الحرف اليدوية بمصر كمصدر للنحت المعاصر

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 دارسة بقسم التربية الفنية - كلية التربية النوعية – جامعة المنصورة

2 أستاذ النحت ورئيس قسم التربية الفنية سابقا ـ كلية التربية النوعية ووكيل كلية رياض الأطفال لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة سابقا جامعة المنصورة

3 أستاذ الخزف المتفرغ بقسم التربية الفنية ـ كلية التربية النوعية– جامعة المنصورة

المستخلص

يستهدف البحث التنوع في مصادر الرؤية والاستلهام لدى النحات وتوثيق مختارات من الحرف اليدوية بمصر من خلال صياغتها في عمل نحتي معاصر. ويشتمل البحث على عشرة تماثيل لمجموعة حرف متمثلين في الحرفي والأعمال العشرة من خامة البوليستر ، وقد أكسبت ألوان الخامة اللون النحاسي كي تطابق خامة النحاس وأكسدته. وتوصل البحث إلى مجموعة من النتائج أهمها: أن الحرف اليدوية والصناعات التقليدية جزء لا يتجزأ من التراث الشعبي، وهي تشكل أهم النشاطات الأساسية لدى المجتمع الإنساني، ولها صلة كبيرة بتاريخ الشعوب وحضارته وثقافته، فهي مهارات موروثة تتناقلها الأجيال من جيل إلى جيل مكونة تراث شعبي حي ومتطور، ولها أصالة مميزة تتسم بالصفة الابتكارية.

تمهيد:

    تستخلص الباحثة من الدراسة النظرية ودراسة أعمال الفنانين الذين اهتموا بالفنون وخاصة الفنون والثقافات الشعبية وغيرهم من الفنانين الذين تناولوا الحرف اليدوية أو الأعمال النحتية ذات الصبغة الشعبية.

    ومن خلال دراسة الباحثة لبعض أعمال الفنانين التي يمكنها ان تساهم في ابتكار أعمال نحتية، استلهمت الباحثة أعمالها من المضمون الثقافي الشعبي لدى الانسان المصري صاحب الحرفة اليدوية. وتسعى الباحثة في هذه التجربة إلى تعميق الرؤية الفنية لدى النحات بما يكسبه القدرة على التأمل وتكوين تصورات متعددة تساعد في صياغة وإنتاج إبداعات من الأعمال النحتية الجمالية.

1 ـ الفكرة التي قامت عليها التجربة:

قامت الباحثة بإجراء تجارب في محاولة لتحقيق أهمية دراسة التراث الشعبي المصري عامة والحرف الشعبية خاصة، من الجانب الفلسفي والجمالي لاستحداث منحوتات معاصرة ذات صياغات تشكيلية تثري مجال النحت.

 ولأن الحرف الشعبية هي حلقات متتالية من الارتباط التاريخي لارتباط الظاهرة الابداعية للحرف الشعبية بالإبداع الفني المعاصر، والتي لا تتوافر عند الكثير من الفنانين الآخرين، والذين يمارسون فنهم من خلال القواعد الأكاديمية المعروفة.

لذلك قامت الباحثة بعمل منحوتات للحرف الشعبية التي ترتبط ارتباط مباشر بالفن التلقائي بما تحمله من قيم تشكيلية وأهداف من الفكر والخيال والإبداع والتي تثري بنائية التشكيل النحتي المعاصر القائم على دعائم ورؤى تشكيلية من الفن الشعبي والحرف الشعبية المصرية بالاستلهام وتوظيف عناصره من الحرف الشعبية وهذا يؤكد على إثراء الفكرة والمضمون في التجربة الذاتية للأعمال النحتية المعاصرة نظرًا لتنوع الأساليب التقنية التشكيلية التي قمت بتشكيلها على خامة البولي استر بالتشكيل المباشر على الخامة مما أعطى صياغات تشكيلية معاصرة متغيرة عن الحرف الشعبية بدلالات ذات أبعاد فلسفية وجمالية وتعبيرية ليستفيد منها طلاب قسم التربية الفنية بصفة عامة والنحت بصفة خاصة.

