فکر مدرسة الباوهاوس والإفادة منه في استحداث نسجيات يدوية کمکلات للتصميم الداخلي للمنزل المعاصر

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 المدرس المساعد بقسم التربية الفنية کلية التربية النوعية _ جامعة دمياط

2 أستاذ النسيج و رئيس قسم التربية الفنية سابقاً کلية التربية النوعية _ جامعة المنصورة

3 أستاذ طباعة المنسوجات المساعد بقسم التربية الفنية کلية التربية النوعية _ جامعة المنصورة

المستخلص

الملخص
يحتاج الإنسان دائماً إلى الإحساس بالارتباط مع محيطة وانتماؤه إليه. يتولد هذا الشعور يتناول البحث دراسة فکر مدرسة الباوهاوس من حيث أهدافها ,ومبادئها, وأهميتها,وفلسفتها التى قامت عليها, وکيفية توظيف هذا الفکر فى مجالات متعددة منها مجال مکملات التصميم الداخلى للمنزل المعاصر التى تتطلب وضع الحلول المناسبة لتوفير المتعة والمنفعة للإنسان فى أن واحد.
 وقد أدى تنوع الفراغات الداخلية محدودة المساحة داخل المنزل المعاصر الغير مستغلة جمالياً الى إحساس من يسکنها بعدم الإرتياح وعدم المنفعة , لذا إتجه البحث إلى إيجاد بعض الحلول الوظيفية فى إطار الإستفادة من فکر مدرسة الباوهاوس, والتى تقوم بدور المعالجة الفنية والوظيفية لمختلف المساحات.
 ولتنفيذ أعمال فنية بإستخدام النسيج اليدوى وتوظيفها کمکملات للتصميم الداخلى مثل وحدة اضاءة او ساتر (برفان) او کرسى وغيرها من المکملات التى تخدم الاغراض الحياتية للمنزل المعاصر .

الموضوعات الرئيسية


مقدمة:

إن فن النسيج يسير بخطي ثابتة نحو التقدم مثل الفنون الأخرى التي تغيرت مع طبيعة العصر لتحاکي التطور المعرفي في کل المجالات لتحقيق إبداعات الفنان التشکيلى المعاصر الذي يعتمد علي البحث والتجريب للوصول الى کل ما هو جديد لتحقيق التوازن في الإبداع الفني بين المتعة و المنفعة.

لذلک إنطلقت العديد من المدارس الفنية الحديثة في العصر الحالى کرد فعل دال علي تفاعل الفنان مع عصره معبراً عن أهم قضاياه ومتطلباته من خلال إتجاهات تلک المدارس الفنية والتي وقامت إبداعتها علي التعدد والاختلاف في المعالجات الفنية لبناء العمل الفني ومن هذه المعالجات أن يرتبط العمل الفني عادة بدوره الوظيفيفعلى سبيل المثال عندما نقوم بعمل نسجي يجب ألا يغفل دوره الوظيفي فإن الشيء النفعي وجد ليحقق وظيفة وهدف معين ً وهذه الوظائف يجب أن تنطوى علي غاية ظاهرية والوظيفة أو المنفعة في هذه الحالة تعني الحياة في الجسد ويؤکد علي ذلک أهمية التکامل بين النفعية والجمالية .

لذلک إتجهت مدرسة الباوهاوس Bauhausلتدعيم هذا الاتجاه الذي يؤکد على التکامل بين المتعة والمنفعة حيث سعت لإيجاد علاقة بين الشکل والوظيفة وبين الشکل والمادة وأيضا أساليب الإنتاج, لذلک يسعي البحث لإستحداث نسجيات يدوية کمکملات للتصميم الداخلى للمنزل المعاصر ليتم توظيفها بأشکال قد تکون مکملا للأثاث لعمل مقعد أو منضدة أو وحدة إضاءة أو کفواصل في البيت أو کستائر مع مراعاة الخامات والتقنيات التي تتلاءم مع الوظيفة النفعية للعمل النسيجي اليدوي .

وفي هذا الإطار فإن مدرسة الباوهاوس أرست فکرا هندسياً عصرياً إستفاد منه فنانوا الباوهاوس في إنتاج أعمالهم وإيجاد علاقة بين الأشکال الهندسية الثلاثة الأساسية المثلث – المربع – الدائرة الى جانب استخدام الألوان الثلاثة الأساسية الأحمر والأصفر والأزرق ومشتقاتهم وعلاقاتهم ببعض وأصبحت بذلک الباوهاوس أيقونة الحداثة في مدارس الفن الحديث .

مشکلة البحث:

إن تنوع الفرغات الداخلية محدودة المساحة داخل المنزل المعاصر بشکل غير مستغل جمالياً ووظيفياً قد أدى الى إحساس من يسکنها بعدم الإرتياح وعدم المنفعة مما دفع الباحثة لإيجاد بعض الحلول الوظيفية والمعالجات التشکيلية في ضوء الاستفادة من فکر مدرسة الباوهاوس لإستحداث نسجيات يدوية يمکن توظيفها کمکملات للتصميم الداخلى للمنزل المعاصر بحيث تؤدي بدورها الملائمة بين الجانب الجمالي والوظيفي وتخدم الأغراض الحياتية لتضفي علي المنزل إحساساً فنياً جمالياً ووظيفياً بشکل عصري مستحدث فى معالجة لتلک الفراغات المحدودة المساحة داخل المنزل المعاصر ويمکن صياغة مشکلة البحث من خلال هذا التساؤل .

 کيف يمکن الإستفادة من فکر مدرسة الباوهاوس فى إستحداث نسجيات يدوية کمکملات للتصميم الداخلي للمنزل المعاصر ؟

أهداف البحث :

يهدف البحث الى :

1.  إيجاد رؤى تشکيلية جديدة لتناول الاعمال الفنية النسيجية بالافادة من المعطيات الفکرية لمدرسة الباوهاوس.

2.  إيجاد حلول للفراغات الداخلية محدودة المساحة داخل المنزل المعاصر بما يؤدى الى شعور من يسکنها بالإرتياح.

3.  فتح أفاق جديدة للتجريب فى مجال النسجيات اليدوية تساعد على إستحداث حلول وصيغات تشکيلية جديدة لمکملات التصميم الداخلى للمنزل المعاصر .

أهمية البحث:

يمکن تحديد اهمية البحث فى النقاط التالية :

1.  إستثمار المفاهيم الفکرية والفلسفية لمدرسة الباوهاوس وتطبيقها فى مجال النسجيات اليدوية خاصة وفى مجال التربية الفنية عامةً

2.  طرح العديد من المداخل والحلول التشکيلية المبتکرة يتيحها النسيج اليدوى لتوظيفها کمکمل للتصميم الداخلى للمنزل المعاصر .

فروض البحث :

تفترض الباحثة أن:

هناک علاقة إيجابية بين الإفادة من فکر مدرسة الباوهاوس وإستحداث نسجيات يدوية کمکملات للتصميم الداخلى للمنزل المعاصر.

حدود البحث :

يقتصر البحث على:

  • ·   المنتج النسجي: نسجيات يدوية وظيفية مثل أباجورا – معلقة –کرسي – ساتر.
  • ·   التصميمات المستخدمة : تصميمات مستحدثة فى ضوء فکر مدرسة الباوهاوس
  • ·   الأسلوب التطبيقي : التراکيب النسجية البسيطة – سادة – مبرد– تقنيات زخرفية مثل : سوماک
  • ·   الخامات المستخدمة:خامات نسجية وغير نسجية وسابقة النسج

منهج البحث :

  • ·   أولاً : المنهج الوصفى التحليلى للإطار النظرى .
  • ·   ثانياً :المنهج التجريبى للإطار العملى (التجربة البحثية الذاتية) وذلک لتحقيق الهدف المرجو من البحث.

أولا:الإطار النظرى :

1.   دراسة نشأة وفکرة واهداف ومبادئ مدرسة الباوهاوس.

2.   الاعتبارات الواجب مراعاتها فى النسجيات اليدوية .

3.   التصميم الداخلى والحداثة .

4.   مراحل إعداد العمل النسجى کمکمل للتصميم الداخلى .

ثانيا: الاطار العملى :

1. تنفيذ بعض التصميمات المستحدثة بإستخدام الخامات والتقنيات المختلفة بما يتلائم مع الطرق النسيجية المتنوعة لتحقيق الجانب الوظيفى والجمالى للمنتج النسجى .

2.  الإستفادة من فکر وفلسفة مدرسة الباوهاوس فى تنفيذ الأعمال النسجية کمکمل للتصميم الداخلى للمنزل المعاصر .

3.  عرض وتحليل للإجراءات التطبيقية الخاصة بالبحث.

4.  استعراض ما توصلت إلية الباحثة من نتائج وتوصيات.

