أهمية وتطبيق فرق العمل في مجالات متنوعة لتحقيق المستوى المثالي في الأداء

المؤلفون

1 أستاذ مساعد - قسم الملابس جاهزة -کلية الفنون التطبيقية – جامعة المنصورة

2 أستاذ ورئيس قسم التفسير وعلوم القرءان -کلية أصول الدين بالمنوفية -جامعة الأزهر

3 أستاذ المناهج وطرق تدريس العلوم -کلية التربية بدمياط – جامعة المنصورة

4 أستاذ مساعد الجغرافية السياسية -کلية الآداب بدمياط – جامعة المنصورة

5 مدرس إدارة الأعمال -کلية التجارة بدمياط – جامعة المنصورة

المستخلص

ملخص البحث
يعرف العمل الجماعي في إطار فرق العمل بأنه "عمل مترابط يقوم به مجموعة من الأشخاص، بحيث يقلص کل فرد من اهتماماته وآراءه الشخصية من أجل وحدة وکفاءة الجماعة" وهذا لا يعني عدم أهمية الفرد حيث أن کفاءة وفعالية الفريق لا تطغى على الطموحات الشخصية، فإن أکفأ فرق العمل هو الفريق الذي يوجه فيه أفراده مساهماتهم ومجهوداتهم وعملهم من أجل هدف مشترک.
يتفق رجال الدين والسياسيون -الناجحون- وکذلک الفنانون والرياضيون على أن أي عمل ناجح لا يمکن يتم بشکل فردي فکل الأعمال يجب إنجازها بشکل جماعي وبروح الفريق، فالسياسة والرياضة والفنون والعلوم وکافة مناحي الحياة تحقق نجاحات أکبر إذا ما تم تأديتها بروح الفريق.
ويهدف هذا البحث إلى التأکيد على أهمية العمل الجماعي في إطار فرق العمل وأفضليته في رفع شأن الأمة لتحقيق أسمى الغايات. وفي هذا الإطار نتناول بإيجاز أفضلية العمل الجماعي في الدين والسياسة والتعليم والإدارة، کمجموعة من المناحي دون إغفال للمناحي الأخرى مثل العلوم والفنون والرياضة ... الخ.
وقد أشارت نتائج البحث إلى أهمية العمل الجماعي في کافة مناحي الحياة، ومن ثَمَ يجب التأکيد على تشکيل وتنمية ثقافة فرق عمل – وليس لجان ولجان منبثقة- لأداء مهام محددة في إطار الأهداف والغايات المرجوة لتحقيق التميز. يجب التعامل مع فرق العمل على أنها أداة تساعد الإدارة على تحقيق أهدافها، کما أنها مفهوم هندسي واجب لتحقيق التحسين والتطوير، لنکون
معاً أفضل.

1- المقدمة:

تعيش الطيور في أسراب، وکائنات أخرى -مثل النحل والنمل- تعيش في فِرَق وتضرب المثل في تکوين وتفعيل فرق العمل، العناصر توجد على هيئة مرکبات، حتى الذرة لا تُعتَبر مفرداً إذ تتکون من بروتون وإلکترون کحد أدنى، أَلا يدعو هذا ويؤکد على قيمة وعائد العمل الجماعي في إطار فرق العمل.

يعرف العمل الجماعي في إطار فرق العمل بأنه "عمل مترابط يقوم به مجموعة من الأشخاص، بحيث يقلص کل فرد من اهتماماته وآراءه الشخصية من أجل وحدة وکفاءة الجماعة"(1) وهذا لا يعني عدم أهمية الفرد حيث أن کفاءة وفعالية الفريق لا تطغى على الطموحات الشخصية، فإن أکفأ فرق العمل هو الفريق الذي يوجه فيه أفراده مساهماتهم ومجهوداتهم وعملهم من أجل هدف مشترک.

تتفق الأديان والسياسيون –الناجحون- وکذلک الفنانون على أن أي عمل ناجح لا يمکن يتم بشکل فردي فکل الأعمال يجب إنجازها بشکل جماعي وبروح الفريق فالسياسة والرياضة والفنون والعلوم تحقق نجاحات أکبر إذا ما تم تأديتها بروح الفريق. وهناک 7 عمليات يمکن إذا طبقت أن تساعد على بناء الفريق الجماعي وهي(2):

  • الدعم: تقديم الدعم والتشجيع لعضو الفريق في حالة الاتفاق والاختلاف.
  • المواجهة: وهي الاعتراض على سلوک غير مرغوب من أحد أعضاء الفريق.
  • حماية حق إبداء الرأي: لکافة أعضاء الفريق.
  • الوساطة: عندما تصبح المناقشات مکثفة مطولة.
  • التنسيق: هو دور آخر من أدوار الوسيط حيث يحاول تجميع نقط الاتفاق.
  • التلخيص: يتدخل الوسيط أيضا ليُلَخِص في جمل رئيسية ما وصل عنده النقاش.
  • مراقبة سير العمليات: هو معالجة تفاعلات المجموعة وما يحدث بين الأعضاء.

ولا يمکن في هذا الإطار إغفال الأدوار المدمرة التي يقوم بها بعض أفراد المجموعة والتي تتمثل في:

  • المقاطعة: عندما يتم مقاطعة المتحدث أو استخدام الأسلوب الساخر في التعليق أو تجاهل باقي المجموعة لمساهمة أحد الأعضاء.
  • التحليل أو الوصف: عندما يقوم أحد أفراد الفريق بتحليل أو وصف سلوک عضو آخر مما يخرج المناقشة عن مسارها حيث يتجادل الأعضاء.
  • السيطرة: عندما يريد العضو المسيطر أن يتحکم في المناقشة ويکتسب النفوذ.
  • الموافقة المعلقة: عندما يستخدم البعض أسلوب الموافقة المعلقة.
  • الرفض: يوجد في کثير من مجموعات العمل العضو الرافض وهو يعبر بقسوة عن کل ما هو سيئ.

وتوجد عدة طرق لتجنب أضرار هذه السلوکيات الهدامة أبسطها هو التدخل الفردي باستخدام عبارة أو أکثر من العبارات المضادة. ويأتي دور القائد في تسهيل عمل الفريق، المحافظة على المجموعة صغيرة - حيث إن أکثر المجموعات فاعلية هي التي تتشکل فيما بين خمسة أو تسعة أعضاء- والإعلان عن الاجتماع مقدماً، بالإضافة إلى جمع أراء الأعضاء، عندما يطلب القائد من الأعضاء واحدا بعد الأخر أن يذکر  الحلول التي توصل إليها ويسجلها في جدول، وتشجيع الأعضاء على مناقشة الفکرة مع المجموعة، وأخيراً طلب ملاحظات إيجابية من الأعضاء السلبيين(2).

لا يمکن بناء فريق عمل من خلال العمل الجماعي لبضعة أيام في السنة، فالتفکير في بناء فريق العمل يجب أن يکون أسلوب حياة يتم بشکل يومي، ويمکن أن يتم من خلال تکوين فرق لحل مشاکل عمل حقيقية، عقد اجتماعات لمراجعة المشاريع والتقدم، إدخال المتعة والمناسبات السعيدة ضمن أجندة المؤسسة، کما يمکن استخدام أساليب کسر الجليد وأنشطة فرق العمل أثناء الاجتماعات، والاحتفال بنجاحات فرق العمل في العلن(3).

مشکلة وتساؤل البحث:

  • · تترکز مشکلة البحث في إنتشار الفردية والأنانية والمغالبة في مجتمعنا، وافتقاد روح الفريق في معظم مناحي الحياة، ومِن ثَم يجب أن نتساءل هل نحن قادرون على العمل في إطار
    فرق العمل؟

أهداف البحث:

  • · يهدف هذا البحث إلى التأکيد على أهمية العمل الجماعي في إطار فرق العمل وأفضليته في رفع شأن المؤسسات ومن ثَم الأمة لتحقيق أسمى الغايات.
  • اقتراح هيکل عام لفرق العمل في صناعة الملابس الجاهزة.

فروض البحث:

  • · تتفق محاور الدين والتعليم والسياسة والإدارة على أهمية وقيمة وأفضلية العمل في إطار
    فرق العمل.

منهج البحث:

  • يتبع البحث المنهج الوصفي، المنهج التحليلي والمنهج التجريبي لتحقيق أهداف البحث.

وفي هذا الإطار سنتناول بإيجاز أهمية وأفضلية العمل الجماعي وفرق العمل في الدين والسياسة والتعليم والإدارة، کمجموعة من المناحي الحياتية الهامة.

2- فرق العمل في الدين

"واعتَصِمُوا بِحَبلِ الله جَمِيعاً ولا تَفَرَقُوا" (103){آل عمران}، دعوة صريحة واضحة من الله الإله الواحد الذي خلق الکون والإنس والجن ليعبدوه رغم کونه إلاه وخالق ومعبود قبل أن يُعبد، إلا أنه فعل – سبحانه - ودعا إلى العمل الجماعي، وتمتد هذه الدعوة وتتجلى أولاً وقبل أي شئ في الدين ومناسکه.

ففي المسيحية نجد أن الکنيسة أخذت کلمة "ليتورجيا" وأطلقتها على حياتها ونظامها، وکلمة الليتورجيا يونانية الأصل وهي تنقسم إلى لفظين.. ليتوس (لاؤس): وتعني شعب و ارجيا (أرجون): وتعني عمل.‏ ويندمج اللفظان فتصبح کلمة "ليتورجيا" التي تعني العمل الجماعي، وهو عمل تقوم به جماعة مع تَمَايُز الدور الفردي، وفيه يکون الوجود الفردي أساس وجود الجماعة. وهنا تصبح کلمة "فرد" غير سليمة ولکن يحل مکانها کلمة "عضو".

فإذا نظرنا إلى کتب الصلوات في الکنيسة فإننا نجد مثلاً...