2ـ أهداف التجربة:

تهدف التجربة الخاصة بالباحثة إلى ما يلي:

تهدف التجربة الذاتية إلى الفكر والتخيل للعناصر المتعددة للحرف الشعبية اليدوية بوعي تنظيمي من حيث البناء والتكوين والخطوط والمسطحات وأيضًا الاتزان والايقاع داخل العمل النحتي المعاصر بأسلوب يتسم بالأصالة والمعاصرة للتعبير عن الحرف الشعبية بتنوع الصياغات التشكيلية والفنية وبنائها داخل التكوين العمل النحتي، حتى يتحقق التصور الجمالي والرؤية الشعبية الجمالية في آن واحد، ليكون في هذه الحالة تعبيرًا لفن نوعي له سمائه وأسلوبه الفريد الممثل لقيم وراثية باعتباره فنًا شعبيًا يتسم بالحسن الجمالي المعبر عن الموروث الشعبي للحرف الشعبية واليدوية في مجال الفن النحتي والفنون التشكيلية، والذي يمثل الإبداع الفني منه نقطة ارتكاز في عملية الشكل المجسم المعبر عن الحرف الشعبية بأسلوب متجدد في الفكر والخيال والحلول الفنية ومعالجة السطوح واتزان العمل النحتي مع الربط للمشاهد لتحقيق القيم التشكيلية والتعبيرية في العمل النحتي المعبر عن الحرف الشعبية المختلفة.

3 ـ أهمية التجربة:

ا   اجتهدت الباحثة إلى التعبير عن بعض الحرف الشعبية من خلال صياغات تشكيلية لوضع حلول تتجاوز الحدود البسيطة لإشكالية المعالجة التشكيلية للعمل النحتي من تعبيرات تساعد على فهم المضمون الفكري التشكيلي بشكل عام والفلسفة الجمالية للفكرة في بناء الرؤية التشكيلية الشعبية كمصدر من مصادر التميز الموضوعي والجمالي والبنائي للصياغات الفنية وتحرير الأسلوب الجمالي الذي يستمد منه أهمية التجربة الذاتية.

 4ـ وسائط التجربة:

اعتمدت الباحثة على اتباع منهجية ثابتة في التشكيل النحتي المباشر على الخامة البولي استر والتلوين من خلال ما يلي:

 (أ) الخامة:

   استخدمت الباحثة خامة اللدائن المتمثلة في خامة البولي استر والتي استندت عليها الباحثة بالتشكيل المباشر للعمل النحتي والذي يسهم في وضوح الفكرة والموضوع التعبيري للحرف الشعبية سواء كانت "صانع المراكب أو راعي الغنم أو البائع المتجول أو الحلاق الشعبي".. وغيرها من تلك الأعمال النحتية والتي ساهمت في الإضافة والثراء الفني في النحت المباشر من ملامح على سطح العمل وتأثيرات جمالية على جسم العمل وأيضًا عملية الطلاء و بالأكسدة البرونزية القديمة لكي تحافظ على قيمتها اللونية على التأكيد على حقيقة الخامة البولي استر وليونتها وكثافتها وأهميتها بالنسبة للباحثة وأيضًا إلى نجاح التجربة الذاتية للبحث.

(ب) التقنية المستخدمة:

   قدمت الباحثة من التجربة الذاتية عشرة أعمال فنية نحتية متناولة فيه التجريب والدراسة للحرف الشعبية بأسلوب التشكيل المباشر على خامة البولي استر متناولاً القيم التعبيرية والجمالية للحرف الشعبية بفكر معاصر.

(ج) التشكيل المباشر على الخامة:

   يمكن توضيح مدى إمكانية التشكيل على الخامة في النقاط التالية:

  • دراسة الحرف الشعبية وإعداد الفكرة الملائمة بالاستخدام النحتي المجسم.
  • دراسة نوع الخامة الدائمة والتي يتم تشكيلها بواسطة أدوات النحت المناسبة لكل مرحلة في التشكيل.
  • تهذيب سطح العمل النحتي باستخدام أدوات ومعدات الصقل والتنعيم الملائمة سواء يدوية أو كهربائية.
  • تكرار التشكيل والتهذيب والصقل وعمل بعض الملامس على السطح العمل النحتي هي الوصول إلى الرؤية الجمالية حسب الحرفة المعبر عنها
  • إجراء تثبيت التكوين النحتي على قواعد خشبية مناسبة لكل مهنة.
  • تلوين الشكل النحتي بالألوان المجنزرة لتعطي الإحساس بالشكل القديم بلغة الحوار الشكلي وربط الماضي والحاضر في المهن الشعبية وفكر الباحثة وارتباطه بالعمل النحتي المعاصر.

5ـ الأبعاد الجمالية والبنائية لأعمال التجربة.

  • التنوع والتوثيق العلاقة بين الباحثة والحرف الشعبية بما يتوافق مع الفكرة.
  • التنوع بالفكر الجمالي لموضوع المهن الشعبية للتفكير والتذوق الفني.
  • اختلاف التكوينات والأفكار مع ثبات موضوع المهن الشعبية المختلفة.
  • التوافق الحركي والوضع التشريحي لكل مهنة مع الاتزان في التكوين النحتي.
  • الاهتمام بالفراغ المحيط للقيم التشكيلية للعمل النحتي لشكل المهنة.

 6 ـ أعمال التجربة الذاتية :

قامت الباحثة من خلال التجربة الذاتية القائمة على دراسة المهن الشعبية من حيث الاستلهام والتشكيل المباشر المستوحي من المهن الشعبية والمنفذة جميعهم بخامة البولي استر ودورها في إثراء التشكيل النحتي وتشمل عشرة أعمالاً مستوحاه من المهن الشعبية القديمة وتأتي مصحوبة بدراسة تحليلية لعناصر التكوين للمهنة واتجاهات وأسلوب التشكيل من شكل رقم (90) إلى شكل رقم (99أ).

 

العمل الأول     شكل رقم (90، 90 أ)

 

الخامة المستخدمة

:

خامة البولي استر

الأبعاد

:

30×18×14

اسم العمل

:

البائع المتجول

أسلوب التشكيل

:

مباشر على خامة البولي استر

نوع التشكيل

:

نحت مجسم (ثلاثي الأبعاد)

تحليل وتوصيف العمل

حسدت الباحثة هذا العمل لحرفة البائع المتحول في الحواري والأزقة من الواقع الشعبي شخصية البائع المتجول ونظراته الثاقبة ورصانه واتزان كتلة البائع ممسكًا بذراعية الطاولة التي يوضع عليها منتجاته المختلفة مع ثقل الطاولة بتشكيل درامي محكم في حجم البائع وعناصره مع ارتداء الزي المناسب للشخصية ووضعه التشريحي المتزن مع ثقل الطاولة بالمنتجات المختلفة، كل هذه العناصر قد حققتها الباحثة من خلال عملية النحت المباشر لخامة البولي استر والتي أعطت دلالات تعبيرية تصل إلى الملتقى من خلال الصدق التعبيري والبساطة والإبداع في التكوين شخصية البائع المتجول بالتأكيد على قيمة التراث الشعبي لهذه الشخصية وأيضًا مع الجمال الظاهر من خلال الشكل النحتي لشخصية هذه المهنة الشعبية.

 

العمل الأول ـ شكل رقم (90)

البائع المتجول ـ  بولي استر

 

منظر أمامي ـ العمل الأول ـ شكل رقم (90أ)

البائع المتجول ـ  بولي استر

 

العمل الثاني   شكل رقم (91، 91أ)

 

الخامة المستخدمة

:

خامة البولي استر

الأبعاد

:

20×17×12

اسم العمل

:

حرفة عامل النظافة

أسلوب التشكيل

:

مباشر على خامة البولي استر

نوع التشكيل

:

نحت مجسم (ثلاثي الأبعاد)

 

تحليل وتوصيف العمل

نشعر أمام هذا العمل النحتي بالحب والإنسانية وأيضًا الشقاء بوضوح الفكرة وبسحر طابعه الجسمي والجمالي وانسيابه واندماج خطوطه المختلفة وببلاغة التعبير وهذا ما قصدته الباحثة من دلالات ترمز وتعبير عن واقع لحرفة عامل النظافة من صميم الحياة المصرية، نجد في هذا العمل القدرة على إحداث التوازن وإحكام عناصر العمل ممسكًا بيديه اليمنى المقشة ويده اليسرى حبل البؤجة المملوءة بالأشياء والبقايا مع ثقل وزنها، ويلاحظ بشكل واضح الاتزان في كتلة العمل مما أكسب العمل رؤية جمالية ليشعر المتلقي بالتفاعل مع كتلة العمل ومحاكاته والتي يرتكز على قاعدة خشبية مستطيلة تناسب حجم العكل الفني النحتي لشخصية مهنة عامل النظافة من خلال العمل الفني النحتي لشخصية مهنة عامل النظافة من خلال تشكيلات وزعتها الباعثة برؤية تشكيلية ذات مضمون تعبيري محكم برؤية جمالية معبرة ضمن مفردات التشكيل النحتي المجسم.

 

العمل الثاني   شكل رقم (91)

عامل النظافة ـ بولي استر

 

 

العمل الثاني   شكل رقم (91أ)

عامل النظافة ـ بولي استرـ منظر أمامي

 

العمل الثالث   شكل رقم (92، 92أ)

 

الخامة المستخدمة

:

خامة البولي استر

الأبعاد

:

40×25×18

اسم العمل

:

مهنة الحلاق الشعبي

أسلوب التشكيل

:

مباشر على خامة البولي استر

نوع التشكيل

:

نحت مجسم (ثلاثي الأبعاد)

تحليل وتوصيف العمل الفني

قديمًا في الأحياء الشعبية لم يكن الحلاق الشعبي يمتلك محلاً ثابتًا بل يتجول في الأزقة وشوارع المدينة حاملاً معه أدواته المعروفة كالمقص، المشط، المرآة وكرسي الجلوس، ومهنة الحلاقة من المهن الشعبية المصرية القديمة حيث يفرشون الأرض في أحد أركان السوق أو تحت الكباري على الأرض لممارسة عملية الحلاقة وأمامه الشخص الآخر (الزبون) وهذا ما جسدته الباحثة في مشهد فني متكامل الأركان في صياغة وترجمة تشكيلية لمهنة الحلاقة من البساطة بالمعالجة التشكيلية لإظهار شخص الحلاق والزبون ممسكًا بيده المرآة لكي يرى وجهه أثناء عملية الحلاقة بمشهد جميل في الحركة حيث قامت الباحثة بتسجيل كل هذه العناصر وصياغتها في تكوين جمالي من عنصر الإيقاع بين الشخصين في التعبير لما لها من دور هام في إثراء ووضوح القيمة التعبيرية لهذا العمل.

 

العمل الثالث   شكل رقم (92)

الحلاق الشعبي ـ بولي استر

 

 

العمل الثالث   شكل رقم (92أ)

الحلاق الشعبي ـ بولي استر ـ منظر من الجانب الآخر

العمل الرابع   شكل رقم (93، 93أ)

 

الخامة المستخدمة

:

خامة البولي استر

الأبعاد

:

30×15×12

اسم العمل

:

مهنة المطرب الشعبي

أسلوب التشكيل

:

مباشر على الخامة

نوع التشكيل

:

نحت مجسم (ثلاثي الأبعاد)

 

تحليل وتوصيف العمل الفني

قدمت الباحثة موضوع عصري جديد لشكل المطرب الشعبي برؤية عصرية تشكيلية متماسكة العناصر في وضع تشريحي ملائم لشخصية المطرب ممسك بيده المايك والسلك ملفوف حول رقبته لما يفعلونها المطربون في هذا العصر بالحركة والحيوية في تكوين تشكيلي بسيط ولكنه غني بالتشكيل النحتي لشخصية مهنة المطرب الشعبي والتي صيغت جميها برؤية تعبيرية واضحة القيم التشكيلية بصورة توافقية مع الخامة المستخدمة لهذا العمل الفني وهي خامة البولي استر ذات التشكيل المباشر وأيضًا اختيار اللون المناسب يمتزج بين القديم والمعاصر في سياق حركي وفقًا لمحددات وجمال كتلة التمثال والذي يرتكز على قاعدة خشبية ذات التدرج كأنه تمثال ميداني لمهنة المطرب الشعبي.

 

العمل الرابع   شكل رقم (93)

المطرب الشعبي ـ بولي استر

 

 

العمل الرابع   شكل رقم (93أ)

المطرب الشعبي ـ بولي استر ـ  منظر أمامي

العمل الخامس      شكل رقم (94، 94أ)

 

الخامة المستخدمة

:

خامة البولي استر

الأبعاد

:

35×30×22

اسم العمل

:

مهنة صانع المراكب

أسلوب التشكيل

:

النحت المباشر على الخامة

نوع التشكيل

:

نحت مجسم (ثلاثي الأبعاد)

 

التحليل الفني ووصف العمل النحتي

قدمت الباحثة في هذا العمل النحتي بعدًا تشكيليًا وتعبيريًا لشكل مهنة صانع المراكب من حيث التنوع في الشكل والمسطحات والعناصر المناسبة لكتلة هذا العمل المعبر عن شخصية المراكبي وهو ممسك بيده أدوات تصنيع المركب من خلال بنائية معمارية مع التجانس بمفردات العناصر التي أحدثت توازن في الإيقاع التشكيلي المحكم بالعناصر الأساسية لفن النحت كان لها الأثر في تكامل الرؤية الفلسفية والجمالية التي تحمله كتلة العمل بالصفة الصرحية حيث أكدت على أهمية الخامة البولي استر في بناء العمل من خلال حوار ممتع للرؤية لتؤكد عمق الفكرة والمضمون وأيضًا اختيار اللون المناسب لهذه المهنة "المراكبي" مما أكسبها التكامل التشكيلي في العمل النحتي.

 

العمل الخامس   شكل رقم (94)

صانع المراكب ـ بولي استر

 

العمل الخامس   شكل رقم (94أ)

صانع المراكب ـ بولي استرـ من زاوية أخرى

العمل السادس      شكل رقم (95، 95أ)

 

الخامة المستخدمة

:

خامة البولي استر

الأبعاد

:

35×30×12

اسم العمل

:

مهنة راعي الأغنام

أسلوب التشكيل

:

النحت المباشر على الخامة

نوع التشكيل

:

نحت مجسم (ثلاثي الأبعاد)

 

التحليل الفني ووصف العمل النحتي

هذا العمل النحتي المعبر عن مهنة راعي الأغنام وهي أشهر المهن في شوارع القاهرة قديمًا ونظرًا لم يتطرق إليها الباحثين والدارسين فهي في جملتها تميل إلى قوة العناصر بين الإنسان والحيوان التي تمت بمعالجة حرفية من القيم التشكيلية لإظهار كتلة وجمال العمل النحتي لمهنة راعي الغنم وهو جالس في هدوء مع بعض الأغنام وكأنهم في لغة حوار لفظي برؤية محكمة البناء التشكيلي والوضع التشريحي للشخص المهنة الجالس وتطويعه على الخامة المستخدمة في هذا العمل النحتي بالتباين والحركة والحيوية بين جميع عناصر هذا العمل مع إخفاء خلفية الشجرة كأنها في حالة ترقب لتعطي ظلالها للإنسان والحيوان في تنسيق بديع وهذا ما عبرت عنه الباحثة من تجسيد شخصية راعي الأغنام وما تحمله من سمات وتفاصيل دقيقة لصياغة هذا العمل النحتي في النقل من الواقع المرئي إلى الواقع التشكيلي للعمل النحتي المعبر عن هذه المهنة "راعي الغنم"

 

العمل السادس   شكل رقم (95)

راعي الغنم ـ بولي استر

 

العمل السادس   شكل رقم (95أ)

راعي الغنم ـ بولي استرـ من زاوية أخرى

 

العمل السابع   شكل رقم (96،96أ)

 

الخامة المستخدمة

:

خامة البولي استر

الأبعاد

:

30×25×12

اسم العمل

:

مهنة بائع الخبز

أسلوب التشكيل

:

النحت المباشر على الخامة

نوع التشكيل

:

نحت مجسم (ثلاثي الأبعاد)

 

تحليل وتوصيف العمل الفني

   يعبر هذا العمل هم مهنة بائع الخبز والذي كان يتجول في الشوارع والأزقة وهو على دراجة ممسكًا بالدراجة بثبات وليونة في الحركة مع وجود طاولة الخبز على رأسه لتؤكد على الإحساس بالحركة التي تشكل منها هذا العمل النحتي لبائع الخبز في تناغم السطوح التي تشكل كتلة العمل النحتي في بناء تشكيلي محكم لافت الانتباه مع ربط العمل بقاعدة مستطيلة الشكل ليربط بين مجال مهنة بائع الخبز والقاعدة بأسلوب مميز في التكوين وربط العناصر بعضها ببعض وهذا ما جسدته الباحثة بمعالجة تشكيلية تعبيرية وكأنها تتحرك فيه الخطوط ببساطة نحو الفراغ في انسيابه تراكب سكون واستقرار كتلة العمل النحتي لمهنة بائع الخبز.


 

العمل السابع   شكل رقم (96)

بائع الخبز ـ بولي استر

 

 

العمل السابع   شكل رقم (96أ)

بائع الخبز ـ بولي استرـ من زاوية أخرى

العمل الثامن   شكل رقم (97، 97أ)

 

الخامة المستخدمة

:

خامة البولي استر

الأبعاد

:

40×15×15

اسم العمل

:

مهنة الزمار

أسلوب التشكيل

:

النحت المباشر على الخامة

نوع التشكيل

:

نحت مجسم (ثلاثي الأبعاد)

 

تحليل وتوصيف العمل الفني

   يعبر هذا العمل عن مهنة عازف المزمار بزيه القديم المتجانس مع الشخصية من خلال العمل النحتي ليؤكد الإحساس على المضمون برؤية تشكيلية معاصرة والمعبرة عن اندماج العازف بالآلة ممسكًَا بيديه الآلة برفق فتتحول وحدة العمل في النهاية إلى الألحان التي تناسب وتطرب الآذان من خلال الحوار التشكيلي الكامل باختيار العناصر سواء من الرؤية لتشبع رغبة وتذوق المتلقي بزوايا العمل النحتي لمهنة العازف باختيار الخامة واللون المناسب للشكل النهائي في تجانس حركي وفقًا لمحددات جمال كتلة التمثال بحوار خارجي بين المتلقي ووحدة العمل ككل.


 

العمل الثامن   شكل رقم (97)

الزمار ـ بولي استر

 

 

العمل الثامن   شكل رقم (97أ)

الزمار ـ بولي استر ـ زاوية أخرى

 

العمل التاسع   شكل رقم (98، 98أ)

 

الخامة المستخدمة

:

خامة البولي استر

الأبعاد

:

40×18×15

اسم العمل

:

مهنة عازف الصاجات النحاسية

أسلوب التشكيل

:

النحت المباشر على الخامة

نوع التشكيل

:

نحت مجسم (ثلاثي الأبعاد)

 

التحليل الفني ووصف العمل

   قدمت الباحثة موضوع مهنة عازف الطاسات بالموالد الشعبية وبعض الفرق الموسيقية القديمة وخاصة الأفراح والجنازات، وهذه المهنة لم يتطرق إليها بعض الدارسين والباحثين وذلك لندرة هذه المهنه والتي جسدتها الباحثة بعمق الرؤية التشكيلية المتماسكة العناصر في وضع متراص بجانبها البعض من اتزان لشخصية صاحب المهنة ممسكًا في يديه شكل الطاسات في تشكيل متزن مع حركة الوضع التشريحي للشخص في تعبير جمالي والمرتكز على قاعدة خشبية والتي أضيفت جميعها برؤية تعبيرية واضحة القيم التشكيلية في فن النحت بصورة جيدة مع تفاعل الشكل بالخامة المستخدمة وأيضًا عنصر اللون الذي يرمز بالأكسدة القديمة وهذا ما أكده نجاح هذا العمل لشخصية مهنة عازف الطاسات وفقًا لجمال كتلة التمثال.

 


 

العمل التاسع   شكل رقم (98)

عازف الصاجات النحاسية ـ بولي استر

 

 

العمل التاسع   شكل رقم (98أ)

عازف الصاجات ـ بولي استر ـ زاوية أخرى

 

العمل العاشر   شكل رقم (99، 99أ)

 

الخامة المستخدمة

:

خامة البولي استر

الأبعاد

:

35×25×18

اسم العمل

:

مربية الطيور

أسلوب التشكيل

:

النحت المباشر على الخامة

نوع التشكيل

:

نحت مجسم (ثلاثي الأبعاد)

 

التحليل والوصف الفني للعمل النحتي

   قامت الباحثة بالتشكيل الفني المباشر على الخامة البولي استر لمهنة مربي الطيور وله ندرة في جمال التكوين التشكيلي المحكم والفني بالعناصر النحت مثل الاتزان ورصانة الكتلة للتمثال واضعًا ذراعيه ممتد للأمام وعليه الطائر بثبات وقوة في جمال التعبير بمعالجة تشكيلية نادرة في توافق العناصر والتي أعطت دلالات تعبيرية تصل إلى الملتقى من خلال الصدق في التعبير والبساطة مع تأكيد قيمة المهنة مربي الطيور وأيضًا يدي الأخرى ممسك (بمقطف) بشكل جمالي في خلق رؤية جمالية معبرة عن الثراء الفني والنحتي قيمة فنية معاصرة ومناسبة بتكوين هذا العمل والمثبت على قاعدة خشبية لتعطي كيان تشكيلي لتكوين العمل النحتي المجسم.


 

العمل العاشر   شكل رقم (99)

مربية الطيور ـ بولي استر

 

 

العمل العاشر   شكل رقم (99أ)

مربية الطيورـ بولي استر ـ زاوية أخرى

 

 

ثانيا : نتائج البحث :

من خلال قيام الباحثة بإجراء الدراسة النظرية والتجربة الذاتية للبحث للتحقق من صحة الفروض، خلص البحث للنتائج الآتية:

  1. أن الفن عامة والنحت خاصة منذ القدم في أضفاء الصفات الوجدانية والجمالية على ما يستخدمه الانسان من الأشكال والأشياء الشخصية والدينية والانتيكات، فالفن جزء من كيان المجتمع ومؤثر على الأفراد والذي يجعلهم يتجهون إلى كل ما هو جميل والقصد هنا بالجميل هو كل ما يحمل قيما حسيه تمتع النفس وتسر العين ، بالإضافة الى خصائصها النفعية والتي يستخدمها الناس في حياتهم اليومية ومن هنا جاء الاتجاه إلى التأكيد على دور الفن في تأكيد الصفات الحسية والجمالية لكل ما ينفع الناس .
  2. تمثل الحرف اليدوية منظومة علمية وثقافية لفنون وصناعات مختلفة، يغير فيها الحرفيون بين الحين والآخر، وتتنوع فيها أساليب الأداء عبر العصور تبعا لما يطرأ على المجتمع من عاداته وتقاليده واحتياجاته من التغير والتطور والتحول.
  3. أن الحرف اليدوية والصناعات التقليدية جزء لا يتجزأ من التراث الشعبي، وهي تشكل أهم النشاطات الأساسية لدى المجتمع الإنساني، ولها صلة كبيرة بتاريخ الشعوب وحضارته وثقافته، فهي مهارات موروثة تتناقلها الأجيال من جيل إلى جيل مكونة تراثا شعبيا حيا ومتطورا، ولها أصالة مميزة تتسم بالصفة الابتكارية.
  4. إن الفن ظاهره حضارية تتطور مع التاريخ ، وتتأثر بأوضاع المجتمع وتتفاعل مع غيرها من الظواهر الاجتماعية الأخرى.
  5. أن المجتمع وما يحتويه من عناصر وعلاقات شكليه وتشكيليه مؤثره على الثقافة التشكيلية للفرد والذي من خلال هذه الثقافة التشكيلية ، يستطيع المتذوق أن يحس بكثير من العوامل التي لا تستطيع الكلمات أن تفي بالترجمة والتعبير عنها ، وهي العلاقات التشكيلية الموجودة في أي مجتمع بين عناصره في المنزل والشارع والعمل وكل مناحي الحياه وما بها من قيم جمالية للصور والتناغم للخطوط والكتل بالنسبة إلى بعضها البعض ، فيستطيع بذلك المتذوق أن ينفعل بما حوله فينفعل وجدانهم بذلك الانفعال الممتع والذي يحس به الفنان في ابراز الزاوية التي ينظر منها إلى الأشياء ، حين يدرك المشاهد ما ارتسم في مخيلة الفنان من ذلك الموضوع الذي ينم عن الالهام في الفكرة المتعلقة به والتعبير عنه من خلال لوحه او  تمثال وما ينطوي عليه كليهما في التكوين والانشاء وروعة الخيال وشاعرية  الأداء.

 

المراجع

1)       معجم المهن والحرف، خصائص المهن الاساسية – اهدافها واسلوب الاداء ، دكتور ذكي احمد ذكي احمد بدوي – دار الكتاب المصري

2)       ابداع الفن وتذوقه ، محمود البسيوني ، دار الكتب الحديثة

3)       الفنون الشعبية / الهيئة المصرية العامة للكتب

4)       محمد انور شكري : الفن المصري القديم  منذ اقدم عصوره وحتي نهاية الدولة القديمة

5)       فن النحت الحدادة في الفن المصري القديم وبلاد النهرين عبد النبي عبد الرسول عبد الحليم جامعة المنيا ماجستير 2007

المراجع الأجنبية :

Mohsen Bayod: Con saltant the Oxford companion to Art Edited by Harold