه من إمکانات.(2)
وأخيراً يطرح تحدى الثورة العلمية والتکنولوجية مجموعة من التساؤلات ينبغى على التعليم العربى ان يجيب عنه:
وفى ضوء هذا فإن المجتمعات العربية الإسلامية تواجه تحدى التطور التکنولوجى والتقنى المستمر ، ويتمثل هذا التحدى فى کيفية إختيار التکنولوجيا التى تخدم هويتها الثقافية ولا تتعارض مع قيم وثوابت هذه المجتمعات التى تستمد جذورها من مصادر التشريع الاسلامى الحنيف ، والقيم العربية الأصلية ، ويمکن تقديم التکنولوجيا الحديثة لأجيال هذه الامة فى المناهج المدرسية مع المحافظة على الهوية باستخدام التقنيات التى تناسب اوضاعنا لنبدع فيها، کما أبدعت أمم أخرى کاليابان مع محافظتها على هويتها الثقافية. (3)
(5) النظام الشرق أوسطي.
يعد متطلب التوحيد التربوي والثقافي العربي أمرا مهما لمواجهة ما يحدثه المشروع الأمريکي من تداعيات،خاصة وأن الولايات المتحدة الامريکية مقدمة المشروع الشرق أوسطي،تلجأ الي أسلوب التفتيت والتفکيک للدول المستهلکة له،حتي تظل خاضعة لسيطرتها وهيمنتها.وهذا لن يکون إلامن خلال إرادة ذاتية مجتمعية تنشد بإطراد صيرورة قطرية وقومية عربية،تؤکد قاعدة بناء الانسان العربي بالحرية وبالديمقراطية والوفاء بحاجاته الانسانية،والتي من شروطها أن تتم في إطار دور فعال ونافذ لکل قطر عربي ،وفي سياق تعاون وتکامل عربي علي مستوي کل أقطاره ،فالتوحيد التربوي متطلب هام من متطلبات الاصلاح التربوي في المستقبل؛إذ کيف يتأتي إصلاح مع وجود تجزئة أو انفصام بين افراد المجتمع؟ ([49])
فبعد أحداث 11 سبتمبر فى الولايات المتحدة الأمريکية ، وجهت إتهامات غربية إلى التربية العربية الإسلامية ومناهجها بأنها المسئولة بالدرجة الاولى عن تنامى ما سمى بالإرهاب وتحت دعوى محاربته فى عقر داره – البلاد العربية والإسلامية – تدخل الغرب فى هذه البلاد غزواً عسکرياً وضغطاً ثقافياً وفکرياً وإعلامياً کان من أبرز مظاهره ما أطلق عليه مشروع الشرق الأوسط الکبير وهى دعوة ظاهرها الإصلاح وباطنها التدمير على ما يرى (عبد الله عبدالدائم) فى محاضرة ألقاها بدمشق فى مايو 2005 عنوانها ( العرب والهجمة على التربية والثقافة ) فهو يصف ذلک المشروع بأنه ( جهد تدميرى ) وليس تعميرى کما يدعى وفى تلک المحاضرة تناول عبدالدائم الجانب المتصل بالإصلاح التربوى وبين أن التربية العربية على الرغم من حاجاتها الماسة دوماً إلى التطوير والتجديد ليست على غرار ما يسمها به المشروع من تخلف وعجز بل إنها على العکس من ذلک جديرة بأن تقف شامخة أمام الکثير من تجارب التجديد التربوى لا فى العالم السائر فى طريق النمو فحسب، بل فى العالم کله .. ولکن ، ورغم الثناء يصر عبدالدائم على أن ( التربية فى الوطن العربى – وفى العالم کله - فى حاجة دوماً إلى تطوير وتجديد، ولا سيما فى عصرناالحديث) . ([50])
ومن الإنعکاسات التربوية للشرق أوسطية ،لما کان ميدان التعليم هو البوتقة التى تنصهر فيها کل التداعيات المختلفة لمشروع الشرق الاوسط الکبير فإن الإنعکاسات التى تبرزها شواهد الواقع التعليمى تؤکد بما لا يدع أى مجال للشک وجود تأثيرات واضحة لهذه التداعيات فى أکثر من مدخل من مدخلات العملية التعليمية يمکن حصرها فى عدد من الإنعکاسات هى: ([51])
1-إحداث صراعات فى الواقع التعليمى
2-تغييرات فى البنية المفاهمية للإنسان العربى
3- إتساع رقعة التعليم الاجنبى داخل المجتمع
4-تغيير المناهج فى التعليم
5-محاربة مؤسسات التعليم الدينى الإسلامية
رابعا: متطلبات تفعيل دور الجامعة العربية في تحقيق التوحيد التربوي العربي.
