التفکير الابداعي في معالجات حيز العمارة الداخلية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

الکويت

المستخلص

• التفکير الابداعي هو نشاط فکري وهو الاداة المباشرة لوصول الى عمارة داخلية متکاملة وفريدة.
• ومن هنا جاءت الدراسة وموضوعها التفکيرالابداعي في معالجات حيز العمارة الداخلية.
• فالتفکير الابداعي مما لها قدرة فاعلية لدى المصمم العمارة الداخلية في توجيه التصميم عند اختيار اللون والإضاءة والأسطح والخامة والأثاث في معالجة محددات الفراغ الداخلي.


وجاء البحث في بعض النقاط التالية: -

• يعتبر التفکير أحد اشکال السلوک الانساني، ويعد الابداع کفاءة عالية وخلق افکار جديدة، فالمصمم الذي يحمل صفة الابداع لابد من ان يستخدم سلوک التفکير الابداعي في عمله.
• يقوم المصمم العمارة الداخلية في نشاط عقلي ابداعي اثناء التصميم الحيزات الداخلية، فهو المعني بالدرجة الاولى بتوظيف واستخدام عناصر التصميم ودراستها وتحليلها من اجل الوصول الى تصميم ابداعي.
• ان عملية التفکير الابداعي لدى مصمم العمارة الداخلية تمر بعدة مراحل تمم دراستها بإتقان، للوصول الى النموذج الاکثر ملائمة لحل المشکلة، وان يکون التصميم قد حقق اهداف الملخص الابداعي الذي توصل اليها بتفکيره الابداعي.
• وخلاصة البحث يعتبر التفکير الابداعي نشاط أساسي يجب ان يمارسه مصمم العمارة الداخلية، مما يکون له أکبر الاثر في توفير المناخ الملائم للممارسة الانشطة الحياتية المصمم من اجلها الحيز الداخلي، ومما يجعل له الاثر الکبير في تحسين نوعية الحياة وحماية الصحة والسلامة والعيش برفاهية المکان.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


المقدمة:

يعتبر التفکير أحد اهم أشکال السلوک الإنساني، فهو يعتبر أعلى مستويات النشاط العقلي، ولاسيما التفکير الإبداعي والذي يعد من اهم سمات المبدعين من المصممين، فالمصمم الذي يحمل صفة الابداع لا بد من ان يستخدم سلوک التفکير الابداعي.  ([1])

يعدّ الإبداع کفاءة عالية وطاقة إيجابيّة، ومصدر الإبداع الرئيسي هو إعمال العقل، فلا يکون الإبداع إلّا لمن جدّ سعيه وأصاب عقله الأفکار الجديدة التي لا تتواجد عند الأفراد العاديين.

وقد اختلفت الاراء وتعددت حول تعريف الابداع والعملية الابداعية فمنها ما يرى أن الابداع هو مظهر من مظاهر الخصب والسيولة في التفکير، ويرى آخرون أن الابداع هو ابتکار شيء غير موجود مسبقاً او استحداث طريقة جديدة لعمل شيء ما.

إن التفکير الابداعي Creative Thinking هو تفکير منفتح يخرج من التسلسل المعتاد في التفکير، الى ان يکون تفکيراً متشبعاً ومتنوعاً يؤدي الى توليد أکثر من اجابه واحدة للمشکلة.

فالتفکير الإبداعي هو نشاط فکري وهو الأداة المباشرة لوصول إلى عمارة داخلية متکاملة.([2])

وتعد العملية الإبداعية من اهم الوسائل للتوصل إلى افکار وحلول لمشاکل وقضايا عالقة سواء جمالية او تسويقية، وللتفکير الإبداعي أهمية وضرورة لأنه يدخل شريکا مع الجوانب الحرفية والمهارية التي يتوجب على المصمم اتقانها واجادتها، حيث ان کل هذا الجوانب تدخل فيما بينها لإنتاج عمل تصميمي يؤدي فعله الحقيقي على مستوى الابتکار والادراک والفهم والخطاب الجمالي.