أدوات البحث :

النسج علي هيئات مختلفة حسب طبيعة الوظيفةالمراد الحصول عليها

الحاسب الآلي : برنامج Photoshop

نشأة الباوهاوس :

الباوهاوس يمثل أحد أبرز المؤسسات في الفن الحديث والشغل اليدوي وهي نقطة الانطلاق للقوي الجديدة التي تقبل الزمن والتطور االتقنىة الباوهاوس , فهى عبارة عن مدرسة ألمانية للفن والتصميم والعمارة ذات فکر يؤمن بأن الفرق بين الصناعة والفن اليدوي هو نتيجة التقسيم والتفرقة بين العمل في اليد والسلطة غير المجزأة لعامل واحد في اليد الأخرى " [1] ".

وتعتبرالباوهاوس مدرسة ألمانية للفن والتصميم والعمارة ، أسست علي يد المعماري ( والتر جروبيوس ) في بلدة فايمر في عام 1916 حتى 1925 حيث نقلت إلى ( ديساو ) حتى عام 1932 ، ثم إلي برلين حتى عام 1933 حيث أغلقت من قبل السلطات النازية . أصولها مستمدة من محاولات في القرنين التاسع عشر والعشرين لإيجاد علاقة بين الفن الإبداعي والعمل والتوظيف الفني التي کانت قد باءت بالفشل نتيجة النهضة الصناعية .

وقد قامت هذه المدرسة بنهضة کبيرة في تعليم الفن ، حيث أنها جمعت بين تدريب الفن النقي والشغل اليدوي . اعتمدت خطة التعليم وألحت علي الشغل اليدوي المنتج في جميع المجالات " [2] ".

الإتجاة الفکري للباوهاوس:

الباوهاوس کلمة ألمانية تجمع بين کلمتين الأولي (باو bau ) ومعناها العمارة أو البناء والثانية ( هاوس . Haus ) ومعناها المنزل |أو البيت ، وحرفيا يطلق عليها لفظ بيت العمارة ، غير أن المعني الحقيقي ليست في عملية البناء ؛ لأنه ليس بالمعني المادي ولکن بالمعني الفکري الفلسفي ، فالعمارة أو البناء هي الجامع لکل أشکال الفنون ، وکل منزل هو تحفة صاحبه ، وتحقيقا لهذا المعني نجد أن فناني الباوهاوس قد أکدوا علي ضرورة إيجاد التوافق والوحدة بين الفن والصناعة ، الفن والحياة اليومية ، الفن وأدوات الحياة وجعل العمارة هي القوام والعامل الأساسي الذي يجمع کل أشکال الفنون .

ولقد وضعت الباوهاوس برامجها لمعالجة سيطرة الآلة علي الحياة ، ولقد حاول أتباع مدرسة الباوهاوس سد الفجوة بين الفنان والصناعة الآلية ، وذلک لإيجاد الحلول التشکيلية التي تربط بين الفنون الجميلة والصناعات اليدوية والتصميمات الصناعية ، لذلک استطاعت مدرسة الباوهاوس أن تقرب الفواصل الموجودة بين الفنون التشکيلية المختلفة ومتطلبات المجتمع في الحياة اليومية ، وقد ظهرت منتجات تحقق الطابع الجمالي والوظيفي من خلال التوصل إلي العلاقات الحقيقية بين الشکل والوظيفة والمواد " [3] ".

 وتأتي الباوهاوس في ظل محاولات ظهرت وإستمرت منذ الثورة الصناعية الثانية في أواسط القرن التاسع عشر هدفها هو التوحيد بين الفن والحياة وإعتبار الفن أداة فعالة في مضمار عمليات التجديد الاجتماعى والثقافى,إن الباوهاوس لم تکن مجرد تجربة بل کانت النتيجة المنطقية لأفکار عصرية إصلاحية اقتضتها الثقافة والتقنية في بداية القرن العشرين ، فما تمثله الباوهاوس من أفکار في شتي المجالات ولاسيما في العمارة والتصميم الداخلي کان مثارا للجدل والنقاش منذ تأسست في ألمانيا في نهاية الحرب العالمية الأولي 1919 وحتى الآن .

أهداف الباوهاوس :

تعتبر مدرسة الباوهاوس مؤسسة مرجعية لها الفضل في وضع بصمة الحداثة منذ القرن العشرين ، علي العمارة وکل ما يتصل بالتصميم من فنون تطبيقية وصناعية ، وکان الهدف الأساسيمنذ إنشائها العمل علي توحيد کل أشکال النشاط الفني التشکيلي من نحت ، وتصوير وزخرفة ، وفنون تطبيقية وأعمال يدوية إلي فن جديد ذي عناصر متکاملة غير قابلة للتجزئة " [4] ", بمعني إزالة کل الحواجز القائمة بين الفنون التي يقال لها جميلة وبين الفنون التطبيقية التي کانت تعتبر في مستوي أدني من الفنون الجميلة ؛ وبذلک أنتجت الباوهاوس فکراً جديداً في الفن قائماً علي الحرف اليدوية ، مستمداً من إحياء الصانع الحرفي " 3".

وعليه يمکن تحديد أهداف الباوهاوس في النقاط التالية :

1.  إذابة الحواجز بين ما هو جميل وبين ما هو تطبيقي .

2.  دراسة الفنون للمواد والملامس والتعبير بالخامات المختلفة .

3.  إنقاذ الفنون من الإنعزال من خلال تدريب الحرفيين والمصورين والنحاتين علي تنفيذ المشروعات التي يتم فيها دمج جميع مهاراتهم وفنونهم .

4.  إذابة الفوارق بين الحرفي والفنان والجمع بينهم لخدمة احتياجات المجتمع ، ولذلک إشتملت قائمة الأساتذة علي مجموعة من المصورين والمعماريين والمثاليين وکان علي رأسهم کاندنسکي وموهلي ناجي وإيتين وشليمر .

مبادئ الباوهاوس :

1.  يجب أن يکون البناء المتکامل هو الهدف النهائي لکل الفنون البصرية .

2.  القيام بالربط بين الفن والتکنولوجيا والميکنة .

3.  الحث علي الوضوح والنقاء في التصميم .

4.  الشکل وعلاقته بالفراغ هو أساس التصميم الحضاري .

5.  إرجاع التصميم إلي الأشکال الهندسية الأساسية ( الدائرة – المثلث – المربع ... إلخ ) .

6.  استخدام الطرق والأساليب المتطورة لابتکار تصميمات تناسب العصر

7.  الاعتراف بأن المستقبل مقرون بالعلم والصناعة والإنتاج بالجملة"[5]"

من هذا يتبين الجديد الذي أتت به مبادئ الباوهاوس ، إذا إعتبرت الفن من ضروريات الحياة وجعلته في خدمتها ، ناقضة بذلک مبدأ الفن للفن الذي کان سائداً ؛ حيث يتوجب علي دارس الفنون أن يجمع بين التعليم النظري والتدريب العملي ؛ لتنمية إحساس جديد بالأشکال والجمال قبل اتخاذ الآلات وسيلة جديدة للتصميم ، ويؤکد مايرز أن الأخذ بتعاليم الباوهاوس يؤدي إلي تجارب عديدة للوصول إلي مستوي أحسن

في التصميم ، وتطور العملية الإبداعية من حيث الشکل واللون والملمس "[6]".

أهمية الباوهاوس:

تأتي أهمية الباوهاوس من حيث القدرة علي التجريب والمغامرة الإبداعية والطرح الجريء وتبني التصميم الجيد الموجه للناس عامة ، والإعتماد في التدريب والتدريس علي أکبر عدد من الفنانين المشهورين الذين لم يجتمع مثلهم في أي معهد فني آخر کما قامت الباوهاوس بردم الهوة بين الفنانين وأساليب الصناعة ، وکسر الحواجز التي تفصل بين ما هو فني وما هو علمي ، وقد بنت الباوهاوس في ديساو بألمانيا أهم نموذج للبناء تبدو فيه الجرأة في توظيف الخامة ، ونشر متحف الفن الحديث في نيويورک کتب هامة لرواد الباوهاوس هي العمارة الجديدة والباوهاوس للمعمارى والتر جروبيوسثم رؤية جديدة و رؤية متحرکة للفنان موهولى ناجى ، فشکلت هذه الکتب تغييرا واضحا في أساليب التصميم في المناهج العلمية والتطبيقية في العمارة الصناعية في الولايات المتحدة الأمريکية"[7]".