وهذه التحديات تتطلب من الدول العربية حکاما وشعوبا ومنظمات وباحثين العمل على تعميق العمل العربى المشترک ، وتعزيز التعاون الثنائى بين الدول العربية لتجويد التعليم وتطويره ويتم ذلک عن طريق عدة وسائل منها : ([52])
1- العمل على تفعيل منظمات العمل العربى المشترک وزيادة الدعم المادى والمعنوى بما يمکنه من القيام بأدوارها المأمولة والمطلوبة
2- العمل على دعم المنظمات العاملة فى ميدان التربية ومؤازرتها للقيام بأدوارها .
3- العمل على مراجعة الإستراتيجيات العربية فى ميادين الطفولة المبکرة ، والتربية ، ومحو الامية ، وتعليم الکبار ، والإسترشاد بموجهاتها لتطوير التربية وتجويدها وتشکيل فرق عمل متخصصة فى القيام بهذه المسئولية
4- العمل على إعداد مناهج دراسية مشترکة فى الدول العربية ، تسهم فى تشکيل وحدة الفکر والمعرفة ويسمح فى الوقت نفسه بالمرونة اللازمة لإبراز خصوصيات کل بلد
5- العمل على إنشاء مؤسسات عربية مشترکة لتقويم التعليم الاساسى والجامعى وإعتماده وترقية جودته وضبطها
6- العمل من خلال المنظمات الإقليمية والعربية على توثيق التجارب العربية الرائدة وتبادلها بين الدول العربية
7- تعزيز مسألة الإستعانة بذوى الکفاءات العربية من المعلمين خاصة بالنسبة إلى الدول التى تواجه نقصاً فى إحتياجاتها وتوفير الحوافز لذوى الکفاءات للعطاء والإنتاج والإبداع
8- العمل على تشجيع التعاون العربى وتعزيزه فى مجال تمويل البرامج التعليمية خاصة الموجهة لمکافحة الأمية وتعميم التعليم الاساسى والسعى لإنتاج برنامج تلفزيونى عربى لمحو الأمية يجمع بين المتعة والترفيه والتعليم
9- العمل على دعم مشروع الجامعة العربية المفتوحة وتعزيز المشروعات العربية والقطرية التى تصب فى هذا التوجه تحقيقاً لمبدأ ديمقراطية وعالمية التعليم العالى للجميع
10- العمل على توفير قواعد البيانات الخاصة بالعمل التربوى ومؤسساته ورجالاته وتجديداته وأن يتم ذلک من خلال المنظمة العربية للتربية الثقافة والعلوم وإتحاد الجامعات العربية والمنظمات الإقليمية
11-تعميق التعاون البناء فيما بين الدول العربية ومنظماتها والمنظمات الدولية العاملة فى ميدان التربية وتکريسه ووضع الأليات العملية لتفعيل الإستفادة من هذه المنظمات الدولية ومؤتمراتها وبرامجها ويمکن أن يتم ذلک عبر فرق العمل الوطنية والعربية
12- العمل على إحياء مشروع الجامعة العربية للدراسات العليا الذى صدرت توصياته متتابعة منذ ما يربو على الخمسة عشر عاماً ومؤکدة على أهميته وضرورته للامة العربية
13- العمل على تأليف مناهج عربية موحدة للتعليم الاساسى تسترشد بها الدول العربية فى تطوير مناهجها وتستخدمها الاکاديميات والمدارس العربية خارج الوطن العربى
14-إخضاع النظام التربوى لدراسات سوسيولوجية نقدية تبحث فى وظائفه وبنيته وأليات إشتغاله ومن ثم العمل على صياغة غائياته وأعراضه وأهدافه ومناهجه فى ضوء عولمة المعرفة التى أصبحت تفرض نفسها بقوة الواقع .
