الأبعاد الجمالية والفلسفية للتصوير التشخيصي المصري

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 باحث ماجستير

2 کلية تربية نوعية ج الزقازيق

3 کلية التربية النوعية - جامعة المنصورة

المستخلص

استهدف البحث إلقاء الضوء على تطور التشخيص في ضوء معطيات التکنولوجيا. أثر البيئة علي التصوير التشخيصي المصري. أهمية الدراسة التاريخية في التصوير التشخيصي، وأثره علي فناني العصر. الکشف عن أهمية أنماط التشخيص التصويري، وأثر نشأة الفنان وثقافته في توجه. وتناول البحث بالدراسة مفهوم التشخيص، والمقومات التشخيص، البعد التاريخي للتشخيص الفني، أنواع التشخيص الحسي ـ الاتجاهات الفنية، مفهوم التکنولوجيا، وتطوره، وأثرها علي المجتمع، أيضاً مفهوم البيئة، وأثر البيئة والموقع الجغرافي والعامل الثقافي والأثر الاجتماعي علي التصوير التشخيصي. وتوصل البحث لنتائج هامة منها: أن التشخيص في علاقة تبادلية مع کل المکونات من حوله، وفي الحقيقة إن التشخيص حي طالما أن الإنسان حي. أن التشخيص الفني مر بمراحل متعددة، أهم ما يميز تلک المراحل التاريخية أن التشخيص استفاد ومازال يحاول أن يستفيد من کل المکونات المتواجدة في الطبيعة، بل وأيضًا المکونات المستحدثة، فما من شيء يستحدث أو يشتق إلا ونجد أن التشخيص وعوالمه تستفيد من ذلک خير فائدة. وقد يتطور الأمر إلى أن يصل التشخيص لمزج القديم بالحديث مثلما يحدث في المعارض الافتراضية، والتي تقوم بعمل تتابعي للوحات الفنان مع حرکة شخصيات تلک اللوحات.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


خلفية البحث:

يعد التشخيص من الرکائز الأساسية التي يقوم عليها التصوير الفني، کما يمکننا القول أنّ الفنون التشکيلية ما هي إلا مرآة للتشخيص، وما التشخيص نفسه إلا مرآة للمجتمع والبيئة. البيئة نفسها من العوامل المحيطة المهمة التي تؤثر على الإنسان بشکل عام، بل وتتأثر به، والبيئة نفسها تؤثر على الفنان بشکل خاص؛ فهي تقوم بتعزيز مدرکاته الحسية، حيث إنّ البيئة تشکل مصدرًا ملهمًا لکثير من الفنانين في أعمالهم الفنية.

إنّ تنوع البيئات المصرية يدعم ويعزز الأفکار لدى الفنان، من خلال ما يقوم به من أعمال، وکما يقول جان برتليمي: "تشکيل البيئة بمفهومها الطبيعي أو الجغرافي أساسٌ في تمييز الفنون، حيث تأکد بالفعل تأثير عوامل البيئة والمناخ في ذوق الشعوب وإبداعاتها" ([1]).

ولقد کان للمؤثرات البيئية المختلفة دورها الکبير في تباين الکثير من الفروق الأسلوبية بين المصورين، وتحديدًا من بداية عصر النهضة إلى العصر الحديث (الطليعية)، وما بعد الحداثة. وازداد اهتمام المصورين في عصر النهضة بنقل الواقع من الطبيعة، والتأثير بها بشکل أعمق دون مراعاة الخيال من أمثال الفنانين: (ليونارد دافنشي- مايکل أنجلو- وغيرهم من عصر النهضة)، وبدأ التطور بعد ذلک مع تنوع المدارس، واختلاف المذاهب لکل فنان، وکيفية تصويره التشخيصي، وأثر البيئة عليه أمثال: (فان جوخ- مانيه- هنري ماتس- بابلو بيکاسو- کاندسکي- سلفادور دالي-إلخ)، ومن الفنانين المصريين أمثال: (راغب عياد– محمد ناجي– عبد الهادي الجزار- حامد ندا- فؤاد کامل- إلخ)، "فکما أنّ الإنسان ينقل أفکاره إلى الآخرين عن طريق الکلام فإنّه ينقل إلى الآخرين عواطفه عن طريق الفن"([2]).

وقد تعددت البيئة بأنواعها وأشکالها المختلفة وتأثيرها على الفنان، فالبيئة بمضمونها الصغير تنعکس على الفنان في مراحل حياته المختلفة وتنشئته، ثم تأتي من بعد ذلک البيئة الکبيرة المحيطة به من کل مکان، فالبيئة تختلف في انعکاساتها وانطباعاتها على الفنان.

إنّ التشخيص في علاقة تبادلية دائمة مع أنواع البيئات، والتي يمکن القول أنّها عدة أنواع، منها:(صناعية– زراعية– صحراوية– ثقافية– إلخ)، فکل بيئة تتميز بسمات معينة، سواء من العادات والتقاليد، والمناخ، والثقافة تؤثر على الفنان واستخدامه للألوان والخطوط والأشکال مثلا في الوصول إلى لوحته التشخيصية، فکما نجد أنّ الفنان في بيئة ريفية تحيط به الخضرة والماء والسماء الصافية، ينعکس هذا الأثر على أعماله وتشخيصه في لوحاته وإنتاجه الفني، ويکون ذلک على عکس الفنان المتواجد في البيئة المدنية، فنجد أنّ الإيقاع في المدينة سريع، وهو يوازي صخبها والضجيج الذي تعيشه المدينة، بعکس الهدوء الذي يحياه الريف، فيتأثر الفنان بالسرعة والتشتت، فينعکس ذلک على أعماله؛ مما يعطي انطباعاً عن البيئة التي يعايشها ويحيا فيها.

وکما يقول (توماس مونور) في کتاب التطور في الفنون: "إن البيئات الاجتماعية وما فيها من خصائص ومميزات أعطت تسليمًا بأنّ الثقافة والفنون وما في حکمهما وليدة البيئة والإنسان معًا، وأنّها تتکيف وفقًا للظروف الاجتماعية لکل جيل أو کل حقبة زمانية"([3])

وقد بدأ الإنسان العادي في تشخيص الأشياء من حوله، سواء کان في الکهوف أو على جدران المعابد، وتميز الفنان منذ القدم بالقدرة على الرسم والتصوير التشخيصي تعبيراً عن مشاعره أو خبراته الحياتيه التي بدأ في اکتسابها منذ وجوده على الأرض، وکذلک عني الإنسان في العصر البدائي بمحاولة تشخيص غيبيات الطبيعة، فنجده يشخص آلهته التي کان يعتقد بوجودها، بل وامتد تشخيصه إلى ظواهر الطبيعة، فليس غريباً أن نرى محاولته لرسم الشمس مثلاً.

 وقد تطور التصوير التشخيصي عبر العصور بأساليب تشکيلية مختلفة، وحاول الفنان إبراز الحياة على الموت، الکائن الحي على الجوامد، حاول إبراز الظواهر الطبيعية، وحاول تشخيص الانفعالات الوجدانية، فکان الفنان يبحث ليس فقط عن تسجيل الحياة، بل نقلها إلى عالم لوحاته، وأيضاً تشخيص المأمول من هذه الحياة، وکما في مجمع المصطلحات العربية عن الفن من هذه الناحيه: "هو إبراز الجماد أو المجرد من الحياة، من خلال الصورة بشکل کائن متميز بالشعور والحرکة والحياة".([4])

 والتشخيص الذي نعنيه هنا ليس مجرد رسم الأشخاص، وإنّما يمکننا الإضافة: بأنّه أنواع عدة، ومنها: تشخيص المکان، تشخيص الزمان، تشخيص الانفعالات.

 فمن أمثلة التشخيص المکاني -کما قلنا- أنّ يشخص الفنان بيئته الريفية؛ فيسمع المتلقي نعير السواقي، أو يشخص الفنان بيئته الصناعية؛ فيتحسس المشاهد حرکة الماکينات في الورش وأدخنة المصانع.

 أما عن التشخيص الزماني: کالليل والنهار، الماضي والحاضر والمستقبل، فنجد أن الفنان يشخص الوجود نفسه؛ فينقلنا إلى الزمن الذي اتخذه زمنًا للوحة. وهنا يصبح الزمن حيًّا واعيًّا لما حوله، وليست الموجودات في الزمن فقط هي الحية الواعية.

