نوع المستند : مقالات علمیة محکمة
المؤلفون
1 باحث
2 أستاذ الصحة النفسية المتفرغ بقسم علم النفس التربوي والصحة النفسية
المستخلص
الموضوعات الرئيسية
مقدمة :
الأسرة وحدة المجتمع الاساسية التي تعکس قيم واتجاهات المجتمع الأکبر، ووحدة للتفاعل الاجتماعي المتبادل بين أفراد الأسرة وتمارس تأثيرها في تعديل وتشکيل الشخصية الانسانية ، وتعد الأسرة في مقدمة وکالات التطبيع الاجتماعي کونها الخلية الأساسية في المجتمع والحضن الاجتماعي الذي تنمو فيه بذور الشخصية الإنسانية ، وتقع على کاهلها مسئولية بالغة الأهمية وهي التنشئة الاجتماعية للطفل بصورة تتفق مع معايير المجتمع الذي يعيش فيه وتنسجم مع قيمه وثقافته حيث تنتقل ثقافة المجتمع من ثراء إنساني حضاري إلى ثراء داخلي في بناء شخصية الفرد ( سمية الذويب ، 2002: 1 ) .
ولذلک يرى البعض أن التعرف علي تأثير البيئة الأسرية علي الأبناء لا يأتي إلا من خلال تناول أنماط التفاعلات الأسرية ( التعاون ، التنافس ، المواءمة ، الصراع ) وما تسهم به في نمو الجوانب المختلفة لشخصية الأبناء( مني محمود ، 2018 : 2(
ويري ( فاروق مصطفي السعيد جبريل، 2014 : 38-40 ) أنه يمکن ارجاع السمات الأساسية لسلوک الفرد إلي المراحل الأولي من حياته فعلاقاته بافراد أسرته واتجاهاتهم وسلوکهم حيث أن ذلک يصبغ شخصيته بطابع معين يظل معه مدي حياته .
والتفاعل الأسري المستمر بين الأباء والأبناء يساعد علي نضج شخصية الأبناء وبلورتها وإظهارها في صورة مقبولة اجتماعيا ، کما أن السمات الشخصية للأبناء کالثقة بالنفس والقدرة علي الانجاز والميل للتعاون وفاعلية الذات ترجع إلي نمط واسلوب التفاعلات الأسرية ( هناء عبد العال ، 2015: 16) .
مشکلة الدراسة :
مما سبق يتضح أن الأسرة هي الوحدة الإجتماعية الأولى التى ينشأ الطفل فى کنفها ويقع عليها عبء تشکيل شخصيته عن طريق عملية التنشئة الإجتماعية والتي تقوم علي التفاعل والتعاون الجيد الذى يتم بين أفراد الأسرة ويشکل معتقدات الأفراد عن ذاتهم ، وکما يتضح أثر التفاعل الأسري علي تشکيل معتقدات الفرد حول امکانية نجاحه لأن التفاعل الجيد داخل الأسرة والفصل يؤثران بشکل کبير فى تشکيل الفاعلية الذاتية للفرد حيث يصبح شخصا نافعا لنفسه ولأسرته وکذلک للمجتمع بأکمله ومن هنا کانت ضرورة إجراء مثل هذه الدراسة الحالية ، کما أنه ندرت الدراسات التى تناولت التفاعل الأسرى وعلاقته بفاعلية الذات ، فقد رکزت الدراسات السابقة علي دراسة علاقة التفاعل الأسرى بفاعلية الذات مثل دراسة (عواطف صالح : 1994) ، ودراسة ( رياض صيدم :2014) ،ولم تتناول علاقه أنماط التفاعل الأسري بفاعلية الذات وخاصة لدي تلاميذ المرحلة الإعدادية فقد أغفلت الدراسات السابقة العلاقة بينهم في حدود علم الباحث، ولذلک تحاول الدراسة الحالية سد هذه الثغرة والتعرف على أنماط التفاعل الأسري وعلاقتهال بفاعلية الذات لدي تلاميذ المرحلة الاعدادية.
ومما سبق يمکن صياغة مشکلة الدراسة في التساؤلات الآتية:
1- هل توجد فروق بين متوسطات درجات (الذکور- والإناث ) في کل من : أنماط التفاعل الأسري ، وفاعلية الذات لدي تلاميذ المرحلة الاعدادية ؟
2- هل توجد علاقة إرتباطية بين درجات (الذکور - والإناث) في فاعلية الذات بمکوناته الفرعية (وأنماط التفاعل الأسري، بمکوناته الفرعية والدرجة الکلية ) لدي تلاميذ المرحلة الاعدادية ؟
أهـــــداف الدراســــــــة :
تهدف الدراسة الحالية إلى :
1- التعرف علي الفروق بين الذکور والاناث في ادراک التفاعل الأسري وفاعلية الذات .
2- التعرف علي العلاقة الارتباطية بين درجات الذکور والإناث في فاعلية الذات وأنماط التفاعل الأسري .
أهمية الدراســـــــــة:
وتنقسم إلي( أهمية نظرية- أهمية تطبيقية )
أولا الأهمية النظرية :
1- تکتسب الدراسة أهميتها من الظاهرة التي تتناولها.
2- تستمد الدراسة أهميتها من العينة التى تناولتها وهى تلاميذ المرحلة الإعدادية .
3- کما تستمد الدراسة أهميتها من تناول بعض العناصر المسهمة في تشکيل فاعلية الذات لدي الفرد ومن هذه العوامل (أنماط التفاعل الأسري )
ثانيا الأهمية التطبيقية:
1- إمداد المکتبة العربية بأدوات وهي :
أ - مقياس لأنماط التفاعل الأسري لتلاميذ المرحلة الإعدادية .
ب– مقياس فاعلية الذات لتلاميذ المرحلة الإعدادية .
فروض الدراسة :
1-توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات (الذکور- والإناث ) في کل من : (أنماط التفاعل الأسري ، وفاعلية الذات ) لدي تلاميذ المرحلة الاعدادية .
2- توجد علاقة إرتباطية دالة إحصائيا بين درجات (الذکور - والإناث) في فاعلية الذات بمکوناته الفرعية (وأنماط التفاعل الأسري، بمکوناته الفرعية والدرجة الکلية ) لدي تلاميذ المرحلة الاعدادية .
مصطلحات الدراســـــة :
التفاعل الأسري Family interaction:
يعرف الباحث التفاعل الأسري بأنه هو: علاقة دينامية تتکون بين أعضاء الأسرة سواء کانت بين الأباء وبعضهم البعض والأب والأبناء أو بين الأم والأبناء أو بين الأبناء بعضهم البعض وينتج عن هذه العلاقة إشباع للحاجات الإنسانية ، وأن يؤثر کل فرد في الأخر بغرض تکوين خبرات جديدة وهذا التفاعل يعمل علي تحديد المسئوليات ووضوح الأدوار مما يجعل الفرد قادراً علي إکتساب المهارات وعلي التعايش في أسرته ومجتمعة بصورة فعالة ، ويمکن للباحث أن يميز بين أربعة أنماط رئيسية للتفاعل الأسري وهي : التعاون- والتنافس- والصراع – والمواءمة ( مصطفي جبريل، 1999: 66 ; وردة الغنام ،2011 :9 ; مني محمود، 2018: 6 ) .
وتقدر درجة فرد العينة في إدراک التفاعل الأسري بالدرجة التي يحصل عليها على مقياس التفاعل الأسري المستخدم في الدراسة الحالية .
فاعلية الذات self-efficacy :
يعرف الباحث فاعلية الذات على أنها هي : مدي اعتقاد الفرد بأنه يستطيع أن يقوم بنجاح بالسلوکات المطلوبه لکي يحقق نتائج معينة وقدرته علي اتمام المهام المسندة اليه وهي التوقع الموجود لدي الشخص بأنه قادر علي أداء السلوکات التي تحقق نتائج مرغوب فيها ، وتشبع حاجاته ، وهي لب بناء العلاقة بين المعرفة والسلوک ( فاروق مصطفي السعيد ، 2018 :16 Bandura,1997:19 ; )وتظهر فاعلية الذات في الأبعاد التالية : ( قدر الفاعلية , العمومية , القوة أو الشدة ) .
وتقدر درجة فرد العينة في فاعلية الذات بالدرجة التي يحصل عليها على مقياس فاعلية الذات المستخدم في الدراسة الحالية .
الإطار النظري :
1- أولا أنماط التفاعل الأسري:
ويمکن أن نميز بين أربعة أنماط للتفاعل الأسري وهي :
(التعاون – والتنافس – والمواء مة – والصراع)
أ-التعاون :
والأسرة هنا تکون جماعة من نوع خاص يرتبط أعضاؤها ببعضهم البعض بعلاقة الشعور بالألفة والترابط والتعاون والمساعدة المتبادلة ، وتتميز العلاقات داخل الأسرة بالدفء والحميمة فيما تقدمه الأسرة من علاقات ناجحة تلعب دورا کبيرا فى تشکيل ونمو شخصية الطفل فى کافةالنواحى المختلفة ( نزار عبد الجواد، 2011 : 3 )
ب- التنافس :
ويعيش افراد الأسرة فى هذا النمط فى جو متسامح أميل للإنطلاق ويکون کل فرد منسجما ومتماشيا مع افراد الأسرة ولکن يحاول الحصول على المکان الأفضل داخل الأسرة وعلى الرغم من أن کل فرد يکون متعاطف ومتضامن مع الآخرين إلا أنه ليس معتمدا عليهم فى کل حياته ( Seqrs ; Muriel ,2008 : 244)
ج- الصراع:
يحدث في المواقف الأسرية التي يوجه فيها عضو الأسرة طاقته نحو هدم الآخرين من أعضاءالأسرة وإيذائهم ، حيث يقع عضو الأسرة تحت وطأة دوافع ونزاعات متعارضة ومتضاربة مع أهداف الآخرين في الأسرة ، (مصطفي جبريل ،1999 : 75 ; مني محمود ، 2018 : 15)
د-المواءمة :
تحدث في المواقف الأسرية التي يشعر فيها العضو بالرضا عن علاقاته بباقي الأعضاء في الأسرة ويکون فيها ملتزماً بواجباته ومسئولياته الأسرية ويعامل الآخرين بالطريقة التي تحقق لهم أهدافهم والتي فيها الخيرللجميع، والمواءمة تشير إلي أنها الصراع عن طريق قبول کل عضو في الأسرة بالحل الوسط الذي يرضي جميع الأعضاء في الأسرة (مصطفي جبريل ،1999 : 76 ; مني محمود ، 2018 : 15)
2- محاور التفاعل الأسري:
ينقسم التفاعل الأسري إلى عدة محاور وهي کالتالي :
أ-التفاعل بين الزوجين (التفاعل الزواجي )
يعتبر التفاعل بين الوالدين من أهم العوامل التي تؤثر في نوع المعاملة التي يتلقاها الأبناء منأبائهم ، کما أنها تؤثر علي المناخ السائد في محيط الأسرة (إيناس يونس ،2017: 25).
ب- تفاعل الوالدين مع الأبناء:
وتؤثر العلاقة بين الوالدين والأبناء علي الأبناء بدرجة کبيرة حيث يشعروا بالأمن والطمأنينة والاستقرار الأسري من خلال التوازن العاطفي بين الوالدين، وعند غياب هذا التفاعل تتراکم الضغوط النفسية ويقل الحوار بسبب الإختلاف في فهم المشاکل وتفسيرها والتعامل معها مما يؤدي إلي الخلافات العنيفة والهدامة التي تحطم کيان الأسرة والمجتمع (عبد اللطيف سعيد ،2010 : 63) ,
ج- التفاعل بين الأخوة:
التفاعل بين الأباء بعضهم البعض أو بين الأباء والأبناء يؤثر علي جودة وکفاءة العلاقة بين الأخوة والعکس صحيح ، وترتبط قسوة الوالدين خلال تعاملهما مع الأبناء فيما بينهم بوجود صراعات بين الأخوة وبعضهم البعض ، ( Feinberg,solmeyer; mehal a ,2012: 74)
د- التفاعل بين الأبناء والأباء :
3- العوامل والمتغيرات التي تؤثر في أنماط التفاعل الأسري:
هناک مجموعة من العوامل التي تؤثر في أنماط التفاعلات الأسرية وهي علي النحو الأتي:
أ - الترتيب الميلادي للطفل :
إن الطفل الأول يلقي الاهتمام والاستعداد من قبل ولادته من قبل الأسرة والمحيطين ونظراً لعدم خبرة الأب والأم بتربية الأطفال سابقا فالکثير من الأطفال ذوي الترتيب الميلادي الأول يلقي التدليل الزائد ويقل هذا الاهتمام تدريجياً بزيادة عدد الأطفال والملحوظ في أغلبية المجتمعات أن الطفل الأول والأخير يأخذان الاهتمام أکثر من بقية الأطفال ذوي الترتيب الأوسط.(أمال باظه ،2007 :25)..
ب- شخصية الوالدين :
عندما يتأثر الطفل بدور الأم من خلال فهمه ودعمه وخاصة خلال المراحل المبکرة من التنشئة وکذلک تزويد الطفل بنموذج (الذکر – الأب – الزوج ) وذلک النموذج الذي ينفي أهميته وتستمر خلال فترة المراهقة وکذلک في الفترات الحياتية الأخرى وکذلک فإن الحالة النفسية والجسمية للوالدين لها انعکاسات واضحة علي نوعية رعاية الأبناء.(Lifk ,2001:145-146).
ج-الجو السائد داخل الأسرة :
عندما تقدم الأسرة للأطفال الخبرات المتعددة عن الحياة الاجتماعية علي النحو الذي يوسع إدراکهم لعلاقاتهم الاجتماعية وإدراکهم للآخرين وعندما يستجيب لحب استطلاع الأطفال بالعطف والتقييمات الشاملة ( joanna,2001:5025 Bulkely;)
د- سن الوالدين :
إن لعمر الوالدين دوراً لا يستهان به في تربية الأبناء فکلما زاد الفارق الزمني بين الآباء والأبناء زادت حظوظ الفشل في الوصول إلي أنماط التفاعلات الأسرية المتزنة . Pugh;G,Deeatn;F ,1984 :15-16))
ه- الظروف الاجتماعية والثقافية للأسرة :
من طريقة الأسرة في معاملة الأبناء يکتسب الابن القيم والمعايير التي تفرضها أنماط الثقافة العامة والخاصة السائدة ، ومستوي تعليم الوالدين وهما المهيمنان علي تنشئة الأبناء بشکل مباشر وفعال يساعدهما علي اکتساب معارف ومهارات يمکن أن يکون لها دور في عملية التنشئة الاجتماعية (فاروق جبريل ; مصطفي جبريل،1995 : 88).
تؤثر العوامل الاجتماعية في إکساب الطفل المعايير والقيم والاتجاهات السائدة بکل مجتمع کما تعطي لکل جنس الأدوار الاجتماعية التي يهيأ لها مستقبلاً حسب نوع الجنس وحيث أنه کلما زاد المستوي الاجتماعي زاد معه الوعي الصحي والتربوي في رعاية الأطفال. (أمال باظه،2007 :26).
و- جنس الابن :
إن متغير جنس الأبناء ذکر کان أو أنثي يحدد نوعيه الأساليب التي يستخدمها الوالدين في رعاية الأبناء وقد أوضحت الدراسات أن هناک اتجاه عام نحو تفضيل الذکر وان اختلاف أساليب المعاملة الوالديه التي يحظي بها کل طفل من أي من الجنسين فيرجع إلي طبيعة المجتمع وقد يرجع إلي اختلاف طبيعة الطفل نفسه کما يرجع أيضا إلي اتجاهات کل من الوالدين نحو جنس الطفل (فاروق جبريل ; مصطفي جبريل ،1995 : 143).
ز- القيم الروحية والخلقية للأسرة :
والتفاعل الأسري يتأثر بما تؤمن به الأسرة من قيم وأخلاق ، کما أن هذه القيم والأخلاق هي التي تحدد هذا التفاعل ، ثم تعود هذه القيم وتحدد شکل التفاعل الأسري ، والأسرة في مقدمة مسئولياتها غرس هذه القيم والأخلاق في نفوس أبنائها ، ( سعاد بو مدين ، 2016: 211) .
ح- حجم الأسرة :
إن الأسرة التي تنجب أطفالناً أکثر هي أقل توفيقاً في تربية أطفالها من الأسرة التي تنجب أطفالاً أقل ما لم تکن علي قدر من الوعي لتربية هؤلاء الأطفال (فاروق جبريل ;مصطفي جبريل ،131:1995).
ط- المستوي المادي والاقتصادي للأسرة :
وهي القدرة علي توفير احتياجات الأطفال وکيفية استغلال المعطيات المادية المتوافرة في الأسرة أثناء عملية تربية الأبناء ، يعد المستوي المادي والاقتصادي مؤثرا في حياة الأفراد داخل الأسرة من حيث توفير احتياجات الطفل الأساسية وکذلک توفير الجانب الترفيهي للطفل (أمال باظه،2007 :26).
ي- تعليم الأم وعملها :
إن تعليم المرأة وعملها کان له نتائج مباشرة وغير مباشرة علي أدوار المرأة ومرکزها داخل نطاق أسرتها فارتفاع مستوي التعليم وإشتراکها في الإنفاق علي الأسرة صحبه مزيد من اکتساب الحقوق داخل الأسرة تمثلت في المزيد من الايجابية التي تتضح في مشارکتها في اتخاذ القرارات التي تتصل بها شخصيا أو بالزوج أو بالأبناء(هناء عبد العال، 2015: 21).