15-إعداد الإنسان العربى لحياة متغيرة متبدلة وهذا يعنى بناء الإنسان القادر على إحتواء التغير والتکيف معه مهما تجلى هذا التغير فى أماکن العمل وفى طبيعته وتغير أسلوب الحياة والتنقل عبر الجغرافية والبلدان وتغير المفاهيم والتصورات .
(1) جامعة الدول العربية"ندوة شئون عربية عن لبنان وجامعة الدول العربية":شئون عربية،جامعة الدول العربية،العدد8أکتوبر1981.ص79
(2) محي الدين صابر : دور الجامعة العربية فى التوحيد التربوى والثقافى ، ندوة جامعة الدول العربية الواقع والطموح ،مرکز دراسات الوحدة العربية،بيروت، ص 301
(1) محي الدين صابر : دور الجامعة العربية فى التوحيد التربوى والثقافى ، ندوة جامعة الدول العربية الواقع والطموح ،مرکز دراسات الوحدة العربية،بيروت،1992، ص 301
(2) مسارع الراوي: العمل التربوي المشترک،ندوة دور التعليم في الوحدة العربية(بيروت:مرکز دراسات الوحدة العربية،1983)ص59
(3) المرجع السابق:ص60
(1) علي محافظة : النشأة التاريخية للجامعة العربية، ندوة جامعة الدول العربية –الواقع والطموح – ( بيروت ، مرکز دراسات الوحدة العربية ، 1992 ) ،، ص ص 47-52.
(2) - http://ar.wikipedia.org/wiki/
(1) محمد حافظ غانم ، محاضرات عن جامعة الدول العربية ( القاهرة ، معهد البحوث والدراسات العربية ،1965 ) ، ص ص 37-39 .
(2) The Egyptian society-of International Law "Survey of Egyptian Opinion on International Organization and the United Nations, 1995.
(2) عبدالمنعم محى الدين : التربية بين القومية والعولمة ، مجلة کلية التربية ، جامعة طنطا ، العدد السادس والعشرون ، 1999م ، ص1
(3) رابح ترکى : التعليم القومى والشخصية الجزائرية (1931-1956) ، ودراسة تربوية للشخصية الجزائرية ، ط2 ، الجزائر الشرکة الوطنية للنشر والتوزيع ، 1981م ، ص10
(4) أحمد طربين :العمل العربى فى أربع عقود "دراسة نقدية ومستقبلية ، شئون عربية ، عدد(41) مارس 1985م ، ص69
(5) جامعة الدول العربية:المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم،إدارة التوثيق والإعلام:تعريف بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم،مرجع سابق،ص 11
(6) رئيف أبواللمع: الشئون الإجتماعية فى حياة الامم وجهود جامعة الدول العربية فى هذا الميدان ، محاضرات البرنامج التوجيهى ، مرکز التربية الأساسية فى العالم العربى ، القاهرة ، دار المعارف ، 1955م ، ص 7-8.
(2) ج . ب أتکسون : إقتصاديات التربية ، ترجمة عبدالرحمن بن أحمد صانع ، الإسکندرية ، دار المعرفة الجامعية ، 1993م ، ص90.
(3) أحمد محمد عبدالحليم : تعليم الکبار فى الوطن العربى ودوره فى مواجهة التحديات المعاصرة ، بحث مقدم إلى مؤتمر الإسکندرية السادس لتعليم الکبار ، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، 1998م ، ص 138.
(5) نشأت عثمان الهلالى : الامن الجماعى العربى "دراسة مع تطبيقه فى إطار بعض المنظمات الإقليمية ، القاهرة ، د.ن ، 1985م ، ص157
(6 )حسن الراوى :وثيقة مرجعية العمل العربى المشترک ودور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، مرجع سابق ، ص5
(1) جامعة الدول العربية:المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، دستور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، مرجع سابق المادة الأولى.
