الأبعاد الجمالية لمختارات من أعمال فناني الاتجاه التکعيبي وعلاقتها بالمشغولة الخشبية

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

جامعه المنصورة-کلية التربية النوعية-فرع ميت غمر

المستخلص

استهدف البحث إلقاء الضوء على مجال الأخشاب باعتباره من أقدم المجالات التطبيقية التي عرفها الإنسان فمنذ بداية الخليقة والأخشاب تحيط بالإنسان، وما زالت الأخشاب جذوعها وفروعها من أهم مواد التقدم الصناعي في عصرنا الحديث، فلم تُعد المشغولة الخشبية اسماً لأسلوب صناعي وتقني فقط أو عنواناً لأشياء تُصنع من الخشب أو رمزاً للمنشار والفارة والشاکوش بقدر ما أصبحت اليوم فناً تشکيلياً مثله مثل الفنون الأخرى، بما تحمله من مقومات وأسس وعناصر الفن. ومما لا شک فيه إن مفهوم الفن ذاته قد أخذ اتجاه مختلف أيضاً مما أحدث تغيرات فکرية ونفسية وفنية من خلال الرؤية الجديدة لبنية الفن شکلاً ومضموناً مما أعطى شکل المشغولة الخشبية وتصميماتها حلولاً ذات دلالات فنية وابتکارية تؤکد مدى دور وأهمية المفاهيم الحديثة في الفن وارتباطها بمعالجات أشغال الخشب کأحد أفرع مجالات الفنون التشکيلية. کما استهدف البحث رصد الأبعاد الجمالية في أعمال بعض فناني المدرسة التکعيبية. الاستفادة من منهج وأسلوب بعض فناني الاتجاه التکعيبي في استحداث صياغات تشکيلية مبتکرة لمشغولة الخشب. إيجاد منطلق فکرى جديد من خلال إدخال نمط تشکيلي جديد للمشغولة الخشبية معتمداً على الأسلوب التکعيبي. ونوصل البحث الى نتيجة هامة وهي: أن الاحساس الجمالي يتوقف علي مستوي النمو الثقافي من حيث البساطة والتعقيد في المشغولة الخشبية القائمة على الاستلهام من أعمال الاتجاه التکعيبي.

الكلمات الرئيسية

الموضوعات الرئيسية


خلفية البحث:

تُعد التربية الفنية من المجالات التي تهدف إلى تنمية المهارات داخل التخصصات الفنية المختلفة، وذلک عن طريق الممارسة والتجريب واللذان بدورهماً يهدفان إلى تنمية الحس الجمالي والرؤية البصرية وکذلک الجانب الابتکاري لدى ممارس الفن.

فمن أهم التخصصات في مجال التربية الفنية التي تًکسب ممارس الفن مهارة، هي مجال أشغال الخشب لما يحمله من أساليب تشکيلية ومعالجات سطحية داخل المشغولة الخشبية التي تتوائم مع العملية التعليمية وأهداف التربية الفنية

فمجال الأخشاب من أقدم المجالات التطبيقية التي عرفها الإنسان فمنذ بداية الخليقة والأخشاب تحيط بالإنسان، وما زالت الأخشاب جذوعها وفروعها من أهم مواد التقدم الصناعي في عصرنا الحديث، فلم تُعد المشغولة الخشبية اسماً لأسلوب صناعي وتقني فقط أو عنواناً لأشياء تُصنع من الخشب أو رمزاً للمنشار والفارة والشاکوش بقدر ما أصبحت اليوم فناً تشکيلياً مثله مثل الفنون الأخرى، بما تحمله من مقومات وأسس وعناصر الفن([1])

ومما لا شک فيه إن مفهوم الفن ذاته قد أخذ اتجاه مختلف أيضاً مما أحدث تغيرات فکرية ونفسية وفنية من خلال الرؤية الجديدة لبنية الفن شکلاً ومضموناً مما أعطى شکل المشغولة الخشبية وتصميماتها حلولاً ذات دلالات فنية وابتکارية تؤکد مدى دور وأهمية المفاهيم الحديثة في الفن وارتباطها بمعالجات أشغال الخشب کأحد أفرع مجالات الفنون التشکيلية.

وفى مطلع القرن العشرين انطلق الفن الحديث بفلسفته ورؤيته المختلفة عما سبق لشکل الفن عامة، وفى ظل ما يحدث من تحولات في الحرکة التشکيلية وشکل العمل الفني ويؤکد البعض على إنه تغير مفهوم الفن وانتقل من الثوابت إلى المتغيرات، وتغيرت الرؤية الفنية وانتقلت من الانتقال والتلقي إلى المشارکة، وتغيرت مواد الفن من الألوان والفرش إلى الأشياء التي توضع کما هي وتلصق.([2])

فدائماً يسعى الفنان للبحث عن تفرد شخصيته ومضى إلى الخروج من الأشکال التي درجت عليها أشغال الخشب في فترات معينة الى رؤية جديدة ويؤکد أحد الباحثين في قولة " سعى الفنان إلى إعادة بناء الأعمال الفنية ليکون تعبيره عن الشکل الفني Artistic form نابع من ديناميکية الطاقة الکامنة والحرکة الداخلية في الأشکال لذا تُشکل قمة التنظيم الشکلي للعناصر، فبات العمل الفني نظام عام يتعامل مع أنظمة تشکيلية تموج بالحرکة داخلها وخارجها. ([3])

وترى الباحثة بالاستناد إلى فکر وفلسفة مدارس الفنون التشکيلية الحديثة وخاصة المدرسة التکعيبية (1908- 1914) التي کان لها دوراً کبيراً في تغير المفاهيم المرتبطة بالفکر التصميمي من حيث الشکل وعناصره البنائية، وکذلک المضمون وعناصره الفکرية. "وتغير نظرة التصميم لبناء الأشکال من الممکن أن يأتي بصياغات تشکيلية جديدة للمشغولة الخشبية فاعتمدت التکعيبية أن الخط الهندسي أساس لکل شکل فاستخدم قنانيها الخط المستقيم والخط الهندسي والخط المنحنى، فکانت الأشکال فيها إما کروية أو أسطواني، وکذلک ظهر المربع والأشکال الهندسية المسطحة في المساحات التي تحيط بالموضوع، وتنوعت المساحات الهندسية في الأشکال تبعاً لتنوع الخطوط والأشکال واتجاهاتها المختلفة" ([4])

فالتکعيبية سعت إلى تحطيم کل ما هو تقليدي فلم تهتم بالواقع ونقله کما هو بأشکاله المعروفة الواضحة إنما تفککه وتکسره وتشوه نظامه المفهوم لتکشف لنا طيات الواقع عن الکسور والتعرجات والتشويهات الکامنة فينا ([5]).

فالتکعيبية من خلال أعمال قنانيها قد تُغير في أسلوب وبناء وتکوين المشغولة الخشبية على اعتبار أن هذا المجال يهتم بالبناء والتشکيل أيضاً، حيث أن المفردات الأولية التي سيستخدمها الفنان في بناء المشغولة قد يکون لها الأهمية الکبرى في تکوين وبناء العمل الفني.