الخوالجي المقدس: يشترک الجميع في الصلوات تحت تقسيم هادف (يقول الکاهن – يقول الشماس – يقول الشعب) فالصلاة في الکنيسة عمل جماعي في إطار فريق منظم.

الأبصالمودية المقدسة: تُقَسَم صلوات التسبحة إلى فريقين قبلي وبحري فيما تدعوه الکنيسة "خورس" قبلي وآخر بحري.

والسيد المسيح – له کل المجد– أعطى نموذجاً عملياً في اختيار جماعة التلاميذ الإثنى عشر والرسل السبعين کفريق عمل يقوم عليهم العمل الکرازي بالإنجيل، بل وأيضاً أرسلهم اثنين اثنين ولم يُرسِلهم فرادى وکانوا يَرجعون لکي يخبروه بما فعلوا. وهذا يؤکد ضرورة متابعة المُدَبَر للفريق، ومن خلال هذه المتابعة يتم معالجة أي سلبيات قد تظهر (کما فرحوا لأن الشياطين کانت تخضع لهم) فعالج هذا الأمر في محبة کبيرة وعرَفَهم أن الفرح الحقيقي بأن أسمائهم کُتِبت في ملکوت السموات کما هو مکتوب بالکتاب المقدس في إنجيل المُعَلِم لوقا البشير{إصحاح10 آية 20}.

ولقد ظهر في الکنيسة الأُولَى القناعة بعمل الجماعة ورأيهم مع الروح المقدس، في إدارة شئون الکنيسة في مَجمَع أورشليم أن لا يُثقلوا على الراجعين إلى الإيمان من الأمم کما هو مکتوب بالکتاب المقدس{سفر أعمال الرسل إصحاح15 آية 29}. کما انتخبوا سبعة رجال مشهود لهم بالتقوى لإدارة الأعمال المالية الخدمية الخاصة بخدمة الفقراء آن ذاک، ليتفرغ الآخرون لأعمال الصلاة، فالکل يُعِين بعضهم البعض لخدمة الکل روحياً ونفسياً وجسدياً کما هو مکتوب بالکتاب المقدس{سفر أعمال الرسل إصحاح6}.

وقد تم تقسيم الأعمال والمسؤليات طبقاً للمواهب المُعطاة لکل واحد من أعضاء الجماعة کما هو مکتوب بالکتاب المقدس في رسالة المُعَلِم بولس الرسول الأولى إلى کورنثوس {إصحاح12}. وذلک لقناعة الکنيسة بأن التباين في المواهب بين الأعضاء شيء إيجابي لأجل تکميل عمل الخدمة لبنيان جسد الکنيسة الواحد کما هو مکتوب بالکتاب المقدس في رسالة المُعَلِم بولس الرسول إلى أهل اسفس {إصحاح4 آية 11}.

وعلى مستوى الجهاد الروحي يقول الکتاب "اثنان خير من واحد لأن لهما أجرة لتعبهما صالحة لأنه إن وقع أحدهما يقيمه رفيقه، وويل لمن هو وحده إن وقع، إذ ليس له ثان يقيمه" کما هو مکتوب بالکتاب المقدس {سفر الجامعة إصحاح4 آية 9 و10}. فالجميع يحتاج إلى آخر والآخر يحتاج إلى الجميع للبنيان.

وللعمل الجماعي في الإسلام أهميته وقيمته، إذ هو عمود الإسلام وجوهره لذلک نجد الحث عليه في أمور الدين والدنيا في القرآن والسنة وعمل السلف الصالح، فالإسلام بُنِيَ على خمس کلها أعمال جماعية.

  • · الشهادة هي قول واعتراف بوحدانية الإله، إلا أنها عمل يتم فيه الاعتراف من الفرد بإله واحد ورسول بلغ الرسالة وهو عمل جماعي، وهي أکبر مجمّع للمجتمع على وجه الأرض {لا إله إلا الله محمد رسول الله} يرددها المؤذن کل يوم خمس مرات فيجمع من خلالها کل موحد يريد أن يجدد انتماءه لله تعالى.
  • · الصلاة التى قال الله فيها وَأَقِيمُوا الصَّلَاةَ وَآَتُوا الزَّکَاةَ وَارْکَعُوا مَعَ الرَّاکِعِينَ(43){البقرة}، فهي عماد الدين تصح في کل شبر من أرض الله، وتتحقق من خلال مجموعة حرکات وکلمات من المسلم، إلا أنها بشکلها الجماعي تزيد سبعا وعشرين درجه وهذا فيه ما فيه من الترغيب في الجماعات، ونجد الجمع وأيام العيد والجنائز، کل ذلک بأوامر الله تعالى لنزداد بهذه المظاهر التعبدية قوة ومنعة واجتماعاً.
  • · کما نلمس العمل الجماعي في الزکاة التي تمثل التکافل الجمعي بين المسلمين حيث جعلها الله تعالى حقا ليست فضلاً من أحَّد على أحد إذ قال تعالى: وَالَّذِينَ فِي أَمْوَالِهِمْ حَقٌّ مَعْلُومٌ(24){المعارج}، کما أنها تجمع المسلمون وتوحدهم في نسبتها وتنوع مصارفها.
  • · ويأتي الصوم حيث قال تعالى يَاأَيُّهَا الَّذِين آمنُواْ کُتِبَ عَلَيکُمُ الصِيَامُ کَمَا کُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِکُمْ لَعَلَّکُمْ تَتَّقُونَ (183){البقرة}، وهو يتحقق بامتناع جماعة المسلمون في مکان واحد عن الطعام والشراب من وقت الفجر إلى وقت المغرب، کما أنهم –غالبا ما- يجتمعون على الإفطار في البيت الواحد أو في جماعات، وتأتي صلاة العيد بعد انتهاء فترة الصوم فتعمق رؤية العمل الجماعي.
  • · وتتجلى قمة العمل الجماعي في الإسلام في شعيرة الحج، الذي قال الله تعالى فيه "وَأَذن فِي النَّاسِ بِالْحَجَّ يَأتُوکَ رِجَالاً وعَلَى کُلِ ضَامِرٍ يَأتِينَ مِن کُلِ فَجٍ عَمِيقٍ"(27){الحج} ونلاحظ أن الأمر للجماعة وهو لا يؤدى في کل مکان کالصلاة بل يؤدى في مکان معين وفي وقت معين وبِنُسُک معين علمنا إياه رسولنا صلى الله عليه وسلم، وتظهر أهمية الجماعة في مؤتمره السنوي بجلاء إذ لو استغله المسلمون استغلالاً صحيحاً لتم حل مشکلاتِ العالم الإسلامي في کل موسم من مواسمه ولسعد أهل الإسلام والناس أجمعين.

وسنعرض فيما يلي مجموعة من أمثلة العمل الجماعي في إطار فرق العمل في القرآن
والسنة والسيرة:

ففي القرآن قال تعالى:"وَتَعَاوَنُوا عَلَى الْبِرِّ وَالتَّقْوَى"(2){المائدة} وهي دعوة من الله للتعاون والعمل الجماعي في الخير. کما ضرب ذو القرنين في مثلاً في تشکيل وتحفيز فريق عمل في قوله تعالى "قَالَ مَا مَکَنِي فِيهْ رَبِي خَيرٌ فَأَعِينُونِي بِقُوةٍ أجعَلْ بَينَکُمْ وبَينَهُمْ رَدْماً"(95){الکهف} وذلک بهدف إقامة السد الذي طلبه منه القوم، حيث وَضَّحَ ذو القرنين المهام والآليات وأکد لهم تحقيق الهدف -بإذن الله- إذا أدى کلٌ منهم دوره.

أما في السنة فسنبدأ بقوله- ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ-: "والله فِي عَوْنِ العَبدِ مَا کَانَ العَبدُ فِي عَوْنِ أَخِيهْ"(4). إن المجتمع لن يکون سوياً قوياً، ولن يکون قوياً متماسکاً إلا إذا قام على أساس من التعاون والتضامن والتکافل فيما بين أفراده، فسعى کل منهم في حاجة غيره، بنفسه وماله وجاهه، حتى يشعر الجميع أنهم کالجسد الواحد، وهذا ما دعا إليه الإسلام وأمر به القرآن، وجعلته السنة المطهرة عنواناً لمجتمع الإيمان.

وفي الصحيحين من حديث أخرجه ابن أبي شيبة في مصنفه 2/224: {أَنَ الصَحَابَة سَافَرُوا، فَصَامَ بَعْضُهُم، وبَعْضُهُمْ لَمْ يَصُمْ، فأَمَا الصُوام فوَقَعُوا في الأرْضِ من الجُوعِ والتَعَبْ، وأما المُفْطِرُون فقَامُوا وشَدُوا الخِيَامَ ومَلَئُوا البِرَک بالمَاءِ وطَبَخُوا، فقال ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ذَهَبَ المُفْطِرُون اليَوْم بالأَجْرِ}  لماذا؟ لأن الله فِي عَوْنِ العَبدِ مَا کَانَ العَبدُ فِي عَوْنِ أَخِيهْ.

وسنتناول من السيرة النبوية بداية رحلة الهجرة، التي نرى أن احتياجاتها قد دُبِرَت تدبيرا محکماً وتم تشکيل فريقها–من سبعة أفراد- على النحو التالي(5):

  • · علي: ينام في فراش الرسول صلى الله عليه وسلم ليخدع القوم،ويُسلِّمَ الودائع
    ويلحق بالرسول.
  • عبد الله بن أبي بکر: صاحب المخابرات الصادق، وکاشف تحرکات العدو.
  • أسماء ذات النطاقين: حاملة التموين من مکة إلى الغار، وسط جنون المشرکين بحثاً عن محمد صلى الله عليه وسلم ليقتلوه.
  • · عامر بن فهيرة: الراعي البسيط الذي قدم اللحم واللبن إلى صاحبي الغار، وبدد آثار أقدام المسيرة التاريخية بأغنامه، کيلا يتفرسها القوم، کما کان يقوم بدور الإمداد والتموين.
  • · عبد الله بن أريقط: دليل الهجرة الأمين، وخبير الصحراء البصير، ينتظر في يقظة إشارة البدء من الرسول، ليأخذ الرکب طريقه من الغار إلى يثرب.