الإطار الفلسفي و الفني للباوهاوس :

إن الفن نشأ فوق کل المناهج والأساليب ، وهو في حد ذاته لا يصلح للتدريس بقدر ما يصلح للعمل اليدوي لذلک إعتبر تعليم أو تدريس العمل اليدوي من أساسه للطلبة في الورش أو المصانع وفي أماکن الاختبار أو التمرين من القواعد الأساسية لکل إبتکار أو عمل فني جديد ، وبتعاون الورش الخاصة مع المصانع يمکن وضع عقود تدريس جديدة ، ومن الناحية الفنية فإن المبادئ والقواعد التي أرستها کدعائم للدراسة بالمدرسة توضح الخبرات التي حظيت بها المدرسة ، وبالترکيز علي التجديد للعمل الفني مع الاعتماد علي المبدأ الأساسي للمدرسة [ الشکل – الخامة – الوظيفة ] ، فالشکل ينفذ بالخامة التي هي وسيلة التعبير ، وکلاهما يؤدي إلي الوظيفة أو الهدف المرجو من العمل ، وبالإضافة إلي التجريد فهناک أيضا الأسس الهندسية التي تعتبر دعامة من دعامات الفکر الفني في الباوهاوس ؛ حيث أنه من العوامل الأساسية في تشکيل مفهوم الشکل عند الباوهاوس معرفة الأشکال الهندسية الأولية ( المثلث – المربع – الدائرة ) والتي تعتبر أجمل الأشکال علي الإطلاق ، وتعد الأعمال الفنية المصرية القديمة واليونانية والرومانية فنا معماريا شمل الأشکال الهندسية الأولية ، وبذلک تحول مفهوم الشکل من مجرد قيمة تشکيلية بحتة إلي فلسفة خاصة بکل شکل من الأشکال الثلاثة التي لا تخرج عن کونها واحدة من أشکال الطبيعة .

وأخيرا يتضح الغرض الأسمى في تعليم طالب الباوهاوس هذه القيم والفلسفات حتى تتکون عنده حساسية الرسم الواعي المدرک ، والذي يأتي من إخضاع تلک الأحاسيس إلي قوانين وترجمتها إلي لغة تشکيلية عالمية يسهل فهمها والإحساس بها . وقد لاقت هذه الفلسفة قبولا لدي الفنانين الألمان الذين افتقروا في تلک الفترة إلي هذا المفهوم الجديد الذي تبنوه ، وأخذوه منهجا لأعمالهم الفنية حتى الآن"[8]".

وتري الباحثة أنه علي الرغم من مرور أکثر من تسعين عاما علي ظهور مدرسة الباوهاوس إلا أننا ويتميز تأثيرها علي کافة المجالات المختلفة فقد غيرت الباوهاوس النظرة العامة للفن والتصميم ، فأصبح الجمال والفن متاحاً للجميع ولم يعد قاصرا علي فئة معينة من الأفراد ، وسعت الباوهاوس إلي إيجاد علاقة بين الشکل والوظيفة وبين الشکل والمادة وأيضا أساليب الإنتاج ، کما تمکنت الباوهاوس من إعداد مصمم جديد لا يفصل بين الفن والحرفة والتکنولوجيا ووجهت اهتماماً إلي الارتقاء بالفن التطبيقي وجماليات العمارة الحديثة إلي جانب التشجيع علي الإبتکار والتجديد في الخامات وتطور أشکالها ، وقدمت الباوهاوس عدة مفردات للشکل واللون ، ونادت بفکرة البساطة فى الشکل والوظيفية کما أثرت علي المستوي الفکري للتصميم الحديث .

ومما سبق تتضح الفلسفة العامة لمدرسة الباوهاوس علي ما يلي :

1.   التحرر من القوالب الفنية الجامدة التي رسخت في المذاهب الأکاديمية .

2.   الإهتمام الشديد بالألوان القوية الساخنة .

3.   التعبير في الأعمال الفنية يميل إلي البساطة والفطرة.

4.   إعتبار أن الشکل الهندسي هو الأساس في بناء الأشکال .

5.   تحويل جميع الأشکال إلي عناصرها الأولية الهندسية .

6.   الإهتمام بالخامات وقيمتها الجمالية وثراء المعالجات التقنية .

7.   إضافة بعض العناصر سابقة التجهيز أو التوليف بين الخامات .

8.   التحرر من قيود الواقع ومن حدود الزمان والمکان .

9.   ازدواجية المعني من حيث الجمع بين الواقع والخيال والعلم والفن "[9]".

الحداثة في الباوهاوس :

الباوهاوس مؤسسة کتب لها أن تصنع بصمة الحداثة علي القرن العشرين ؛ بهدف تحقيق الجمال والفائدة علي أعلي المستويات ، فقامت الباوهاوس بعد الحرب العالمية الأولي بعام واحد لتغرس بذور الأمل والتفاؤل والمثل العليا الحديثة ، وربطت الباوهاوس بإحکام بين الفن والتکنولوجيا ، واستحدثت طرقا لإضفاء مسحة إنسانية علي الإنتاج الصناعي " [10]" .

إن حداثة الباوهاوس في عدم فرض رأي أو فکرة وتقمصها ، بل أن أهم شيء يميز فنانيها هو الإرتباط بالتکنولوجيا التشکيلية والمعايير الجمالية ، کما أوضح أن مسئولية الباوهاوس تنحصر فيما بعد فکر الباوهاوس التطبيقي والوعي داخلي للمستخدمين للتکنيکات التقليدية بأسلوب علمي ، والذي دعت إليه الباوهاوس من الإخلاص للمواد والبساطة دون التفريط في تبسيط الموقف ؛ وبذلک فإن أفکار فناني الباوهاوس غيرت المفاهيم الفنية وأکسبتها أبعادا جديدة لتحقيق سمات الخصوصية الذاتية النابعة من الفنانين أنفسهم .

وهکذا فإن أعمال فناني الباوهاوس لا يمکن إدراکها إلا في ضوء وجهة النظر الکامنة وراء الفن الحديث ، والتي أدت إلي الإدراک الجديد للفن التشکيلي والاهتمام بقيم الملموس والسطوع والمظاهر المختلفة للمادة ؛ فالفن الحديث والمفهوم العلمي له إنما ييسر علينا من تحقيق مبادئ هذا الاتجاه الفکري بشکل يتناسب مع مجتمعنا وبيئتنا ، ويوصلنا إلي المفهوم الجديد للباوهاوس والذي إعتمد أساساً إلي :

-          تحويل الفن من مجرد أحلام إلي منافع .

-          الربط بين القدرات العلمية في الصناعات اليدوية والحاجة إلي الشکل الوافي بالغرض" [11] " .

وهنا يجب الإشارة إلي أنه لا يمکننا فهم فکر الباوهاوس من خلال الوظيفة الصناعية بل من خلال دوره الفکري بوصفه محاولة لتجاوز التقاليد الفنية النمطية کإضافة جمالية ونفعية حديثة .

 من خلال ذلک اتجه البحث الى الإفادة من الفکر الفلسفى أهداف مدرسة الباوهاوس فى تنفيذ أعمال فنية منسوجة يدوياًلإستخدامها کمکملات للتصميم الداخلى للمنزل للأماکن محدودة المساحة .

النسجيات اليدوية Hand Textiles

هي عملية تعاشق بين الخيوط الطويلة والخيوط العريضة أي بين السداء واللحمة باستخدام الأنوال اليدوية " [12] ", ويسعي البحث الحالي إلي مراعاة اعتبارات أساسية لممارسة العمل النسجي اليدوي :

  • ·   أولا :الجانب الوظيفي للنسجيات اليدوية
  • ·   ثانيا : الجانب الجمالي للنسجيات الوظيفية
  • ·   ثالثا :الجانب التقني الملائم للنسجيات اليدوية الوظيفية

أولا : الجانب الوظيفى للنسجيات اليدوية:

يرتبط مجال النسجيات اليدويه إرتباطا وثيقا بکلا من الخامة والتقنية لانتاج أعمالاً نسجية وظيفية حيث تعد من الاعتبارات الأساسية التي يجب يضعها الفنان نصب أعينه عند تصميم وتنفيذ أعماله الفنية وعليه فالجانب الوظيفي للعمل النسجى يتحقق بتحقيق الجانب الجمالى أيضا الذي يعتمد بشکل کبير علي توظيف الخامة وإمکاناتها المظهرية ونظم تشکيلها وصياغتها وهو عامل مؤثر في صياغة وظيفة العمل الفني وذلک لأن نوع الخامة لها تأثير فعال على وظيفه العمل النسجى سواء کانت طبيعية أو صناعية .

وتبلغ أهمية دور الجانب الوظيفى للعمل النسجى بشکل إيجابي فى تحقيق تبادلية العلاقات بين الأجزاء والهيئات والملامس والأشکال التي يتم تنفيذها من خلال تعامل الفنان مع الخامه وفق أشکالها وألوانها وخواصها التشکيلية المختلفة بطريقة مباشر بما يؤکد الرؤية الشکلية والتشکيلية للحدود البنائية للعمل الفني .

وتري الباحثة أن العمل الفني هو منظومه متکاملة مترابطة ومنسقة تجمع حدود بنية العمل الداخلية والخارجية من خلالتحقيق الجوانب الفنية والتقنية والوظيفية ، لذلک يجب الحرص علي أهمية تحقيق الجانب الوظيفي للعمل النسجي اليدوي بما يتوافق الجانب الجمالى له .

 لذا يجب ان يکون الشکل الفني له وظيفة سواء کانت وظيفة استخدامية کوحدات الإضاءة أو وظيفة تجميلية کما يظهر في المعلقات النسجية ، فهي في النهاية تمثل أعمال نسجية تلبي الاحتياجات الإنسانية .

