دراسة جماليات الفن المصري القديم لإضفاء الطابع القومي علي التصوير الجداري

نوع المستند : مقالات علمیة محکمة

المؤلفون

1 المدرس المساعد بقسم الزخرفة بکلية الفنون التطبيقية بدمياط جامعة المنصورة

2 أستاذ أسس التصميم کلية الفنون التطبيقية - جامعة المنصورة

3 الأستاذ بقسم الزخرفة کلية الفنون التطبيقية - جامعة حلوان

4 رئيس قسم التربية الفنية کلية التربية النوعية - جامعة المنصورة

5 مدرس التصميم کلية التربية النوعية - جامعة المنصورة

المستخلص

الملخص
بدأت الباحثة بمقدمة عن أهمية الفن في حياة المصري القديم ، حيث لعب الفن دوراً هاماً في حياة المصري القديم ، فقد استطاع التعبير عن نفسه وأفکاره وبيئته ومعتقداته وعاداته من خلال الفن وخاصة التصوير الجداري ، لذا ينبغي التأکيد علي الهوية المصرية المعاصرة في الأعمال الجدارية ، وأن تتضمن الأعمال الجدارية الواقع الفعلي للحياة الاجتماعية المعاصرة واستخدام التقنيات الحديثة والمعالجات التي من شأنها أن تضمن له البقاء لمدة أطول ليکون شاهداً علي العصر ، ثم تناولت مشکلة البحث وأهميته وأهدافه وتساؤلاته وفروضه .
وقد اشتمل البحث على دراسة أهم سمات التصوير الجداري في الفن المصري القديم، حيث تميز بالتحديد ، والتنوع والتلقائية ،والمبالغة والتسطيح والشفافية .وهو ما يتفق مع الکثير من خصائص الطفل. مبينة ذلک بعرض بعض الأشکال عن الفن المصري القديم ، ثم تناولت العلاقة بين التصوير الجداري ومنشآت الطفل وتنمية الوعي الجمالي لدي الطفل وتطوير منشآته من خلال الاستفادة من جداريات الفن المصري القديم ، وتناولت أيضا دور التصميم في التصوير الجداري ، ومراعاة جوانب التصوير الجداري في وضع التصميم .
وختمت الباحثة البحث بالنتائج والتوصيات المقترحة والمراجع  .

الموضوعات الرئيسية


مقدمة :

أثبت الفنان المصري القديم جدارته في التعبير عما يحيط به من مظاهر الحياةوموضوعاتها الکثيرة التي عاش فيها وتأثر بها وأثر فيها ويبدو ذلک واضحامما سجله من هذه الموضوعات واللوحات على الصخور وعلى سطوح الأوانيواللوحات التذکارية وانطلق الفنان يسجل صورا متعددة لما أحبه وما عاش فيهمن مظاهر بيئته .

التصوير الجداري المصري له من العمق والتعميم , فلا يشکله فنان واحد , ولا جيل واحد , ولا تحدده مرحلة أو توضحه أيديولوجيا .  بل هو "التصوير الجداري " تيار يتشکل من الحضور والغياب , ومن الکتابة والمحو , من التجربة الفردية والجماعية . ويستمد هويته من البني المعرفية التي تأسست في مصر منذ الفن المصري القديم حتى اليوم .

يجب أن تکون للجدارية المصرية روح مختلفة في تلک السماوات الأصيلة الممتدة إلي آلاف السنين بامتداد معابدها وتماثيلها البدائية , وخطوطها وکتابتها الهيروغليفية , وأثارها الفرعونية  وألوانها الساطعة وکنائسها القبطية , ومساجدها وقصورها الإسلامية . 

مشکلة البحث :

أصبحت العمارة الخارجية من أهم المقومات التي يمکن من خلالها أن يتم تقييم الحضارات الحديثة ،فالطابع الذي يميز  دولة عن أخرى هو ذلک المکون الفني الکامن في التصميم الزخرفي لهيئة المنشآت المتعددة التي  من بينها منشآت الطفل .

ونتيجة لغياب الطابع الجمالي وتشتت هوية الثقافة الجمالية وعدم الربط بين الشکل والوظيفة التي من أجلها تم تصميم المبنى ، کانت الحاجة إلى انتشار منشآت الطفل کأداة لتحقيق الانتماء للأرض وتربية التذوق الجمالي و الإبداعي للطفل عماد المستقبل .