ومن أهم فناني الاتجاه التکعيبي والتي سلکت الحرکة التکعيبية طريقها على يدهما کلاً من بيکاسو وباراک Paplo Picaso (1881 – 1973) Georges Barque (1882- 1963) " فاقتربت أعمالهم لدرجة کبيرة يصعب التمييز بينهما في معالجة الأشکال فنجد لوحة الکمان والباليت لباراک تتشابه بدرجة کبيرة مع لوحة الأکورديون لبيکاسو([6])

وبالرغم من ذلک التشابه في الاتجاه الإ أن کلاً منهما له أسلوبه ومنهجه الخاص ،" فنهج باراک في تصويره للمناظر الطبيعية والأشخاص بإنه انتقل من المساحات المرئية إلى المساحات الملموسة ومضمون ذلک أنه عبر بأسلوبه فى التکعيب عن مجسمات الأشکال و بيکاسو فى معظم لوحاته تقوم على الطبيعة الحية على نظرية التبلور التعدينية " ([7])

التى تقوم على تحليل ودراسة البلورات والعناصر المعدنية وغيرها التى تکون فى معظم الأشکال فى شکل هندسى ، وقام التکعيبيون بإلتزام بعض القواعد الصارمة فى الفن کالقواعد الهندسية والرياضية وذلک لإبراز الموضوع فى رموز هندسية وخطوط ونسب وعلاقات رياضية ([8])

لذا فإن  الهيئات الهندسية قد تساهم فى تشکيل وبناء المشغولة الخشبية بشکل غير تقليدى خاصة من خلال فکر وفلسفات رواد المدرسة التکعيبية.

ويمکن أن تفيد الدراسة فى تطبيقاتها إلى صياغات تشکيلية جديدة فى مشغولات الخشبية ، وقد تکون جمالية أو نفعية أو کلاهما وذلک من خلال الإستفادة من البعد الجمالى فى أعمال بعض فنانى الإتجاه التکعيبى فى مراحل البحث المختلفة ، فمن أولى مراحل التصميم بهدف الإستناد إلى فکرهم.

مواکباً  تحرر أشغال الخشب من قيود الأشکال النمطية والتعامل على إنها من الفنون التطبيقية والخروج إلى الحلول الفنية الإبتکارية ذات الصياغات الجمالية بما تحملة من مضامين وقيم تشکيلية. لتحقيق متغيرات عديدة لتصميم المشغولة الخشبية عن طريق المزج بين أنواع الأخشاب المختلفة والإستناد إلى التقنيات والأصول الصناعية المرتبطة بمجال أشغال الخشب کأساليب القطع المنتظم وغير المنتظم.

مشکلة البحث:

في ضوء العرض السابق يمکن تحديد مشکلة البحث في التساؤل الرئيس التالي:

  • ·        ما امکانية الاستفادة من الأبعاد الجمالية لأعمال الفنانين التکعيبين لإيجاد صياغات تشکيلية مبتکرة لمشغولات الخشب ؟؟

أهداف البحث:

تتحدد أهداف البحث الحالي فيما يلي:

1-  رصد الأبعاد الجمالية فى أعمال بعض فنانى المدرسة التکعيبية.

2-  الإستفادة من منهج وإسلوب بعض فنانى الإتجاه التکعيبي فى إستحداث صياغات تشکيلية مبتکرة لمشغولة الخشب.

3-  إيجاد منطلق فکرى جديد من خلال إدخال  نمط تشکيلى جديد للمشغولة الخشبية معتمداً على الإسلوب التکعيبى.

أهمية البحث:

تمکن أهمية البحث الحالي في النقاط التالية:

  1.  السعى لإيجاد مداخل جديدة واستحداث صياغـات تشکيلية وحلول مستحدثة لبناء مشغولة الخشب .
  2. الإستفادة من فکر وفلسفة  بعض فنانى المدرسة التکعيبية فى إستحداث صياغات تشکيلية للمشغولة الخشبية .
  3. إثراء المجال التعليمى بأسلوب تشکيلى مستمد من فلسفة التکعيبية لبناء مشغولة خشبية مستحدثة.

فروض البحث:

تفترض الباحثة الفروض التالية:

  1. هناک علاقة بين دراسة الأبعاد الجمالية في أعمال فناني الاتجاه التکعيبي واستحداث تصميمات جديدة للمشغولة الخشبية.

مناهج البحث:

تتبع الباحثة المنهج الوصفي التحليلي في الإطار النظري للبحث، وذلک للتحقق من صحة فروض البحث.

الاطار النظري للبحث

أولاً: مفهوم الجمال:

"معنى الجمال ليس أمراً مبتدعاَ أو مصطنعاً، ولا هو يوجد عند بعض البشر دون آخرين،بل أنه متجذر في شتى جوانب التجربة الإنسانية الفردية، ومن قبل هذا في الطبيعة، أو عل الأدق في بعض أنحاء إدراکنا للعالم، وفى التکوين الأساسي للإنسان، وفى تکوين ذهنه وطرائق عمله، وفى الظاهرة الإنسانية عموماً. ومن حيث تجذر المفهوم في منظر الطبيعة الذى نلقاه في کل وقت، فإن فکرة النظام تفرض نفسها على الإدراک وعند الجميع"([9]). فيختلف مفهوم الجمال من شخص لآخر ومن بيئية لآخري ومن عصر لآخر

 

ثانيا: الجمال في العصر الحديث:

أن التعبير في الفن الحديث خضع لمُتغيرات وتحولات کثيرة تحت أثر المتغيرات الاجتماعية والدينية والبيئية والاقتصادية، التي لعبت دوراً هاماً في رؤية الفنان وبالتالي انعکس على انتاجه الفني، وما طرا على التعبير من متغيرات بدت انعکاساته واضحة على التکوين الفني في الرسم الأوربي الحديث، فان فن الحداثة ألغي الکثير من المفاهيم المعروفة واظهار العديد من المفاهيم التي ظهرت بسبب نظم توليدية اشتدت بأثر العالم الصناعي وعملت على اضافة صفة الغموض على اظهار الشکل.

فالجمال في القرن التاسع عشر ، نبذ التعليم کتوسيع للفن ، واستقر على الإمتاع وحده، فکان يقال إن في التمتع بعمل فنى ، نحن ندخل عالماً لا يختلف عن مألوف الواقع فحسب، کما يقال النقاد من أرسطو فصاعداً، بل إنه لا يتصل به شکل ذي مغزى عملي، والعمل الفني الأصيل قد ينطوي على تعليم ،فمن الصعب مثلاً  أن نتصور عملاً أدبياً لا نستفيد منه شيئاً بالمرة ، ولکن التعليم عرضي فحسب ، ولا يتصل قط بقيمته المميزة کفن ، لذلک لذا من ناحية عملية من غير المشروع مطالبة العمل الفني، بنقل التعليم الأخلاقي أو الإيحاء به ، سواء بالوصية أم المثل، فالعمل الفني يجب الا يثمن لأجل أي شيء قد يؤثر في سلوکنا أو حتى موقفناً العام من الحياة، بل يجب أن  يثمن کما يقدمه من متعه جمالية مباشرة فحسب"([10])

فکانت الحاجة الي تخلص التصوير من الاوهام والمحاکاة فالنظرية الشکلية هي واحدة من أحدث النظريات التي تحاول ان تبين أن ما يعده المشاهد فنيا ليس في حقيقته فن على الاطلاق وان معظم الناس يأتون الي الفن من غير الصحيح وبالتالي تفوتهم قيمته، فالنزعة الشکلية تعارض مبدا المحاکاة، فهي تري ان الفن الصحيح منفصل تماما عن الأفعال والموضوعات التي تتألف منها التجربة المعتادة، فالفن لا يمکن أن يوجد في أي مجال آخر من مجالات التجربة البشرية، فالفن إذا شاء أن يکون فناً ينبغي أن يکون مستقلاً مکتفياً بذاته"([11])

فأصبحت الفلسفة الجمالية طريقاً للفن الحديث "فکان الاهتمام بدراسة الظاهرة الجمالية قد اتخذ أشکالاً عدة، إذا أراد البعض أن يجعل منه مجرد دراسة تجريبية للأذواق، بينما أحاله آخرون إلى دراسة سيکولوجية للإبداع الفني والتذوق الجمالي، في حين ربطه بعضهم بالنشاط الحضاري والاجتماعي فقصره على البحث في علاقة الفنان بالجمهور، الا أن أصحاب الفکر الفلسفي قد ظلوا مهتمين بالخبرة الجمالية لذاتها باعتبارها نشاطاً إنسانياً يعبر عن حياة الإنسان، وقدرته الإبداعية، ونزوعه المستمر نحو تجاوز الواقع. وقد رأينا أن اهتمام الفلاسفة لدراسة الظاهرة الجمالة قد سار جنباً إلى جنب مع اهتمامهم بدراسة الکون، ولکن من المؤکد أن العصر الحديث قد شهد تزايداً واضحاً ف هذا الاهتمام، خصوصاً وإن تعددت التيارات الفنية في شتى أنواع الفنون قد عمل على تعارض الاتجاهات الفلسفية في الحکم على دلالة الفن ومضمون الظاهرة الجمالية"([12]).

ثالثا: النظريات العلمية والهندسية والفلسفية التي قامت عليها المدرسة التکعيبية

ظهرت الحرکة التکعيبية وسط فترة من الثورات العظيمة في المجال العلمي في بداية القرن العشرين، نتجت من خلالها مجموعة من النظريات العلمية ادت الي ظهور المدرسة التکعيبية ومنها هذه النظريات: 

أ_ النظريات العلمية والهندسية:

"فقد اهتدت التکعيبية بتأثير التطور الذي قد تحقق في ميدان العلوم الطبيعية شأنها في ذلک شأن العلوم الطبيعية، فقد أفادت التکعيبة من نظريات علماء الرياضيات والهندسة والکيمياء البلورية أمثال وبإنکاريه وبرنسيه وکذلک من طروحات أينشتاين والنظرية النسبية"([13]).

"فقد حدد المصور لوت التکعيبية بقوله (إنها المذهب الذي يعنى ببناء الأشکال على أسس هندسية والذي تتدفقه القدرات الإبداعية من خلال القوانين الرياضية)"([14]).

ومن النظريات العلمية والهندسية:

1- نظرية التبلور التعدينية:

" التي تقوم على ما وصل إليه المشتغلون في التعدين، أن جميع المعادن وحتى الأتربة التي تدخل فيها عناصر معدنية، تأخذ حبيباتها ودقائقها أشکالاً هندسية التکوين، وإلى جانب ذلک ظهرت الفکرة القائلة إن الخط المنکسر يعتبر أقوى تأثيراً من الخط المنحنى في الرسم"([15]).

2ـ النظرية النسبية لأينشتاين:

" قد حطمت العلاقة بين الوقت وبين البعد الرابع الکثير من المسلمات في الأوساط الفکرية، وهذا بالتحديد ما قوى من شوکة التکعيبية، فکل شيء في الکون بما في ذلک الإنسان، هو جزء من بناء رياضي قد نرى أن المادة مکونة من جزئيات وأن من خصائص الجزيئات الشحنة الکهربية والحرکية، ولکن حتى هذه الخصائص هي محض رياضيات وعليه فإن الکون هو أحد خصائصه الأبعاد، تلک الأبعاد التي تجعله محض بناء رياضي"([16])

3ـ نظريات أخرى تقوم على تصوير النواه التشکيلية للمادة:

"وتستند تلک النظريات إلى توازن الأجسام في جميع الأشياء من الجانب المضاد لکل من المخروط والکروي في النواه المکعبة والتکوين الموحد التکعيبي"([17])

ب_ النظريات الفلسفية التي قامت عليها المدرسة التکعيبية:

v    تعمد التکعيبين في سبيل البناء الذى تحدث عنه سيزان ، إلى هندسة صور الطبيعة ،"وفى سبيل هذه الهندسة عادوا إلى فيثاغورس وأسرار العدد  ومن المعلوم أن هذا الفيلسوف الإغريقي ، قد أکتشف أن السُلَم الموسيقى يمکن حسابه رياضياً عن طريق قياس طول الأوتار ، وقد ربط بين الهارمونيکا والرياضة ، واعتبر النسب العددية  سر الجمال ، بل سر نظام الکون کله ، وعلى ذلک لم يکن غرض التکعيبين عندما جزأوا صور الطبيعة ، وشرحوها شرائح ، ولَووَا أشکالها لياً ، لاندماجها في ألحانهم الهندسية ، سوى البحث عن أسرار الجمال ، على أنهم في هذه التجزئة والتشريح کانوا في الوقت نفسه مدفوعين من دون ريب بذلک الإحساس العام بين فناني العصر ، وهو أن الحقيقة شيء خفى يختبئ وراء الصور الظاهرية"([18])

v    کشفت التکعيبية عن مرجعية أفلاطونية، إذ ذکر أفلاطون "إذ استخرجنا من الفنون المختلفة ما تنطوي عليه حساب وقياس، فما الذي يبدو؟ لا شيء على الإطلاق إن الذي قصده بجمال الأشکال لا يعنى ما يفهمه عامة الناس من الجمال في تصوير الکائنات الحية، بل أقصد الخطوط المستقيمة والدوائر والمسطحات والحجوم المکونة منها بواسطة المساطر والزوايا، ويؤکد أفلاطون أن هذه الأشياء ليست جميلة جمالاً نسبياً مثل باقي الأشکال، ولکنها جميلة جمالاً مطلقاً، وبذلک يربط أفلاطون الجمال بالمثال العقلي ويتجلى ذلک بالائتلاف الهندسي "([19])

v    أکد هربرت ريد مقولات أفلاطون حين يقول: "إن نظرية التکعيبية قريبة من نفس النظرية التي دعا إليها أفلاطون، إذ إن الفنان التکعيبي يتناول موضوعة بوصفه نقطة انطلاق ثم يستخلص منه الخطوط المستقيمة والأقواس والمسطحات والأشکال المجسمة، مستخدماً في ذلک المخاريط والمساطر والزوايا"([20])

v    نجحت التکعيبية في "بتأکيد عامل الزمن کبعد جديد يضاف إلى تلک الأبعاد التي يستخدمها المصور في تقديم الحقيقة، والکشف عنها، ومؤدى هذا أن المصور يمکن أن يصور الشيء من عدة أوجه في وقت واحد أکثر من ذلک الوجه المرئي، ولعل التکعيبيون يستندون في هذه إلى نظرية (ديکارت) الفيلسوف الذي يقول إن العين يمکن أن ترى الاشياء من عدة زوايا واتجاهات في وقت واحد، وإن کل النقاط مراکز يمکن استخدامها للملاحظة"([21]) 

v    تأثرت التکعيبية "بفلسفة (کانط) حول الشکل من خلال استقلالية الأشکال، انطلاقا من مقولته (الجمال الخالص في الشکل الخالص)، ولذلک أصبح الشکل عند التکعيبين محملاً بخصائص مشابهة لخصائص اللون، فقد يبرز أو يتوارى، وقد يتکاثر أو يضمحل، فربما شکل غير محدد التفاصيل يتحول إلى دائري لمجرد دخوله ضمن شکل متعدد الأضلاع والزوايا، وربما شکل يبرز أکثر من سواه، يطبع اللوحة کلها بطابعه الخاص"([22]).

والتکعيبيون بالطبع لم يجعلوا من الفن مجرد تطبيق للنسب العادية ، فهذه النسب هي عندهم أشبه بقاعدة البناء ، وليست البناء نفسه الذى يعتمد على وحى الفنان ، وقد استنکر بيکاسو کل هذه النظريات والمرجعيات الفلسفية  وقال " إننا عندما ابتکرنا التکعيبية لم نکن نسعى إلى ابتکار التکعيبية ، وغنما أردنا فقط التعبير عما في أنفسنا ثم أضاف قائلاً: لقد تکرر ذکر الرياضيات وحساب المثلثات والکيمياء والتحليل النفسي والموسيقى ، عند الحديث عن التکعيبية ، رغبة في تيسير فهمها ، ولکن هذا کان مجرد لغو ، وقد أدى إلى نتائج وخيمة ، إذا هو قد شغل الناس بالنظريات ، فأعمتهم  هذه النظريات عن رؤية العمل الفني" ([23])

3_ تأثر الفنانون بالفن الزنجي الإفريقي والفنون البدائية:

لقد تمتع الفن بالتواصل الدائم بين الحضارات حيث يرتبط بعلاقة ما مع ما سبقه وما سياتي بعده من اعمال فنية وظهر ذلک في الفن الحديث حيث توجه الى الفنون البدائية وفنون الحضارات القديمة باحثاً فيها عن اساليب وقيم جديدة تتفق مع اساليب الفن الحديث ، فالتکعيبية قديمة بأفکارها ترجع في القدم الى زمن افلاطون حيث يقول(لا يعنى بجمال الاشکال جمال المخلوقات الحية او الصور بل يعنى به الخطوط المستقيمة والمنحنيات والسطوح والاشکال المجسمة المقدمة عن هذه الاشياء بواسطة المساطر والزوايا ، فهي جميلة دائما وطبيعيا دون نسبة الى شيء او اشياء اخرى) فالحرکات الفنية دائما تتصل بغيرها، وتعرف هذه الفترة بالتکعيبية البدائية (1906-1909) وفيها قد "تأثر الفنانين بالنحت الزنجي الأفريقي ، والفنون البدائية ، وقد وضعت بدايات التکعيبية باسم (العهد الزنجي) ، اذ قدم الفنان الأفريقي للغربيين بما يتضمنه من قوة سحرية ذات مدلول إنساني وبما يمتاز به من تبسيط واختزال للأشکال"([24]) .

فقد التفت الفنانين في أوربا إلى فن الأقنعة الإفريقي، ذلک الفن الذي استحوذ على نفوس کثير من شباب الفنانين في منعطف القرن التاسع عشر،" ويقول في ذلک محمود البسيوني " إذا تأملنا أي تمثال من الفن الزنجي، سنقف على الحقيقة الآتية: إنه بناء هندسي من أسطوانات ومخروطات، وأنصاف کرات، کلها ترکب الجسم والأطراف والشعر المهدل أشبه بالحبال المبرمة السميکة، والعيون قوسية بيضاوية لا مجال لأي جمال کلاسيکي"([25]).

وکان اهتمام بيکاسو مماثلاً لاهتمام الکثير من الفنانين في هذه المرحلة، لما له من قوة تعبيرية، کما لوحظ أيضاً تأثر أسلوبه بالفن البدائي الذي سبقه في أعمال فناني المدرسة الوحشية وما يمتاز به من بساطة في التکوين "ولقد اهتم بيکاسو وبراک بفن النحت الإفريقي واستمد منه الکثير، کما تعرف على الفن البدائي من أعمال الوحشين ورسم أشکالاً غريبة بدائية يظهر بها تشويهات مختلفة"([26]).

 والشکل رقم (1) يوضح تأثير بيکاسو بالفن الأفريقي فعلى اليمين قناع من شرق أفريقيا والأخرى لوحة للفنان بيکاسو بعنوان راس امرأة وکذلک لوحة أنيسات افنتيون يمکن ملاحظة تأثر الفن الزنجي بوضوح في کل السطوح ذات الزوايا الحادة التي تظهر فيها مبادى التکعيبية.

"و کانت الفنون البدائية المصدر الحقيقي للاتجاه التکعيبي ، بل يعتبر الفضل  الأول في ذلک لفناني الفطرة من البدائيين فيما قبل التاريخ حين کانت وسائلهم التلقائية الفطرية تقودهم إلى اتخاذ طريقة مبسطة للتعبير عن صور الکائنات حيث کان أسهل الطرق والوسائل لديهم في التعبير عن هذه الصور هي استخدام أساليب التکعيب القائمة على الخطوط الهندسية المستقيمة بعد أن وجدوا أن محاولاتهم الأولى في الاتجاه الواقعي تعترضه الکثير من الصعوبات في تصوير إنسان أو حيوان حيث تراءى لهم بعد ذلک، أن الخطوط الهندسية إذ تحذف الکثير من التفاصيل الواقعية، فهي عند ذلک تکون أسهل في التعبير عن الأشکال التي يريدون محاکاتها"([27]).

والدليل على تأثر التکعيبين بالفن البدائي "لوحة المرأة الباکية لبيکاسو، شکل رقم (2) وهي لوحة مؤسسة على قيم فنية قريبة مما قدمه البدائي في رسوماته، إذ رسم الوجه جامعاً ما بين الوضع الأمامي والجانبي معاً، مع ملاحظة الفارق، من أن البدائي أراد من أسلوبه هذا أن يقدم لنا کل ما خبره من الأشکال المصورة، ومن ثم جعلها منظورة من أکثر من زاوية نظر واحدة، فضلاً عن أنها قدرة على توصيل المعاني المعبرة عنها مما لو نظر إلها من زاوية نظر واحدة"([28]) 

   

شکل رقم (1)([29])

الفنان: بابليو بيکاسوPablo Picasso

 العمل: رأس امرأة A woman's head

الخامة المستخدمة: ـ زيت على کأنفاس

شکل رقم (2)([30])

 بابلو بيکاسوPablo Picasso

العمل: المرأة الباکيةWeeping woman

سنة العمل:1909 م

الخامة المستخدمة: زيت علي کأنفاس

 ـالمقاس: 73×92 سم

4_ الإبداع والابتکار:

فقد ظهرت عدة مدارس واتجاهات مختلفة لکل منها فلسفتها الخاصة، مما دفع فنان العصر الحديث إلى الإبداع بشتى السبل فتمرد على الأعمال التسجيلية للحقائق البصرية التي تطغوا عليها الحرفة والتقنية والابتعاد عن المنهج الأکاديمي الذى يفرض على الفنان القواعد والأصول الرصينة والألوان المحددة والمتوارثة لإبراز الحقيقة البصرية کما لو کانت صورة فوتوغرافية ، ومع مشارف القرن العشرين أصبحت اللوحة بعد أن کانت لقطة واقعية أصبحت فکرة انطباعية ، فقام الفن الحديث بالکشف عن الحقيقة الفنية بمنظور جديد والانتقال من الحقيقة الفنية المبنية على الإدراک البصرى إلى الإدراک الکلى، ولهذا تحرر الفنان بيکاسو من الادراک الحسى البصرى في رسمه للوجه من اکثر من زاوية واحدة من الأمام ومن الجنب في آن واحد کما في شکل (3)  ومن هنا بدأ التمهيد إلى المدرسة التکعيبية التي تدعو إلى الرمزية في الفن التشکيلي.

 

شکل رقم (3)([31])

اسم العمل: دورا مار Dora Mora

اسم الفنان :بابليو بيکاسو Pablo Picasso

سنة العمل: 1938م

الخامة المستخدمة: زيت علي کانفاس

المقاس :15×12سم

 

 

دراسة لأعمال الفنان جورج باراکGeorges Braque (1963_1882) مع توضيح البعد الجمالي في مختارات من اعماله:

يعتبر الفنان جورج باراک )Georges Braque1963_1882) من اهم رواد الفن التکعيبي فتم توجيه منذ صغره نحنو تقنيات الرسم الابداعي، فکان والده يدير اعمال للرسم الزخرفي ، ربما جاء اهتمام براک بالملمس واللون بالعمل کمصمم ديکور، وف عام 1899م انتقل براک إلي أرجيتويل إلي باريس، وفي عام 1902م بدا التخلي عن الديکور للرسم بالکامل، وکان دائم التردد علي المعارض الباريسية فأعجب بأعمال الانطباعين ، وفي عام 1904م بدا الرسم بالوان أکثر إشراقاً مستوحاة نسبيا من اعمال فان کوخ  النابضة بالحياة، وفي معرض احد المعارض لماتيس صدم براک بالألوان الصارمة والفرشاة الفضفاضة والمعبرة للوحات،  وفي عام 1906م شاهد عملا لبيکاسو في احد المعارض فأقام بيکاسو وبراک صداقة حميمة ورفقة فنية، فقال باراک کنا نجتمع کل يوم لمناقشة ومعايرة الافکار التي کانت تتشکل"([32])

وفي صيف 1908 اکمل مجموعة اللوحات الصارخة والتجريدية إلى حد کبير التي تبسط أشکال المناظر الطبيعية إلي أشکال هندسية ومستويات ، فقام جورج باراک هو وصديقه بيکاسو بالابتعاد عن البنية الاساسية للشکل، فاستخدام هؤلاء الفنانين نقاط مراقبة متعددة لتقسيم الصور الي اشکال هندسية بدلا من الاشکال النموذجية في الفضاء الوهمي ، وتم تصوير الاشکال کأنها  ترتيبات ديناميکية للأحجام والطائرات حيث تم دمج الخلفية والمقدمة، وفي عام 1909م عمل الرجلين معا فصاغا نظريات التکعيب التحليلي، وکانت علاقة العمل معهما وثيقة للغاية لدرجة انه لا يمکن التميز بين مساهمه کلا منهما"([33])

وکان أسلوب براک دائم التحول والتغير وفقاً لحالته النفسية التي يعيشها، وعلى الرغم من ذلک کانت التکعيبية التي قام بتأليفها هي بيته الفني الأول الذي دوماً ما يعود إليه؛ حيث کانت الألوان الواضحة، الخطوط المستقيمة والمربعات، دوماً موجودة بلوحاته؛ بل إن الأسلوب التکعيبي کان دائم الظهور في کل لوحة يرسمها وفي أيَّ فترة عمل بها، أو أي أسلوب اتبعه"([34])

وقام الصديقين بتطوير الأسلوب المعروف باسم التکعيب التحليلي، حيث قاموا برسم المساحات المضغوطة والضحلة مع لوحة مخفضة من البني والرمادي من خلال تمثيل موضوعاتهم من وجهات نظر متعددة ، ورفضوا الوهم والمنظور التقليدي ، وانفصلوا جذريًا عن تاريخ الفن والرسم، ففضل براک وبيکاسو تمثيل الموضوع التقليدي للحياة الساکنة في هذه اللوحات الجذرية - بما في ذلک عدة عناصر بسيطة علي  سطح الطاولة من الزجاجات والفواکه والأنابيب والصحف والآلات الموسيقية - ولکن نظرًا لأن الأشکال يتم تجريدها في جوانب وطائرات يمکن التعرف عليها فقط في لمحات، وفي عام 1912 م بدا براک وبيکاسو بدمج عناصر مجمعة ومواد غير عادية في أعمالهم ، وتطوير المرحلة الثانية من التکعيبية المعروفة باسم التکعيبية الاصطناعية، بعد أن قام بيکاسو بتجميع قطعة من القماش في لوحته  Still Life with Chair Caning ، طور تقنية الورق الورقي ، فصنع أوراقه الأولى عن طريق تجميع الورق المزيف في ترکيباته التکعيبية، فعند رؤية أول أوراق براک  بدأ بيکاسو العمل بهذه التقنية واعتمد على الفور مجموعة واسعة من الأوراق  بما في ذلک الصحف اليومية والمراجع الأخرى للثقافة الشعبية، فاعتمد براک المواد الجديدة بشکل أبطأ ، ولکن بحلول عام 1913 کان يدمج أيضًا قطعًا من الصحف والتبغ وصناديق السجائر والأوراق الملونة في عمله. بالاعتماد على خلفيته الرسام والديکور، غالبًا ما قارن براک أوراقه المزيفة مع الممرات المرسومة من تقليد الخشب المحبب، وهو ما حققه باستخدام مشط المصمم المعدني. بدأ أيضًا في تجربة مزج الرمل في الطلاء الخاص به لتحقيق تأثيرات مختلفة عن طريق اللمس والترکيب، وهي تقنية کان يستخدمها کثيرًا لبقية حياته المهنية"([35])

واستغل براک کل انواع الملامس وانواع الموزايکو في تنويع وتأکيد التحليلات التکعيبية، ليخلق من ابداعاته ألحاناً جديدة، لهذا لم تحو هذه الصور علي ماند ولين، ونوته ، وموسيقي، ودورق، ومفرش فحسب، وانما يلاحظ فيها ورق الصحف ملامسها، وکتابتها المتنوعة، وادواتها الصفراء القديمة، مع سمارات الخشب، وبعض الاشکال المنقطة التي تقترب من الموزايکو، وظهرت في صورة انواع من المجموعات الصامتة، وصور المراکب، وبعض التماثيل النصفية، وکانت الوانه تغلب عليها الرماديات والبنيات ، ويتخللها نوع سحري من الضوء الذي هو ولد احکام التکوين وتوزيع القواتم والفواتح"([36])  

وفي عام 1922م نمت شهرة براک في ذلک العام ، بدأ براک  Braque أيضًا سلسلة مجموعة من اللوحات التي تتميز بترکيبات لا تزال حية على أرفف ذات أسطح متقنة وألوان زاهية وأنماط معقدة، و في عشرينيات القرن الماضي ، تحول Braque من تقليد الأسطح الخشبية إلى تقليد الرخام ، وهو تحول يعکس التغيير الأوسع نحو الترف والزخرفة في أعمال Braque، وعلى الرغم من أنه استمر في استکشاف الابتکارات الرسمية للتکعيبية التي کان رائدًا فيها قبل الحرب ، إلا أن حياة Braque التي لا تزال أکثر حسية وغنائية بحلول نهاية العقد([37])

 فاشتهر براک دوليًا باعتباره رسامًا للحياة الساکنة، وتمتع باعتراف متزايد مع أول معرض استعدادي رئيسي له في عام 1933م في کونستهال بازل، أصبحت حياته التي لا تزال في هذا الوقت ملونة وزخرفية وإيقاعية بشکل متزايد، وغالبًا ما تتميز بأشکال منحنية بشکل عضوي وألوان خيالية مقابل خلفيات زخرفية"([38])

وبعد الاطلاع علي المراحل الفنية لجورج باراک سوف تقوم الباحثة بتوضيح البعد الجمالي في مختارات من اعماله والجدول التالي يوضح البعد الجمالي

 

 

 

العمل الفني

نوع القيمة

مجال القيمة

مضمون القيمة

 

شکل(4)([39])

اسم العمل: منازل

اسم الفنان: جورج براک

سنة العمل: 1908م

مرحلة العمل: التکعيبية التمهيدية

حسية جمالية

التکوين

التنوع

الاسلوب

 

التبسيط

الفرادة

تعبيرية

الخطوط

عمق

الالوان

توازن

 

شکل(5)([40])

اسم العمل: اشجار استيک

اسم الفنان: جورج براک

سنة العمل:1908م

مرحلة العمل: التکعيبية التمهيدية

حسية جمالية

 

التکوين

الوحدة

الانسيابية

 

الاسلوب

 

التبسيط

تعبيرية

الخطوط

انسيابية وحادة

معيار القيمة

دلالة القيمة

المفهوم الجمالي للقيمة

تنوع العناصر الهندسية

ثراء تشکيلي

تنوع العناصر يقوي الاحساس باللهجة الجمالية

التبسيط الجزري للشکل واستخدام الاشکال الهندسية لتحديد الکائنات

التبسيط يعمل علي سهولة استيعاب الهيئة التشکيلية

الصيغ التشکيلية السائدة اساس لتصنيف العمل

اعطاء الشکل الفني شخصية تتفق مع مذهب الفنان

ابعاد تعبيرية ووجدانية لواقعة جمالية

هدف الفن خلق وقائع جمالية جديدة

لا يوجد خط افقي ولا استخدام التظليل التقليدي لإضافة عمق

تأثر بالعمق

يطل المشاهد من خلال نافذة علي العمل الفني علي فراغ عميق يمتع جمالياً

توازن بين المسطحات والکتل من خلال اللون

ترابط العلاقات الشکلية مع العلاقات المعنوية

تأثر حسي يؤدي الي الاستمتاع الجمالي

معيار القيمة

دلالة القيمة

المفهوم الجمالي بالقيمة

التناسق بين العلاقات الناشئة بين شکل واشکال اخري في محيط التصميم

الوحدة العضوية بين عناصر العمل الفني

العمل الفني يمثل بناء متوحد

الخطوط المحيطة تتحرک بسهولة في إطار التصميم

توحى الخطوط المحيطة الانسيابية بالانتقال السهل للعين

تتحقق الاشکال والخطوط متعه بصرية ووجدانية بفضل اقتراب حرکتا من حيوية الحياة لسهولتها وانسيابها

التبسيط الجزري للشکل واستخدام الاشکال الهندسية لتحديد الکائنات

التبسيط يعمل على سهولة الهيئة التشکيلية

الصيغ التشکيلية السائدة اساس لتصنيف العمل والتميز بين الاساليب الفنية المختلفة

تتشابه الخطوط في اجزاء بحرکة الرمال في الصحراء

 

تشير الخطوط المنحنية الي الحيوية

سهولة الحرة من المثيرات الحيوية تعبر الخطوط الحادة عن قيمة جمالية بدائية

العمل الفني

نوع القيمة

مجال القيمة

مضمون القيمة

 

شکل(6)([41])

اسم العمل: کمان ولوحة

اسم الفنان جورج براک

سنة العمل:1909م

مرحلة العمل: التکعيبية التحليلية

حسية جمالية

الاسلوب

الفرادة

التصميم والتکوين

التراکب

تعبيرية

الالوان

احادية

تلقائية

الخطوط

حادة

 

شکل(7)([42])

اسم العمل: ماندورا

اسم الفنان: جورج براک

سنة العمل: 1909م

حسية جمالية

تعبيرية

التصميم والتکوين

الاسلوب

التقنيات

التعقيد

 

الفرادة

التوافق والتلائم

الالوان

تلقائية

         

 

معيار القيمة

دلالة القيمة

المفهوم الجمالي للقيمة

اخضاع الرؤية الفنية لشکل الأسلوب ولنمط التصوير

اعادة الخلق وفق طريقة الفنان

هدف الفن خلق وقائع جمالية جديدة

التخطيطات متداخلة

التخطيط معقد

التخطيطات المعقدة اکثر اثارة وجاذبية

المفردة احادية اللون هي السائدة

الالوان احادية اللون تکتسب صفة خالدة

الالوان الاحادية  تزيد سطوح المساحة

ضربات لونية قوية وواضحة

التلقائية وقوة التعبير

الجمال في تصوير المشاهد بتلقائية فنية

الخطوط حادة و متقاطعة

اعطاء حدة وخشونة للعمل الفني

للخطوط ايحاءات جمالية وتعبر الخطوط الحادة عن قوة جمالية

معيار القيمة

دلالة القيمة

المفهوم الجمالي للقيمة

العناصر التشکيلية المعقدة

مضمون رمزي معقد الترکيب

يتوقف الاحساس الجمالي علي مستوي النمو الثقافي من حيث من حيث البساطة والتعقيد

التعقيد في الترکيب الشکلي والتعقيد في العناصر الرمزية

توسيع مجال الخبرة الفنية لمعني القيمة الجمالية

لا يکفي المستوي الاسلوبي البسيط لاستيعاب الثراء في القيم المادية والمعنوية

التقنية مناسبة بشکل مثالي

الاحساس بالسيولة والموجات الضوئية

السبيل الي الاستمتاع الجمالي

الخطوط حادة و متقاطعة

اعطاء حدة وخشونة للعمل الفني

للخطوط ايحاءات جمالية وتعبر الخطوط الحادة عن قوة جمالية

ضربات لونية واضحة

التلقائية و قوة التعبير

البراعة تتمثل في تلقائية التعبير

 

العمل الفني

نوع القيمة

مجال القيمة

مضمون القيمة

 

شکل(8)([43])

اسم العمل: طبيعة صامتة مع احرف

اسم الفنان: جورج براک

سنة العمل: 1914م

مرحلة العمل: التکعيبية الترکيبية

حسية جمالية

التکوين

التماسک

التنوع

الاسلوب

 

الفرادة

الوضوح

التقنيات والخامات

الالفة والفرادة

الاقتصادية

رمزية تعبيرية

الخطوط

الانسيابية

 

شکل(9)([44])

اسم العمل: حياة ثابتة علي منضدة جيليت

اسم الفنان: جورج براک

مرحلة العمل: التکعيبية الترکيبية

حسية جمالية

التکوين

التماسک

الاسلوب

الفرادة

التقنيات و الخامات

الالفة والفرادة

رمزية تعبيرية

الخطوط

مستقيمة و حادة

 

 

معيار القيمة

دلالة القيمة

المفهوم الجمالي للقيمة

تناسب القياسات مع الاطار العام

الترابط بين العلاقات الشکلية مع المعنوية في وحدة العنصر

الاستمتاع الجمالي بفضل تميز الرؤية الفنية بقوة خيالية

عرض مظاهر وجودية متنوعة للموضوع في العمل الفني

التنويع علي النمط الواحد

تحقيق التميز الجمالي والجدة بفضل التنويع عن النمط الواحد

اعطاء الشکل الفني شخصية فريدة تتفق مع مذهب الفنان

ابعاد تعبيرية ووجدانية لواقعة جمالية

هدف الفنان خلق وقائع جمالية جديدة بأبعادها التعبيرية والوجدانية

استخدام الخطوط المحيطة والاجواء الصافية

التحديد الشکلي

الجمال في الصياغة البسيطة وفي التنسيق الصافي

تناول الفنان لمادة العمل الفني بتقنية لم يسبق استخدامها

التقنيات المستحدثة تدل علي صفة الفرادة

يفکر الفنان بالمادة مباشرة فالمادة تثير خيال الفنان کي يحولها الي لوحات

تناول الفنان لمادة العمل الفني بتقنية لم يسبق استخدامها

التجديد في لغة الفن يتوقف علي التقنيات اللامألوفة

الجدة والفرادة والاصالة مفاهيم جمالية معاصرة

 

الخطوط المنحنية تشير الي الحيوية والنضارة

سهولة الحرکة من المثيرات الجمالية

معيار القيمة

دلالة القيمة

المفهوم الجمالي للقيمة

التوازن بين الثراء والتنوع الشکلي وبين المعالجة التبسيطية المنسقة الصافية

العمل الفني متعدد في مکونات تصميمية وواحد في هيئته معا

الوحدة في التنوع معيار جمالي راسخ

استبدال الرؤية العملية برؤية فنية جمالية

اتحاد الرؤية مع الاحساس

الاستمتاع بالقيم الحسية يتحقق بفضل الرؤية الحدسية، عندما تتحد الرؤية مع الاحساس دون الحاجة الي الفهم

استخدام خامات نادرة ودمج خامات غير معتاد تناولها معا وتناول الخامة بمنطق غير مألوف

اعادة صياغة المادة بهدف التهذيب

الطرق اللا مألوفة في تناول مادة العمل الفني تأسر المشاهد

 

نتائج البحث:

من خلال الإطار النظري للبحث يمکن استخلاص النتائج التالية:

  • أن التجديد في لغة الفن يتوقف علي التقنيات اللا مألوفة.
  • أن الطرق اللا مألوفة في تناول مادة العمل الفني تأسر المشاهد التشخيص
  • يتوقف الاحساس الجمالي علي مستوي النمو الثقافي من حيث البساطة والتعقيد في المشغولة الخشبية القائمة على الاستلهام من اعمال الاتجاه التکعيبي


([1])محمود عبد العال: "النجارة وطرق تدريسها "، مکتبة الانجلو المصرية، القاهرة، ص4.

([2]) عفت بهنسى: "من الحداثة الى ما بعد الحداثة في الفن "، دار الکتب، 1997م، ص 75.

([3])ايمان ابو النور: "تاريخ الفن الحديث والمعاصر "، دار الزهراء، الرياض، 2014م، ص 137.

([4]) ايمان ابو النور: "تاريخ الفن الحديث والمعاصر"، دار الزهراء، الرياض، 2014، ص 173.

([5]) online ( Avalible) at  https://www.googleweblight.com On12/12/2017,7:30pm

([6]) محمد عبد العزيز نظمي سالم: "القيم الجمالية "، دار المعارف، القاهرة، بدون سنة نشر، ص 115.

 

 

 

 

([7]) حسن محمد حسن:" مذاهب الفن المعاصر "، دار الفکر العربي، القاهرة، نسخة واحدة، 2002، ص 4.

([8]) محمد ابراهيم رجب الشوربجي، نرمين ممتاز محمد، الزهراء احمد رمضان يوسف: " دور الاتجاه التکعيبي في استحداث اعمال فنية معاصرة "، بحث منشور، المؤتمر العملي السنوي العربي الرابع لکلية التربية النوعية، جامعة المنصورة، مصر، مجلد 2 ،2012.

([9]) عزت قرني: "الجمال والجميل"، الهيئة المصرية العامة للکتاب، القاهرة، 2019، ص 37

([10]) جونسون : "الجمالية" ، موسوعة المصطلح النقدي ، ترجمة عبد الواحد لؤلؤة ، ص 286،287

([11]) محمد عبد فيحان ومحمد عبيد ناصر وحازم عبودي کريم: "جمالية بنية التکوين في الرسم الأوربي الحديث"، بحث منشور، مجلة اهل البيت عليهم السلام، العدد11، بدون سنة نشر، ص62

([12]) زکريا إبراهيم : "مرجع سابق" ، ص 8

([13]) إسماعيل عز الدين:  الفن والإنسان، دار العلم، بيروت، 1974 م، ص 176

([14]) عز الدين إسماعيل: الفن والإنسان ، مکتبة غريبة ، بدون سنة نشر ، ص 177

([15]) حسن محمد حسن : مذاهب الفن المعاصر ، هلا للنشر والطباعة ، القاهرة ، 2002 ، ص 152

([17]) حسن محمد حسن: "مرجع سابق"، ص 222

([18]) رمسيس يونان : "الفن الحديث (القرن العشرون ) "، محيط الفنون 1، دار المعارف، القاهرة ،1970م ، ص 425 ، 426

([19]) أميرة حلمي مطر: "فلسفة الجمال"، دار القلم، القاهرة، 1962م، ص 50، 51.

([20]) هربرت ريد : "الفن اليوم (مدخل إلى نظرية التصوير والنحت المعاصرين )"، ت : محمد فتحي وجرجس عبدة ، دار المعارف ، القاهرة ،1952 ، ص 72،73 .

([21]) عيد سعد يونس: "جمال وظلال (دراسة نقدية في جماليات الفن الإسلامي وظلاله على الفن الحديث)"، عالم الکتب، القاهرة، 2015م، ص 232

([22]) موريس سيرولا: "الفن التکعيبي"، ت: هنري زغيب، منشورات عويدات ، بيروت ، 1983 ، ص 18

([23]) رمسيس يونان: "الفن الحديث (القرن العشرين ) "، مرجع سابق  ، ص  426

([24]) محمود أمهز: "الفن التشکيلي المعاصر" ، دار المثلث ، بيروت ، 1981 ، ص 94و95

([25]) محمود البسيوني : "أسس التربية الفنية" ، دار المعارف ، القاهرة ، 1961 ، ص 74

([26]) محسن محمد عطيه : "اتجاهات من الغرب في القرنين 19، 20 "، دار الفکر العربي ، القاهرة ، الطبعة الأولى ، 1982 ، ص 63

([27]) حسن محمد حسن: "مرجع سابق"، ص 212

([28]) نسرين محمد نصر الجندي : "المعطيات التشکيلية لتکعبيه بيکاسو کمدخل لاستحداث مشغولات شعبية خشبية" ، رسالة دکتوراه ، کلية التربية النوعية ، جامعة عين شمس ، 2016م ، ص 31 ،32

([29])(Online) at http://selkattan.blogspo on 22/11/2019، 8:30 pm.    

 ([31])(Online)available at https://www.feedo.net/LifeStyle/images/Picasso%20Dora%20Maar.jpg On 25/1/2020،1:25pm

 ([32])(online) available at https://www.theartstory.org/artist/braque-georgesl  on5/2/2021,5:11pm

([33])(0nline) availible at http://www.visual-arts-cork.com/famous-artists/braque-georges.htm on 10/2/2021,4:07pm

([34])(0nline) availible at https://sawahpress.com/articles on 11/2/2021,12:8pm

([36]) محمود بسيوني: "الفن في القرن العشرين"، دار المعارف، القاهرة، 1983م، ص84

([38])(online)available at https://www.acquavellagalleries.com/artists/georges-braque on10/2/2021,6:30pm  

([40])  online available at  https://www.metmuseum.org/art/collection/searljhpc/ on 10/2/2021, 7:115pm

([42]) (online) available athttp://www.georgesbraque.net/mandora On11/2/2021,3:00pm 

 ([43])(online) avalible at https://alarab.co.uk/ on 12/2/2021,2:30pm

المراجع
(1) محمود عبد العال: النجارة وطرق تدريسها، مکتبة الانجلو المصرية، القاهرة.
(2) عفت بهنسي: من الحداثة الى ما بعد الحداثة في الفن، دار الکتب، 1997م.
(3) ايمان ابو النور: تاريخ الفن الحديث والمعاصر، دار الزهراء، الرياض، 2014م.
(4)ايمان ابو النور: تاريخ الفن الحديث والمعاصر، دار الزهراء، الرياض، 2014.
(5) محمد عبد العزيز نظمي سالم: القيم الجمالية ، دار المعارف، القاهرة، بدون سنة نشر.
(6) حسن محمد حسن: مذاهب الفن المعاصر، دار الفکر العربي، القاهرة، نسخة واحدة، 2002.
(7) محمد ابراهيم رجب الشوربجي ، نرمين ممتاز محمد ، الزهراء احمد رمضان يوسف: دور الاتجاه التکعيبي في استحداث اعمال فنية معاصرة، بحث منشور ، المؤتمر العملي السنوي العربي الرابع لکلية التربية النوعية ، جامعة المنصورة ، مصر ، مجلد2 ،2012 .
(8) عزت قرني: الجمال والجميل، الهيئة المصرية العامة للکتاب، القاهرة، 2019.
(9) جونسون : الجمالية ، موسوعة المصطلح النقدي ، ترجمة عبد الواحد لؤلؤة .
(0[1]) محمد عبد فيحان ومحمد عبيد ناصر وحازم عبودي کريم: جمالية بنية التکوين في الرسم الأوربي الحديث، بحث منشور، مجلة اهل البيت عليهم السلام، العدد11، بدون سنة نشر.
(11) إسماعيل عز الدينالفن والإنسان، دار العلم، بيروت، 1974 م.
(2[1]) عز الدين إسماعيل: الفن والإنسان، مکتبة غريبة ، بدون سنة نشر.
(3[1]) حسن محمد حسن : مذاهب الفن المعاصر، هلا للنشر والطباعة ، القاهرة ، 2002.
(14) رمسيس يونان : الفن الحديث (القرن العشرون )، محيط الفنون 1، دار المعارف، القاهرة ،1970م.
(5[1]) أميرة حلمي مطر: فلسفة الجمال، دار القلم، القاهرة، 1962م.
(16) محمود أمهز: الفن التشکيلي المعاصر، دار المثلث ، بيروت ، 1981.
(7[1]) محمود البسيوني : أسس التربية الفنية ، دار المعارف ، القاهرة ، 1961.
(8[1]) محسن محمد عطيه: اتجاهات من الغرب في القرنين 19،20، دار الفکر العربي ، القاهرة ، الطبعة الأولى، 1982.
(19) محمود بسيوني: الفن في القرن العشرين، دار المعارف، القاهرة، 1983م.
(20) نسرين محمد نصر الجندي: المعطيات التشکيلية لتکعبيه بيکاسو کمدخل لاستحداث مشغولات شعبية خشبية، رسالة دکتوراه، کلية التربية النوعية، جامعة عين شمس، 2016م.