نوع المستند : مقالات علمیة محکمة
المؤلفون
1 محاضر جامعة البحرين
2 أستاذ الصحة النفسية جامعة المنصورة
3 أستاذ علم النفس المعرفي جامعة المنصورة
المستخلص
الكلمات الرئيسية
الموضوعات الرئيسية
مقدمة وخلفية نظرية
يمر الإنسان في هذه الحياة بالعديد من المواقف والخبرات السعيدة والحزينة ويعتبر الطلاق أحد الخبرات الحزينة التي قد تترک آثاراً نفسية واجتماعية مؤلمة على الفرد والمجتمع حيث تتعرض الأسرة الى التفکک ويعاني أفرادها من التشتت وعدم الاستقرار، حيث يشير عبد الرحمن العسيوي (2006) أن الطلاق يشکل موقفا ضاغطا على المطلق والمطلقة يسبب عدم التوازن النفسي لکليهما. کما أن الإنحلال الزواجي لديه القدرة على خلق اضطرابات کبيرة في حياة الناس، لکن الناس يختلفون إختلافًا کبيرًا في ردود أفعالهم. يفيد الطلاق بعض الأفراد، ويقود الآخرين لتجربة انخفاضات في الرفاهية، ويفرض على الآخرين مسارًا هبوطياً قد لا يتعافون منه تمامًا. ومن العواقب والنتائج السلبية المعروفة والشائعة للطلاق زيادة العزلة الاجتماعية وتدني مستوى المعيشة وزيادة صعوبة تربية الأطفال وزيادة خطر المشکلات الصحية وزيادة الآلام والمحن النفسية (Amato, 2000).
ويؤثر الطلاق على المرأة بشکل خاص حيث تصبح في وضعٍ إجتماعي جديد يحمل في طياته الکثير من المعاناة ولا سيما على المستوى النفسي فتعاني المطلقة من الشعور بالحزن والوحدة وکثرة الضغوط والمسؤوليات وتتأثر الصحة النفسية بشکل عام لديها حيث يشير فريد بکيس (2012) في دراسته الى ان الطلاق يکون له تأثير سلبي على مستوى الصحة النفسية للمرأة المطلقة. وهذا ما أکد عليه مصطفى حجازي (2015) حينما أشار الى أن الطلاق ينتج عنه ردة فعل نفسية تتمثل بالأسى على فشل مشروع الزواج ويؤدي الى أعراض تؤثر على الصحة النفسية للمطلقة مثل: الاکتئاب، القلق، الشعور بالذنب، سرعة الانفعال وفقدان القدرة على الاستمتاع بمباهج الحياة. کما يذکر ناصح عبد الله (2018) في دراسته التي هدفت الى التعرف على الآثار النفسية التي يترکها الطلاق لدى المطلقات الى أن الطلاق سبب رئيسي في اختلال الصحة النفسية لدى المطلقات ولا سيما في الحالات التي تتعلق بالاکتئاب والقلق والشعور بالنقص والشعور بالذنب.
وفي المقابل أصبح إهتمام الباحثين خلال الفترة الأخيرة بالموضوعات الإيجابية وعدم الترکيز فقط على الإضطرابات والمشکلات النفسية بل العمل على استغلال الموضوعات الإيجابية للتخفيف من حدة المشکلات النفسية والتکيف معها بما يعرف بعلم النفس الإيجابي، الذي يهدف إلى تحفيز العلماء وتغيير اتجاهاتهم من الإستغراق التام في علاج الإضطرابات النفسية إلى الاهتمام بدراسة جوانب القوة والتميز التي يتمتع بها الإنسان وتحسين الصحة النفسية نحو مزيد من التوافق مع الذات والبيئة والإنفتاح على الموارد المتاحة لتحقيق أقصى إستفادة من الإستعدادات الکامنة ويعتبر موضوع التسامح أحد الموضوعات التي تدخل ضمن اهتمام علم النفس الإيجابي. (Lynch, 2006)
وتزايد اهتمام الباحثين بدراسة التسامح منذ سنة (1993) حيث بُحث التسامح في مجال العلاقات الأسرية والزواجية ومجال العمل الإجتماعي ووظف کأسلوب علاجي وأُستخدم على نطاق واسع. ويلعب التسامح دوراً مهماً في العلاقات الأسرية والزواجية والعلاقات الحميمة وعلاقات العمل ويسهل حدوث الثقة والتعاون والإنتماء والتي تعد جميعاً ذات أهمية کبيرة لإقامة علاقات اجتماعية مرضية وهادفة ويترتب على عدم التسامح في العلاقات الإجتماعية آثار سلبية عديدة منها الفشل في مواجهة توقعات الآخرين وقصور الکفاءة الاجتماعية کما يؤدي الى تفاقم العديد من المشکلات. (Rainey, 2008) والتسامح مع الذات يکون نتيجة تحمل الأفراد المسؤولية عن دورهم في الموقف الذي أدى إلى مشاعر جارحة ومؤذية لدى الآخرين، والضرر البدني للآخرين، وحمل مشاعر سلبية عن الآخرين، وعتاب ولوم وتوبيخ الذات. ويتحقق التسامح مع الذات عندما يکون الناس قادرين على أن يدرکوا أنهم غير معصومين من الخطأ، وبسبب هذا النقص في الوعي فإنهم أحيانا لا يکونون صورة صحيحة عن الذات وربما تتسم هذه الصورة بمثالية زائدة. کما أن کثيرٌ من الناس يلومون ويعاتبون ويوبخون أنفسهم بلا سبب، وحياة الإنسان التي تعتمد على التسامح مع الذات تحتاج إلى أن يعتنق ويتقبل الفرد الجانب الخفي من شخصيته وکذلک الذات العليا. أضف إلى ذلک أن هؤلاء الناس يحتاجون إلى القدرة على معرفة أن کل شخص هو جزء في مجتمع الآخرين غير المعصومين من الخطأ الذي يجاهدون ويسعون دائما إلى أن يکونوا أفضل الناس بقدر الإمکان. (Jacinto & Edwards ,2011)
ويرجع اهتمام الباحثين بدراسة التسامح على نطاق واسع خلال السنوات الأخيرة الى أهمية هذا المفهوم وإرتباطه بالصحة النفسية، فالتسامح يعد خطوة مهمة لإستعادة العلاقات المتصدعة والثقة المتبادلة بين طرفي العلاقة لمزيد من الإنسجام والألفة. کما يعتبر الميل للتسامح وسيطا مهما لنموذج التعلق بالذات والرضا عن العلاقة مع الآخرين وتحديدا في العلاقات الزواجية وتميل الزوجات الى التسامح بغض النظر عن شدة الإساءة التي تعرضن لها وبالتالي يشکل التسامح عاملاً مهماً في استمرارية العلاقات (Kachadourian, Fincham, Davila, 2004).
ويتعرض الناس لخبرات ضارة ومؤذية کثيرة في الحياة اليومية، والخبرات الضارة والمؤذية قد تسبب مشاعر وانفعالات سلبية مثل الغضب والإنتقام والعار والذنب، ويجب على الناس السيطرة على هذه الخبرات بفعالية لحماية صحتهم النفسية والعقلية. وعدم التسامح هو أحد أهم مصادر التوتر والإجهاد في حياة الفرد، ومن جهة أخرى، التسامح هو وسيلة مسايرة فعالة يمکن استخدامها في مسايرة واجتياز هذه الحالة المزاحية المتوترة. (Asli & Ilhan, 2017)
ويستلزم التسامح تخفيض الدافعية للانتقام من المسيء أو تجنبه وهو منبئ جيد بالرضا عن العلاقات وحل فعال للصراعات (Lambert, Fincham, Stillman, Graham & Beach, 2009) ويقترح موراي (Murray (2002 إستخدام التسامح کخيار علاجي في المعالجة الفردية وفي مجال العلاقات والمشکلات الزواجية. ويشير جاسنتو وادواردز Jacinto & Edwards (2011) الى وجود أربع مراحل علاجية للتسامح والتسامح الذاتي وهي: الاعتراف، المسؤولية، التعبير وإعادة الصياغة، والهدف منها هو تزويد المعالجين بمراحل وصفية تمکنهم من تطوير تدخلات فعالة لکل مرحلة من مراحل التسامح.
لقد کان للعلاج بالتسامح آثار ايجابية دالة على الصحة النفسية لدى الأشخاص الذين يعانون من إصابات عاطفية لم يتم حلها، حيث أظهرت المجموعة التجريبية تحسنا کبيرا في التسامح مع الجاني وفي الشعور بالأمل وفي تحسن نوعية الحياة ونقص واضح في الشعور بالغضب مقارنة بالمجموعة الضابطة (Hansen, 2002). وفي ذات السياق أشار کل من ويد، هويت، کاديل وورثنتجتون Wade, Hoyt, Kidwell & Worthington (2014) في تحليلهم لحوالي (54) بحث ودراسة حول فعالية تدخلات العلاج النفسي لتعزيز وتشجيع التسامح والصفح أن الأفراد الذين تلقوا علاجات صريحة ومباشرة في التسامح والصفح تميزوا بدرجة من التسامح أکثر من الأفراد الذين لم يتلقوا هذه التدخلات، کما أظهرت النتائج أن العلاج والإرشاد في مجال التسامح أدى إلى تغيرات کبيرة في الإکتئاب والقلق والأمل والرجاء. کما قدم أختار وبارلو (Akhtar & Barlow (2018 مراجعة منهجية منظمة وما وراء التحليل لفعالية تدخلات التسامح على أساس العملية مع عينات متنوعة من المراهقين والکبار الذين تعرضوا لعدد من مصادر الإيذاء والضرر أو العنف ضدهم، حيث أظهرت النتائج أن تدخلات التسامح فعالة ومؤثرة في خفض وتقليل الإکتئاب والغضب والعدوانية والتوتر والإجهاد والکرب، وفعالة أيضاً في تعزيز العاطفة الإيجابية والشعور الإيجابي. وأظهرت النتائج أن هناک أدلة کذلک على التحسين في التسامح مع السمات والحالات. وتقدم النتائج أدلة قوية تثبت وتؤکد أن التسامح مع عدد من الإساءات والإهانات الشخصية الحياتية الواقعية قد يکون فعالاً في تعزيز الأبعاد المختلفة للصحة النفسية. کما أن التدخلات التي تساعد الأفراد على المزيد من التسامح مع الآخرين والتسامح مع الذات هي تدخلات مهمة للکبار في السن.
ويعتبر التسامح إستراتيجية مهمة لتجاوز محنة الطلاق، والتسامح يشمل التخلي عن الأفکار والمشاعر والسلوکيات السلبية ردا على السلوکيات والتصرفات الخاطئة، والتسامح ربما يشمل الاستجابة والردود الإيجابية نحو الشخص مصدر الإساءة والإهانة (Rye & Pargament,2002) ومن المهم التفريق بين التسامح والصلح لأنه ربما من غير الممکن غالباً التصالح وتسوية الخلافات مع الزوج السابق ويجب على المعالجين توضيح کافة الفروق بين التسامح والتصالح ولاسيما في حالات الايذاء العميق والشخصي الغير عادل (Freedman, 1998). إضافة إلى ذلک التسامح لا يتضمن نسيان سلوک وتصرف الشخص المسيء أو العفو والصفح عن هذا السلوک ولا يعني توقف قدرة الفرد على متابعة ومواصلة المطالبات والتسويات القانونية والشرعية بعد الطلاق. (Rey, Folck, Heim, Olszewski, & Traina, 2004)
ويحمل کثير من الأفراد المطلقين والمطلقات مشاعر سلبية نحو الزوج السابق أو الزوجة السابقة لفترة طويلة بعد وقوع الطلاق. فقد أجرى والرشتاين Wallerstein (1986) دراسة طويلة مدتها عشر سنوات شملت (60) عائلة مطلقة حيث قام بإجراء مقابلات مع الأفراد بعد الطلاق وکشفت المقابلات أن حوالي 40% من المطلقات کان لديهن مشاعر الغضب والألم والمرارة نحو الزوج السابق. وقد أشار ري، فولک، هيم، ولزيسوکي وتريناRey, Folck, Heim, Olszewski, & Traina (2004) إلى إرتباط التسامح مع مجموعة من مقاييس الصحة النفسية عندما درسوا علاقة التسامح مع الزوج السابق بالصحة النفسية، وأعتقد غالبية المشارکين أن التسامح من أحد الزوجين مهم للحصول على الشفاء العاطفي بعد الطلاق. وهذا ما أکد عليه ساغراريو 2013)) Sagrario أن التسامح عامل رئيسي للتوافق مع الطلاق.
وفي دراسة أجاي، کريمي، ميسريبور ومعروفيAghaei, Karimi, Mesripour & Maroufi 2019)) والتي هدفت إلى المقارنة بين التسامح ومکوناته مع الصحة النفسية لدى الأزواج العاديين والأزواج في حالة طلاق مستمر في أصفهان. تکونت عينة الدراسة من مجموعتين من الأزواج: المجموعة الأولى من (100) من الأزواج العاديين والمجموعة الثانية من (100) زوج في مراکز الطلاق. إستخدمت الدراسة مقياس التسامح (FFS) لقياس التسامح ومکوناته وعناصره، وإستبيان الصحة العامة (GHS) لقياس الصحة النفسية. وأظهرت النتائج أن الأزواج العاديين يتميزون بالتسامح وعناصره ومکوناته (التقدير والتدارک والعودة إلى الوضع السابق والحل) أکثر من الأزواج في حالة طلاق مستمر.
کما بحثت دراسة أغاجدي، جولبارفار وأغايAghagedi, Golparvar & Aghaei (2018) تأثير العلاج بالتأمل الواعي على أساس التسامح والعلاج بالعواطف على التسامح لدى المرأة المتضررة بسبب خيانة زوجها. وکان هدف الدراسة هو تحديد آثار أسلوبي العلاج بالوعي على أساس التسامح والعلاج بالترکيز على العواطف على التسامح لدى الزوجة التي تضررت من خيانة زوجها. إستخدمت الدراسة المنهج شبه التجريبي و(3) مجموعات. وتکونت عينة الدراسة من (45) إمرأة. طبقت الدراسة على العينة مقياس التسامح لقياس متغيرات الدراسة في مرحلتي الإختبار القبلي والإختبار البعدي. مجموعة العلاج بالوعي على أساس التسامح حضرت (11) جلسة إرشادية، ومجموعة العلاج بالترکيز على العواطف حضرت (9) جلسات إرشادية، ولم تحضر المجموعة الضابطة أية جلسات. کان هناک فروق دالة بين المجموعات التجريبية والضابطة في التسامح ومکوناته وعناصره (غياب العواطف السلبية والعواطف الإيجابية) في الإختبار البعدي. النتائج الختامية أظهرت أن أسلوبي العلاج بالوعي على أساس التسامح والعلاج بالترکيز على العواطف طريقتان ووسيلتان ناجحتان في دعم وتعزيز التسامح بين النساء التي عانت من خيانة زوجها. ولذلک، من توصيات الدراسة إستخدام هاتان الطريقتان في العلاج لزيادة التسامح والقضاء على المشکلات السيکولوجية لدى هذه المجموعة من الزوجات.
کما هدفت دراسة فيسر وآخرون (Visser et al. (2017 إلى البحث عن العلاقة بين الطلاق والنزاعات والوالدية التي تحدث بين الأم والأب بخصوص القرارات المصيرية في صنع مستقبل أطفالهم، کالتعليم، مکان إقامة الطفل، وبين عدم التسامح وأثر ذلک على التفاعل الاجتماعي لدى الأطفال، تمت الدراسة على عينة قوامها (136) من أولياء الأمور المطلقين، وقد إستخدمت الدراسة مقياس التسامح، ومقياس التفاعل الاجتماعي، وقد توصلت النتائج إلى وجود علاقة موجبة ذات دلالة إحصائية بين رفض التفاعل الإجتماعي والنزاعات المشترکة بين الأم والأب، ووجود علاقة سالبة بين التفاعل الإجتماعي والتسامح. ويقدم کل فولک، دايتون وفيتزجيرالد Foulk, Dayton & Fitzgerald (2017) وصفاً لأحد التدخلات الجماعية مع الکبار وهذا التدخل الجماعي يدمج مهارات التسامح مع أسلوب التأمل الواعي. حيث عقدت (8) جلسات تم خلالها تزويد أفراد المجموعة بعدد من الفنيات في التأمل الواعي والتعاطف الذاتي والتسامح. وعلى أساس مقاييس الإختبارات القبلية والبعدية، کشفت التحليلات عن وجود تحسن کبير لدى عينة الدراسة في التسامح والتأمل الواعي/التعاطف الذاتي والصحة النفسية والعقلية.
وهدفت دراسة تينکلفوا وسليزاکوفا (2016) Tenklova & Slezackova إلى التعرف على العلاقة بين التسامح والصحة النفسية، وهدفت أيضا إلى دراسة الفروق الکامنة بين نوعين من التسامح: التسامح مع الذات (الذاتي) والتسامح الإجتماعي (مع الآخرين). تکونت عينة الدراسة من (331) فرداً في المدى العمري 16-69 سنة. إستخدمت الدراسة عدة أدوات منها: مقياس التسامح لهارتلاند HFS)) ومقياس سلسلة الصحة النفسية (MHCS)-الصورة القصيرة. أظهرت نتائج الدراسة وجود إرتباط ذات دلالة إحصائية بين التسامح والمتغيرات التي تم دراستها. وأظهرت النتائج وجود إرتباط وثيق بين التسامح مع الذات والمتغيرات التي تم بحثها أکثر من التسامح مع الآخرين. وبالتالي تؤکد الدراسة أن التسامح الذاتي قد يکون له تأثير دال وکبير على الجوانب المختلفة للصحة النفسية أکبر من التسامح الإجتماعي مع الآخرين
وفي المقابل أشارت دراسة کلاوير (Kluwer (2016 المطبقة على عينة مکونة من (108) من آباء مطلقين هولنديين أن وجود تواصل مستمر بين الآباء المنفصلين ينبئ بوجود عدم تسامح وهذا التواصل يجعل الصراع قائماً والرغبة في الإنتقام حاضرة مما ينعکس سلباً على عملية التسامح. کما هدفت دراسة اسيل، عبدي، قانجي وبحرينيان ( Asil, Abddi, Ganji & Bahrainian (2014إلى الکشف عن مدى فاعلية الإرشادات التي تحث على التسامح في النزاعات الزوجية لدى السيدات اللاتي تنظر نزاعاتهن بالمحاکم، وقد إتبعت الدراسة المنهج شبة التجريبي، وقد أجريت الدراسة على عينة قوامها (30) سيدة تم اختيارهن بطريقة عشوائية، وتم تقسيمهن إلى مجموعة تجريبية ومجموعة ضابطة، وقد استخدمت الدراسة مقياس النزعات الزوجية، والجلسات الإرشادية التي بلغت عدد (8) جلسات تم خلالها التعامل مع المجموعة التجريبية، وقد توصلت النتائج إلى إثبات فاعلية الجلسات إرشادية في تنمية التسامح لدى السيدات اللواتي يعانين من النزاعات الزوجية المنظر قضاياهن أمام المحاکم. کما سعت دراسة أليني (Alaine (2010 إلى الکشف عن دور جماعات الاستشفاء على تنمية التسامح لدى المطلقات بالنسبة للزوج السابق، وقد أتبعت الدراسة المنهج التجريبي، وتوصلت الدراسة إلى جدوى جلسات الاستشفاء على تنمية التسامح لدى المطلقات حيث ساعدت تدخلات التسامح على التکيف مع ضغوط ما بعد الطلاق.
وفي دراسة ريد وإنرايت Reed & Enright (2006) حول استخدام العلاج بالتسامح في الاکتئاب والقلق والتوتر والإجهاد بعد الجرح مع نساء خضن تجربة سوء المعاملة العاطفي مع الزوج السابق، وأجرت الدراسة مقارنة بين هذه العينة ومجموعة ضابطة نشيطة وفعالة تلقت معاملة مختلفة وعلاجاً مختلفاً. تکونت العينة من (20) إمرأة تعرضن لسوء المعاملة النفسي، وتراوحت أعمار العينة من (32) سنة إلى (54) سنة عاشت تلک العينة تجربة الطلاق لمدة سنتين على الأقل بعد سوء المعاملة من الزوج السابق. وتم توزيع کل العينة عشوائيا على مجموعة العلاج بالتسامح (FT) حيث تلقت العينة تدريباً في جلسات إسبوعية لمدة ساعة على أساس نموذج التسامح أما المجموعة الضابطة التي تلقت تدريبا في جلسات فردية لمدة ساعة واحدة من العلاج البديل (AT) الذي رکز على قضايا وهموم الحياة الحالية وتأييد غضب المرأة وإستراتيجيات الخيارات الصحية السليمة ومهارات العلاقات الشخصية مع الآخرين. وأشارت النتائج إلى أن عينة العلاج بالتسامح أظهرت زيادة کبيرة ذات دلالة إحصائية في التسامح مع الشريک المجرم والمذنب السابق وفي تقدير الذات وفي إيجاد معنى ومغزى من المعاناة وأظهرت العينة نقصاً وإنخفاضاً کبيرا ذات دلالة إحصائية في قلق السمات والاکتئاب وأعراض التوتر والإجهاد بعد الجرح مقارنة مع المجموعة الضابطة التي تلقت العلاج البديل.
وقد أعد راي وآخرونRye et al. (2004) برنامجاً إرشادياً يستهدف زيادة مستويات التسامح لدى الأفراد المطلقين مع الأزواج السابقين أو الزوجات السابقات، وطبق هذا البرنامج بطريقة العلاج الجماعي ويتکون هذا البرنامج من خمسة خطوات: (1) مناقشة مشاعر الخيانة، و(2) مسايرة الغضب والتغلب عليه، و(3) تعليم التسامح وعقبات وموانع التسامح واستراتيجيات تحقيق وتنفيذ التسامح، و(4) رعاية الذات والتسامح مع الذات، و(5) الوقاية من الانتکاسة والارتداد والانغلاق. تکونت عينة الدراسة من )149( فرداً من المطلقين والمطلقات وتم اختيار العينة عشوائيا وتم توزيعهم على مجموعة التسامح المدني ومجموعة التسامح الديني (تشبه مجموعة التسامح الدنيوي إلا أن العينة يعتمدون على معتقداتهم الروحانية أثناء التعامل مع التسامح) وکذلک المجموعة الضابطة، وأظهرت نتائج الدراسة وجود أثار دالة للتدخل في مستويات التسامح وعلاج الاکتئاب البعدي حتى أن الأفراد في مجموعتي التدخل کان لديهم تسامح أکثر من خلال التقرير الذاتي وانخفاض الاکتئاب في نهاية العلاج.
کما أن الشخص الذي تعرض للإهانة والإساءة أحياناً قد لا تکون لديه القدرة أو الرغبة أو الإرادة للتسامح لأسباب واضحة وجلية. فالشخص الذي تعرض للظلم والإهانة والإساءة ربما يحقق ويحصل على مکاسب ثانوية من دور الضحية. على سبيل المثال، الإهتمام الذي يلقاه الشخص أو التأثير الذي عاد عليه من إهانته وظلمه أو القوة التي ربما يشعر بها الشخص، أو الهروب من الألم العاطفي أو الاکتئاب من إخفاء الاستياء والغيظ الشديد ربما يعزز عدم التسامح (Enright & Fitzgibbons, 2000)
والتسامح مع الذات يکون نتيجة تحمل الأفراد المسؤولية عن دورهم في الموقف الذي أدى إلى مشاعر جارحة ومؤذية لدى الآخرين، والضرر البدني للآخرين، وحمل مشاعر سلبية عن الآخرين، وعتاب ولوم وتوبيخ الذات. ويتحقق التسامح مع الذات عندما يکون الناس قادرين على أن يدرکوا أنهم غير معصومين من الخطأ، وبسبب هذا النقص في الوعي فإنهم أحيانا لا تتکون لديهم صورة صحيحة عن الذات وربما تتسم هذه الصورة بمثالية زائدة. کما أن کثيرٌ من الناس يلومون ويعاتبون ويوبخون أنفسهم بلا سبب، وحياة الإنسان التي تعتمد على التسامح مع الذات تحتاج إلى أن يعتنق ويتقبل الفرد الجانب الخفي من شخصيته وکذلک الذات العليا. أضف إلى ذلک أن هؤلاء الناس يحتاجون إلى القدرة على معرفة أن کل شخص هو جزء في مجتمع الآخرين غير المعصومين من الخطأ الذي يجاهدون ويسعون دائما إلى أن يکونوا أفضل الناس بقدر الإمکان. (Jacinto & Edwards ,2011)
وتسعي الدراسة الحالية الى إجراء تدخل من خلال برنامج ارشادي لتنمية التسامح مع الذات والآخر لدى المطلقات، حيث تولي مملکة البحرين إهتماماً بالغاً بکل ما من شأنه أن يسهم في الحفاظ على شخصية المرأة البحرينية وصون کرامتها وتماسک ذاتها، ولاسيما في ظل تعرضها لظروف وأحداث مثل حادثة الطلاق والتي قد تؤثر سلبا على صحتها النفسية، کما تساير هذه الدراسة ذلک الإهتمام الذي يسعى في جوهره للحفاظ على الأسرة باعتبار المرأة هي الضامن الرئيسي لتماسک الأسرة، مما يحتم تطبيق الدراسات والبرامج النفسية التي تساعد المرأة على التکيف مع الضغوط الحياتية، لذلک تختبر الدراسة الحالية فعالية برنامجاً إرشادياً لتنمية التسامح مع الذات والآخر لدى المطلقات بمملکة البحرين.
مشکلة الدراسة
يعد موضوع التسامح من الموضوعات التي تناولها الباحثون بالدراسة والبحث خلال الفترة القريبة الماضية، وقد لاحظ الباحث أثناء عمله الإرشادي سابقاً مع عدد من حالات المطلقات وجود مشاعر سلبية مترسبة تتمثل بالإحساس بالغضب والأسى النفسي والرغبة بالانتقام من الزوج السابق، ونظرا لعدم تلقي المطلقة للمساعدة النفسية الکافية والمتمثلة في برنامج إرشادي ينمي التسامح مع الذات ومع الآخر (في حدود علم الباحث) ساهم ذلک في إستمرار المعاناة النفسية لدى المطلقة، وفي ظل عدم وجود تسامح لدى المرأة المطلقة لن يکون هناک معالجة عاطفية فکرية للتخلص من الآثار السلبية الناجمة عن التعرض للإساءة وبالتالي إستمرار الألم النفسي بسبب وجود مشاعر وإنفعالات سلبية تجاه الآخر کالغضب والأسى والحقد والخوف والقلق أو مشاعر سلبية تجاه الذات کالندم والذنب والدونية وغيرها، مما يجعلنا أمام دائرة من الغضب والإنتقام لا تنتهي حيث يشير أختار وبارلو Akhtar & Barlow (2018) الى أن الأفراد الذين يتعرضون لمثل هذا الضرر والإساءة قد ينتابهم مجموعة من العواطف والإنفعالات مثل الغضب المزمن والعدوانية المزمنة والتي قد تؤدي أحيانا إلى حلقة من العنف في السعي نحو الإنتقام.
ومما قد يزيد الأمر سوءً هو تأثر الأبناء بذلک مما يجعل الآثار السلبية تمتد لتشمل الأسرة بأکملها حيث يشير ترندير، کيليت وسويفتTrindr, Kellet & Swift (2008) أنه بالإضافة إلى التأثير السلبي والعکسي على الصحة وصعوبة التغلب على المشکلات، فإن مشاعر العداوة والکراهية نحو الشريک السابق قد يکون لها أثر سلبي على الأطفال، وقد ينذر الغضب بوجود صراع کبير بين الأبوين وهذا يرتبط بضعف التوافق والتأقلم بين الأبوين بعد الطلاق.
کما يعد تقديم هذه الدراسة توظيفا للتراث الأدبي الذي أکد على أهمية إستخدام التسامح في إطار علم النفس الإرشادي حيث أوضحت الأوراق البحثية التي نشرت في الدورية الرئيسة لعلم النفس العيادي أنه من المحتمل أن يکون للتسامح ارتباط وثيق بالعمل العيادي مع جماعات متنوعة (Coy & Enrigh, 1997، في: ميشيل، کينث، کارل، 2015) کما أن هناک إجماع عام على أنه يوجد إرتباط وعلاقة بين التسامح وتحرر الشخص من الغضب والغيظ والإستياء والخوف وعدم الرغبة في السعي نحو الإنتقام (Lisa &Varda, 2008) وقد أشار ويد وآخرون Wade et al. (2014) في تحليلهم إلى أن إستخدام تدخلات التسامح على أسس نظرية هو اختيار سليم ومنطقي لمساعدة الأفراد على التعامل مع الإساءات والإهانات في الماضي ومساعدتهم في التوصل الى حل في شکل تسامح، وبالتالي تأتي هذه الدراسة بما تقدمه من برنامج إرشادي لتنمية التسامح مع الذات والآخر لمساعدة المرأة المطلقة على التخلص من تلک الآثار السلبية بشکل خاص والحفاظ على التماسک النفسي للأسرة والمجتمع بشکل عام.
ويمکن تحديد مشکلة الدراسة من خلال التساؤل الرئيسي التالي:
ما فعالية برنامج إرشادي تکاملي مقترحفي تنمية التسامح لدى المطلقات في مملکة البحرين؟
ويتفرع من التساؤل الرئيس السابق الاسئلة الفرعية التالية:
أهداف الدراسة:
تسعى الدراسة الحالية إلى تحقيق الأهداف التالية:
أهمية الدراسة:
تستمد الدراسة أهميتها النظرية والتطبيقية من خلال أهمية الموضوع الذي تسعى لدراسته وکذلک من خلال أهمية عينة الدراسة، ويمکن توضيح أهمية الدراسة على النحو التالي:
حدود الدراسة:
سوف تقتصر الدراسة على الحدود التالية:
مصطلحات الدراسة:
التسامح Forgiveness
تضمنت الأدبيات عدداً من تعريفات التسامح ورکزت معظم تلک التعريفات على التسامح کعملية حيث أن الفرد يتحرک وينتقل من حالة الغيظ والإستياء إلى حالة تناقص وتقليل الغضب من الشخص الآثم والجاني (Lisa &Varda, 2008)
فالتسامح هو تخلي المساء إليه عن حقه في الإنتقام ممن أساء إليه والتغلب على الإستياء والمرارة والغضب والغيظ وقد يتضمن إنصرافاً عن الإنفعالات والأفکار والسلوکيات السلبية نحو الشخص الذي أساء(Barbee, 2008 ; Rainey, 2008) ويعرف التسامح بأنه عملية متعمدة تتضمن حدوث تحول من الإستجابة السلبية (الإنتقام من المسيء) إلى الإستجابة الايجابية فالفرد المتسامح يحاول بشکل فعال أن يحول إنفعالاته وأفکاره وسلوکياته تجاه المسيء إلى أخرى أکثر ايجابية وذلک بغض النظر عن ردود فعل المسيء کالإعتذار عن سلوکه السابق أو ندمه (Green, Burnette & Davis, 2008).
ويتبنى الباحثون تعريف التسامح مع الذات ومع الآخر، وفقا لما وضحه المقياس المستخدم في الدراسة الحالية لعبير أنور(2010) وذلک على النحو التالي:
يعرف التسامح مع الذات: بأنه عملية متعمدة يتم بمقتضاها الإنصراف الذهني عن الإستياء الذاتي من جراء ما ارتکب الفرد من أخطاء في حق الآخرين أو في حق ذاته، ومع الإعتراف بالخطأ، والتوقف عن النقد الذاتي اللاذع، وتخفيض الإنفعالات والأفکار والسلوکيات السلبية تجاه الذات، واستبدال الإنفعالات والأفکار والسلوکيات الإيجابية بها.
ويعرف التسامح مع الآخر: بأنه عملية متعمدة يتم بمقتضاها التغاضي عن الإساءات الموجهة للذات من قبل فرد آخر أو أفراد آخرين، وتخفيض الإنفعالات والأفکار والسلوکيات السلبية تجاه المسيء، واستبدال الانفعالات والأفکار والسلوکيات الإيجابية بها (عبير أنور وفاتن عبد الصادق، 2010، ص: 509).
فروض الدراسة:
1. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية من المطلقات على مقياس التسامح مع الذات والآخر في القياسين القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي.
2. توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات أفراد کل من المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة من المطلقات على مقياس التسامح مع الذات والآخر في القياس البعدي لصالح المجموعة التجريبية.
3. يوجد أثر دال موجب للبرنامج الارشادي المقترح في تنمية مهارات التسامح مع الذات والآخر لدى أفراد المجموعة التجريبية من المطلقات في مملکة البحرين.
منهجية الدراسة وإجراءاتها
منهج الدراسة
تم استخدام المنهج شبه التجريبي (طريقة المجموعة التجريبية والضابطة مع قياس قبلي وبعدي) وتم اختيار هذا المنهج لملائمته لنوع الدراسة التي تهدف الى اکتشاف مدى فعالية برنامج إرشادي لتنمية التسامح مع الذات والآخر لدى عينة من المطلقات في مملکة البحرين.
مجتمع الدراسة
المطلقات المستفيدات من خدمات مرکز عائشة يتيم للإرشاد الاسري
عينة الدراسة
تم تطبيق الدراسة على عينة قوامها (18) مطلقة مقسمة الى مجموعتين (9 للمجموعة تجريبية، 9 للمجموعة ضابطة)
- وصف العينة:
وقد جاء وصف العينة کما هو موضح في الجدول التالية:
جدول (1)
توزيع عينة الدراسة حسب المتغيرات الديموجرافية
النسبة المئوية % |
العدد |
التوزيع |
المتغير |
11.1 |
2 |
من 25 الى 30 سنة |
الفئة العمرية |
27.8 |
5 |
من 30 الى 35 سنة |
|
61.1 |
11 |
من 35 إلى 40 سنة |
|
100 |
18 |
الإجمالي |
|
11.1 |
2 |
أقل من 3 سنوات |
سنوات الطلاق |
72.2 |
13 |
من 3 الى 6 سنوات |
|
16.7 |
3 |
من 6 الى 9 سنوات |
|
100 |
18 |
الإجمالي |
|
11.1 |
2 |
اعدادي |
المستوى التعليمي |
33.3 |
6 |
ثانوي |
|
55.6 |
10 |
جامعي |
|
100 |
18 |
الإجمالي |
يتضح من الجدول السابق أن معظم أفراد العينة يقعون في الفئة أکثر من (35) سنة، وأن مدة الطلاق لمعظم أفراد العينة تقع بين (3 الى 6) سنوات، کما أن معظم أفراد العينة من ذوي المستوى التعليم الجامعي.
- تجانس المجموعتين التجريبية والضابطة من حيث المتغيرات الديموجرافية:
لتحقيق التجانس بين المجموعتين استخدم الباحث اختبار مان وتني (Mann-Whitney-U test) للتعرف على مدى دلالة الفروق بين متوسطات رتب درجات أفراد المجموعتين الضابطة والتجريبية في عدد من متغيرات الدراسة الديموغرافية على النحو التالي:
جدول (2)
دلالة الفروق بين متوسطي رتب درجات أفراد المجموعتين الضابطة والتجريبية في المتغيرات الديموجرافية
المتغير |
المجموعة |
العدد |
متوسط الرتب |
مجموع الرتب |
قيمة مان وتني |
قيمة ويلککسون |
قيمة Z |
مستوى الدلالة |
|
الفئة العمرية |
الضابطة |
9 |
9.94 |
89.5 |
36.50 |
81.50 |
-407. |
.730 (غير دالة) |
|
التجريبية |
9 |
9.06 |
81.5 |
||||||
سنوات الطلاق |
الضابطة |
9 |
8.33 |
75.0 |
30.0 |
75 |
-1.157 |
.387 (غير دالة) |
|
التجريبية |
9 |
10.67 |
96.0 |
||||||
المستوى التعليمي |
الضابطة |
9 |
8.61 |
77.50 |
32.50 |
77.50 |
-.793 |
.489 (غير دالة) |
|
التجريبية |
9 |
10.39 |
93.50 |
|
|
|
يتضح من نتائج الجدول السابق عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة الضابطة ومتوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية في متغيرات الفئة العمرية وسنوات الطلاق والمستوى التعليمي
- تجانس المجموعة الضابطة والمجموعة التجريبية في أدوات الدراسة:
ولتحقيق التجانس بين المجموعتين استخدم الباحث اختبار مان وتني (Mann-Whitney-U test) للتعرف على مدى دلالة الفروق بين متوسطات رتب درجات أفراد المجموعتين الضابطة والتجريبية في مقياس الدراسة على القياس القبلي على النحو التالي:
جدول (3)
دلالة الفروق بين متوسطي رتب درجات أفراد المجموعتين الضابطة والتجريبية في مقياس التسامح
المجموعة |
العدد |
متوسط الرتب |
مجموع الرتب |
قيمة مان وتني |
قيمة ويلککسون |
قيمة Z |
مستوى الدلالة |
الضابطة |
9 |
11.11 |
100 |
26.0 |
71.0 |
-1.281 |
0.222 (غير دالة) |
التجريبية |
9 |
7.89 |
71 |
يتضح من نتائج الجدول السابق عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات رتب درجات أفراد المجموعة الضابطة ومتوسطات رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية في مقياس التسامح
أدوات الدراسة:
يتکون المقياس من (45) عبارة موزعة على بعدين أساسين على النحو التالي:
أ. التسامح مع الذات: تعکس الدرجة عليه انخفاض اللوم الذاتي المفرط والشعور بالذنب والاستياء الذاتي والنقد الذاتي المؤلم مع اعتراف الفرد بأخطائه، وعدد عباراته (19) عبارة، مقسمة الى (5) عبارات ايجابية و(14) عبارة سلبية.
ب. التسامح مع الآخر: وتعکس الدرجة عليه التغاضي عن الاساءات الموجهة للذات من قبل فرد اخر مع انخفاض الانفعالات والأفکار والسلوکيات السلبية تجاه المسيء واستبدال الانفعالات والأفکار والسلوکيات الإيجابية لها، وعدد عباراته (26) عبارة، مقسمة إلى (9) عبارات إيجابية و(17) عبارة سلبية.
ويحصل المشارک على درجة کلية في التسامح بشکل عام، تتراوح من (45-180) ودرجة خاصة بالتسامح مع الذات، تتراوح من (19-76) ودرجة خاصة بالتسامح مع الآخر تتراوح من (26-104) درجة.
وللتحقق من صدق وثبات المقياس في الدراسة الحالية قام الباحثون بتطبيق المقياس في البيئة المحلية على عينة بلغت (99) شخص، يقعون في الفئة العمرية (من 20 الى 45 سنة) والتحقق من صدق وثبات المقياس عن طريق:
- صدق المحتوى: تم عرض المقياس على مجموعة من المحکمين من أعضاء هيئة التدريس من جامعات مختلفة وأخذ آرائهم حول صياغة العبارات ومدى صدقها في قياس التسامح، وتم الأخذ بملاحظات السادة المحکمين. حيث تم تعديل صياغة العبارات (2، 4، 9، 11، 12، 17، 23، 26، 31) واتفق جميع المحکمين على صدق عبارات المقياس، والجدول التالي يوضح قائمة السادة المحکمين:
جدول (4)
قائمة بأسماء السادة المحکمين لمقياس التسامح مع الذات والآخر
الجامعة التي ينتمي إليها |
القسم |
الاسم |
م |
جامعة الامام عبد الرحمن بن فيصل |
أصول التربية |
د. أحمد صابر الشرکسي |
1 |
جامعة البحرين |
قسم علم النفس |
د. أماني الشيراوي |
2 |
جامعة البحرين |
قسم علم النفس |
د. توفيق عبد المنعم |
3 |
جامعة البحرين |
قسم علم النفس |
د. شيخة جنيد |
4 |
جامعة الملک عبد العزيز |
قسم علم النفس |
أ.د. محمد جعفر جمل الليل |
5 |
جامعة الامام محمد بن سعود |
قسم علم النفس |
أ.د. سعد المشوح |
6 |
v قائمة أسماء السادة المحکمين مرتبة طبقاً للترتيب الأبجدي.
- صدق البناء (التکوين): تم حساب صدق البناء (التکوين) Interco relation among cluster scale من خلال حساب الارتباطات الداخلية بين أبعاد المقياس مع درجته الکلية من خلال حساب معاملات ارتباط بيرسون، والجدول يوضح ذلک:
جدول (5)
معاملات الارتباط بين أبعاد مقياس التسامح والدرجة الکلية
م |
أبعاد مقياس التسامح |
معاملات الارتباط |
ن |
1 |
التسامح مع الذات |
**0.676 |
99 |
2 |
التسامح مع الآخر |
** 0.917 |
** دال إحصائياً عند مستوى دلالة 0.01
يتضح من الجدول السابق أن جميع الأبعاد مرتبطة طردياً بشکل دال إحصائياً مع الدرجة الکلية للمقياس، وهذا يدل على صدق المقياس المستخدم في هذه الدراسة، وأن الأبعاد تقيس ما وضعت لقياسه وهو التسامح.
جدول (6)
معاملات الارتباط بين أبعاد مقياس التسامح مع بعضهم البعض
م |
أبعاد مقياس التسامح |
معاملات الارتباط |
ن |
1 |
التسامح مع الذات |
** 0.326
|
99 |
2 |
التسامح مع الآخر |
** دال إحصائياً عند مستوى دلالة 0.01
يتضح من الجدول السابق ان أبعاد مقياس التسامح مرتبطة مع بعضها البعض طرديا بشکل دال احصائيا
- ثبات المقياس (ثبات الاتساق الداخلي): للتحقق من ثبات مقياس التسامح تم حساب طريقة التجانس الداخلي لاستخراج معامل ألفا کرونباخ ( (Cronbach's Alphaوذلک لکل بعد من أبعاد مقياس التسامح، ومقياس التسامح ککل کما يوضح الجدول التالي:
جدول (7)
التجانس الداخلي لأبعاد مقياس التسامح بطريقة ألفا کرونباخ
أبعاد مقياس التسامح |
عدد العبارات |
ثبات ألفا کرونباخ |
ن |
التسامح مع الذات |
19 |
0.633 |
99 |
التسامح مع الآخر |
26 |
0.856 |
|
المقياس ککل |
45 |
0.840 |
يتضح من الجدول السابق أن جميع معاملات ألفا لکرونباخ ( (Cronbach's Alpha مقبولة إحصائياً، لمقياس التسامح، مما يشير إلى أن المقياس يتمتع بمستوى ثبات مقبول.
تم تطبيق البرنامج في (14) جلسة ارشادية، وبمعدل جلسة في کل أسبوع بحيث تکون الجلسة الأولى جلسة تعريفية والجلسة الأخيرة جلسة ختامية، وقام الباحث بتحکيم البرنامج بالاستعانة بمجموعة من الأساتذة المتخصصين وفيما يلي تفصيل للبرنامج الارشادي:
تنمية مهارات التسامح مع الذات ومع الآخر لدى عينة من المطلقات في مملکة البحرين.
عينة من المطلقات في مملکة البحرين.
مجموعة من المطلقات المستفيدات من خدمات مرکز عائشة يتيم للإرشاد الأسري
مرکز عائشة يتيم للإرشاد الأسري التابع لجمعية نهضة فتاة البحرين.
يتکون البرنامج من 14 جلسة.
تستغرق الجلسة الواحدة ما بين 60 – 90 دقيقة تقريبا.
يتم تطبيق البرنامج في إطار ثلاثة مراحل أساسية بحيث تتضمن المرحلة التنفيذية ثلاثة مراحل فرعية تم تصميمها من قبل الباحث وذلک على النحو التالي:
أ. مرحلة التعبير التدريجي عن المشاعر والإنفعالات: حيث يتم خلال هذه المرحلة مساعدة الأعضاء على الانفتاح الأولي على المشاعر والاعتراف بها وعدم انکارها من خلال التنفيس أولا عن المشاعر الخفيفة ثم التعمق للوصول الى الانفعالات الأکثر شدة وقوة وصولا الى التدريب على مواجهة مشاعر الغضب والتعامل معه بطريقة تکيفية. وتحقيقا لذلک يتم استخدام تمارين وفنيات مساعدة على التنفيس الانفعالي مثل تمرين (تنطيق المشاعر) والإستعانة بفنية الکرسي الخالي التي تمکن من إعادة احياء خبرات الإساءة والاعتراف بها وبالمشاعر المرتبطة وما يحقق ذلک هو العمل على تمثل الآخر على نحو سلبي مما يجعل معايشة الخبرات السابقة على نحو عميق بوابة العبور نحو الانفعالات الشديدة والافصاح عنها. واعتراف الشخص بمشاعره والتعبير عنها ومواجهتها يساعده کذلک في تحقيق التسامح الذاتي باعتبار انه قد تتکون تلک المشاعر من الإحساس بالذنب والاثم والخزي وهذه المشاعر مهمة في عملية تحقيق الصفاء النفسي الداخلي ومسامحة الذات. وتتحقق هذه المرحلة في الجلسات (2، 3، 4، 5)
ب. مرحلة التعامل مع الإطار الفکري السلبي: يتم خلال هذه المرحلة العمل على مساعدة الأعضاء على تبني فلسفة فکرية إيجابية من خلال التعامل مع التشوهات الفکرية المرتبطة بالوضع الاجتماعي للأعضاء باعتبارهن (مطلقات)، مما يؤثر على الشعور بالقيمة الذاتية، لذا يتم مساعدة الأعضاء على تبني مفهوم إيجابي عن الذات ورفع مستوى تقدير الذات تحقيقا لقوة الأنا والشعور بالکفاءة والجدارة. کما يتم العمل على تعديل الأفکار السلبية المرتبطة بمواقف الإساءة ومحاولة تبني أفکار أکثر إيجابية واستخدام ذلک کفلسفة فکرية للتعامل مع أي مواقف حدثت في الماضي او ممکن حدوثها في المستقبل. وکل ذلک يساعد على التمهيد لاتخاذ القرار بالتسامح باعتبار ان تغيير الأفکار السلبية المرتبطة بمواقف الإساءة السابقة يساعد على التخلص من الانفعال والشعور السيء والمؤلم حيث ان الاحداث والمواقف ليست هي السبب في هذه المشاعر وانما أفکاري ومعتقداتي حول تلک المواقف، وافکاري هي مسؤوليتي واختياري لذا يجب ان احافظ على ذاتي خالية من أي مشاعر سلبية من منطلق تلک المسؤولية والاختيار. وتتحقق هذه المرحلة في الجلسات (6، 8،7)
ت. مرحلة التسامح الحقيقي والصورة الجديدة: في هذه المرحلة يتم مساعدة الأعضاء على تبني تصور جديد عن الذات من خلال ادراکها بمزيد من القوة والجدارة وانها محقة بما تحمله من مشاعر سلبية نحو الآخر وهي من تملک القرار في التخلص من تلک المشاعر وکذلک تکوين صورة جديدة عن الآخر من خلال إعادة تمثله وادراکه على نحو إيجابي، وأنا من يقوم بتقديم العون العاطفي والشفقة للآخر ، حيث يتم مساعدة الأعضاء على الفهم الصحيح لمعنى التسامح والتفريق بينه وبين التصالح فلا يتطلب التسامح إعادة الثقة مع الشريک السابق کما لا يعني التسامح أن أتخلى عن حقوقي الشرعية، وإنما أتسامح حتى أسمو بنفسي وأخلصها من أي ضرر نفسي قد يکون ناتجا عن استمراري في الشعور السلبي تجاه الآخر فعندما اتخلص من هذا الشعور کأني أقوم بعملية تنظيف داخلي، وأتسامح مع الاخر من منطلق شعوري وايماني بأن التسامح يتطلب قوة وهو بمثابة الصدقة العاطفية التي أعطيها للشخص الآخر وإن کان هذا الشخص لا يستحقها، فأنا أتسامح لأجل نفسي. وهذه المرحلة يتم الوصول لها کذلک من خلال إعادة تصور الأخر على نحو إيجابي والنظر اليه کشخص لديه صفات إيجابية وأخرى سلبية وإعادة تمثله على نحو إيجابي وتشکيل صورة جديدة له أکثر واقعية مبنية على النظام الفکري الجديد الذي تشکل خلال الجلسات السابقة ومبنيا على الفهم الصحيح للتسامح. کما يتم خلال نهاية هذه المرحلة تعزيز مفهوم السلام الداخلي والمحبة الحقيقة باعتبار ان الإنسان کائن يحمل ذاتا خيره ويحب الخير للجميع کما يحبه لنفسه وأن ما يمر به من أحداث مؤلمة في حياته تحمل إختباراً لقوة صبره وتحمله ويتم مساعدة الأعضاء على استنباط المعاني الإيجابية التي تحملها المعاناة والانطلاق نحو الحياة بمزيد من الحيوية والتفاؤل والإنفتاح. وتتحقق هذه المرحلة في الجلسات (9، 10، 11، 12، 13)
إجراءات الدراسة:
بعد التأکد المحددات السيکومترية للمقياس وتحکيم البرنامج الإرشادي تم الاتفاق مع مرکز عائشة يتيم للإرشاد الأسري لتوفير عينة الدراسة، وتم تقسيم العينة الکلية الى مجموعتين تجريبية وضابطة وتطبيق القياس القبلي على المجموعتين مع مراعاة تجانس المجوعتين في المتغيرات الديموغرافية وفي القياس القبلي لأداة الدراسة. بعدها تم تطبيق البرنامج الإرشادي على المجموعة التجريبية ولم تتعرض المجموعة الضابطة لجلسات البرنامج وفي نهاية البرنامج تم تطبيق القياس البعدي على المجموعتين، ثم قام الباحثون باستخراج وتحليل نتائج التطبيق باستخدام برنامج الحزمة الإحصائية للعلوم الاجتماعية (SPSS)
نتائج الدراسة ومناقشتها والتوصيات
الفرض الأول: توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية على مقياس التسامح مع الذات والآخر في القياسين القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي.
وللتحقق من صحة هذه الفرضية تم استخدام اختبار ويلککسون (Wilcoxon) للعينات المترابطة وذلک کما هو موضح کالتالي:
جدول (8)
دلالة الفروق بين متوسطي رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية على مقياس التسامح في القياسين القبلي والبعدي، ن=18
المقياس |
نوع القياس |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
متوسط الرتب |
مجموع الرتب |
قيمة (ز) |
مستوى الدلالة |
التسامح الکلي |
قبلي |
2.568 |
0.474 |
0 |
0 |
-2.675
|
**.008 (دالة) |
بعدي |
3.146 |
0.316 |
5 |
45 |
|||
التسامح مع الذات |
قبلي |
2.801 |
0.290 |
0 |
0 |
-2.521 |
*.012 (دالة) |
بعدي |
3.204 |
0.233 |
4.45 |
36 |
|||
التسامح مع الآخر |
قبلي |
2.397 |
0.685 |
0 |
0 |
-2.668 |
.008** (دالة) |
بعدي |
3.102 |
0.444 |
5 |
45 |
**دالة إحصائياً عند مستوى دلالة= (0.01)
*دالة إحصائياً عند مستوى دلالة= (0.05)
يتضح من جدول (8) وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.01) بين متوسطي رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية على مقياس التسامح (الدرجة الکلية) في القياسين القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي، کما توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05) بين متوسطي رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية على بعد التسامح مع الذات في القياسين القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي وکذلک توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.01) بين متوسطي رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية على بعد التسامح مع الآخر في القياسين القبلي والبعدي لصالح القياس البعدي، وبالتالي يتم قبول الفرضية الأولى التي تنص على أنه (توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات المجموعة التجريبية في القياسين القبلي والبعدي لمقياس التسامح مع الذات والآخر في اتجاه القياس البعدي) حيث أن المتوسط الحسابي للقياس البعدي في التسامح الکلي والتسامح مع الذات والتسامح مع الآخر أکثر من المتوسط الحسابي للقياس القبلي، وهذا يعني زيادة درجات أفراد المجموعة التجريبية في التسامح وتحسنهم بعد التعرض لجلسات البرنامج الارشادي المستخدم في هذه الدراسة، مما يبين دور البرنامج في تحسن وزيادة مستوى التسامح لدى المطلقات.
وقد اتفقت هذه النتيجة مع دراسة راي وآخرون Rye et al. (2004) والتي هدفت الى تصميم برنامج إرشادي لزيادة مستويات التسامح لدى الأفراد المطلقين وتم اختيار العينة عشوائيا وتوزيعهم على مجموعة التسامح المدني ومجموعة التسامح الديني وکذلک المجموعة الضابطة، وأظهرت نتائج الدراسة وجود أثار دالة للتدخل في مستويات التسامح وعلاج الاکتئاب البعدي حتى أن الأفراد في مجموعتي التدخل کان لديهم تسامح أکثر. وکذلک دراسة اسيل وآخرون (Asil et al. (2014 والتي هدفت إلى الکشف عن مدى فاعلية الإرشادات التي تحث على التسامح في النزاعات الزوجية لدى السيدات اللاتي تنظر نزاعاتهن بالمحاکم، وقد أجريت الدراسة على عينة قوامها (30) سيدة تم اختيارهم بطريقة عشوائية، وتم تقسيمهم إلى مجموعة تجريبية ومجموعة ضابطة، وتوصلت النتائج إلى اثبات فاعلية الجلسات إرشادية في تنمية التسامح لدى السيدات اللواتي يعانون من النزاعات الزوجية المنظر قضاياهن أمام المحاکم. بالإضافة الى دراسة أغاجدي، جولبارفار وأغاي (Aghagedi, Golparvar, & Aghaei (2018 حول تأثير العلاج بالتأمل الواعي على أساس التسامح والعلاج بالعواطف على التسامح لدى المرأة المتضررة بسبب خيانة زوجها وأظهرت نتائج الدراسة أن أسلوبي العلاج بالوعي على أساس التسامح والعلاج بالترکيز على العواطف طريقتان ووسيلتان ناجحتان في دعم وتعزيز التسامح بين النساء اللاتي عانين من خيانة أزواجهن.
الفرض الثاني: توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات کل من المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة على مقياس التسامح مع الذات والآخر في القياس البعدي لصالح المجموعة التجريبية
وللتحقق من صحة هذه الفرضية تم استخدام اختبار مان وتني (Mann-Whitney U) للعينات المستقلة، وذلک کما هو موضح کالتالي:
جدول (9)
دلالة الفروق بين متوسطي رتب درجات کل من المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة على مقياس التسامح في القياس البعدي، ن=18
المقياس |
المجموعة |
متوسط الرتب |
مجموع الرتب |
قيمة ما ويتني |
قيمة (ز) |
مستوى الدلالة |
التسامح الکلي |
ضابطة |
6.78 |
61.0 |
16.00 |
-2.168 |
*0.031 (دالة) |
تجريبية |
12.22 |
110.0 |
||||
التسامح مع الذات |
ضابطة |
6.44 |
58.0 |
13.00 |
-2.437 |
*0.014 (دالة) |
تجريبية |
12.56 |
113.0 |
||||
التسامح مع الآخر |
ضابطة |
7.11 |
64.0 |
19.00 |
-1.899 |
0.05* (دالة) |
تجريبية |
11.89 |
107.0 |
*دالة إحصائياً عند مستوى دلالة= (0.05)
يتضح من جدول (9) وجود فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05) بين متوسطي رتب درجات أفراد کل من المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي لمقياس التسامح (الدرجة الکلية) لصالح المجموعة التجريبية کما توجد فروق ذات دلالة إحصائية عند مستوى دلالة (0.05) بين متوسطي رتب درجات أفراد کل من المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي على بعد التسامح مع الذات لصالح المجموعة التجريبية، وکذلک توجد فروق دالة احصائيا عند مستوى دلالة (0.05) بين متوسطي رتب درجات أفراد کل من المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي على بعد التسامح مع الآخر لصالح المجموعة التجريبية وبالتالي لا يتم قبول الفرضية الثانية التي تنص على أنه (توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطي رتب درجات کل من المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة في القياس البعدي لمقياس التسامح مع الذات والآخر في اتجاه المجموعة التجريبية) حيث أن متوسط رتب درجات أفراد المجموعة التجريبية لمقياس التسامح (الدرجة الکلية) والتسامح مع الذات والتسامح مع الآخر أعلى من متوسط رتب درجات أفراد المجموعة الضابطة، وهذا يعني زيادة درجات أفراد المجموعة التجريبية في التسامح وتحسنهم بعد التعرض لجلسات البرنامج الارشادي المستخدم في هذه الدراسة أثناء مقارنتهم بالمجموعة الضابطة، مما يؤکد على الأثر الايجابي للبرنامج في تحسن وزيادة مستوى التسامح لدى المطلقات.
وتتفق هذه النتيجة مع نتائج التحليل الذي أجراه کل من ويد، هويت، کاديل وورثنجتون Wade, Hoyt, Kidwell & Worthington (2014) في تحليلهم لحوالي 54 بحث ودراسة حول فعالية تدخلات العلاج النفسي لتعزيز وتشجيع التسامح والصفح حيث أشارت النتائج الى أن الأفراد الذين تلقوا علاجات صريحة ومباشرة في التسامح والصفح تميزوا بدرجة من التسامح أکثر من الأفراد الذين لم يتلقوا هذه التدخلات. کما تتفق مع دراسة ريد وإنرايت Reed & Enright (2006) التي بحثت إستخدام العلاج بالتسامح في الاکتئاب والقلق والتوتر والإجهاد بعد الجرح مع نساء خضن تجربة سوء المعاملة العاطفي مع الزوج السابق، وأجرت الدراسة مقارنة بين هذه العينة ومجموعة ضابطة، حيث تفترض تلک الدراسة أن العلاج بالتسامح قد يکون أکثر فعالية من علاجات أخرى لأنه يرکز على خفض وتقليل الغيظ والإستياء الشديد ومشاعر الإنتقام نحو الشريک السابق الذي أساء معاملة الزوجة. وأشارت النتائج إلى أن المجموعة التجريبية أظهرت زيادة کبيرة ذات دلالة إحصائية في التسامح مع الشريک المجرم والمذنب السابق وفي تقدير الذات وفي إيجاد معنى ومغزى من المعاناة. کما کان للعلاج بالتسامح آثار ايجابية دالة على الصحة النفسية لدى الأشخاص الذين يعانون من إصابات عاطفية لم يتم حلها، حيث أظهرت المجموعة التجريبية تحسنا کبيرا في التسامح مع الجاني وفي الشعور بالأمل وفي تحسن نوعية الحياة ونقص واضح في الشعور بالغضب مقارنة بالمجموعة الضابطة (Hansen, 2002)
الفرض الثالث: يوجد أثر دال موجب للبرنامج الارشادي المقترح في تنمية مهارات التسامح مع الذات والآخر لدى أفراد المجموعة التجريبية من المطلقات في مملکة البحرين.
تنص الفرضية الخامسة على أنه (يوجد أثر دال موجب للبرنامج الارشادي المقترح في تنمية مهارات التسامح مع الذات والآخر لدى أفراد المجموعة التجريبية من المطلقات في مملکة البحرين)، وللتحقق من صحة هذه الفرضية تم استخراج حجم الأثر للعينات المستقلة باستخدام قيمة مربع إيتا (Eta squared) وذلک کما هو موضح کالتالي:
جدول (10)
دلالة أثر البرنامج الارشادي في تنمية التسامح لدى أفراد المجموعة التجريبية، ن=18
المقياس |
المجموعة |
القياس |
المتوسط الحسابي |
الانحراف المعياري |
قيمة (F) |
قيمة مربع (إيتا) |
مستوى الدلالة |
التسامح |
تجريبية |
قبلي |
2.567 |
0.474 |
9.235 |
0.366 |
0.008** |
تجريبية |
بعدي |
3.145 |
0.3162 |
||||
التسامح مع الذات |
تجريبية |
قبلي |
2.801 |
0.290 |
10.568 |
0.398 |
0.005** |
تجريبية |
بعدي |
3.204 |
0.233 |
||||
التسامح مع الآخر |
تجريبية |
قبلي |
2.397 |
0.685 |
6.707 |
0.295 |
0.020* |
تجريبية |
بعدي |
3.102 |
0.444 |
**دالة إحصائياً عند مستوى دلالة= (0.01)
*دالة إحصائياً عند مستوى دلالة= (0.05)
يتضح من جدول (10) وجود أثر دال موجب للبرنامج الارشادي في تنمية التسامح لدى أفراد العينة التجريبية وذلک عند مستوى دلالة (0.01) في درجة التسامح الکلي کما يوجد أثر دال للبرنامج الارشادي في تنمية التسامح مع الذات لدى أفراد العينة التجريبية عند مستوى دلالة (0.01) بالإضافة الى وجود أثر دال للبرنامج في تنمية التسامح مع الآخر عند مستوى دلالة (0.05) وبالتالي يتم قبول الفرضية الخامسة التي تنص على أنه (يوجد أثر دال موجب للبرنامج الارشادي المقترح في تنمية مهارات التسامح مع الذات والآخر لدى أفراد المجموعة التجريبية من المطلقات في مملکة البحرين) ويعتبر ذلک إضافة تأکيدية لدور وفعالية البرنامج الارشادي المقترح في الدراسة في تنمية التسامح مع الذات والآخر لدى المطلقات في مملکة البحرين.
وتتفق هذه النتيجة مع ما أشار کل من ويد، هويت، کاديل وورثنتجتون Wade, Hoyt, Kidwell & Worthington (2014) في تحليلهم لحوالي 54 بحث ودراسة حول فعالية تدخلات الإرشاد والعلاج النفسي لتعزيز وتشجيع التسامح أن استخدام تدخلات التسامح والصفح على أسس نظرية هو اختيار سليم ومنطقي لمساعدة الأفراد على التعامل مع الإساءات والإهانات في الماضي ومساعدتهم في التوصل الى حل في شکل تسامح.
ويفسر الباحث وجود هذا الأثر الايجابي للبرنامج في تنمية التسامح مع الذات والآخر لدى أفراد المجموعة التجريبية لأن البرنامج بشکل عام يقوم على بناء منهجي يعتمد على التعبير بشکل تدريجي ومکثف عن المشاعر والانفعالات المرتبطة بالإساءة (اللوم والشکوى والالم، الغضب، الحزن والأسى) ومحاولة تعديل البناء المعرفي والادراکي المرتبط بمواقف الإساءة والاحداث الماضية المؤلمة وکذلک المرتبط بالزوج السابق من خلال مواجهته وإعادة تمثله في البداية على نحو سلبي يسهم في معايشة خبرات الإساءة على نحو عميق ثم إعادة تمثله على نحو إيجابي بعد ان تکون المطلقة قد عايشت خلال عدد من الجلسات التنفيس الانفعالي وتدربت على تعديل الأفکار واکتسبت الفهم الصحيح لمعنى التسامح باعتبار فائدته يعود لها وليس لطليقها، وأنه يختلف عن التصالح أو العفو . کل ذلک من شأنه أن يسهم في تشکيل فهم جديد للذات باعتبارها قوية ومتمکنة والآخر باعتباره انسان ليس معصوم من الخطأ وقد يکون ضحية أو ربما لا يستحق أن تحمل المطلقة في نفسها طاقة سلبية مرتبطة به تؤذي ذاتها. وبالتالي ووفقا لهذا البناء المنهجي المتدرج في تعامله الفکري والانفعالي مع المطلقة خلال جلسات البرنامج ساهم ذلک في وجود أثر إيجابي للبرنامج في تنمية التسامح مع الذات والآخر.
التوصيات:
استناداً إلى النتائج التي کشفت عنها الدراسة يوصى بما يلي:
1. توجيه المزيد من الاهتمام نحو تنمية التسامح لدى المطلقات من خلال اعداد البرامج الارشادية الفعالة لما له من أثر إيجابي في تعزيز الصحة النفسية وبما ينعکس على تحقيق الاستقرار النفسي للأسرة والمجتمع.
2. تعميم البرنامج الإرشادي المقترح في هذه الدراسة على المؤسسات والمراکز المعنية بتقديم الخدمات النفسية للمطلقات مما يسهم في مساعدتهن على التکيف النفسي ويساعد في الوصول الى شريحة کبيرة في المجتمع بحاجه الى الدعم النفسي من خلال برامج عملية.
3. الاهتمام بتطبيق المفاهيم والموضوعات الإيجابية مثل التسامح والعفو والفصح والتي تشکل استراتيجية نفسية وفکرية في مواجهة الاساءات والاعتداءات الشخصية بما يحقق الشعور بالسلام الداخلي.
4. تقديم المحاضرات التوعوية التي تتناول المعاني الصحيحة لمفهوم التسامح والتي تشکل رکيزة أساسية لمساعدة الأشخاص على تبني وتقديم التسامح للمسيئين وفق الفهم الصحيح لهذه المعاني بما يعود ايجاباً على صحتهم النفسية.
5. اعداد نماذج ارشادية عربية على غرار النماذج الأجنبية في تنمية التسامح بما يساعد الباحثين أو الممارسين لتبني هذه النماذج والاستفادة منها في تطبيق دراساتهم وبحوثهم.