التنوع البيئي في منطقة الباحة ودوره في إثراء الموضوع في التصوير المعاصر

تعد البيئة في الباحة من أهم العوامل التي تميز تلک المنطقة على اعتبار التعدد غير العادي في طبيعة تضاريس أراضيها التي تمتلئ بالمرتفعات والمنخفضات الجبلية ، ومناخها المتغير دائما والذي يمکن أن يجمع فصول السنة الأربعة في يوم واحد ، أيضاً الأشکال المعمارية المتعددة والتي تسکن أعالي الجبال وفي المنخفضات ، کما تذخر الباحة بمدنها وقراها التي تمتد في ربوع تلک المنطقة بالعديد من الکنوز المعمارية القديمة ، حيث صممت المباني السکنية والحصون والقلاع بشکل يتماشى مع المتغيرات البيئية الکثيرة بالمنطقة ومن أبرز ما يميز تلک البيئة هو الاعتماد على الطبيعة بمفرداتها دون غيرها وبکل تفاصيلها فقد طوع أهل المنطقة تلک المعطيات البيئية وإظهارها في صورة تنبض بالحياة رغم قسوة البيئة الجبلية الجامدة التي تغلب على معظم أرجاء المملکة العربية السعودية .

ومن هنا تبلورت فکرة هذا البحث الذي يتناول فيه الباحث فکرة المظاهر البيئية لمدينة وقرى الباحة وما تحمله من جماليات يمکن أن تفتح المجال لإنتاج أعمال تصويرية جديدة تثرى فن التصوير المعاصر وإبداع بناءات تکوينية مستوحاة من تلک الجماليات ، مع رصد انعکاس ملامح التنوع البيئي على فن التصوير من خلال مجموعة من الأعمال التي يقدمها الباحث .

وکانت مشکلة البحث هي کيف يمکن الاستفادة من الجماليات البيئية بمظاهرها المتعددة في منطقة الباحة لإثراء الموضوع في اللوحة التصويرية المعاصر؟

وکان من أهم نتائجها أنها أکدت الدراسة العلاقة بين المظاهر البيئية والنواحي التعبيرية في اللوحة المعاصرة ، أيضاً أثر التنوع البيئي بمنطقة الباحة على صياغة المفردات البنائية التکويني للوحة ، کما أکدت الدراسة الارتباط الوثيق بين دراسة البيئات المحلية وتأکيد الهوية والحفاظ على التراث