ولذلک فان العملية التصميمية غير قادرة على خلق عمل تصميمي يتسم بالخلق والابداع والابتکار والتأثير والاقناع، ان لم يکن يرتکز على المراحل المنهجية للعملية التصميمية بدءا من عملية التعريف وانتهاء بعملية التعلم والاثر الراجع، من هنا کان لابد من الدراسة والبحث في عملية التفکير الابداعي ومراحله بالتصميم.  ومع وجود بعض الدراسات التي تناولت موضوع التفکير الابداعي، إلا أنها في معظمها رکزت على الجوانب المرتبطة بالتفکير بشکل عام، ولم تتناول جانب التفکير المنهجي الابداعي بالتصميم بشکل خاص، ودوافع المبدعين والفکرة الابداعية وهو ما يستدعي أهمية بحث التفکير الابداعي ومراحله بالتصميم، فالتصميم المبدع لا يمکن تحقيقه بدون تطوير قدرات التفکير الإبداعي عند المصمم الداخلي. ([3])

مشکلة البحث:

يحتاج المصمم اثناء عملية التفکير بمعالجات حيز العمارة الداخلية إلى اجراء خطوات ومراحل علمية للتوصل إلى حلول تصميمة ابداعية وفريدة، وقد تتداخل هذه المراحل على المصمم في کثير من الاحيان من هنا قد يلجأ المصمم المبدع إلى أن يحفز عقله إلى التفکير والتخيل دون أي عوائق أو قيد وبکل حرية من أجل معالجة الحيزات الداخلية بطريقة مختلفة وجديدة وهو ما يستدعي أهمية بحث التفکير الابداعي ومراحله في معالجات حيز العمارة الداخلية.

 

أهمية البحث:

تظهر أهمية البحث من خلال طرحة للدور الکبير الذي يحدثه التفکير الابداعي في معالجة حيزات العمارة الداخلية مما يکون له أکبر الاثر في توفير المناخ الملائم لممارسة الانشطة الحياتية المصمم من أجلها الحيز وتوفير الظروف الصحية والبيئية الانسب جنبا إلى جنب مع التصميم الفني والجمالي للحيز، مما يجعل له الأثر الکبير في تحسين نوعية الحياة وحماية الصحة والسلامة والعيش برفاهية.

وتبرز اهمية البحث في کيفية معالجة الحيزات الداخلية في العمارة بطريقة مختلفة نتيجة مجموعة من الأفکار الإبداعية وکذلک الکشف عن مراحل العملية الابداعية في التصميم ودورها في التوصل إلى ملخص ابداعي يمثل التقرير او المسار لخطوات حل المشکلة التصميمة بطريقة مميزة تظهر في معالجة الأماکن والمساحات الفارغة عن طريق التميز والابداع في استخدام جميع عناصر التصميم.

أهداف البحث:

  • يهدف البحث إلى إلقاء الضوء والتأکيد على أهمية التفکير الابداعي ادى المصمم العمارة الداخلية في تعزيز وانجاح معالجات الحيزات المعمارية الداخلية.
  • تهدف الدراسة الى اهمية التفکير الابداعي في دراسة الحيزات الداخلية اثناء عملية التصميم وصولاً إلى أساليب تصميم جديدة وأفکار إبداعية معاصرة.

مصطلحات البحث:

1. التفکير الابداعي Creative Thinking:

عرف (باربل Barbel  (1991التفکير بمعناه البسيط بأنه يمثل سلسة من النشاطات العقلية التي يقوم بها الدماغ عند تعرضه لمثير ما بعد استقباله عن طريق احدى الحواس الخمسة اما بمعناها الواسع فهو عملية بحث عن المعنى في الموقف او الخبرة . ([4])

وقد عرف التفکير الابداعي Creative Thinking على أنه نوع من التفکير يوضع في نمط معين بحيث يؤدي إلى نتائج إبداعية ويقصد هنا بأن التفکير يعتبر إبداعياً في حال انطوى على نتائج إبداعية، فالتفکير الإبداعي يحتاج إلى إيجاد فکره مبدعة ومصمم مبدع بحيث تتحدد هذه السمات الإبداعية عن طريق النتائج. ([5])

کما تم تعريفه بأنه نشاط عقلي يهدف إلى البحث والوصول إلى نتائج وحلول جديدة وإبداعية في جميع الحقول العلمية، واستخدامها لحل المشکلات القائمة وإيجاد الحلول الملائمة، ويتميز التفکير الإبداعي بالشمول والتعقيد وذلک لتداخل وتشابک جميع العناصر المساعدة في إيجاده وتطويره. ([6])

ويعرف التفکير الابداعي في البحث على أنه قدرة الإنسان على إبداع ما هو فريد من نوعه أو خارق للعادة فهو العملية الذهنية التي نستخدمها للوصول الى الافکار والرؤى الجديدة وغير المسبوقة في عصرها.

