دور فن النحت في تحقيق الهوية للعمارة المصرية المعاصرة

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 معيد بقسم النحت والتشکيل المعماري والترميم کلية الفنون التطبيقية- جامعة دمياط

2 أستاذ العمارة بکلية الهندسة جامعة المنصورة قسم الهندسة المعمارية

3 أستاذ مساعد بکلية الفنون التطبيقية جامعة دمياط قسم النحت والتشکيل المعماري والترميم

المستخلص

الملخص:
لقد عرف الإنسان منذ البداية العلاقة بين فني النحت والعمارة، فکان التشکيل يلازم العمارة منذ اللحظات الأولى لبدء عملية التصميم حتى النهاية، ولذلک تعد العمارة من الأعمال الإبداعية في المقام الأول باعتبارها "أم الفنون" ويذکر أنها الحاوي لباقي الفنون الجميلة، وبالتالي الذاتية النابعة من آليات المصمم الغير منفصلة عن مجتمعه وبيئته تعد دليلا للهويه وتأکيداً لها، وتوضح الدراسة العلاقة التکاملية بين فني النحت والعمارة في العصر المصري القديم، وکيف حققا معاً هوية مصرية خالصة، ومدى انعکاس ذلک على العمارة المصرية المعاصرة ودور فن النحت فيها.

الموضوعات الرئيسية


المقدمة:

يعتبر الفن أعظم عناصر الحضارة المصرية وتعتبر العمارة بالتالي أعظم عناصر هذا الفن على الإطلاق. فعلى مر العصور تطورت العمارة المصرية تبعا لما طرأ من تغيرات سياسيه وجغرافيه ومناخية، حيث تطور الفن المعماري ليناسب ويلائم جميع الرغبات والاحتياجات لدى المصرى في کل النواحى الدينية والدنيوية، وبذلک کانت العمارة فى کل الأزمنة تعبر عن الخلفية الحضارية للفنون بکل أنواعها.

فقد کانت العلاقه بين فنى النحت والعمارة فى الفن المصرى القديم علاقة تکاملية، فلم يکن فن النحت مکمل للعمارة بل کان کلا منهما أساس للآخر، حيث اعتنى المصرى القديم بإيجاد التوافق المطلوب، فجاءت أعماله الفنية متفقة مع أجزاء العمارة حيث اتسمت بالقوة والثبات، فلم يعتمد على الحرکة فى المجسمات النحتية المکملة للعمارة، فکانت المجسمات النحتية تستخدم لإتمام العمل المعمارى ليظهر بالصورة التى عليها من قوة کامنة تغنيه عن القوة الحرکية.

هذا وينطلق البحث من دراسة العلاقة بين فنى النحت والعمارة فى العصر المصرى القديم، ومدى تأثر کلاً منهما بالآخر، ومدى انعکاس ذلک على العمارة المصرية المعاصرة، وتتحدد محاور الدراسة فى التالى:

أولاً: (العمارة والنحت بين التأثير والتأثر فى الفن المصرى القديم ) وذلک من خلال التعرض لما يلى:

  • ·   العوامل المؤثرة على العمارة المصرية القديمة.
  • ·   أسس التشکيل المعمارى.
  • ·   ارتباط فن النحت بالطرز المعمارية.

ثانياً: (دراسة تحليلية لتجارب تحقيق الهوية فى العمارة من خلال فن النحت) وذلک من خلال التعرض لما يلى:

  • ·    تجارب تحقيق الهوية فى العمارة المصرية المعاصرة.
  • ·    تجارب تحقيق الهوية المصرية فى العمارة العالمية.

مشکلة البحث:

تترکز مشکلة البحث في السؤال التالي:

  • ·   ما هي الکيفية التي تمکن من التوصل إلى حلول تصميمية مشترکة بين فني النحت والعمارة للحصول على عمارة نحتية ذات هوية مصرية؟

فروض البحث:

تفترض الباحثة ما يلي:

  • ·   أن هناک علاقة إيجابيه بين تطور تطبيقات فن النحت وتأثر فن العمارة بذلک التطور.
  • ·    من خلال المزج بين فني النحت والعمارة يمکن التوصل إلى حلول تصميمية مشترکه بينهما لصياغة شخصية معمارية مصرية متکاملة.

أهداف البحث:

  • ·   وصف للعمارة المصرية المتأثرة بفن النحت قديماً.
  • ·   دراسة تفسيرية وتحليلية لحالة الهوية للعمارة المصرية المعاصرة ودور فن النحت فيها.

أهمية البحث:

  • ·   إثبات دور فن النحت في الارتقاء بالذوق الجمالي المعماري.
  • ·   تفعيل دور المصمم النحات في العمل المعماري المعاصر.
  • · إعادة الانتباه لرؤية مدى الترابط بين فني النحت والعمارة ومدى تطور هذه العلاقة والاستفادة منها لاستعاده الهوية المصرية في العمل المعماري المعاصر.

أولا: العمارة والنحت بين التأثير والتأثر فى الفن المصرى القديم :

ظهر الإحساس بالکتلة النحتية فى العمارة المصرية القديمة، وانعکس هذا الإحساس- بطبيعة الحال- على الأعمال النحتية والمعمارية، وقد استلهم الفنان المصرى القديم من الطبيعة المحيطة ما يمکنه من إنجاز الأعمال العظيمة ذات الطابع الخاص، وهذه الطبيعة أوحت المصرى
بفکرة الخلود.

