أسس وعناصر التصميم المستخدمة في الرسوم المصرية القديمة

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلف

مساعد محاضر بکلية الفنون والعمارة ـ قسم الفنون جامعة عمر المختار ـ فرع درنة ـ ليبيا

الموضوعات الرئيسية


مقدمة البحث  :-

لا جدال في أن الاستمتاع بأي فن؛ يتطلب بعض المعرفة بتاريخ هذا الفن ، وجمالياته ومن الطبيعي أن تکون هناک متغيرات کبيرة بين مفهوم الفن في العصر  الحديث ، ومفهوم الفن في الحضارة المصرية القديمة . فالإنسان المعاصر متأثر بجميع الخطوات الحضارية التي تعدتها الإنسانية ؛ لذلک فإن دراسة ، وتحليل فن الرسم وبصفة خاصة الرسوم التوضيحية في البرديات المصرية القديمة کان مرتبطا في حقيقة أمره بفن الکتابة في عصر ما قبل الأسرات ، وعصر الأسرات المبکرة وخاصة الأسرتين الأولى ، والثانية ولقد ظهرت خلال فترة نشأة فن الرسم ، وفن الکتابة في مصر القديمة سلسلة من الصور ، والرموز المعبرة عن التکوين الفني، والطبيعي للعناصر البشرية ، أو الحيوانية ، أو النباتية ، أو الهندسية وباستمرار التدريب ، والتمرين على رسم الحروف ، والرموز الهيروغليفية عند تعلم الکتابة ؛ فإنه من الطبيعي أن  يصبح الکاتب الذي يکمل تدريبه فناناً ، أو رساماً کأمر واقع ذلک لأن الحروف ، أو الرموز ،  أو العلامات الهيروغليفية هي في حقيقة  أمرها تعتبر ضرباً من ضروب الرسم . کما أن النص المکتوب بالهيروغليفية ما هو إلا تجميع العناصر مرسومة ، ومنذ البداية أعتبر فن الرسم ، وفن الکتابة الهيروغليفية جزءاً من قواعد الرسم عند
قدماء المصريين . ([1])

لذلک فإن دراسة وتحليل نماذج فن الرسم ، وخاصة الرسوم التوضيحية في البرديات المصرية القديمة ، والخامات ، والأدوات المستخدمة في هذه الرسوم ، وکذلک الأسس والعناصر المستخدمة في الرسوم التوضيحية ، وأيضاً دراسة طريقة رسم الأشخاص ، وتوزيعهم في الصورة يمکن من خلالها دراسة القيم الجمالية ، والتشکيلية لهذا الفن . من کل ما سبق نستطيع أن نوجز مشکلة البحث فيما يلي :-

کيفية استخلاص القيم التشکيلية للرسوم الموجودة في الرسوم المصرية القديمة .

هدف البحث :-

يهدف البحث إلي دراسة أسس وعناصر التصميم في الرسوم المصرية القديمة إلى :-

  1. عرض الموضوعات التي تناولها الکتاب في مصر القديمة، وتطورها .
  2. توضيح مدى أهمية أسس وعناصر التصميم کأول صورة لتصميمات فنون الکتاب  .

أهمية البحث :-

تکمن أهمية البحث في :-

1. تحقيق أکبر قدر ممکن من هذه الأهداف ؛ وذلک من خلال متابعة التطور التاريخي للرسوم الموجودة في البرديات المصرية القديمة ، والتغيرات التي طرأت على هذه الرسوم .

  1. إلقاء الضوء على الأساليب المستخدمة في الرسوم الموجودة في البرديات المصرية القديمة .

فروض البحث :-

يفترض الباحث عدة فروض في شکل تساؤلات على النحو التالي :-

  1. هل يوجد تطور في الأساليب المستخدمة في الرسوم الموجودة في البرديات المصرية القديمة ؟
  2. هل يمکن الاستلهام من تلک الرسوم الشکل المميز لطبيعتنا الفنية المعاصرة ؟
  3. حدود زمانية :-

حدود البحث:-

يتتبع البحث أسس وعناصر التصميم في البرديات المصرية القديمة ، ومراحل تطورها في الفترة من بداية عهد الأسرات ، وحتى نهاية الحضارة المصرية القديمة من سنة
(3200 ق . م حتى 322 ق .م) .

  1. حدود مکانية :-

يتناول البحث أسس وعناصر التصميم في البرديات المصرية القديمة .

منهج البحث :-

يعتمد الباحث في تحققه من صحة الفروض المطروحة باستخدامة للمنهج التاريخي ، والتحليلي ، والو صفى ؛ لدراسة جوانب المشکلة بالقدر الذي يسهم في استجلائها .

الإطار النظري للدراسة

أسس وعناصر التصميم المستخدمة في  الرسوم المصرية القديمة

أولاً:-أسس التصميم .

1- التبايـن.             2- الإيقاع.            3- التکرار.

4- التوازن.             5- التماثل.            6- الحرکة.

ثانيا:-عناصــر التصميم.

1- النقطـة.                 2- الخــط .                3- الفراغ.                   4- اللـون

الشکل أو المظهر العام وقيمته تحدده الصفات التي تتوافر له في تجميع عناصر تکوينه من خطوط ومساحات وفراغات ، وتناسب في الوحدات والتأثيرات اللونية . وهو يرتبط بمدى تآلف هذه الصفات وانسجامها وتوافقها معاً ، وملاءمتها للأرضيات والفنان يعمل جاهداً على تحقيق جمال الشکل العام في إنتاجه ، ويحاول دائماً أن يصل إلى الإجادة في کل أعماله ؛ ويتطلب ذلک مهارة وقدرة فنية خاصة .

وقد حقق الفنان المصري القديم جمال الشکل العام للصورة([2]) . بأساليب کثيرة سوف نتحدث عنها فيما يلي :-

أولا :  أسس التصميم .

  1. التباين :-

التباين هو الجمع بين طرفي النقيض ، فالطبيعة والحياة تجمعان بين الشيء وضده  فلا غنى عنه في العمل الفني،فيعاون إلى جذب الانتباه وکذلک الرغبة في التنويع المانع للملل البصري([3]) فقد برع الفنان المصري القديم في استخدامه للتباين بين المظلم والمضيء أو الفاتح والقاتم، وذلک يرجع إلى عدم استخدامه بکثرة لدرجات الظل والنور حتى لا يساعد ذلک على التعبير بالعمق أو الإحساس بالمنظور. (شکل رقم 1) حيث نشاهد في الصورة التباين بين الأبيض والأسود في الکتان الأبيض الذي ترقد عليه مومياء (آني) ، وبين رأسه . وکذلک بين شعر زوجته الأسود ، وبين باقي جسم المومياء . وکذلک بين الألوان الفاتحة ، والألوان القاتمة في الصورة . وبين المحور الأفقي الممثل في المومياء ،  والمحور الرأسي الممثل في زوجته .

  1. الإيقاع:-

الإيقاع هو تنظيم للفواصل الموجودة بين وحدات العمل الفني ، وقد يکون هذا التنظيم لفواصل بين الحجوم ، أو الألوان ، أو لترتيب درجاتها ، أو لتنظيم  الاتجاهات بين عناصر العمل الفني ([4]) ،وقد تمکن الفنان المصري القديم أن يعبر تعبيراً صحيحاً عن الإيقاع "(انظر شکل رقم2) " ، فيظهر الإيقاع في المساحات المختلفة الأحجام ؛ وذلک بتکرار اللون الأزرق ، حيث نشاهده من اليسار في منظر السماء في تکرار وتردد مصفوفات النجوم ، وفى الماء الذي يحمل قارب " رع " ، وکذلک في علامة الحياة " عنخ " .

  1. التکرار:-

أساليب التکرار کثيرة تجمع بين العديد من النظم الزخرفية، في التکوينات التي تضم أکثر من وحدتين ، أو تزيد عن مجموعتين من الوحدات ، بشرط التشابه التام بينها ، ولقد کان للفنان المصري القديم باع طويل في إبداع وتخطيط العديد من هذه التکرارات، بما خلفه من نقوشات عديدة متنوعة على جدران وسقوف المعابد والمقابر وعلى أوراق البردي وغيرها([5])

وسوف نتحدث عن أهم أنواع وأوضاع التکرارات في البرديات المصرية القديمة .

1- أنواع التکرارات :

أ-التکرار العادي : وفيه تتجاور وحدات الزخرفة ، أو عناصرها في وضع واحد ثابت ( انظر شکل رقم3 ) أعلى الصورة نشاهد تسلسل تکراري لليوريات (*)في الجهة اليمنى واليسرى للصورة ، وقد لُوِّنت جميعها بلون واحد ، وبُعد واحد ، وکذلک نشاهد تکراراً للخطوط الهندسية على يمين ويسار الصورة ؛ وهى لربط الأشکال بعضها البعض ، فيحدث نوعاً من تکرار الوحدة في الصورة .

ب-التکرار العکسي : وفيه تتجاور وحداته  الزخرفية في أوضاع مغايرة ، إلى أسفل وأعلى ، يمين وشمال ، في تقابل أو تضاد (انظر شکل رقم 4) حيث نشاهد في المرکز التابوت الذي يحمل مومياء " آني " وبجانبها يقف الإله " أنوبيس " يبسط يديه على الجسمان . وعلى الجانبين نلاحظ التکرار العکسي لحرکة " إيزيس " ونفتيس " ، وکذلک في الجزء العلوي الخارجي على الجانبين ، وکذلک نشاهد التکرار العکسي في الرکنين السفليين الخارجين للإله الأوشابتى (**) .وهذا النوع من التکرار يکسر حدة رتابة العناصر التکرارية ذات الشکل الواحد ، والنظم الواحدة ؛ نظراً لاختلاف أشکال الرسوم والنصوص المصاحبة .

ج-التکرار المتناوب : وفيه تتغير الوحدات الزخرفية أو العناصر مع بعضها البعض رأسياً ، أو أفقياً ، أو مائلا، أو بأي أسلوب تکراري ،  فيتيح للفنان تغير الألوان أو الأشکال ([6]) (انظر شکل رقم 5) " حيث نشاهد التکرار المتناوب في أشکال وأوضاع " آني " المختلفة ، وقد قسم الفنان الصورة إلى عدة مستطيلات رُسم في کل مستطيل شکل مختلف " لآني" .

  1. التوازن :

 ومعنى التوازن تعادل قوى الدفع من کتل ، وحجوم ، ومساحات ، وألوان ، وخطوط في التصميم . بحيث لا يطغى بعضها على بعض ، أو يزداد الثقل في جانب عنه في الجانب الآخر ؛ فيؤدى إلى إفساد الرؤية البصرية ، أو عدم الاستمتاع بالعمل الفني .

(انظر شکل رقم6) فقد نجح الفنان في تحقيق التوازن في الصورة ؛ وذلک عن طريق رسم موازين " رع " في وضع معتدل قائم ، متخذاً محوراً رأسياً ومتقاطع مع خط الأرضية ، ممثلاً المحور الأفقي، محققا الاتزان الجمالي . وکذلک يتوافر التوازن في الصورة عن طريق توزيع الألوان ، فنشاهده في توزيع اللون الأسود في الميزان ، وفي اللون الأبيض في أشکال الآلهة ، وفي توزيع الکتابات المصاحبة للصورة ، وفي الفراغات حول أشکال الآلهة .

  1. التماثل:-

التماثل في العمل الفني هو الحالة التي فيها يتماثل نصفاه العلوي ، والسفلى ، أو يتماثل جانبيه الأيمن والأيسر ، أو يکون العمل الفني مکوناً من وحدات متماثلة .([7])

أ-التماثل النصفي : ويشمل التکوينات التي يُکمل نصفها الآخر ، في اتجاه متقابل ( انظر شکل رقم7)  حيث نلاحظ التماثل النصفي في حرکة الذراع الأيمن والأيسر" لآني " . وکذلک نلاحظ التماثل في حجم نبات اللوتس والبردي على يمين ويسار الصورة، وفي مائدة القرابين حيث نصفها الأيمن يماثل نصفها الأيسر من خلال المحاور الرأسية ، وفي الشخصيتين ، وکذلک في أزهار اللوتس والبردي المصاحبة .

ب: التماثل الکلى : وفيه يکتمل التشکيل من تکوينين متشابهين في اتجاه متقابل أو مضاد (انظر شکل 8) حيث نرى التماثل في يمين الصورة في أشکال الآلهة الثلاثة من أبناء " حورس " في جلستهم ، وفي يسار الصورة في وضع وحرکة " آني " وزوجته ، وهو يبتهل
إلى الآلهة .

  1. الحرکــة :-

إن عنصر الحرکة يتحقق من خلال عملية التشکيل ذاتها ، ويقصد بها المهارة في خلق حرکة تبين علاقات واتجاهات ، أو خطوط أو مساحات تشکيل وتصميم العمل الفني ، ويقصد بالحرکة في الفنون التشکيلية حرکة العين في تتبع وحدات التصميم . ([8]) (انظر شکل رقم 9) حيث نشاهد تنوع الحرکات في الصورة من أقصى اليمن إلى أقصى اليسار و تنوع في الأوضاع بين الجلوس والوقوف وسرعة الحرکة . حيث تتحرک عين المشاهد في الصورة دون ملل لمتابعة الحرکات المختلفة مما جعل الصورة تنطق بالحرکة والحيوية .

ثانياً-عناصر التصميم المستخدمة في الرسوم الموجودة في البرديات : -

إن التصميم الجيد يحتوى على مجموعة من العناصر المکونة له ، ترتبط مع بعضها البعض في تآلف جميل لتُبرز التصميم ، ويعتمد التصميم على عدة عناصر سوف نتحدث عن أهمها في الفن المصري القديم فيما يلي :-

1-النقطة .              2-الخط .                      3-الفراغ .                    4-اللون.

وسنبدأ بدراسة هذه العناصر للتعرف على أهميتها . وبعض تنظيماتها  في البرديات
المصرية القديمة .

1-النقطة :-

تعريفها هندسياً : النقطة الهندسية هي وضع مجرد من الطول والعرض والارتفاع ، أي أنها ليست لها أبعاد هندسية ، ويمکن تخيُلها وتعيينها  على الرسم بتقابل خطين أو قوسين ، وکلما کانت النقطة دقيقة کانت أقرب إلى النقطة الهندسية ([9])  ( انظر شکل رقم 10 ) حيث نشاهد في الصورة من ناحية اليمين استخدام الفنان للنقطة في ملابس الکاهنان (جلد نمر)حيث نلاحظ تنوع أحجامها .

2-الخــط:-

يُعرف الخط هندسياً بأنه الأثر الناتج من تحرک نقطة أو تلاصق نقاط مع بعضها . والخط البسيط لا يعدو أن يکون سلسلة من النقاط المتلاصقة يُحدد بعداً واتجاهاً ([10]) .

ويُعد الخط في الزخارف المصرية القديمة من أقدم الوحدات . وربما کان الخط المنکسر أکثر ما ألفه المصريون القدماء ، وأقدم ما اتخذوا من الوحدات الزخرفية ([11]) .

فقد استطاع الفنان المصري القديم أن يطوعها لفهمه التام لأبعاد التکوين وعلاقاته وعلاقات العناصر المصورة ، واستطاع أن يجعل منها عنصراً له خطورته التشکيلية في التکوين فأصبحت لها وظيفتان الأولى ککتابة ، والثانية کقيمة شکلية ذات طابع جمالى يرتبط بالعناصر الأخرى المصورة ، سواء کانت إنسانية ، أو حيوانية ، أو جمادية ([12]) ،ويمکن تقسيم الخطوط السائدة في الرسم والتصوير في الفن المصري القديم إلى نوعين أساسيين : -

1-خطوط مستقيمة.                                   2-خطوط غير مستقيمة "المنحنيات"

ويندرج تحت کل نوع من هذين النوعين مجموعة من الخطوط لکل منها طبيعة مرئية معينة وسمات جوهرية متميزة ، کما أن لکل منها دلالاته الفنية وقيمه التشکيلية .

الخطوط المستقيمة : -

للخط المستقيم في العمل الفني إحساس صارم صريح وقوى ، ولکنه غير مريح من ناحية " الإدراک الحسي " ؛ إذا کان طويلاً أکثر من اللازم ، خاصة إذا کان رأسياً ؛ ذلک لأنه ليس بالخط الذي تستريح العين له عند إدراکه ؛ لأن له طابع جاف جامد ، وقد تجنبه المصريون القدماء ، فأدخلوا المنحنيات في خطوطهم .([13])

أ-الخط الأفقي :-

تعمل الخطوط الأفقية کأرضية أو قاعدة لکل ما هو فوقها ؛ ولذلک فإنه ينبغي أن نرى خطاً أفقياً ترتکز عليه الراسيات ، فالخطوط المستقيمة الأفقية توحي بالثبات والهدوء ( انظر شکل رقم 11)  حيث قُسمت الصورة إلى عدة مستطيلات رُسم في کل مستطيل شکل مختلف ، وقد استخدمت الخطوط الأفقية في الصورة کأرضية أو قاعدة لکل مستطيل ؛ لتجديد الرؤية من خلال التجوال بين عناصر ومفردات العمل الفني وکسر حدة الرتابة والملل لمزيد من الاستمتاع .

ب-الخط الرأسي :

ترمز الخطوط الرأسية إلى القوى النامية ، وفى تلاقى الخطوط الرأسية والأفقية إقامة للتوازن بين قوى ذات اتجاهات متعارضة (انظر شکل رقم 12) فنشاهد في جسم المومياء تعامد الخط الرأسي مع الخط الأفقي مکوناً هيکل التابوت ، وکذلک نشاهد الخط الرأسي في أرجل الأريکة التي ترقد عليها المومياء ، وفى محابر الکتابة الخاصة للکاتب " آني" أسفل الأريکة ، وکذلک نشاهد تعامد الخط الرأسي في القائم الأيمن والأيسر للناووس مع الخط الأفقي للأرضية ، ([14]) .

خطوط غير مستقيمة " المنحنيات " :-

وهى الخطوط التي لا تأخذ في مسارها اتجاهاً ثابتاً وتؤدى هذه الخطوط دورها في بناء العمل الفني بجانب الخطوط المستقيمة ، ومن أمثلتها ما يلي : -

أ-الخط المنحنى :-

استخدم الخط المنحنى في أعمال المصريين القدماء الزخرفية في بداية الأسرة  الثامنة عشرة ، وکانت الزخارف فيما قبل الأسرة الثامنة عشرة تکراراً للزخارف القديمة ، مأخوذة کما هي لزخرفة المعابد والمقابر حتى جاء عصر الأسرة الثامنة عشرة ، والتي جددت من الروح الفنية الشيء الکثير فأدخلت إلى الزخرفة المصرية الخطوط المنحنية ، أو الموجبات على أشکالها المختلفة .([15])  واُستخدمت الدائرة في الزخارف کرمز للبداية واللانهاية .

ب-الخط المقوس :-

القوس من الناحية الهندسية عبارة عن خط منحنى ، ويطلق الاسم بصفة خاصة على جزء من محيط دائرة . وتوحي الخطوط المقوسة بالليونة والرشاقة . ( انظر شکل رقم 13) حيث نلاحظ الخط المقوس المنحنى في الجزء الأعلى من جسم الإله " تحوت " وفي ملابس الکاتب " آني " وزوجته في الزخارف الموجودة حول الرقبة .

ج-الخط الحلزوني :-

الزخرفة الحلزونية تأتى بعد اللوتس في الأهمية في فن الزخرفة المصرية القديمة ، وقد أوجد المصريون القدماء منها نماذج کثيرة العدد ، متفرعة الأشکال ، اُستخدمت في أجزاء کثيرة من زخارفهم ، وقد استخدم في الفن المصري القديم  فوق باطن الجعران کزخرف يملأ المساحة المحدودة البيضاوية التي يأخذها شکل باطن الجعران ، أو بصورة التکرار المستمر والمتشعب فيما يملأ السقوف أو غيرها من الزخارف .

3-الفراغ:-

الفراغ في العمل الفني هو عکس الکتلة ، أو کما يحلو لبعض الفنانين والنقاد أن يسموه الکتلة العکسية . وطبيعي أن يعنى الفراغ ذلک الفضاء الذي نشاهده . خلف الأشکال أو بينها ، وقد يُسمى البعض هذا الفراغ " بالخلفية " أو "Back ground  " وقد يسميه البعض " الجو " الذي يعيش فيه العمل الفني .([16])

وفي الفن المصري القديم نجد الاهتمام بالفراغ له نفس الاهتمام بالشکل ، ونشعر أن الفراغ له شأنه ومحسوب بدقة وله نسبه وعلاقاته فقد نجح الفنان المصري القديم في استغلال الفراغات الواقعة بين الأشکال وذلک بوضع "کتابات " توضح وتبين الصور(انظر شکل رقم 14) نلاحظ أن الفنان استطاع أن يعبر عن حرکتين مختلفتين وذلک باستغلال إطار الصورة ، فنشاهد في أعلى الصورة من اليسار " آني "، ويبدو متقدماً نحو الأمام وساعد على ذلک الفراغ الموجود أمام " آني " .أما في أسفل الصورة فقد ترتب على وضع " آني " بالقرب من الجانب الأيمن للإطار دون فراغ أمامه- أن أثار إحساساً بثبات حرکة " آني " ووقوفه ، ذلک بالرغم من خطوط "آني " هي نفسها الموجودة في الصورة من أعلى في الحالة الأولى .

4-اللون:-

يعتبر اللون من عناصر التشکيل أو التکوين الأساسية ودراسة اللون من الناحية النظرية تساعد الفنان على ازدياد حساسيته لاختيار الألوان المناسبة لتکويناته وتصميماته. ([17])

فقد برع الفنان المصري القديم في استخدامه للون ودرجاته وشدته، "مقدار زهاوتة" و عرف الفنان المصري القديم الألوان المتناسقة التي يوجد بينها تآلف وتجانس ، أو التي ترتبط فيما بينها برباط أو لون مشترک، فاستخدم اللون الأصفر بجاب اللون البرتقالي أو اللون الأحمر والبني في تلوين أوجه الرجال ، و برع الفنان المصري القديم في توازن الألوان في الصورة .

 

نتائج البحث

يمکن تلخيص نتائج البحث في :

  1. أثبتت الدراسة بأن الفنان المصري القديم کان على دراية کبيرة بالأسس والعناصر المستخدمة في الرسوم المصرية القديمة.
  2. اثبت الدراسة وجود تطور في الأسس والعناصر المستخدمة في الرسوم المصرية القديمة.

3. اثبت الدراسة بان أسس وعناصر التصميم في الرسوم المصرية القديمة لها أثرها الواضح علي  أسس عناصر التصميم في العصر الحديث من حيث التکوين والحس الفني .

توصيات البحث :

  1. ضرورة الاستفادة من خصائص الفن المصري القديم ، والاهتمام بالرسوم الموجودة في البرديات المصرية القديمة .
  2. ـ يمکن الاستلهام من تلک الرسوم الشکل المميز لطبيعتنا المصرية والفنية المعاصرة .
  3. مزيد من الدراسة والأبحاث للاستفادة من القيم الفنية لأسس وعناصر التصميم في الرسوم المصرية القديمة.

 

 



([1])  وليم هـ . بيک : فن الرسم عند قدماء المصريين ، ترجمة مختار السويفى ، مراجعة د . أحمد قدري ، الدار المصرية اللبنانية ، 1987 ،  ص33: 41 .

([2])حسن علي حمودة: فن الزخرفة ،مطابع روز اليوسف ،القاهرة ،الطبعة التاسعة ،1983،ص 100 .

([3])عبد الفتاح رياض: التکوين في الفنون التشکيلية ، دار النهضة العربية ، الطبعة الثالثة ، القاهرة 1995،ص 165 .

([4] )  د. فتح الباب عبد الحليم ، د. أحمد حافظ  : التصميم في الفن التشکيلي ، الناشر عالم الکتب ،  مطبعة سجلالعرب  ، 1984 ، ص 82 .

([5] )  حسن على حمودة :  مرجع سابق ، ص 70.

(* )  اليوريات : الحيات جمع حيه وهى أنثى الثعبان.

(*) الاوشابتى : أي المجيب ، وظل هذه الإله على مدار الحضارة الفرعونية .

([6] ) حامد جاد محمد ، جورجيت إيليا فانوس ، محمد عبد الفتاح : الزخارف ، مراجعة د. مصطفى عبد الرحيم،     مطابع الأهرام التجارية ، قليوب ، 1999 ، ص328 .

([7] ) عبد الفتاح رياض : مرجع سبق ذکره ، ص 170 .

([8] ) د. عمر صلاح الدين النجدي ، سامي رزق بشاي ، حامد جاد محمد : التذوق الفني ، مراجعة د. قدري محمد أحمد ، مطبعة الهلال ، القاهرة ، 1998 ، ص 48.

([9] ) حامد جاد محمد ، وآخرون : مرجع سبق ذکره ، ص 69 .

([10] )  عبد الفتاح رياض : مرجع سبق ذکره ، ص 114 .

([11] ) أحمد يوسف ، يوسف خفاجي : فن الزخرفة المصرية القديمة ،مکتبة مد بولي ،القاهرة،بدون تاريخ ، ص100 .

([12] ) السيد صالح القماش : سمات التصويرالجداري في مقابر بني حسن ،رسالة ماجستير منشورة ،کلية الفنون الجميلة،جامعة حلوان ،1987 ، ص247 ، 248 .

([13] ) د. عمر صلاح الدين النجدي ، وآخرون : مرجع سبق ذکره ، ص26.

([14] ) عبد الفتاح رياض : مرجع سبق ذکره ، ص125 : 129 .

([15] ) احمد يوسف ، يوسف خفاجي : مرجع سبق ذکره ، ص108 .

([16] ) د.عمر صلاح الدين النجدي ،وآخرون : مرجع سبق ذکره ، ص54 .

([17] ) د . عبد الرحمن النشار ،د.ثرياعبدالرسول ,وآخرون :التربية الفنية،مطابع الأهرام التجارية،قليوب ،1997 ، ص35.

المراجــــــع :
1 ـ أحمد يوسف ، يوسف خفاجي : فن الزخرفة المصرية القديمة ،مکتبة مد بولي ،القاهرة،بدون تاريخ  
2 ـ السيد صالح القماش : سمات التصوير الجداري في مقابر بني حسن ،رسالة ماجستير منشورة ،کلية الفنون الجميلة،جامعة حلوان ،1987.
3 ـ حامد جاد محمد ، جورجيت إيليا فانوس ، محمد عبد الفتاح : الزخارف ، مراجعة د. مصطفى عبد الرحيم، مطابع الأهرام التجارية ، قليوب ، 1999 .
4 ـ حسن علي حمودة: فن الزخرفة ،مطابع روز اليوسف ،القاهرة ،الطبعة التاسعة،1983، .
5 ـ فتح الباب عبد الحليم ، د. أحمد حافظ  : التصميم في الفن التشکيلي ، الناشر عالم الکتب ،  مطبعة سجل العرب  ، 1984.
6 ـ عبد الفتاح رياض: التکوين في الفنون التشکيلية ، دار النهضة العربية ، الطبعة الثالثة ، القاهرة 1995، .
7 ـ عمر صلاح الدين النجدي ، سامي رزق بشاي ، حامد جاد محمد : التذوق الفني ، مراجعة د. قدري محمد أحمد ، مطبعة الهلال ، القاهرة ، 1998.
8 ـ وليم هـ . بيک : فن الرسم عند قدماء المصريين ، ترجمة مختار السويفى ، مراجعة د . أحمد قدري ، الدار المصرية اللبنانية ، 1987  .