(2) محي الدين صابر : دور الجامعة العربية في التوحيد التربوي والثقافي ، ندوة جامعة الدول العربية الواقع والطموح ، مرجع سابق ، ص291
(1) مسارع حسن الراوى :وثيقة مرجعية العمل العربى المشترک ودور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، تونس ، المنظمة ، الجهاز العربى لمحو الامية وتعليم الکبار، د .ت ، ص5
(2) جامعة الدول العربية : الامانة العامة المعاهدة الثقافية العربية ، القاهرة ، 27 نوفمبر 1945م ، المادة الأولى
(3) محي الدين صابر : دور الجامعة العربية فى التوحيد التربوى والثقافى ، ندوة جامعة الدول العربية الواقع والطموح ، مرجع سابق ، ص291
(4) جامعة الدول العربية : الامانة العامة : القرار رقم (39) بشأن إنشاء معهد إحياء المخطوطات العربية ، الدورة الثالثة العادية ، الجلسة السابعة ، 4أبريل 1946م.
(5) جامعة الدول العربية:المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، إدارة التوثيق والإعلام ، تعريف بالمنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، القاهرة1972م ، ص91.
(1) شکرى فيصل :المؤتمرات والندوات التى عقدتها المنظمات والهيئات العربية حول تعريب التعليم الجامعى فى مجال المصطلح العلمى والترجمة والتأليف ، مجلة إتحاد الجامعات العربية ، عدد الثامن عشر ، سبتمبر 1980م ، ص 57.
(2) جامعة الدول العربية : الامانة العامة ، القرار رقم (2339) بشأن إنشاء الجهاز الإقليمى العربى لمحو الأمية ، القاهرة ، مايو 1967م ، مواد (1) ، (2)
(3) جامعة الدول العربية:المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم .دستور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم الصادر 29 فبراير عام 1964م ، المادة السابعة
(4) جامعة الدول العربية : ميثاق الوحدة الثقافية العربية الصادر سنة 1964م ، بغداد ، 29 فبراير 1964 ، المادة الثالثة
(5) جامعة الدول العربية:المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم .دستور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، مرجع سابق ، المادة السابعة
(2) مسارع حسن الراوى :وثيقة مرجعية العمل العربى المشترک ودور المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، تونس ، المنظمة ، الجهاز العربى لمحو الامية وتعليم الکبار، د .ت ، ص5
(1) حلمي الوکيل،حسين بشير.الاتجاهات الحديثة في تخطيط وتطوير مناهج المرحلة الاولي،ط2.الکويت:مکتبة الفلاح،1990
(2) مسارع الراوي:العمل التربوي العربي المشترک،ندوةدور التعليم في الوحدة العربية،مرکز دراسات الوحدة العربية،بيروت،الطبعة الرابعة،ص240
(3) عبد الله عبد الدائم:التربية والعمل العربي المشترک في سبيل تربية عربية أصيلة متکاملة(بيروت:دار العلم للملايين ،1988) ص56
(2) نشأت عثمان الهلالى : الامن الجماعى العربى "دراسة مع تطبيقه فى إطار بعض المنظمات الإقليمية ، القاهرة ، د.ن ، 1985م ، ص157
(2) عبدالعزيز عاشورى : ندوة جامعة الدول العربية الواقع والطموح،مرکز دراسات الوحدة العربية،بيروت،1992،ص331
(4) محمد بن عبدالله أل ناجى ، الإدارة المدرسية الفاعلة لمدرس المستقبل فى القرن21 ، ندوة العالم الأساسية للمؤسسة المدرسية فى القرن 21 ، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، الدوحة 6 – 10 مايو 2000 ، ص 24
(1) جامعة الدول العربية المنظمة ، إستراتيجية تطوير التربية العربية ، تقرير لجنة وضع إستراتيجية لتطوير التربية فى البلاد العربية،ص 335
(2) خيرية قدوح : التربية الوحدوية العربية ..کيف؟ ولماذا ؟ " دراسة نقدية فى ضوء إستراتيجية تطوير التربية العربية ، بيروت ، معهد الإنماء العربى ، ط1 ، 1986م ، ص 154
(1) مصطفى عبدالعزيز مرسى : تطوير العمل العربى المشترک بين الأليات والمضمون، مجلة شؤن عربية الامانة العامة لجامعة الدول العربية ، القاهرة ، 2010،ص14
(2) محمد أحمد الشريف وآخرون : إستراتيجية تطوير التربية العربية ، تقرير لجنة وضع إستراتيجية لتطوير التربية فى البلاد العربية ، تقديم محى الدين صابر ومحمد أحمد الشريف ، تونس ، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، طرابلس الغرب ، المنشأة الشعبية للنشر والتوزيع والإعلان ، 1979 ص 76
(3) سعدون حمادى : الوحدة الثقافية والتعليم ، ملاحظات أولية ، مرکز دراسات الوحدة العربية دور التعليم فى الوحدة العربية ، مرکز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، 1983 ص 53
(4) عدنان أبو عمشة :القضية الفلسطينية فى التعليم العربى ، مرکز دراسات الوحدة العربية ، دور التعليم فى الوحدة العربية ، مرکز دراسات الوحدة العربية ، بيروت ، 1983 ص 138
(2) أحمد الشقيري:الجامعة العربية کيف تکون جامعة وکيف تصبح عربية(تونس:دار ابو سلامة للطباعة والنشر،1979)ص154.