العوامل المؤثرة على العمارة المصرية القديمة:

قد انفردت العمارة المصرية بطراز خاص بها وهو طراز نابع من عدة عوامل مشترکة متفاعلة وتتلخص هذه العوامل فى:

1.                  عوامل جغرافية:

أدت البيئة الصحراوية والشمس المشمسة إلى بساطة التشکيل والاهتمام بالفراغ وقلة الفتحات، حيث تحولت الحوائط إلى سجلات تاريخية، وکان لخصائص المواد الطبيعية أثر کبير على المفردات المعمارية والنحتية والتشکيل.([1])

2.                  عوامل دينية:

لعب الدين دوراً کبيراً فى حياة المصرى القديم لما فرضه من حياة البعث والخلود حيث احتم بتشييد المعابد والمقابر والتي اعتبرها البيوت الخالدة فضلا عن القصور والمساکن حيث استخدم فيها الطوب اللبن، فطغت العمارة الدينية والجنائزية على العمارة الدنيوية.([2]) 

3.                  عوامل اقتصادية:

قد مرت مصر بعصور رخاء وقوة وأيضاً فترات اضمحلال وانعکس ذلک على طبيعة حياة المصريين وأيضاً ظهر التأثر على جميع أنواع الفنون فى هذه الفترات، ونظراً للتفاوت المادى والتدرج الهرمى بين طبقات المجتمع.  فوضح ذلک فى العمارة فاعتمد الجمال فى المبانى الملکية على الفخامة والعظمة وتميزت المبانى بالقوة والهيبة بينما اعتمد الجمال فى المبانى الشعبية على البساطة والأداء الوظيفى وإحساس المشارکة.

4.                  عوامل اجتماعية: 

تدرج الهرم الاجتماعى من حيث الملک يليه الکهنه يليه کبار الموظفين ثم عامه الشعب، وظهر هذا التدرج أيضاً فى المسکن. وکانت الحرف اليدوية مزدهرة کالنسيج والخزف وصناعة الأثاث والمجوهرات وغيرها من الحرف، وکان لذلک أکبر الأثر فى حياة المصريين.([3])

أسس التشکيل المعمارى

1. المقياس:

کان يغلب على مبانى العمارة الفرعونية نوعين من المقياس على حسب نمطها الوظيفى أولهما المقياس التعاظمى أو التذکارى، وکان غالب على المبانى الدينية والجنائزية من معابد ومقابر وخصوصاً الملکية منها وکذلک على القصور الملکية وکان الغرض منه إعطاء الإحساس بالفخامة والعظمة للکتلة المعمارية لإضفاء روح الرهبة والخشوع على رواد هذه المبانى، وثانيهما هو المقياس الإنسانى وکان الغالب على المبانى السکنية لمختلف طبقات الشعب وهو المتناسب مع حجم الإنسان.([4])

2. الإيقاع:

  کان إيقاع التشکيلات المعمارية لواجهات أغلب المبانى يتبع النظام المتتابع أو التکرارى المتماثل والذى ينتج من تتابع عناصر متشابهة أو متطابقة على سطح مستقيم، ونراه محققاً فى العمارة الفرعونية من خلال تتابع الشرفات وأعمدة الأروقة وتتابع الدخلات على جدران الواجهات، وقد غلبت الخطوط الرأسية على التعبير المعمارى فى أغلب أنماط المبانى وذلک نتيجة لانعکاس الفکر الدينى المصرى على المعمار من خلال التوجه إلى السماء للاتصال بالآلهة، وقد ظهر ذلک فى رأسية خطوط الواجهات وتشکيلاتها کاستطالة النوافذ والدخلات والمداخل فى الاتجاه الرأسى، وظهرت أيضاً فى ارتفاع المصاطب ومن ثم الأهرامات، وظهرت أيضاً فى المسلات.([5])

3. النسب:

نجد أن النسب المميزة للعمارة الفرعونية هى قلة نسب الفتحات بالنسبة للمسطحات المصمتة، وذلک للدواعى المناخية والاجتماعية، أما بالنسبة لنسب تشکيل الکتل فقد اعتمدت بشکل أساسى على قانون النسب الذهبية الذى أستخدم فى أغلب الکتل المعمارية فمثلاً النسبة بين ارتفاع الأهرامات وطول قاعدتها، نجد أنها اتبعت النسب الذهبية.([6])

ارتباط النحت المجسم بالعمارة:

أ-العمارة الدنيوية:

کان للعقيدة الدينية تأثيرها الکبير على العمارة المصرية فإيمان المصري بحياة ما بعد الموت حياه أبدية خالدة جعله يشيد منشآت الحياة الأولى المؤقتة من مادة لا تقاوم عوامل الزمن کالطوب اللبن لأنه سيعيش فيها لفترة مؤقتة؛ ولهذا يلاحظ أن ما تبقى من منشآت دنيوية قليلا جدًا إذا ما قورنت بالمنشآت الدينية التي شيدها المصري القديم من الحجر لتکون لها صفة الدوام.

 

شکل (1) نموذج لبيت مصرى قديم (بيت نب آتون )، الأسرة 19([7])

ب-العمارة الدينية:

المعابد الدينية:

فکانت المعابد الفرعونية عبارة عن کتله تعتمد على ظهور ذاتها فى الفراغ، وتتميز سطوحها بأنها مليئة بالزخارف والحروف الهيلوغريفية الملونة والتماثيل الملتصقة بالجدران لتؤکد الرسوخ والاستقرار، ومن أهم العقائد الدينية للفنان المصرى وجود حياه أخرى بعد الموت وخلود الروح فقد قام بحفظ جثث الموتى داخل العمائر الدينية والجنائزية التى تحتوى على کثير من التماثيل فلم يکن يخلو معبد مصرى من صور وتماثيل.([8])

فتعتبر التماثيل الموجودة فى المعابد جزء لا يتجزأ عنها، فکان العمل يتم عن طريق منظومة بين النحاتين والمعماريين والبنائين، فضلا عن ان التماثيل الملتصقة فى جدران المعابد کان الاهتمام الأکبر بالجانب الأمامى منها، مما يؤکد ويعمق الصلة بينها وبين العمارة.([9])

