تصور مقترح لتنمية مهارات استخدام التقويم البديل لدى الطلاب المعلمين بکلية التربية النوعية ـ جامعة المنصورة أثنـــاء تدريبهم الميداني واتجاهاتهم نحو استخدامه في ضوء رؤية مصر للتعليم 2030

المقدمة والشعور بالمشکلة :

يشهد العالم اليوم ثورة علمية تکنولوجية في شتى ميادين الحياة، وهذا يستلزم أفراد ذوى سمات خاصة يستطيعون التکييف مع هذه التغيرات الحادثة في المجتمع. وعلى مر العصور کان هناک سعى نحو تحسين التعليم والتعلم، وذلک من أجل إعداد جيل يواکب ظروف ومتطلبات عصر العولمة والاقتصاد القائم على المعرفة؛ فجميع دول العالم تنظر إلى المؤسسات التربوية على أنها أهم المسئولين عن إعداد المتعلمين کمواطنين صالحين يتمتعون بمختلف الکفايات التي يحتاجها العصر الراهن؛ حيث أن تحسين العمليات التربوية التعليمية يؤدى بدوره إلى تحسين المخرجات التعليمية والتي من أهمها الخريج. (حسين البشير،2009،187)

کل هذا استلزم إجراء عملية مراجعة جذرية للأساليب والطرق والممارسات التي تُعتمد في إعداد هذا الخريج، والوقوف على المشکلات التي تواجه برامج إعداده بهدف تمکين معلمي المستقبل من أداء أدوارهم الجديدة التي تحتمها تلک التغيرات التي يشهدها العصر. (جاسم يوسف،2007،14)

وبالرغم من الجهود التي تبذل لتحسين نوع المخرج وسبل إعداده مهنيا وثقافيا واجتماعيا ليکون أکثر قدرة وفاعلية إلا أن بعض المشکلات مازالت تقف عقبة تمنع من تحقيق الطموحات، وتحد من إمکانية تدريب خريج متميز يتمتع بقدر من الثقة التي تؤهله لأداء وظيفته. لذلک کان لابد من إحداث تغير شامل لمکونات المنظومة التعليمية لمواکبة هذا العصر المتسارع في التطوير؛ فالعملية التعليمية تعد منظومة ذات حلقات مترابطة ومتفاعلة بين مکوناتها وتشمل الأهداف والمقررات واستراتيجيات التدريس، ووسائل للتعليم ونظم التقويم، ويؤکد مبدأ التفاعل بين هذه المکونات أن أي تطوير أو تحديث في إحداها نجد صداه في بقية المکونات الأخرى، ولأن عمليات التقويم تحتل إحدى حلقات المنظومة التعليمية، إلا أنه يکاد يکون أکثرها أثرا في المنظومة کلها؛ فهي تعکس وعلى نحو مباشر صورة النظام التعليمي بما يتضمنه من عناصر أخرى. (قاسم الصراف،2002،285)

وهذا ما أکدت عليه رؤية مصر 2030* فيما يخص بعد التعليم؛ حيث استهدفت إتاحة التعليم بجودة عالية داخل المؤسسات التعليمية حتى تکون قادرة على التنافسية مع الکيانات الإقليمية والعالمية، وأوضحت الرؤية من ضمن أهدافها الاستراتيجية أهمية تطوير منظومة التقييم والتقويم في ضوء أهداف التعليم وأهداف المادة التعليمية والترکيز على التقويم الشامل (معرفيا ومهاريا ووجدانيا) والارتقاء بأنماط التقويم مع الابتکار والتنوع في ذلک (رؤية مصر 2030) www.sdsegypt2030.com

وفى ظل التطوير الذى شمل عمليتي التعليم والتعلم ظهرت الحاجةو عدم الماسة للبحث عن وسائل واستراتيجيات تقويم حديثة تواکب هذا التطور وتسهم في تطوير المنظومة التعليمية ککل (صلاح الدين محمود،2009،45). وقد شهد الفکر التربوي منذ منتصف القرن الماضي تطورات کثيرة ومتلاحقة أدت إلى تغير المفاهيم والممارسات التي أثرت بدورها على عمليات التعليم والتعلم وخاصة عملية التقويم.

ويعد التقويم جزءًا حاسمًا ومهمًا من المنظومة التعليمية؛ فهو يتضمن قياس تحقق أو عدم تحقق المخرجات المنشودة، ويتضمن تحرير الإجراءات التي يجب اتخاذها في حالة وجود قصور وذلک لتحقيق وضمان جودة العملية التعليمية، وإزاء ذلک فقد بدأ توجيه الانتقادات للطرق التقليدية في التقويم، مما أدى إلى بدء ظهور أساليب بديلة أطلق عليها مسميات عدة ومنها مسمى التقويم البديل، وعلى الرغم من تعدد المسميات إلا أنها تتضمن جميعها منظورا جديدة لفلسفة التقويم ومهاراته تتخطى الحدود التقليدية التي تعتمد على الاختبارات المتعارف عليها.

والتقويم البديل عملية مستمرة يشارک فيها کل من المعلم والمتعلم في الحکم على مستوى تقدم المتعلم باستخدام استراتيجيات غير تقليدية. (Nazir, 2009,120)، الأمر الذى يقتضى ملاحظة أداء المتعلم وقصص انتاجه وتقويم کفاءته. (Stiggins, 2010,86)وقد أقر(المؤتمر العلمي الرابع والعشرون للجمعية المصرية للمناهج وطرق التدريس، 2015) بأهمية استخدام التقويم البديل کمدخل للارتقاء بأداء المعلم وتطوير برامج إعداده.

ولأن الطالب المعلم بکليات التربية النوعية هو النواه الأولى لإعداد معلم يمتلک من المهارات ما يحقق الغايات المرجوة لأجل إعداد أجيال تتمکن من العيش في مجتمع القرن الحادي والعشرين، مسلحين بالمهارات اللازمة للعيش في هذا العصر؛ حيث يقع على خريج هذه المؤسسة التربوية مسئولية کبيرة للانخراط في مجال العمل الميداني؛ استلزم الأمر الاهتمام بتطوير برامج تدريبهم للاستعداد للعمل على أرض الواقع.

وفى ضوء إطلاع الباحثتين على العديد من الدراسات السابقة المرتبطة بالتقويم البديل في حدود علمهما وجدتا أن الدراسات التي حاولت التعرف على مدى تمکن المعلم أثناء الخدمة من مهارات التقويم البديل داخل جمهورية مصر العربية، توصلت إلى وجود قصور شديد في مدى إلمام المعلمين على جميع المستويات بمهارات التقويم البديل، ومنها دراسة(لمياء محمد حمزة، 2014) و (خالد عبدالعال إبراهيم، 2017)، بالإضافة إلى العديد من الدراسات العربية والأجنبية في نفس السياق والتي أکدت جميعها إلى افتقار المعلمين أثناء الخدمة لمهارات التقويم والقدرة على استخدام استراتيجياته المختلفة، ومنها دراسة (ثامر بن عواد المطرفي، 2015) و(موسى أحمد جابر، 2018) و(نزيه سليمان بن خالد، 2018) وعليه کان هناک حتمية للبدء من الطالب المعلم للمساهمة في تمکنه من امتلاک مهارات هذا النوع من التقويم والذى يرکز على مدى قدرة المتعلم على الأداء عال المستوى في مهام حقيقية من واقع الحياة، کما تحاول أساليب هذا التقويم واستراتيجياته تقديم صورة شاملة متکاملة عن المتعلم في جميع جوانب العملية التعليمية، حيث أکدت الدراسات أن التقويم البديل لا يعمل على تحسين عمليات التقويم فحسب؛ بل أن تأثيره يمتد إلى تحسين العديد من مخرجات العملية التربوية ومن بين تلک الدراسات دراسة (Harris, 2010)و (Gilligan, 2010) و (Razmawaty Mohamed and Othman Lebar,2017))

ومن هنا يتضح مدى أهمية وجدوى تطبيق استخدام التقويم البديل کوسيلة فعالة للتقويم وتفعيل مخرجات التعلم في آن واحد، ومن أهم أسباب عدم القدرة على التطبيق الفعال للتقويم البديل في الأنظمة التربوية نقص بعض الامکانيات والوسائل التعليمية من ناحية، وافتقاد المعلمين أنفسهم لمهارات استخدام هذا التقويم من ناحية أخرى(Mehmet Demir etall,2018,72) ، لذلک فإن إعداد المعلمين من خلال برامج تساهم في تنمية مهاراتهم في استخدام التقويم البديل هو حجر الأساس لمحاولة بناء تقويم شامل داخل المؤسسات التربوية .