 ونظراً لارتباط الفنان بالبيئة، وتفاعله الدائم معها، والتفکير المستمر فيها، وهي المصدر الأول للفنان لإبراز جوانبه الإبداعية، وزيادة أساليب التشکيل لديه، ومساعدته على سرعة التخييل، فقد کثرت صور التشخيص في البيئة بأنواعها المختلفة، وزاد تأثيرها على الفنان في جميع مراحه الحياتية. فمن خلال رحلة الإنسان الطويلة الشاقة من العصور البدائية إلى عصور الحضارة، استطاع أن يواجه مشکلات لا حدود لها، وهذه المشکلات تزداد صعوبة وتعقيداً بتطور المجتمع وتغيراته السريعة؛ فالوصول إلى مستوى راقٍ من المعرفة الذاتية، وإلى إحساس غامر بصلة الفنان بکل الموجودات في هذا الکون.

 من هنا تکمن أهمية التصوير التشخيصي المصري، وکذلک الإلمام لأثر البيئة عليه؛ وذلک عبر تتبع تطور أنواع التصوير الشخيصي (بالخط، واللون، والرمز، والانفعالات) عبر العصور المختلفة، وحتى الوصول للعصر الحديث.

مشکلة البحث:

في ضوء العرض السابق يمکن تحديد مشکلة البحث في التساؤل الرئيس التالي:

  • ·                             ما مراحل تطور التصوير التشخيصي المعاصر؟

ويتفرع من هذا السؤال التساؤلان التاليان:

  1. ما ماهية البيئة المصرية وأثرها الفني على فناني التصوير التشخيصي؟
  2. ما أثر الثقافات في البيئات المصرية المختلفة على التصوير التشخيصي؟

أهداف البحث:

تتحدد أهداف البحث الحالي فيما يلي:

  1. تحليل أبعاد التشخيص الفني على مدار العصور وأهميته في توثيق التاريخ.
  2. إلقاء الضوء على أهمية تاريخ التشخيص الفني للعملية الإبداعية في تحقيق الذات لدى الفنان المعاصر.
  3.  تحديد أنماط التشخيص الفني وتأثيره على المصورين المعاصرين.
  4. استحداث حلول تشکيلية مستمدة من أنماط التشخيص الفني والبيئة المصرية في أعمال التصوير التشخيصي المعاصر.

أهمية البحث:

تمکن أهمية البحث الحالي في النقاط التالية:

  1.  يسهم البحث في وضع تصوير حول تأثير المجتمع وتأثيرة الفني على التشخيص الفني.
  2. تتبع أهمية البحث من أهمية التأثير بالبيئة ودورها في صقل شخصية الفنان.
  3. يعطي البحث رؤية حول دور تطور التشخيص الفني على مدار العصور المختلفة.
  4. تأصيل أعمال المصور المعاصر من خلال التعرف على أنماط التشخيص، وأثرها على التصوير التشخيصي.
  5. يسهم البحث في فهم طبيعة رؤية المصور المعاصر للتشخيص الفني، وأثر التکنولوجيا عليه.
  6. يسهم البحث في فهم الأعمال التشخصية لدى المصور المعاصر من خلال دراسة الاتجاهات الفنية لديه.

فروض البحث:

تفترض الباحثة الفروض التالية:

  1. هناک علاقة بين مراحل تطور التصوير التشخيصي والفلسفات المعاصرة.
  2. يمکن للتنوع الثقافي في البيئة أن يؤثر على إبداع المصور التشخيصي المعاصر.

مناهج البحث:

تتبع الباحثة المنهج الوصفي التحليلي في الإطار النظري للبحث، کما تتبع الباحثة المنهج التجريبي في التطبيقات العملية الذاتية للبحث؛ وذلک للتحقق من صحة فروض البحث.

 

الإطار النظري للبحث

أولا: التشخيص وأبعاده:

 قبل أن نبدأ في الدخول إلى موضوع التشخيص وجب علينا أن نضبط المصطلح؛ ذلک لأن الکثير من المشکلات التي تواجه الدراسات تتعلق بعملية ضبط المصطلح، ففي بعض الأحيان قد يشار إلى المصطلح في غير موضعه، أو قد يستخدم المصطلح استخدامًا خاطئًا، أو قد يحدث الالتباس بين المصطلح (Term) وبين المفهوم (Concept).

  1. مفهوم التشخيص:

التشخيص في شعر نازک الملائکة فإن الباحثة (حصة السباعي) في رسالتها: "أسلوب التشخيص في شعر نازک الملائکة"، تقول: "وهب الحياة للأشياء والظواهر الطبيعية والانفعالات الوجدانية، هذه الحياة ترتقي فتصبح حياة إنسانية، ولها خلجات آدمية وذات عواطف إنسانية"([5]).

ويصف (مصطفى أبو شوارب) في کتابه: "قطوف بلاغية" التشخيص بالآتي: "له القدرة على إبانة المعنى، ويفعل في النفس مالا يفعله غيره، وهو يبرز له في عرض متميز بالاختزال والتکثيف، وأحياناً لحد المبالغة، فتعدد التجربة أکثر دقة ورسوخاً وقدرة على إنارة خيال المتلقي وميدانًا خصبا للابتکار والإبداع"([6]).

وترى الباحثة أن مفهوم التشخيص هو: تنسيق مجموعة من الخطوط (بأسماکها وأشکالها) المختلفة، أو مجموعة من الألوان (ذات صفاء وصبغ وقيم) المختلفة، أو کلاهما معًا للحصول على تکوين يمکن من خلاله الاستدلال (مباشرة أو برمزيات) على فنّيات وجماليّات الموضوع، وذلک اعتمادًا على عنصري المکان (بأبعاده الثلاثة) والزمان، باعتباره بعدًا مکانيًّا رابعًا، وذلک على المسطح الفني.

  1. مقومات التشخيص:

يقصد بمقومات التشخيص: الدعائم التي يرتکز عليها التشخيص في الفن التشکيلي عمومًا، وفي فن التصوير المصري خاصة.

أما عن التشخيص في الفن التشکيلي، فيجب أولًا أن ننتبه إلى علاقة التشخيص بعلم الجمال، فنجد -کما تقول (أميرة حلمي مطر) في کتابها: "مقدمة في علم الجمال"- أن: "التشخيص عند (أرسطو) ليس في التعبير عن الجمال المثالي فقط، ولکنه التعبير عن أي موضوع جميل؛ لأن الإنسان يستمد من المحاکاة، لذا إن من وسائل المحاکاة الألوان والرسوم، فهذه المحاکاة تستخدم في الفنون التشکيلية"([7])

إذًا يمکن إجمال العوامل التي يقوم عليها التشخيص في التصوير في التالي:

(أ‌)       الطبيعة:

فهي المصدر الأساسي للنظرات الفنية؛ سواء کانت الطبيعة بمکوناتها الحية، مثل: (الإنسان، والحيوان، والنبات)، أم الطبيعة بمکوناتها غير الحية، مثل: (التربة، والصخور، والأنهار، والبحار، والسماء بسحبها، وألوان أضوائها المختلفة).

(ب‌)    المحاکاة:

قد تکون المحاکاة في حد ذاتها تشخيصًا لعمل فني من الطبيعة کامل الأرکان متکاملًا، وذلک إذا تمکن الفنان من ذلک بمعزل عن إضافة رؤيته الخاصة، کما يظهر في اللوحات المعبرة عن المناظر الطبيعية في الفنون الکلاسيکية، حيث تظهر شخصية کل شجرة -مثلًا- أو نخلة رغم تشابه النوع الواحد.

 (ج) الإحساس بجماليات المکونات:

إن الفنان لن يستطيع بأي صورة أن ينقل جمال المکون إلى عمله الفني ما لم يحسه أولًا؛ فعين الفنان هي التي تستشعر المکون الجمالي أولًا، والذي غالبًا ما يتواجد في المکون الطبيعي دون أن يستشعره الشخص العادي، ثم إن الفنان عليه أن يقتنع أولًا بجدوى عمله الفني قبل البدء فيه، ثم يقوم بدراسة العمل الفني خير دراسة؛ للوقوف على أبعاده وخباياه قبل التنفيذ، کما في الاتجاه الکلاسيکي.