ومن أفضل المعابد المنحوتة فى باطن الجبل "معبد ابو سمبل العظيم"، والذى نحته رمسيس الثانى فى جبل مرتفع من الحجر الرملى فى الشاطئ الغربى جنوب أسوان، وهذا المعبد له مدخل منحوت فى الصخر تحرسه تماثيل أربعه للملک، وقد نحتت واجهه المعبد فى الصخر فى شکل صرح يعلوه الکورنيش المصرى ، ويغور المعبد فى الصخر حتى قدس الأقداس، وعند بابه بهو عظيم، وهو يقوم مقام الفناء فى المعابد المشيدة، ويتوسطه صفان من الأعمدة المنحوتة فى الصخر، ويتخلل بهو الأعمدة أربعة أعمدة فى صفين عن يمين ويسار المحور الرئيسى للمعبد([10])، مما يظهر بوضوح الارتباط القوى بين فنى النحت والعمارة.

 

صورة (1) معبد أبى سمبل المنحوت فى الجبل، قام بتشييده الملک رمسيس الثانى، وتظهر بالواجهة أربعه تماثيل جالسه للملک، الأسرة الثامنة عشر –  الدولة الحديثة([11])

 

المعالجات النحتية فى المعابد المصرية القديمة

  • ·    الکورنيش:

الطنف أو الکورنيش المصرى.. هو الإفريز الذى يعلو جدران الأبنية الحجرية فى هيئة ربع دائرة مقعرة يزداد بروزها وميلها إلى الخارج کلما اقتربت من الحافة العليا للطنف، ويحلى الجزى المنحنى بما يسمى سعف النخيل، وهو يتوج المبانى فوق الخيرزانة، وقد استخدم الطنف فى إخفاء حواف ألواح السقف الحجرية.([12])

  • ·    الأعمده:

إن الأعمدة المصرية تعتبر أهم عنصر معمارى يمکن لنا أن نتابع تطوره من خلال التطويرات التى طرأت على العمارة المصرية، وقد کان من الطبيعى ان تکون الأعمدة هى العنصر الذى يعتريه التغيير من عصر إلى عصر، بل من معبد إلى آخر ويرجع ذلک إلى وجودها فى منشآت يغلب عليها طراز معمارى يتميز بالسقوف المسطحة والجدران التى لا تتخللها النوافذ، کما کانت الأعمدة الدعامة الأساسية التي تقوم عليها المميزات المغطاة، علاوة على أنها تکون حدود المکان داخل المبنى مما جعلها تبرز على أنها أهم عنصر من عناصر العمارة.([13])

وتتلخص طرز الأعمدة المصرية فى:

1. الأعمدة المربعة      2.  الأعمدة المستديرة      3. الأعمدة ذات القنوات

4. العمود الحتحورى     5. الأعمدة النخيلية.      6. الأعمدة اللوتسية  

7. أعمدة البردى      8. الأعمدة المرکبة

  • ·    المسلات:

المسلاتمنالمعالمالرئيسيةالمميزةللنحتالمصريوقداعتمدتفي صناعتهاعلى تقنياتمعماريةعالية، فهى قطعة معمارية نحتية مرسومة وملونة قطعت من الجبل ونقلت لمئات الکيلومترات، حيث أنها کتله واحدة ضخمة نسبياً ومربعة المقطع و يصل ارتفاعها حوالى 30م وتنتهى بهرم صغير وجوانبه مسلوبة بخفة لأعلى واستخدم النحت الغائر على أسطحها.([14])

 

صورة (2) مسلة الملکة حتشبسوت الموجودة حالياً بمعبد الکرنک([15])

الأقصر- الأسرة الثامنة عشر – الدولة الحديثة

ت-العمارة الجنائزية

  • ·    المقابر:

تطور فن تشييد المقابر فى عهد الدولة القديمة، حيث توصل المصريون إلى بناء المصطبة وهى عبارة عن مقابر الأمراء وکبار رجال الدولة التى بنيت من الحجر، حيث تتکون المصطبة من جزأين إحداهم تحت سطح الأرض منحوتة فى الصخر يمکن الوصول إليها بواسطة بئر رأسى أو نقق منحدر يميل إلى حجرة الدفن بها تابوت، والجزء العلوى يحتوى على حجرة بها باب وهمى فى الحجرة الغربية. ([16])

کانت المقابر تحتوى على  حجرة السرداب يوضع فيها تمثال صاحب المصطبة، وکانت توضع فى مکان أمين بعيدا عن أيدى السارقين، ولم يعثر فى السراديب على نحت بارز أو غائر، فاقتصرت وظيفتها على أن تکون مأوى حصيناً للتماثيل.([17])

 

شکل (2) منظور لمبانى المجموعة الملکية للملک زوسر فى سقارة ([18])

ث-المعابد الجنائزية:

شيد ملوک الدولة الوسطى معابد للآلهة المختلفة فى الأقاليم، وتعتبر المعابد الجنائزية تطور لطراز معبد القرابين الذى کان موجوداً بمبان المصاطب أو الأهرامات، وذلک لأن المعبد الجنائزى فى أصله تقليداً جنائزياً قديماً، يقضى بتقديم القربان فى أقرب مکان للقبر.([19])

     ومن أشهر المعابد الجنائزية التى عثر عليها من ذلک العصر معبد " منتوحتب" بالدير البحرى ويتميز بمسطحين فوق بعضهما البعض يعلوهما بناء هرمى ومعبد " أمنمحت الثالث" الجنائزى فى هوارة، وتعتبر مقابر النبلاء الصخرية فى الجبل الذى بالوادى الضيق فى الجنوب من أحسن ما أنتجه الفنان وبخاصة مقابر "بنى حسن".([20])

ارتباط النحت الجدارى بالعمارة

  • ·   المعابد الدينية:

زينت جدران معابد الدولة الحديثة عادة نقوش بارزة تصور مواضيع مختلفة. فعلى الجدار الخارجى وبالصحن المکشوف المخصص للشعب قصص انتصارات الملوک ومکاسبهم التجارية والحربية لتخليد ذکراهم. أما فى الجزء الخاص بالکهنة، فتوجد به المواضيع الدينية التى تصور الاحتفالات والطقوس الدينية التى يقوم بها الکهنة. ولعل أهم ما سجل على جدران معبد الدير البحرى، فنرى نقوشاً تصور البعثات التجارية التى أرسلتها الملکة إلى البلاد المجاورة، حيث سجلت هذه النقوش فترة الازدهار التجارى فى هذه الفترة. ([21])

 

صورة (3) الملک تحتمس الثالث منتصراً على أعدائه الأسويين،
نقش وجد على جدار الصرح الذى أقامه فى الکرنک ([22])

 

  • ·   المقابر:

کانت نقوش المقابر فى بداية الأمر قليله محدودة، تکاد تقتصر على تمثيل طعام الميت وشرابه، ولا تشغل غير مساحة ضئيلة، ولکنها أصبحت تتنوع وتتعدد بازدياد ثراء الأفراد وکثرة غرف المقبرة، حتى غدت تطغى فى کثير من المقابر سطوحاً شاسعة من الجدران وتصور أکثر نواحى نشاط المصريين. وکانت فى بداية الأمر تقتصر على جدران الجزء المبنى فوق سطح الأرض من المقبرة، ولکنها فى الأسرة السادسة وجدت سبيلها إلى جدران غرفة الدفن.([23])

 

صورة (4) نقوش مقبرة حسى رع (2)

ثانياً: دراسة تحليلية لتجارب تحقيق الهوية فى العمارة من خلال فن النحت:

تجارب تحقيق الهوية فى العمارة المصرية المعاصرة:

  • ·   مبنى المحکمة الدستورية العليا

موقع المبنى:

تقع المحکمة بضاحية المعادى وتطل على کورنيش النيل بجوار مستشفى القوات المسلحة.

مصصم المبنى:

المعماريان: أحمد ميتو، وأحمد عليوة.

وصف المبنى:

يبدو المبنى لأول وهلة کأحد المبانى الفرعونية، ويبدو أن المصمم کان هدفه الأول تحقيق الطابع برؤيته الخاصة بطرف النظر عن الوظائف الداخلية.

المبنى مکون من أربعة أدوار متکررة إلى جانب البدروم والدور الأرضى بمسطح إجمالى حوالى 20000م2، ويشمل المبنى قاعة الجلسات وقاعة المؤتمرات وقاعة کبرى للاحتفالات وصالونات لکبار الزوار وقاعات أخرى للمکاتب، ويحتوى المبنى على ثلاث واجهات اثنتان منهما متشابهتان وهما الواجهتان الجانبيتان، بينما تختلف عنهما الواجهة الرئيسية والواجهة الرابعة غير مصممة حيث أنها ملاصقة لجدار تحت الإنشاء.

نجد هنا أن السمة الفرعونية هى فکرة موفقة حيث أن أبنية المحاکم تتطلب قدر کبير من تحقيق الرهبة وسيطرة المبنى على المترددين وهى نفس سمات العمارة الفرعونية، وحاول المصمم استخدام أو اقتباس الطراز الفرعونى فى تصميم الواجهات عن طريق استخدامه الکثير من المفردات الفرعونية. 

أسباب اختيار المبنى:

 تم اختيار هذا المبنى لأسباب عديدة، وهى لأنه من الأبنية التى أثارت الجدل واختلفت الآراء حولها مابين المتخصصين وغير المتخصصين، فقدم لنا المبنى صورة واضحة فى جميع واجهاته نموذجاً لمحاکاة العمارة الفرعونية، من حيث استخدام عناصر ومفردات العمارة الفرعونية، لذلک فکان هذا المبنى محل اهتمام للدراسة لنرى هل تحققت فيه الهوية المصرية؟ ما دور فن النحت فى تحقيق الهوية المعمارية المصرية؟ هل کان هذا الدور سطحى أم جذرى؟....

الأسلوب المعمارى المستخدم:

 أسلوب التلقيط "التجميع"، عن طريق استخدام مفردات الموروث المعمارى المنتمى للحضارة المصرية الفرعونية.

تحليل المبنى:

أولاً: عناصر التکوين الرئيسية

1. الواجهات:

نجد أن المبنى اتخذ فى تکوينه العام العلاقة بين جزء من اسطوانة رأسية وبين متوازى مستطيلات يرتفع عن الجزى الدائرى بمقار طابق واحد، وهذا التکوين الکتلى أشبه بالعمارة الکلاسيکية والتکوينات الحديثة عن العمارة الفرعونية، لأن العمارة الفرعونية اتسمت بالخطوط المستقيمة فکتل مبانيها کانت اقرب من الشکل المکعب.

  • ·  الواجهة الرئيسية:

ظهرت فيها الأعمدة ذات التيجان التى تمثل زهرة البردى المفتوحة والمقفولة بکامل الواجهة وقد استخدمت لها خلفية زجاجية يتوجها کورنيش يشبه الکورنيش المصرى ولکن بخطوط بسيطة دون أى تجاويف وتم ترکيب تلک الأعمدة على صف آخر من الأعمدة ذات تاج زهرة البردى المقفولة ولکن بارتفاع صغير.

ولکن هذه الأعمدة الضخمة ووضعها أمام النوافذ خلق نوعاً من التشتيت، واستخدم مدخل مشابه للمداخل الفرعونية عن طريق استخدام الخطوط الصريحة المستقيمة.

 

صورة (5)  الواجهة الرئيسية

 

شکل (3) رسم توضيحى للوجهة الأمامية ([24])

  • ·  الواجهة الجانبية:

   ظهرت بعض العناصر الفرعونية، وذلک عن طريق وجود أعمدة ذات طراز فرعونى واضح وبنسب أصغر من الأعمدة التى تعلوها فى الأدوار المتکررة، ويتخلل هذه الأعمدة بعض الفتحات الطولية، بالإضافة إلى استخدام بعض العناصر الزخرفية الغير مشابهة لمفردات العمارة الفرعونية، وتم تجميعها مع استخدام نسب غريبة لبعض تلک المفردات والارتفاعات المختلفة التى لا تحمل أى هدف أو ترتيب معين، کما انها أضعفت تشکيل المبنى بشکل عام.

 

صورة (6) الواجهة الجانبية

 

شکل (4) رسم توضيحى للوجهة الجانبية الشمالية ([25])

2. الکتله الخارجية للمبنى:

نجد أن حوائط المبنى أخذت حوائطها محاکاة تامة لحوائط المعابد المصرية القديمة، حيث أنها کانت تبنى بسمک کبير من أسفل وتتدرج إلى الأقل کلما ارتفعنا، وعند کلاً من الجانبين الأمامين تم وضع عامودين بکامل ارتفاع المبنى، وهو عامود على شکل زهرة البردى المقفلة، وکانت قواعد الأعمدة على الطراز المصرى القديم ولکنها کانت غريبة على المستوى التشکيلى، أما بالنسبة لاتصال الکتلة بالأرض نجد أن هناک اتصال قوى للحوائط المائلة حتى الأرض.

 

صورة (7) توضح ضخامة المقياس المستخدم

ثانيا: عناصر التشکيل المعمارى

1.  الکرانيش:

تنوعت نهايات المبنى فيما بين نوعين، الأول ذات الطابع المصرى القديم ويأخذ الشکل المميز لأبنية العمارة المصرية القديمة، والنوع الثانى يأخذ نفس الشکل القديم ولکن مع زيادة نسبه بشکل کبير، عن طريق استخدام الخرسانة والکمرات المفرغة.

 

صورة (8) شکل آخر للکورنيش بمبنى المحکمة

2.  الوحدات الزخرفية:

جاءت الزخارف والتى تعلو المدخل، على شکل مسطح فى الکورنيش من النحت البارز يمثل قرص الشمس المجنح الذى استخدم العبارة المصرية القديمة لحماية مداخل المعابد.

 

صورة (9) نموذج من الزخارف المستخدمة ( قرص الشمس المجنح)

3.  الأعمدة:

جاءت الأعمدة على طراز الأعمدة المصرية القديمة، واستخدم عمود البردى بنوعيه، فاستخدم فى الواجهة الرتيسة صفين من أعمدة البردى ذات تيجان زهرة البردى المفتوحة، أما الأعمدة المستخدمة عند جانبية المبنى فاستخدم أعمدة البردى ذات تيجان زهرة البردى المغلقة.

 

صورة (10) تاج زهرة البردى المفتوحة

 نتيجة تحليل المبنى:

نجد هنا اتجاه المعمارى فى تصميم هذا المبنى نحو العمارة الفرعونية محاولاً تحقيق الهوية المصرية من خلالها، فقام بمحاکاة المعابد المصرية القديمة فى تصميمها. عن طريق الضخامة والملمس واللون واستخدام مفردات وعناصر العمارة الفرعونية والفکر التشکيلى لها.

ولکن المتأمل الجيد للمبنى يجد أنه بالغ فى ضخامة النسب، وفى حجم الکتلة، والفراغات الداخلية کان التصميم شبه متماثل بالنسبة للمحاور، وزينت الواجهة باعداد کثيرة من الأعمدة الفرعونية التى تعلوها الکرانيش والزخارف المصرية القديمة. ولکن السؤال هنا هل تحققت الهوية المصرية بشکل جذرى؟ مادور فن النحت فيها؟....

يرى البعض أن مبنى المحکمة الدستورية العليا هو صرح حضارى ومن أهم معالم العمارة المصرية المعاصرة، ويرى البعض انه قد أصاب تحقيق الهدف فى بعض أجزائه الا انه بعيد عن جوهر العمارة المصرية القديمة وظهر لو کان کرنفال لعرض الإکسسوارات الفرعونية.

ولکنى أرى ان محاولة تحقيق الهوية فى العمارة المصرية لن تحقق عن طريق محاکاة الموروث المعمارى المصرى فقط واستخدام کل مفرداته کما هى، ولن تحقق الهوية المصرية فى العمارة المعاصرة دون المعاصرة فى الفکر والتصميم، فلابد من اتخاذ الموروث المعمارى المصرى کمرجع ومصدر اساسى ولکن بفکر معاصر يتناسب مع المعمارة العالمية المعاصرة وهذا ينطبق على کثير من المبانى الذى استخدم فيها مفردات العمارة الفرعونية بشکل ساذج وسطحى، فلابد من استخدام الرمز والتجريد.

واقتصر دور فن النحت هنا على استخدام العناصر والمفردات الفرعونية، فى حيت انه صار أساس الفکر التشکيلى فى العمارة العالمية، لذلک لابد من مواکبة ذلک وتحقيقه فى العمارة المصرية بفکر مصرى معاصر، فالموروث المعمارى المصرى کان الأساس فى الاتحاد القوى بين فنى النحت والعمارة.

تجارب تحقيق الهوية المصرية فى العمارة العالمية

  • ·   مبنى فندق الاقصر

موقع المبنى:

يقع الفندق بمدينة لاس فيجاس، الولايات المتحدة الأمريکية.

مصمم المبنى:

المعمارى فيلدون سيميسون.

وصف المبنى:

يتکون الفندق من ثلاثين طابقا مکسو من الخارج بالبلور الأسود على شکل هرم تم تصميمه على الطراز الفرعونى ممزوجا بالتکنولوجيا المعاصرة، اذ يحتوى على متحف فرعونى وبه نموذجا طبق الأصل لمقبرة توت عنخ أمون کما يحتوى عل مطاعم تقدم الأکلات المصرية وکازينو ويحتوى على 4400 غرفة تشمل 442 جناح فندقي صممت ديکوراتها على الطراز الشرقى القديم لتعطى الشکل الفرعونى به عشر طوابق حوائطها زجاجية يستطيع زوار الفندق التمتع من خلالها برؤية تمثال أبو الهول ليتخيل إليهم أنهم عادوا بالتاريخ إلى تلک الحقبة من الزمن الفرعونى، والجدير بالذکر أن فندق الأقصر يعتبر ثاني أکبر فندق في لاس فيجاس وثامن أکبر فندق في العالم ويحتوي علي أربع حمامات سباحه وصاله أفراح و29 محل تجاري، ولقد تم افتتاح الفندق في سنه 1992م .

الطراز المعمارى المستخدم:

محاکاة العمارة المصرية القديمة.

أسباب اختيار المبنى:

تم اختيار المبنى موضعاً للدراسة حيث أنه يمثل نموذجاً لمحاکاة العمارة المصرية القديمة فى العمارة العالمية، مما يوضح ويؤکد على عظمة الهوية المصرية التى لم يعد يدرک المصريين قيمتها، فيوضح المبنى محاولات لتقليد المفردات الفرعونية والامتزاج بين فنى النحت والعمارة الذى کان أساس فکر العمارة المصرية القديمة.

تحليل المبنى:

أولاً: عناصر التکوين الرئيسية

1.       الواجهات:

جاء المبنى على شکل هرم ضخم يحرسه تمثال أبو الهول ، استخدم هنا الطراز الفرعونى لأن الغرض من المبنى جعله مزاراً سياحياً محاولين تقليد الحاضرة المصرية القديمة کعنصراً لجذب السياحة، فاستخدم المصمم هنا مفردات العمارة الفرعونية بشکل واضح وصريح شکلاً ومضموناً من حيث التکوين الهرمى وتمثال أبو الهول وطريق الکباش والمسلة والتماثيل الفرعونية، بل ومن الداخل أيضاً استخدم الطراز الفرعونى.

 

صورة (11) توضح الواجهة الرئيسية للمبنى([26])

2.       الکتلة الخارجية للمبنى:

نجد المبنى هنا ذو کتلة ضخمة، فتدرجت الکتل المکونة للمبنى من بين الشکل الهرمى والبنائين بجوار الکتلة الهرمية وتدرجت مجموعة من الأهرامات صغيرة الحجم أمامهم، فجاءت الکتلة الخارجية للمبنى متدرجة ومتنوعة فى تدرج ارتفاعاتها وحجومها.

 

صورة (12) توضح تدرج الکتل الخارجية ([27])

ثانياً: عناصر التشکيل المعمارى

1. التکوين الهرمى:

يعتبر الشکل الهرمى من أبرز عناصر العمارة الفرعونية، واستخدم هنا ککتلة ضخمة رئيسية فى مبنى الفندق،  مغطى بالکامل بمسطحات من الزجاج، وتم تزويد قمة الهرم بأضواء شعاعية ذات قوة فائقة تصل إلى قوة 22 بليون شمعة وترتفع الى عنان السماء فتمتد إلى طبقات الجو العليا فيستطيع الزائرين للاس فيجاس التعرف على موقع الفندق.

 

صورة (13) توضح الکتلة الهرمية ([28])


2. المسلة:

فالمسلة عبارة عن قائم رأسى منحوت من کتلة حجرية، جاءت مشابهة تماماً للمسلة الفرعونية ومنقوش عليها نصوص هيلوغريفية، وکانت المسلة فى العصر المصرى القديم تستخدم لغرض دينى وکأنها إصبع العقيدة التى ترمز لوحدانية الإله فهى رمزاً مصرياً مقدساً، ولکن استخدامها هنا جاء لغرض جمالى، ومنقوش على أعلها اسم الفندق.

 

صورة (14) توضح المسلة الموجودة أمام مبنى الفندق ([29])

3. العناصر النحتية:

  وضح وتميز دور فن النحت هنا کما کان الحال فى العمارة المصرية القديمة الغنية بالمنحوتات، فاستخدم تمثال ضخم لأبوالهول أمامه تمثال صغير، ثم صفى من التماثيل ليمثل طريق الکباش الذى يتقدمه تمثالين فرعونين وکأنهما تماثيل للآلهة، فالمظهر العام يوحى وکأنه معبد فرعونى.

 

 

صورة (15) توضح التمثال الصغير الموجود بين قدمى تمثال أبو الهول([30])

 

صورة (16) توضح طريق الکباش وفى نهايته تماثلين([31])

آليات التشکيل

1. التناسب:

اختفى التناسب فى المبانى فجاء عبارة عن مجموعة من المفردات المصرية القديمة الملصقة بجوار بعضها، وکأن المصمم أراد استخدام کل مفردات الطراز الفرعونى للتأکيد عليه فى جميع عناصر البناء، وأيضاً البنائين الموجودين بجوار المبنى الهرمى ظهر ارتکازهما على مجموعة من الأعمدة ولکن يظهر تقل الکتلة عن الأعمدة المرتکزة عليها، ولکن ظهر الاتزان فى تکرار التدرج السلمى على جانبى کلاً منهما.

 

صورة (17) الاتزان فى التدرج على جانبى المبنى، عدم التناسب فى حجوم الأعمدة المرتکز عليها البناء([32])

2. الإيقاع:

ظهر الإيقاع واضحاً فى التکرار، من حيث صفى التماثيل فى المدخل ثم تماثلى لآلهة من المصريين القدماء، ثم الإيقاع فى التدرج السلمى من الأقل إلى الأعلى على المبانى الخارجية، حيث أنها جعلت من المبنى محوراً للصعود.


3. المقياس:

استخدم المقياس الضخم المميز للعمارة الفرعونية وذلک لنقل الإحساس بالهيبة والشموخ الملازم لمظهر العمارة الفرعونية وخاصة مع الارتفاعات الکبيرة للکتلة الهرمية وما حولها من مبانى، وأکد ضخامة المقاس استخدام تمثال أبو الهول بمقياس ضخم أمام الکتلة الهرمية، وأيضاً النسب الضخمة فى المسلة و العناصر النحتية المستخدمة.

 

صورة (18) توضح ضخامة المقياس([33])

4. اللون والملمس:

نجد أن اللون المستخدم فى العناصر النحتية قريب جداً من لون الأعمال المصرية القديمة، حيث أنه أخذ لون مماثل وقريب للون الحجر، وکذلک الألوان المستخدمة فى وجه تمثال أبو الهول قريبة من الألوان المصرية القديمة، أما عن الملمس فجاءت المسلة غنية بملمسها من حيث النقوش الفرعونية الغائرة الموجود عليه.

 

صورة (19) توضح التقارب من الألوان المصرية القديمة([34])

نتيجة تحليل المبنى:

ظهرت المحاکاة للعمارة المصرية القديمة فى هذا المبنى، من حيث المفردات الفرعونية المستخدمة وضخامة الکتلة، وأيضاً من الداخل صمم على الطراز المصرى القديم، وأيضاً صفوف الأعمدة المستخدمة أسفل المبانى وطريق الکباش والتماثيل الفرعونية، فالناظر للبناء يشعر وکأنه بداخل معبد مصرى قديم.

وبالرغم من أن هذه التجربة بهرت العامة، ويعتبر هذا الفندق من أشهر الفنادق العالمية، فيظهر لدى البعض وکأنه کتلة معمارية مدهشة ظهرت فيها العمارة الفرعونية وتبلورت الهوية المصرية، إلا انه استخدم المفردات الفرعونية کما هى بطريقة ساذجة دون أى إضافة أو تطوير، فأراد المصمم هنا أن يجعل من الفندق مزاراً سياحياً يضاهى الحضارة المصرية القديمة.

فقد فرضت الهوية المصرية نفسها وحاول الکثيرون محاکاة العمارة المصرية القديمة، إلا انه لا شيء يضاهيها، فعلى الرغم من أنها محاوله لتقليد ماقام به قدماء المصريين إلا أنها جاءت بطريقة واهية، فنقل المفردات کما هى، وکما ذکرت سابقاً لعل السبب فى ذلک غرض المحاکاة والتقليد لجعل الفندق مزاراً سياحياً.

النتائج:

1. يمکن القول أن النحت والعمارة فى الحضارة الفرعونية هما وجهان لشىء واحد، فلا يمکن الاستغناء عن النحت  والنحت البارز الملون، حيث أنها تعتبر جزءاً من جدران المعابد.

2. لم يکن فن النحت عنصر تکميلى فى الحضارة المصرية القديمة بل کان المبنى ينحت،حيث کان العمل يتم فى منظومة متکاملة بين المعمارى والنحات وکل منهما يترابط مع الآخر لتکوين العمل المعمارى.

3.  اما عن الهوية فى العمارة المصرية المعاصرة فقد ضاعت بين محاولة التأصيل والتغريب.

4.  حاول البعض تحقيق الهوية فى العمارة المصرية المعاصرة أما عن طريق استخدام مفرداتها بشکل صريح ومباشر، أو بشکل رمزى.

5. يجب أن يکون تحقيق الهوية فى العمارة المصرية المعاصرة عن طريق تحقيق التکامل بين فنى النحت والعمارة عن طريق استخدام مفردات التراث بشکل رمزى ومبتکر ، کما هو الحال فى العمارة العالمية فأصبح المبنى عبارة عن کتلة نحتية عن طريق منظومة متکاملة بين المهندس المعمارى والمدنى والنحات.

6.  يجب اخذ ما يفيد العمارة المصرية من الغرب حتى لا يحدث تلوث بصرى معمارى وتستطيع العمارة المصرية أن تستعيد هويتها مرة أخرى.

 



([1]) علاء محمد شمس الدين العيشى، القيم الجمالية في عمارة التراث بمصر، رسالة دکتوراه، کلية الهندسة ، جامعة المنصورة، 2006.

([2]) شحاتة أحمد عبد الرحيم، العلاقة التکاملية بين فن النحت والعمارة في الحضارة ا لمصرية القديمة، رسالة ماجستير، کلية الفنون الجميلة، جامعة حلوان، 1994.

([3]) عزت زکي حامد قادوس، تاريخ عام الفنون ، دار المعرفة الجامعية، الإسکندرية، 1984.

([4]) هشام أحمد السيد هلال، أهمية الطابع المعماري ودوره في التعبير عن الهوية المکانية والزمنية للبيئة، رسالة ماجستير، کلية الفنون الجميلة، جامعة حلوان، 2011.

([5]) حسام الدين مصطفى، دراسة تحليلية مقارنة للثوابت والمتغيرات في العمارة الفرعونية والعمارة الإسلامية بمصر، رسالة دکتوراة ، کلية الهندسة، جامعة عين شمس، 2005.

([6]) هشام أحمد السيد هلال، أهمية الطابع المعماري ودوره في التعبير عن الهوية المکانية والزمنية للبيئة، رسالة ماجستير، کلية الفنون الجميلة، جامعة حلوان، 2011.

([7]) ياسر محمد السيد، تأثير تجارب محاکاة التراث المعماري على دور العمارة في المجتمع المصري، کلية الفنون الجميلة، جامعة حلوان، 2006.

([8]) علي رأفت ، الإبداع الفني في العمارة، مرکز أبحاث کونسلت، الطبعة الأولى، 1997.

([9]) مروة أبو الفتوح محمد، التشکيل النحتي والعمارة، رسالة ماجستير، کلية الفنون الجميلة، جامعة الإسکندرية، 2007.

([10]) شحاتة أحمد عبد الرحيم، العلاقة التکاملية بين فن النحت والعمارة في الحضارة المصرية القديمة، رسالة ماجستير، کلية الفنون الجميلة، جامعة حلوان، 1994.

([11]) Heri stierlin, Anne Stierlin, The pharaohs master-building, TERRAil, 1995, paper back.

([12]) ياسر محمد السيد، تأثير تجارب محاکاة التراث المعماري على دور العمارة في المجتمع المصري، کلية الفنون الجميلة، جامعة حلوان، 2006.

([13]) شحاتة أحمد عبد الرحيم، العلاقة التکاملية بين فن النحت والعمارة في الحضارة المصرية القديمة، رسالة ماجستير، کلية الفنون الجميلة، جامعة حلوان، 1994.

([14]) مروة أبو الفتوح محمد، التشکيل النحتي والعمارة، رسالة ماجستير، کلية الفنون الجميلة، جامعة الإسکندرية، 2007.

([15]) Regine Schulz, Mattias Seide, Egypt: The world of pharaohs, American Map Corporation, 2008.

([16]) مروة أبو الفتوح محمد، التشکيل النحتي والعمارة، رسالة ماجستير، کلية الفنون الجميلة، جامعة الإسکندرية، 2007.

([17]) محمد أنور شکري، الفن المصري القديم، الهيئة المصرية العامة للکتاب، 1998.

([19]) صالح لمعي مصطفى؛ عمارة الحضارات القديمة، بيروت ، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، 1983.

([20]) عبد العزيز أحمد جودة، دارسات في تاريخ الفنون، 2002م.

([21]) عبد العزيز أحمد جودة، دارسات في تاريخ الفنون، 2002م.

([22]) Regine Schulz, Mattias Seide, Egypt: The world of pharaohs, American Map Corporation, 2008.

([23]) محمد عبد الفتاح، الفن المصري القديم عبر العصور، دار الوفاء لدينا الطباعة والنشر، 2008.

(2) Regine Schulz, Mattias Seide, Egypt: The world of pharaohs, American Map Corporation, 2008.

([24]) ياسر محمد السيد، تأثير تجارب محاکاة التراث المعماري على دور العمارة في المجتمع المصري، کلية الفنون الجميلة، جامعة حلوان، 2006.

([25]) ياسر محمد السيد، تأثير تجارب محاکاة التراث المعماري على دور العمارة في المجتمع المصري، کلية الفنون الجميلة، جامعة حلوان، 2006.

([26]) http://earth-arch.blogspot.com/2012/385.html.

([27]) http://earth-arch.blogspot.com/2012/385.html.

([28]) http://earth-arch.blogspot.com/2012/385.html.

([29]) http://earth-arch.blogspot.com/2012/385.html.

([30]) http://earth-arch.blogspot.com/2012/385.html.

([31]) http://earth-arch.blogspot.com/2012/385.html.

([32]) http://earth-arch.blogspot.com/2012/385.html.

([33]) http://earth-arch.blogspot.com/2012/385.html.

([34]) http://earth-arch.blogspot.com/2012/385.html.

المراجع:
1.حسام الدين مصطفى، دراسة تحليلية مقارنة للثوابت والمتغيرات فى العمارة الفرعونية والعمارة الإسلامية بمصر، رسالة دکتوراه، کلية الهندسة، جامعة عين شمس، 2005.
2.شحاتة أحمد عبد الرحيم، العلاقة التکاملية بين فن النحت والعمارة فى الحضارة المصرية القديمة، رسالة ماجستير، کلية الفنون الجميلة، جامعة حلوان، 1994.
3.     صالح مصطفى لمعى، عمارة الحضارات القديمة، بيروت، دار النهضة العربية للطباعة والنشر، 1983.
4.     عبد العزيز أحمد جودة، دراسات فى تاريخ الفنون، 2002.
5.     عزت زکى حامد قادوس، تاريخ عام الفنون، دار المعرفة الجامعية، الاسکندرية، 1984.
6.     علاء محمد شمس الدين العيشى، القيم الجمالية فى عمارة التراث بمصر، رسالة دکتوراه، کلية الهندسة، جامعة المنصورة، 2006.
7.     على رأفت، الإبداع الفنى فى العمارة، مرکز أبحاث انترکونسلت، الطبعة الأولى، 1997.
8.     محمد أنور شکرى، الفن المصرى القديم، الهيئة المصرية العامة للکتاب، 1998.
9.     محمد عبد الفتاح، الفن المصرى القديم عبر العصور، دار الوفاء لدنيا الطباعة والنشر، 2008.
10.  مروة أبو الفتوح محمد، التشکيل النحتى والعمارة، رسالة ماجستير، کلية الفنون الجميلة، جامعة الإسکندرية، 2007.
11.هشام أحمد السيد هلال، أهمية الطابع المعمارى ودوره فى التعبير عن الهوية المکانية والزمنية للبيئة، رسالة ماجستير، کلية الفنون الجميلة، جامعة حلوان، 2011.
12.  ياسر محمد السيد، تأثير تجارب محاکاة التراث المعمارى على دور العمارة فى المجتمع المصرى، کلية الفنون الجميلة، جامعة حلوان، 2006.
13.Henri Stierlin, Anne Stierlin, The Pharaohs master – building, TERRAIL, 1995, paper back.
14.Regine schulz, Matthias seide, Egypt: the world of pharaohs, American Map Corporation, 2008.
المواقع الالکترونية: