العلاقة بين الأفکار اللاعقلانية وأساليب التعامل مع الضغوط النفسية لدى عينة من المراهقين المکفوفين

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 باحث ماجستير بقسم الصحة النفسية کلية التربية – جامعة المنصورة

2 أستاذ ورئيس قسم الصحة النفسية کلية التربية – جامعة المنصورة

3 مدرس الصحة النفسية المتفرغ کلية التربية – جامعة المنصورة

المستخلص

الملخص
يهدف البحث الحالى الى التعرف على العلاقة بين الأفکار اللاعقلانية وأساليب التعامل مع الضغوط النفسية لدى عينة من المرهقين المکفوفين وکذلک التعرف على ما أذا کانت هناک فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد العينة على مقياس الأفکار اللاعقلانية تعزى لمتغير الجنس ،التعرف على ما أذا کانت هناک فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد العينة على مقياس الأفکار اللاعقلانية تعزى لمتغير الجنس، تکونت عينة البحث من (30) طاالب وطالبة من المراهقين المکفوفين (17) أناث و(13) ذکور وتم إختيار العينة من طلاب مدرسة النور بمدينة المنصورة وبعض المعاهد الأزهرية بالمدينة ذاتها بالإضافة الى بعض الطلاب المترددين على جميه النور والأمل بالمدينة ذاتها وتتراوح أعمار العينة من 16الى 19 سنة ، وأستخدم الباحثون کلآ من مقياس الأفکار اللاعقلانية أعداد : الباحثون ، ومقياس أساليب التعامل مع الضغوط إعداد : الباحثون ، وتوصل البحث الى وجود علاقة إرتباطية بين الأفکار اللاعقلانية وأساليب التعامل مع الضغوط النفسية لدى عينة الدراسة من المراهقين المکفوفين ،لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد العينة على مقياس الأفکار اللاعقلانية تعزى لمتغير الجنس ، وکذلک لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد العينة على مقياس أساليب التعامل مع الضغوط تعزى لمتغير الجنس .

الموضوعات الرئيسية


مقدمة :

ان حاسة البصر تلعب دوراً هاماً فى تعلم الفرد و نموه فالبصر يساعد على تعلم خصائص الاشياء ويتعرف على الأفراد والأحداث التى تدور حوله ، و يتفاعل مع البيئة المادية والإجتماعية من خلال تلک الحاسة ، اما الفرد الکفيف فيعتمد على تکامل المعلومات عن طريق الحواس الأخرى وخصوصاً السمع واللمس والتى يبنى عليها مفاهيم ونظريات بخصوص نفسه والعالم المحيط به من خلال تلک الحواس ، ولا يختلف النمو النفسى للکفيف عنه عند المبصر ، فيحتاج الکفيف الى جهد مضاعف وإثبات کفاءة وقدرة ذاتية مضاعفة مقارنة بالشخص العادى ، هذا بالإضافة إلى نظرة المجتمع إليه التي تتسم غالبا بنوع من الشفقة أوالرعاية الزائدة و ذلک لعدم التأکد من قدرته على اداء الوظائف الموکلة اليه مهما کانت بسيطة  .                                                       

فهو بذلک سيعيش حياة نفسية غير سليمة تؤثر فى بناء شخصيتة و يتعرض لأنواع متعددة من الصرعات بين التمتع بمباهج الحياة ودافع الانزواء لطلب الأمن والرعاية فهو يرغب أن يُکون شخصية مستقلة وفى نفس الوقت يدرک انه سيظل الى درجة محدودة لا يستطيع الإعتماد على نفسه .

إن فقد حاسة البصر يفتح المجال لظهور سمات شخصية غير سوية فى البيئة النفسية لدى الکفيف کالانطواء و العزلة و الميول الانسحابية  (عبدالفتاح عثمان ،1998: 58).

وقد لوحظ أن الکفيف أکثر من أقرانه المبصرين عرضة للقلق خاصة فى مرحلة المراهقة نظراً لعدم وضوح مستقبلة المهنى و الإجتماعي و ما يواجه من صعوبات فى تحقيق درجه عالية من الاستقلالية و التى يسعى لها جميع المراهقين فى العاده  (يوسف القريوتى و اخرون ،2001: 168).

ففى دراسة قام بها عطيه عطيه محمد تهدف الى التعرف على الضغوط التى يتعرض لها المراهق الکفيف طبقاّ لدرجة تأثيرها عليه والتى تسبب ضغطاً له هى کالاتى : تأتى فى المرتبة الأولى الضغوط المدرسية وتأتى فى المرتبة الثانية الضغوط الانفعالية وتأتى فى المرتبة الثالثة الضغوط الأسرية وتأتى فى المرتبة الرابعـة الضـغوط المستقبـليـــة (عطيه عطيه محمد،2006 :24-25).

وفى دراسة آخرى قام بها کريم منصور هدفت الى التعرف على ما يعانية المراهقين مکفوفى البصر من ضغوط والتعرف على أکثرها شيوعاً توصلت الدراسة الى التالى تعد الضغوط المستقبلية الأکثر شيوعاً لدى عينة الدراسة تليها الضغوط المدرسية , ثم الضغوط الاسرية وأخيراً ضغوط الإعاقة البصرية (کريم منصور محمد ،2012).

ونتيجة للضغوط التى يتعرض لها الکفيف فقد يلجأ لأنواع من الحيل الدفاعية لمواجهة أنواع الضغوط والمخاوف وأهمها التبرير , فهو إذ يخطئ , يبرر أخطاءة بأنه عاجزاً ، رغم أن عجزه قد لا يکون له دخل کبير فيما ارتکب من أخطاء ، وهو يلجأ لهذا الاسلوب حينما ينفر من قبول التفسير الصحيح عما فعل , کما يلجأ المعاق بصرياً للکبت کوسيلة دفاعية توفى إليه ما يطمح من شعور بالأمن وتوفر الرعاية له وتجنبه الإستهجان والإستنکار فيضغط على رغباتة و يمتنع عن تنفيذ بعض النزوات , ويضحى ببعض اللذات من أجل الحصول على تقبل الناس له والفوز بالشعور بالأمن وتجنب الإستهجان والإستنکار (لطفى برکات أحمد ، 1978 ،286).

وفى شق أخر من دراسة کريم منصور حول الأساليب الأکثر شيوعا للتعامل مع الضغوط لدى مکفوفى البصر أوضحت تلک الدراسة أن أسلوب طلب المساندة هو الأکثر شيوعاً يأتى بعد ذلک أسلوب التنفيس الإنفعالى ثم أسلوب التقبل و الإستسلام و أخيراً أسلوب تفکير التمنى  (کريم منصور محمد ,2012).

وتتعدد التفسيرات التى تناولت تفسير الضغوط والتى يترتب على ذلک التفسير إختيار أسلوب المواجهة فمن تلک التفسيرات تفسير لازاروس حيث انه يؤکد على أهمية التقييم المعرفى فى إدراک الاحداث البيئية على أنها ضاغطة فى حين نجد أن العديد من المهتمين بالعلاج المعرفى السلوکى امثال بيک Beck وأليس Ellis لديهم تفسيراً مغايراً حيث أنهم يؤکدون على أهمية ما وراء التقييم المعرفى والدور الذى تلعبة أفکار الفرد ومعتقداته فى إدراک الأحداث على انها ضاغطة وليست الأحداث ذاتها فما قد يمثل تهديداً لفرد ، قد يدرکه آخر على أنه تحدى لقدراتة .

وبذلک من المحتمل اذا تبنى الفرد أفکار غير منطقية وغير عقلانية سوف يقوم بتفسير الأحداث بصورة غير صحيحة ومن ثم تبنى أساليب للمواجهة والتعامل مع تلک الأحداث بصورة غير مناسبة لذا جاء هذا البحث ليقطع الشک باليقين ويکشف عن العلاقة بين الأفکار اللاعقلاية وأساليب التعامل مع الضغوط لدى عية من المراهقين المکفوفين .

مشکلة الدراسة :

وتشير نتائج مجمل الدراسات الى أن المعوقين بصرياً يتصفون بضعف الثقة بالنفس وإنخفاض مفهوم الذات ، وإختلال صورة الجسم والنظرة السليبة للذات ، کما أنهم أکثر شعوراً من العاديين بالقلق والإحباط  والوحدة ، وأکثر ميلاً للإنطواء والعزلة الإجتماعية ،وإستغراقاً فى أحلام اليقظة، وإستخدماً للحيل الدفاعية وهم يتمسمون بالسلبية والنزعه الإتکالية ، کما يعانون من المخاوف والأوهام .(عبدالمطلب القريطى،2014 :199). 

کذلک الضغوط الإجتماعية المتمثلة فى عدم تمکن المعوق من الزواج لأن الناس يمتنعون عن تزويجهم اعتقاداً منهم أن بعض الإعاقات ذات طبيعة واثية رغم ان الإحصاءات تقدم أرقاماً متواضعة جداً عن العوامل الوراثية فى کثير من أنواع الإعاقات بإستثناء التخلف العقلى وکذلک ما يعانية المعاق بصرياً من الضغوط المستقبلية و الضغوط الأکاديمية وغيرها من ضغوط أخرى .(سمية طه،2005).

کذلک نجد تعامل المراهقين المکفوفين مع هذه الضغوط ينحو نحو أستخدام الأساليب السلبية ومن امثلة تلک الاساليب اسلوب طلب المساندة وأسلوب التنفيس الإنفعالى وأسلوب التقبل والإستسلام وأسلوب تفکير التمنى کما أشارت دراسة کريم منصور (2014) ولکن ليس المشکلة فى الضغوط التى يتعرض لها المراهق الکفيف فمن الممکن أن تکون الضغوط دافعاً نحو بناء شخصية مسئولة ومتزنه ولکن أسلوب تعامل المراهقين المفکوفين مع تلک الضغوط هو المشکلة .

وقد أکد إليس(Ellis,1988) على أن أفکارنا غير المنطقية واعتقادتنا غير الواقعية تخلق لنا سلوکيات سلبية عاجزة عن أداء وظائفها وممارستها وأنجازاتها بالکفاءة المرجوة منها.(ماهر محمود، 2003: 17)

لذلک يحاول البحث الحالى سد الفجوة والتعرف على العلاقة بين الأفکار اللاعقلانية وأساليب التعامل ومع الضغوط النفسية لدى عينة الدراسة من الرماهقين المکفوفين .

تساؤلات الدراسة :

  1. هل توجد علاقة إرتباطية بين الأفکار اللاعقلانية وأساليب التعامل مع الضغوط النفسية لدى عينة الدراسة من المراهقين المکفوفين .
  2. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد العينة على مقياس الأفکار اللاعقلانية تعزى لمتغير الجنس .
  3. هل توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد العينة على مقياس أساليب التعامل مع الضغوط تعزى لمتغير الجنس .

أهداف الدراسة :

  1. التعرف على العلاقة الأفکار اللاعقلانية وأساليب التعامل مع الضغوط النفسية لدى عينة الدراسة من المراهقين المکفوفين .
  2. التعرف على ما أذا کانت هناک فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد العينة على مقياس الأفکار اللاعقلانية تعزى لمتغير الجنس .
  3. التعرف على ما أذا کانت هناک فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد العينة على مقياس الأفکار اللاعقلانية تعزى لمتغير الجنس .

أهمية الدراسة :

  • ·   ترجع أهمية البحث الى تناوله متعيرين نفسيين لدى المراهق الکفيف هما ؛  الأفکار اللاعقلانية وأساليب التعامل نع الضغوط النفسية واللذان لها أهمية خاصة لدى العلماء والباحثين مجال الصحة النفسية .
  • ·   کما يمکن للباحثين والدراسين فى مجال الصحة النفسية والإرشاد النفسى الإستفادة من الأدوات التى قام الباحث بإعدادها ( مقياس الأفکار اللاعقلانية لدى المراهقين المکفوفين –  مقياس أساليب التعامل مع الضغوط لدى االمراهقين المکفوفين .
  • اذا کشفت نتائج البحث الحالى عن وجود علاقة بين الأفکار اللاعقلانية وأساليب التعامل مع الضغوط النفسية لدى المراهقين المکفوفين ؛ فإن هذه النتائج يمکن أن تسهم فى إجراء دراسات أکثر عمقاً عن طريق بناء برامج أرشادية للمراهقين المکفوفين الذين يتبنون أفکار لاعقلانية وأساليب سلبية فى تعاملهم مع الضغوط النفسية .

المفاهيم الإجرائية للبحث :

تعريف الافکار اللاعقلانية : هى مجموع الدرجات التى يحصل عليها المراهق الکفيف على کل بعد من أبعاد مقياس الأفکار اللاعقلانية وتلک الابعاد هى ( طلب الاستحسان - إبتغاء الکمال الشخصى – اللوم القاسى للذات وللأخرين – توقع الکوارث – التهور الانفعالى – القلق الزائد – تجنب المشکلات – الإعتمادية – الشعور بالعجز – الإنزعاج لمشاکل الآخرين - إبتغاء الحلول الکاملة ) .

أساليب مواجهة الضغوط : هى الدرجة التى يحصل عليها المراهق الکفيف على کل أسلوب من أساليب المواجهة سواء کانت أساليب المواجهة إيجابية والتى تشمل ( أسلوب التحليل المنطقى ، أسلوب إعادة التقييم الإيجابى ، أسلوب البحث عن المعلومات والمساعدة ، أسلوب حل المشکلة ) أو کانت أساليب المواجهة سلبية وتشمل (أسلوب الإحجام المعرفى ، أسلوب الإذعان و الإستسلام ، أسلوب البحث عن الإثابات البديلة ، أسلوب التنفيس الإنفعالى ) .

تعريف الکفيف : هؤلاء الافراد الذين تتراوح أعمارهم ما بين (16-19) وتقل حده أبصارهم بأقوى العينين بعد التصحيح عن 6/60 او 20/200 أو يقل مجالة البصرى عن زاوية مقدرها 20 درجة ، مع عدم قدرتهم على القراءة والکتابة بالطريقة العادية حتى بعد إستخدام المصححات البصرية مما يحتم عليهم إستخدام حاسة اللمس لتعلم القراءة والکتابة بطريقة برايل .

حدود البحث :

تتمثل حدود البحث فيما يلى :

  1. الحدود الزمانية : تم تطبيق البحث الحالى خلال العام الدرااسى (2015-2016) .
  2. الحدود البشرية : طُبق البحث الحالى على عينة من الطلاب المراهقين المکفوفين والذين تتراوح أعمارهم الزمنية من "16- 19" . 
  3. الحدود الجغرافية : تم إختيار عينة الدراسة من مدرسة النور بمدينة المنصورة بالإضافة إلي بعض المعاهد الأزهرية بالمدينة ذاتها بالإضافة الى بعض الطلاب المترددين على جمعية النور وأمل بالمدينة ذاتها .
  4. الحد المنهجى : تعتمد الدراسة على المنهج الوصفى .

إطار نظرى ودراسات سابقة :

الضغوط النفسية أمور حتمية لا يمکن تغيرها کما قال                                                                هانزسيلى   (the only way to have no stress to be die) إن الموت هو الطريق الوحيد لخلو الحياة من الضغوط ، الحياة وأحدثها تسير جنباً الى جنب ، وعندما يستطيع الفرد التوافق معها وموجهتها بطريقة فعالة ؛ يودى ذلک الى تمتعه بالصحة النفسية وحينما يفشل فى حل هذا الصراع يکون عرضه للإضطربات النفسية و الأمراض البدنيه .

وتؤکد دراسة آمال جودة ( ٢٠٠٤ ) التى هدفت إلي التعرف على أساليب مواجهة أحداث الحياة الضاغطة وعلاقتها بالصحة النفسية لدى عينة من طلاب وطالبات جامعة الأقصى ومعرفة مدى تأثر أساليب مواجهة الضغوط النفسية بکل من الجنس والتخصص ومکان السکن ، وأسفرت نتائج الدراسة عن أن طلاب جامعة الأقصى يستخدمون أساليب متعددة في مواجهة أحداث الحياة الضاغطة ، کما أسفرت عن وجود علاقة إرتباط موجبة دالة بين أساليب المواجهة الفعالة والصحة النفسية ، کذلک أسفرت عن عدم وجود فروق دالة في متوسطات درجات أفراد العينة في أبعاد أساليب مواجهة أحداث الحياة الضاغطة تعزى لمتغير الجنس ووجود فروق دالة في بعض أبعاد أساليب مواجهة أحداث الحياة الضاغطة تعزى لکل من متغير التخصص ومکان السکن .

ويشير عدنان السباعى (1982) الى أن إذا کانت المراهقة مرحلة إثبات الذات والإفراط فى تقدير القدرات البدنية والإعجاب بها خصوصاً عند الذکور ، فإن الشعور الزائد بالنقص لدى المراهق الکفيف يحد من هذا الطموح الذى يميز النمو الجسمى خلال هذه المرحلة ، ويؤدى به الى رفض الذات وکرهيتها ، ويولد مشاعر الدونية التى تعوق تکيفه الإجتماعى السليم ، وکما أن مرحلة المراهقة تعرف بمرحلة التحرر والفطام السيکلولوجى والإجتماعى                 للفرد ، والثورة على المفاهيم السابقة ، والميل الى توسيع دائرة العلاقات الإجتماعية لتشمل الجنس الآخر ، بيد أن الکفيف وتبعاً لشعور العجز والإستسلام الذى يسيطر على سلوکه ، وتبعاً لمواقفه الإنسحابية الإعتمادية شبه الدائمة لا يقوى على مجاواة متطلبات هذه المرحلة .

يعتبر عدم الإتزان الإنفعالى من أهم مميزات فترة المراهقة بشکل عام حيث تمثل تلک االمرحلة فى حد ذتها مصدر ضغط بسسب نا يمر به لمارهق من تغيرات بيولوجية ونفسية کذلک فى بعض الأحيان ضغوط مستقبلية منحيث تحديد المستقبل المهنى للفرد وتؤکد ، غير أن الأمر مع المراهق الکفيف يکون أکثر حدة وعمقاً ، وقد يتطور هذا الشعور ويتنامى ليولد بعض المخاوف الوهمية المبالغ فيها ، والتى قد تسقط الکفيف فى بعض اللإضطرابات السيکوسوماتية ،کما إن محاولات الکفيف الدؤوبه لحماية ذاته  المهددة من طرف الآخرين إما من السخرية أو الإهمال أو عدم الإهتمام الکافى ، تنمى لديه مظاهر السلوک الدفاعى المتمثل فى : ( الإنکار ، والتعويض ، والإسقاط ، والتبرير ، والافعال العکسية ) (اسماعيل شرف، 19882).