(د) إضفاء الجماليات على الجمال الطبيعي:

النظرة الشخصية للفنان المتأمل في المکون الطبيعي- قبل التشخيص- قد تضيف أبعادًا جمالية إلى جماليات مکون التشخيص، وهي أعلى مراحل التشخيص، وفيها أيضًا قد يترک الفنان شيئًا لعين المشاهد تکمله عين المتلقي؛ مما يجعل المشاهد مشارکًا في إنتاج العمل الفني، مثال على ذلک: ترک مناطق من اللوحة يکملها المشاهد برؤيته؛ مما يعطي إحساسًا بالمشهد ککل، وفيها يتم تشخيص للمراکب مضفيًّا جمالًا إلى جماليات المشهد الطبيعي، ويتم تشخيص الصفات الإنسانية / الصفاء والنقاء، ولا يستخدم الفنان اللونين الأبيض والأسود بصورة صريحة من أنبوبة اللون، وإنما يستخدم لون الورقة کلون أبيض في شراع المرکب وفي مسطح المياه، کما يستخدم مجموعة الألوان کلون داکن يميل إلى السواد في جسم المرکب.

  1. البعد التاريخي للتشخيص الفني:

کان يعتقد إلى عهد قريب أن حياة الإنسان على الأرض لا تمتد لأکثر من بضعة اَلاف من السنين، ولکن الاکتشافات التي تمت في أواخر القرن الماضي أثبتت أن الإنسان عاش على هذه الأرض منذ عشرات الاَلاف من السنين، وأنه ترک آثارا کثيرة مطمورة تدل عليه، من ذلک بعض المشاهد المصورة على جدران الکهوف، ثم على جدران المعابد والمقابر فيما بعد.

ويورد (جون هامرتون) في کتاب: "تاريخ العالم" هذا الخبر، فيقول: "وينقسم العصر الحجري القديم إلى ثلاثة أقسام أسفل ومتوسط وأعلى، ولم يصل إلينا من القسمين الأسفل والأوسط أي عمل فني، ولعل أبرز أنواع النشاط الإنساني التي مارسها الإنسان البدائي منذ القسم الأعلى من العصر الحجري القديم -أي منذ حوالي 30 ألف سنة- هو النشاط الفني التشکيلي"([8]).

وتقع الأمثلة المتبقية من أعمال التصوير للإنسان الذي عاش في أواخر العصر الحجري القديم في ثلاث مجموعات جغرافية، وهي المجموعات التي يذکرها (هربرت ريد) في کتابه: "معنى الفن"، فيقول:

–      المجموعة الأولى: التي عثر عليها في کانتبري في فرنسا.

-      المجموعة الثانية: التي عثر عليها في شرق إسبانيا.

-      المجموعة الثالثة: التي عثر عليها في شمال أفريقيا.

وکما يذکر (محسن عطية) في کتابه: "جذور الفن"، فيقول: "وفي هذا العصر کان يعيش الإنسان الحجري في الغابات الشاسعة وعلى سفوح الجبال الشاهقة وداخل الشقوق والکهوف، قريبا من مياة الأنهار، جامعًا للطعام، مثل: الثمار، وأوراق الأشجار، وصائدًا للحيوانات"([9]). ويضيف (حکمت محمد برکات) في کتابه: "التذوق وتاريخ الفن"، فيقول: "مما أنبت جذور الخوف في نفس من بقي على قيد الحياة، وکان ذلک الخوف من الحيوان دافعًا لتمثيله رسوم الحيوانات والطبيعة مطابقة للشکل الواقعي؛ معتقدًا بأنه سيتمکن من صيد الحيوانات بعد ذلک، فکلما يظهر قدرته في الرسم، يمکن السيطرة عليه في الواقع" ([10]).

  1. أنواع التشخيص حسب الاتجاهات الفنية في القرن العشرين:

توجه الفنان في القرن العشرين إلى ما هو جديد في الفن، مستخدماً کل آليات الحداثة والتقنيات جديدة؛ لتشکيل رؤية جديدة في الفن تعبر عن ذاته بشکل مختلف؛ فظهرت أنواع کثيرة من التشخيص وفقاً لما أورده (مختار العطار) في کتابه: "آفاق الفن التشکيلي"، فيقول: "التشخيصية وما تتطلبه من موهبة صادقة، وجهد شاق، وصبر، وأناة، وکفاءة عالية، وقدرة نادرة على الرسم والتلوين، فضلًا عن الثقافة الرفيعة والفلسفة، والارتباط بالقضايا الاجتماعية المحلية والإنسانية العالمية"([11]).

ويمکن إجمال أنواع التشخيص في التالي:


أ-التشخيصية الفجة (Super Realism):

 هو تيار فني منبثق من حرکة الفن الواقعي، يمتاز بدقة متناهية بنقل ومحاکاة الواقع من خلال الرسم والنحت. ظهرت هذه الحرکة في السبعينيات وأخذت طابعاً مميزاً في کل من أمريکا وأوروبا"([12])، وقد مثل هذه الحرکة الفنان ماکس جينسبرج Max Ginsburg))(*)،حيث ظهرت حرکة السوبر واقعية في الأعوام ما بين 1965 و1970م، وتقدم هذه الحرکة لوحات فنية أبدعها الفنانون التشکيليون تکاد تتفوق في دقتها على التصوير الفوتوغرافي. ويهتم فيها الفنان بدراسة الشکل المرسوم بدقة متناهية محققًا اللون والمنظور والخط بدقة متفوقة، ولم تقتصر على الشخصية المجردة، بل تجاوزت بالرسم الإيضاحي التعليمي، وأخذها الفنان کأنها تحدي بينه وبين الصورة الفوتوغرافية. ومن أهم أعماله شکل رقم (1):

 

شکل رقم (1) ماکس کمبرج Max Ginsburg)): حرب البيتتاWar Pieta،

زيت على قماش، سنة (2007م)، الأبعاد: ( 50×70سم)([13]).

لوحة "حرب البيتا" أو لوحة "شفقة الحرب" (War Pieta): هي لوحة مرسومة بالألوان الزيتية التي جسد فيها الحرب التي تحصل في العراق؛ وذلک من خلال أم فقدت ولدها في تلک الحرب، فأبدع في إظهار تجلي الحزن على وجهها .وقد أخذ فکرة هذه اللوحة من تمثال بيتتا للفنان الإيطالي مايکل أنجلو. وتتجلى حالة الفزع في تعابير وجه الأم، ومما يزيد هذه الحالة مظاهر الدمار والخراب والحرائق والأدخنة السوداء في خلفية المشهد.

ب-التشخيصية الهادئة:

 "هو نوع من الرسم الواقعي، أنتجه فنانون أوروبيون وإنجليز ابتعدوا عن الطابع التعليمي والإيضاحي، وجنحوا نحو الهدوء العاطفي والتعبير عن مشاعرهم بجلاء ونقاء، والتعبير عن حياتهم الاجتماعية والبيئة المعاصرة"([14]).

 وهو أيضًا من أنواع الرسوم التشخيصية التي تعبر عن الأشخاص بشکل هادئ، حيث لا توجد انفعالات قوية في الأعمال، وعلى العکس يوجد فيها نوع من التأمل والتفکير في اللوحة، ومن أمثال الفنانين الذين انتهجوا هذا النوع الفنان الإنجليزي (إيوان أغلو)(*)

 يقول (أوغلو) في إحدى خطاباته: "أحاول رسم لوحة منظمة مليئة بالمشاعر الخاضعة للرقابة، وبالتالي القوية، ولکن يجب أن يکون فيها سحر، والطريقة الوحيدة التي يمکن أن يفکر بها في إنشاء هذا السحر هي أن يکون صادقًا مع نفسه"([15]).

وهذا يدل على أن (أغلو) کان يأخذ وقته ولا يبالي بما يحدث حوله، فهو شخصية خجولة هادئة، وأعماله تدل على نوع شخصيته والعکس، کما في شکلي رقم (2):

 

شکل رقم (2) إيوان إغلو Iwan Igloo: رأس کريستيانو(Head of Christine

زيت على قماش، سنة (1964م)، الأبعاد: (49×39 سم).

وفيها تظهر التشخصية الهادئة، والتي يحاول الفنان فيها إظهار أحاسيس التأمل والهدوء في وجه کريستيانو، ووضع اليد على الوجه تعطي أحساسًا بالتفکير العميق.