 والبحث الحالي يطرح عدة تساؤلات کالتالي:

  • ·   ما الدور الفلسفي للفن المصري القديم في إثراء الجانب الجمالي لمنشآت الطفل؟
  • ·   ما مدى إمکانية الاستفادة من الفن المصري في التصميم الزخرفي لمنشآت الطفل ؟

 أهمية البحث :

ترجع أهمية البحث إلى أنه يساعد على : ـ

  • · إيجاد مفاهيم محلية في التعامل مع التصميم الزخرفي لبيئة الطفل تمکننا من توفير بيئة آمنة وهادفة للطفل، وان ينشأ على أسس ومبادئ سليمة تساعده على فهم مفردات الصور التشکيلية المختلفة .
  • · استحداث منطلقات تشکيلية جديدة في التصميمات الزخرفية الجدارية لمنشآت الطفل مستوحاة من الفن المصري القديم تتواءم  واحتياجات الطفل المتعددة  .
  • ·   ابتکار طابع جمالي متميز  لهذه المنشآت والذي يميزها عن  مثيلاتها في الدول  الأخرى  .

أهداف البحث:

يهدف البحث إلى : ـ

  • ·   ابتکار طابع خاص من خلال التصميمات الزخرفية المستوحاة من الفن المصري القديم تميز منشآت الطفل .
  • ·   الوصول إلى حلول فنية مستوحاة من الفن المصري القديم في ابتکار تصميمات زخرفية منشآت الطفل .

فروض البحث : ـ

1.    يمکن الاستفادة من الفن المصري القديم بقيمه الجمالية لزخرفة حدائق الطفل  .

2.    القيم الجمالية في منشآت الطفل تؤثر بشکل إيجابي في طريقة  استخدام الطفل لها.

    وفي مصر القديمة کان فن التصوير الجداري من الفنون التي تطورت تطورا کبـيرا (شکل1), فکانت جدران وأسقف المقابر حافلة بالرسومات الجدارية منذ عصر ما قبل الأسرات وکان

الفنان المصري في العصر الحجري الحديث Neolithic  يحاول بلوغ فکرة الأشياء ومفهومها وجوهرها الباطن ,بدلا من ممارسة التجربة الفعلية النابضة بالحياة  ( [1] ).وثمة مظهر أخر نلمسه بوضوح في الفن المصري يرجع إلي هاجس الخلود "وهو جنوحه باستمرار إلي نحت وتصوير ألهته وملوکه في حالة من الشباب الدائم وکأنها بذلک تتحدي الزمن وتستعيض بخلودها الجامد في الحجر عن کل ما يقع علي الجسد البشري من تغير وتبدل بفعل مرور الأيام والسنين " ( [2]  ) واتخذت أشکال الآلهة في الديانات المصرية القديمة کثيرا من أشکال الطيور والحشرات والزواحف وکثيرا من المخلوقات الأخرى التي وصفت بها الآلهة تحمل الکثير من القيم الجمالية والفلسفية . وهکذا کان فن التصوير الجداري في مصر سباقا في خلق رموزه وإيحاءاته وتخطيه للواقع ."والفن هو في الواقع , اکتشاف وإقامة عالم جديد من أشکال , وهذه الأشکال هي عقلانية . ولکن الفن هو تحويل مستمر للشکل بفعل قوي حيوية " ( [3] )

ففي الدولة القديمة نشاهد مثلا أصيلا ممتعا في لوحةالإوزات الست (شکل2), وهي تبحث عن غذائها وقد رسمها الفنان على سطح من الطين بالجصوعلى الرغم من أسلوب الفنان غلبت علية المسحة الزخرفية إلا انه استطاع أنيبرز من الخصائص الطبيعية المميزة لطيور الإوز فيما سجله من حرکاته وهي تميل برقابها يمنة و يسرة باحثة عن طعامها .

وفي مقابر بني حسن من الدولة الوسطى نجد أمثلة فريدة أخرى من التصويرالجداري عبر فيه الفنان عن موضوعات من الحياة اليومية تتمثل في حبه للطبيعةوحرصه على تسجيل دقائقها وتفاصيلها وأمانته في هذا التسجيل وفي مقابر ديرالمدينة بالأقصر في الدولة الحديثة يستمتع الإنسان بما يشاهده من أعمالالتصوير التلقائي الجداري لموضوعات منبثقة من البيئة المصرية الصميمة حيثنجد مناظر الحقول وأشجار الدوم التي تنؤ بحملها والفلاح الذي يرتوي منالقناة في الظهيرة وأعمال الحقل والطير المستظل بفروع الأشجار وحفلاتالصيد والطرب ومناظرها إلى آخر ذلک مما يعتبر سجلا حافلا للحياة لمصريةالقديمة

من أهم سمات التصوير الجداري في الفن المصري القديم:

  • · هناک أساليب و قواعد محددة في الرسم والتکوين التزم بها الفن المصريلقرون عديدة , ومع ذلک هناک فروق طفيفة (في فنون الدولة القديمة و الوسطى والحديثة (.

 لم يخرج الفن عن هذه القواعد إلا في عصر اخناتون , والخروج إلى الطبيعة وحرية رسم الواقع.

  • · توصل المصري القديم إلي جماليات الخطوط وخاصة الانسيابي المتصل والمحيط والتي من شئنها أن تشعرنا بالانتقال السهل للعين داخل العمل لرشاقتها وحيويتها " ولقد أراد الفنان الفرعوني أن يرسم أقصي ما يستطيع في سطح محدد.ولذلک تخير اللازم والمفيد من وجهة نظره ,فاستبعد الظلال بسبب قابليتها للتغير والزوال " ( [4] )
  • · الفن المصري القديم فن تسجيلي يحاول رسم الواقع بأسلوب خاص به.يغلب على هذا الفن رمزية التعبير, فهو فن زخرفي في المقام الأول. إلا أن المصري القديم خياله کان خصباً .. تَمَثل الرموز في شتى أنواعها من کائنـاتبشــرية أو کائنات حية أخرى أو حتى في الصور الکونية الکبرى مثل الکواکب والسماءوالشمس والقمر وما إلى ذلک من رموز نسجت جميعها في تصميم واحد فزادت  خيوطه قوة  وشکّل بقوة فرادة الفکر المصري القديم .
  • · الفن المصري القديم يتميز بالنسب الجمالية الرشيقة والرقة المتناهيةفي الرسم والتنفيذ . ليس في الفن المصري القديم تجسيم أو منظور ( فيالتصوير ) ولکن هناک تجسيم خفيف الأثر في رسومات الحفر البارز والغائرالمنفذ على الحجر , ومع ذلک لا يوجد بعد ثالث ولقد نفذت الرسومات علىمستويات من الخطوط الأفقية
  • · تعارف المصري القديم علي أن الملک يرسم أکبر من عامة الشعب ومن زوجاته وأولاده . وأيضا النبلاء وغيرهم , ورسمت الأجسام غالبا من الجانب , والصدر من الأماموالجزء الأسفل من الجسم من الأمام وحتى العينين من الأمام , وذلک لإبرازخصائص الجسم .وهو ما يتفق وخاصية المبالغة في فن الطفلفي التکبير والتصغير والحذف.
  • ·  بالرغم من أن الألوان في هذا الفن صريحة, ولکنها موضوعة بشکل زخرفي , مبهج يبتعد عن التصنع . وفيه تناغم وحيوية(شکل 3 ) 

مهنة الإبحار والملاحة النهرية کانت من مظاهر الحياة المهمة في مصر القديمة، حيث کانت تُنقل على متن القواربالمصنوعة من نبات البردي الإمدادات الغذائية، والأحجار لبناء المعابد،والبضائع التجارية، وذلک عبر نهر النيل الشريان الرئيسي للبلاد. وکانتالمواکب الجنائزية لنقل مومياء فرعون إلى مکان دفنه تسير هي الأخرى عبرنهر النيل.

  • · والمتذوق للعمل الفني هنا يکتشف بناء العمل الفني الجيد يوحي بحرکة سکونية تدور في مرکز ثابت ,والإحساس بالجمال هنا ينبع من عامل التنوع ,الذي يعوض عن الملل الناتج عن سيادة التکرار والتماثل,أما البساطة فتتوازن مع الشعور بالتعقيد الناتج عن کثرة الخطوط الإشعاعية أعلي المرکب والخطوط المتعرجة في الشريط الزخرف أعلي العمل .وهو ما يتفق والتعدديةلدي الطفل في تکرار رسم بعض الأجزاء وزيادة عددهافي خلق رموزه وإيحاءاته وتخطيه للواقع .

ولأن الفن کان مرتبطا بالعمارة الدينية، فلقد اهتم الفنان بتصوير الأربابوتعظيمهم؛ من خلال تقديم الأنواع المختلفة من القرابين، وتسجيل الصلوات والأناشيد. کما صور، في نفس الوقت، الأوجه المختلفة من الحياة اليومية؛والتي قد يستمتع بها المتوفى في مقبرته ويحملها معه إلى الدار الآخرة. ولمتکن تلک المشاهد تمثل وقائع محددة أو مراحل خاصة ذات دلالة أو أهمية،وإنما کانت مشاهد تمثل أنشطة مختلفة ؛ کالزراعة والصيد والرعي واللعبوالشجار.

وفي تصويره للأشخاص، طبق الفنان المصري القديم قانون النسبالذي بقي مستخدما حتى زمن الأسرة السادسة والعشرين. وبموجب ذلک القانون،قسم الفنان السطح إلى مربعات متساوية رسم عليها الخطوط العامة للجسمالبشري. وبناء على نسب معينة بين أجزاء الجسم، قام بملء المربعات؛ إلى أنيکتمل العمل. وتبين أن تصوير المنظر الجانبي، کان منهجا نموذجيا لتمثيلجميع أجزاء الجسم؛ وإن لم يشکل التصوير الجانبي قاعدة ثابتة. وکثيرا ماتطلب إظهار التفاصيل تصوير الشکل من أمام. وکان الفنان أحيانا يجمع بينالطريقتين؛ مثلا برسم الرأس جانبيا، والکتفين من أمام، والجزء السفليجانبيا.

وخلال عصر الدولة القديمة، طور قدماء المصريين الأساليب الفنية والأشکال الزخرفية التي تواصل استخدامها لآلاف السنين.

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل1- لوحة من مقبرة سيتي الأول ثاني ملوک الأسرة الفرعونية الـ19 في وادي الملوک بالأقصر.

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل 2-لوحه -تفصيلية -إوزات ميدوم الست رسم جداري بالألوان وجد في مقبرة "ميدوم"الدولة القديمة

 

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

شکل 3- لوحة جداريه تمثل رکوب القوارب في نهر النيل من الدولة القديمة

   بدا أن ما رسمه کل طفل هو في الحقيقة المضمون الفکري والوجداني کما يظهر في مخيلة کل منهم، وهو ما يطلق عليه "منطق الإدراک الکلى".

وهذا المبدأ مطبق بوضوح في الفن المصري القديمکجزء من ثقافة الناس وممارساتهم اليومية . فإنه يشکل عنصر اتصال هام کما يشکل جزء من البيئة التي يعيش فيها الإنسان-

مفهوم التصميم :

هو خلق أشياء جميلة مبتکرة ومعبره بحيث تکون ممتعة تجلب السرور إلى النفس وتحقق الغرض الجمالي والنفعي الذي وضعت من أجله .

أو هو عملية تنظيمية لوحدات وعناصر من اختيار المصمم لتحقيق أهداف محددة تلبى احتياجات ضرورية وملحة للإنسان .

يتکون التصميم من شقين أساسيين إحداهما جمالي والأخر وظيفي ومهمته المصمم هو صهر الجمال بالوظيفة .

" وتعتمد عملية التصميم على قدرة المصمم على الابتکار لأنه يستغل ثقافته وقدرته التخيلية ومهاراته في خلق عمل يتصف بالجدة ، ولأن التصميم عمل مبتکر يؤدى إلى تحقيق الفرض أو الوظيفة التي وضع من أجلها " ([5])  

تعريف التصميم في التصوير الجداري :

   هو الخطة الکاملة لتشکيل عناصر اللوحة الجدارية من حيث ارتباطها العضوي بالعمارة لتحقيق القيم الجمالية ، لتصبح اللوحة الجدارية هي تأکيد للمساحة التي توضع عليها ، للوصول إلى الهدف من اللوحة ، وتوجد نقاط خاصة بالتصوير الجداري ويجب الأخذ بها عند وضع التصميم مثل :

1.   مستوى عين المشاهد .

2.   مقياس الرسم . 

3.   أسلوب التنفيذ .

4.   وظيفة المبنى .

وللتحکم في ذلک لابد من الرسم التخطيطي الأولي أو النماذج التجريبية للعمل الفني ، لسرعة ضبط ما يتطلبه التنفيذ بواسطة وسائط أدائية سريعة الجفاف للوصول إلى تصور مسبق لطريقة التنفيذ والخامات المستخدمة  ، أي کل التفاصيل الدقيقة تکون واضحة في الرسوم  التمهيدية .

دور المصمم

الفنتعبير عميق عما هو مخزون داخل القلوب البشرية من انفعالات وأحاسيس ذاترسالة معينة موجهة من قبل الفنان إلى الجماهير عبر العصور والأزمنة ،فالفنان يعتبر رسالته استمرارا لما سبق من رسالات يؤکدها أو يجددها لأنهيعيش من روحها ، فمن ثقافته وإدراکا ته يسجل خلال هذه الرسالة القضايا التييعيشها کالحدث أو الرؤيا .

منهذا المنطلق نرى الفن ضرورة حياتية ذات ترتيب أساسي بين الأولويات في سبيلتحقيق النضال الفکري والثقافي للشعوب المهيأة لحياة أفضل.

العلاقة بين التصوير الجداري ومنشآت الطفل

في الکثير من أعمال منشآت الطفل  في الوقت الحاضر يأتي التصوير الجداري ليقوم بدور الحلية الزخرفية فقط ,في حين يجب أن يرتفع ويسمو إلي درجة التعبير فهو فن تشکيلي يحمل التعبير بالمقام الأول وليس مجرد زخرفة . 

فهو يهدف الوصول إلي عامة المجتمع فتصبح له رسالة في غاية الأهمية نحو رفع قيمة التذوق الفني ودعم القيم الجمالية . 

وحيث إن العمارة هي المرآة التي ينعکس عليها ثقافة الشعوب ونهضتها ، وبما أن الأسطح المعمارية تختلف في نوعياتها ووظائفها کان لا بد للتصوير الجداري  أن يتلاءم أيضا مع الوظائف والطبقات الاجتماعية المختلفة ، وذلک من خلال تقنياته وأساليبه .

إن منشآت الطفل تکتمل شخصيتها بالفن والفن تعبير ومفردات لغته يجب أن تکون نماذج بيئية من نسيج مجال الطفل المحيط من الخارجوأجواؤه النافذة بمناخاته إلى الداخل في أعماق الطفل. وحتى يکون الفن تعبيرا مشارکايتحتم علي الفنون التشکيلية جميعها بفروعها المتعددة أن تکمل البناء البيئي الفني للطفل وتضيف إليه عناصر جديدة تطوره وتنميه .

لذا يجبعلى المصمم والمزخرف حين يقوم بتجميل المسطحات الجدارية للمنشآت الترفيهية والتعليمية للطفل أن يراعي طبيعة الأنشطة المختلفة للفراغات المعمارية ,و أن يقوم کل مصمم بمحاولةللتصدي للعولمة بإضفاء الطابع القومي أي الطابع المصري القديم لتأکيدتاريخنا وتراثنا

إذا کان الوعي الجمالي يرتبط بالقيمة الجمالية التي ينبثق منها شکل جميل ، ولما کان الطفل يبدأ بإدراک الأشياء من حوله من حيث اللون والشکل والصوت والحجم ، فإن وعيه بصفة عامة وعيا جماليا يحتاج إلى رعايته وتنميته . "ذلک الوعي الذي لا يقل أهمية من الوعي العلمي أو الاجتماعي أو النفسي أو البيئي , لان الوعي الجمالي يمکن أن يکون الخلفية التي تتحرک عليها زوايا الأنشطة المعرفية الأخرى للطفل, کما إنه له من المرونة أن يوظف في مجالات متعددة من الأنشطة الطفل "( [6] )  

علينا أن نعترف أن أبنائنا قد حرموا القدرة علي الاستمتاع بنفائس الفن , وإن فساد الذوق والأخلاق الذي ينسب إلي بعض الأماکن والبيئات ,قد جاء نتيجة لهذا الحرمان . وإن من واجبنا ألا ننزل جميعا إلي هذا المستوي الدارج من خلال عرض الصور والرسوم التي تفتقر إلي الأصالة والجدية في الفکرة وإلي المعاير المناسبة , ولکن الواجب هو رفع مستوي الطفل و المجتمع لکي يصبح قادرا علي خوض تجربة التذوق للفن الرفيع  .

.  وتعتبر منشآت الأطفال وسيلة هامه لتعليم وتثقيف الطفل , وتوسيع آفاقمعارفه ، ولتنمية مهاراته وإثراء خبراته ، کما أن حدائق الأطفال تمتلکمقدرة استثنائية في صياغة الاتجاهات الإيجابية لديهم ، وتزويدهم بالقيم - التي تدعوه لاحترام الإنسان والمجتمع - والمفاهيم والحقائق التي تتماشى معالعصر بطرق شائقة وأشکال مبسطة , بالإضافة إلى إمتاع الطفل وإدخال البهجةوالسرور إلى نفسه وتنمية التذوق الجمالي ،

وفي مجتمعنا المصري عدد متنوع من البيئات , کل بيئة لها طبيعة خاصة تختلف عن الأخرى , وبعادات وتقاليد مختلفة تظهر في تعامل الناس وفي الأشياء و الحاجيات التي يتداو لونها , والملابس والبيوت التي يستخدمونها , وکل ذلک ينعکس علي ثقافة الطفل وتعبيراته , علما بأن الطفولة تتميز بطابع خاص , هذا الطابع له صفة العالمية , ذلک لأن رسوم الأطفال في سائر أنحاء العالم تتشابه في خصائصها علي الرغم من اختلاف موضوعاتها .

نتائج البحث :

يمکن تلخيص النتائج فيما يلي :

  • ·    أثبتت الدراسة أن التصوير الجداري من أقدم الفنون التي عرفها الإنسان القديم .
  • ·    بينت الدور الفعال للتصوير الجداري في معرفة وقراءة التاريخ القديم .

 

التوصيات :

  • ·    ضرورة التأکيد علي الهوية المصرية المعاصرة في الأعمال الجدارية .
  • ·    أن تتناول موضوعات الأعمال الجدارية الواقع الفعلي للحياة الاجتماعية المعاصرة بمشکلاتها وحاضرها ومستقبلها .
  • ·     ضرورة الاهتمام بالتصوير الجداري واستخدام التقنيات الحديثة والمعالجات التي من شأنها أن تضمن له البقاء لمدة أطول ليکون شاهدا علي العصر .

 وتوصي الباحثة بالاهتمام بالطابع القومي للأعمال الفنية لما لها من تأثير واضح لتميزها.



1- أرنولد هاوزر : الفن والمجتمع عبر التاريخ , ت  فؤاد زکريا , الجزء الأول دار الکتاب العربي للتأليف  والنشر , 1971  , ص23.

2- بلند الحيدري :زمن لکل الأزمنة نظرات وأراء في الفن –المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت ,ط1, 1981, ص16

2-هربرت ريد :الفن الآن " ترجمة فاضل کمال الدين ,دار الثقافة والإعلام الشارقة , 2001 ص41.[3]

3-د/محسن عطية : التحليل الجمالي للفن ,عالم الکتب ,2003,ص17. [4]

1- فتح الباب عبد الحليم ، التصميم في الفن التشکيلي ، دار المعارف ، القاهرة 1974 ، ص 9

1- د/وفاء إبراهيم : الوعي الجمالي عند الطفل,الهيئة المصرية العامة للکتاب 1997,ص11.

مراجع البحث :
1-أرنولد هاوزر : الفن والمجتمع عبر التاريخ , ت  فؤاد زکريا , الجزء الأول دار الکتاب العربي للتأليف  والنشر, 1971.
2 -بلند الحيدري :زمن لکل الأزمنة نظرات وأراء في الفن –المؤسسة العربية للدراسات والنشر – بيروت ,ط1, 1981.
3 -هربرت ريد :الفن الآن " تفاضل کمال الدين ,دار الثقافة والإعلام الشارقة , 2001.
4 -د/محسن عطية : التحليل الجمالي للفن ,عالم الکتب ,2003 .
5 -د/وفاء إبراهيم : الوعي الجمالي عند الطفل,الهيئة المصرية العامة للکتاب 1997 .
6 -فتح الباب عبد الحليم ، التصميم في الفن التشکيلي ، دار المعارف ، القاهرة 1974.