2. الحيز الداخلي Interior Space:

عرف الحيز الداخلي على أنه الفضاء البنائي المعد لنشاط إنساني معين ويتم تنظيمه من علاقة بين العناصر المعمارية مثل الجدران والاسقف والارضيات، ومن خلال تنسيق هذه العناصر مع دراسة الألوان والنسب، والضوء والظل، ينتج تکوين يرتبط شکله الوظيفي والجمالي بمتطلبات الانسان المستخدم له. ([7])

وقد عرفت الهيئة المعمارية الحيز الداخلي من الناحية المادية بأنه الحدود الداخلية التي تحدد الحيز الداخلي، کما يمکن تعريفها من الناحية الحسية بأنها الإطار المعنوي الذي يشعر به الانسان عند تواجده في هذا الحيز. ([8])

ويعرف الفضاء او الحيز الداخلي في البحث على انه المادة الأولية التي يتعامل معها المصمم الداخلي وهو العنصر الأساسي في التصميم الداخلي، وهو حيز محدد ومرئي وفق تصاميم هندسية او فيزياوية وبناءًا على التصورات الفنية في الفن المعماري، ويعد الفضاء عنصرًا مرئيًا من حيث الترکيب والمحددات وفق نقاط او محاور تحددها قياسات هندسية وتجعلها بشکل حيوي وبما يناسب متطلبات العصر.

فرضيات الدراسة:

ان الفکرة وآلية صناعتها وبلورتها هي واحدة من اهم النواحي المعرفية والتکوينية في کل المعارف التي يتعامل بها الانسان في حياته اليومية.

  • الفکرة هي الناتج المثالي لعملية التفکير الابداعي وهذه العملية ترتبط ارتباطا مباشرا بهدف حل المشکلة، ولهذا السبب فان عملية التفکير تتوقف حال توصلنا إلى حل للمشکلة الأساسية. ([9])
  • الإبداع في العمارة الداخلية جزء من الحدث الإبداعي في التصميم بکل تفاصيل والمعالجات في الاسقف والأرضيات والحوائط.
  • خلق فکرة إبداعية هي الناتج المثالي في عملية التفکير الإبداعي لدى المصمم الداخلي لحل مشکلة التصميم.

والملخص الابداعي هو عبارة عن موجز الفکرة الابداعية لمشروع التصميم والتي تمثل هويته الحقيقة وتعرف المشروع وتبين وظيفته التي يؤديها، فهو بمثابة التعريف الواضح والدقيق والتوقعات الممکنة للمشروع التصميم ومدى الفائدة التي سيقدمها. ([10])

والابداع في العمارة بشکل عام لا يختلف في مقوماته عن الحدث الابداعي إلا في الصيغ والتفاصيل النابعة من طبيعة المجال المعماري.

أهمية الدراسة:

وتتوضح أهمية دراسة الابداع في العمارة بشکل عام وفي التصميم المعماري الداخلي بشکل خاص من توسطه بين الابداع في الفن، والابداع في العلم، ويمکن التمييز بشکل عام بين نوعين مستقلين من الانشطة الانتاجية وهي التشکيل الجمالي والجمال التقني، فالنوع الاول ينزع إلى تحقيق توق الانسان الى الجمال بينما يتجه النوع الثاني إلى مواجهة احتياجات الانسان الوظيفية. فالتصميم المعماري (خارجيا کان او داخليا) الذي هو تعبير جمالي فقط دون الاهتمام بالوظيفة لا يتجاوز کونه زخرفة مجردة کالديکور المسرحي، وبالمقابل الکمال التقني الخالص في العمارة لا ينتج الا تصميمات متماثلة مملة. ([11])

عملية التفکير الابداعي بالتصميم:

ان کل فنون التصميم عموما قائمة على مبدأ وجود حاجة ماسة لحل مشکلة معينة، فان الحاجة إلى التصميم الجديد تنتفي في حالة کون التصميم القديم ذا اداء وظيفي أفضل، اي ان التصميم عملية تطوير من حالة إلى حالة أفضل على کل المستويات. ([12])

إن عملية التفکير الإبداعي لدى المصمم الداخلي تبدأ بعملية ذهنية يتم فيها توليد الأفکار وتعديل هذه الأفکار من خبرة معرفية سابقة وموجودة لدى الفرد وهو نوع من التفکير الذي يتم من خلال الوصول إلى معلومات وأفکار ومنتجات جديدة من خلال المعلومات المتاحة وهو يعتمد على الخيال النشط في القيام بترکيبات جديدة لم يصل إليها من قبل. ([13])

ان عملية التفکير الابداعي قائمة على خطوات محددة أهمها تحديد وتعريف المشکلة التي يتطلب حلها بالتصميم وهنا عند فهم المشکلة والتحديات فإنه من السهولة وضع الحلول المناسبة وتطويرها. ([14])

وعند التوصل إلى فهم وتعريف محدد للمشکلة المراد التوصل إلى حل لها تأتي مرحلة البحث وهنا تتم مراجعة المعلومات التي تم التوصل اليها بمرحلة الفهم، وهذه المرحلة ما هي الا تصنيف المعلومات التي تم التوصل اليها وإعادة صياغتها.

وبعد صياغة المعلومات والتوصل إلى تعريف محدد للمشکلة تبدأ عملية وضع الأفکار وفي هذه المرحلة يُؤخذ بعين الاعتبار المستخدم النهائي والبيئة التي يتم تنفيذ التصميم بها والحوافز التي تدفعه لاستخدام التصميم أو المنتج ويتم خلق الأفکار بناء على ذلک وغالبا ما تنتج تلک الأفکار من عملية العصف الذهني.

وبعدها تأتي مرحلة إعداد النماذج وذلک لرؤية الحلول ومتابعة الأفکار المتولدة لحل المشکلة، ثم مرحلة الاختيار والتي يتم فيها اختيار النموذج الاکثر ملاءمه لحل المشکلة والاکثر تطبيقا وذلک من خلال رؤية الحلول المقترحة مقابل أهداف الملخص الابداعي أو التصميمي.

عملية التنفيذ هي العملية البصرية الناتجة من خلال الخطوات السابقة وهنا تتم عملية تطوير التصميم وتقديمه بشکل نهائي للمتلقي ولابد ان يکون قادرا على حل المشکلة الاساسية، ثم تأتي عملية الاستفادة والتعلم وهذه المرحلة تساعد المصممين على تطوير أدائهم، ولهذا السبب ينبغي على المصممين أن يتابعوا عملية الأثر الراجع من المستخدمين والجمهور والمتلقي المستهدف وتحديد إذا ما کان التصميم قد حقق اهداف الملخص الابداعي الذي توصل اليها بتفکيره الابداعي والذي تم وضعه في المرحل السابقة. ([15])

مواصفات التصميم الابداعي:

يتم تقييم التصميم الابداعي في ضوء ثلاث محاور هي:

  • الجدة Novelty: اي درجة التجديد والابداع في المنتج.
  • المنفعة والقيمة وملاءمة الهدف Resolution: اي مدى نجاح التصميم في حل المشکلات التي صمم من أجلها.
  • التفاصيل الترکيبية Elaboration: وتعني جمال التصميم وأناقته ومدى اختلافه عن سابقيه. ([16])

تعتبر دراسة الفراغات المعمارية بما تحويه من عناصر وأسس ومحددات من اهم الدراسات المعمارية فهي دراسة تحاکي الانسان في محاولة لتشکيل لغة مفهومة بين الانسان وبين المحيط او الحيز الذي يتواجد فيه. وتعتبر الحيزات من أهم مقومات العمل المعماري، ولکل من الحيزات الداخلية وطبيعته ومميزاته ومتعته البصرية، والعاطفية والفکرية.

ولکي نصل الى أحسن الافکار في معالجات الحيزات المعمارية في الغالب ما يتم اعتماد الجانب الابداعي التخيلي على اساس سمة الانطلاق للوثبة الفکرية الابداعية باعتماد علاقة النتاج بمرجعه من اجل تحديـد درجـة الجـدة والاصالة في النتاج مع مراعاة السياق المعتمـد للعمل والمدى الزماني والمکاني.

ويجب عند التصميم الإبداعي أن يکون هناک تکامل في متطلبات الجمالية والوظيفية بحيث يکون التصميم أکثر تنظيماً في العلاقات بما يخدم المصمم الداخلي في عملية ابتکار بيئة داخلية مبدعة، ومن خلال ذلک يترک التصميم أثر في النفوس من اقتناع ومتعة، ويصل إلى التکامل المنشود بين متطلبات الجمالية والوظيفية دون اللجوء إلى المبالغة أو التقشف، لتحقيق قيمة الإبهار والجمال والمتعة للجمهور.

إن المصمم الداخلي معني بالدرجة الأولى بتوظیف مقومات وعناصر التصمیم الداخلي في البیئـة الداخلیـة للأبنیـة سـواء کانـت ذات فعالیـات عامـة أو خاصـة، وذلـک لخلـق فضـاءات داخلية مسـتحبة لاحتجاجات مسـتخدمیها، إن مقومـات التصميم الـداخلي وعناصـره التـي نستعرضـها تمثـل العناصـر التـي یمکـن معالجتهـا والأبداع فيها مـن المصـمم . ([17])

وأهم هذه العناصر التي يقوم المصمم بدراستها وتحليلها والتفکير فيها ومحاولة ايجاد حلول ابداعية لها اثناء معالجات حيزات العمارة الداخلية من أجل الوصول الى تصميم ابداعي فريد من نوعه ما يلي :

عناصر المصمم الداخلي في عملية التفکير الإبداعي

 

 
   

 

 

 

السطح                    اللون         الإضاءة               الخامات            الأثاث

مخطط (1) العناصر التي يقوم المصمم الداخلي بدراستها وإيجاد الحلول الإبداعية في معالجات حيزات العمارة الداخلية. المصدر الباحثة

1. الجدار في التصميم الداخلي:

يعد (الجدار أو السطح) أولى مؤثرات العمل التصميمي المعماري على المتلقي، فهو يتمثل بمحددات التصميم الرأسية والأفقية کالجدران والأسقف والأرضيات، وتعتبر دراسة ومعالجة الأسطح (الجدران) من أساسيات العمل الفني ليکون جميلا ًحيث أن هذه الدراسة تدخل ضمن تکامل التأثير لجميع عناصر التصميم وتؤدي إلى تحقيق العلاقة بين الإنسان والعمل المعماري، وللأسطح تأثير على المتلقي کونها أکثر الأشياء وضوحاً للإنسان، ويمکن توضيح وسائل تأثير السطح، في التصميم من خلال الملمس واللون. لذا فيمکن أن تحدد وسائل التشکيل للجدار من خلال (الشکل، الفراغ، الضوء، اللون، الملمس) والتي تعمل سوياً، ضمن التشکيل المعماري ولا تعمل کل واحدة کجزء مستقل عن الآخر.

ويعتبر الجدار هو الغلاف للفراغ المعماري فهو قد يوحي بالاحساس بالانغلاق أو الاستمرارية کما يحدد شکل الجدار ودرجة شفافيته العالقة بين الداخل والخارج، فقد استعاض مفهوم العناصر البنائية الثقيلة بالعناصر الانشائية الخفيفة والانتقال من مفهوم الصلابة والعناصر الثقيلة والتقسيم إلي مفهوم الخفة واستخدام الشفافية، فکلما زادت القيمة المضافة للأعمال الفنية واصبحت ذات قيمة نفعية ووظيفية تضفي عليها جمالاً وابداعاً آخر يثري من العمل الفني ويزيد من استمتاع المتلقي له، فأصبحت الجداريات تتحدث مع تحقيق قيمة البعد الثاني للجدار وکأنها تتحاور مع المتلقي فيصبح جزءاً من ذلک العمل الفني .  ([18])

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 
 

شکل (1) فکلما زادت القيمة المضافة للأعمال الفنية واصبحت ذات قيمة نفعية ووظيفية تضفي عليها جمالاً

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

       
 
 
   

شکل (3) يمکن استخدام خامات متنوعة على الاسطح باستخدام التفاصيل والزخارف

 

 

 

 

 

 

 


2. اللون في التصميم الداخلي :

يُعدّ اللون أحد أهم العناصر البصرية الکبرى وذلک لما يحمله من طاقة ذات محتوى بصري يساهم في التأثير على الإدراک الحسي والعقلي، يتم من خلاله الإحساس بجمالية التصميم الداخلي وتکامل عناصره الأدائية والوظيفية والتعبيرية، فهو صفة لجميع السطوح، مصدره الضوء وبدون الضوء لا توجد ألوان، وفيزيائيًا يتحلل الضوء الأبيض إلى سبعة ألوان مرئية يتحدد کل منها بالطول الموجي، عند سقوط الضوء على سطح حيث يمتص جزءًا من الأطوال الموجية ويعکس الجزء الآخر وهو الجزء الذي تتحسسه أعيننا والذي يعطي صفة اللون لذلک السطح

هناک تأثيرات سيکولوجية للألوان على الإنسان فإن الألوان تُؤثّر على النفس فعندما يتم النظر إلى اللون أو الإحساس به ف يحدث في النفس إحساسات تؤدي إلى اهتزازات، بعض هذه الأفکار توحي لنا بالارتياح والطمأنينة والأخرى تؤدي إلى الاضطراب، فعند القيام بعملية تصميم لحير داخلي ما ينظر إلى تأثيرات اللون السيکولوجية ومن بينها ما يؤثر على حجم الفضاء الداخلي الظاهري وبسبب خداع النظر وفيما يتعلق بالمسطحات والحجوم فالألوان الباردة وعلى الأخص الزرقاء الفاتحة فهي تظهر الفضاء الداخلي بأنه أکثر سعة وأکبر حجمًا من حجمه الحقيقي .

 

 
 

شکل (4) تأثيرات سيکولوجية للألوان على الإنسان فإن الألوان تُؤثّر على النفس

 

 

 

 

 

شکل (5) منظومة الالوان في الحيز الداخلي

 

  

3. الاضاءة في التصميم الداخلي:

لم تعد الإضاءة تقتصر على الإنارة، بل تعدت معناها الحقيقي لتنضم إلى رکب التطور والإبداع، فتنوع أشکالها ومصادرها المختلفة جعلها قطعة فنية منفردة في عالم التصميم، تبحث عن المکان الذي يلائمها في التکوين، لتصبح جزءا من فضاءات المساحة تشيع الدفء والغموض لتعطي بانعکاساتها الإشعاعية لمسة عصرية تنسجم مع روح العصر، وتلعب دورا مهما في لعبة النور والظل وخلق التأثيرات البصرية، وإضفاء المزيد من الفخامة على الأجواء فهي تلبي المتطلبات العملية والفنية والجمالية في عالم التصميم الداخلي.

شکل (6) صورة توضح اثر الإضاءة في التصميم الداخلي

 

 

 

 

 

 
 

شکل (7) الاداء اللوني لبعض مصادر الاضاءة الصناعية

 

 

 

 

4. الخامات في التصميم الداخلي:

تنوعت أساليب المعالجات التصميمة للفضاءات المعاصرة استناداً إلى مفهومي الوظيفة والتعبير، حيث أصبحت جميع الخامات تقريباً مرشحة لأن توظف ضمن عناصر التصميم الداخلي، فهناک أنواع مختلفة من الخامات الحديثة التي تستعمل لإنهاء الأرضيات الداخلية والخارجية والجدران والسقوف فضلاً عن استخدامها في قطع الأثاث . ([19])

ان لکل خامة تحتاج الى مهارة وفن في طرق معالجتها مما يمکن اعطاء الحيز الداخلي التعبير المناسب عن طبيعة المکان ووظيفته وقيمة الابهار والجمال في المکان.

ويجب معرفة المصمم الداخلي بالخامات وطرق تشکيلها کلما اتسعت معرفته بإمکانيات الخامة وطرق معالجتها، ادى الى ازدياد افکاره الابداعية والتخليلية وقدرته على خلق الجمال والإبداع.

 

 

 

 

 

 

 

 

       
     
 
 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل(9) تنوعت أساليب المعالجات التصميمة للفضاءات المعاصرة استناداً إلى مفهومي الوظيفة والتعبير

 

 

 

 

5- الأثاث في التصميم الداخلي:

يعد الأثاث العامل الرئيسي والمهم في تصميم أو تزيين الفضاءات الداخلية، وبدونه لا تکتمل مقومات التصميم الداخلي، فهو الوسيط بين العمارة الداخلية، ومستعمليها ولقد تطور الأثاث تطوراً کبيراً وملحوظاً نتيجة للتطور الصناعي السريع فاصبح مفهومه يختلف عما کان عليه في السابق فتأثير الخامات الحديثة والتطور التکنولوجي أدى إلى بعض اللإبداعات الجديدة في مجال التصميم الداخلي والتأثيث .  ([20])

       
 
 
   

شکل (10) يعد الأثاث العامل الرئيسي والمهم في تصميم أو تزيين الفضاءات الداخلية

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 العلاقة القوية التي تجمع بين الابداع والتصميم يساهم في توسيع نطاق التفکير الابداعي في تطوير منتجات الاثاث باستخدام الخامات المتنوعة المعاصر بأشکال مختلفة ومتخصصة حسب نوع الوظيفة داخل الحيز الداخلي، الذي ادى الى الوصول ابداعات جديدة، فزاد اهتمام المصمم الداخلي بالتصميم الاثاث مما يکون له تأثير کبير على ارتياح الانسان وأصبح مرتبطا بالتکوين البصري للحيز الفضاء الداخلي عن طريق شکله ومقاييسه وألوانه.

 

 

 

           
   
 
   

شکل (11) العلاقة القوية التي تجمع بين الابداع والتصميم يساهم في توسيع نطاق التفکير الابداعي في تطوير منتجات الاثاث باستخدام الخامات المتنوعة المعاصر

 
 
   

شکل (25)

 

 

 

 

 

 


نتائج البحث:

  • الترکيز على تفعيل دور التفکير الابداعي کنشاط عقلي اساس لدى المصمم الداخلي، ليتحقق من خلالها تهيئة الفراغ الداخلي للاستخدام المناسب.
  • التفکير والابداع أحد اهم الوسائل في العملية التصميمية، فهي رؤية ناتجة عن قدرة وقابلية المصمم العمارة الداخلية في صياغة الافکار المبدعة لتصبح مقترحات وحلول عملية جذابة ذا قيمة جمالية ووظيفية.
  • اهمية تطور القدرات التفکير الابداعي للمصمم الداخلي، لايجاد حلول ابداعية لعناصر ومقومات التصميم اثناء معالجات حيزات العمارة الداخلية، مما يساعد على تطوير مفاهيم العمارة الداخلية.

التوصيات:

  • الاهتمام بکيفية “تعليم التفکير " في برنامج اعداد الطلاب، وتضمين المناهج والخطط الدراسية الجامعية مادة خاصة بذلک، على ان تتضمن التعريف ببرامج تعليم التفکير وبانواع التفکير المختلفة خاصة التفکير الابداعي.
  • الإهتمام بمسألة الإبداع بمختلف جوانبها في الأقسام المعمارية، واکتشاف المواهب الإبداعية وتحفيزها وتنميتها لإعادة إحياء الروح الإبداعية في الأوساط الأکاديمية وفي المجتمع.
  • شجيع الباحثين والمهتمين على المزيد من الدراسة والبحث والتطوير بخلق فراغات داخلية توفر الراحة البصرية والتعمق في ايجاد افکار وحلول اخرى تساهم في الرقى والسمو بالبيئة العمرانية وخلق تصميمات ابداعية غير مسبوقة.
  • اعتماد البساطة کمبدأ عام في معالجة حيزات العمارة الداخلية مع استخدام المواد والخامات الجديدة من أجل خلق تصاميم مميزة تتماشى مع متطلبات العصر.

 



([1])  خصاونة ، فؤاد إياد "عملية التفکير الابداعي في التصميم ، دراسات العلوم الانسانية والاجتماعية " ، المجلد 42 ، ملحق 1 ، 2015 عمادة البحث العلمي ، الجامعة الاردنية .

([2])  الحيزان ، عبد الإله بن ابراهيم ، " لمحات عامة في التفکير الابداعي " ، صفحة 24 ، الطبعة الاولى ، 2002 ، جامعة الملک سعود ، الرياض.

([3])  خصاونة ، فؤاد إياد "عملية التفکير الابداعي في التصميم ، دراسات العلوم الانسانية والاجتماعية " ، المجلد 42 ، ملحق 1 ، 2015 عمادة البحث العلمي ، الجامعة الاردنية .

([4])  العتوم؛ عدنان يوسف؛"علم النفس المعرفي النظرية و التطبيق"؛ دار الميسرة للنشر والتوزيع والطباعة؛ عمان؛ 2004.

([5])  مارزانو،  ( 2005 ) أبعاد التفکير، الطبعة الثانية، عمان، دار الفرقان للنشر والتوزيع، ص 49-67.

([6])  الطيطي، ( 2007 ) تنمية قدرات التفکير الإبداعي، الطبعة الثالثة، عمان، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، ص 35- 118.

([7])  (أثر التصميم الداخلي في إنجاح محتوى الفضاءات المعمارية الداخلية والخارجية " المباني السکنية المنفصلة (الفلل) في نابلس نموذجاً "، روند حمد الله ابو زعرور ، 2013 ، جامعة النجاح الوطنية ، نابلس ، فلسطين ، صفحة 15 – 16 ).

([8])  موقع جامعة الملک سعود : الحيز الداخلي،

 http://faculty.ksu.edu.sa/71200/Documents/Books/Theory%20of20Architecture-2/04-Chapter%20(1).pdf

([9])   برتليمي ، ج (1970 ) : "بحث في علم الجمال" ،الطبعة الاولى ، القاهرة ، دار النهضة ، ص 157.

([10])   خصاونة ، فؤاد إياد "عملية التفکير الابداعي في التصميم ، دراسات العلوم الانسانية والاجتماعية " ، المجلد 42 ، ملحق 1 ، 2015 عمادة البحث العلمي ، الجامعة الاردنية .

([11])   الطائي ، فرحان عواد جاسم (2020) : " أثر الاستعدادات الشخصية في الطلاقة الابداعية للتصميم المعماري " ، بحث منشور ، کلية الهندسة - قسم الهندسة المعمارية – جامعة الموصل ، المجلد 18.

([12])   خصاونة ، فؤاد إياد "عملية التفکير الابداعي في التصميم ، دراسات العلوم الانسانية والاجتماعية " ، المجلد 42 ، ملحق 1 ، 2015 عمادة البحث العلمي ، الجامعة الاردنية .

([13])  http://faculty.ksu.edu.sa/71200ldocuments

([14])  p9, 2010, Ambrose

([15])   خصاونة ، فؤاد إياد "عملية التفکير الابداعي في التصميم ، دراسات العلوم الانسانية والاجتماعية " ، المجلد 42 ، ملحق 1 ، 2015 عمادة البحث العلمي ، الجامعة الاردنية .

([16])   الحيزان ، عبد الإله بن ابراهيم ، " لمحات عامة في التفکير الابداعي " ، صفحة 24 ، الطبعة الاولى ، 2002 ، جامعة الملک سعود ، الرياض.

([17])   شوقي ، اسماعيل (2000) : " التصميم عناصره وأسسه في الفن التشکيلي " ، الطبعة الأولى ، القاهرة، دار الفکر للنشر.

([18])   حمزة ، منى سيد رمضان حمزة ، ولاء حامد محمد حمزة ، " البعد الثالث للجداريات الزجاجية بين الابداع والتطبيق في العمارة الداخلية " ، مجلة العمارة والفنون، العدد 19 ، 2019 .  

([19])  خلف ، نمير قاسم (2005) : " ألف باء التصميم الداخلي " ، الطبعة الأولى ، العراق ، جامعة ديالي ، بغداد ، دار الجنوب للنشر.

([20])  خلف ، نمير قاسم (2005) : " ألف باء التصميم الداخلي " ، الطبعة الأولى ، العراق ، جامعة ديالي ، بغداد ، دار الجنوب للنشر.

  • المراجع:

    • خلف، نمير قاسم (2005): " ألف باء التصميم الداخلي "، الطبعة الأولى، العراق، جامعة ديالي، بغداد، دار الجنوب للنشر.
    • شوقي، اسماعيل (2000): " التصميم عناصره وأسسه في الفن التشکيلي "، الطبعة الأولى، القاهرة، دار الفکر للنشر.
    • نوري، ج (1977): "الفکر طبيعته وتطوره"، الطبعة الثانية، بغداد، مکتبة التحرير، ص12-13.
    • برتليمي، ج (1970): "بحث في علم الجمال"، الطبعة الاولى، القاهرة، دار النهضة، ص 157.
    • (أثر التصميم الداخلي في إنجاح محتوى الفضاءات المعمارية الداخلية والخارجية " المباني السکنية المنفصلة (الفلل) في نابلس نموذجاً "، روند حمد الله ابو زعرور، 2013، جامعة النجاح الوطنية، نابلس، فلسطين، صفحة 15 – 16)
    • العتوم؛ عدنان يوسف؛"علم النفس المعرفي النظرية والتطبيق"؛ دار الميسرة للنشر والتوزيع والطباعة؛ عمان؛ 2004
    • الحيزان، عبد الإله بن ابراهيم، " لمحات عامة في التفکير الابداعي "، صفحة 24، الطبعة الاولى، 2002، جامعة الملک سعود، الرياض
    • خصاونة، فؤاد إياد "عملية التفکير الابداعي في التصميم، دراسات العلوم الانسانية والاجتماعية "، المجلد 42، ملحق 1، 2015 عمادة البحث العلمي، الجامعة الاردنية
    • رزوقي، غادة موسى، "فکر الابداع في العمارة "، أطروحة دکتوراه غير منشورة، قسم الهندسة المعمارية – جامعة بغداد، بغداد، 1996.
    • الطائي، فرحان عواد جاسم (2020): " أثر الاستعدادات الشخصية في الطلاقة الابداعية للتصميم المعماري "، بحث منشور، کلية الهندسة - قسم الهندسة المعمارية – جامعة الموصل، المجلد 18.
    • حمزة، منى سيد رمضان حمزة، ولاء حامد محمد حمزة، " البعد الثالث للجداريات الزجاجية بين الابداع والتطبيق في العمارة الداخلية "، مجلة العمارة والفنون، العدد 19، 2019.
    • مارزانو،  (2005) أبعاد التفکير، الطبعة الثانية، عمان، دار الفرقان للنشر والتوزيع، ص 49-67.
    • الطيطي، (2007) تنمية قدرات التفکير الإبداعي، الطبعة الثالثة، عمان، دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة، ص 35- 118.
    • Ambrose, G (2010) Design Thinking, UK, AVA Publishing, p 9-22.
    • موقع جامعة الملک سعود: الحيز الداخلي،
      • http://faculty.ksu.edu.sa/71200/Documents/Books/Theory%20of20Architecture-2/04-Chapter%20(1).pdf