 


ج-التشخصية الروائية (السرد): (The Figurative and Narrative)

هي أعمال فنية اهتمت بنوع السرد کالقصص الروائية والأساطير وحکايات الأطفال، و"هي أقرب ما تکون إلى الصور الإيضاحية في کتب الأطفال التي تحکي سفن القراصنة وسير الشخصيات الخرافية"([16])، حيث إن"الطبيعة والعناصر والأشکال والوجوه مصدر من مصادر الرؤية الفنية عند الفنان إلى جانب التراث الفني الإنساني على مر العصور والحضارات"([17]).

 ومن أهم فناني هذه الحرکة الفنان: (ألفريد لزيلي Alfred Leslie)(*)، "ولقد تأثر)لزيلي (في تجاربه لإحياء الشکل الکلاسيکي بأعمال کبار المصورين القدامى، وفن مرحلة الباروک المبکرة في إيطاليا، وخاصة فن (کارفاجيو) وأتباعه، وبالرغم من ذلک فإن أنواع الأجسام البشرية والمناخ النفسي لعملة لا يقبل الخطأ"([18])، وقد تأثر بالإضاءة الصناعية في أعماله، کما في شکل رقم (3):

 

شکل رقم (3) ألفريد لزيلي Alfred Leslie: عيد ميلاد إيثيل مور(birthday for ethel Moore)

زيت على قماش، سنة(1976م)، الأبعاد: (270×335 سم)، قاعة الفن الحديث نيويورک([19]).

 وفيها يظهر التشخيص کالمحکاة للواقعة على هيئة سرد قصة قصيرة، واستخدم الفنان الألوان الداکنة في العمل، کما استخدم أيضًا الإضاءة الصناعية لإظهار الظل والنور، وإضافة حبکة درامية إلى العمل الفني.

د-التشخيصية التعبيرية أو الواقع الخيالي:

 مذهب فني يستهدف في المقام الأول التعبير عن المشاعر أو العواطف والحالات الذهنية التي تثيرها الأشياء أو الأحداث في نفس الفنان، ويرفض مبدأ المحاکاة الأرسطية، وتحذف صور العالم الحقيقي بحيث تتلاءم مع هذه المشاعر والعواطف والحالات، وذلک من طريق تکثيف الألوان، وتشويه الأشکال، واصطناع الخطوط القوية والمغايرات المثيرة.

 والتعبيرية اسم يطلق على حرکة فنية جاءت بعد المدرسة التأثيرية، کما يطلق على کل عمل فني يخضع فيه تمثيل الطببيعة ومحاکاتها للتعبير عن الانفعالات والأحاسيس الذاتية، ويطلق بصفة خاصة على الفنون الحديثة التي تتميز بأسلوب فطري، وتغيير وتبديل في العناصر أو الأشکال الطبيعية لإيجاد تأثيرات انفعالية، وفي الأدب کان اتجاه هذه الحرکة إلى القيم المعنوية أکثر من تسجيل الأحداث الواقعية؛ لتکون صفة مميزة للمسرحيات والروايات الأدبية.

 يقول الفنان: (هنري ماتيس)(*): "إن التعبير ليس فى الحرکات العينية أو فيها يُعنَى بالوجه المرسوم من العواطف، لکنه في التنظيم العام للوحة من حيث وضع الأشخاص والفراغات المحيطة بهم فکل عنصر له دور في التعبير"([20]).

 وقد تم استلهام المدرسة التعبيرية من الاتجاهات الحديثة السابقة، وسرعان ما طور التعبيريون أسلوبًا ملحوظًا بقسوته وجرأته وکثافته البصرية؛ فاستخدموا خطوطًا خشنة ومشوهة بفرشاة سريعة وخشنة وتضارب الألوان لتصوير مشاهد موضوعات عصرية مختلفة في ترکيبات مزدحمة تتميز بعدم الاستقرار وبالأجواء المشحونة بالعاطفة.

ثانياً: أثر التکنولوجيا على التشخيص:

1- مفهوم التکنولوجيا:

التکنولوجيا(Technology) هي کلمة يونانيّة الأصل، تتألّف من مقطعين، وهما: (تکنو Techno)، التي تعني فن، أو حرفة، أو أداء، أمّا المقطع الثاني فهو (لوجيlogy -)، أي دراسة، أو علم، وبذلک فالتکنولوجيا إذًا هي فن الحياة.

وتعد التکنولوجيا "جهد فکر الإنسان، وتطبيق المهارات والمعلومات لحل مشکلات الإنسان، وتوفير احتياجاته، وزيادة قدراته"([21]). ولقد قام بعض الباحثين بتعريف مفهوم التکنولوجيا على أنه: "تطبيق للعلوم والاختراعات والابتکارات الحديثة على الموارد البشرية والطبيعية والصناعية لأقصى حد يبلغ منه البشر، فالتطور التقني دائماً ما يبحث عن الوسيلة الملائمة لتحديد الحد الأقصى للنتائج الموحدة في کافة المجالات والتطبيقات"([22]).

2-التکنولوجيا وأثرها على المجتمع:

 هناک ما يعد أثرًا إيجابيًّا وآخر سلبياً للتکنولوجيا على المجتمع، وبالتبعية على الفن والتشخيص، ومنها:

أ-الأثر الإيجابي للتکنولوجيا على المجتمع:

 من الآثار الإيجابية للتکنولوجيا تسهيل الحياة اليومية للأفراد وتيسيرها؛ إذ يستطيع الفنان إنجاز أعمال کثيرة في وقتٍ وجهدٍ قليلين وبسرعةٍ کبيرة، کما ارتبطت کثيرٌ من أعمال الفنانين بالتکنولوجيا واستخدام کثير من برامج الحاسوب؛ لتسهيل وتسريع العملية الإبداعية، وتوفير احتياجات المجتمع في مجال الفن والإبداع بالتکنولوجيا، التي سهّلت عليهم القيام بها بطريقةٍ لم يکونوا ليفعلوها لو لم تکن التّکنولوجيا موجودةً لديهم.

 وکذلک تقريب الشّعوب واختصار المسافات بينهم؛ إذ ساعدت التکنولوجيا على جعلِ العالم يبدو کقريةٍ صغيرة، فيتعرف النّاس على أنواع مختلفة من الفن دون الحاجة للسفر؛ حيث يکوّنون علاقات وصداقات من مختلف أنحاء العالم، وتطوير ثقافة الفنانين، وتوسيع مدارکهم، وإبقائهم متابعين لأحداث العالم جميعها دون أيّ أعذارٍ تَحُول بينهم وبين المجتمعات الأخرى.

 وعلى ذلک، فتسهيل الحياة للفنان بصفة خاصة يجعله قادراً على إنجاز أعمالٍ أکثر وفي فترة زمنية أقل، فهو ليس في حاجة للسفر لمشاهدة المتاحف وتعلم الفن في بلاد أخرى؛ حيث يمکنه إنجاز الکثير عبر الإنترنت ووسائل الاتصال، کما أن التطور التکنولوجي أدى إلى ظهور أنواع أخرى من الفن عمومًا وأنماط من التشخيص لم تکن موجودة من قبل.

ب- الأثر السلبي للتکنولوجيا على المجتمع:

 من الآثار السلبية للتکنولوجيا على المجتمع تقليل التّواصل الفعلي بين الأفراد؛ حيثُ حلّت المکالمات الهاتفية عن بعد والرسائل النصية مکان التواصل الفعلي عن قرب؛ مما أدى لتغيير جذري في مفهوم الترابط والتماسک العائلي القائم على العون والمساعدة. فقد "جلبت لنا الحضارة نمطاً عائلياً جديداً، وغيّرت طرق العمل، والحب والمعيشة، وظهر اقتصاد جديد نتج عنه مشاکل سياسية جديدة، وفي خلفية کل ذلک تبدّل وعي الإنسان"([23]).

 وعلى ذلک، فإن الفنان الذي يستطيع التعلم عن بعد يفتقد للخبرة المباشرة، والتي يتلقاها الفنان عن أستاذه، کما يفتقد للمشاهدة المباشرة لجماليات المنتج الفني.