وبذلک فإن المراهق الکفيف يتعرض الى کم کبير من الضغوط وهذا ما أکدته دراسة کريم منصور (2012) والتى هدفت إلي الکشف عن ما يعانيه المراهقون مکفوفى البصر والتعرف على أکثر الضغوط شيوعاً بينهم والتعرف على أکثر أساليب مواجهة الضغوط فى ضوء اختلاف الجنس ووقت حدوث الإعاقة ، و توصلت الدراسة الى الآتى : تعد الضغوط المستقبليه الأکثر شيوعاً لدى عينة الدراسة يليها الضغوط المدرسية ثم الضغوط الأسرية وأخيراً ضغوط الإعاقة البصرية ، کذلک شيوع أسلوب طلب المساندة الإجتماعية لدى المراهقين مکفوفى البصر کأسلوب لمواجهة الضغوط النفسية يليه أسلوب التنفيس الإنفعالى ثم أسلوب التقبل والإستسلام وأخيراً أسلوب تفکير التمنى .

وتؤکد أيضا دراسة وفاء على محروس (2008) التى هدفت إلي التعرف على الضغوط النفسية الأسرية و السلوک التوافقى لطفل الروضه الکفيف  والکشف عن أهم الضغوط الأسرية التى يعانيها الطفل الکفيف ، والکشف عن دلالة الفروق بين الجنسين من المکفوفين فى الشعور بالضغوط النفسية الأسرية ، وکذلک الکشف عن علاقة الضغوط النفسية الأسرية بالتوافق الإيجابى / السلبى لأطفال الروضة المکفوفين ، کذلک الخروج بتطبيقات نفسية وتربوية لتخفيف الضغوط النفسية الأسرية وبالتالى تعديل اساليب التوافق للطفل الکفيف ، وأشارت نتائج الدراسة إلي وجود علاقة ارتباطية سالبة دالة بين الضغوط النفسية الأسرية والسلوک التوافقى الإيجابى لطفل الروضة حيث أنه کلما إنخفضت درجة الضغوط النفسية الأسرية الواقعة على الطفل الکفيف أرتفعت درجة السلوک التوافقى الإيجابى لديه، وکذلک توجد علاقة إرتباطية موجبة بين الضغوط النفسية والسلوک التوافقى السلبى لطفل الروضة الکفيف ، واتضح أن تنظيم الضغوط النفسية الأسرية التى يعانيها طفل الروضة الکفيف من حيث درجة الضغوط نتيجة لسوء العلاقة بينة و بين أسرته تتخذ الترتيب التالى : أولآ الضغوط الناتجة عن سوء علاقة الإخوة العاديين بالطفل الکفيف، ثانياً الضغوط الناتجة عن سوء علاقة الاب بالطفل الکفيف ، ثالثاً الضغوط الناتجة عن سوء علاقة الام بالطفل الکفيف ، کما توجد ايضاً فروق دالة بين مستوى درجات الذکور فى الوضع الأفضل أى أن الاناث أکثر ضغوطاً نفسية أسريــة من الذکور ، کذلک توجد فروق دالة احصائيا بين مستوى درجات الذکور والإناث فى السلوک التوافقى الإيجابى والسلبى لصالح الذکور فى الوضع الأفضل أى أن الذکور فى الوضع الأفضل يتسمون بالقدرة على مواجهة المواقف والتغلب على الصعوبات بدرجة أکبر منه لدى الاناث.

کذلک دراسة نيفين زکريا (2004) التى هدفت إلي التعرف على مصادر الضغوط وأساليب مواجهتها وعلاقتهم بنوعية الطموح لدى فاقدات البصر و المبصرات من المراهقات ، وتوصلت نتائج الدراسة الى وجود فروق دالة إحصائياً بين فاقدات البصر والمبصرات فى الضغوط لصالح المبصرات ، وکذلک وجود فروق دالة إحصائياً بين فاقدات البصر والمبصرات  على متغير مستوى ونوعية الطموح لصالح  المبصرات ، بالإضافة إلي فروق دالة إحصائياً بين فاقدات البصر والمبصرات على متغير أساليب مواجهة الضغوط لصالح  المبصرات .

کذلک دراسة هويدة حنفى (2008) هدفت الدراسة إلي الکشف عن أساليب التعايش مع ضغوط الحياة وعلاقتها بتوکيد الذات لدى طلاب الجامعة من المکفوفين والمبصرين وتم إختيار عينة البحث عشوائياً ، وأشتملت على (306) طالب وطالبة من الفرقة الرابعة من المکفوفين منهم (96) من المکفوفين  بمرکز الرعاية الإجتماعية و الثقافية بکلية الأداب و(210)  من الطلبة المبصرين ، وتم تطبيق أداتى البحث  وهما : مقياس التعايش مع ضغوط الحياة الصورة (أ) على المبصرين ، و الصورة (ب) على المکفوفين من (إعداد الباحثة) ، ومقياس توکيد الذات من (إعداد الباحثة) ، وأسفر الدراسة عن النتائج التالية :

1. وجدو علاقة إرتباطية دالة إحصائياً بين متوسطات درجات أساليب التعايش مع ضغوط الحياة وتوکيد االذات لدى طلاب الجامعة من المکفوفين و المبصرين .

  1. عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية فى أساليب التعايش مع ضغوط الحياة بين المکفوفين و المبصرين من طلاب الجامعة .
  2. عدم وجود فروق ذات دلالة إحصائية فى أساليب العايش مع ضغوط الحياة بين الجنسين من طلاب الجامعة من المبصرين .

4. وجود فروق ذات دلالة إحصائية فى أساليب العايش مع ضغوط الحياة بين الجنسين من طلاب الجامعة من المکفوفين لصالح الذکور المکفوفين .

  1. وجود فروق ذات دلالة إحصائية فى توکيد الذات بين المکفوفين و المبصرين من طلاب الجامعة لصالح المبصرين .

6. وجود فروق ذات دلالة إحصائية فى توکيد الذات بين الجنسين من طلاب الجامعة لصالح الذکور من المکفوفين و المبصرين .

فالکفيف محاط بالعديد من الضغوط الناتجة عن إعاقته متمثلة فى ضغوط أسرية أو ضغوط مدرسية أو أجتماعية أو مستقبلية وهذا ماأکدته الدرسات السابقة کما أن أسلوب تعامل المراهق الکفيف مع تلک الضغوط ينحو نحو السلبية متمثل فى أستخدامه أسلوب التمنى أو الإنکار أو اللجوء الى حيل الدفاع النفى بمختلف أنواعها .

لکن السؤال الذى يطرح نفسة لماذا يلجأ المراهق الکفيف الى تبنى الأسايلب السبية فى تعامله مع الضغوط النفسية ؟

يؤکد المهتمين بالعلاج السلوکى المعرفى على أهمية ما وراء المعرفى و الدور الذى تلعبة أفکار الفرد ومعتقداتة فى إدراک الاحداث على أنها ضاغطة وليست الأحداث فى حد ذاتها فما قد يمثل تهديداً لفرد ، قد يدرکه أخر على أنه تحدى لقدراته(على عسکر ،1999).

وتوکد نظرية أليس على أن الأفکار اللاعقلانية تعد أساس الأضطرابات النفسية وإدراک الأحداث على أنها ضاغطة ويقوم نموذجة فى العلاج المعرفى السلوکى على تعديل ومجادلة الأفکار من خلال المراحل التالية :

  1. المثير الخارجى .                         
  2. الافکار اللاعقلانية .         
  3. النتائج (انفعالية –سلوکية ) کالغضب .
  4. تعديل الأفکار ومناقشة البدائل .                          
  5. إعادة التقييم (فاعلية العلاج ) فى التغلب على الضغوط (Dorothy,1990:192).

وإن تبنى الفرد تفسيراً غير عقلانياً للأحداث البيئية يحد من قدرتة على إدارة مصادره الذاتية و البيئية فى مواجهة الأحداث ، فيميل لتضخيم الأحداث و التعميم الزائد لخبرات الفشل و توقع الکوارث(wagenaraar et al 1991:3).

ويشير (Dorothy ,1990) الى أن التقييم اللاعقلانى للقدرات يعد من أهم مصادر الضغط النفسى .