ومن خلال متابعة الباحثتين للطلاب المعلمين بکلية التربية النوعية أثناء تدريبهم الميداني بالمدارس، فقد لاحظتا عدم استخدام الطلاب المعلمين لأي من أنواع التقويم البديل أثناء تعاملهم مع التلاميذ داخل المدرسة وکان الاستخدام السائد لأساليب التقويم التقليدية من اختبارات تحريرية وشفوية .

ومن هنا رأت الباحثتان أنه من الأهمية بمکان تدريب الطلاب المعلمين على مهارات استخدام التقويم البديل للمساهمة في تفعيل استخدامهم لتلک المهارات أثناء تدريبهم الميداني، والتعرف على اتجاهاتهم نحو استخدامها في ضوء معطيات التدريب، والتي تعدها الباحثتان في ضوء رؤية مصر 2030 .

مشکلة البحث

تتلخص مشکلة البحث الحالي في ضعف مستوى تمکن الطلاب المعلمين بکلية التربية النوعية من مهارات استخدام التقويم البديل، کاستخدام أساليب التقويم غير التقليدية وبنائها لتقويم التلاميذ لتحقيق رؤية مصر 2030؛ ولذلک تحاول الدراسة الحالية عمل تصور مقترح لتنمية مهارات استخدام التقويم البديل لدى الطلاب المعلمين بکلية التربية النوعية-جامعة المنصورة أثناء تدريبهم الميداني، والتعرف على اتجاهاتهم نحو استخدامه في ضوء هذا التصور المقترح .

وللتغلب على هذه المشکلة يحاول البحث الحالي الإجابة عن التساؤل الرئيس التالي:

 ما فعالية التصور المقترح على تنمية مهارات استخدام التقويم البديل لدى الطلاب المعلمين بکلية التربية النوعية ــ جامعة المنصورة أثناء تدريبهم الميداني واتجاهاتهم نحو استخدامه في ضوء رؤية مصر للتعليم 2030؟

ويتفرع من التساؤل الرئيسي التساؤلات الفرعية التالية :

1- ما هي مهارات التقويم البديل اللازمة للطلاب المعلمين بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة في ضوء رؤية مصر للتعليم 2030 ؟

2- ما التصور المقترح لتنمية مهارات استخدام التقويم البديل لدى الطلاب المعلمين بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة أثناء تدريبهم الميداني لتحقيق رؤية مصر التعليم 2030؟

3- ما فعالية التصور المقترح على التحصيل المعرفي لمهارات استخدام التقويم البديل لدى الطلاب المعلمين بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة أثناء تدريبهم الميداني في ضوء رؤية مصر 2030؟

4- ما فعالية التصور المقترح على الجانب الأدائي لمهارات استخدام التقويم البديل لدى الطلاب المعلمين بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة أثناء تدريبهم الميداني في ضوء رؤية مصر 2030؟

5- ما فعالية التصور المقترح على اتجاهات الطلاب المعلمين بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة نحو استخدام التقويم البديل أثناء تدريبهم الميداني؟

أهداف البحث

1- التعرف على مهارات استخدام التقويم البديل اللازمة للطلاب المعلمين بکليات التربية النوعية، وإعداد قائمة بمهارات التقويم البديل اللازمة لهم.

2- وضع تصور مقترح لتنمية مهارات استخدام التقويم البديل لدى الطلاب المعلمين بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة أثناء تدريبهم الميداني في ضوء رؤية مصر 2030 .

3- التعرف على اتجاهات الطلاب المعلمين بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة نحو استخدام التقويم البديل في ضوء التصور المقترح.

أهميـة البحث :

1- مسايرة التوجهات العالمية الحديثة التي تؤکد على ضرورة استخدام التقويم البديل.

2- تحقيق رؤية مصر 2030 في التعليم وما تدعو له من الاهتمام بالتقويم.

3- قد تسهم هذه الدراسة في تطوير إعداد برامج المعلمين، والترکيز على أدائهم المهاري أکثر من تحصيلهم.

4- توجيه نظر المسئولين عن التربية والتعليم إلى أهمية تدريب المعلمين على مهارات استخدام التقويم البديل.

5- إتاحة المجال لإجراء المزيد من الدراسات في استخدام التقويم البديل.

6- مساعدة الطالب المعلم على استخدام التقويم البديل من أجل النهوض بأدائه في المستقبل.

7-إثراء التدريب الميداني من خلال تفعيل استخدام التقويم البديل.

8- إثراء الأدبيات المتعلقة بالتقويم البديل، والاهتمام بمجال المهارات اللازمة للطالب المعلم بمؤسسات التعليم النوعي.

9- تسليط الضوء على التقويم البديل کقيمة تطبيقية لنجاح العملية التعليمية.

10- يمکن أن تسهم الدراسة في التنمية المهنية للطالب المعلم، کما يمکن أن تسهم النتائج في تفعيل نظام التقويم البديل في کليات التربية النوعية وإعداد طلابها.

حدود البحث

1- الحدود الموضوعية: اقتصر البحث الحالي على بعض مهارات استخدام التقويم البديل التي حددتها الباحثتان؛ (التقويم المعتمد على الأداء - التقويم باستخدام ملف الانجاز - التقويم باستخدام المقابلة - التقويم باستخدام الملاحظة - التقويم باستخدام الأعمال الکتابية - التقويم باستخدام خرائط المفاهيم )

2- الحدود المکانية : اقتصر البحث على ملاحظة الطلاب المعلمين بالفرقة الرابعة شعبة إعداد معلم الحاسب الآلي بکلية التربية النوعيةـ جامعة المنصورة ـ فرع منية النصر أثناء تدريبهم الميداني بمدرسة ميت الخولي التابعة لإدارة منية النصر التعليمية بمحافظة الدقهلية.

3- الحدود الزمنية : تم تطبيق البحث في الفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 2018/2019.

أدوات البحث

1- قائمة بمهارات استخدام التقويم البديل التي يجب أن يمتلکها الطالب المعلم والتي تم إعدادها في ضوء رؤية مصر 2030 .(إعداد الباحثتان)

2- اختبار تحصيلي موضوعي لقياس التحصيل المعرفي لمهارات استخدام التقويم البديل . (إعداد الباحثتين)

3- بطاقة ملاحظة لقياس الجانب الأدائي لمهارات استخدام التقويم البديل . (إعداد الباحثتين)

4- مقياس اتجاه للتعرف على اتجاهات الطلاب المعلمين نحو استخدام التقويم البديل . (إعداد الباحثتين)

تحديد مصطلحات البحث

التقويم البديل Alternative Evaluation

عرفه(Lepp, 2010, 9) بأنه: عملية تستخدم لتحديد مدى إتقان المتعلمين لموضوع ما، من خلال الرد على سؤال ما أو حل مشکلة بدلا من إجباره على اختيار إجابة .

کما عرفه (فهمى يونس ، 2010،2227 ) بأنه: التقويم من خلال تقديم مهام أدائية تمثل مواقف حياتية تتطلب التفکير والممارسة من قبل الطالب، وبالتالي ملاحظة ومتابعة أداء الطالب لهذه المهام ليتم من خلالها الحکم على إنجازه . ويعرفه ( Volodina, 2011, 12) على أنه: القدرة على تطبيق ما تم تعلمه في مهام واقعية في العالم الحقيقي.

ويعرف التقويم البديل إجرائيا بأنه: التقويم الذى يعکس أداء الطالب المعلم بکلية التربية النوعية في المجالات المختلفة، من خلال مواقف ومهام حقيقية يقوم بعملها من خلال مجموعة من الأنشطة التي يستعين بها لقياس هذا الأداء.