وتعتبر الملائمة الوظيفية هدفاً يسعي إلي تحقيقه الفنان من خلال عمله الفنى ، فأهميته ليست فقط في الإستخدام وسهولة الإستعمال أو الإعتبارات الجمالية ، ولکن تنبع أهميتها من تحقيق التناسق بين مکونات المنسوجة الفنية سواء کانت متصلة بالجوانب الفنية أو التقنية أو التعبيرية ، کما يتوقف نجاح العمل النسجى على تحقيق الوظيفه التى يمکن الحصول عليها وأن وإدراکالجانب الوظيفي للشکل الفني له أثر فعال على الفنان تجعله يتوقع ملامح السطح وما سيکون عليه الشکل العام للعمل الوظيفى المراد تحقيقه "[13] ".

ثانيا: الجانب الجمالي للنسجيات اليدوية :

الفن النافع هو الذي يشترک فيه جمال الشيء ووظيفته بنفس القدر والجانب الجمالى يسعي الفنان لتحقيقه في أعماله وفق قواعد واسس فنيه .

والحکم علي جماليات الأعمال النسجية يأتي من خلال الشکل العام أو هيئة العمل الفني النهائي ، فالعمل النسجي مثله مثل أي عمل فني تطبيقي لابد وأن تحقق الجمالى والنفعي له من خلال الشکل العام ، وهناک العديد من النظريات التي تؤکد أسلوب الحکم علي جماليات العمل الفني من خلال الشکل العام وطريقة تنفيذه ومدي أدائه لوظيفة معينة .

ولکي يتحقق الجمال في العمل الفني يجب أن يتحقق فيه ثلاثة عوامل الأول : الفعالية الشخصية للإنسان أي العمل نفسه ، الثاني : موضوع العمل , الثالث , وسائل تنفيذه " [14]".

فمرحلة تصميم النسيج واسعة الأبعاد يتعامل المصمم من خلالها مع قواعد کثيرة يصعب إجمالها إلا أن کل مفردة من مفردا بناء المنسوج تصلح في ذاتها لأن تکون غاية لتصميم منسوج ذي وظائف وقيم جمالية محددة وخاصة " [15]".

ويتحقق نجاح العمل الفني من خلال تنسيق بين الجوانب النفعية والجمالية ، فجمالية الأشياء لا تنفصل عن وظيفتها أو فائدتها ، ولو إتجه الفنانون إلي الإهتمام بالمظهر الخارجي للأشياء دون مراعاة وظائفها لظهر إنتاجهم ضعيفا وافتقر إلي الجودة .

 

ثالثا : الجانب التقني للنسجيات اليدوية:

إن الأساليب التقنية هي إحدى العوامل المؤثرة في تصميم العمل الفني النسجي وللتقنية أثرها الکبير في إبراز جماليات العمل النسجي حيث يساعد في الإنتقاء الجيد لأسلوب الأداء بما يتناسب مع العمل الفني لإنشاء عمل نسجي متميز .

ولابد لکل عمل نسجي من إستراتيجية مسبقة لأساليب تقنية المستخدمة ولذلک يساعد علي توقع ما سيکون عليه شکل العمل الفني حتي يمکن التعرف علي الأسلوب الفني المناسب لکل عمل فني والخامات المناسبة المستخدمة له ، وکلما کانت الممارسة والتجارب التقنية في العمل الفني بشکل متنوع کلما إزدادت الخبرة وتحددت ملامح الفکرة التشکيلية لأساليب التقنية " [16] ".

وعلي ذلک فلم تعد التقنية ثابتة جامدة ومعروفة من قبل بل ساعد التجريب والممارسات التطبيقية والخامة المستحدثة علي ظهور معالجات تشکيلية وتقنية جديدة ، والفن الحديث أثبت أن کل إتجاه له تقنياته وکل مدرسة لها طرقها وأساليبها في الإخراج بالإضافة إلي طبيعة وخصائص کل خامة ، فالتقنية أصبحت مسألة نسبية ، ولذلک ليس ثمة تقنية مقدسة في حد ذاتها لابد من فرضها علي المتعلم قبل الخوض في التعبير بل جعل المتعلم يختار التقنية التي تتناسب وتتلاءم مع العمل الفني " [17] ".

فالخبرة والتجريب لهما أهميتهما بالنسبة للمتعلم في مجال النسيج إلي جانب موهبة المصمم وقدرته الإبتکارية علي الابدع في العمل الفني النسيجي ، وتناول جماليات التقنية وإبرازها من خلال الرؤية الشاملة للعلاقة بين نوعية الخامة والتقنية وملائمتها مع العمل الفني له دور کبير في إثراء العمل النسجي اليدوي لذلک لإبد من الإختيار الجيد للتقنية التي تتناسب مع العمل الفني مع مراعاة الجودة في أدائها أثناء التنفيذ الذي يبرز القيمة الجمالية للعمل النسجي اليدوي, فالتقنية نوع من المهارة يتعلمها المصمم لخدمة العمل الفني بکل جوانبه الجمالية والوظيفي ويجب ألا ينفصل تعلم تلک التقنيات والمهارات عما هو جديد ومستحدث من الأفکار والإتجاهات الفنية الحديثة سعيا وراء فن متجدد و متطور .

ويعتمد فکر مدرسة الباوهاوس علي التجريب بالخامات والمواد المختلفة لمعرفة إمکانياتها التشکيلية وخواصها الإنشائية وهي من العوامل التي تؤثر بدورها في جماليات التشکيل النسجي وتساعد علي إبراز قيمه الفنية وبالتالي تقديم منتجات فنية مستحدثة"[18] ".

لقد سعت الباوهاوس في تنفيذ أعمالها علي أسس ومبادئ تتمثل في الآتي :

-الاهتمام بالتجريب في الشکل والخامة لتنمية الجوانب الإبداعية ومسايرة التجدد المعرفي والتقني الذي يساعد

علي الابتکار والإبداع ودعم الفکر التجريبي .

-دراسة انتقاء أفضل الخامات والتقنيات بوعي ودقة لخدمة العمل التشکيلي .

-الإلمام بکل ما هو جديد في مجال النسيج اليدوي وربطه بالإتجاهات الفنية الحديثة مع مسايرة التطور التکنولوجي وللاستفادة منه .

أن مدرسة الباوهاوس تعتمد في تنفيذ منتجاتها النسجية علي الجودة التقنية والتکامل بين االجانب الجمالي والجانب الوظيفي التي تعد من المعايير التي يجب علي الفنان أن يضعها نصب أعينه عند تصميم وتنفيذ النسجيات اليدوية بهدف الوصول إلي نسجيات تجمع بين القيمة الجمالية والنفعية.

التصميم الداخلي والحداثة :

في ظل الحداثة أصبح التصميم الداخلي للمنزل المعاصر له معني مغاير لما کان عليه في الماضي من خلال منظومة تتفاعل المصمم نفسه وما يحيط به من عوامل جغرافية ومناخية واجتماعية ، وعلاقة الإنسان بالفراغ تعد من الأسس الهامة في مجال التصميم الداخلي.

 کما يعرف التصميم الداخليInterior Design ) ) علي أنه عملية تشکيل الفراغ الداخلي من خلال التعامل مع الفراغات والمصمم الداخلي للمنزل يهتم بالعناصر الموجودة داخل الفراغ مثل الحوائط ، الشبابيک ، الأبواب ، الأثاث ، الإضاءة ، کل هذه العناصر يستخدمها المصمم الداخلي لتطوير الناحية الجمالية والوظيفية لإعطاء متعة استخدام المکان.

 ولبناء عمل فنى کمکمل للتصميم الداخلي للمنزل المعاصر يجب أن يترسخ في ذهن الفنان تصور ما لفکرة المنزل، وهذا تأکيد علي أنه لابد للعمل الفني من بيئة مکانية تعد بمثابة المثير الحسي الذي يتجلي علي نحوه الموضوع الجمالي ، حيث يتأثر العمل الفني المکمل للتصميم الداخلي للمنزل المعاصر بالفراغ الداخلي المحيط به فإذا جهز داخل حجرة فعلي الفنان دراسة کل جزء موجود بها کالباب أو النوافذ ، أبعادها ، ارتفاعها ، مساحة الفراغ الداخلي بها وهکذا بالنسبة الممرات أو التراس أو الصالات وغيرها "[19]".

ويستطيع الفنان أن يغير في واقع المکان بإضافة مجموعة من المعالجات التشکيلية مثل المساحات ، الألوان ، الأضواء ، أي يظلم بأکمله ويقوم بتسليط الضوء علي العمل النسجي فقط مما يکسبه قيمة جمالية جديدة.

ويتحکم الفنان والمصمم بالفراغ المکاني بإحداث نوع من التنظيم بين عناصر الفن التشکيلي في المکان ليظهر العمل ککيان معماري منظم يرتبط ببعضه من ناحية ومرتبط بالمکان الذي أنشئ فيه من ناحية أخري ، فينتج علاقة بين الشاهد والعمل الفني وهي علاقة وجدانية للفنان وبذلک ذابت الفواصل والفروق بين أنواع الفنون التشکيلية المختلفة ، إلي جانب ما حدث من تطور وتحديث في العمل الفني التشکيلي سواء في الوظيفة أو في التصميم أو في الخامات أو التقنيات وذلک في ظل الآفاق الرحبة بالتجريب الذي شمل کل هذه والمجالات "1" وقد تعدي العمل النسجي اليدوي وظيفته النسجية کمفروش أو کساء إلي أن يکون مکملا جماليا ووظيفيا للتصميم المعماري الداخلي للمنزل المعاصر برؤية مستحدثة معاصرة فرأينا المعلق والمتدلي النسجي ، والأبليک النسجي ، الإطار النسجي لوحدات الإضاءة .

الأعمال النسجية کمکمل للتصميم الداخلي :

يخضع العمل النسجي کمکمل للتصميم الداخلي للمنزل المعاصر لنفس الظروف والإعتبارات السابق الحديث عنها کغيرها من مجالات الفن التشکيلى حيث يعکس قدرة الفنان علي إستغلال الإمکانيات التشکيلية للخامات الصناعية في النسيج علي هياکل نسجية وبذلک يحقق نوعاً من التفاعل الإيجابي بين العمل النسجي وطبيعة المکان المحيط به ،من خلال الجمع بين الدور الجمالي والوظيفي للعمل ، مثل هذه الأعمال تحقق نوعا من الإرتباط بين العمل النسيجي ومکوناته المختلفة والمشاهد . حيث يسعى الفنان من وراء عمله النسجي إلي أن يوجه رسالة إلي المشاهد تحمل فکرا سياسيا أو اجتماعيا أو تعبر عن فکر خاص تجاه أحداث معينة .

مراحل إعداد العمل النسيجي کمکمل للتصميم الداخلي :

لإعداد الأعمال النسيجية المکملة للتصميم الداخلى للمنزل المعاصر يجب أن يمر العمل بعدة مراحل کما يلي :

1.  دراسة المکان المحيط بالتصميم :

 يعتمد بناء العمل النسجي کمکمل للتصميم الداخلي للمنزل علي دراسة المکان في أبعاده الثلاثة أي دراسة المکان المحيط بالعمل الفني ، حيث يشکل الفراغ المکاني دورا فعالا في بناء العمال النسجي فهو يمثل حدوده التشکيلية وهو الحيز الذي يصمم من أجله عمل نسجي بعينة قد لا يتناسب حيز مع آخر ، فهو بيئة فنية محددة بأبعاده توزع داخلها عناصر العمل وعلي الفنان قبل التخطيط لبناء عمله النسجي دراسة مکوناته وخصائصه ووظيفته وطبيعته وتطويع تلک الخصائص لتصبح جزءا من العمل ولا تنفصل عنه لخدمة مضمون العمل النسجي کمکمل للتصميم الداخلي للمنزل المعاصر ، ويقوم الفنان بعملية تنظيم شامل للمکان بالتحکم في جميع عناصر المنظومة من إضاءة ولون وأثاث ومکملات وخلفية بحيث يکون لها دور فعال ومؤثر في وجدان المشاهد"[20]" .

 

2. تخطيط التصميم کمکمل للتصميم الداخلي للعملية الابتکارية :

تبدأ فکرة التصميم في عقل الفنان المبتکر حيث يمر بعدة مراحل بدء من مرحلة التأمل والتحضير وانتهاء بمرحلة الرسوم التخطيطية التي يقوم فيها بتحديد المظهر الخارجي للعمل النسجي وأجزائه ومکوناته وکيفية ترکيب وتجميع هذه الأجزاء ، ويقوم بالتخطيط لها في شکل خطوات متتابعة ، حيث يبدأ بوضع عدة تصورات لها وينتقي أفضلها لطبيعة المکان الذي تم تحديده مسبقا فالتصميم هو أن نضع تخطيطا أو هدفا أو عرضا وهذا التخطيط هو تصور يدرک في العقل لشکل معين تتکيف فيه جميع الوسائل حتى نهايتها "[21]".

3. موقع العمل النسجي في المکان المحيط :

 يوضع العمل النسجي المکمل للتصميم الداخلي داخل المنزل المعاصر في أنسب مکان له بحيث يتناسب مکانه مع المشاهد لرؤيته بوضوح وکلما کان العمل النسجي ظاهرا أو کان علي مستوي بعيد کان تأثيره أقوى .

4. تحديد أبعاد العمل النسجي :

يتمثل في حجم ومقياس العمل النسجي ومدي ملائمته لعناصر الموقع ومساحته ومحاور الرؤية به " [22]" , ولکي يتمکن الفنان من إعداد عمله النسجي ومدي مواءمتة للمکان يجب أن يکون علي وعي بحجم هذا العمل طوله ، عرضه ، أبعاده ، مکوناته, کما يراعي النظام والترابط بين عمله النسجي والأثاث المحيط بة ، بحيث تتناسب مقاييس العمل ومفرداته ککل مع العناصر المحيطة به وارتفاع المکان المحيط وطرازه .

لذا يعد إنتاج النسجيات اليدوية مجالاً خصباً لإلهام الفنان لما يحتويه النسيج اليدوي من إمکانيات وترکيبات بنائية وتشکيلية هائلة فلم يقتصر إسلوب النسيج کأسلوب لصناعة الملابس والأقمشة بل تعدي إي فنون تطبيقية ووظيفية کثيرة جعل من هذا الأسلوب مزايا عديدة فتحت مجالاً للأيدي البشرية تصنع به وحدات إضاءة واستخدامات في معالجات الجدران وکراسى وحقائب وغيرها من تشکيلات لمنتجات نسيجية تحمل في تکوينها قيماً جمالية ووظيفيةتکون مکملاً مستحدثاً للتصميم الداخلى للمنزل المعاصر .

الأساليب التنفيذية للنسجيات اليدوية الوظيفية :

تتعدد السمات والأنماط والأساليب التي يبدو من خلالها العمل النسجي الوظيفي و الذى يظهر بهيئات متعددة حيث يتيح الفرصة للتنوع والإبتکار ويحقق توافقا جمالياً ووظيفياً يمکن الاستفادة منه کمکمل للتصميم الداخلي للمنزل المعاصر .

وفى ضوء فکر مدرسة الباوهاوس والإفادة منة فى إستحداث نسجيات يدوية کمکملات يمکن استخدامها کأحد قطع الديکور فى التصميم الداخلي للمنزل المعاصر وتتم من خلال الأتي :

1.  تحديد وظيفة العمل النسجي المراد تنفيذه .

2.  تحديد الهيئة الخارجية للعمل النسجى وفقاً للأشکال الهندسية الاولية مثل المثلث –الدائرة –المستطيل المربع وتحديد الخامة المناسبة لتنفيذه .

3.  اختيار التصميمات المناسبة للعمل النسجي الوظيفي المراد الحصول عليه .

4.  تحديد الخامات النسيجية المناسبة له وتحديد ايضاً التقنيات المناسبة للعمل النسجى واخراج العمل ککل.

مميزات العمل النسجي الوظيفي:

- استخدام نمر خيوط مختلفة التخانات .

- استخدام خامات نسيجية سواء طبيعية أو صناعية و غير نسيجية او سابقة النسج .

- التحکم في مساحة المنتج الوظيفي اليدوي .

- تصميم المنتج الوظيفي وفقا للأشکال الهندسية الاوليه سواء کان مثلث أو مربع أو دائرة أو مستطيل.

- إنتاج قطع نسيجية وظيفية بالقطعة دون التقيد بالإنتاج الکمي .

- إنتاج مجموعة من النماذج تصلح للإنتاج السريع في المصانع

الجانب العلمي للبحث :

في إطار الاستفادة من فکر مدرسة الباوهاوس ومبادئها من حيث الشکل وعلاقته بالفراغ وإرجاع التصميم إلي الأشکال الهندسية الأساسية تم عمل بعض التجارب التطبيقية لنسجيات يدوية قائمة علي تلک المبادئ الفکريه من حيث الشکل ,اللون , الخامة والوظيفة وإستخدامها کأحد مکملات التصميم الداخلي للمنزل المعاصر بحيث تؤدي بدورها الإحساس بالإتساع والملائمة الوظيفية للمکان وفيما يلي عرض لنلک التطبيقات .

التطبيق الأول :

وظيفة العمل : معلقة حائطية

  • ·   الأبعاد : 80 × 100 سم
  • ·   الخامات : السداء: قطن صيادى 16/20 ,اللحمة : خيوط صوف أکريليک
  • ·   الأدوات : نول البرواز
  • ·   التقنيات المستخدمة : سادة 1/1– سوماک 2/1 –جوبلان

أولاً التحليل الشکلى للعمل:

-    العمل عبارة عن معلقة نسيجية يدوية مجهزة للتعليق کمکملللتصميم الداخلى للمنزل المعاصر تصميم المعلقة عبارة عن إستثمار للأشکال الهندسية کأحد المفاهيم الفنية لمدرسة الباوهاوس وذلک من خلال تداخل لمجموعة من الأشکال الهندسية المتنوعة من الدوائر والمربعات والمستطيلات مختلفة الأحجام ومع خطوط رأسية وأفقية ومائله .

ثانياً : التحليل القائم على الإتجاه الفکرى للباوهاوس من خلال تحقيق الأتى :

1.  تحقيق الجانب الوظيفى من خلال :

-    تجهيز المعلقة النسيجية لشغل مساحة على حائط غرفة فى المنزل بما يتوافق مع مساحة الحائط والغرفة لتحقيق الاتساع والتجديد .

- معالجة السطح النسجى بما يتوافق مع الوظيفة والمکان الذى صمم من أجله

2. تحقيق الجانب الجمالى من خلال :

- الترکيب البنائى لتصميم المعلقة ناتج عن العلاقة بين المفردات الهندسية المکونة للمعلقة من مربعات ومستطيلات ودوائر وخطوط متنوعة رأسية وأفقية ومائله .

-    التوافق اللونى الناتج من الدرجات اللونية المستخدمة والتى تتضح فى درجات البنى والبرتقالى والأصفر والرمادى والبيج والأسود .

- التباين اللونى الذى ينعکس فى استخدام بين الأسود والبرتقالى الفاتح الإيقاع الناشئ عن حرکة الأشکال الهندسية المختلفة مع الإتزان الناتج بين تلامس الخطوط والأشکال فى الإتجاة الرأسى مع الأفقى .

-    يتميز تصميم المعلقة بأنها ليست على مستوى أفقى واحد نتيجة الحرکة الواضحة من تکرار توزيع المفردات الهندسية .

3. تحقيق الجانب التقنى من خلال :

-    الإتقان فى التقنيات المستخدمة داخل المعلقة المتمثلة فى سادة 1/1 وسوماک 2/1 وجوبلان.

-    التوافق التقنى مع لون وکثافة الخيوط .

 

(1)

الصورة رقم (1) توضح نموذجاً تخيلياً للمعلقة کمکملاً للتصميم الداخلى لإحدى غرف المنزل المعاصر .

التطبيق الثانى :

  • ·   وظيفة العمل : وحدة إضاءة
  • ·   الأبعاد : 20×30سم
  • ·   الخامات : هيکل معدنى –السداء :خيط صيادى من القطن الملون 16/20 ,اللحمه: صوف صناعى خيوط زخرفية (شبيکة- مکرمية -صيرما)خامات غير نسيجية (خيوط بلاستيکية –خرز) هيکل معدنى على شکل اسطوانة ,عمود خشبى مخروطى .
  • ·   التقنيات المستخدمة: الترکيب النسجى السادة 1/1, الترکيب المبردى2/1 , 3/2 , سوماک , جوبلان .
  • ·   الأدوات : النسج على الهيکل المعدنى .

أولاً : التحليل الشکلى للعمل:

-اعتمد البناء التشکيلى للعمل على أساس شکل هندسى الأسطوانة کأحد المفاهيم الفنية لمدرسة الباوهاوس منفذ بخامة المعدن ومثبت على عمود خشبى مخروط لأشکال دائرية متدرجة وله قاعدة مربعة الشکل .

-تم التسدية على الإطار المعدنى للشکل الاسطوانى مباشرة وذلک لعمل شابوه وحدة الإضاءة.

-التصميم المنفذ عبارة عن مساحات هندسية متنوعة بين المربع والمستطيل فى تجاور وترابط فيما بينهم

ثانياً: التحليل القائم الاتجاه الفکرى لمدرسة الباوهاوس من خلال تحقيق الآتى :

1. تحقيق الجانب الوظيفى من خلال:

إستثمار الشکل الهندسى فى عمل هيکل أو إطار وحدة الإضاءة لضمان البساطة والوضوح وهو احد الاتجاهات الفکرية لمدرسة الباوهاوس .

مناسبة الهيکل المعدنى ( الشابوة ) للعمود الخشبى المثبت عليه لضمان ثباته ومتنانته .

توظيف عنصر الشفافية من خلال التنوع الأسلوب التقنى المنتج فى النسج للمساعدة فى نفاذ الضوء تحقيقاً للوظيفة النفعية للعمل .

-توظيف الخامات المختلفة بشکل يساعد فى إخراج العمل بشکل و يفى بالغرض الوظيفى له.

2. الجانب الجمالى من خلال :

  • ·   العلاقات الناشئة من خلال النسج بالخامات المتنوع ذات الخواص الملمسية والمرئية التى أضافت إلى المظهر السطحى للعمل تنوعاً وجمالاً .
  • ·   التوافق اللونى الناتج من التوليف بالخامات المختلفة وتشکيلها نسجياً على سطح العمل ککل .
  • ·   الإتزان الناتج من توزيع المساحات الهندسية وأنواع الخامات لإحداث نوعاً من الترابط بين الشابوه والعمود المثبت عليه والمغطى بخيوط المکرمية لإظهار الوحدة فى نسق عام موحد .
  • ·   الإيقاع الناتج من التأثيرات الخطية والملمسية الناتجة عن التنوع التقنى والتنوع فى الخامات النسيجية وغير النسيجية مما أحدث نوعاً من الديناميکية والحرکة الناتجة من عملية النسج . أيضاً من خلال تدلى الخرز فى نهاية الشابوة .
  • ·   الوحدة الناتجة من تعايش الخامات والتقنيات داخل العمل ککل .

3. تحقيق الجانب التقنى من خلال :

-تنفيذ التراکيب النسجية والتقنيات النسجية المتمثلة فىالترکيب النسجى السادة 1/1, الترکيب المبردى2/1 , 3/2 , سوماک , جوبلان بشکل يخدم وظيفة العمل کمکمل للتصميم الداخلى للمنزل المعاصر .

-التنوع بالخامات فى إخراج العمل بشکل متميز متقن .

 

(2)

الصورة رقم(2) نموذجاً تخيلياً لوحدة الإضاءة کمکملاً للتصميم الداخلى لإحدى غرف المنزل المعاصر.

التطبيق الثالث :

  • ·   وظيفة العمل : برفان ( ساتر )
  • ·   الأبعاد : 40×200 سم
  • ·   الخامات : السداء :خيط حرير صناعى ,اللحمة :خيط قطن وصوف صناعى
  • ·   التقنيات : الترکيب النسجى السادة 1/1 ، 3/3 ,4/4 , 5/5 ,الترکيب المبردى 1/3, 1/4 , أسلوب التسدية فى إتجاهات متعددة

الأدوات : النسج مباشرة على الساتر الخشبى وذلک بعمل أفاريز لتثبيت خيوط السداء عليها بواسطة مسامير صغيرة

أولاً : التحليل الشکلى للعمل:

- اعتمد تصميم الساتر على أساس الأشکال الهندسية کأحد المفاهيم الفنية لمدرسة الباوهاوس حيث صمم کل جزء من أجزاء الساتر لمساحات هندسية على هيئة مثلثات مختلفة الزوايا, بإضافة إلى أشکال متعددة لشبه المنحرف وشکل مربع فى الجزء الاوسط من الساتر مع وجود قائمين على هيئة مستطيلين على جانبى الساتر کمقبضين لسهولة التعامل معه فى الثنى والفتح .

- تم عمل أفاريز لتثبيت خيوط السداء عليها بواسطة مسامير صغيرة لتسدية عليها تمهيداً للنسج عليه مباشرةً على الحدود الخشبية الفاصلة بين الأشکال الهندسية .

- يتسم الساتر بسهولة الحرکة وذلک لقابليته للثنى والفتح .

ثانياً : التحليل القائم على الاتجاه الفکرى للباهاوس من خلال تحقيق الأتى :

1-      تحقيق الجانب الوظيفى من خلال :

-      استغلال البرفان أوالساتر کمکمل للتصميم الداخلى للمنزل المعاصر بصوره نفعية تحقق الغرض منه .

-  معالجه السطح النسجى بما يتوافق مع الوظيفة والمکان الذى صمم من أجله من التقنيات والخامات المستخدمة .

-  هيکلة الخارجى منفذ بخامة الخشب لسهولة التعامل معه .

2_ تحقيق الجانب الجمالى :

-      التأثيرات النسيجية الناتجة من العلاقات اللونية للخامات المستخدمة حيث استخدام اللون الأحمر والأزرق والأصفر والبرتقالى والأبيض والأسود والتى تعتبر کأحد المفاهيم الفنية لمدرسة الباوهاوس .

-      التناغم اللونى الناتج من اختلاف اتجاهات النسيج ومن تکرار ألوان الخيوط .

-      التأثيرات الملمسية الناتجة من اختلاف التقنيات وأسلوب التسديد فى اتجاهات متعددة مما أحدث تاثيرات وقيم فنية وجمالية على السطح النسجى .

-      ترابط اتجاهات الخطوط الناتجة عن النسيج بين اجزاء الساتر مما حقق توازناً ووحدة جمالية للعمل ککل رغم وجود حدود فاصلة تفصل الأشکال عن بعضها .

-      توافق تصميم البرفان مع الوظيفة التىاعد من اجلها .

 

3. تحقيق الجانب التقنى :

- إعتمدت الباحثة فى صياغة وتشکيل الساتر على نمط تکرارى غير منتظم للمساحات الخشبية الهندسية والمساحات المنسوجة وعلى التقنيات النسجية البسيطة المستخدمة فى التنفيذ .

- اعتمدت الباحثة فى تسدية الساتر على أسلوب التسدية فى اتجاهات متعددة فکانت التسدية للخيوط من أکثر من مرکز, ونسجت هذه المساحات بنظام تکرارى يتناسب مع تنوع المساحات الهندسية باستخدام الترکيب النسجى السادة والمبرد وما نتج عنهم من تأثيرات نسجية متناعمة على سطح العمل النسجى .

- اسلوبالأداء المستخدمفى تنفيذ النسج على هيئة خطوط مستقيمة فى اتجاهات رأسية وافقية ومائلة لربط أجزاء الساتر بعضه البعض ولتحقيق وحدة تقنية بين أجزاء الساتر ککل بشکل دقيق ومتقن .

- إخراج العمل بشکل فنى وتقنى متميز .

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 (3)

الصورة رقم (3) نموذجاً تخيلياً للساتر الخشبى کمکملاً للتصميم الداخلى لإحدى غرف المنزل المعاصر .

التطبيق الرابع :

  • ·    وظيفة العمل : کرسى
  • ·    الأبعاد : 50 × 110 سم
  • ·    الخامات : هيکل خشبى للکرسى ,للسداء واللحمة : خيوط مکرمية
  • ·    التقنيات المستخدمة: سادة 2/2
  • ·    الأدوات : النسج على الکرسى مباشرة

 

أولاً التحليل الشکلى للعمل :

تصميم الکرسى عبارة عن هيکل هندسى مکون من ظهر على هيئة مستطيل وقاعدة على هيئة مربع وجانبى على هيئة مثلث اما تصميم الظهر فهو عبارة عن مساحات هندسية من المثلث والمربع المستطيل مقسمة على الظهر والقاعدة بشکل تجريدى .

ثانياً : التحليل القائم على الإتجاه الفکرى للباوهاوس من خلال تحقيق الأتى :

1.                  تحقيق الجانب الوظيفى من خلال:

-    تنفيذ الکرسى سواء فى الهيکل او التصميم بشکل مکمل للتصميم الداخلى للمنزل المعاصر

-    عمل الکرسى قائم على التوافق بين الشکل والوظيفة بشکل متکامل .

2.                  تحقيق الجانب الجمالى من خلال :

تحقيق فى العمل الوظيفى ( الکرسى ) بعداً جماليا من خلال استخدام خامة خيوط المکرمية الرفيعة ليحقق ملمساً جمالياً على سطح الکرسى سواء على الظهر أو القاعدة .

-    التردد اللونى من خلال تکرار نفس الألوان فى أماکن مختلفة .

-    توافق تصميم الکرسى کهيکل خشبى مع تصميم ظهر وقاعدة الکرسى بصورة جمالية عالية .

-    توافق التصميم مع الوظيفة مع التقنيات زاد من بعدها الجمالى .

تحقيق الجانب التقنى من خلال :

-    توافق الخامات المستخدمة مع التقنيات .

-    متانة الخيوط اعطت قوة للمقعد والمسند .

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 (4)

الصورة رقم (4) نموذجاً تخيلياً للکرسى کمکملاً للتصميم الداخلى لإحدى غرف المنزل المعاصر.

 

التطبيق الخامس :

  • ·   وظيفة العمل:برواز مرأة
  • ·   الأبعاد : 100 × 150
  • ·   الخامات :السداء : خيوط قطن ,اللحمة: بقايا قماش, جلد صناعى,خيط صوف صناعى ,حرير صناعى .
  • ·   الأدوات : النسج مباشرة على البرواز.
  • ·   التقنيات المستخدمة : الترکيب النسجى الساده 1/1.

أولاً : التحليل الشکلى للعمل :

- البناء التشکيل للعمل على أساس اختيار الأشکال الهندسية کأحد المفاهيم الفنية لمدرسة الباوهاوس وهو عبارة عن مستطيل کبير يحتوى بداخله على مستطيل أصغر منه لمرآه.

- تم عمل إفريز لتثبيت خيوط السداء بواسطة مسامير صغيرة على جانبى البرواز وذلک لأنها تعد أکثر وسيلة مناسبة تسدية عليه تمهيد أ للنسج عليه .

- تم التسدية بالخيط الحرير الصناعى الذى يتميز بالقوة والمتانة لمراعاة الدور الوظيفى للبرواز .

- التصميم الداخلى للبرواز عبارة عن خطوط مستقيمة طولية مکونة أشکال هندسية على هيئة مربعات بشکل متقاطع .

ثانياً : التحليل القائم على الإتجاه الفکرى للباهاوس من خلال تحقيق الأتى :

1-    تحقيق الجانب الوظيفى من خلال :

- تحقق التوافق من خلال المظهر الشکلى للعمل النسجى والوظيفة التى يؤديها العمل کمکمل للتصميم الداخلى للمنزل المعاصر .

- هيکلالبرواز والمنفذ بخامة الخشب تتناسب مع الوظيفة التى أعد من أجلها بإضافة إلى التوظيف المناسب للخامات المتنوعة المستخدمة فى النسج والمتناسبة مع الوظيفة النفعية للعمل ککل .

- البساطة والوضوح فى الشکل .

2-    تحقيق الجانب الجمالي من خلال :

- اعتمد العمل على مجموعة لونية متوافقة على الرغم من اختلاف الخامات المستخدمة مثل اللون الأزرق والبنى والأصفر والأحمر والأسود والتى تعتبر کأحد المفاهيم الفنية لمدرسة الباوهاوس وهو اللون .

- التنوع فى الخامات المستخدمة وما أحدثه من تأثيرات بصرية وملمسية وقيم فنية وجمالية تثرى السطح النسجى للعمل .

- الإيقاع المتعدد الناتج من استخدام خامات وتخانات مختلفة من خلال استخدام خيوط الصوف مع بقايا القماش وأيضاً استخدام الجلود أعطى الإحساس بالديناميکية والحرکة وأظهر نوعاً من التناغم الإيقاعى على سطح العمل ککل .

- التباين فى الإيقاع الناتج عن استخدام الخطوط المستقيمة المکونة للأشکال الهندسية المتقاطعة والمکونة لمساحة التصميم الداخلى للبرواز بإضافة الفراغ الناشئ عن ترک أجزاء بدون نسج أظهر الأشکال على سطح العمل بشکل متباين .

- التوازن الناتج من التوزيع اللونى والخامات والتقنيات المستخدمة داخل العمل .

- تحققت الوحدة عن طريق خلق نسق متصل لخطوط وأشکال التصميم الداخلى للبرواز فى وحدة متکاملة ومترابطة .

3-    تحقيق الجانب التقنى من خلال :

أسلوب الاداء المستخدم فى النسج والذى اعتمد على ترکيب نسجى واحد وهو السادة (1/1 )مما اعطى الإحساس بالثبات والاستقرار واظهر وحدة التقنية وترابط سطح العمل النسجى ککل وإخراجه فى صورة جمالية .

- ملائمة التقنية المستخدمة مع تصميم البرواز .

- اخراج البرواز بصورة جيدة لتحقيق الوظيفة المرجوه منه کمکمل لتصميم الداخلى للمنزل المعاصر .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 (5)

الصورة رقم (5) نموذجاً تخيلياً للبرواز کمکملاً للتصميم الداخلى لإحدى الغرف داخل المنزل المعاصر .

نتائج البحث :

1.   تعد مدارس الفن الحديث مصدراً هاماً من مصادر التصميم ,لذا فهى تعد وحيا لإبتکار الکثير من التصميمات النسيجيه الوظيفيه المختلفة.

2. مدرسه الباوهاوس من المدارس الفنية التى تقوم على التبسيط المصحوب بالألوان الأساسيه القوية والساخنه والاشکال الهندسيه الاوليةالتى هى الأساس فى بناء الأعمال مع الاهتمام بالخامات وقيمها الجماليه وثراء المعالجات التقنية.

3.   تعد مدرسة الباوهاوس مدخلاً متميزاً فى مجال تصميم النسيجيات اليدوية الوظيفيةالذى يقوم علي مبدأ الشکل يتبع الوظيفة.

4. استخدام الاساليب المتنوعة فى انتاج نسيجيات يدويه وظيفيه يثرى من قيمتها الجمالية ,کما تتيح الحريه فى إنتاج نسيجيات وظيفية بأشکال هندسية مختلفة تلبى الإحتياجات العصرية .

5. إستخدام النسيجيات اليدوية کأحد مکملات التصميم الداخلى للمنزل المعاصر يزيد من القيمة الجماليه للمکان والإستغلال الجيد للمساحات الداخلية المحدودة للمنزل.