وتشير دراسة (Hunt & Evans, 2004 )التى هدtت الى الکشف عن القدرة التنبؤية للذکاء الانفعالي باستجابات الأفراد للمواقف الصادمة بالإضافة إلى معرفة الفروق بين الجنسين في الذکاء الانفعالي وأساليب التعامل مع الضغوط ، وقد توصلت إلى عدة نتائج أهمها : ينبئ الذکاء الانفعالي بالأعراض السيکولوجية لاضطراب ما بعد الصدمة ، وأن مرتفعي الذکاء الانفعالي يظهرون قدرًا محدودًا من هذه الأعراض بالمقارنة بأقرانهم منخفضي الذکاءالانفعالي ، وأنه توجد علاقة ارتباطية دالة بين الذکاء الانفعالي وبين أساليب التعامل مع الضغوط ، وأن مرتفعي الذکاء الانفعالي يميلون إلى استخدام الأساليب الإقدامية في التعامل مع الضغوط ، بينما يميل منخفضو الذکاء الانفعالي إلى استخدام الأساليب الإحجامية في التعامل مع الضغوط ، أما عن الفروق بين الجنسين فقد أکدت النتائج وجود فروق دالة في أبعاد الذکاء الانفعالي لصالح الذکور ، وعدم وجود فروق بين الجنسين في أساليب التعامل مع الضغوط (من خلال :عبدالمنعم السيد ،2007) .

وتؤکد دراسة شوبو عبد الله (1995) التى هدفت إلي الکشف عن العلاقة السببية بين الأفکار اللاعقلانية التي نادى بها إليس على أنه متغير مستقل، وکل من الضغوط النفسية ، وأساليب التعامل معها على أنهما متغيرين تابعين لدى طلبة الجامعات في العراق، تکونت عينة الدراسة من ( 300 ) طالب وطالبة من طلبة کليات جامعتي بغداد والمستنصرية،أستخدم الباحث الأدوات التالية: إختبار الأفکار اللاعقلانية، وإختبار الضغوط النفسية، وإختبار أساليب التعامل مع الضغوط النفسية ، ومن أهم النتائج : تنتشر الأفکار اللاعقلانية بصورة واسعة بين طلبة الجامعات، وأن هناک أسباباً متنوعة هي السبب وراء معاناة الطلبة من الضغوط النفسية، کما توجد علاقة أرتباطية بين الأفکار اللاعقلانية وبين الضغوط النفسية وأساليب التعامل مع الضغوط السلبية منها.

کذلک دراسة محمد مزنوق (1996) التىهدفت إلى التعرف على مدى إنتشار الأفکار بين طلبة الجامعة، وعلاقتها ببعض متغيرات الشخصية و تکونت عينة الدراسة من (332) طالب وطالبة من طلاب جامعة عين شمس وحلوان أستخدم الباحث الأدوات التالية: مقياس  أفکار اللاعقلانية، قائمة الضغوط ومقياس أساليب استيعاب المواقف  اليومية الضاغطة ، و بطاقات من اختبار التات ومن أهم النتائج: تنتشر الأفکار اللاعقلانية بنسب مختلفة بين المراهقين من طلاب الجامعة وتتقارب النسب المئوية لانتشار الأفکار اللاعقلانية بين کل من الذکور والإناث، کما توجد علاقة بين الأفکار اللاعقلانية وبين الضغط النفسي کما توجد فروق إحصائية بين الذکور والإناث على الدرجة الکلية لمقياس الأفکار اللاعقلانية وعلى قائمة الضغوط اليومية لصالح الإناث .

کذلک دراسة سهام طبى (2005)  هدفت الدراسة الى التعرف على العلاقة بين أنماط التفکير وعلاقتها بأستراتيجيات مواجهة ضغوط ما بعد الصدمة لدى عينة من المصابيين بالحروق وتکونت عينة الدراسة من (40) فرد من الجنسين تم أختيارهم بطريق قصدية وفقاً لمتطلبات الدراسة وطبق عليهم أختبار الاسلوب المعرفى من إعداد (بلاکبرون وآخرون ) لقياس نمط التفکير ببعدية الإيجابى و السلبى و إختبار إسترتيجيات المواجهة لـ (بولهان وآخرن ) ، وأسفرت نتائج الدراسة الى وجود علاقة إرتباطية جزئية بين أنماط التفکير وإسترتيجيات المواجهة المستخدمة من قبل أفراد العينة , بالإضافة إلي أنه لا توجد فروق جوهرية بين الأفراد ذوى الحروق الظاهرية وغير الظاهرية فى نمط التفکير السائد وإستراتجيات المواجة المستخدمة .

بعد أستعراض الدراسات السابقة نجد أنها رکزت على دراسة الضغوط النفسية وأساليب التعامل مع تلک الضغوط لدى المکفوفين فى حين لم يکن هناک أى من الدراسات قد تناوات الأفکار اللاعقلانية لدى المراهقين المکفوفين ؛ کما أن بعض الدراسات تناولت العلاقة بين الأفکار اللاعقلانية وأساليب التعامل مع الضغوط لدى  عينات من الأفراد العاديين ولم تتناول علاقة الأفکار اللاعقلانية بأساليب التعامل مع الضغوط لدى المراهقين المکفوفين .

ومن ثم يسعى البحث الحالى الى الکشف عن العلاقة بين الأفکار اللاعقلانية وأساليب التعامل مع الضغوط لدى عينة البحث من المراهقين المکفوفين ، وأثر متغير الجنس فى کلآ من الأفکار اللاعقلانية و أساليب التعامل مع الضغوط .

فروض البحث :

  1. توجد علاقة إرتباطية بين الأفکار اللاعقلانية وأساليب التعامل مع الضغوط النفسية لدى عينة الدراسة من المراهقين المکفوفين .
  2. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد العينة على مقياس الأفکار اللاعقلانية تعزى لمتغير الجنس .
  3. لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد العينة على مقياس أساليب التعامل مع الضغوط تعزى لمتغير الجنس .

إجراءات البحث :

منهج البحث :

يتبع المنهج الحالى المنهج الوصفى المقارن ؛ وذلک إنطلاقاً من طبيعة البحث والبيانات المراد الحصول عليها لمعرفة العلاقة بين الأفکرا اللاعقلاية وأساليب التعامل مع الضغوط لدى عينة البحث من المرهقين المکفوفين مع المقارنة بين الإناث و الذکور فى کلآ من متغيرالأفکار اللاعقلانية ومتغير أساليب التعامل مع الضغوط .

 

عينة البحث :

تکونت عينة البحث من (30) طاالب وطالبة من المراهقين المکفوفين (17) أناث و(13) ذکور وتم إختيار العينة من طلاب مدرسة النور بمدينة المنصورة وبعض المعاهد الأزهرية بالمدينة ذاتها بالإضافة الى بعض الطلاب المترددين على جميه النور والأمل بالمدينة ذاتها وتتراوح أعمار العينة من 16الى 19 سنة .

أدوات البحث :

1- مقياس الأفکار اللاعقلانية للمراهقين المکفوفين (إعداد : الباحثين ) :

اتبع الباحث الخطوات الآتية فى بناء المقياس :

1- تحديد أبعاد المقياس : من أجل تحديد أبعاد المقياس قام الباحثين بما يلى :

 أ‌- الإطلاع على الکتابات النظرية والتراث السيکلوجى الخاص بالأفکار اللاعقلانية مثل " حامد زهران ،2003 ؛ ماهر عمر ،2003 ؛ سناء زهران ،2004 ؛ عبدالستار إبراهيم ،2008 ؛ عبدالمطلب القريطى ، 2014 " والقيام بمراجع شاملة للبحوث والدراسات العربية والأجنبية التى تناولت الأفکار اللاعقلانية ومن خلال تلک المراجعة توصل الباحث الى عدد من المقاييس التى تناولت الأفکار اللاعقلانية مثل " دراسة عبد اللطيف عمارة (1985) ؛ دراسة فکرى عسکر (2002) ؛ مقياس الأفکار اللاعقلانية لسيمان الريحانى من خلال دراسة نجوى أحمد (2004) ؛ دراسة عبدالله محمد (2005).

تکون المقياس فى صورتة الأولية  من (136) عبارة ومفردة موزعين على أحادى عشر بعد (طلب الاستحسان - إبتغاء الکمال الشخصى – اللوم القاسى للذات وللأخرين – توقع الکوارث – التهور الانفعالى – القلق الزائد – تجنب المشکلات – الاعتمادية – الشعور بالعجز – الإنزعاج لمشاکل الاخرين - إبتغاء الحلول الکاملة) .

طريقة تصحيح المقياس :

   يحدد المفحوص درجة إنطباق المفردة عليه بإختيار بديل واحد من خمس بدائل وهى (ترد دائماً – ترد غالباً – ترد أحياناً – ترد نادراً – لا ترد أبداً) ، وبذلک تترواح درجة المفحوص على کل مفردة ما بين (1-5)              درجات ، حيث يعطى الإختيار ترد دائما ً (خمس درجات) ، والإختيار ترد غالباً (أربع درجات) ، والإختيار ترد أحياناً (ثلاث دجات) ،الإختيار ترد نادراً (درجتين) ،والإختيار لا ترد أبداً (درجة واحدة) ، وبالتالى تتراح درجة کل طاب وطالبة على المقياس ما بين "55" الى "275" درجة .

 

المحددات السيکومترية لمقياس الافکار اللاعقلانية للمراهقين المکفوفين :

أولاً : الصدق :

(أ) الصدق الضاهرى (صدق المحکمين): تم عرض المقياس فى صورته الأوليةالذى يتکون من (136) عبارة موزعين على (11) بعد على (9) محکمين متخصصين فى مجال علم النفس و الصحة النفسية [1] للحکم على مدى دقة کل مفردة ومدى قدرة المفردة على قياس ما وضعت لقياسه ومدى مناسبتها من حيث الصياغة مع طبيعة العينة موضع الدراسة وکذلک الحکم على مدى إرتباط العبارات بالبعد الذى تقيسه وکذلک إبداء المقترحات والملاحظات حول العبارات من حيث التعديل أو الإضافة  أو الحذف أو أى ملاحظات أخرى ، وتم إجراء التعديلات اللازمة فى ضوء ما أشار إليه السادة المحکمين .

(ب) الصدق التلازمى : قام الباحثين بحساب الإرتباط بين درجات (30) طالب وطالبة من المراهقين المکفوفين على المقياس الحالى ومقياس الأفکار اللاعقلانية للأطفال والمراهقين إعداد (معتز عبدالله ومحمد عبدالرحمن ،2002) وتوصلت النتائج الى وجود معاملات إرتباط تتراوح بين .835الى.940 وهى معملات إرتباط دالة عند مستوى ( 01.) .

ثانياً : الثبات : تم حساب الثبات بما يلى :

(أ) حساب ثبات العبارات لمقياس الأفکار اللاعقلانية للمراهقين المکفوفين بإستخدام طريقة " ألفا کرونباخ Alpha Cronbach" عند حذف درجة العبارة من الدرجة الکلية للبعد الفرعى الذى تنتمى إليه العبارة ، تم التوصل الى أن معاملات الثبات بعد حذف العبارة تراوحت (660.) إلى (835.) ، وتعد هذه معاملات ثبات جيدة .

(ب) الثبات الکلى لمقياس الأفکار اللاعقلانية :

تم حساب معامل الثبات الکلي لمقياس الأفکار اللاعقلانية من خلال طريقة إعادة تطبيق الإختبار ، حيث تم  حساب ثبات درجات المقياس بإستخدام طريقة إعادة التطبيق على عينة التقنين المکونه من (30) طالب وطلبة من المراهقين المکفوفين بفاصل زمنى قدره أسبوعين ، وجاءت معاملات الإرتباط کما هى موضحة بالجدول (1)

جدول (1)

معاملات ثبات المقياس بإستخدام طريقة إعادة تطبيق الإختبار  لکلآ من الأبعاد والدرجة الکلية للمقياس

 أبعاد المقياس

معامل الإرتباط

طلب الإستحسان

**.812

إبتغاء الکمال الشخصى

**.772

اللوم القاسى للذات والآخرين

**.830

توقع الکوارث

**.818

التهور الإنفالى

**.715

القلق الزائد

**.739

تجنب المشکلات

**.891

الإعتمادية

**.802

الشعور بالعجز

**.730

الإنزعاج لمشاکل الآخرين

**.814

أبتغاء الحلول الکاملة

**.708

الدرجة الکلية للمقياس

**.934

         ** دال عند مستوى (0.01)

ويتضح من الجدول السابق أن جميع معاملات الإرتباط مرتفعة ودالة إحصائياً عند مستوى دلالة (0.01) ، مما يدل على ثبات المقياس .

ثالثاً : الإتساق الداخلى لمقياس الأفکار اللاعقلانية :

1- الإتساق الداخلى لعبارات المقياس :

تم  حساب معامل الإرتباط بين درجة کل عبارة وبين الدرجة الکلية للبعد الفرعى الذى تنتمى إليه العبارة على العينة المکونه من (30) طالب وطالبة من المراهقين المکفوفين ، وتوصلت النتائج الى أن معامل الإرتباط بين کل عبارة من العبارت والدرجة الکلية للبعد الفرعى الذى تقيسه تتراوح بين (0527) إلي (890.) وجميعا دال إحصائياً عند مستوى (0.01) ، وهذا يعنى أن عبارات المقياس متماسکة داخلياً مع أبعادها .

2- الإتساق الداخلى لأبعاد المقياس :

للتأکد من إتساق محتوى المقياس ککل وإرتباط أبعادة بعضها ببعض ، قام الباحث بحساب معامل الإرتباط بين درجة مجموع کل بعد والدرجة الکلية للمقياس ، وتوصلت النتائج الى أن قيم معامل الإرتباط تتراوح بين (816.) إلى (969.) وجميعها دالة عند مستوى (0.01)، أى أن کل معاملات الإرتباط بين أبعاد مقياس الآفکار اللاعقلانية بعضها ببعض داله إحصائياً کما أن إرتباطها بالدرجة الکلية دال إحصائياً أيضاً ، مما يدلل على قوة الإتساق الداخلى لأبعاد مقياس الأفکار اللاعقلانية وأيضاً للمقياس ککل.

2- مقياس أساليب التعامل مع الضغوک للمراهقين المکفوفين(أعداد : الباحثين) :

خطوات إعداد المقياس :

- الإطلاع على الکتابات والتراث السيکلوجى الخاص بأساليب التعامل مع الضغوط منها " فاوق عثمان ،2001 ؛ جمعة يوسف ،2006؛ محمود عطية ،2010؛ هشام محمد وحمدى أحمد ،2014 ".

- الإطلاع على البحوث والدراسات السابقة التى تناولت أساليب التعامل مع الضغوط حيث تم التوصل إلي عدد من المقاييس التى تقيس أساليب التعامل مع الضغوط منها" دراسة منى عبدالله ، 2002؛ دراسة آمال جودة ،2004 ؛ دراسة هويدة حنفى ،2008 ؛ دراسة هالة عطية ،2008 ؛ دراسة کريم منصور،2012" .

- تم صايغة مفردات هذا المقياس فى صورتة المبدئية والذى تکون من (94) مفردة موزعة على ثمانية أبعاد هى (أسلوب التحليل المنطقى ، أسلوب إعادة التقييم  الإيجابى ، أسلوب البحث عن المعلومات والمساعدة ، أسلوب حل المشکلة ) تمثل الأساليب الإيجابية للتعامل مع الضغوط  أو کانت أساليب التعامل مع الضغوط سلبية وتشمل (أسلوب الإحجام المعرفى ، أسلوب الإذعان و الإستسلام ، أسلوب البحث عن الإثابات البديلة ، أسلوب التنفيس الإنفعالى ).

طريقة تصحيح المقياس :

يحدد المفحوص درجة إنطباق المفردة عليه بإختيار بديل واحد من خمس بدائل وهى (دائماً – غالباً – أحياناً –نادراً – أبداً) ، وبذلک تترواح درجة المفحوص على کل مفردة ما بين (1-5) درجات ، حيث يعطى الإختيار دائما ً(خمس درجات) ، والإختيار غالباً (أربع درجات) ، والإختيار أحياناً (ثلاث دجات) ،الإختيار نادراً        (درجتين) ، والإختيار أبداً (درجة واحدة) ، وبالتالى تتراح درجة کل طالب وطالبة على المقياس ما بين "40" الى "200" درجة .

المحددات السيکومترية لمقياس أساليب التعامل مع الضغوط للمراهقين المکفوفين :

أولاً : الصدق :

(أ) الصدق الضاهرى (صدق المحکمين):

 تم عرض المقياس فى صورته الأوليةالذى يتکون من (94) عبارة موزعين على (8) بعد على (9) محکمين متخصصين فى مجال علم النفس والصحة النفسية [2] للحکم على مدى دقة کل مفردة ومدى قدرة المفردة على قياس ما وضعت لقياسه ومدى مناسبتها من جيث الصياغة مع طبيعة العينة موضع الدراسة وکذلک الحکم على مدى إرتباط العبارات بالبعد الذى تقيسه وکذلک إبداء المقترحات والملاحظات حول العبارات من حيث التعديل أو الإضافة أو الحذف أو أى ملاحظات أخرى وقد تم إجراء التعديلات اللازمة فى ضوء ما أشار إليه السادة المحکمين .

(ب) الصدق التلازمى :

تم حساب معاملات الإرتباط بين درجات (30) طالب وطالبة من المراهقين المکفوفين على المقياس الحالى ومقياس أساليب مواجهة الضغوط النفسية للمراهقين مکفوفى البصر إعداد (کريم منصور ،2012) ويوضح جدول (2) هذه النتائج .

جدول (2)

معاملات الإرتباط بين درجات الطلاب المراهقين المکفوفين على مقياس أساليب التعامل مع الضغوط إعداد (الباحثين) ودرجاتهم على مقياس أساليب مواجهة الضغوط النفسية للمراهقين مکفوفى البصر إعداد (کريم منصور ،2012)

الأساليب الإيجابية

المقياس

الدرجة الکلية لمقياس المحک

التحليل المنطقى

**.819

إعادة التقييم الإجابى

**.724

البحث عن المعومات

**.800

حل المشکلة

**.827

الدرجة الکلية للأساليب الإيجابية

**.889

الأساليب السلبية

المقياس

الدرجة الکلية لمقياس المحک

التنفيس الإنفعالى

**.767

البحث عن الإثابات البديلة

**.740

الإستسلام

**.780

الإحجام المعرفى

**.869

الدرجة الکلية للأساليب السلبية

**.904

** دال عند مستوى (0.01)

يتضح من الجدول السابق أن :

- جميع معاملات الإرتباط دالة عند مستوى (0.01) ، مما يدل على تمتع المقياس بدرجة مرتفعة من الصدق .

 

ثانياً : الثبات :

 (أ) حساب ثبات العبارات :يوضح جدول (3) ثبات عبارات الإبعاد الفرعية لمقياس أساليب التعامل مع الضغوط للمراهقين المکفوفين بإستخدام طريقة " ألفا کرونباخ Alpha Cronbach" عند حذف درجة العبارة من الدرجة الکلية للبعد الفرعى الذى تنتمى إليه العبارة ، وتوصلت النتائج الى أن معاملات الثبات بعد حذف العبارة تراوحت (607.) إلى (975.) ، وتعد هذه معاملات ثبات جيدة .

(ب) الثبات الکلى لمقياس الأفکار اللاعقلانية :

تم حساب معامل الثبات الکلي لمقياس الأفکار اللاعقلانية بالطرق التالية :

الطريقة الأولى : حساب معامل ألفا على مستوى الأبعاد والدرجة الکلية للمقياس وتوصلت النتائج الى أن معاملات الثبات تتراوح من 702. الى 940. 

الطريقة الثانية : طريقة إعادة تطبيق الإختبار ، حيث قام الباحث بحساب ثبات درجات المقياس باستخدام طريقة إعادة التطبيق على عينة التقنين المکونة من (30) طالب وطلبة من المراهقين المکفوفين بفاصل زمنى قدره أسبوعين ، وجاءت معاملات الإرتباط تتراوح من 437. الى 972.

ثالثاً : الاتساق الداخلي لمقياس أساليب التعامل مع الضغوط :

1- الاتساق الداخلي لعبارات المقياس :

قام الباحث بحساب معامل الإرتباط بين درجة کل عبارة وبين الدرجة الکلية للبعد الفرعى الذى تنتمى إليه العبارة على عينة التقنين المکونه من (30) طالب وطالبة من المراهقين المکفوفين ، ويوضح جدول (3) نتائج معاملات الإرتباط .


جدول (3)

معاملات الارتباط بين درجة کل عبارة وبين الدرجة الکلية للبعد الفرعي الذي تنتمي إليه العبارة

الأساليب الإيجابية

الأساليب السلبية              

البعد

رقم العبارة

معامل الارتباط

البعد

رقم العبارة

معامل الارتباط

التحليل المنطقى

8

**.783

التنفيس الإنفعالى

3

**.690

9

**.670

11

**.583

15

**.783

14

**.646

34

**.722

21

**.751

38

**.670

26

**.726


إعادة التقييم الإيجابي

4

**.946

البحث عن الإثابات البديلة

5

**.880

28

**.835

10

**.880

33

**.946

20

**.590

37

**.946

24

**.678

40

**.603

29

**.533

البحث عن المعلومات والمساعدة

1

**.750

الإستسلام والإذعان

7

**.844

2

**.629

16

**.749

6

**.630

23

*.427

18

**.750

31

**.844

27

**.629

36

**.900

حل المشکلة

13

**.902

الإحجام المعرفى

12

**.735

22

**.932

17

**.750

25

*.432

19

**.691

30

**.902

38

**.604

32

**.932

39

**.793

**دال عند مستوى (0.01)

يتضح من الجدول السابق أن معامل الارتباط بين کل عبارة من العبارات والدرجة الکلية للبعد الفرعي الذي تقيسه دال إحصائياً عند مستوى (0.01) فيما عدا العبارة رقم (35) و العبارة رقم (25) عند مستوى (0.05) ، وهذا يعنى أن عبارات المقياس متماسکة داخلياً مع أبعادها .

- الإتساق الداخلى لأبعاد المقياس :

للتأکد من اتساق محتوى المقياس ککل وارتباط أبعادة بعضها ببعض ، قام الباحث بحساب معامل الارتباط بين درجة مجموع کل بعد والدرجة الکلية للمقياس ، وتوصلت النتائج الى أن قيم معامل الارتباط تتراوح بين (448.) إلى (957.) وجميعها دالة عند مستوى (0.01)، أى أن کل معاملات الارتباط بين أبعاد مقياس أساليب التعامل مع الضغوط بعضها ببعض دالة إحصائياً کما أن ارتباطها بالدرجة الکلية دال إحصائياً أيضاً ، مما يدلل على قوة الاتساق الداخلي لأبعاد مقياس أساليب التعامل مع الضغوط وأيضاً للمقياس ککل.

الأساليب الإحصائية المستخدمة :

تم تحليل البيانات باستخدام برامج SPSS ، وقد استخدمت الأساليب الإحصائية الآتية: معامل ارتباط بيرسون، معامل ألفا کرونباخ ، أختبار (ت) فى حالة العينتين المستقلتين .

خطوات تطبيق البحث : يمکن تلخص الخطوات الإجرائية التي أتبعت في تطبيق البحث الحالي فيما يلي :

  • جمع المادة النظرية المتعلقة بالإطار النظري والدراسات السابقة .
  • إعداد مقياسي البحث ، والتحقق من خصائصها السکومترية .
  • اختيار عينة البحث ، وتطبيق أدوات البحث بشکل فردى .
  • تصحيح إجابات المفحوصين على المقاييس ، وتفريغ نتائجها عبر برنامج (SPSS) .
  • معالجة البيانات الإحصائية لاختبار الفروض ولاستخلاص النتائج ومناقشتها وتفسيرها فى ضوء الإطار النظري والدراسات السابقة .
  • عرض مجموعة من التوصيات والمقترحات في ضوء نتائج البحث .

نتائج البحث وتفسيرها :

نتائج الفرض الأول وتفسيره :

للتحقق من الفرض الأول والذي ينص على أنه : " توجد علاقة إرتباطية بين الأفکار اللاعقلانية وأساليب التعامل مع الضغوط النفسية لدى عينة الدراسة من المراهقين المکفوفين " . تم حساب معامل الارتباط على مستوى الأبعاد والدرجة الکلية بين کلآ من مقياس الأفکار اللاعقلانية ومقياس أساليب التعامل مع الضغوط ويوضح جدول رقم (5) هذه النتائج .


جدول (5)

معاملات الإرتباط بين مقياس الأفکار اللاعقنية ومقياس أساليب التعامل مع الضغوط

على مستوى الأبعاد والدرجة الکلية

أساليب التعامل مع الضغوط

التحليل المنطقى

إعادة التقييم الايجابى

البحث عن المعلومات

اسلوب حل المشکلة

الدرجة الکلية للأساليب الايجابية

التنفيس الانفعالى

البحث عن الإثابات البديلة

الاستسلام

الاحجام المعرفى

الدرجة الکلية للأساليب السلبية

الأفکار اللاعقلانية

طلب الإستحسان

-.056

-.120

-.079

-.124

-.112

.628**

.595**

.685**

.569**

.717**

ابتغاء الکمال الشخصى

-.069

-.093

-.071

-.125

-.105

.675**

.664**

.711**

.585**

.762**

اللوم القاسى للذات والآخرين

-.015

.016

-.034

-.019

-.013

.619**

.659**

.752**

.612**

.764**

توقع الکوارث

-.084

-.165

-.088

-.205

-.159

.651**

.624**

.644**

.586**

.722**

التهور الإنفالى

.079

-.082

.094

-.044

.002

.583**

.616**

.632**

.560**

.689**

القلق الزائد

-.022

-.036

-.034

-.071

-.049

.636**

.564**

.656**

.626**

.716**

تجنب المشکلات

-.066

-.039

-.108

-.049

-.072

.650**

.635**

.655**

.582**

.727**

الإعتمادية

-.058

-.054

-.071

-.081

-.075

.612**

.590**

.671**

.608**

.716**

الشعور بالعجز

.057

-.007

.030

.033

.028

.631**

.558**

.691**

.597**

.717**

الإنزعاج لمشاکل الآخرين

-.091

-.132

-.108

-.180

-.150

.653**

.666**

.702**

.631**

.765**

إبتغاء الحلول الکاملة

-.077

-.118

-.084

-.106

-.112

.632**

.701**

.655**

.579**

.738**

المجموع الکلى لمقياس الأفکار اللاعقلانية

-.033

-.069

-.047

-.082

-.069

.660**

.652**

.707**

.619**

.761**

يتضح من الجدول السابق وجود علاقة إرتباطية دالة عند مستوى دلالة (0.01) بين الأفکار اللاعقلانية والأساليب السلبية فى التعامل مع الضغوط على مستوى الأبعاد والدرجة الکلية ، والتى تتراوح قيم معامل الإرتباط بين (0.583) و (0.765) وهى معاملات إرتباط قوية ودالة ، بينما معاملات الإرتباط بين الأفکار اللاعقلانية والأساليب الإيجابية فى التعامل مع الضغوط نجدها غيردالة عند مستوى دلالة (0.1)

يتضح من نتائج الفرض الأول أنه تحقق من خلال وجود أرتباط بين الأفکار اللاعقلانية والأساليب السلبية فى التعامل مع الضغوط لدى عينة البحث من المراهقين المکفوفين ، ولعل هذا يثبت صحة نظرية ألبرت اليس عن الأفکار اللاعقلانية ودورها فى التعامل السلبى مع الضغوط فطريقة تفکير الفرد فى الحدث الذى يتعرض اليه هى التى تجعله ينحو نحوالإتجاة الإيجابى أو السلبى فى تعامله مع الموقف الذى يواجهه ، فاذا کان تفکير الفرد فى الموقف بموضوعية وبعد عن التهويل والمبالغة تمکن من تقييم الموقف بطربقة صحيحة وعقلانية ومن ثم التعامل مع الموقف بإيجابية أما أذا اصيب الفرد بالهلع المبالغ فيه والتهويل والتضخيم والنظرة الغير سليمة للموقف الذى يتعرض اليه الفرد أدى ذلک الى التحول الى نمط التفکير اللاعقلاننى ومن ثم التحول التعامل السلبى مع هذا الموقف .

وتتفق هذه النتيجة مع دراسة کلآ من  شوبو عبد الله (1995) التى هدفت إلي الکشف عن العلاقة السببية بين الأفکار اللاعقلانية التي نادى بها إليس على أنه متغير مستقل، وکل من الضغوط النفسية ، وأساليب التعامل معها على أنهما متغيرين تابعين لدى طلبة الجامعات في العراق والتى أشارت نتائجها الى وجود علاقة أرتباطية بين الأفکار اللاعقلانية وبين الضغوط النفسية وأساليب التعامل مع الضغوط السلبية منها .

کذلک دراسة محمد مزنوق (1996) التىهدفت إلى التعرف على مدى إنتشار الأفکار بين طلبة الجامعة، وعلاقتها ببعض متغيرات الشخصية ، والتى أشارت نتائجها أيضاً الى وجود علاقة بين الأفکار اللاعقلانية وبين الضغط النفسي کما توجد فروق إحصائية بين الذکور والإناث على الدرجة الکلية لمقياس الأفکار اللاعقلانية وعلى قائمة الضغوط اليومية لصالح الإناث .

کذلک دراسة سهام طبى (2005)  هدفت الدراسة الى التعرف على العلاقة بين أنماط التفکير وعلاقتها بأستراتيجيات مواجهة ضغوط ما بعد الصدمة لدى عينة من المصابيين بالحروق وأسفرت نتائج الدراسة الى وجود علاقة إرتباطية جزئية بين أنماط التفکير وإسترتيجيات المواجهة المستخدمة من قبل أفراد العينة.

نتائج الفرض الثانى وتفسيره :

للتحقق من الفرض الثانى والذى ينص على أنه : "لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد العينة على مقياس الأفکار اللاعقلانية تعزى لمتغير الجنس".تم استخدام اختبار (ت) في حالة عينتين مستقلتين وتتضح نتيجة هذا الفرض من خلال الجدول الأتي :

جدول (6)

الفروق بين متوسطات الذکور والإناث على مقياس الأفکار اللاعقلانية لدى المراهقين المکفوفين

الدرجة الکلية لمقياس الأفکار اللاعقلانية

الجنس

عدد أفراد العينة

المتوسط

الانحراف المعياري

مستوى الدلالة

قيمة ت

درجات الحرية

ذکر

13

224.3846

28.09964

.941

.163

28

انثى

17

222.7059

27.95032

.163

25.906

ويلاحظ من الجدول السابق أنه لا توجد فروق بين درجات الذکور والإناث على مقياس الأفکار اللاعقلانية مما يثبت تحقق الفرض الثاني من البحث .

وتتفق هذه النتيجة مع دراسة سليمان الريحانى (1987) والتى أشارت أنه لا توجد فروق بين الذکور والإناث في الأفکار اللاعقلانية ، وکذلک تتفق أيضاً هذه النتيجة مع دراسة محمد مزنوق (1987) والتي أشارت الى نفس النتيجة السابقة ، ولعل يمکن تفسير ذلک الى أن طبيعة التفکير التي تتسم بها تلک الفئة في تلک المرحلة وما تفرضه عليهم الإعاقة من ضغوط سواء کانت أسرية أو مدرسية أو أجتماعية أو مستقبلة يتعرض لها کلآ من الذکور والإناث على حداً سواء وأيضاً ما تفرضه الإعاقة من سمات شخصية غير سوية فى البيئة النفسية لدى الکفيف أو الکفيفة کالانطواء و العزلة و الميول الانسحابية ، فمن المنطقى أن تتأثر طريقة التفکير لدى کلآ من الذکور والإناث على حداً سواء .

نتائج الفرض الثالث وتفسيره :

للتحقق من الفرض الثالث والذى ينص على أنه : "لا توجد فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات أفراد العينة على مقياس أساليب التعامل مع الضغوط تعزى لمتغير الجنس". تم إستخدام أختبار (ت) فى حالة عينتين مستقلتين وتتضح نتيجة هذا الفرض من خلال الجدول الأتى :

جدول (7)

الفروق بين متوسطات الذکور والإناث على مقياس الأفکار اللاعقلانية لدى المراهقين المکفوفين

الدرجة الکلية للأساليب الايجابية

الجنس

عدد أفراد العينة

المتوسط

الإنحراف المعيارى

مستوى الدلالة

قيمة ت

درجات الحرية

ذکر

13

26.0769

6.49951

.953

.336

28

انثى

17

25.2941

6.20247

.333

25.323

الدرجة الکلية للأساليب السلبية

ذکر

13

79.84615

8.640

.804

1

28

انثى

17

78.23529

8.333137253

0.514

25.47692

ويلاحظ من الجدول السابق أنه لا توجد فروق بين درجات الذکور والإناث على مقياس الأفکار اللاعقلانية مما يثبت تحقق الفرض الثالث من البحث .

وتتفق تلک النتيجة مع دراسة  (Hunt & Evans, 2004 )والتى هدفت الى الکشف عن القدرة التنبؤية للذکاء الانفعالي باستجابات الأفراد للمواقف الصادمة بالإضافة إلى معرفة الفروق بين الجنسين في الذکاء الانفعالي وأساليب التعامل مع الضغوط ، وقد توصلت إلى عدة نتائج أهمها : وعدم وجود فروق بين الجنسين في أساليب التعامل مع الضغوط ، کذلک تتفق أيضاً مع دراسة آمال جودة ( ٢٠٠٤ ) التى هدفت إلي التعرف على أساليب مواجهة أحداث الحياة الضاغطة وعلاقتها بالصحة النفسية لدى عينة من طلاب وطالبات جامعة الأقصى ومعرفة مدى تأثر أساليب مواجهة الضغوط النفسية بکل من الجنس والتخصص ومکان السکن ، وأسفرت نتائج الدراسة عن أن طلاب جامعة الأقصى يستخدمون أساليب متعددة في مواجهة أحداث الحياة الضاغطة ، کما أسفرت عن وجود علاقة ارتباط موجبة دالة بين أساليب المواجهة الفعالة والصحة النفسية ، کذلک أسفرت عن عدم وجود فروق دالة في متوسطات درجات أفراد العينة في أبعاد أساليب مواجهة أحداث الحياة الضاغطة تعزى لمتغير الجنس ووجود فروق دالة في بعض أبعاد أساليب مواجهة أحداث الحياة الضاغطة تعزى لکل من متغير التخصص ومکان السکن ،ويمکن تفسير ذلک بأن في ضوء نتيجة الأول الذي أوضح أن هناک علاقة بين الأفکار اللاعقلانية والأساليب السلبية في التعامل مع الضغوط وأيضاً نتيجة الفرض الثاني التي أشارت الى عدم وجود فروق بين الذکور والإناث في الأفکار اللاعقلانية ، ووفقاً لنظرية ألبرت اليس التى تشير الى أن تبنى التفکير اللاعقلانى سوف يؤدى الى أساليب سليبة فى التعامل مع الضغوط ،أذا من الطبيعي عدوم وجود فروق بين الذکور والإناث في اساليب التعامل مع الضغوط وهذا ما أثبتته نتيجة الفرض الثالث.

فى حين أن هذه النتيجة مع دراسة نيفين زکريا (2004) والتى توصلت نتائجها الى أنه توجد فروق دالة احصائيا بين مستوى درجات الذکور والإناث فى السلوک التوافقى الإيجابى والسلبى لصالح الذکور فى الوضع الأفضل أى أن الذکور فى الوضع الأفضل يتسمون بالقدرة على مواجهة المواقف والتغلب على الصعوبات بدرجة أکبر منه لدى الاناث، وکذلک هويدة حنفى (2008) التى هدفت إلي الکشف عن أساليب التعايش مع ضغوط الحياة وعلاقتها بتوکيد الذات لدى طلاب الجامعة من المکفوفين والمبصرين والتى أسفرت نتائجها عن وجود فروق ذات دلالة إحصائية فى أساليب العايش مع ضغوط الحياة بين الجنسين من طلاب الجامعة من المکفوفين لصالح الذکور المکفوفين ، وأيضاً دراسة کريم منصور (2012) والتى أشارت نتائجها الى وجود فروق دالة احصائياً بين متوسطى درجات الذکور والإناث المراهقين المکفوفين على الدرجة الکلية للأساليب الإقدامية لصالح الذکور عند مستوى دلالة  (01‚0) ، وهذا يحثنى على مزيد من الدراسات فى هذا المتغير من أجل حسم هذا الإختلاف .

توصيات البحث :

1. ضرورة الاهتمام بتعديل ما لدى المراهقين المکفوفين من أفکار لاعقلانية من أجل تمکينهم من التفکير بعقلانية ومن ثم اٍستخدام أساليب إيجابية في تعاملهم مع الضغوط التي يتعرضوا إليها.

2. إعداد برامج تدريبه للأخصائيين النفسيين في المدارس لتمکنهم من التعرف على الطلاب ذوى التفکير اللاعقلاني من أجل مساعدة هؤلاء الطلاب على تعديل نمط تفکيرهم .

3. ضرورة دمج مهارات وفنيات التفکير العقلاني ضمن المناهج الدراسية المقدمة لفئة المکفوفين لما لتلک المهارات والفنيات دور کبير في زيادة قدرة تلک الفئة على التعامل مع الضغوط المتزايدة المحيطة بهم .

بحوث ودراسات مقترحة :

في ضوء نتائج البحث الحالي يمکن اقتراح إجراء الدراسات التالية :

  1. فاعلية برنامج إرشادى قائم على تعديل الأساليب السلبية فى التعامل مع الضغوط لدى عينة من المراهقين المکفوفين .
  2. دراسة مقارنة للأفکار اللاعقلانية بين کلآ من المراهقين المبصرين والمراهقين المکفوفين .
  3. أثر الأنشطة اللاصفية في تعديل الأساليب السلبية فى التعامل مع الضغوط النفسية لدى المراهقين المکفوفين .
  4. العلاقة بين الأفکار اللاعقلانية وحب الحياة لدى المراهقين المکفوفين .


[1] توجية وافر الشکر للسادة الأتية أسمائهم على جهدهم فى تحکيم أدوات البحث وهم :

أ.د السيد محمد عبدالمجيد أستاذ الصحة النفسية کلية التربية جامعة دمياط .

أ.د ابراهيم ابراهيم أحمد أستاذ علم النفس التربوي کلية التربية النوعية جامعة المنصورة .

أ.د عبددالله جاد محمود أستاذ الصحة النفسية کلية التربية النوعية جامعة المنصورة .

أ.د أمينة ابراهيم شلبى أستاذ علم النفس التربوي کلية التربية النوعية جامعة المنصورة .

أ.م.د جمال الدين محمد الشامى أستاذ علم النفس التربوي المساعد کلية التربية جامعة دمياط .

ا.م.د عباس ابراهيم متولى أستاذ الصحة النفسية المساعد کلية التربية جامعة دمياط .

 أ.م.د مصطفى السيد جبريل أستاذ الصحة النفسية المساعد کلية التربية جامعة دمياط .

د .إيناس عبدالقاددر الدسوقى مدرس الصحة النفسية کلية التربية جامعة دمياط .

د.محمد عبدالمطلب جاد مدرس علم النفس التربوي کلية التربية النوعية جامعة طنطا .

[2] نفس السابق

  • المراجع :  

    أولاً : المراجع العربية

    • إسماعيل شرف (1982) : تأهيل المعوقين . الإسکندرية : المکتب الجامعي الحديث .
    • · أمال عبدالقادر جودة (2004) : أساليب مواجهة أحداث الحياة الضاغطة وعلاقتها بالصحة النفسية لدى عينة من طلاب وطالبات جامعة الأقصى .المؤتمر التربوى الأول ، کلية التربية ، الجامعة الإسلامية .
    • جمعة سيد يوسف (2006) : الضغوط النفسية : أبعادها وأساليب مواجهتها ، القاهرة :  عبدالحليم محمود.
    • حامد عبد السلام زهران (2002) : التوجيه و الإرشاد النفسى ، الطابعة الثانية . القاهرة: عالم الکتب.
    • سمية طه (2005) : الإرشاد النفسى ط1 . القاهرة :عالم الکتب
    • سناء حامد زهران (2007): إرشاد الصحة النفسية لتصحيح مشاعر ومعتقدات الاغتراب. القاهرة : الکتب .
    • · سهام طبى (2005) : أنماط التفکير وعلاقتها بأستراتيجيات مواجهة ضغوط ما بعد الصدمة لدى عينة المصابيين بالحروق  . رسالة ماجستير ، کلية الأداب العلوم الإنسانية ، جامعة العقيد الحاج لخضير .
    • · عبد المنعم السيد (2007) : أبعاد الذکاء الإنفعالي وعلاقتها باستراتيجيات التعامل مع الضغوط والصلابة النفسية والإحساس بالکفاءة الذاتية .مجلة الإرشاد النفسي ، عدد 21 ،157 :201 .
    • عبدالستار ابرهيم عبدالستار (1994) : العلاج النفسي الحديث قوة للإنسان . القاهرة : مکتبة مدبولي .
    • عبدالستار ابرهيم (2008) :عين العقل؟ دليل المعالج المعرفى لتنمية التفکير العقلانة الإيجابى القاهرة : دار الکتاب للطباعة والنشر والتوزيع .
    • عبدالفتاح عثمان (1981) : الرعاية الإجتماعية والنفسية للمعوقين . القاهرة : مکتبة الأجلو .
    • · عبداللطيف يوسف عمارة (1985) : العلاج العقلانى الانفعالى لبعض الأفکار الخرافية لدى عينة من طلبة الجامعة . رسالة دکتوراة ، کلية التربية ، جامعة عين شمس .
    • عبدالمطلب القريطى (2014) : إرشاد ذوى الإحتياجات الخاصة وأسرهم ، ط1 . القاهرة :عالم الکتب
    • عطية عطية محمد (2005) : الضغوط النفسية لدى الکفيف وعلاقتها بإتجاهات الأسرة نحو الإعاقه ، مجلة الترربية المعاصرة  , السنة 22 ، العدد 70 .
    • على عسکر (1994) : ضغوط الحياة وأساليب مواجهتها. القاهرة: دار الکتاب الحديث.
    • فاروق السيد عثمان (2001) : القلق وإدارة الضغوط النفسية .القاهرة : دار الفکر العربى.
    • · فکرى عسکر (2002): فاعلية برنامج إرشادى عقلانى انفعالـى فى تحسيـــن مفهوم الذات لـــدى طلاب الجامعة. رسالة ماجستيــر (غير منشورة) ، کلية التربيــــــــة ببنها ، جامعةالزقازيق.
    • · کريم منصور محمد (2012) : الضغوط النفسية و اساليب مواجهتها لدى المراهقين مکفوفى البصر   والحاجات الارشادية لرعايتهم . رسالة ماجستير ، کلية التربية ، جامعة المنصورة .
    • ماهر محمد عمر (1992) : المقابلة فى الإرشاد و العلاج النفسى . القاهرة : دار المعرفة الجامعية .
    • · محمد مزنوق ( 1996 ) : الأفکار اللاعقلانية وعلاقتها ببعض متغيرات الشخصية لدى المراهقين . رسالة ماجستير غير منشورة، کلية التربية، جامعة عين شمس .
    • · محمود ابراهيم عطية (2002) : مدى فاعلية مهارات المواجهة الايجابية للضغوط فى تحسين مستوى التوافق لدى عينة من الطلاب . رسالة دکتوراة غير منشورة ،معهد الدراسات التربوية، جامعة القاهرة .
    • محمود عطية (2010) : ضغوط المراهقين والشباب وکيفية مواجهتها ،ط1. القاهرة :مکتبة الأنجــلو المصرية .
    • معتز عبدالله و محمد عبدالرحمن (٢٠٠٢)، مقياس الأفکار اللاعقلانية للأطفال والمراهقين . مرکز البحوث والدراسات النفسية ،کلية الآداب، جامعة القاهرة.
    • · نجوى أحمد عبدالله (2004) : فعالية برنامج إرشادي عقلاني انفعالي في خفض الشعور بالوحدة النفسية لدى عينة من طلاب الجامعة ، رسالة ماجستير غير منشـورة ، کلية الآداب ،جامعة عين شمس .
    • · هالة محمود عطية شاهين (2008) : الحاجات النفسية وعلاقتها بأساليب مواجهة الضغوط لدى تلاميذ المرحلة الابتدائية "المکفوفين والصم والعاديين" . معهد الدراسات العليا للطفولة، قسم لدراسات النفسية والاجتماعية، جامعة عين شمس.
    • · هويدة محمود حنفى (2008) : التعايش مع ضغوط الحياة وعلاقته بتوکيد الذات لدى طلاب  جامعيين المکفوفين والمبصرين . کلية التربية ، جامعة الأسکندرية .
    • وفاء على محروس (2002): الضغوط النفسية الاسرية والسلوک التوافقى لطفل الروضة الکفيف ، رسالة  ماجستير ، کلية التربية ، جامعة الزقازيق.
    • يوسف القريوتى و اخرون (2001) : المدخل الى التربية الخاصة ، الطبعه الثانية ، دار القلم للنشر والتوزيع ، الامارات العربية المتحدة .

    ثانياً :المراجع الأجنبية

    • Dorothy H, G. (1990). Stress Management an Integrated Approach to Therapy, BRNNER AZEL Publishers, New York.
    • Ellise, A. (2002). An interview With Albert Ellis about Rational Emotive Behavior Therapy. North American Journal of Psychology, 4, 3, pp. 355- 366.
    • Wagenaar, et al (1994). Stress counseling theory and practice a cautionary review, journal of counseling and development, 73, 1.1-15