 3-التکنولوجيا وأثرها على الفن:

بظهور التکنولوجيا ظهرت أنواع کثيرة من الفنون بمسميات کثيرة، منها:

     ‌أ-  الفن الرقمي (Digital Art):

 "في خضم التحولات التکنولوجية الدراماتيکية في تاريخ الإنسان فتح المجال لتوفير فرص لا حصر لها في مجال الفنون البصرية. فکان الفن الرقمي نتيجة حتمية رافقت ظهور شبکة الإنترنت. وينفذ هذا الفن الأشکال بتوظيف معطيات برمجيات الحاسوب القادرة على معالجة الصور. وينتج الفن الرقمي أشکالًا ثنائية وثلاثية الأبعاد، ويستخدم على نطاق واسع في کل المجالات"([24]).

وقد أثر الفن الرقمي على التصوير التشخيصي؛ حيث إنه يتميز بخلق واقع افتراضي مميز يضيف للعمل الفني نوع من الخيال العلمي أحيانًا يصعب تکوينه بصورة سلسة في التصوير الزيتي،

رسومات حاسوبية: (Computer graphics)

هو مصطلح يشير إلى بيانات صورية تم إنشاؤها بواسطة الحاسوب وبالتحديد عبر مساعدة من الأجهزة الرسومية المتخصصة والبرمجيات. وتمثل الرسوميات الحاسوبية مجالاً واسعاً وحديثاً من علم الحاسوب، والذي يدرس طرق ترکيب ومعالجة المحتوى المرئي. وعلى الرغم من أن المصطلح غالبا ما يشير إلى الرسومات ثلاثية البعد، فإنها تضم أيضاً الرسومات ثنائية البعد ومعالجة الصور"([25])، کما في شکل رقم (4):

 

شکل رقم (4)

فن الحاسوب وفيه يظهر استخدام خالص للحاسوب دون تدخل بشري في العمل الفني.

   ‌ب-        الرسوم المتحرکة:( animation)

إن الرسوم المتحرکة أو الأنيميشن هو عرض سريع لتتابع من الصور ثنائية البعد أو الصور ثلاثية الأبعاد؛ لإيجاد إيحاء بالحرکة. والتحريک هو خداع بصري للحرکة يحدث بسبب ظاهرة استمرار بقاء الرؤية، ويمکن صنع وعرض الصور المتحرکة بطرق متعددة."([26]).

وهناک فرق بين الرسوم المتحرکة (Animation) وبين الکارتون (Carton)، فالأول: خاص بالمدرسة اليابانية ويطلق عليه (الأنمي) أو (کومکس) أو (المانجا)، والمانجا باللغة اليابانية تعني "الرسوم الهزلية"، والکوميدية ​​في اليابان، وهي ببساطة أروع ظاهرة لنشر وحوش متعددة الأوجه تعجب الصغار والکبار. أما الرسوم المتحرکة الغربية، مثل: أفلام والت ديزني المعروفة بشخصياتها الکاريکاتورية"([27]).

    ‌ج-        الفن التفاعلي: (Interactive art):

"هو شکل من أشکال الفن الذي يشارک فيه المشاهد بطريقة تحقق الهدف والغرض من هذا الفن، وفيه بعض الترکيبات الفنية التفاعلية، وهي تحقق ذلک من خلال السماح للمشاهد أو الزائر (بالسير) في کل اتجاه؛ والبعض الآخر يطلب من الفنان أو المشاهد أن يصبح جزءاً من العمل الفني"([28]).

البوب أرت: (Pop Art)

"حرکة فنية بصرية ظهرت في منتصف عام 1950 في بريطانيا، وانتقلت في أواخر عام 1950 إلى الولايات المتحدة". وکلمة "بوب" هي اختصار لکلمة (popular) الإنجليزية، وتعني: الشائع أو الدارج أو الجماهيري. واحتوت مجالات فنية مختلفة،مثل: الموسيقى ،والسينما، والأزياء، والفنون البلاستيکية"([29]).

حيث إنه "بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية، سادت أوروبا والولايات المتحدة وسائل الدعاية والإعلانات بشکل مکثف، وتکونت لغة جديدة قوامها الصور المرئية والرموز والإعلانات الاستهلاکية التي أصبحت جزءاً من الحياة اليومية لمجتمع الاستهلاک والوفرة"([30])،فبدأ الظهور فن البوب ليواکب السرعة وثقافة الجماهير المتأثرة بالإعلانات والسينما. ومن الجدير بالذکر أن کثير من الفنانين الذين انتهجوا هذا النوع من الفن اشتغلوا کمصممي ورسامي إعلانات؛ لأنهم يستخدمون ألواناً براقة وشاشات للطباعة. ومن أهم فنانين هذه المرحلة (أندي وارهول Andy Warhol)(*).

وتعد "التکنولوجيا انعکاساً لطريقة حياة الإنسان في کل عصر من العصور؛ حيث إنها أسلوب وطريقة حياة المجتمع في زمن معين، وهي التطبيق العلمي للاکتشافات العلمية والاختراعات والتي تنتج من البحث العلمي والتجربة، وهي ترشيد واستغلال الموارد الطبيعية وخلافه لتغطي احتياجات الإنسان" ([31]).

وقد وجدت "التکنولوجيا منذ فجر التاريخ ومع حياة الإنسان الأولى على الأرض، فبوجود الإنسان وجدت التکنولوجيا، وبتطور حياة الإنسان منذ البداية حتى الآن استطاع التوصل إلى درجة لم يسبق لها مثيل في استخدام الفکر والتکنولوجيا ونتائجهما من الآلات والأدوات والأجهزة في شتى المجالات."([32]).

ثالثاً: التشخيص والعوامل المؤثرة عليه:

"إن البيئة والطبيعة تثير في الفنان الإحساس والخيال، فالمتأمل في التراث البشري الهائل يرى کيف ترجم الفنان البيئة والطبيعة من خلال کشفه للعلاقات والمتوافقات والتباينات. فقد بدأ هذا الحوار بين الفنان والبيئة والطبيعة منذ الفنان البدائي"([33])، على أن التشخيص الفني يمکن القول بأنه تأثر ومازال يتأثر بعوامل عدة، أولها البيئة، غير أن الجغرافيا والثقافة والمجتمع کلها عوامل لا يمکن إهمال أثرها على الفن- عمومًا- وعلى التشخيص الفني بصفة خاصة، لذا وجب أن نتناول کل عامل من هذه العوامل على حدة؛ لنبين علاقته وأثره على التشخيص الفني.

1-  مفهوم البيئة:

يتفق الخبراء والمختصون المعنيون بأن علم البيئية يحتل في الوقت الحالي حيزًا هامًا بين العلوم الأساسية والتطبيقية والإنسانية. "ولعل من أهم ما دعا الإنسان المعاصر إلى النظر إلى علوم البيئية بهذه الجدية هي التفاعلات المختلفة بين أنشطة التنمية والبيئة، والتي تجاوزت الحدود المحلية إلى الحدود الإقليمية والعالمية، وأصبح الإنسان ينظر الى هذه المستجدات کمشاکل عالمية لا تستطيع الدول، إلا مجتمعة، أن تضع الأطر والحلول المناسبة لها"([34]).

"علمًا بأن مؤتمر الأمم المتحدة للبيئة البشرية في ستکهولم عام 1972 أعطى لقضية البيئة فهمًا واسعًا، بحيث أصبحت تدل على أکثر من مجرد عناصر طبيعية (ماء، وهواء، وتربة، ومعادن، ومصادر للطاقة، ونباتات، وحيوانات)، وإنما جعلها بمثابة رصيد من الموارد المادية والاجتماعية المتاحة في وقت ما وفي مکان ما لإشباع حاجات الإنسان وتطلعاته"([35]).

ويعرف علم البيئة بأنه: العلم الذي يبحث في علاقة العوامل الحية (من حيوانات، ونباتات، وکائنات دقيقة) مع بعضها بعضاً، ومع العوامل غير الحية المحيطة بها، وهو معني بدراسة وضع الکائن الحي في موقعه، فضلًا عن محيطه الفضائي. "ويحاول علم البيئة الإجابة عن بعض التساؤلات، ومنها: کيف تعمل الطبيعة؟ وکيف تتعامل الکائنات الحية مع الأحياء الآخرى أو مع الوسط المحيط بها سواء الکيميائي أو الطبيعي؟ وهذا الوسط يطلق عليه النظام البيئي، الذي نجد أنه يتکون من مکونات حية وأخرى جامدة، إذاً فعلم البيئة هو دراسة الکائنات الحية وعلاقتها بما حولها وتأثيرها على علاقتنا بالأرض"([36]).

2- التشخيص الفني والأثر البيئي:

إن "البيئة لا تعني شيئًا واحدًا ثابتًا بالنسبة لجميع الفنانين، فالبيئة ذات مظاهر متغيرة ومتعددة، وما شاهده الفنان فيها ويتأثر به، هو نتاج التفاعل بين الفنان والبيئة، ويبدو ذلک واضحاً في أسلوب التعبير الفني المميز لشخصيته"([37]).

و"لقد نشأ الفن في بوتقة البيئة؛ حيث تفاعل معها الفنان سلبًا وإيجابًا، فکان هذا التأثير متبادلاً"([38]).

"فالإنسان محور الکون، وهو جزء منه، وعليه أن يتعايش مع البيئة والطبيعة والمخلوقات بمقدار مالها وما بها، فقد سخرها الله لمنفعته وراحته، ومن هنا اتجه الفنان بکيانه وأفکاره ليعبر عن البيئة والطبيعة بکل ما تحتويه من ظاهر وغامض"([39]).

وتعرف البيئة أيضا بأنها: "الظروف والأوضاع التي تؤثر في نشاط الکائن الحي بحيث تنميه وتقويه، أو تعترض سبيله، أو تحبطه"([40]).

إن البيئة هي العامل الرئيسي المؤثر على التشخيص، فالبيئة الصحراوية تختلف عن البيئة الساحلية مثلًا في مکوناتها، ومن ثم فإن نتاج التشخيص في الأولى يختلف عن نتاج التشخيص في الثانية، ولا شک أن عوامل بناء البيئة الطبيعية عديدة، بعضها محسوس وملموس؛ کالهواء والأرض والکائنات الحية التي بها الحياة متضائلة في الحجم إلى ما دون الرؤية بالعين المجردة، وتتعاظم في العدد إلى حد العجز عن حصرها، ومن النباتات ما هو ذو حجم مجهري أو في حجم جمل".

ويعرف (تين) البيئة بأنها: "الحقيقة الجغرافية والاقتصادية والثقافية، فطبيعة المکان والمناخ لها تأثير على الأعمال الفنية، فکل بلد يتميز بمناخ يختلف عن غيره من البلاد الأخرى، کما يختلف بالنسبة لطبيعة المکان"([41]).

وهي أيضاً: "کل العوامل والظروف التي تحيط بالکائن الحي ولها قدرة التأثير عليه، ولها صفة الدوام أو الاستمرارية، وإذا کانت البيئة تتألف من شقين أساسين، هما: (العناصر الطبيعية)، و(المکونات الثقافية) من عادات وتقاليد وتراث حضاري، فإن المکونات الطبيعية جزء ثقافي أمدتنا به الطبيعة نسعى في التعرف عليه، فهو يؤثر في خبراتنا ونتأثر به" ([42]).

"إن مدرکات البيئة الطبيعية بصريا تمثل خبرة بصرية للإنسان، حيث تمثل هذه المدرکات الخبرة الثقافية التي يکتسبها من البيئة؛ ولذلک فإن للبيئة بعد ثقافي يؤثر فيها وتتأثر به، ويتأثر الإنسان بالبيئتين الطبيعية والحضرية معاً، فالسهول والوديان والصحاري والجبال والأنهار والبحار والغابات والمناخ والثورة الطبيعية والموقع الجغرافي تؤثر في لغته، ونبرة صوته، ولون بشرته، وعينه، وشعره، وفي أساطيره، ودياناته، وفي ملکاته العقلية، وفي فکره وفلسفته، وفي أدبه وموسيقاه، وفي رسمه وتصويره"([43]).

3- التشخيص الفني والموقع الجغرافي:

يرتبط نشأة الفن في مصر ارتباطًا وثيقًا بعوامل البيئة الجغرافية، ومن أهم مصدر المعيشة والحياة في مصر نهر النيل، حيث قامت الحضارات على ضفاف النيل وفي جنوب مصر.

ومصر ذات الموقع الجغرافي المميز بين دول العالم، ذلک الموقع الذي أدى إلى تنوع البيئات فيها أيضًا، واختلاف البيئات في مصر هو العامل الذي أدى إلى تنوع الفن التشخيصي فيها، وسواء ذلک کان في الحضارات القديمة أو في العصر الحديث، فالبيئة الساحلية مثلًا في الإسکندرية في العصور الوسطى احتاجت إلى بناء القلاع والحصون بسبب کثرة الحروب والغزاة على مصر، مثل: "قلعة قايتباي" التي مازالت قائمة في نهاية جزيرة فاروس أقصى غرب الإسکندرية منذ تاريخ إنشائها عام 884هـ، حيث أقيمت على أطلال فنار الإسکندرية الذي هدمه زلزال مدمر عام 702 ه"([44]).

وفي العصر الحديث يتأثر الفنان بالبيئة ونوعها من حيث موقعها الجغرافي، فالفنان في البيئة الساحلية يتأثر بوجود البحر، فمعظم أعماله تجد فيها جو صيد من مراکب وأسماک وميناء.

4- التشخيص الفني والعامل الثقافي:

  • ·     معنى الثقافة:

 "تعني: الفطنة، والذکاء، وسرعة الفهم، والتعلم، والتمکن من الشيء، وإدراکه التقويم والإصلاح"([45])، وهي طريقة الحياة السائدة في المجتمع بجوانبها المادية والمعنوية الذي أوجدها الإنسان عبر تاريخه الطويل.

  • ·     بعض تعريفات الثقافة:

الثقافة هي کل ما صنعته يد الإنسان، وأنتجه فکره، فهي تختلف من مجتمع إلى آخر، وعن طريقها يحاول کل مجتمع أن يحافظ على کيانه، ويضمن لنفسه الاستقرار والتقدم والرقي.

و"لقد شهدت مصر عبر تاريخها البعيد تعاقب حضارات على أرضها خلفت وراءها أنماطاً من الثقافات المتعددة، والتي أصبحت بدورها المکون الفکري في البناء الاجتماعي، والتي تظهر الرؤية العامة للمجتمع المصري لکل فترة من فترات تاريخية"([46]).

"فالفن في ذاته وعلى اختلاف صوره مرآة للثقافة، بل أحد دعائمها وأهم وسائل نشرها، فهو دليل على ما وصلت إليه أمة من تحضر"([47]).

"والفن وهو يصنع التراث إنما في الحقيقة يکشف عن الهوية الثقافية للأمة والتي من دونها تضمحل وتتفکک داخليا"([48]).

ويمکن إجمال العوامل الثقافية المؤثرة على التشخيص في علاقة المنتج الفني بکل من العوامل الأربعة التالية:

أ- نشأة الفنان:

يختلف التشخيص باختلاف نشأة الفنان؛ ويعتمد ذلک على الاتجاهات الفنية التي درس فيها الفنان في مراحل تکوينها المختلفة.

ب- ثقافة الفنان الشخصية:

تختلف قدرة الفنان على التشخيص باختلاف ثقافته والثقافات الأخرى التي اطلع عليها؛ ولذا نجد أن التشخيص لدى الفنان الدارس للفن يختلف عن التشخيص لدى الفنان التلقائي، کما أن التشخيص لدى الفنان المطلع على ثقافات وفنون الدول الأخرى يختلف عن الفنان المکتفي بالثقافتين المحلية والقومية.

ج- البيئة المحيطة:

للبيئة المحيطة أثر کبير على رؤية الفنان، ومن ثم لها أثرها على إنتاجه الفني من التشخيص؛ ففنان البيئة الصحراوية يختلف کلية عن فنان البيئة الزراعية مثلًا.

د- رؤية الفنان:

 ونجد أنه عندما يتساوى فنانان من حيث النشأة والثقافة والتربية في نفس البيئة، فإن الفيصل في هذه اللحظة رؤية الفنان؛ حيث تختلف الذائقة حسب الفروق الفردية والعوامل النفسية، فالفن مثل البصمة الشخصية من المستحيل أن يتشابه فيه اثنان.

5-التشخيص الفني والأثر المجتمعي:

 لقد أثرت العوامل الاجتماعية على الفن عمومًا وعلى التشخيص بصفة خاصة، فقد تمتع المصريون القدماء مثلًا بفترات طويلة من الاستقرار، ونعموا بسنوات هادئة بعيداً عن الصراعات والحروب التي انشغلت بها بعض الحضارات القديمة، وهذا الأمر انعکس على تمتعهم بحياة هادئة جعلتهم متفرغين بشکل أکبر للإبداع والابتکار، فقد مثلت الأسطح المختلفة بالنسبة إليهم مساحات مختلفة للرسم والنقش، سواء کانت أسطح جدران المعابد والمنازل أو أوراق البردي أو الأحجار والصخور الضخمة. ووصل بهم الأمر إلى التشخيص على توابيت الدفن والتي عثر عليها في المقابر.

نتائج البحث:

من خلال الإطار النظري للبحث يمکن استخلاص النتائج التالية:

  • أن التشخيص في علاقة تبادلية مع کل المکونات من حوله، وفي الحقيقة إن التشخيص حي طالما أن الإنسان حي.
  • التشخيص جاء مع بدايات الإنسان، وتطور مع تطوره وما زال في طريق التطور.
  • أن التشخيص الفني مر بمراحل متعددة، أهم ما يميز تلک المراحل التاريخية أن التشخيص استفاد ومازال يحاول أن يستفيد من کل المکونات المتواجدة في الطبيعة، بل وأيضًا المکونات المستحدثة، فما من شيء يستحدث أو يشتق إلا ونجد أن التشخيص وعوالمه تستفيد من ذلک خير فائدة. وقد يتطور الأمر إلى أن يصل التشخيص لمزج القديم بالحديث مثلما يحدث في المعارض الافتراضية، والتي تقوم بعمل تتابعي للوحات الفنان مع حرکة شخصيات تلک اللوحات.


([1]) جان برتليمي: بحث في علم الجمال ترجمة: أنور عبد العزيز، دار نهضة مصر، القاهرة،(1970)، ص35.

([2]) زکريا إبراهيم: مشکلة الفن، مکتبة مصر، القاهرة، بدون سنة النشر، ص14.

([3]) توماس مونرو: التطور في الفنون، ترجمة: عبد العزيز توفيق جاويد (وآخرون)، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، ج3، (2014)، ص258.

([4]) مجدي وهبة، کامل المهندس: مجمع المصطلحات العربية في اللغة والأدب، مکتبة لبنان، الطبعة الثانية (1984)، ص81.

([5]) حصة سجمي محمد السباعي: أسلوب التشخيص في الشعر نازک الملائکة، مصدر سابق، ص9.

([6]) محمد مصطفى أبو شوارب، أحمد محمد المصري: قطوف بلاغية، دار الوفاء، الإسکندرية، ط1، (2006)، ص123.

([7]) أميرة حلمي مطر: مدخل إلى علم الجمال وفلسفة الفن، دار التنوير، القاهرة، (2013) ص31.

([8]) السيرجون.ا.هامرتن: تاريخ العالم، ترجمة: وزارة المعارف، النهضة المصرية، المجلد الأول، (1849م)، ص 156.

([9]) محسن عطية: جذور الفن: دار المعارف، مصر، (1994)، ص14.

([10]) حکمت محمد برکات: التذوق وتاريخ الفن (الفن المصري القديم)، دار الکتب المصرية، القاهرة، (1990)، ص 10.

([11]) مختار العطار: آفاق الفن التشکيلى على مشارف القرن الحادي والعشرين، دار الشروق، القاهرة، ط1، ( 2000م)، ص 25.

(*) ماکس جينسبرج Max Ginsburg)): هو فنان معاصر مواليد 1931م في باريس عاش طوال حياته في نيويورک التي استوحى من الحياة الاجتماعية هناک أغلب أعماله، وکان له شغف کبير في الفن منذ الصغر، وقد درس في العديد من مدارس الفن، وتعلم أيضاً على يد الفنان: (إبراهام جينسبرج).

([12]) https://ar.wikipedia.org/wiki

https://ar.wikipedia.org/wiki([13])

([14]) مختار العطار: آفاق الفن التشکيلي، مصدر سابق، ص28.

(*) إيوان أوغلو: ولد عام 1932 في لندن. عندما کان طفلاً، عاش في تولس هيل في جنوب لندن، حيث کان والده محاسبًا. ذهب Aglow إلى مدرسة القواعد المحلية في Tulles Hill، مدرسة ستراند. بعد ذلک درس في مدرسة کامبرويل للفنون 1948- 1950، وخلال وقت الطلاب کامبرويل درس نحت فنانين، مثل: فکتور باسموري، لورانس غوينغ، جون مينتون.

([15]) https://paintingperceptions.com/euan- uglow/

([16])مختار العطار: آفاق الفن التشکيلي علي مشارف القرن الحادي والعشرين، مرجع سابق، ص29.

(*) ألفريد لزيلي: هو رسام ومخرج أمريکي مواليد 1927 في ذا برونکس، نيويورک، يعد تجريدياً في بداياته، ولکن اتجه إلى الواقعية في الستينيات من خلال أعماله في صناعة السنيما والتصوير الفوتوغرافي، وأصبح لاعباً أساسياً في المشهد الفني بالمدينة خلال الخمسينيات بعد دراسته في جامعة نيويورک ورابطة طلاب الفنون.

([17]) أحلام يحيى فکري: التعبير عن الوجه الإنساني في التصوير المعاصر، الهيئة العامة للکتاب، القاهرة، (2013م)، ص 91.

([18])سامي أحمد إبراهيم أبو العزم: المفاهيم الفنية والفلسفية للتشخيص الواقعي المعاصر کمدخل لإثراء التعبير في التصوير، رسالة دکتوراه، جامعة حلوان، تربية فنية، (2008م)، ص 120.

([19]) https://www.meisterdrucke.ae/artist

([20]) مختار العطار: الفن والحداثة بين الأمس واليوم، مصدر سابق، ص 18، 19.

(*)هنري ماتيس: عاش (1869-1954 م) هو رسّام فرنسي. من کبار أساتذة المدرسة الوحشية (fauvisme)، تفوق في أعماله على أقرانه، استعمل تدريجات واسعة من الألوان المنتظمة في أعماله.

([21]) أحمد محمد الأباصيري: النظريات العلمية والتکنولوجية في القرن الحادي والعشرين والإفادة منها في النحت المعاصر، رسالة ماجستير، تربية نوعية، جامعة المنصورة،2012، ص 46.

([22]) المعاجم التکنولوجية التخصصية: معجم العمارة وإنشاء المباني، 1986، ص954.

اطّلع عليه بتاريخ 30- 4- 2020 http://alrai.com/article/655951.html. ([23])

([24] )بلاسم محمد، سليم جبار: الفن المعاصر أساليبه واتجاهاته، مکتب الفتح، بغداد، 2015م، ص 152.

([25]) University of Washington History: William Fetter (retrieved 2012/04/20) 

 ([26]) https://web.archive.org/web/20190526095736

 ([28]) بلاسم محمد، سليم جبار: الفن المعاصر أساليبه واتجاهاته، مصدر سابق، ص 158.

Ian Chilvers: The Oxford Dicctionary of Art,op.cit. p394([29])

([30] ) سامي أحمد إبراهيم أبو العزم: المفاهيم الفنية والفلسفية للتشخيص الواقعي المعاصر کمدخل لإثراء التعبيرفي التصوير، مصدر سابق، ص 85.

(*) أندي وارهول: (1928_1987)، "کان فنانًا أمريکيًّا يعد من أشهر فناني الولايات المتحدة للنصف الثاني من القرن 20، وکان رساماً يقوم بالطباعة بالشاشة الحريرية، کما کان صانع أفلام مرتبطاً بحرکة فن البوب في الولايات المتحدة".

([31]) شرهان رضا السيد: تکنولوجيا الضوء في النحت المعاصر، رسالة ماجستير، جامعة حلوان، تربية فنية، (2009)، ص 46.

([32]) أحمد محمد الأباصيري: النظريات العلمية والتکنولوجية في القرن الحادي والعشرين والإفادة منها في النحت المعاصر، رسالة ماجستير، جامعة المنصورة، تربية نوعية، (2012)، ص 45.

([33])سعد السيد سعد العبد: التأمل الصوفي للطبيعة لإثراء الجوانب الإبداعية في فن الرسم، رسالة ماجستير، جامعة حلوان کلية التربية الفنية، (1998)، ص26.

([34])علياء حاتوغ، بوران ومحمد حمدان أبو دية: علم البيئة، دار الشروق، عمان، (1994م)، ص 5.

([35]) رشيد الحمد، ومحمد صباريني: البيئة ومشکلاتها، عالم المعرفة، الکويت(1979م)، ص 24.

([36]) http://ar.wikipedia.org

([37])عبد الناصر محمود: سمات البيئة المصرية في التصوير الغربي والمصري الحديث، رسالة ماجستير، جامعة حلوان، کلية التربية الفنية (1998م)، ص18.

([38])منير محمد سمير: إسهام البيئة والخزاف في تشکيل کل منها الآخر، بحث منشور المؤتمر العلمي الخامس، جامعة حلوان، کلية التربية الفنية، (1994)، ص57.

([39])سعد السيد سعد العبد:التأمل الصوفي للطبيعة لإثراء الجوانب الإبداعية في فن الرسم، مرجع سابق، ص 22.

([40]) Dewey: Democracy and education ,An introduction To The Philosophy of Education ,New York ,The Macmillan Company,1975,p.12- 19

([41])محفوظ صليب بسطوروس: دراسة البعد البيئي في نماذج من أعمال فن النحت منذ أواخر الستينات، بحث منشور، المؤتمر العلمي الخامس، جامعة حلوان، کلية التربية الفنية، (1994)، ص51.

([42])مدحت السيد حسين: دور البيئة في توظيف اللون في التعبير، رسالة ماجستير، جامعة حلوان، تربية فنية، ص48.

([43]) جمال حمدان: شخصية مصر، ج1، عالم الکتب، 1984، ص 1.

)[44]( https://arabic.cnn.com/travel/article/2020/10/23/citadel-qaitbay-alexandria-egypt

([45]) ابن منظور: لسان العرب، المجلد الأول، دار المعارف، مصر، الجزء التاسع، (2007)، ص492.

([46]) إيناس أحمد عزت: البيئة والتراث في إنتاج المصورات المصريات، رسالة ماجستير، جامعة حلوان، تربية فنية،(2000م)، ص91.

([47]) محمود البسيوني: الفن وتربية الوجدان، دار المعارف، القاهرة، (1981م)، ص39.

([48]) إکرام ضياء العمري: التراث والمعاصرة، کتاب الأمة، قطر، العدد 10، (2015)، ص35.

  1. المراجع

    1. جان برتليمي: بحث في علم الجمال ترجمة: أنور عبد العزيز، دار نهضة مصر، القاهرة،(1970).
    2. زکريا إبراهيم: مشکلة الفن، مکتبة مصر، القاهرة، بدون سنة النشر.
    3. توماس مونرو: التطور في الفنون، ترجمة: عبد العزيز توفيق جاويد (وآخرون)، الهيئة العامة لقصور الثقافة، القاهرة، ج3، (2014).
    4. مجدي وهبة، کامل المهندس: مجمع المصطلحات العربية في اللغة والأدب، مکتبة لبنان، الطبعة الثانية (1984).
    5. محمد مصطفى أبو شوارب، أحمد محمد المصري: قطوف بلاغية، دار الوفاء، الإسکندرية، ط1، (2006).
    6. أميرة حلمي مطر: مدخل إلى علم الجمال وفلسفة الفن، دار التنوير، القاهرة، (2013).
    7. السيرجون.ا.هامرتن: تاريخ العالم، ترجمة: وزارة المعارف، النهضة المصرية، المجلد الأول، (1849م.
    8. محسن عطية: جذور الفن: دار المعارف، مصر، (1994).
    9. حکمت محمد برکات: التذوق وتاريخ الفن (الفن المصري القديم)، دار الکتب المصرية، القاهرة، (1990).

    10. مختار العطار: آفاق الفن التشکيلى على مشارف القرن الحادي والعشرين، دار الشروق، القاهرة، ط1، ( 2000م).

    11. أحلام يحيى فکري: التعبير عن الوجه الإنساني في التصوير المعاصر، الهيئة العامة للکتاب، القاهرة، (2013م)،

    12. سامي أحمد إبراهيم أبو العزم: المفاهيم الفنية والفلسفية للتشخيص الواقعي المعاصر کمدخل لإثراء التعبير في التصوير، رسالة دکتوراه، جامعة حلوان، تربية فنية، (2008م).

    13. أحمد محمد الأباصيري: النظريات العلمية والتکنولوجية في القرن الحادي والعشرين والإفادة منها في النحت المعاصر، رسالة ماجستير، تربية نوعية، جامعة المنصورة،2012.

    1. 14.  المعاجم التکنولوجية التخصصية: معجم العمارة وإنشاء المباني، 1986.
    2. 15.  بلاسم محمد، سليم جبار: الفن المعاصر أساليبه واتجاهاته، مکتب الفتح، بغداد، 2015م، ص 152.
    3. 16.  شرهان رضا السيد: تکنولوجيا الضوء في النحت المعاصر، رسالة ماجستير، جامعة حلوان، تربية فنية، (2009)،.
    4. 17.  أحمد محمد الأباصيري: النظريات العلمية والتکنولوجية في القرن الحادي والعشرين والإفادة منها في النحت المعاصر، رسالة ماجستير، جامعة المنصورة، تربية نوعية، (2012).
    5. 18.  سعد السيد سعد العبد: التأمل الصوفي للطبيعة لإثراء الجوانب الإبداعية في فن الرسم، رسالة ماجستير، جامعة حلوان کلية التربية الفنية، (1998).
    6. 19.  علياء حاتوغ، بوران ومحمد حمدان أبو دية: علم البيئة، دار الشروق، عمان، (1994م)،.
    7. 20.  رشيد الحمد، ومحمد صباريني: البيئة ومشکلاتها، عالم المعرفة، الکويت(1979م).
    8. 21.  عبد الناصر محمود: سمات البيئة المصرية في التصوير الغربي والمصري الحديث، رسالة ماجستير، جامعة حلوان، کلية التربية الفنية (1998م).
    9. 22.  منير محمد سمير: إسهام البيئة والخزاف في تشکيل کل منها الآخر، بحث منشور المؤتمر العلمي الخامس، جامعة حلوان، کلية التربية الفنية، (1994).
    10. 23.  سعد السيد سعد العبد:التأمل الصوفي للطبيعة لإثراء الجوانب الإبداعية في فن الرسم، مرجع سابق،.
    11. 24.  محفوظ صليب بسطوروس: دراسة البعد البيئي في نماذج من أعمال فن النحت منذ أواخر الستينات، بحث منشور، المؤتمر العلمي الخامس، جامعة حلوان، کلية التربية الفنية، (1994).
    12. 25.  مدحت السيد حسين: دور البيئة في توظيف اللون في التعبير، رسالة ماجستير، جامعة حلوان، تربية فنية، ص48.
    13. 26.  جمال حمدان: شخصية مصر، ج1، عالم الکتب، 1984.
    14. 27.  ابن منظور: لسان العرب، المجلد الأول، دار المعارف، مصر، الجزء التاسع، (2007).
    15. 28.  إيناس أحمد عزت: البيئة والتراث في إنتاج المصورات المصريات، رسالة ماجستير، جامعة حلوان، تربية فنية،(2000م).
    16. 29.  محمود البسيوني: الفن وتربية الوجدان، دار المعارف، القاهرة، (1981م).
    17. 30.  إکرام ضياء العمري: التراث والمعاصرة، کتاب الأمة، قطر، العدد 10، (2015).
      1. https://ar.wikipedia.org/wiki
      2. https://ar.wikipedia.org/wiki
      3. https://paintingperceptions.com/euan- uglow/
      4. https://www.meisterdrucke.ae/artist
      5. http://alrai.com/article/655951.html. اطّلع عليه بتاريخ 30- 4- 2020
      6. University of Washington History: William Fetter (retrieved 2012/04/20) 
      7. https://web.archive.org/web/20190526095736
      8. https://books.google.com.eg/books?id=YqcNAQAAMAA
      9. Ian Chilvers: The Oxford Dicctionary of Art,op.cit. (39)
      10. Dewey: Democracy and education ,An introduction To The Philosophy of Education ,New York ,The Macmillan Company,1975
      11. http://ar.wikipedia.org
      12. ) https://arabic.cnn.com/travel/article/2020/10/23/citadel-qaitbay-alexandria-egypt