توصيات البحث :

فى ضوء النتائج التى اسفر عنها البحث نوصى بالاتى :

1.   فکر مدرسة الباوهاوس فکر زاخر بالإمکانات الفنية و التشکيلية من خلال الأسس التى قام عليها والتى ويمکن ان تفيد فى تنمية القدرات التصميمية لدى الطلاب فى المراحل التعليمية المختلفة من خلال دراسة الأشکال والألوان والخطوط ,.....وغيرها بمادة التصميم .

2.   ضرورة الافادة من نتائج الدراسات الخاصه بالمدارس الفنيه الحديثه التى تنتهج فکر ربط العلم والفن معاً لتطوير الفکر التصميمى النسجى فى المجالات الفنية عامة ومجال النسيج خاصة.

3.   الاهتمام بتحقيق الجانب النفعى مع الجمالى فى الاعمال النسيجيه .



[1]-Elaine s.hochman: Bauhaus -1997: crucible of modernism from international - P.10 .

[2]-Michael siebenbrodt&lutzschobe-2012 : Bauhaus1919-1933-Parkston international-London -p.34

[3]ليلي حسن سليمان 1979: اتجاه الباوهاوس في النحت وأثره في إعداد معلم التربية الفنيه- رسالة دکتوراة غير منشورة- کلية التربية الفنية - جامعة حلوان - ص27-28 .

3,2 جوهانز أيتين - ترجمة صبرى عبد الغنى 1998: التصميم والشکل - الهيئة العامة للکتاب - القاهرة - ص 6 .

[5]Frank whitford -1992: the Bauhaus masters student by themselve -oclopus limited-London - p.58

[6]-Hans mariawingler- 1969 : the Bauhaus weiner Dessau berlin Chicago- the mit press - London- p63

Ibid-p.23: [7]-Hans mariawingler- 1969

-[8]رويدا حسن محمد يونس-2003 : برنامج مقترح لتدريس التصوير لطلاب التربية الفنية مستمدة من إتجاة الباوهاوس-رساله دکتوراة غير منشورة -کلية التربية النوعية- جامعة عين شمس -ص,63.

[9]رويدا حسن محمد يونس -2003: المرجع السابق - ص64.

[10]مختار العطار- 1994 : الفنون الجميلة بين المتعة والمنفعة - الهيئة العامة للکتاب -القاهرة - ص 22.

[11]-على على اليمنى -2007:الاسس الهندسية فى الفن الإسلامى ومدرسة الباوهاوس ولالفادة منها فى تدريس الاشغال الفنية لطلاب التربية النوعية –رساله دکتوراة غير منشورة– کلية التربية النوعية – جامعة القاهرة – ص 88

[12]عبد المنعم صبري . رضا صالح شرف- 1975 : معجم الصناعات النسيجية - مؤسسة الأهرام - القاهرة - ص 11.

[13]-علام محمود علام محمد -2006: العلاقة التبادلية بين الشکل المسطح والمجسم وأثرها في استحداث بنائيات معدنية مبتکرة - رسالة دکتوراة غير منشورة , کلية التربية النوعية, جامعة القاهرة ، ص 185.

[14]- ماجدة حماد محمد حسان -2006: الأبعاد الجمالية والتقنية لتوليف الخامات البيئية في إثراء القيمة التعبيرية للمشغولة الفنية - رسالة دکتوراة غير منشورة-کلية التربية النوعية - جامعة القاهرة - ص 151.

-[15]مها علي حسن الشيمي -2002: امکانية تحقيق قيم جمالية للوحات النسيجية بإستعانة ببعض مدارس الفن الحديث وبعض الأساليب التطبيقية المتعددة ،-رسالة ماجستير غير منشورة- کلية الفنون التطبيقية - جامعة حلوان - ص 48.

[16]محمود البسيوني -2001: الفن في القرن العشرين - الهيئة المصرية العامة للکتاب القاهرة - ص 312.

[17]جيلان عبد الوهاب محمد-2002: صياغات تشکيلية مبتکرة بالخامات الصدفية کمدخل لمکملات الزينة - رسالة ماجستير غير منشورة- کلية التربية الفنية جامعة حلوان- ص 164.

[18]علاعلي اليمني-2007 : الأسس الهندسية في الفن الإسلامي ومدرسة الباوهاوس والإفادة منها في تدريس الأشغال الفنية لطلاب التربية النوعية ,رسالة دکتوراة غير منشورة - کلية التربية النوعية – جامعة القاهرة - ص 225.

[19]-2- زکريا ابراهيم -1987: مشکلة الفن –مکتبة مصر- القاهرة –ص 27

[20]- عبد المحسن محفوظ احمد -2003 : جماليات النحت الجدارى کمدخل للتدريس بکلية التربية الفنية –رسالة دکتوراة غير منشورة– کلية التربية الفنية – جامعة حلوان – ص 81 .

[21]- عبد العزيز جودة -1990: المنتج بين التصميم والتسويق - بحث منشور – امؤتمر الرابع کلية الفنون التطبيقية – ص 20 .

[22]- علي رأفت -1997: الإبداع الفني في العمارة - مرکز ابحاث انترکونسلت - الطبعة الأولي - القاهرة - ص 141

مراجع البحث
أولا :المراجع العربية :
1.     جوهانز أيتين - ترجمة صبرى عبد الغنى 1998: التصميم والشکل - الهيئة العامة للکتاب - القاهرة.
2.     جيلان عبد الوهاب محمد-2002: صياغات تشکيلية مبتکرة بالخامات الصدفية کمدخل لمکملات الزينة - رسالة ماجستير غير منشورة- کلية التربية الفنية جامعة حلوان.
3.     رويدا حسن محمد يونس -2003: المرجع السابق .
4.     رويدا حسن محمد يونس-2003 : برنامج مقترح لتدريس التصوير لطلاب التربية الفنية مستمدة من إتجاة الباوهاوس- رساله دکتوراة غير منشورة -کلية التربية النوعية- جامعة عين شمس .
5.     زکريا ابراهيم -1987: مشکلة الفن –مکتبة مصر- القاهرة .
6.     عبد العزيز جودة -1990: المنتج بين التصميم والتسويق - بحث منشور– امؤتمر الرابع کلية الفنون التطبيقية .
7.     عبد المحسن محفوظ احمد -2003 : جماليات النحت الجدارى کمدخل للتدريس بکلية التربية الفنية –رسالة دکتوراة غير منشورة– کلية التربية الفنية – جامعة حلوان.
8.     عبد المنعم صبري . رضا صالح شرف- 1975 : معجم الصناعات النسيجية - مؤسسة الأهرام - القاهرة .
9.     علاعلي اليمني-2007 : الأسس الهندسية في الفن الإسلامي ومدرسة الباوهاوس والإفادة منها في تدريس الأشغال الفنية لطلاب التربية النوعية - رسالة دکتوراة غير منشورة - کلية التربية النوعية – جامعة القاهرة .
10.  علام محمود علام محمد -2006: العلاقة التبادلية بين الشکل المسطح والمجسم وأثرها في استحداث بنائيات معدنية مبتکرة - رسالة دکتوراة غير منشورة , کلية التربية النوعية, جامعة القاهرة .
11.  على على اليمنى -2007:الاسس الهندسية فى الفن الإسلامى ومدرسة الباوهاوس ولالفادة منها فى تدريس الاشغال الفنية لطلاب التربية النوعية –رساله دکتوراة غير منشورة– کلية التربية النوعية – جامعة القاهرة .
12.  علي رأفت -1997: الإبداع الفني في العمارة - مرکز ابحاث انترکونسلت - الطبعة الأولي - القاهرة.
13.  ليلي حسن سليمان 1979: اتجاه الباوهاوس في النحت وأثره في إعداد معلم التربية الفنيه- رسالة دکتوراة غير منشورة- کلية التربية الفنية - جامعة حلوان .
14.  ماجدة حماد محمد حسان -2006: الأبعاد الجمالية والتقنية لتوليف الخامات البيئية في إثراء القيمة التعبيرية للمشغولة الفنية - رسالة دکتوراة غير منشورة-کلية التربية النوعية - جامعة القاهرة .
15.  محمود البسيوني -2001: الفن في القرن العشرين - الهيئة المصرية العامة للکتاب القاهرة .
16.  مختار العطار- 1994 : الفنون الجميلة بين المتعة والمنفعة - الهيئة العامة للکتاب -القاهرة .
17.  مها علي حسن الشيمي -2002: امکانية تحقيق قيم جمالية للوحات النسيجية بإستعانة ببعض مدارس الفن الحديث وبعض الأساليب التطبيقية المتعددة -رسالة ماجستير غير منشورة- کلية الفنون التطبيقية - جامعة حلوان .
ثانياً : المراجع الأجنبية :
18.              Elaine s.hochman: Bauhaus -1997: crucible of modernism from international .
19.              Frank whitford -1992: the Bauhaus masters student by themselve -oclopus limited-London .
20.              Hans mariawingler- 1969 : the Bauhaus weiner Dessau berlin Chicago- the mit press – London.
21.              Michael siebenbrodt&lutzschobe-2012 : Bauhaus1919-1933-Parkston international-London .