فهذا تدبير للأمور على نحو رائع دقيق، واحتياط للظروف بأسلوب حکيم، ووضع لکل شخص من أشخاص الهجرة في مکانه المناسب، وسد لجميع الثغرات، وتغطية بديعة لکل مطالب الرحلة، واقتصار على العدد اللازم من الأشخاص من غير زيادة ولا إسراف. لقد أخذ الرسول صلى الله عليه وسلم بالأسباب المعقولة أخذاً قوياً حسب استطاعته وقدرته.. ومن ثم باتت عناية الله متوقعة.

کما ورد من السيرة أيضاً أن نزل الناس في عهده عليه الصلاة والسلام منزلاً، فقام أحدهم وقَالَ: أنا أذْبَحُ الشَاة، وقَالَ الثاني: أنَا أَسْلُخْهَا، وقال الثَالِث: وأَنَا أطْبُخْهَا، وقال ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: {وأنَا أجْمَعُ الحَطَب} عليه الصلاة والسلام، فقام ‏صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ يجمع الحطب، وهذا يشتغل في شغله، وقرب إليهم عليه الصلاة والسلام مؤنتهم (6).

وأخيرا نحن في الحياة أسرة إنسانية واحده لو ترکنا بعضنا دون ترغيب وترهيب وبشارة ونذارة، وتعاون وتعاضد فإننا سنشقى في سفينة الحياة وتغرق بنا لقوله صلى الله عليه وسلم فيما رواه النُّعْمَانَ بْنَ بَشِيرٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا قَالَ مَثَلُ الْقَائِمِ عَلَى حُدُودِ اللَّهِ وَالْوَاقِعِ فِيهَا کَمَثَلِ قَوْمٍ اسْتَهَمُوا عَلَى سَفِينَةٍ فَأَصَابَ بَعْضُهُمْ أَعْلَاهَا وَبَعْضُهُمْ أَسْفَلَهَا فَکَانَ الَّذِينَ فِي أَسْفَلِهَا إِذَا اسْتَقَوْا مِنْ الْمَاءِ مَرُّوا عَلَى مَنْ فَوْقَهُمْ فَقَالُوا لَوْ أَنَّا خَرَقْنَا فِي نَصِيبِنَا خَرْقًا وَلَمْ نُؤْذِ مَنْ فَوْقَنَا فَإِنْ يَتْرُکُوهُمْ وَمَا أَرَادُوا هَلَکُوا جَمِيعًا وَإِنْ أَخَذُوا عَلَى أَيْدِيهِمْ نَجَوْا وَنَجَوْا جَمِيعًا} رواه البخاري.

مما سبق تظهر دعوة الدين وتأکيده على العمل الجماعي في إطار فرق العمل الذي نحن في مسيس الاحتياج إليه، والذي يعتبر قيمة لا تضاهيها قيمة أبداً.

3- فرق العمل في السياسة

العمل الجماعى ضرورة عصرية فى السياسة، ففى الوقت الراهن يتحتم علينا إتباع العمل الجماعى لأنه يحقق أکبر الأهداف السياسية فى أقل وقت ممکن، وتعمل الدول المتقدمة سياسيا على زيادة الاحساس لکل فرد فى الجماعة بقيمته الذاتية وأهميته للجماعة ککل.

والنظام السياسى للدولة هو من الأهمية بمکان فى تسهيل أو تعقيد تطور المجموعات البشرية فى حرکتها، فالأحزاب الاشتراکية التقليدية أعاقت تطور الدول وجمدت فکرها، حيث کان القائد الزعيم هو المنوط له جميع مقاليد الدولة ومؤسساتها، وهى نظرية الفرد ذو الطابع الديکتاتورى، وهى الرؤية التى تبناها لينين بعد الثورة البلشفية عام 1917م، وقد انتهجت کثير من الدول هذا الفکر منها مصر قبل ثورة 25 يناير 2011م، ولکن مع انهيار النظام السياسى للاتحاد السوفيتى السابق على يد جورباتشوف فى منتصف الثمانينات من القرن الماضى غيرت کثير من الدول الاشتراکية مفاهيمها السياسية وتحولت إلى النظام الديمقراطى.

والنظام السياسى الديمقراطى يحقق فيه الفرد ذاته من خلال العمل الجماعى، فالفرد هو ترس مهم فى منظومة العمل السياسى، فلا يصح أن يعمل الفرد وحيداً بل لابد من إدارة تروس جميع الأفراد حتى يتحقق الهدف الديمقراطى فى النهاية.

فالنظام الديمقراطى هو نظام مؤسسى فالدولة هى عبارة عن مجموعة مؤسسات منها التشريعى والتنيفذى والقضائى وغيره، إذا فالعمل السياسى هو فى جوهره عمل جماعى وبالتالى يحتاج إلى تنظيم العلاقة بين أفراده. وتأيدا لهذا فقد تبدلت المفاهيم والمصطلحات السياسية العالمية والتى کانت مسيطرة على عقلية القائمين فى العمل السياسى مثل الصراعات والقمع والديکتاتورية، ولکنها تغيرت بعد الحرب العالمية الثانية (1945)، وأصبحت المفاهيم السياسية تندرج تحت التعاون والسلم الدولى، والانفتاح، والرفاهية، والديمقراطية، والعمل الجماعى المؤسسى، وهى مفاهيم تعکس تحول المجتمع الدولى إلى تحقيق التقدم والازدهار لشعوبها(7).

فالنظام الديمقراطى مبنى على رأى الجماعة (الشعب)، إذا فالعمل الجماعي يختار رئيس الجمهورية والمجالس النيابية والتشريعية فى الدول، فالديمقراطية هى حکم الشعب للشعب أساسها التعددية الحزبية.

ويواجه العمل الجماعى فى السياسة کثير من العقبات على مستوى دول العالم الديمقراطى نذکر منها الانسجام والتجانس أو التنافر فى النسيج السکانى الواحد، حيث يعد الترکيب اللغوى والدينى والعرقى من المظاهر الديموجرافية المهمة فى البناء الداخلى للدولة، فهناک دول تتميز بازدواج لغتها مثل کندا وبلجيکا، وأخرى تختلف دينيا مثل الهند وکندا وهولندا وأندونيسيا، وهناک دول يختلف فيها العِرق والسُلالة کما فى جنوب افريقيا والولايات المتحدة الأمريکية (الأبيض والأسود)، وقد يؤدى کل هذا إلى ضعف قوة الدولة السياسية، مکوناً فى النهاية وحدات سياسية منفصلة(8).

ويتطلب حل تلک المشکلات وضع قوانين ملزمة تطبق بعدالة على جميع فئات المجتمع يکون فيها الکيان السياسى للدولة والأرض هى الأصل والباقى يتبع الحريات بمفهومها الديمقراطى، أى أنها حريات مقيدة بقوانين منظمة وملزمة.

ويتبلور أهمية العمل الجماعى فى النظام السياسى الاقتصادى للدولة (فالسياسة والاقتصاد وجهان لعملة واحدة) ، فقد شهد العالم فى أواخر القرن العشرين ظاهرة جديدة إيجابية وهى دول النمور الآسيوية فى شرق وجنوب شرق آسيا، حيث برزت على الساحة کاقتصاديات جديدة حيوية ومتحرکة حققت ما يشبه المعجزة الاقتصادية وذلک بتحقيق معدلات نمو عالية وقدرة هائلة على التصدير الصناعى والمشارکة فى التطور التکنولوجى للصناعات الحديثة، وهو نموذج حى للعمل الجماعى فى المجال السياسى الاقتصادى، يستحق أن تحذو مصر خطواته(9).

4- فرق العمل في التعليم

لا شک أن هناک سببا کبيرا وعاملا مهما في الاتجاهات الفردية الشائعة يرجع إلى أننا لم نربي أنفسنا على العمل الجماعي وتغيب عن مناهجنا التربوية العلمية والعملية مناهج العمل الجماعي(2).

لقد أصبحت ثقافة فرق العمل جزء هام في جميع الأعمال، فمثلا مهارات فريق العمل عند تقييم شخص في مقابلة لتوظيفه، معظم الشرکات تتفهم أهمية العمل في فريق لأنه إما أن منتجهم معقداً ويحتاج مهارات متعددة لتنفيذه أو أنه يمکن الحصول على منتج أفضل من خلال العمل في فريق. وبالتالي فمن المهم تعليم الطلاب العمل في فريق لإکسابهم مهارات العمل في فريق قبل خوض غمار سوق العمل. کما أکدت الأبحاث أن الطلاب يتعلمون أفضل من المهام التي توکل إليهم ويکون فيها مشارکة مجتمعية(10).

بُذلت مجهودات کثيرة في بحوث ودراسات نفسية وتربوية تبحث عن تدريس فعال بعيداً. ولما کانت العملية التعليمية تقوم على المحتوى التعليمي والطريقة معاً، فإنه من الضروري أن يحسن المعلم اختياره لطريقة تدريسه وکذلک اختياره للأنشطة والوسائل المناسبة التي تسهم في تحقيق الأهداف المرجوة.

ولقد بينت نتائج الأبحاث مؤخراً أن طريقة المحاضرة التقليدية هي السائدة. کما تبين أن هذه الطريقة لا تسهم في خلق تعلم حقيقي. فإنصات المتعلمين في غرفة الصف سواء لمحاضرة أو لعرض بالحاسب لا يشکل بأي حال من الأحوال تعلما نشطاً. ومن هنا يمکن تعريف التعلم النشط على إنه "فلسلفة تربوية تعتمد علي إيجابية المتعلم في الموقف التعليمي، وتشمل جميع الممارسات التربوية والإجراءات التدريسية التي تهدف إلي تفعيل دور المُتَعَلم وتعظيمه، حيث يتم التعلم من خلال العمل والبحث والتجريب، وإعتماد المتعلم على ذاته في الحصول على المعلومات واکتساب المهارات".

ومن خصائص التعلم النشط مشارکة المتعلمون في العملية التعليمية بصورة فعالة، وهناک ترکيز أقل على نقل المعلومات، بالإضافة إلى تشجيع الطلاب على إستخدام مصادر متعددة. وفيما يلى استعراض لبعض استراتيجيات التعلم النشط، التي تساعد في إثراء جميع جوانب التعلم معرفياً ومهارياً ووجدانياً.

  1. التعلم التعاوني:

يعد التعلم التعاونى من الاستراتيجيات الحديثة والمتطورة التى تضيف کثيرا لعملية التعليم، حيث إنها تزود الطلاب بالقدرة على المشارکة الايجابية فى تعلمهم المستقبلى. ولقد تعددت تعريفات التعلم التعاونى التي منها تعريفه بأنه "استراتيجية يتم فيها تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة غير متجانسين من حيث مستوياتهم التحصيلية السابقة، وتعمل کل مجموعة معاً لإنجاز مهارات تعليمية محددة وکل طالب عليه أن يتعلم ويعلم ويساعد بقية أفراد مجموعته فى تنفيذ المهام المطلوبة، ويکون المعلم موجهاً ومرشداً ومراقباً لأداء الطلاب فى المجموعات"(11).

تتعدد وتتنوع الاستراتيجيات التي تستخدم للتعلم التعاوني؛ ومنها العام والخاص، والمجال هنا لا يتسع للاستراتيجيات المتخصصة، فسنعرض بعض الاستراتيجيات العامة، وخطوات تنفيذها.

أ- ترتيب المهام المتقطعة: وتقوم على تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة من (3-5) طلاب، وتقسيم الدرس إلى مهام فرعية تتناسب وحجم المجموعة، ويقوم أفراد کل مهمة فرعية بإتقانها والعودة للمجموعة الأساسية لتبادل الخبرات فيما بينهم.

ب- تقسيم الطلاب إلى فرق بحسب مستوى التحصيل: حيث يتعاون الطلاب ذوي التحصيل المتدني والمتوسط مع زملائهم ذوي التحصيل المرتفع لتحقيق هدف واحد أو مهمة واحدة من مهام التعلم.

جـ- فرق الألعاب التعاونية: وتقوم على التنافس بين أعضاء الفرق التعاونية في مسابقة مع أعضاء الفرق الأخرى الذين يماثلونهم في الدرجات والمستوى من أجل حصد أکبر عدد من النقاط لفريقهم.

د- التفريد من أجل الفريق:وتعد مزيجا من التعلم الجماعي والتعلم الفردي، حيث إنها تعتمد على التعلم الذاتي الذي يحترم التعاون بين الطلاب لإنجاز المهام في الفرق.

هـ- إستراتيجية لنتعلم معاً: وهي تقوم على عمل الطلاب في المجموعات لإنتاج عمل واحد أو إنجاز مهمة واحدة، من خلال المناقشات وتبادل معلومات حتى يتم التأکد من فهم
المادة التعليمية.

و- إستراتيجية البحث الجماعي: وهي إستراتيجية تقوم على استخدام قدرات الطلاب على البحث والاستقصاء في شکل تعاوني يسمح بتعلم الجميع، تحت توجيه المعلم وإرشاده(12).

  1. التعلم البنائى:

تُعتبر البحوث التى أجراها عالم النفس "جان بياجيه" فى نمو المعرفة وتطورها عند الانسان هى التى وضعت الأساس للفلسفة البنائية، ولهذه النظرية شقان أساسيان مترابطان هما الحتمية المنطقية والبنائية. فالعملية التعليمية هنا عملية شخصية، وتأملية وتحويلية تتکامل فيها الأفکار والخبرات ووجهات النظر وبهذا تنمو المعارف والخبرات الجديدة. کما أن البنائية فى أبسط توصيفاتها هى أن يبنى المتعلم معرفته من خلال تفاعله المباشر مع مادة التعلم وربطها بمفاهيم سابقة وإحداث تغييرات بها على أساس المعانى الجديدة بما يتحول إلى عملية توليد لمعرفة متجددة، وعلى أن يدعم المتعلم ما بناه بحوارات مع المعلمين والقرناء.

  1. التعلم التأملى:

يُعد أحد مداخل التعلم المستند إلى الدماغ، التى تشير الاتجاهات الحديثة فى التعليم والتعلم إلى أهمية الاهتمام بها. کما يؤکد على ضرورة إعطاء فرصة للمتعلمين للتأمل، ويسهم فى تدعيم قدرتهم على متابعة وتقويم مسار تعلمهم الخاص، بما يؤدى إلى إثراء جميع جوانب تعلم المتعلمين معرفيا ومهاريا ووجدانيا.

ويرتبط التعلم التأملى بالوعى بالعمليات المعرفية التى يستخدمها. ويطلق على التعلم التأملى مصطلح التعلم القصدى لکونه يعطى الفرصة للمتعلمين لبناء معارفهم ومفاهيمهم عن طريق قيامهم بتحديد أهداف التعلم، وشرح ما يقومون بعمله أو الاستراتيجيات التى يستخدمونها وکيفية حصولهم على الاجابات بالاضافة إلى مراقبة أو إدارة تعلمهم الخاص. 

  1. التعلم المدمج :

يمکن وصف التعلم المدمج بأنه إحدى صيغ التعليم أو التعلم التي يندمج فيها التعلم الالکتروني مع التعلم الصفي التقليدي في إطار واحد، حيث توظف أدوات التعلم الالکتروني سواء المعتمدة على الکمبيوتر أو على الشبکة في الدروس، مثل معامل الکمبيوتر والصفوف الذکية ويلتقي المعلم مع الطالب وجها لوجه معظم الأحيان. کما يمکن تعريفه أيضا بأنه شکل جديد لبرامج التدريب والتعلم، يمزج بصورة مناسبة بين التعلم الصفى والالکترونى وفق متطلبات الموقف التعليمى بهدف تحسين تحقيق الاهداف وبأقل تکلفة ممکنة.

يتميز التعليم المدمج بالعديد من الخصائص منها التکامل، المرونة، الغرضية، الغزارة، المشارکة، التفاعلية، والاجتماعية. تنبع فکرة التعليم المدمج من أن التعليم عملية مستمرة وليس حدثا ينتهي في مرة واحدة، والدمج يوفر فوائد متعددة مقارنة بأنماط التعلم التي توظف وسيلة اتصال واحدة(13). 

هناک العديد من العوامل التي تساهم في نجاح التعليم المدمج منها التواصل والإرشاد، العمل التعاوني على شکل فريق،  تشجيع العمل المبهر الخلاق، والاختيارات المرنة.

  1. التعلم المتمايز:

يقوم المبدأ الرئيسي للتعلم المتمايز على أن التعلم لجميع الطلاب بغض النظر عن مستوى مهاراتهم أو خلفياتهم، وهو يفترض أن کل غرفة صف تحوي طلاب مختلفين في قدراتهم الأکاديمية وأنماط التعلم وشخصياتهم واهتماماتهم وخلفيتهم المعرفية وتجاربهم ودرجات التحفيز للتعلم لديهم. يهدف هذا النوع من التعلم الى رفع مستوى تحصيل جميع الطلاب باختلاف مستوياتهم. فالتعلم المتمايز سياسة لتقديم بيئة تعليمية مناسبة لجميع الطلاب. تبدأ أولى خطوات التعلم المتمايز بأن يحدد المعلم المهارات والقدرات الخاصة بکل طالب، ثم يختار استراتيجيات التدريس الملائمة لکل طالب أو لکل مجموعة، وأخيرا يحدد المهام التى سيقوم بها الطلاب لتحقيق الأهداف. والفرق بين التعلم التقليدى والمتمايز أنه في التعلم العادي يقدم المعلم مثيرا واحدا أو هدفا واحدا ويکلف الطلاب بنشاط واحد ليحققوا نفس المخرجات. أما إذا أراد المعلم تقديم تعلم متمايز فإنه يقدم نفس المثير ومهام متنوعة ليصل إلى نفس المخرجات. ويتخذ التعلم المتمايز عدة أشکال متعددة منها التعلم التعاوني(14).

  1. الخرائط الذهنية:

 تستخدم الخريطة الذهنية فى عمليتى التعليم والتعلم، فالمعلمون يمکنهم کتابة محاضراتهم بشکل خريطة ذهنية تساعدهم فى عرض الأفکار وتوضيحها. کما يمکن أن يدربوا طلابهم على طريقة إعداد الخريطة الذهنية، من خلال إعداد خريطة ذهنية للکتاب. ويستطيع الطلاب تصميم خريطة ذهنية للوحدات الدراسية أو لأى درس يدرسونه، وهذا يساعدهم فى حفظ المادة الدراسية وسهولة تذکرها، سهولة مراجعتها فى أى وقت وبزمن قصير، سهولة ربطها بموضوعات أخرى، وسهولة إضافة معلومات جديدة فى أى وقت.

ومن ثَم يمکن تعريف الخريطة الذهنية بأنها "وسيلة يستخدمها الدماغ لتنظيم الأفکار وصياغتها بشکل يسمح بتدفق الأفکار ويفتح الطريق واسعا أمام التفکير الإشعاعى (وهو انتشار الأفکار من المرکز إلى کل الاتجاهات)" (15).

  1. العصف الذهنى :

يستخدم مصطلح Brain Storming من قِبَل الباحثين والمتخصصين مرادفا لعدد من المفاهيم والمصطلحات، ومنها القصف الذهنى، إمطار الدماغ، تدفق،أو توليد الأفکار، إلا أن مصطلح العصف الذهنى يعد أکثر استخداما وشيوعا، فالعقل يعصف المشکلة ويفحصها ويمحصها بهدف التوصل إلى الحلول الإبداعية المناسبة. ويعتبر أوزوبورن هو من قام بتأسيس استراتيجية العصف الذهنى، وطورها فى کتابهApplied Imagination، والذى ظهر فى طبعته الأولى عام 1957. وتستخدم استراتيجية العصف الذهنى کأسلوب للتفکير الجماعى أو الفردى فى حل کثير من المشکلات العلمية والحياتية المختلفة، والتدريب بقصد زيادة کفاءة القدرات والعمليات الإبداعية(16).

يعتمد استخدام استراتيجية العصف الذهنى على مبدأين أساسيين هما تأجيل الحکم على قيمة الأفکار، وکم الأفکار يرفع ويزيد کيفها. هناک عدة مراحل يجب إتباعها في أثناء حل المشکلة المطروحة في جلسات العصف الذهني تبدأ بمرحلة صياغة المشکلة، يليها مرحلة بلورة المشکلة، ثم توليد الأفکار التى تعبر عن المشکلة، وأخيراً  تقييم الأفکار التي تم التوصل إليها(17).

  1. المشروعات:

بنيت هذه الاستراتيجية على نظرية الفيلسوف الأمريکي جون ديوي في تفکيره وأيدها تلميذه "کالباتريک" کإستراتيجية للتدريس. وتهدف هذه الإستراتيجية إلى تنمية عدة جوانب تتعلق بالشخصية کالثقة بالنفس والعمل الجماعي, حل المشکلات. حيث يرى کالباتريک أن المشروع يجب أن يصدر عن حاجة حقيقية  يعبر عنها المتعلمون. وتعرف هذه الاستراتيجية على إنها هي سلسلة من الأنشطة يقوم بها فرد أو جماعة لتحقيق أغراض واضحة ومحددة في محيط إجتماعي برغبة وحماس. من خصائص استراتيجية المشروع أن يکون شيئا مرغوباً فيه أو تدعو إليه الحاجة، أن يکون ذا قيمة تربوية عظيمة، أن يسير الطلاب في أدائه إلى النهاية، أن يجري العمل فيه في ظروف ملائمة. وتشمل خطوات طريقة المشروع کل من تحديد موضوع المشروع، وضع خطة لإنجاز مشروع، تنفيذ المشروع، ثم مرحلة التقويم(18).

  1. التدريس باستخدام التخيل:

يمارس الطلاب نوعين من التخيل، الأول هو التخيل المشتت الذى يقود الطالب إلى أحلام يقظة مشتتة، والثانى هو التخيل الابداعى الذى يقود الطالب إلى رسم لوح فنية، أو إبداع قصيدة وغيرها. وللتخيل أهمية کبرى يمکن توضيحها في أنه يثير مشارکة فاعلة وحقيقية من الطالب، کما يعلمنا معلومات وحقائق وعلاقات(13).

5- فرق العمل في الإدارة

تحظي الإدارة بجانب کبير من الأهمية نظراً لتغلغلها -تقريباً- في جميع أوجه النشاط الإنساني بصورة أو بأخري سواء أکان هذا النشاط في المصنع أو المکتب أو المدرسة أو المتجر أو النقابة العمالية أو المصلحة الحکومية أو المزرعة أو حتى في المنزل. فهي توجد بدرجة ما بحيث لايمکن فصلها عن هذا النشاط مهما بدا صغيراً.‏ ومع تعدد وتنوع تعريفات الإدارة إلا أن کل التعاريف تتعامل مع الإدارة عند تطبيقها على الجماعة وليس على الفرد، وتشير بطريقة صريحة أو ضمنية إلى أن الهدف ضروري ولازم بالطبيعة للإدارة، کما أن بعض التعاريف توضح بطريقة صريحة أن الإدارة ليست تنفيذا للأعمال بل الأعمال تنفذ بواسطة الآخرين(19).

لم تکن العملية الإدارية في معزل عن تأثيرات التغيرات العالمية المتسارعة حيث سارعت المجتمعات في مختلف بلدان العالم إلى المطالبة بإعادة النظر في مخرجات العملية الإدارية لتتواءم مع متطلبات المراحل الحالية والمستقبلية. ولقد ساهم التطور الإداري في الترکيز على العنصر البشري ودوره في تحقيق النجاح والنمو.

سعت العديد من المنظمات في مختلف دول العالم في الأخذ بمنهجية فرق العمل من خلال دمج القدرات والإمکانيات الفردية في أنشطة وأعمال تعاونية لتحريک هذه المواهب والإمکانيات وتوظيفها لتحسين الإنتاجية والجودة وبشکل مستمر. ولقد أدى ذلک التطور في الفکر الإداري إلى شيوع مفاهيم إدارية کثيرة منها: إدارة الجودة الشاملة، وإعادة هندسة العمليات والإدارة الإستراتيجية، وإدارة علاقات العملاء، والترکيز على الکفاءة المحورية، وکذلک إدارة الموارد البشرية, فرق العمل..... وغيرها(20).

وقد أثبتت الدراسات بأنه ليس باستطاعة المدير أن ينجح في أداء العمل من خلال توجيه الآخرين فقط, وإنما يتطلب الأمر أن يعمل معهم عن قرب ومن خلال فرق العمل. وعلى هذا الأساس فمن المؤکد أنه لا يمکن أن ينجح المدير في استخدام هذا الأسلوب ما لم يکن لديه الاستعداد اللازم لاستخدامه بفعالية(20).

تغير مفهوم الإدارة والدور المطلوب من المدير، وقد ساعد من ذلک ظهور عدد من الأساليب الإدارية الحديثة وکذلک تغير البيئة التنظيمية والاقتصادية والتجارية التي اتسمت في نهاية القرن العشرين بالسرعة العالية التي تتحول بها المعرفة والمعلومات وتطور وسائل الاتصال وتزايد التحول نحو الديموقراطية. لقد أدت هذه المؤشرات وغيرها إلى تغيرات جذرية في مستويات تأهيل العاملين. وأصبح من المستحيل على المنظمات أن تتجاهل أهمية العميل والحاجة الملحة للتحسن المستمر مما أنعکس تلقائياً على ضرورة إتباع أسلوب العمل کفريق باعتبار المنظمة بمثابة نظام
کلي متکامل(21).

نتيجة لذلک التغير أصبح من المهم للمنظمات أن يبذل کل موظف ما لديه من جهد من أجل المنظمة، الأمر الذي جعل المنظمة قائمة في إدارتها على جميع أفرادها وليس على المديرين فقط کما کان في الوضع التقليدي. ويستدعي الأمر إيجاد وتطوير ثقافة إدارية تساند وتدعم الفريق وتنمي المسؤولية الجماعية.

هناک العديد من الأعراض والمشکلات التي توحي بوجود حاجة ملحة داخل المنظمة للأخذ بمنهجية فرق العمل ومن أهم هذه الأعراض(22):

  1. ارتفاع مستوى الهدر بموارد المنظمة.
  2. عدم مطابقة المخرجات لما هو مخطط.
  3. ازدياد الشکاوى والتذمر من الأطراف ذات العلاقة.
  4. انخفاض الروح المعنوية للأفراد داخل المنظمة.

 

نشأة وتطور منهجية فرق العمل:

عرف جابلونسکي إدارة الجودة الشاملة على أنها استخدام فرق العمل في شکل تعاوني لأداء الأعمال بتحريک المواهب والقدرات الکامنة لکافة العاملين في المنظمة لتحسين الإنتاجية والجودة بشکل مستمر ويُعتبر اليابانيون من أوائل من طبق إدارة الجودة الشاملة، وحلقات الجودة،
وفرق العمل(23).

کما تم تعريف إدارة الجودة الشاملة عن أنها نمط تعاوني للأداء والإنجاز يعتمد على القدرات والمواهب المشترکة للعاملين من أجل تحسين الإنتاجية والجودة من خلال فرق العمل. لذلک نستطيع القول أن التحول والتغير الإداري وشيوع المفاهيم الإدارية المتنوعة کان لصالح الاهتمام بالعنصر البشري والاهتمام به کعضو ينتمي إلى فريق عمل يتسم بالتعاون.

مفهوم فريق العمل:

الفريق هو "مجموعة من الأفراد يعملون مع بعضهم لأجل تحقيق أهداف محددة ومشترکة"، والبعض يعرف الفريق على انه "مجموعة من الأفراد يتميزون بوجود مهارات متکاملة فيما بينهم، وأفراد الفريق يجمعهم أهداف مشترکة وغرض واحد، بالإضافة إلى وجود مدخل مشترک للعمل فيما بينهم"(24).

وفرق العمل هي "جماعات يتم إنشاؤها داخل الهيکل التنظيمي لتحقيق هدف أو مهمة محددة تتطلب التنسيق والتفاعل والتکامل بين أعضاء الفريق، ويعتبر أعضاء الفريق مسئولين عن تحقيق هذه الأهداف، کما أن هناک قدر کبير من التمکين للفريق في اتخاذ القرارات"، والفريق في النهاية هو وسيلة لتمکين الأفراد من العمل الجماعي المنسجم کوحدة متجانسة، وغالباً ما يستخدم لفظ الجماعة عندما نتحدث عن ديناميکية الجماعة ولکن عندما يکون الحديث عن التطبيقات العملية فأننا نستخدم لفظ فريق العمل(24).

مجموعات وفرق  العمل:

تکون أغلب المجموعات التي – لا تعتبر فرق عمل – مجرد تجمع عدد من الأفراد أو الشخصيات لکل واحد منهم أولوياته الخاصة والتي قد ينظر إليها على أنها أکثر أهمية عنده من الأولويات التي يسعى أغلبية أعضاء المجموعة إلى تحقيقها وعليه يمکن تعريف المجموعة أو الجماعة على أنها "أي صورة من صور التشکيل الجماعي المؤسس على إتباع دوافع الشعور بالانتماء إلى جماعة معينة، وکذا دافع القبول الاجتماعي ويحمل نوعا من الارتباط المادي والمعنوي بين أعضاء المجموعة ووحدة أهدافها واتجاهاتها".

بناء فريق العمل وفوائده:

تهدف عملية بناء فرق العمل إلى تحسين فاعلية العمل الجماعى من خلال الترکيز على أساليب وإجراءات العمل والعلاقات الوظيفية والشخصية بين أعضاء الفريق، وتعتبر عملية بناء فرق العمل حدث مخطط له بعناية لمجموعة من الأفراد الذين يرتبطون معاً بنوع من الأهداف داخل المنظمة وذلک بهدف تحسين الطرق والأساليب التي يتم بها أداء العمل. لذلک فالهدف من الأخذ بمنهجية بناء فرق العمل جعل الجماعة وحدة متماسکة ومتجانسة تمتاز بالفاعلية والتفاعل المثمر بين أعضائها لتکون في النهاية جماعة مندمجة ملتزمة بالعمل على تحقيق أهداف أو إنجاز
مهام محددة.

يؤدي العمل بأسلوب الفريق تحقيق التعاون بين أعضاء المجموعة وهذه هي الفائدة الأساسية، کما يتيح أسلوب إدارة وبناء فرق العمل بفعالية فرص تبادل المعلومات المطلوبة بحرية وبطريقة انسيابية حيث تتدفق المعلومات بسهولة من أسفل إلى أعلى وبالعکس، لأن الأفراد يدرکون عند العمل بفرق فعّالة أهمية تبادل المعلومات المطلوبة والمشارکة بفعالية في تحقيق أهداف
الفريق والمنظمة.

ومن الفوائد أيضاً أن القرارات يتم اتخاذها في أن واحد، بدلاً من الطرق التقليدية في الإدارة والمتمثلة باتخاذ القرارات بالتتابع، وفي ذلک تأثير کبير على تحقيق السرعة في الإنجاز والاستغلال الأمثل لعنصر الوقت کأحد أهم عناصر العملية الإنتاجية والخدمية، ويولد اتخاذ القرارات بهذه الصفة الشعور العالي بالالتزام بهذه القرارات نظراً لمشارکة الأعضاء في اتخاذها.

وفي دراسة لعدد من المنظمات الأمريکية للتعرف على مدى تأثير فريق العمل على الأفراد والإدارة والمنظمة ککل، توصلت الدراسة إلى شعور الأطراف الثلاثة بتطورات و تحسينات کان
من أهمها(23):

  • 76% يرون أن فريق العمل أدى إلى تحسين معنويات أفراد الفريق.
  • 62% شعروا بأن فريق العمل أدى إلى رفع وتحسين معنويات الإدارة العليا.
  • 90% ذکر بأن فريق العمل أدى إلى تحسين الجودة للسلع والخدمات.
  • 80% أجاب بأن فريق العمل ساهم بشکل بارز وفعال في زيادة الأرباح.
  • 81% أجاب بأن فريق العمل أدى إلى تحسين واضح في الإنتاجية. 

خصائص فرق العمل الفعالة:

تتميز فرق العمل الفعّالة بالعديد من الصفات التي تميزها عن غيرها من فرق العمل الغير فعاله، فالعلاقات تتميز بالثقة والاحترام والتعاون، والخلاف يعتبر طبيعياً ويترکز حول الموضوعات وليس الأشخاص، کما أن المعلومات تتدفق بحرية في کافة أرجاء المنظمة ويشترک فيها کافة أعضاء الفريق، وتمتاز بالوضوح والدقة، وکذلک تختفي مظاهر التأکيد على النفوذ وتکون القرارات مستندة إلى معلومات، وبالإجماع، ويلتزم بها الجميع والسلطة تتوقف على الکفاءة ويشترک فيها الجميع ولا تخضع لقوانين تبادل المنفعة ولا تحجب عن العضو، أو تمنح له بعد مفاوضات کثيرة، وتکون منتقاة(22).

ومن منظور خصائص وسمات أعضاء الفريق التي تمکنهم من تحقيق فعالية وکفاءة الفريق تظهر أهمية المشارکة، التعاون، المرونة، الحساسية، تحمل المخاطر، الالتزام، التيسير، والانفتاح(22).

ومما سبق يمکن أن نلخص أهم صفات فريق العمل الفعال في اللارسمية، وضوح المهام والأهداف، التعاون الاعتمادية بين الأعضاء، بالإضافة إلى المشارکة والالتزام بتحقيق أهداف المنظمة، وکذلک القيادة الفعالة لنشاطات الفريق، وأخيراً دعم الإبداع والابتکار، والاتصالات المفتوحة.

منهجية بناء فرق العمل:

على عکس التصور الشائع من أن عملية بناء فريق العمل عبارة عن تجميع عدد من الناس، وجعلهم يعملون مع بعضهم البعض، تمر عملية بناء الفريق بعدة مراحل، يحدث فيها النمو والنضج وصولاً إلى مرحلة التکامل، لذلک هي تتطور عبر مراحل تأخذ فترة من الزمن وهذه المراحل(25):

1. مرحلة تشکيل أو تکوين الفريق: وتتسم هذه المرحلة بالارتباک، لأن الأفراد يکونون في مواقف جديدة غير مألوفة لهم. وتتطلب هذه المرحلة من قائد فريق العمل التأکيد على السلوکيات التي تحقق النجاح.

2. مرحلة الصراع: ويغلب على الأفراد في هذه المرحلة الشعور بالاختلاف في الآراء ووجهات النظر، وتسود سلوکيات الجدل والتنافس والصراع والدفاع عن وجهات النظر الشخصية.

3. مرحلة التعاون: حيث يبدأ الأفراد فى تلک المرحلة الاستجابة للبيئة التي أوجدها
باني الفريق.

  1. مرحلة الأداء والإنجاز: يبدأ التزام الأفراد بمعايير وقيم الفريق وتتسم هذه المرحلة بالجدية والحيوية، والرضا عن النفس، والثقة بالآخرين.

مما تقدم يتضح أن عملية بناء وتطوير الفريق تمر بمراحل متعددة ولا تحدث عمليات البناء تلقائياً، وبالتالي يلزم الفهم التام، والالتزام بالتدرج العملي السليم، وإتقان العديد من المهارات اللازمة لهذه العملية ويمکن إيضاح المنهجية الصحيحة لبناء فريق العمل.

معوقات بناء فرق العمل:

إن من أهم التحديات التي تواجه المنظمات -وفقاً لمفاهيم فرق العمل- تحدي ردم الفجوة بين متطلبات المنظمة ومهارات العاملين، والاستخدام الأمثل للتقنيات المتطورة والحرص على الکفاءات الوظيفية المتميزة التي تحقق أهداف المنظمة، ففي المنظمات الناجحة تعتبر العلاقة بين الرؤساء والمرؤوسين هي حجر الأساس لنجاح فرق العمل المختلفة ويلعب القائد أو المدير دور مهم  في تطوير هذه العلاقة في مناخ من الثقة المتبادلة والاحترام والفهم الشامل لاحتياجات کل من المنظمة والفرد وذلک لخلق بيئة ملائمة لتحقيق أهداف وتوجهات الإدارة العليا للمنظمة وفي نفس اللحظة يتم تحقيق أهداف وتطلعات العاملين. يمکن لنا استنتاج العوائق والصعوبات التي تواجه فرق العمل في المنظمات وإيضاحها کما يلي(23):

  • ·      المعوقات التنظيمية:
  1. المعوقات الثقافية: ثقافة المناخ التنظيمي قد يطغى عليها ثقافة الفردية والتنافس والترکيز على الإنجاز الشخصي.
  2. الترکيز على إنجاز العمل: بمعنى الترکيز على قبول الوظيفة کما هي والقيام بمهامها بدون النظر إلى العلاقات والمشاعر والاحتياجات الإنسانية للأفراد انطلاقا من قاعدة "أستطيع أن أعمل".
  3. ضعف التفکير الإستراتيجي: من المعروف إن التفکير الإستراتيجي يؤدي إلى التمييز بين السبب والنتيجة بما يساعد على تحديد المشاکل التي تواجهها المنظمة والأسباب الرئيسة. فان التفکير الإستراتيجي يوفر عامل الوقت ويساعد على تحديد المهارات المطلوبة للمستويات الإدارية المختلفة ليحول دون قيام التحصينات الثقافية المانعة لمنهجية بناء فرق العمل.
  4. الهيکل التنظيمي: عندما يکون هناک هيکل تقليدي ذو تسلسل هرمي واسع يُنظر إلى بعض القطاعات بمنظور مختلف يُقلل من مکانتها في التنظيم فإن العمل على شکل فريق عمل يکون عملية صعبة جداً وتصبح نشاطات بناء فرق العمل الفعالة غاية في التعقيد.
  5. نظم الحوافز والمکافآت: التي تؤدي إلى التوجه للجهود الفردية مما يؤثر بشکل کبير على عمليات بناء فرق العمل وتعيق تقدمها من خلال الترکيز على الفردية وإيجاد التنافس.
  • المعوقات الفردية:
  1. معتقدات قائد الفريق: تلعب معتقدات قائد الفريق واتجاهاته ومعرفته ومهاراته دوراً هاماً في عملية بناء الفريق حيث لا يکفي الإيمان بأهمية فرق العمل وحده في بناء فرق عمل ذات فعالية عالية حيث يعود بعض القادة إلى العمل الفردي بمجرد التعرض إلى بعض الضغوط من منطلق الحرص على عامل الوقت والمحافظة على الکفاءة المطلوبة لإنجاز العمل.
  2. المهارات: المهارات الفنية ومهارات العمل ضمن الفريق، من المهم أن تتوافر المهارة الفنية لأعضاء الفريق بشکل کافي لأداء المهمة، کما أنه من المهم أن يتوفر في الفريق مهارات العمل الملائمة ومهارات التفکير الإستراتيجي والمهارات الشخصية.
  3. المکان: الوضع المثالي هو أن يعمل الفريق في مکان واحد.
  4. عدد أعضاء الفريق: يتراوح العدد المثالي لأعضاء فرق العمل عادة ما بين ثلاثة إلى ثمانية أفراد وفي بعض الأحيان يصل العدد إلى عشرة أفراد.

ولذلک يمکن القول بأنه لا يمکن بأي حال من الأحوال بناء فريق فعال إذا کان هذا الفريق سيضم عدداً کبيراً من الأعضاء، حيث کلما زاد عدد أعضاء الفريق کلما قل التعاون وقلت الفعالية والفائدة ولن يتحقق العائد والهدف الذي من أجله تم تشکيل الفريق.

يجب على الإدارة تشجيع فرق العمل ونشر ثقافتها. ففي بيئة فرق العمل يفهم الأشخاص أن التفکير والتخطيط والقررات والتصرفات تکون أفضل إذا ما تمت بتعاون. الأشخاص يعرفون ويستوعبون أنه "ليس بيننا من هو أفضل منا جميعاً". من الصعب وجود أماکن عمل ترکز على فرق العمل، فالمؤسسات مثل المدرسة، الأسرة، وکافة الأنشطة ترکز على الفوز، الأفضلية، والبقاء على القمة. ونادراً ما يتم تنشئة الأفراد في بيئة ترکز على فرق العمل والتعاون. فالمؤسسات تعمل على قيمة توجيه الأشخاص والأفکار والخلفيات والخبرات، دون النظر إلى قيمة فرق العمل لتصبح الأساس. ولتحقيق ثقافة فريق العمل يجب التأکيد على النقاط التالية(3):

  • القادة المتميزون يجب أن يوصلوا توقعاتهم الواضحة بأن فريق العمل والتعاون آت لا محالة.
  • تفعيل فريق العمل النموذجي من خلال تفاعلهم مع الآخرين ومع باقي المؤسسة.
  • أعضاء المؤسسة يتکلمون ويعرفون قيمة ثقافة فرق العمل.
  • فرق العمل يجب مکافأتها واحترامها.
  • الحکايات والقصص الهامة التي يتناقلها الأشخاص في الشرکة يجب أن ترکز على فرق العمل.
  • ترکيز نظام إدارة الأداء على قيمة فرق العمل.

وأخيراً عند الاهتمام بما سبق للقيام بمهام فرق العمل سيتحقق تقدم مذهل في تحقيق ثقافة فرق العمل القادرة على تمکين الأفراد من المشارکة بأکثر مما يتصوروا أنه ممکن معاً.

6- فرق العمل في صناعة الملابس الجاهزة:

تعتبر صناعة الملابس الجاهزة صناعة إنتاجية تجميعية حيث أنها تقدم منتجات مفيدة ويتم فيها جمع عدة أنواع من المواد الخام بمقادير معينة لتعظيم قيمة المنتج من المواد الداخلة في صناعته(26)، وهي إحدى الصناعات کثيفة العمالة ومن هنا يظهر الاحتياج لنشر ثقافة وأهمية تکوين فرق العمل لتحقيق الأهداف.

تتفق نظم الجودة على أهمية العمل الجماعي وفرق العمل، فالأيزو کنظام لضمان وتوکيد الجودة، تتناول مواصفاته کل ما يخص جودة المنشأة ککل وتقيس درجة جودة الإدارة ومدى تحقيقها لرغبات العاملين والمتعاملين على حد سواء، أما إدارة الجودة الشاملة  التي هى مفهوم استراتيجى في الأعمال التي تهدف إلى القدرة على المنافسة فتشمل مقوماتها إدارة المشارکة، تحسين العملية باستمرار، واستخدام فرق العمل، وأخيرا يأتي نظام الستة سيجما الذي يعد مدخل منظم لاتخاذ القرارات ومساعدة الأفراد على تحسين العمليات والوصول بها إلى الکمال ما أمکن، کما أنه يقدم أعلى مستوى جودة إذ يسعى إلى محاولة الوصول بالإنتاج إلى الخلو من العيوب. ويقوم هذا النظام على ستة مبادئ رئيسية تشمل ترکيز حقيقي وصادق على العميل، والإدارة بالبيانات والحقائق، العمليات تکون حيث الفعل، الإدارة بالمبادأة، واللاحاجزية، بالإضافة إلى السعي إلى الکمال مع القدرة على تحمل الفشل. وباختيار الإدارة لمنطلق ستة سيجما يبدأ حشد قيادات العمل وأعضاء الفرق وقيادات الفرق وتحديد الأدوار في إطار تحقيق المبادئ الرئيسة الستة(27).

والحقيقة أنه في إطار تطوير المنسوجات والملابس الذکية يتم خلق تحديات حقيقية لتطبيق النظريات العلمية والعملية إلى واقع حقيقي عملي، ولن يتم ذلک دون تضافر مجموعات من فرق العمل تتضمن کل من مصنعي الشعيرات والأنسجة والملابس الذکية(28).

ولتحقيق کل ما سبق لابد من التأکيد على أهمية وقيمة العمل الجماعي وفرق العمل التي تتناول الخطط وتحقق من خلالها الأهداف القريبة والبعيدة المدى ومن ثَم تتحقق الغايات.

وفي هذا الإطار تم إعداد استبيان وإکماله من عدد 20 مصنع متنوعة في نوع الإنتاج والإنتاجية. وقد اشتمل هذا الاستبيان على خمسة تساؤلات أساسية عن نوع نظام الجودة المستخدم، الرأي في سياسة العمل في إطار فريق، هل تفضل اعتبار الشرکة کلها فريق واحد، أساس تکوين فرق العمل، وأخيراُ نوعيات تکوين فرق العمل.

الأشکال من (1) إلى (5) توضح النسب المئوية لإجابات مسئولي المصانع محل الدراسة على تساؤلات الاستبيان.

 

شکل (1) النسب المئوية للاستجابة بالنسبة لنظام الجودة المطبق

 

شکل (2) النسب المئوية للاستجابة بالنسبة للعمل في فريق عمل

يتضح من شکل (1) أن 15% من الشرکات محل الدراسة تطبق نظام إدارة الجودة الشاملة بينما 80% تطبق مواصفات الأيزو في حين أن 5% فقط تستخدم نظام ستة سيجما.  وهذا يشير إلى أن غالبية الشرکات محل الدراسة تهتم بتحقيق مواصفات الجودة دون ضرورة للتوکيد على استخدام فرق العمل.

أشارت النتائج المبينة في شکل (2) إلى أن 85% من الشرکات محل الدراسة تقبل العمل في إطار فريق بينما 15% يقبلون ذلک أحيانا في حين لم تظهر أي استجابة برفض العمل بسياسات فرق العمل.  وهذا يشير إلى استجابة إيجابية عالية بالنسبة لقبول مفهوم فرق العمل.

 

 

شکل (3) النسب المئوية للاستجابة بالنسبة لاعتبار الشرکة کلها فريق واحد

 

يتضح من شکل (3) أن 85% من الشرکات محل الدراسة تقبل اعتبار أن الشرکة کلها فريق واحد في بعض الأحيان بينما 15% يرفضون اعتبار الشرکة کلها فريق واحد في حين لم تظهر أي استجابة بقبول اعتبار الشرکة کلها فريق. وهذا يشير أن تنوع الأعمال والمستويات الإدارية والخبرات ووکذلک الثقافات تدعو إلى أهمية تقسيم الشرکة إلى فرق عمل مترابطة.

 

شکل (4) النسب المئوية للاستجابة بالنسبة لأسس تکوين فرق العمل

 

شکل (5) النسب المئوية للاستجابة بالنسبة لنوعيات فرق العمل

يتضح من شکل (4) أن 45% من الشرکات محل الدراسة ترغب في تکوين فرق العمل على أساس التخصص بينما 35% يرغبون أن يکون التکوين على أساس المستوى الإداري في حين أن 20% اقترحوا التکوين على أساس مکان العمل.  وهذا يشير إلى أهمية مراعاة المعايير الثلاثة بقدر متقارب في تکوين فرق العمل.

يتضح من شکل (5) أن 20% من الشرکات محل الدراسة تقبل تکوين فرق عمل صغيرة، بينما 30% يقبلون فرق متوسطة في حين لم تظهر أي استجابة لتکوين فرق عمل کبيرة، وقد أکد 50% من عينة الدراسة على تکوين الفرق حسب طبيعة العمل. وهذا يشير إلى رفض تکوين فرق العمل الکبيرة، وهو يعتبر تأکيداً لرفض الغالبية اعتبار الشرکة کلها فريق واحد. أما بالنسبة لتکوين الفرق حسب طبيعة العمل يرجع إلى أن هناک أعمال تحتاج فرق صغيرة وأخرى تحتاج فرق متوسطة.

وفي ضوء نتائج الاستبيان يمکن اقتراح فرق العمل في مصانع الملابس الجاهزة على
النحو التالي:

  • ·         فريق الإدارة العليا (مجلس الإدارة)

وهو الفريق المسئول عن إدارة المنشأة ويهدف إلى رفع القدرات التنافسية وزيادة الربحية للمنشأة.

  • ·         فريق الإدارة (مجلس مديري الأقسام)

وهو المسئول الأول عن أهداف الإدارة العليا وتنفيذ آليات تحقيق الأهداف التنفيذية في
کل قسم.

  • ·         فريق التسويق والبيع.

وهو الفريق المسئول عن تسويق المنتجات والخدمات التي تقدمها المنشأة وتحديد مستويات الإنتاجية وحد البيع المستهدف.

  • ·         فرق التدريب والموارد البشرية.

وهي الفرق المسئولة عن تدريب وتأهيل وتنمية قدرات الموارد البشرية.

 

  • ·         فريق التصميم والباترون (التصميم – الباترون).

وهو الفريق المسئول عن أعمال إعداد التصميمات وباتروناتها.

  • ·         فرق الإنتاج (صالة القص - التحضيرات – الإنتاج – العمليات المساعدة)

وهي فرق مرحلة الإنتاج وتوزع مسئولياتها وأعدادها حسب احتياجات العمل بين مراحل
الإنتاج المتنوعة.

  • ·         فريق الجودة.

وهو الفريق المسئول عن تحقيق وتطبيق معايير الجودة التي تتبناها المنشأة.

  • ·         فرق الصيانة (الصيانة الکهربية – الصيانة الميکانيکية – صيانة المنشآت)

وهي فرق مرحلة الصيانة وتوزع مسئولياتها وأعدادها حسب احتياجات العمل بين مهام
الصيانة المتنوعة.

وسيتم فيما بعد تناول هذه الصناعة تحليلياً من حيث إمکانيات تطبيق وتفعيل منهجية وثقافة فرق العمل. للتأکيد على أنه "معاً أفضل".

7- الخلاصة والتوصيات:

ويتضح مما سبق رُقي وأهمية تفعيل فرق العمل في کافة مناحي الحياة وقد أکد البحث على النقاط التالية:

ý     اتفقت الأديان على أهمية وقيمة وتميز العمل الجماعي في إطار فرق العمل.

ý     السياسات الناجحة تؤکد على ارتفاع قيمة العمل الجماعي في إطار فرق العمل.

ý     العملية التعليمية لا تتم إلا في إطار عملية جماعية تفاعلية، ويجب التأکيد على تفعيل دور فرق العمل في کافة مراحل التعليم.

ý أنظمة الإدارة تتفق في تميز وقيمة فرق العمل من أجل إدارة ناجحة، ويجب عليها نشر ثقافة فرق العمل، کما يجب التأکيد على تشکيل فرق عمل لأداء مهام محددة في إطار الأهداف والغايات المرجوة.

ý يجب التعامل مع فرق العمل على أنها أداة تساعد الإدارة على تحقيق أهدافها، کما أنها مفهوم هندسي واجب لتحقيق التحسين والتطوير لنکون "معاً أفضل".

ý     تم اقتراح هيکل لفرق العمل في مصانع الملابس الجاهزة.

ý     يوصى بتناول الصناعات النسجية وخصوصاً الملابس الجاهزة تحليلياً من حيث إمکانيات تطبيق وتفعيل منهجية وثقافة فرق العمل.

شکر وتقدير:

لا يسعني في هذا المقام إلا أن أتقدم بخالص الشکر لکل من الأستاذ الدکتور/نظير رياض الشحات - أستاذ إدارة الأعمال وعميد کلية التجارة بدمياط -جامعة المنصورة-، کما أتقدم بالشکر للقس يُسطس القس بکاتدرائية ماربولس بطنطا، وکذلک الشيخ/ أحمد الحسيني المداح إمام وخطيب مسجد المصطفى بطنطا على تعاونهم الصادق. ولهم مني خالص الشکر والتقدير.

  1. 8- المراجع:

     

    1. Webster's New World Dictionary and Thesaurus, 2nd Edition, by Editors of Webster's New World Dictionaries, Charlton Laird, May 2002.
    2. http://www.muslim-programers.com/3/teamwork.htm (Mar/2011)
    3. http://humanresources.about.com/od/involvementteams/a/team_culture.htm         (Mar/2011)
    4. أخرجه مسلم کِتَاب الذِّکْرِ وَالدُّعَاءِ وَالتَّوْبَةِ وَالِاسْتِغْفَارِ، بَاب فَضْلِ الِاجْتِمَاعِ عَلَى تِلَاوَةِ الْقُرْآنِ وَعَلَى الذِّکْرِ، رقم 4867.
      1. http://www.al-liwa.com/News.aspx?id=89150&sid=7 دروس وعبر من الهجرة النبوية 07/12/2010
      2. محمد بن يوسف الصالحي الشامي: "سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد 7/13"، دار الکتب العلمية، بيروت، لبنان، ط1، 1414هـ - 1993م.
      3. فايز محمد العيسوى: "الجغرافيا السياسية المعاصرة"، دار المعرفة الجامعية، الإسکندرية، 2012.
      4. فتحى محمد أبو عيانة: "الجغرافيا السياسية"، دار المعرفة الجامعية، الإسکندرية، 2009.
      5. حازم الببلاوى: "دور الدولة فى الاقتصاد"، الهيئة المصرية العامة للکتاب، القاهرة، 1999.
        1. http://www.ndt-ed.org/TeachingResources/ClassroomTips/ Teamwork.htm

    11. سالم بن على القحطانى: "فاعلية التعلم التعاونى فى تحصيل الطلاب وتنمية اتجاهاتهم فى الدراسات الاجتماعية بالمرحلة المتوسطة"، مجلة کلية التربية، جامعة الامارات العربية المتحدة، عدد 17،
    ص15، 2000.

    1. خميس محمد خميس: "استراتيجيات التعلم التعاونى وتدريس الدراسات الاجتماعية"، القاهرة، العربية للمناهج المتطورة والبرمجيات، ص145، 2010.

    13. فؤاد إسماعيل عياد، ياسر عبد الرحمن صالحة: "فاعلية التعلم المدمج والدافعية نحو المعرفة فى تنمية مهارات استخدام برامج الوسائط الفائقة وإنتاجها لدى طلبة قسم التکنولوجيا بجامعة الأقصى"، مجلة جامعة الشارقة للعلوم الانسانية والاجتماعية، المجلد 7، العدد 2، ص 40، 2010.

    14. ذوقان عبيدات، سهيلة أبو السميد: "استراتيجيات التدريس فى القرن الحادى والعشرين، دليل المعلم والمشرف التربوى"، ط2، عمان، دار ديبونو للنشر والتوزيع، 2009.

    1. ذوقان عبيدات، سهيلة أبو السميد: "الدماغ والتعلم والتفکير"، ط2، عمان، دار ديبونو للنشر والتوزيع،2005.
    2. رمضان عبد الحميد محمد الطنطاوي: "الموهوبون أساليب رعايتهم وأساليب التدريس لهم"، ط1، المنصورة، المکتبة العصرية، 2001.

    17. يوسف سعد: "فاعلية العصف الذهنى فى تنمية مهارات التفکير الإبداعى دراسة تجريبية على عينة من تلاميذ الصف السابع فى مادة العلوم"، مجلة بحوث جامعة حلب، سلسلة الآداب والعلوم الانسانية والتربوية، العدد 69، 2010.

    1. مجدى عبد الکريم حبيب: "تعليم التفکير فى عصر المعلومات"، ط2، القاهرة، دار الفکر العربى، 2007.
      1. James H. Donnely, Jr., James L. Gibson, John M. Ivancevevich, "Fundamentals of Management" Irwin/McGraw-Hill, USA, 1998.
      2. عبد المحسن جودة: "السلوک الإنساني في منظمات الأعمال", المکتبة العصرية، المنصورة، 2002.
      3. نبيل الحسيني النجار: "الاتجاهات الحديثة في إدارة الموارد البشرية"، جهاز نشر وتوزيع الکتاب الجامعي، جامعة المنصورة، 1998.

    22. جاد الرب عبد السميع: "مؤشرات تغييرات الهياکل التنظيمية بالاعتماد علي منهجية فرق العمل: دراسة تطبيقية"، مجلة الدراسات التجارية، کلية التجارة، جامعة المنصورة، 2003.

    23. أمير المرسى شوشة: "السلوک الإنساني في المنظمات"، جهاز نشر وتوزيع الکتاب الجامعي، جامعة
    المنصورة، 2010.

    1. کامل علي متولي: " السلوک التنظيمي"، مرکز جامعة القاهرة، 2005.
    2. أمير المرسى شوشة: "الاتجاهات الحديثة في إدارة الموارد البشرية"، جهاز نشر وتوزيع الکتاب الجامعي، جامعة المنصورة، 2011.
    3. أبو القاسم مسعود الشيخ: "نظم الإدارة الهندسية والأمن الصناعي" ، جامعة التحدي ، 1992.

    27. عادل عبد المنعم أبو خزيم: "تحقيق الجودة في الأقمشة المنسوجة باستخدام نظام 6 سيجما"، رسالة دکتوراة-غير منشورة- کلية الفنون التطبيقية، جامعة حلوان، 2009.

    28. محمد عبدالله الجمل "الملابس الذکية: التاريخ، التقنيات، المستقبل"، الحملة القومية للنهوض بالصناعات النسجية، إدارة منظومة الملابس الجاهزة (تصميم – موضة – ألوان – حياکة)، الجزء الثالث، المرکز القومي للبحوث، 2004.

     

     

    Importance and Application of Team Working in Variable Fields to Achieve Perfect Performance

    Abstract

    Teamwork is defined as "a joint action by a group of people, in which each person subordinates his or her individual interests and opinions to the unity and efficiency of the group" This does not mean that the individual is no longer important; however, it does mean that effective and efficient teamwork goes beyond individual accomplishments. The most effective teamwork is produced when all the individuals involved harmonize their contributions and work towards a common goal.

    Religion men, politics, artists, and sportsmen agreed that every succeed work can't be done individually; things are to be done by groups through teamwork spirit. Policy, sport, art, science, all life affairs be more successful if done with team spirit.

    The aim of this work is to insure the importance & advantages of team working to help our country achieving the best goals. We are going to present -briefly- the importance of team working through religion, policy, education, and management, as life affairs, without ignoring other affairs like science, arts, sports, etc.

    The results showed that team working is very important through life affairs, so we have to insure, creation and improving the culture of team working -not committee and subcommittee- to fulfill specific tasks through objectives and goals required to be distinguish. Team working must be considered as a tool helping management to fulfill objectives, and an obligatory engineering concept to fulfill improvement and development to be better together.