مهارات التقويم البديل Alternative evaluation skills

يمکن تعريف مهارات التقويم البديل في البحث الحالي بأنها: قدرة الطالب المعلم على الأداء المتقن في استخدام الأشکال المختلفة للتقويم البديل، وتتضمن المهارات في هذه الدراسة جانبين هما الجانب المعرفي ويقاس بالدرجة التي يحصل عليها الطالب المعلم في الاختبار التحصيلي المعد لهذا، وکذلک الجانب الأدائي والذى يقاس بالدرجة التي يحصل عليها الطالب في بطاقة الملاحظة المعدة لهذا الغرض .

الطالب المعلمStudent teacher :

هو من تلقى مهارات وإرشادات، ومجموعة خبرات مختلفة في مجالات الإعداد والتدريب في کليات التربية النوعية، ومن خلالها يمکن أن يمارس دورة کمعلم ويختبر قدراته ويتأکد من حسن أدائه لمهاراته.(محسن زايد،2013،74)

ويقصد به في البحث الحالي: الطالب المعلم بالفرقة الرابعة شعبة إعداد معلم الحاسب الآلي- بکلية التربية النوعية ـ جامعة المنصورة فرع منية النصر.

رؤيـــة مصر 2030 Egypt vision 2030:

تبنت هذه الرؤية مفهوم التنمية المستدامة کإطار عام يقصد به تحسين جودة الحياة في الوقت الحاضر بما لا يخل بحقوق الأجيال القادمة في حياة أفضل .www.sdsegypt2030.com

فروض البحث :

1- توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار التحصيل المعرفي لمهارات استخدام التقويم البديل لصالح التطبيق البعدي.

2- توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي لبطاقة ملاحظة الأداء لمهارات استخدام التقويم البديل لصالح التطبيق البعدي.

3- توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي على مقياس الاتجاه نحو استخدام التقويم البديل لصالح التطبيق البعدي.

أدبيات البحث:

مفهوم التقويم البديل

بناء على الانتقادات التي وجهت للتقويم التقليدي الذى يرکز على قياس الجانب المعرفي لدى المتعلمين ظهر التقويم البديل، کمحاولة لتغيير الممارسات السائدة في قياس وتقويم أداء الطلاب، وهذا التغير نتيجة التطور في الاتجاهات الفکرية والنظريات التربوية والتي تستند عليها عمليات التقويم .

وقد استمد التقويم البديل فکرته من النظرية البنائية التي ترى أن المعرفة بنائية يساهم في تکوينها مجموعة عوامل تدور حول الطالب وما يمتلکه من المعارف والمهارات(صلاح الدين محمود علام ،2009 ،125)

ونظرا لحداثة مصطلح التقويم البديل Alternative Evaluation فقد تعددت المصطلحات المرادفة لهذا المفهوم، کالتقويم البنائي Constructive Evaluation والتقويم الکيفي Qualitative Evaluation والتقويم الطبيعيNatural Evaluation ، کل تلک المفاهيم والمصطلحات المتعددة تحمل في مضامينها فلسفة جديدة للتقويم ويعد مصطلح التقويم البديل أکثر تلک المصطلحات انتشارا وعمومية. (مصطفى نمر، 2010،54) ويعرفه (Casas, 2011, 190) أنه التقويم الذى يرکز على ما يفعله ويقوله الطلاب ويفکرون ويشعرون به عند قيامهم بعملية التعلم عن واقعهم الفعلي في محاولة منهم لتحقيق أهدافهم. کما يعرفه (هلال الزهراني، 2013،32) بأنه التقويم الذى يستخدم فيه المعلم أدوات ومهام وإجراءات حقيقية متصلة بأداء المتعلم لمهام حقيقية من واقع الحياة . لإثبات مدى تمکنه المعرفي والمهارى من المهمات المطلوبة منه. کذلک عرفه (wikstrom, 2010, 140) بأنه: عملية مستمرة يشترک فيها الطالب والمعلم في إصدار أحکام موضوعية عن أداء الطالب وتحسينه باستخدام مجموعة من الأساليب والاستراتيجيات، مثل مهام الأداء وملفات الإنجاز.

 ويتضح مما سبق أن مفهوم التقويم البديل يرکز على الطالب من خلال أدائه لمهام واقعية ذات معنى بالنسبة له تساعده في النمو جميع مناحي الحياه .

أهمية استخدام المعلم للتقويم البديل:

تزيد أهمية التقويم البديل مع مرور الوقت ولا سيما في عصر يتسم بالانفجار المعرفي ويزخر بکم هائل من الأدوات والتقنيات العصرية وذلک يؤثر على المعلم ذاته ليطور من نفسه ويمکن استخلاص أهمية التقويم البديل بالنسبة للمعلم في الآتي : (صلاح الدين علام ،2009،164).

• تزويده بالمعلومات عن ما حققه تلاميذهم من نتائج وأهداف تعليمية .
• تمکينه من إعادة صياغة الأهداف التعليمية الخاصة بالتلاميذ .
• تحديد أفضل الطرق والأساليب التي تؤدى إلى تحسين العملية التعليمية .
• مساعدته في اختيار المصادر والوسائل الأکثر فاعلية في عملية التعليم والتعلم .
• تمکينه من مقارنة نتائج التلميذ بنفسه وبمجموعة أخرى من التلاميذ .

خصائص التقويم البديل :

عملية التقويم الجيدة تکتسب أهميتها من خلال توافر خصائص ومعايير اتفق عليها عدد من الباحثين (صلاح الدين علام، 2009،170) (wikstrom, 2010) (عادى الخالدي، 2014،430) (موسى جابر وآخرون، 2018،101) وهى کالتالي :

1- يستهدف التقويم البديل تنمية مهارات التفکير العليا کالتحليل والترکيب والتقويم وحل المشکلات وتنفيذ المشاريع والنقد والتقويم وما يرتبط به من إصدار للأحکام .

2- يعتمد على استخدام أدوات ووسائل متنوعة لتقويم أداء الطلاب في مواقف التعلم المختلفة.

3- يکشف عن الفروق الفردية للمتعلمين .

4- يستند إلى مجموعة من المهام الأدائية تتطلب إنشاء استجابات .

5- يقوم على تقويم سلوک المتعلم والأداء المرجو منه .

6- يهتم بسياق التعلم عند تقويم مستوى أداء الطالب .

7- يرکز على شمولية التقويم لکافة مستويات الأداء ولکل مجالات التعلم .

8- يعمل على الربط بين عمليات التقويم وعمليات التدريس القائمة .

9- يترجم أهداف التعلم إلى مهمات تطبيقية من واقع الحياة يقوم بها المتعلم بحيث تکشف عن أدائه .

10- مستمر فهو يسير جنبا إلى جنب مع عملية التدريس وهو ملازم لکل نشاط يقوم به الطالب أو يشارک فيه.

وظائف التقويم البديل في ضوء رؤية مصر للتعليم 2030 :

1-  توفر نتائج التقويم البديل معلومات تساعد في اتخاذ قرارات، لتحديد مستوى المدارس من أجل تحقيق رؤية التعليم 2030 .

2-  يساهم التقويم البديل في تحقيق مخرجات تعليمية من المؤسسات التربوية (معلم المستقبل) يواکب متطلبات معلم القرن الحادي والعشرين .

3- يقدم التقويم البديل معلومات عن أداء المتعلمين تؤثر في عملية التعليم والمناهج الدراسية وتطويرها؛ حيث أنه يعطى بيانات کمية وکيفية متنوعة تعطى تصور أکثر واقعية .

4-  يعطي التقويم البديل مراقبة وتوثيق لتقدم المتعلمين نحو تحقيق مستويات معيارية أکاديمية تتوافق مع رؤية مصر للتعليم 2030 .

5-  ينشط الطالب ويحفزه على الإنجاز ويقلل قلق الاختبارات .

6-  يعطي التقويم البديل تقويما على نطاق واسع لمجال التعلم حيث يحقق تأثيرا على البرامج الدراسية وعمليات التعليم والتعلم .

7-  ينمى التقويم البديل المهارات العليا لدى الطلاب مما يتفق مع رؤية مصر للتعليم2030.

8-  يحقق التقويم البديل مبدأ التقويم المستمر للمتعلم بما يتواکب مع رؤية مصر للتعليم2030 .

9-  يستخدم مع کافة أنواع الطلاب على اختلاف أعمارهم وقدراتهم العقلية .

وترى الباحثتان أن التقويم البديل له أثر إيجابي على العلاقة المتبادلة بين المعلم وطلابه بالإضافة إلى قناعه المتعلم بالدرجة التي يحصل عليها کما أن له دور في تعدد مصادر التعلم المستخدمة وتوسيع مجال التعلم وعدم حصره على مادة تعليمية محددة ومصدر واحد وهذا يتوافق مع رؤية مصر للتعليم 2030 .

مهارات استخدام التقويم البديل :

تتعدد مهارات استخدام التقويم البديل وتختلف باختلاف المهام التي يراد تقويمها ويمکن تحديد أبرز وأهم هذه المهارات کما حددها عدد من الباحثين في دراسات سابقة (خالد صلاح، 2006،415) (عوض الزبيدي،2008،52) (عبد الله السعدوى،2010 ، 185) (wikstrom, 2010) (فهد العليان،2014، 60) (موسى جابر،2018، 110) وهي کالآتي :-

1- مهارات استخدام التقويم المعتمد على الأداء: يتيح هذا النوع من التقويم للطالب توظيف المهارات التي تعلمها في مواقف حياتيه جديدة تحاکى الواقع، مُظهره مدى إتقانه لما تعلمه في ضوء النتاجات التعليمية المراد إنجازها ويندرج تحت هذا الأسلوب عدد من الفعاليات التي يمکن أن تحدد مجالا لتطبيق هذا الأسلوب کالمحاکاة ولعب الأدوار والعروض التقديمية والمناظرات، ويتميز التقويم المعتمد على الأداء بأنه واقعى وشامل يرکز على العمليات ، وهو يتيح للمتعلم أن يکون إيجابي، ويشارک في وضع معايير تقويم الأداء ومستوياته، کما أنه مرن حيث يعطى فرصة لتعديل إجراءاته ومهامه من قبل المعلم والمتعلم بناءا على التغذية الراجعة، وهو يتميز بأن يعطى المتعلم مجالا للدفاع عن أدائه بالحجج والبراهين. (عادل المغذاوي ، 2015) .

2- مهارات استخدام التقويم بالأعمال الکتابية :أو کما يطلق عليه البعض التقويم بالورقة والقلم ويعتمد هذا النوع من التقويم على الاختبارات بأنواعها بما تقدمه من أدوات معدة بإحکام تمکن المعلم من قياس قدرات الطلبة ومهاراتهم في مجالات محددة، تظهر مستوى امتلاکهم للمهارات العقلية والأدائية المتضمنة في النتاجات التعليمية لمحتوى دارسي تعلموه سابقا.

 وتکمن أهمية هذا الأسلوب فيما يقدمه للمعلم من معرفة بمواطن الضعف في أداء الطلبة وقياس مستوى تحصيلهم ومدى تقدمهم فيه، مما يزود المعلم وولي الأمر بالتغذية الراجعة حول أدائه .

3- مهارات استخدام التقويم بالملاحظة: يعتمد التقويم باستخدام الملاحظة على جمع المعلومات عن سلوک المتعلم ووصفه وصفا لفظيا، وهو من أنواع التقويم النوعي وتدون فيه سلوکيات المتعلم من قبل المعلم أو المرشد أو الأقران أو ولى الأمر، حيث تعرف الملاحظة بأنها رصد لأداء الطالب في موقف تعليمي معين على الواقع من قبل الملاحظ بغرض جمع المعلومات تمهيدا لتحليلها وإصدار الحکم على الطالب. (عبد الحکيم مهيدات ،2009،86)، وهى عملية مقصودة يقوم بها المعلم أو الملاحظ من خلال توجيه جميع حواسه بقصد متابعة المتعلم في موقف معين من أجل الحصول على معلومات تفيد في الحکم عليه وتقويم مهاراته وقيمه وسلوکه وأخلاقياته وطريقة تفکيره ويتميز أسلوب التقويم القائم على الملاحظة بأنه يمکن من خلاله الحصول على معلومات عن بعض نتاجات التعلم التي لا يمکن توفيرها بواسطة الطرق الأخرى للتقويم کما يوفر معلومات کمية ونوعية عن نتاجات التعلم ويتم فيها ملاحظة قدرات المتعلم في مواقف حقيقية کما يمکنها توفير بيانات ومعلومات يمکن أن تکشف عن اتجاهات الطلاب وقيمهم في مواقف غير مصطنعة .

4- مهارات استخدام التقويم بالمقابلة: تعددت تعريفات التقويم باستخدام المقابلة فيعرفها (حسن زيتون، 2007،52) بأنها لقاء بين المعلم والمتعلم محدد مسبقا يمنح المعلم فرصة للحصول على معلومات تتعلق بأفکار المتعلم واتجاهاته نحو موضوع معين، کما يعرفها (عبد القادر کراجة،2008 ،93) بأنها لقاء منظم يتم وجها لوجه بين من يجرى المقابلة والشخص المقابل وتعتمد على التفاعل اللفظي الذى يقوم على الأسئلة والإجابة عنها بغية تحقيق الهدف منها، وتهدف المقابلة إلى التوسع في جمع البيانات عن الطالب والتي لا يمکن جمعها بالطرق الأخرى، وتوثيق الصلة بين المعلم والطالب وإکساب الطالب الثقة بذاته وبرأيه، وتتطلب المقابلة عند استخدامها کأسلوب للتقويم توافر التخطيط والتنظيم الجيد قبل إجرائها والفهم المتبادل والتعاون الإيجابي بين المعلم والمتعلم أثناء إجراءها .

5- مهارات استخدام التقويم بملف الانجاز: أو کما تعرف بملفات البورتفوليو أو سجلات الأداء بأنها عبارة عن سجلات للتعلم والتقويم يتجمع فيها عينات ممثلة من أعمال المتعلمين التي توضح مستوى تحصيلهم وتقدمهم وجهدهم وتمثل کل مخرجات وعمليات التعلم وقد ترکز على مجال دراسي معين أو أکثر من مجال (کمال زيتون وعادل البنا، 2007،187)، وهى تضم سجلات تراکمية تحتوى على وثائق تعتبر بمثابة أدلة يتم تجميعها على مستوى معارف وخبرات المتعلم ومهاراته واتجاهاته (Harris, M, 2009,82)، وبهذا فملفات الإنجاز تهدف إلى مشارکة الطالب بفاعلية في اختيار وتنظيم محتوى ما يدرسه فهو مصدر التعلم کما أنه يتمکن من تأمل أعماله ويمارس النقد الذاتي ويتعلم الموضوعية والقدرة على تعرف قدراته والحکم على إنجازاته وتتنوع ملفات الإنجاز ما بين ملفات للأعمال وملفات لمتابعة تقييم الطالب وملفات لمتابعة النمو (عبد الرحمن العرابي،2014 ،62). ونظرا لأن ملفات الإنجاز تستخدم في تقويم الطلبة فإنه ينبغي العناية بتحديد الغرض منها ومحتواها فهي ليست وعاء يحتوى على أنشطة الطالب بل هي تکتشف عما يعرفه الطالب وما يستطيع أداءه في مجال دراسي معين .

6- مهارات استخدام التقويم بخرائط المفاهيم : تعد خرائط المفاهيم من الأساليب البديلة لتقويم الطلاب؛ حيث تساعد الطلاب على ربط المفاهيم المتشابهة مع بعضها البعض وتساعد على تنمية مهارات التفکير لدى الطلاب من خلال وضع تصور لخريطة المفاهيم وبنائها وتدريبهم على ربط الأفکار (عبد الحکيم مهيدات،2009 ،46) ويعرفها (Wandersee, 2010 , 260) بأنها عبارة عن رسم تخطيطي لتوضيح مجموعة من المعاني المتضمنة في إطار من الاقتراحات وهذا الرسم يکون ثنائي البعد يمثل العلاقات بين المفاهيم وهى تبدأ بالمفاهيم الأکثر شمولية ثم تتبع المفاهيم الفرعية وتنتهى بالمفاهيم الأکثر خصوصية وأمثلة عليها . ويعتمد دور المعلم على تعليم الطلاب بناء خرائط المفاهيم من خلال تقديم الأمثلة وتوضيح کيفية بناء خريطة المفاهيم في شکل خطوات مبسطة والتدرج في تدريبه من خلال إعدادها على مراحل وإتاحة الفرص لهم للتدريب على استخدامها .

الدراسات السابقة:

اهتمت العديد من الدراسات بعدد من الموضوعات حول التقويم البديل وحول استخدامه عموما؛ فقد أکدت دراسة (Muthchler, 2006)على أهمية التقويم البديل کطريقة جديدة من طرق التقويم الحديث حيث أنها تشجع الطلبة على تعلم المعلومات الجديدة بطريقة ترتبط بالحياة وأکدت أن التقويم البديل يقدم عددا من الحلول المختلفة للمشکلات التربوية التي تواجه المعلمين داخل الصف، بينما دراسة (Wikstrom, 2010)قامت بالتعرف على أساليب التقويم الواقعي البديل المستخدمة في المدارس العامة واتجاهات المعلمين نحو استخدامها وأشارت النتائج إلى أن هناک من المعلمين من يستخدم الأساليب التقليدية للتقويم، في حين يستخدم نسبة کبيرة منهم استراتيجيات التقويم البديل وأغلبها المناقشات الصفية والعروض التقديمية والمشروعات الفردية والجماعية. وفى دراسة أجراها (Caliskan, 2010) والتي هدفت إلى معرفة أدوات التقويم (التقليدية والبديلة) التي يستخدمها معلمو الدراسات الاجتماعية فقد أظهرت النتائج أن معظم المعلمين يسعون إلى تطبيق أدوات تقليدية في حين أن القليل منهم يلجأ إلى استخدام أدوات التقويم الحديثة .بينما اهتمت دراسة (Bramwell, 2014) بالتعرف على أثر استخدام المعلمين لخرائط المفاهيم کأحد استراتيجيات التقويم البديل على المهارات المعرفية لدى الطلاب، وأظهرت الدراسة مکاسبا تفوق تلک التي يمکن تحقيقها في الصفوف التي تستخدم الطريقة التقليدية مما يؤکد أهمية استخدام المعلمين لخرائط المفاهيم کطريقة للتقويم، کذلک قامت دراسة(فهد العليان ، 2014) بالتعرف على اتجاهات المعلمين نحو استخدام التقويم البديل في تعلم الرياضيات من خلال استبانة قام بتصميمها الباحث وأظهرت نتائج الدراسة أن اتجاهات عينة الدراسة نحو استخدام التقويم البديل إيجابي بدرجة عالية، أيضا استهدفت دراسة (معزوز علاونة، 2014) التعرف على الاحتياجات التدريبية في استراتيجيات التقويم البديل عند معلمي الرياضيات وأوصى الباحث بضرورة إعداد برامج تدريبية للمعلمين قبل وأثناء الخدمة بهدف تطوير مهاراتهم في استخدام التقويم البديل، کما أکدت دراسة(Robin Bachelor,2015) على ان استخدام اساليب مختلفة من التقويم البديل مثل التقويم القائم على اداء المهام خلال عملية التعلم ساعد الطلاب على الحصول على نتائج ناجحة، وجاءت دراسة(Rizaldy Hanifa,2017) توضح على فعالية استخدام ملفات الانجاز کأداة تقييم تعزز من قدرات الطلاب وتحثهم على المشارکة في عملية التعلم بصورة ملحوظه. وقد أکدت دراسة (محمد يوسف السنوسي، 2017) على أهمية التقويم التربوي البديل في تنمية کفايات الطالب المعلم بکليات التربية؛ حيث أوصت الدراسة بضرورة استخدام الأساليب لإعداد الطالب وتدريبه على الابتکار، وضرورة استخدام أساليب التقويم الغير تقليديه وقبول التقويم البديل کأحد الحلول لإعداد الطالب المعلم إعداد جيد .

من العرض السابق للدراسات نلاحظ أن هناک اتفاقا على أهمية استخدام التقويم البديل بدلا من التقويم التقليدي وأنه أکثر ملائمة لمواکبة متطلبات العصر ورؤية مصر للتعليم 2030 التي ترکز على فعالية المتعلم مثل دراسة (Muthchler, 2006) في حين أوضحت بعض الدراسات اتجاهات إيجابية من خلال المعلمين والطلاب نحو استخدام التقويم البديل مثل دراسة (فهد العليان ، 2014)، کما رکزت بعض الدراسات على بعض أساليب التقويم البديل دون غيرها من الأساليب وأثبتت فعاليتها في تحسين مکاسب عملية التعلم مثل دراسة (Bramwell, 2014) ودراسة((Rizaldy Hanifa,2017في حين أکدت بعض الدراسات على ضعف استخدام المعلمين لأساليب وأدوات التقويم البديل واکتفوا بالتقويم التقليدي مثل دراسة (Caliskan, 2010) .

وقد استفادت الباحثتان من تلک الدراسات في التعرف على أهمية التقويم البديل وأساليبه المختلفة للاستعانة بها في إعداد قائمة مهارات استخدام التقويم البديل اللازمة للطلاب المعلمين عينه الدراسة .

منهج البحث :

استخدمت الباحثتان المنهج الوصفي، لتحديد قائمة مهارات استخدام التقويم البديل اللازمة للطلاب المعلمين بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة فرع منية النصر، في حين استخدمتا المنهج التجريبي للتعرف على أثر التصور المقترح للدراسة على تنمية مهارات استخدام التقويم البديل لدى الطلاب المعلمين عينه الدراسة والتعرف على اتجاهاتهم نحو استخدامه أثناء تدريبهم الميداني.

مجتمع وعينة البحث :

يتکون مجتمع الدراسة من طلاب الفرقة الرابعة کلية التربية النوعية جامعة المنصورة فرع منية النصر . وتم اختيار العينة لسهولة التطبيق حيث تقوم الباحثتان بالتدريس لهذه الفئة اضافة الى مشارکتهما في الاشراف على مجموعات التدريب الميداني.

التصميم التجريبي للبحث:

استخدمت الباحثتان التصميم التجريبي ذو المجموعة الواحدة للتعرف على أثر التصور المقترح في تنمية مهارات استخدام التقويم البديل لدى الطلاب المعلمين بکلية التربية النوعية اثناء تدريبهم الميداني في ضوء رؤية مصر 2030 وتم اختيار عينة البحث بحيث تکونت من 25 طالب وطالبة من طلاب شعبة إعداد معلم الحاسب الآلي بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة فرع منية النصر ليتم تطبيق أدوات الدراسة عليهم تطبيقا قبليا وبعديا للتعرف على أثر التصور المقترح في تنمية مهارات استخدام التقويم البديل لديهم والتعرف على اتجاهاتهم نحو استخدامه أثناء تدريبهم الميداني .

إجراءات البحث:

تتحدد إجراءات البحث الحالي فيما يلي:

أولا : إعداد قائمة مهارات استخدام التقويم البديل:

 للإجابة عن التساؤل المتعلق بمحتوى قائمة مهارات استخدام التقويم البديل تم ذلک من خلال الاطلاع على المراجع والدراسات التي تناولت التقويم البديل وتحديد عدد من المهارات التي رأت الباحثتان ضرورة تضمنيها في القائمة، وتم تضمين تلک المهارات في استبيان بهدف تحديد مدى ملائمة هذه المهارات من وجهة نظر عدد من الأساتذة والمتخصصين في المناهج وطرق التدريس*.

حيث تم تقسيم الاستبيان إلى مجموعة أبعاد تمثل المهارات الأساسية اللازم توفرها لدى الطالب المعلم في استخدام التقويم البديل في ضوء رؤية مصر 2030 يندرج تحتها مجموعة من المهارات الفرعية المتضمنة وأمام کل مهارة مقياس ثلاثي التقدير (هام ـ متوسط الأهمية ـ قليل الأهمية) .

واشتمل الاستبيان على(6) مهارات رئيسية يندرج تحتها مجموعة من المهارات الفرعية المتضمنة وبلغ العدد الکلى للمهارات بالقائمة (48) مهارة ويتضح ذلک من الجدول رقم (1)

جدول رقم (1)

مهارات استخدام التقويم البديل

تم تطبيق الاستبيان على عينة تتضمن مجموعه من المتخصصين في المناهج وطرق التدريس وذلک للتعرف على مدى ملائمة المهارات الواردة بالقائمة لطلاب کلية التربية النوعية.

ويوضح الجدول رقم (2) ما أسفرت عنه نتائج التطبيق من خلال الأهمية النسبية لمهارات استخدام التقويم البديل للطالب المعلم في ضوء رؤية مصر 2030 .

جدول رقم (2)

الأهمية النسبية لمهارات استخدام التقويم البديل للطلاب المعلمين

من استعراض الجدول السابق يتضح أن:

1- أعلى نسبة أهمية لمهارات استخدام التقويم البديل 90% .

2- أقل نسبة بلغت 70% وهى نسبة مقبولة للاتفاق على المهارات الواردة بالقائمة .

لذا تعتبر الباحثتان أن کل مهارة من المهارات الواردة بالقائمة ذات أهمية وسوف يتم الاستعانة بها لإعداد (التصور المقترح وبطاقة الملاحظة) وتم وضع القائمة في صورتها النهائية*

ثانيا : إعداد بطاقة ملاحظة مهارات استخدام التقويم البديل لدى الطلاب المعلمين أثناء تدريبهم الميداني

تم إعداد البطاقة للإجابة عن التساؤل الرابع للبحث واختبار صحة الفرض الثاني.

بناء بطاقة الملاحظة .

تم بناء بطاقة الملاحظة بناء على مهارات استخدام التقويم البديل السابق تحديدها وقد احتوت البطاقة على عدد (6) مهارات أساسية وعدد (41) مؤشر للأداء لکل مهارة منهم .

وتم تحديد أسلوب تسجيل الملاحظة من خلال ثلاث مستويات لتقدير الأداء (کبيرة ـ متوسطة ـ ضعيفة) وتعطى ثلاث درجات في حالة اختيار کبيرة ودرجتان في حالة اختيار متوسطة ودرجة واحدة في حالة اختيار ضعيفة .

ضبط بطاقة الملاحظة :

تم ضبط بطاقة الملاحظة من خلال :

1- حساب صدق البطاقة

للتأکد من صدق البطاقة تم عرضها على مجموعة من المحکمين وذلک لتحديد مدى ملائمة العبارات لملاحظة الأداء المطلوب ملاحظته ومدى شمولية فقرات البطاقة ومدى سلامة الصياغة اللغوية، وتم إجراء التعديلات وفق أراء المحکمين ووضع کل الصياغات في الفعل المضارع لجميع عبارات بطاقة الملاحظة.

2- حساب ثبات البطاقة

حيث قامت الباحثتان بحساب معامل ثبات بطاقة ملاحظة مهارات استخدام التقويم البديل باستخدام معامل الفا کرونباخ حيث طبقت البطاقة على عينة من طلاب کلية التربية النوعية بخلاف عينة البحث وبعد رصد النتائج وإجراء المعاملات الإحصائية کانت قيمة الثبات(0.78) وهى قيمة ثبات مقبولة إحصائيا.

وبذلک تم وضع بطاقة الملاحظة في صورتها النهائية *

ثالثا : إعداد الاختبار التحصيلي المعرفي لمهارات استخدام التقويم البديل لدى الطلاب المعلمين بکلية التربية النوعية

للإجابة عن التساؤل الثالث للدراسة في ضوء الأهداف والمحتوى العلمي للتصور المقترح لتنمية مهارات استخدام التقويم البديل لدى الطلاب المعلمين بکلية التربية النوعية في ضوء رؤية مصر 2030 قامت الباحثتان ببناء الاختبار التحصيلي کما يلى :

الهدف من الاختبار

يهدف الاختبار إلى قياس التحصيل المعرفي لمهارات استخدام التقويم البديل لدى الطلاب المعلمين بکلية التربية النوعية أثناء تدريبهم الميداني .

صياغة مفردات الاختبار

تم صياغة مفردات الاختبار لقياس الجانب المعرفي لدى الطلاب وقد راعت الباحثتان أن تکون مفردات الاختبار في مستوى طلاب عينة البحث، وقد تکون الاختبار من (30) مفردة تم تقسيمها کالتالي:

- (20) سؤالا من أسئلة الصواب والخطأ .

- (10) أسئلة من أسئلة اختيار من متعدد.

صدق الاختبار

للتأکد من صدق الاختبار ومناسبته تم عرضه على مجموعة من المتخصصين في المناهج وطرق التدريس لإبداء الرأي حول مدى مناسبة الاختبار لمستوى الطلاب، ومناسبة المفردات لقياس الجانب المعرفي المفاهيمي لمهارات استخدام التقويم البديل، وصحة الصياغة اللغوية لمفردات الاختبار، وفى ضوء أراء السادة المحکمين وتوجيهاتهم تم إجراء التعديلات حول الصياغة اللغوية لبعض مفردات الاختبار تيسيرا لفهمها.

إجراء التجربة الاستطلاعية للاختبار

بعد إجراء التعديلات على مفردات الاختبار تم تطبيق الاختبار استطلاعيا على مجموعة مکونه من (20) طالب بالفرقة الرابعة بکلية التربية النوعية بجامعة المنصورة فرع منية النصر بخلاف عينة البحث، وذلک للتحقق من وضوح الصياغة اللغوية للاختبار وتعليماته، وحساب صدق الاتساق الداخلي للاختبار، کذلک حساب ثبات الاختبار وحساب زمن الاختبار.

وبعد تطبيق الاختبار وتصحيحه أسفرت التجربة عن النتائج الآتية :

1- الصياغة اللغوية لأسئلة الاختبار وتعليماته مناسبة وواضحة للطالب.

2- ثبات الاختبار

تم حساب معامل ثبات الاختبار بطريقة ألفا کرونباخ للأبعاد والدرجة الکلية کاملا، وقد تراوحت ما بين (0.79 و0.89) وهى قيمة عالية تشير إلى ثبات الاختبار .

3- زمن الاختبار

تم حساب زمن الاختبار من خلال حساب متوسط الزمن الذى يستغرقه الطلاب في الإجابة عن الاختبار ، وقد بلغ( 25) دقيقة وبإضافة (10) دقائق محددة لکتابة البيانات وقراءة التعليمات يکون الزمن الکلى للاختبار (35) دقيقة .

وبذلک تم وضع الاختبار في صورته النهائية*.

رابعا : إعداد التصور المقترح للإجابة عن التساؤل الثاني للبحث

لما کان الهدف الاساسي لهذا البحث هو وضع تصور مقترح لتنمية مهارات استخدام التقويم البديل لدى الطلاب المعلمين أثناء تدريبهم الميداني جاء التصور على النحو التالي:

الهدف العام من التصور المقترح:

تدريب طلاب کلية التربية النوعية على مهارات استخدام التقويم البديل أثناء تدريبهم الميداني تماشيا مع منظومة التقويم الشامل ورؤية مصر للتعليم2030.

فلسفة التصور المقترح:

انطلاقا من أهمية التقويم في العملية التعليمية ولما له من دور واضح يؤديه لتطوير وتحسين منظومة التعليم؛ لذا فإنه من الأهمية بمکان أن تولي مؤسسات إعداد المعلم اهتماما خاصا بهذا العنصر، بشکل يحقق أهداف التعلم بصورة شاملة، فالمتعلم ا­­لکفء هو من يملک من المهارات ما يؤهله لتقويم طلابه من کافة الجوانب المعرفية و المهارية والوجدانية، وهذا ما توفره أدوات التقويم البديل والتي يمکن التدريب عليها لتنمية مهارات التقويم لدى المعلم وصولا إلى مخرجات التعلم المطلوبة.

تم تحديد المحتوى العلمي للتصور المقترح في ضوء مجموعة من الاعتبارات وهي :

1- قائمة المهارات التي تم إعدادها سابقا .

2- الاطلاع على المحتوى العلمي للأدبيات المرتبطة بمجال التقويم البديل.

واشتمل التصور المقترح على عدد( 6) محاور ارتبط محتوى کل محور بمهارة من مهارات استخدام التقويم البديل؛ حيث تناول المحتوى المفاهيم المرتبطة بکل مهارة بالإضافة إلى أفکار لتطبيق المهارة مع التلاميذ، والمشاکل والمعوقات التي يمکن أن تواجه استخدام کل مهارة، ودور المعلم عند تطبيق کل مهارة، کذلک دور المتعلم.

المدة الزمنية لتطبيق التصور المقترح .

استغرق تطبيق المحتوى (5) أسابيع بمعدل مرتين أسبوعيا (10 جلسات) (بواقع ساعتان لکل جلسه ) مع الأخذ في الاعتبار الجلسات التمهيدية والختامية وتطبيق أدوات البحث.

وسائل تقويم التصور المقترح

1- القياس القبلي : وهو باستخدام بطاقة الملاحظة التي تم إعداداها لقياس مهارات استخدام التقويم البديل ، والاختبار التحصيلي المعرفي لمهارات استخدام التقويم البديل.

2- التقويم التکويني : وهو تقويم مستمر أثناء تطبيق المحتوى ومتابعة أداء الطلاب أثناء تواجد الطلاب بالتدريب الميداني.

3- التقويم النهائي : وهو تقويم للحکم على مدى تحقيق أهداف التصور المقترح وتم ذلک من خلال تطبيق أدوات الدراسة ومقارنة النتائج بالتطبيق القبلي للأدوات.

وقد تم عرض المحتوى على عدد من السادة المتخصصين في المناهج وطرق التدريس وعلم النفس وذلک لإبداء آرائهم حول مدى ملائمة المحتوى للهدف المطلوب منه ومناسبته لعينة الدراسة وقد نال المحتوى إعجاب السادة المحکمين وأشادوا بإمکانية تحقيق نتيجة فعاله من تطبيق هذا التصور المقترح، وتم وضع التصور المقترح في شکله النهائي*.

خامسا : إعداد مقياس اتجاه الطلاب المعلمين نحو استخدام التقويم البديل

للإجابة عن التساؤل الخامس للبحث تم الاطلاع على العديد من مقاييس الاتجاهات بصيغها المختلفة تبعا لموضوعات الاتجاهات التي تناولها کل مقياس وذلک للاستفادة منها في صياغة الفقرات المناسبة للمقياس الذى سوف يتم بنائه ، وتم تحديد الأبعاد التي تکون بمجملها بنية الاتجاه نحو استخدام التقويم البديل .

وصف المقياس :

تکون المقياس في صورته الأولية من (35) عبارة متمحورة حول اتجاهات الطلاب المعلمين نحو استخدام التقويم البديل؛ حيث تم إعداد المقياس وفقا لطريقة ليکرت (Likert) بحيث يظهر الطالب ما إذا کان يوافق بشدة أو متردد أو غير موافق على کل عبارة وتتدرج الموافقة لتعطى قيم تتراوح ما بين (3) أوافق (2) متردد (1) غير موافق، والدرجة المرتفعة هنا تدل على الاتجاهات الموجبة والدرجة المنخفضة تدل على الاتجاهات السالبة ومجموع الاجابة على تلک العبارات يمثل اتجاهات الطلاب نحو استخدام التقويم البديل.

الخصائص السيکومترية للمقياس

للتحقق من صدق المقياس قامت الباحثتان بالإجراءات التالية :

1- صدق المحکمين

تم عرض المقياس بصورته الأولية على عدد من الخبراء في مجال المناهج وعلم نفس والتقويم والقياس بجامعة المنصورة؛ لتحديد وضوح کل مفردة وملائمتها للقياس بوجه عام، وللبعد الذى وردت فيه وما يتطلب من حذف أو إضافة مفردات أخرى، وحصلت جميع المفردات على نسبة اتفاق أکثر من (85%) وبهذا يتمتع المقياس بدرجة عالية من الصدق .

2- الاتساق الداخلي للمقياس

تم حساب الاتساق الداخلي للمقياس وذلک باستخراج معامل ارتباط بيرسون بين درجة کل فقرة من فقرات المقياس والدرجة الکلية التي تنتمى إليه ، وکذلک بين درجة کل بعد والدرجة الکلية للمقياس ککل والجدول رقم (3) يوضح هذه النتائج:

جدول رقم (3)

معاملات الارتباط بين مفردات المقياس والدرجة الکلية لکل بعد على حده

يتضح من الجدول رقم (3) أن جميع قيم معاملات ارتباط المفردات بالدرجة الکلية لکل بعد فرعى، تنتمى إليه دالة احصائيا عند مستوى (0.01) وهذا يشير إلى تمتع مفردات المقياس بدرجة عالية من الاتساق،

کما تم حساب معاملات ارتباط الأبعاد الفرعية لمقياس الاتجاه نحو استخدام التقويم البديل لدى الطلاب المعلمين مع الدرجة الکلية للمقياس وجاءت قيم معاملات الارتباط کما يوضحها الجدول (4)

جدول رقم (4)

التجانس الداخلي بالنسبة لأبعاد المقياس مع الدرجة الکلية للمقياس

** دالة عند مستوى 0.01

يتضح من الجدول رقم (4) أن جميع قيم معاملات الارتباط بين أبعاد المقياس والدرجة الکلية للمقياس دالة عند مستوى 0.01

2- ثبات المقياس

تم حساب الثبات باستخدام ألفا کرونباخ بالنسبة لکل بعد على حده وللمقياس ککل ويوضح الجدول (5) نتائج الثبات .

جدول رقم (5)

قيم معاملات ثبات مقياس الاتجاه نحو استخدام التقويم البديل

يتضح من الجدول (5) أن جميع قيم معاملات الثبات جاءت مرتفعة ودالة ، وهذا يدل على أن المقياس يتمتع بدرجة عالية من الثبات .

وبناء على ما سبق أصبح المقياس في صوته النهائية يشتمل على(30) عبارة خبرية موزعة على(6) أبعاد*.

نتائج البحث ومناقشتها :

أولا : اختيار صحة الفرض الأول للبحث والذى ينص على أنه:

"توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار التحصيل المعرفي لمهارات استخدام التقويم البديل لصالح التطبيق البعدي".

وللتحقق من الفرض استخدمت الباحثتان اختبار (ت) للعينات غير المرتبطة ويوضح جدول رقم (6) نتائج ذلک

جدول رقم (6)

نتائج اختبار (ت) لدالة الفرق بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي للاختبار التحصيلي المعرفي لمهارات استخدام التقويم البديل

يتضح من الجدول السابق وجود فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطي درجات المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي للاختبار التحصيلي حيث کانت قيمة (ت) المحسوبة (24.80) وهى أکبر من قيمة (ت) الجدولية عند مستوى دلالة (0.05) وهذا الفرق لصالح التطبيق البعدي والذي بلغ متوسط درجاته (22.15) وهو أکبر من متوسط درجات التطبيق القبلي والذى بلغ متوسط درجاته (14.33) مما يدل على الأثر الإيجابي للتصور المقترح في تنمية الجانب المعرفي لمهارات استخدام التقويم البديل لدى الطلاب عينة البحث .

وللتعرف على حجم التأثير استخدمت الباحثتان مربع إيتا (η²) والذى يتم حسابه من المعادلة

             = η² والتي بلغت قيمتها 0.676

وهو حجم تأثير کبير، حيث يعنى أن التباين الذى أحدثه المتغير المستقل وهو التصور المقترح على مهارات استخدام التقويم البديل لدى الطلاب المعلمين کبير .

مناقشة نتائج الفرض الأول:

يمکن مناقشة نتائج الفرض الأول للبحث الحالي وتفسيرها في ضوء ما لاحظته الباحثتان على عينة البحث أثناء إجراء التجربة، وما تم من معالجة احصائية للفرض لاختبار صحته، وما تم التوصل إليه من نتائج وذلک کما يلى:

بناء على النتائج السابقة يتم قبول الفرض الأول للبحث والذى ينص على أنه "توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات طلاب المجموعة البحثية في التطبيقين القبلي والبعدي لاختبار التحصيل المعرفي لمهارات استخدام التقويم البديل لصالح التطبيق البعدي".

وربما يرجع ذلک إلى ما يوفره محتوى التصور المقترح الذى تم إعداده من فرصة لتنمية مهارات الطلاب المعلمين في استخدام التقويم البديل، حيث اشتمل التصور المقترح على وسائل لجذب انتباه الطلاب بطريقة غير نمطية مما جعلهم يرکزون انتباههم لاستيعاب المحتوى التعليمي المقدم لهم .

ويتفق ذلک مع دراسة (لمياء محمد حمزه،2014) ،(خالد احمد عبدالعال،2017) و دراسة (Razmawaty Mohamed and Othman Lebar,2017) وجميعهم اتفقوا مع البحث الحالي على أن تدريب الطالب المعلم على أساليب التقويم البديل له جليل الأثر على أدائه مع طلابه.

وبهذا تمت الإجابة على التساؤل الثالث للبحث والذى ينص على ما فعالية التصور المقترح على التحصيل المعرفي لمهارات استخدام التقويم البديل لدى الطلاب المعلمين أثناء تدريبهم الميداني في ضوء رؤية مصر 2030.

ثانيا : اختبار صحة الفرض الثاني والذى ينص على أنه :

"توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي لبطاقة ملاحظة الأداء لمهارات استخدام التقويم البديل لصالح التطبيق البعدي".

استخدمت الباحثتان اختبار (ت) للعينات غير المرتبطة يوضح الجدول رقم(7)

جدول رقم (7)

نتائج اختبار (ت) لدلالة الفرق بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي

 لبطاقة الملاحظة لمهارات استخدام التقويم البديل

يتضح من الجدول السابق وجود فروق ذات دلالة احصائية بين متوسطي درجات التطبيقين القبلي والبعدي لبطاقة الملاحظة لمهارات استخدام التقويم البديل للطلاب ، حيث کانت قيمة (ت) المحسوبة أکبر من قيمة (ت) الجدولية عند مستوى دلالة 0.05 وهذه الفروق لصالح التطبيق البعدي والتي کانت جميع قيم متوسطات درجاته في المهارات المختلفة أکبر من متوسطات درجات الطلاب في التطبيق القبلي.

وللتعرف على فعالية التصور المقترح لتنمية مهارات استخدام التقويم البديل، تم حساب معامل التأثير واستخدمت الباحثتان مربع إيتا η²والذى بلغت قيمته (0.96) وهو معامل تأثير کبير مما يدل على أن الأثر الذى ترکه تطبيق التصور المقترح کان قويا على تنمية مهارات استخدام التقويم البديل لدى طلاب المجموعة البحثية، أي أن التباين الذى أحدثه المتغير المستقل على المتغير التابع (الجانب الأدائي للمهارات) کان کبير وبهذا فقد تمکنت الباحثتان من إجابة السؤال الرابع للبحث والذى ينص على "ما فعالية استخدام التصور المقترح على أداء الطلاب لمهارات استخدام التقويم البديل".

مناقشة نتائج الفرض الثاني وتفسيرها

   يمکن تفسير النتائج السابقة في ضوء الآتي:

1- أتاحت عملية التطبيق فرصة للطلاب أثناء تدريبهم الميداني لخوض التجربة العملية لعملية التقويم بأنفسهم بدلا من معلم الفصل .

2- تخلص الطلاب من الشعور بالإحراج من تکرار الشرح وطرح الأسئلة باستخدامهم أساليب متنوعة للتقويم .

3- تدريب الطلاب من خلال تطبيقات التصور المقترح للدراسة ساعد على وجود بيئة تعليمية تربوية أفضل لحدوث عملية التقويم من قبل الطلاب لتلاميذهم .

   مما سبق يتضح لنا أن المؤسسات التربوية المسئولة عن إعداد المعلمين على اختلاف تخصصاتهم تحتاج إلى تضمين مهارات حديثة يکتسبها الطلاب المعلمين ليکونوا قادرين على العطاء في سوق العمل بما يتفق مع استراتيجية التنمية المستدامة ورؤية مصر 2030 .

ثالثا : اختبار صحة الفرض الثالث والذى ينص على :

"توجد فروق دالة إحصائيا بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي على مقياس الاتجاه نحو استخدام التقويم البديل لصالح التطبيق البعدي".

تم استخدام اختبار ت لدلالة الفروق بين المجموعتين ويتضح ذلک من الجدول التالي :

جدول رقم (8)

دلالة الفروق بين متوسطي درجات طلاب المجموعة التجريبية في التطبيقين القبلي والبعدي

لمقياس اتجاه الطلاب المعلمين نحو استخدام التقويم البديل

يتضح من الجدول السابق:

أنه توجد فروق دالة بين متوسطي درجات التطبيقين القبلي والبعدي لمقياس اتجاه الطلاب المعلمين نحو استخدام التقويم البديل لصالح المتوسط الأعلى وهو متوسط التطبيق البعدي.

ومن العرض السابق لنتائج البحث تکون الباحثتان قد أجابتا على السؤال الرئيس للبحث وهو:

ما فعالية التصور المقترح لتنمية مهارات استخدام التقويم البديل لدى الطلاب المعلمين بکلية التربية النوعية جامعة المنصورة أثناء تدريبهم الميداني واتجاهاتهم نحو استخدامه في ضوء رؤية مصر للتعليم 2030 .

توصيات البحث

في ضوء ما توصلت إليه الدراسة من نتائج يمکن الخروج بالتوصيات التالية:

1- الاهتمام باستخدام التقويم البديل في جميع المؤسسات التعليمية .

2- تدريب جميع الطلاب المعلمين في جميع التخصصات على استخدام التقويم البديل .

3- استکشاف أثر استخدام التقويم البديل على تفاعل التلاميذ بالمدارس في الفصل الدراسي .

4- تطوير تقويم الطلاب المعلمين من خلال استخدام التقويم البديل .

5- تضمين المقررات التربوية وخاصة مقررات المناهج وطرق التدريس لمهارات استخدام التقويم البديل اللازمة للطلاب المعلمين .

6- عمل برامج تدريبية وورش عمل مستمرة للمعلمين في مختلف التخصصات على استخدام مختلف أساليب التقويم البديل .

7- توفير الامکانات المادية والبشرية التي من شأنها تسهيل عملية تطبيق التقويم البديل .

8- عمل برامج تدريبية لمديري المدارس لمساعدتهم في فهم متطلبات تطبيق التقويم البديل .

9 العمل على اعداد دليل إجرائي للمعلمين لاستخدام اساليب التقويم البديل وإجراءات ممارساتها في عملية التعليم.

مقترحات لبحوث أخرى

1- إجراء دراسات في استخدام استراتيجيات التقويم البديل لدى الطلاب الموهوبين والتأکد من فاعليتها .

2- اعداد أدوات التقويم البديل في المدارس والمؤسسات التعليمية بمختلف مراحلها لتحقيق رؤية مصر 2030.

3- عمل دراسة تقويمية للتعرف على مدى امتلاک المعلمين بمؤسسات التعليم الأساسي والثانوي لمهارات التقويم البديل .

4- دراسة معوقات تطبيق التقويم البديل بالمراحل التعليمية المختلفة .

5- القيام بدراسات مستقبلية وافية حول سبل تفعيل مهارات معلمي المراحل التعليمية المختلفة في استخدام التقويم البديل .