(3) أحمد الشقيري:الجامعة العربية کيف تکون جامعة وکيف تصبح عربية(تونس:دار ابو سلامة للطباعة والنشر،1979)ص75.
(1) مصطفى عبدالعزيز مرسى : "تطوير العمل العربى المشترک بين الأليات والمضمون" ، مجلة شئون عربية ، الأمانة العامة لجامعة الدول العربية ، القاهرة،143 ،خريف 2010 ، ص 15 .
(2) سليم الحص : النظام الرسمى العربى ، الجزيرة نت فى 25 / 3 / 2009 .
(3) جابر عبدالحميد جابر وأخرون : إستراتيجية تطوير التربية العربية (الإستراتيجية المحدثة ) المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم ، تونس 2006 ، ص 58
(1) عواطف خالد المطيرى :مقارنة بين التعليم التقليدى ، والالکترونى ، مجلة علوم انسانية ، العدد 35 ، خريف 2007،ص17-19
(2) Retrieved15 juneK2010 from http://www.watfa.net/linkhp.htm
(3) مصرى عبدالحميد حنورة ، الإبداع فى عصر العولمة ، التقدم العلمى،القاهرة، عدد 28 / أکتوبر / ديمسمبر 1999 ، ص 56 – 61 ، ص 60
(1) حسين کامل بهاء الدين: الوطنية فى عالم بلا هوية تحديات العولمة ،القاهرة ، الهيئة المصرية العامة للکتاب ، مکتبة الاسرة ، 2002 ، ص 45
(2) خير الدين حسيب : رؤية فى القضايا العربية ، سلسلة کتب المستقبل العربى ، بيروت ، مرکز دراسات الوحدة العربية 2008 ص 25
(3) إحسان الحسن : تأثير الغزو الثقافى فى سلوک الشباب العربى، أکاديمية نايف العربية للعلوم الامنية ، الرياض 1998 ص 91
(2) أحمد عبد الرحيم السايح:. الغزو الفکرى وأثره فى المجتمع الإسلامى، دار المنارة الحديثة ،القاهرة : ط الرابعة ،1991، ص 115
(1) عبدالرحمن حسن حبنکة الميدانى : مکايد يهودية عبر التاريخ ،دار القلم دمشق ، ط السادسة 1992 ص 300 ، 301
(2) إحسان الحسن : تأثير الغزو الثقافى فى سلوک الشباب العربى ، أکاديمية نايف العربية للعلوم الامنية ، الرياض 1998 ص 102 : 105
(2) فضل الله محمد سلطح : العولمة السياسية ، إنعکاساتها وکيفية التعامل معها ، القاهرة ، مکتبة بستان المعرفة ، 2000 ص 16
(1) عبد الحميد جابر واخرون:استراتيجية تطوير التربية العربية الاستراتيجية المحدثة(تونس :المنظمة العربية للتربية والعلوم والثقافة،2006)ص30
(2) جامعة الدول العربية : المنظمة العربية للتربية الثفاقية والعلوم : خطة العمل المستقبلى 2005 – 2010 ، المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم،تونس،2010، ص 31
(1) خليل يوسف الخليلى ، (1998م) مناهج العلوم والتقنية للقرن القادم والهوية الثقافية للمجتمعات العربية ، مجلة التربية ، العدد(125) ص242.