ک- صحة الأم النفسية :
من العوامل المؤثرة والهامة في علاقة الأم بطفلها صحتها النفسية فلکي يعيش الطفل وينمو نموا هادئا متزنا لابد أن يأخذ جرعات کبيرة من الحب والحنان والتضحية من الأم ،وهناک بعض الأمهات لا تستطيع أن تعطي لطفلها أمومة سليمة مثل الأم ضعيفة العقل والمکتبئة والمريضة نفسيا (هناء عبد العال ،2015: 24)
4- نواتج التفاعل الأسري :
هناک بعض النواتج للتفاعل الأسري وهي کالأتي:
-الأسرة ذات التفاعل الجيد توفر الاتزان النفسي والانفعالي السليم لأفرادها حيث يعيش الوالدان في حب وسلام ويکون هناک توافق متبادل بينهم واتفاق علي أسلوب واحد في تربية الأبناء وينعکس هذا بدوره علي الأبناء في تفاعلاتهم مع بعضهم البعض ومع أبائهم (حامد زهران ،2005: 403).
- تنمية بعض جوانب السلوک المعرفي والوجداني والمهاري للأبناء نتيجة استجابات الآباء علي تساؤلات الأبناء وتشجعهم مما يؤثر في قدرتهم علي المسائلة وإدارة الحوار ( فؤاد أبو حطب ،1996 :150).
- تمتلک الأسرة العديد من الإمکانيات والمهارات التي تعمل کمؤثر استقرار هام في عملية تطوير المراهقين لهوياتهم من خلال تأديتها لوظائفها المتعددة والمتنوعة ( جهاد علاء الدين ، 2016 :34 )
ثانيا: فاعلية الذات :
1- مفهوم فاعلية الذات:
- تعرفها بسمة عبد الفتاح (2018: 24)بأنها معتقدات الأفراد حول قدرتهم علي إنتاج مستويات محددة من الأداء تؤثر في الأحداث التي تؤثر في حياتهم ،وتحدد معتقدات الفاعلية الذاتية ،کيف يشعر ويفکر الناس ، وتحرک دافعيتهم وسلوکهم
يعرفها فاروق مصطفي السعيد ( 2018 : 16 ) إعتقاد الفرد بقدرته على القيام بالمهام المنوطة به وإمکانية إنجازها بنجاح لتحقيق الأهداف المرجوة .
2- أنواع فاعلية الذات :
يمکن تصنىف فاعلىة الذات الى عدة انواع منها :-
أ-فاعلية الذات العامة :
وهي درجة شعور الفرد بثقته في قدراته العامة والتي لاترتبط بموقف أو سلوک معين ، أي أنها حکم الفرد علي کفاءته العامة في مختلف المواقف ، وتعنى قدرة الفرد على اداء السلوک الذى يحقق نتائج ايجابىة ومرغوبة فى موقف معين ( هبه داود ،2017 : 32 ).
ب- فاعلية الذات الخاصة :
وهى احکام الافراد الخاصة والمرتبطة بمقدرتهم على اداء مهمه محددة فى نشاط محدد مثل الرياضيات(الاشکال الهندسية) او فى اللغة مثل (الاعراب أو التعبير) (السيد هاشم , 58:1994 )
ت- فاعلية الذات القومية :
ان الفاعلية الذاتىة قد ترتبط باحداث لا يستطيع المواطنون السيطرة عليها مثل انتشار تاثير التکنولوجيا الحديثة والتغير الاجتماعى السريع فى احد المجتمعات والاحداث التى تجرى فى اجزاء اخرى من العالم والتى يکون لها تأثير على من يعيشون فى الداخل , ( جابر عبد الحميد، 1990: 477)
ث- فاعلية الذات الجماعية :
وتشير الى مجموعة تؤمن بقدراتها وتعمل فى نظام جماعى لتحقيق المستوى المطلوب منها , وإدراک الأفراد لفاعليتهم الجماعية يؤثر فيما يقبلون على عمله کجماعات ومقدار الجهد الذى يبذلونه وقوتهم التى تبقى لديهم إذا فشلوا فى الوصول إلى النتائج ( السيد أبو هاشم، 1994: 45)
ج- فاعلية الذات الأکاديمية :
وهى تعنى ادراک الفرد لقدرته على اداء المهام التعليمية بمستويات مرغوب فيها أى أنها تعنى قدرة الشخص الفعلية فى موضوعات الدراسة المتنوعة داخل الفصل الدراسى وهى تتأثر بعدد من المتغيرات منها حجم الفصل الدراسى وعمر الدارسين ومستوى الاستعداد الاکاديمى للتحصيل الدراسى (محمد العزب ، 2004 :51 )
ح- فاعلية الذات الاجتماعية :
ويعرفها سميث بيتز (Smith ; Beetz ,2000:284)بأنها ثقة الفرد بأنه يمتلک القدرة على الإنخراط فى مهام التفاعل الاجتماعى اللازم لبدء العلاقات الاجتماعية والحفاظ عليها .
خ- فاعلية الذات المهنية:
يعرفها فاروق مصطفي السعيد جبريل ( 2018: 14) بأنها معتقدات الفرد حول قدرته علي القيام بالمهام المنوطة به في إطار مهنته ، وإمکانية إنجازها بنجاح لتحقيق الأهداف التربوية المرجوة .
د- فاعلية الذات الوجدانية:
ويعرفها وائل الشاذلي 2011 :293) بأنها مجموعة متألفه من مدرکات الذات المرتبطة بالانفعال حيث تشير لمدرکات الذات عن الانفعالات والمشاعر يتضمن ذلک التنظيمات السلوکية وقدرات الإدراک والمعالجة وتنظيم المشاعر والانفعالات وهي ضرورية لفهم تفاعل الأفراد مع بيئاتهم.
ذ- فاعلية الذات النوعية :
وهي درجة اعتقاد الفرد حول قدرته في مجال معين أو في موقف معين ، وهي تختلف وفقا للمهمة التي يقوم بها فعلي سبيل المثال ،شخصية تعتبر نفسها قادرة جدا في الأعمال الکتابية ( أي أنها لديها فاعلية ذاتية عالية في مجال الکتابة وتعتقد انها قادرة علي انتاج نوعية عالية من العمل الکتابي ) لکنها في مجال أخر تنخفض الفاعلية الذاتية لديها مثل (افتقادها لمهارة الطهي ) ( هبه داود ،2017 : 32 ).
والدراسة الحالية تقتصر علي تناول فاعلية الذات وعلاقتها بأنماط التفاعل الأسري لدي تلاميذ المرحلة الإعدادية :
3-أبعاد فاعلية الذات :
يحدد باندورا ثلاثة أبعاد لفاعية الذات مرتبطة جميعها بالاداء ويرى أن معتقدات الفرد عن فاعلية ذاته تختلف تبعا لهذه الأبعاد وهى کما يلى :
أ-قدر الفاعلية :
إن قدر الفاعلية لدى الافراد يتباين بتباين عوامل عديدة أهمها:
(مستوى الابداع أو المهارة ومدى تحمل الاجهاد ومستوى الدقة والانتاجية ومدى تحمل الضغوط والضبط الذاتى المطلوب) ومن المهم هنا أن تعکس اعتقادات الفرد وتقديره لذاته بأن لديه قدر من الفاعلية تمکنه من اداء ما يوکل اليه أو يکلف به دائما وليس أحيانا( فتحى الزيات ، 51:2001).
يتحدد هذا البعد من خلال صعوبة الموقف ويطلق عليه ايضا مستوي صعوبة المهمة (ليلي المزروع ،2007 : 71 )
ب-العمومية :
وتتباين درجة العمومية ما بين اللامحدودية والتى تعبر عن أعلى درجات العمومية والمحدودية الأحادية التى تقتصر على مجال أو نشاط أو مهام محددة وتختلف درجة العمومية باختلاف المحددات الاتية " درجة تماثل الأنشطة , ووسائل التعبير عن الامکانية (سلوکية , معرفية , انفعالية ) والخصائص الکيفية للمواقف ومنها خصائص الشخص أو الموقف محور السلوک ( فتحى الزيات ،2000 :51).
ج- القوة أوالشدة :
ويشير هذا البعد إلى عمق الإحساس يالفاعلية الذاتية بمعنى قدرة أو شدة أو عمق إعتقاد أو ادراک الفرد أن بإمکانه أداء المهام أو الأنشطة موضوع القياس ويتدرج بعد القوة أو الشدة على متصل ما بين قوى جدا إلى ضعيف جدا ( فتحى الزيات ، 51:2001).
تختلف فاعلية الذات بقوتها ، فالتصورات الضعيفة أو المنخفضة أسهل في الإنطفاء إطفاء من خلال الخبرات الغير معززة ( دعاء محمد وتد ،2013 : 3)
4- دور الأسرة فى تنمية فاعلية الذات:
1-أساليب المعاملة الوالديه القائمة علي التشجيع والتوجيه والتسامح ترتبط إيجابيا بفاعلية الذات
2- يمکن تنمية فاعلية الذات من خلال تعزيز الاستجابات المناسبة للأبناء مثل المثابرة والإنجاز والإصرار في العمل والتي تنعکس علي ثقتهم بأنفسهم وحسن أدائهم للمهام
3-توفير خبرات وتجارب للأبناء تساعد علي زيادة تفاعله الذاتي والاجتماعي داخل المجتمع المحيط بهم |(سامي زيدان،2000: 22).
4 -والخبرات الأولي للفاعلية تکون متمرکزة في الأسرة ولکن مع نمو العالم الأجتماعي للطفل فإنه يزيدها بسرعة .
5-إن الشعور بفاعلية الذات يتأثر بشکل واضح بالعوامل الاجتماعية والثقافية والخصائص الأسرية .
دراسات سابقة :
دراسات سابقة تناولت علاقة أنماط التفاعل الأسرى بفاعلية الذات :
-دراسة جونيز وجولي ((Gones ; golly : 2003
هدفت الدراسة إلي إستکشاف العلاقة بين التفاعل الأسري وعلاقته بفاعلية الذات ، وبلغت عينة الدراسة (163) طالب وطالبة من طلاب المرحلة الثانية الاعدادية مع أمهاتهم وذلک بمنطقة کارولينا الشمالية ، وإستخدمت الدراسة مقياس التفاعل الأسري ومقياس فاعلية الذات ، وقد أثبتت الدراسة مدي التأثير المباشر للتفاعل الأسري علي فاعلية الذات لکل من أفراد العينة .
-دراسة کوليمان ( Coleman : 2003)
هدفت الدراسة إلي معرفة العلاقة بين إدراک التعلق بالوالدين والفاعلية الذاتية الاجتماعية والعلاقة بالأقران ، وبلغت عينة الدراسة (31) طالبة في الصفين السادس والسابع الابتدائي ، استخدم الباحث مقياس الفاعلية الذاتية الاجتماعية ومقياس التعلق بالوالدين والأقران ، وأشارت النتائج إلي أن هناک ارتباطا بين التعلق بالأم والأقران وأن التعلق الأمن بالوالدين يزيد من الفاعلية الذاتية الاجتماعية .
-دراسة ميرفيلد وجامبل ( Merrifield ; gamble : 2013 )
هدفت هذه الدراسة إلي فحص العلاقة بين جودة العلاقة الزوجية والتعاون وفاعلية الذات لدي الوالدين ذوي الأطفال البالغين ، وأجريت الدراسة علي عدد(175) زوج وزوجة ، واستخدمت الدراسة مقياس فاعلية الذات ومقياس جودة العلاقة الزوجية والتعاون ، وأکدت نتائج الدراسة علي وجود علاقة بين نظم التعاون والعلاقات الزوجية وفاعلية الذات حيث أن أي تغير سواء کان بالسلب أو الإيجاب سيؤثر علي فاعلية الذات لدي الأبناء .
- دراسة ( منى أبو زيد :2018)
هدفت الدراسة إلى التعرف على العلاقة بين التفاعل الأسرى وکل من الذکاء العاطفى وفعالية الذات لدى تلاميذ المرحلة الإبتدائية فى ضوء الجنس والترتيب الميلادى وحجم الأسرة وأجريت على (245) تلميذا وتلميذه بالصف السادس الابتدائى (130 انثى – 115 ذکر ) .
واستخدمت مقياس للتفاعل الأسرى ومقياس للذکاء العاطفى ومقياس لفاعلية الذات من إعداد الباحثة وانتهت الدراسة إلى :
1- عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين متوسطات درجات الإناث عن متوسطات درجات الذکور من تلاميذ المرحلة الابتدائية على مقياس التفاعل الأسرى ومقياس الذکاء العاطفى ومقياس فعالية الذات
2- وجود فروق ذات دلالة إحصائية بين مجموعات الترتيب الميلادى فى التفاعل الأسرى لصالح الترتيب الأول .
3- وجود فروق ذات دلالة احصائية بين مجموعات حجم الأسرة فى التفاعل الأسرى ولصالح الأکبر حجما
4- وجود علاقة احصائية بين التفاعل الأسرى ومکوناته وکل من الذکاء العاطفى وفعالية الذات .
5-أمکن التنبؤ بالذکاء العاطفى من خلال بعدى التعاون والصراع للتفاعل (الأسرى ) وأمکن التنبؤ بفعالية الذات من خلال بعد المواءمة والدرجة الکلية للتفاعل الأسرى .
تعقيب عام علي الدراسات السابقة :
يتضح مماسبق عرضة أن الدراسات السابقة إستخدمت المنهج الوصفي والدراسة الحالية هي الأخري إستخدمت المنهج الوصفي ، والدراسات السابقة کانت عينتها من تلاميذ المرحلة الإبتدائية والصف الثاني الإعدادى والدراسة الحالية عينتها من تلاميذ الصف الثالث الإعدادي ، الدراسات السابقة لم تجد فروقا بين الجنسين في التفاعل الأسري وفاعلية الذات مثل دراسة (مني أبو زيد :2018) والدراسة الحالية وجدت فروقا بين الجنسين في التفاعل الأسري وفاعلية الذات.
إجراءت الدراسة :
تتحدد الدراسة الحالية ونتائجها بما يلى :
أ- باستخدام المنهج الوصفي.
ب- حجم العينة : بالعينة التي أجريت عليها وبلغت (298) تلميذ وتلميذة (141 ) ذکور (157) إناث (من تلاميذ الصف الثالث الإعدادي بمدرسة الطايفة الاعدادية المشترکة ، ومدرسة کفر الطايفة الاعدادية المشترکة بإدارة شرق کفر الشيخ التعليمية بمحافظة کفر الشيخ.
ج- بالفترة التى أجريت فيها : خلال الفصل الدراسى الثانى للعام الدراسي (2018 /2019م ) .
د- بالأدوات التياستخدمت فيها وهي :
1-مقياس أنماط التفاعل الأسري ( إعداد الباحث )
2- مقياس فاعلية الذات ( إعداد الباحث ) .
1) مقياس أنماط التفاعل الأسري(اعداد الباحث)
المقياس يتکون من (40) عبارة في صورته النهائية موزعة على الأبعاد الأربعة بالتساوي: التعاون -التنافس -الصراع المواءمة ، والمقياس يعطي درجة لکل بعد ودرجة کلية تعبر عن أنماط التفاعل الأسري بصفة عامة تتکون من جمع الدرجات على الأبعاد الفرعية التي يتکون منها المقياس، ويستجيب المفحوص إزاء کل مفردة من المفردات عن طريق
التعبير على موافقته على کل عبارة باختيار إحدى الاستجابات الآتية: موافق بشدة 5، موافق 4، محايد 3، غير موافق 2، غير موافق بشدة 1،ومعکوسة في الاتجاه السالب وبذلک تتراوح الدرجة على الأبعاد (50-10). والدرجة الکلية للمقياس
تتراوح بين (40-200) درجة.
2) مقياس فاعلية الذات (إعداد الباحث):
يتکون المقياس في صورته النهائية من (30) مفردة موزعة بالتساوي على الأبعاد الفرعية للمقياس: قدر الفاعلية -العمومية -القوة أو الشدة ، ويستجيب المفحوص إزاء کل مفردة من مفردات المقياس عن طريق التعبير عن موافقته أو مطابقتها عليه على کل عبارة، وقد صيغت العبارات في الاتجاه الموجب والسالب؛ وعندما تکون في الاتجاه الموجب تقدر الدرجة کما يلي }موافق بشدة (5)، موافق (4)، محايد (3)، غير موافق (2)، غير موافق بشدة (1){،ومعکوسة في الاتجاه السالب
وبذلک تتراوح الدرجة على کل بعد في المقياس ما بين (50-10) والدرجة الکلية للمقياس تتراوح بين (30) إلى (150) والدرجة المرتفعة تشير إلى جودة فاعلية الذات.
ه - بالأساليب الإحصائية :
1- اختبار "ت" (T- Test ) لقياس الفروق بين الذکور والاناث في متغيرات الدراسة .
2- معاملات ارتباط ( بيرسون) لقياس العلاقة بين متغيرات الدراسة .
نتائج الدراسة ومناقشتها وتفسيرها:
-نتائج الفرض الأول :
لاختبار صحة الفرض الأول الذي ينص على أنه : " لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسطات درجات الذکور والإناث في کل من : " انماط التفاعل الأسري ، وفاعلية الذات " . تم استخدام اختبار(ت) T-test للعينتين المستقلتين ، وجاءت النتائج کما في جدول(1) التالي :
جدول(1) نتائج اختبار ( ت ) للفروق بين متوسطات درجات الذکور والإناث في کل من : " أنماط التفاعل الأسري ، وفاعلية الذات "
المتغير |
الابعاد |
الذکور(ن=141) |
الإناث (ن=157) |
قيمة (ت) |
مستوى الدلالة |
|
||
م |
ع |
م |
ع |
|||||
انماط التفاعل الأسري |
التعاون |
34.90 |
3.936 |
39.59 |
5.203 |
8.69 |
0.01 |
|
التنافس |
34.17 |
4.496 |
39.34 |
6.567 |
7.83 |
0.01 |
|
|
الصراع |
27.79 |
7.594 |
36.85 |
9.562 |
8.98 |
0.01 |
|
|
المواءمة |
33.41 |
5.648 |
40.14 |
7.069 |
9.09 |
0.01 |
|
|
الدرجة الکلية |
130.29 |
15.170 |
155.94 |
20.977 |
11.97 |
0.01 |
|
|
فاعلية الذات |
قدر الفاعلية |
35.84 |
4.677 |
40.52 |
5.675 |
7.72 |
0.01 |
|
العمومية |
32.98 |
5.323 |
39.20 |
5.960 |
9.45 |
0.01 |
|
|
القوة أو الشدة |
33.41 |
5.135 |
40.01 |
6.994 |
9.19 |
0.01 |
|
|
الدرجة الکلية |
102.24 |
10.190 |
119.74 |
16.190 |
11.02 |
0.01 |
|
يتضح من الجدول السابق ما يلي :
وبذلک تشير هذه النتيجة إلي عدم تحقق صحة الفرض الأول للدراسة ، وقبول الفرض البديل ، ويمکن تفسير هذه النتيجة کالتالي : هذه النتائج تتفق مع ما انتهت إليه بعض الدراسات السابقة کما يلى :
فقد وجدت دراسة ( سمية الذويب :2002 ) فروق بين الذکور والإناث في التفاعل الأسري لصالح الإناث , وکشفت دراسة ( علاء الشعراوى :2000) عن وجود فروق دالة احصائيا بينن الجنسين فى متوسطات درجات فاعلية الذات لصالح الإناث. وهذه النتائج تختلف مع ما إنتهت إليه بعض الدراسات السابقة کما يلى :
فقد وجدت دراسة ( wang,he2hiwen : 2002) وجود فروق بين الجنسين فى فاعلية الذات لصالح الذکور , , وکذلک عدم وجود فروق دالة إحصائيا بين الجنسين فى فاعلية الذات الأکاديمية تعزى لمتغير الجنس أو المرحلة .
ويفسير ذلک بأن وجود فروق بين الجنسين فى إدراک التفاعل الأسرى وفاعلية الذات لصالح الإناث إلى أن المجتمع عامة والأسرة بصفة خاصة لا تتيح فرص متساوية فى تنشئة الأبناء , وأن الأسرة المصرية لا زالت تفرق بين الذکور والإناث فى التعرض لمواقف الحياة الأسرية وتزود الإناث بالخبرات وکيفية القيام بالأدوار الإجتماعية مما يساعدهم على تفهم وإدراک التفاعل الاسرى وتشکيل فاعلية الذات لديهم على حساب الذکور
ونظرا لوجود فروق بين الجنسين في أنماط التفاعل الأسري وفاعلية الذات فإن الباحث يتناول عينة البحث الذکور علي حده ، والإناث علي حده في فروض الدراسة التالية .
2- نتائج الفرض الثاني :
لاختبار صحة الفرض الثاني الذي ينص على أنه " توجد علاقات ارتباطية دالة إحصائيا بين درجات الطلاب ( الذکور – الإناث ) في فاعلية الذات بمکوناته الفرعية وانماط التفاعل الأسري ، بمکوناته الفرعية والدرجة الکلية " . تم استخدام معامل ارتباط بيرسون ، فکانت النتائج کما في جدول(2) ، جدول ( 3) التاليين .
أولا : عينة الذکور
جدول (2) معاملات الارتباط بين فاعلية الذات بمکوناته الفرعية وانماط التفاعل الأسري ، بمکوناته الفرعية والدرجة الکلية
المتغير |
الأبعاد |
فاعلية الذات |
|||
قدر الفاعلية |
العمومية |
القوة أو الشدة |
درجة کلية |
||
انماط التفاعل الأسري |
التعاون |
0.173* |
0.243** |
0.123 |
0.217** |
التنافس |
0.213* |
0.370** |
0.092 |
0.337** |
|
الصراع |
0.058 |
0.038 |
0.020 |
0.003 |
|
المواءمة |
0.246** |
0.351** |
0.401** |
0.453** |
|
الدرجة الکلية |
0.233** |
0.297** |
0.219** |
0.326** |
*دالة عند 0,05 **دالة عند 0,01
يتضح من جدول (2) مايلي :
- وجود ارتباط موجب دال إحصائيا عند مستوى ( 0,01 ) بين فاعلية الذات بمکوناته الفرعية و انماط التفاعل الأسري ( المواءمة و الدرجة الکلية ) انحصرت قيمته بين ( 0.219 ، 0.453 ) .
- وجود ارتباط موجب دال إحصائيا عند مستوى ( 0,01 ) بين فاعلية الذات (العمومية ، الدرجة الکلية ) و انماط التفاعل الأسري ( التعاون ، التنافس ) انحصرت قيمته بين ( 0.217 ، 0.370 )
- وجود ارتباط موجب دال إحصائيا عند مستوى ( 0,05 ) بين فاعلية الذات ( قدر الفاعلية ) و انماط التفاعل الأسري (التعاون ، التنافس) انحصرت قيمته بين ( 0.173 ، 0.213 ) .
- لا يوجد ارتباط بين فاعلية الذات بمکوناته الفرعية و انماط التفاعل الأسري ( الصراع ) .
- لا يوجد ارتباط بين فاعلية الذات ( القوة ) و انماط التفاعل الأسري (التعاون ، التنافس).
- وجود ارتباط موجب دال إحصائيا عند مستوى ( 0,01 ) بين فاعلية الذات بمکوناته الفرعية عدا العمومية
ثانيا : عينة الإناث
جدول (3) معاملات الارتباط بين فاعلية الذات بمکوناته الفرعية و انماط التفاعل الأسري بمکوناته الفرعية والدرجة الکلية
المتغير |
الأبعاد |
فاعلية الذات |
|||
قدر الفاعلية |
العمومية |
القوة أو الشدة |
درجة کلية |
||
انماط التفاعل الأسري |
التعاون |
0.385** |
0.319** |
0.239** |
0.356** |
التنافس |
0.484** |
0.458** |
0.432** |
0.525** |
|
الصراع |
0.178* |
0.253** |
0.194* |
0.239** |
|
المواءمة |
0.422** |
0.387** |
0.410** |
0.468** |
|
الدرجة الکلية |
0.471** |
0.468** |
0.421** |
0.519** |
*دالة عند 0,05 **دالة عند 0,01
يتضح من جدو( 3) مايلي :
- وجود ارتباط موجب دال إحصائيا عند مستوى ( 0,01 ) بين فاعلية الذات بمکوناته الفرعية عدا (قدر الفاعلية ، القوة أو الشدة) و انماط التفاعل الأسري بمکوناته الفرعية عدا ( الصراع ) و الدرجة الکلية انحصرت قيمته بين ( 0.239، 0.525 ) .
- وجود ارتباط موجب دال إحصائيا عند مستوى ( 0,05 ) بين فاعلية الذات (قدر الفاعلية ، القوة أو الشدة) و انماط التفاعل الأسري ( الصراع ). وبذلک تشير هذه النتيجة إلي تحقق صحة الفرض الثاني للدراسة جزئيا
هذه النتائج تتفق مع ما انتهت إليه بعض الدراسات السابقةحيث:
قد توصلت دراسة ( هبة حسن : 2006) إلى أنه توجد علاقة إرتباطية بين درجات الذکور والإناث فى فاعلية الذات بمکوناتها الفرعية والتفاعل الأسرى ، وکذلک أکدت دراسة (رياض صيدم :2014) على أنه توجد علاقة إرتباطية إيجابية ذات دلالة إحصائية بين أبعاد التفاعل الأسرى وفاعلية الذات،.
وهذه النتائج تختلف مع ما انتهت إليه بعض الدراسات السابقة کما يلى :
وأکدت دراسة ( عواطف صالح : 1994) الى وجود علاقة ارتباطية بين التنشئة الوالدية القائمة على الإذلال والرفض وفاعلية الذات , وعلاقة موجبة بين أساليب التنشئة القائمة على التسامح وفاعلية الذات تؤدى الى ارتفاع فاعلية الذات، توصلت دراسة (Korparan etal :2009) الى وجود علاقة ارتباطية إيجابية بين التفاعل الأسرى وتأکيد الذات وفاعلية الذات الإجتماعية لدي عينة البحث .
ويرجع ذلک الى أن هذه العلاقة الارتباطية الموجبة بين أنماط التفاعل الاسرى وفاعلية الذات إلي أنها نتاج لأنماط وأشکال التفاعل الاسرى التى تضع الابناء فى مواقف صلبة تکسبهم الثقة بالنفس والاستقلال فى مواجهة الأحداث والمشکلات التى يستطيعون منها اخراج قدراتهم وامکاناتهم وثقتهم بأنفسهم وهذا يدفعهم الى تکوين معتقدات ايجابية نحو ذاتهم ونحو الآخرين.
توصيات الدراسة :
وبناءًا على ما انتهت إليه الدراسة الحالية من نتائج وفى حدودها يمکن للباحث أن يقدم بعض التوصيات التنى تسهم فى تکوين وتعميق وتنمية مکونات وأنماط التفاعل الأسري واستثارة فاعلية الذات وتحقيقها وتهيئة الظروف الأسرية الملائمة لتحقيق ذلک وهى :
1-إتاحة الفرصة أمام أبناء المرحلة الإعدادية لکى يشعروا بإمکاناتهم وقدرتهم على النجاح والتفوق والإزدهار.
2-تدريب الأبناء على سيادة الروح العائلية وإعلاء التعاون والمواءمة والبعد عن التنافس السلبى والصراع .
3-إعداد برامج توعية للأباء بضرورة المرونة وحسن المعاملة مع الأبناء فى ضوء الجنس والترتيب الميلادى والعوامل النفسية للأبناء .
4-توعية الآباء بأهمية التفاعل مع الأبناء فى ظل جو نفسى مشبع بالحب يسودة الحب والإحترام المتبادل .
دراسات مقترحة:
بناءًا على نتائج الدراسة الحالية يقترح الباحث إجراء الدراسات التالية :
1- دراسة العلاقة بين الحرمان من أحد الوالدين وفاعلية الذات الإجتماعية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية .
2- دراسة الصمت الزواجى المدرک وعلاقته بفاعلية الذات الإجتماعية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية .
3- دراسة التوافق الزواجى المدرک وعلاقته بفاعلية الذات الإجتماعية لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية .
4- دراسة أنماط الاتصال وعلاقتها بفاعلية الذات لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية .
5- دراسة البناء الإجتماعى الأسرى وعلاقته بفاعلية الذات لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية .
6-دراسة المناخ الأسرى وعلاقته بفاعلية الذات لدى تلاميذ المرحلة الإعدادية.
المراجع :
أولا: المراجـع العربيــة
ثانيا : المراجع الأجنبية: