هدفت الدراسة الحالية إلى تقييم فعالية برنامج علاجي مصمم لتحسين مهارات التواصل غير اللفظي لدى الأطفال ذوي الإعاقة السمعية المصحوبة باضطراب طيف التوحد. اعتمدت الدراسة على المنهج شبه التجريبي، وتكونت العينة من (10) أطفال تم اختيارهم بطريقة عمدية مقصودة من مدارس التربية الخاصة ( سمعى – فكرى ) بمحافظة الأقصر، حيث تراوحت أعمارهم بين (6-10) سنوات بمتوسط عمري قدره (7.4) سنوات وانحراف معياري (1.5)، وتم تقسيمهم إلى مجموعتين متساويتين ومتجانستين (تجريبية وضابطة، كل منهما تضم 5 أطفال). وقد تراوحت درجة الإعاقة السمعية لديهم بين (70-90) ديسبل بمتوسط قدره (82.4) ديسبل وانحراف معياري (7.02)، بينما كانت درجات الذكاء في مستوى متوسط بين (90-109) بمتوسط قدره (100.2) درجة وانحراف معياري (5.3)، وتراوحت درجات التوحد وفق مقياس CARS بين (30.5 - 34) بمتوسط قدره (32) درجة وانحراف معياري (1.6)، وقد تم التأكد من تجانس المجموعتين في مهارات التواصل غير اللفظي ومستوى شدة التوحد من خلال القياس القبلي. شملت أدوات الدراسة مقياس ستانفورد بينيه للذكاء (الصورة الخامسة)، ومقياس التوحد (CARS)، ومقياس مهارات التواصل غير اللفظي (إعداد الباحث بصورتيه للوالدين والمعلمين). وقد أظهرت النتائج وجود فروق ذات دلالة إحصائية في مهارات التواصل غير اللفظي بين أفراد المجموعة التجريبية والضابطة في القياس البعدي، وكذلك فروق دالة إحصائيًا داخل المجموعة التجريبية بين القياسين القبلي والبعدي، في حين لم توجد فروق دالة إحصائيًا بين القياسين البعدي والتتبعي للمجموعة التجريبية، مما يشير إلى استمرارية أثر البرنامج. بناءً على هذه النتائج، توصي الدراسة بتعميم البرنامج العلاجي لتحسين التواصل غير اللفظي لدى الأطفال ذوي الإعاقة السمعية والتوحد، مع التركيز على تدريب الأخصائيين وإشراك أولياء الأمور لضمان استمرارية الأثر الإيجابي.