فاعلية استخدام الألوان في النحت المجسم

المؤلفون

1 طالبة ماجستير بقسم التربية الفنية کلية التربية النوعية ـ جامعة المنصورة

2 أستاذ النحت المساعد ووکيل کلية رياض الأطفال لشئون خدمة المجتمع وتنمية البيئة ـ جامعة المنصورة

3 مدرس النحت بقسم التربية الفنية کلية التربية النوعية ـ جامعة المنصورة

المستخلص

ملخص البحث:
تتضح أهمية الدور الرئيسي المؤثر الذي يقوم به اللون في النحت، في أنه هو العنصر الأوحد القادر على منح الأشکال النحتية نوعاً من السيادة والتميز وسط ما يحيط بها من بيئة أو فراغ خارجي، عادة ما يکون بالضرورة له لون أو ألوان واضحة تطغي على الشکل النحتي فتعوق رؤيته لدى الناظرين، وتسلبه کل ما فيه من قوى الجذب والتأثير.
استهدفت الدراسة تحليل الأطر النظرية لفاعلية استخدام اللون النحت وتناول البحث دراسة مجموعة نقاط هامة مرتبطة بموضوع البحث وهي : التأثير السيکولوجي للون ـ الخواص الإدراکية لألوان الأعمال النحتية ، الألوان وملاءمتها للأعمال النحتية ـ علاقة اللون بالأعمال النحتية وسطوحها ـ الصفات الأساسية للون ـ الاستفادة من اللون في النحت .
وخلصت الدراسة إلى نتيجة هامة وهي: إنه يمکن للنحات استغلال خاصية القيمة البصرية للألوان في إبداع تشکيلات نحتية، ذات مساحات تتفاوت ألوانها من حيث أطوال موجاتها لتحقيق تأثيرات بصرية مختلفة. وتستخدم الألوان کقيمة بعدية من حيث التأثير الأفقي للألوان، الذي ينسب إلى المؤثرات النظرية البصرية المستخدمة في التصوير، وذلک يجعل الأشياء البعدية تبدو قريبة.
کما توصلت الدراسة إلى أن للألوان أهمية کبيرة في ربط عناصر العمل النحتي سواء کان اللون ناتجاً عن لون الخامة المستخدمة في العمل النحتي، أو أتم تلوين العمل النحتي بعد تشکيله، کما أن من فوائد اللون أنه يستطيع توحيد العمل.

الموضوعات الرئيسية


مقدمة :

اللون* هبة الحياة، ويعتبر من أهم المظاهر المثيرة في البيئة المحيطة بالإنسان، ويمثل جزء هام في حياة الفرد والجماعة ومن ثم فإن اللون ما هو إلا عامل وظيفي وجمالي وفني يتشکل من قواعد ومبادئ البيئة الطبيعية والحضارية.

وتتضح أهمية الدور الرئيسي المؤثر الذي يقوم به اللون في النحت، في أنه هو العنصر الأوحد القادر على منح الأشکال النحتية نوعاً من السيادة والتميز وسط ما يحيط بها من بيئة أو فراغ خارجي، عادة ما يکون بالضرورة له لون أو ألوان واضحة تطغي على الشکل النحتي فتعوق رؤيته لدى الناظرين، وتسلبه کل ما فيه من قوى الجذب والتأثير.

"فالطلاء الرفيع المستوى ضرورة يتطلبها الشکل في بعض الخامات" * . وبوسع النحات استخدام أکثر من لون واحد في طلاء العمل النحتي لتأکيد وإکسابه صبغة فنية مختلفة عن الفراغ المحيط.  وللون قوة معنوية وحسية تؤثر على الإدراک الحسي للإنسان کما أنه يؤثر على الحالة العضوية والنفسية للفرد.

التأثير السيکولوجي للون :

تؤثر الألوان على النفس فتحدث فيها إحساسات ينتج عنها اهتزازات بعضها يوحي بأفکار تريحنا وتطمئنا والأخرى نضطرب منها، وهکذا تستطيع الألوان أن تهبک الفرح والمرح أو الحزن والکآبة 1 .

وتنقسم التأثيرات السيکولوجية إلى:

1 ـ تأثيرات سيکولوجية مباشرة

وهي ما تستطيع أن تظهر شيئا ما أو تظهر تکويناً عاماً بمظهر المرح أو الحزن أو الخفة أو الثقل، کما يمکن أن تشعرنا ببرودته أو سخونته.

2 ـ تأثيرات سيکولوجية غير مباشرة:

وهي تتغير تبعاً للأشخاص، ويرجع مصدرها للترابطات العاطفية والانطباعات الموضوعية وغير الموضوعية المتولدة تلقائياً من تأثير اللون.

واللون تتعدى حدوده في التأثير السيکولوجي سواء المباشر أو الغير مباشر إلى التأثير الفسيولوجي حيث المعيشة، أو المکتب، أو المصنع حيث العمل اليومي، إلى الإطار الخارجي، فقد عرف منذ بعيد تأثير اللون على أجسامنا. إذ ظهر الاختلاف واضحاً بين الشعوب التي تعيش حيث السماء الرمادية القاتمة 2 .

أن الإنسان يبحث عن البحر بمياهه الزرقاء، کما يبحث عن الريف الأخضر بتأثيره الباعث على الاتزان النفسي لقضاء عطلته السنوية حتى يستعيد نشاطه الجسماني والفکري. وبعکس ذلک نجد أن الأجواء الحمراء، حتى بالنسبة للذين يحبون هذا اللون لا تشکل وسطاً مناسباً للهدوء النفسي، نظراً لقوة هذا اللون بالديناميکية وتأثيره المحرک المحث.

الخواص الإدراکية لألوان الأعمال النحتية :

هناک من الألوان ما يبدو أقرب إلى الرائي وأکثر تدانياً من غيره من الألوان التي تظهر هي الأخرى لعين الرائي نفسه ومن نفس المسافة بعيدة نائية. والألوان الدافئة عند وضعها على أي سطح تعطى تأثيراً بالقرب، وتعرف بالألوان المتأخرة أو الخلفية 3 .

ويمکننا من ذلک أن نستنتج " أن الألوان تلعب دوراً هاماً في الإحساس بالعمق الفراغي للأعمال النحتية. " کما يمکننا استغلال هذا التأثير فيما يطلق عليه (خداعالبصر) والذي ينتج عنه إحداث نوع من التکبيـر أو التصغيـر الظاهر للأبعادالمجسمة4 ". وعلينا أن نحدد ملائمة الألوان للعمل النحتي ونضعها في المساحة المناسبة لها لکي تخدم العمل ککل.

 

الألوان وملاءمتها للأعمال النحتية

يمکن تقسيم الألوان إلى:

1 ـ الألوان المتکاملة

هي الألوان الثانوية التي تنتج من مزج أي لونين أوليين فيصبح اللون الناتج مکمل للون الثالث من مجموعة الألوان الأولية الثلاثة.

2 ـ الألوان المتباينة

عند وضع لون فاتح بجوار لون قاتم فإن اللون الفاتح يظهر أفتح مما هو عليه واللون القاتم يبدو أکثر قتامه مما هو عليه. وعند تجاور لونيين متکاملين إحداهما بارد والآخر دافئ فإن اللون البارد يزداد برودة واللون الدافئ يزداد دفء.

3 ـ الألوان المتوافقة

هي أي مجموعة من الألوان تؤثر على العين تأثيراً ساراً ومريحاً وتتصف بالارتباط والوحدة بالرغم من الاختلاف الواضح بينهم أحياناً.

4ـ الألوان الواقعية

"إن ترکيبات الألوان الواقعية تکون مثيرة للخيال وقد تستعمل هذه الألوان في ترکيبات تختلف في مصدرها الواقعي کل الاختـلاف عن الموضـوع الذي تستعمل فيه "[1]. وتتمثل الألوان الواقعية في الطبيعة، فنجدها في ألوان النباتات والزهور والحيوانات، والليل والنهار، وزرقة السماء وسحبها، والجبال ورمالها..... وتحرک تلک الألوان فکر الفنان وتکون مصدراً لابتکار تکوينات فنية ملونة يستخدم فيها الفنان هذه الألوان بدرجاتها المختلفة في تکويناته الفنية التي تکون أحياناً بعيدة کل البعد عن الطبيعة.

إن النحات هو القادر على اختيار المجموعات اللونية الملائمة لاستکمال إخراج عمله الفني بالصورة التي يراها مناسبة ولکل لون نسبة من الانعکاس الضوئي يجب مراعاتها عند استخدام أکثر من لون في حيز واحد أو في سطح واحد للمجسمات النحتية، لما لها من تأثير على تغير مظهر اللون سواء أکان فاتحاً أم کان غامقاً أو کان لامعاً أو غير لامع.

وفيما يلي جدول يوضح نسبة الانعکاس الضوئي لبعض الألوان [2].

 

اللـون

نسبة الانعکـاس

أسود

1 : 5

بني

5 : 20

أحمر

15 : 20

رمادي متوسط

5 : 30

أزرق داکن

5 : 10

أزرق متوسط

15 : 20

برتقالي

15 : 30

أخضر متوسط

15 : 30

أخضر فاتح

40 : 50

کريمي

55 : 90

أبيض

70 : 90

علاقة اللون بالأعمال النحتية وسطوحها

"يقصد بسطوح الأشکال النحتية تلک العناصر البصرية التي تتميز ببعدين اثنين فقط، أما الکتل فيقصد بها عادة تلک الأشکال التي لها أحجام وتتميز بأنها ثلاثية الأبعاد" 1 . ويمکن للنحات دائماً أن يتحکم في الکتل وسطوحها بالأشکال النحتية التي يبدعها، وذلک إما عن طريق صقلها أو طلائها.

ويظهر من هنا دور اللون لما له من علاقة وثيقة بالأعمال النحتية الميدانية من خلال صفاتها الأساسية، (صورة رقم 1) .

 

 

 

 

 

 

 

 

صورة 1 عمل نحتي للفنان ديفيد سميث حيث استخدمت فيه الألوان کعنصر أساسي في إثراء التکوين1

الصفات الأساسية للون

أوضحت نظرية اللون المتعلقة بالصفات الأساسية للألوان وهي :

1 ـ الکنه

2 ـ القيمة

3 ـ الشدة

  • ·    وکنه اللون هي تلک الصفـة التي تميز بها لوناً عن آخر، والتي نسمى اللون باسمها"1.
  • ·    أما قيمة اللون فيقصد بها تحديد ما إذا کان (کنه اللون) فاتحـاً أم غامقـاً "2.

وبالنسبة إلى " شدة اللون فهي الصفة التي تحدد لنا قوة اللون أو دسامته أو درجة التشبع التي يتميز بها فهي التي تحدد لنا مدى اقتراب اللون أو ابتعاده عن درجة النقاء"3.

ويمکن للنحات التوسع في الاستفادة من نتائجها فيما يلي:

  1. يضيف استخدام الألوان الفاتحة والغامقة سواء عن طريق التلوين أو الخامات الملونة على إظهار بعض الکتل والأسطح فاتحة والأخرى غامقة بسبب اختلاف کل منها في (قيمة اللون) الذي تم توظيفه في المجسم النحتي، کما في (صورة رقم 2).
  2. يساعد استخدام الألوان المختلفة ( الشدة) في الکتل الملونة وسطوحها على إظهار بعضها في حالة مشبعة ونقية ودسمة وزاهية.

 

 

 

صورة 2

 

 

 

 

 

عمل نحتي من السيراميک مرکب على صلب للفنان فاساريللي بميدان الجامعة بجدة (السعودية) وقد استخدمت فيه الألوان الفاتحة والغامقة لخلق علاقة جمالية بأسطح الکتل.

وهکذا يتضح لنا أن استخدام الألوان في الأشکال النحتية والذي يستدعي بالضرورة استعمال ألوان متنوعة في صفاتها من حيث الکنه والقيمة والشدة، سوف يتيح للفنان مجالاً أوسع للتعبير المبدع وفرصة أفسح لاختيار أحد أو بعض الحلول اللونية التي تلاءم إظهار الکتل والسطوح في أقرب صورة إلى تصوراته الذهنية وانفعالاته الوجدانية، کما تزداد في الوقت نفسه فرصة تحکمه وسيطرته على عناصر عمله الفني.

ومن النظريات اللونية المتعلقة بقوانين التوافقات اللونية من حيث استخدام لون واحد متعدد الدرجات وتوظيف ألوان متجاورة. فإنه يمکن استنتاج أن استخدام التوافقات اللونية سواء (بالتلوين أو باستعمال خامات ملونة) يمکن أن يؤدي إلى إحداث حالة من التآلف والترابط بين الکتل والسطوح التي يتضمنها العمل النحتي فتزداد أواصر الوحدة بين عناصر العمل النحتي کما يتضح ذلک في (صورة رقم 3).

 

 

 

 

صورة 3

 

 

 

عمل نحتي من السيراميک مرکب على صلب للفنان فاساريللي بميدان الجامعة بجدة (السعودية) وقد استخدمت الألوان بدرجاتها لإحداث تآلف وترابط بين الکتل والسطوح بالعمل.

الاستفادة من اللون في النحت

يمکن الاستفادة من اللون في النحت فيما يلي : ـ

  1. ربط عناصر العمل النحتي وزيادة تآزرها التشکيلي والجمال بالميدان.

" 1للألوان أهمية کبيرة في ربط عناصر العمل النحتي سواء کان اللون ناتجاً عن لون الخامة المستخدمة في العمل النحتي، أو أتم تلوين العمل النحتي بعد تشکيله، کما أن من فوائد اللون أنه يستطيع توحيد العمل "  . ککل داخل الميدان العام.

ومنذ تقدم استخدام المواد الصناعية، أصبح اللون في النحت يهدف إلى إصباغ الشکل العام للعمل، من أجل إعطائه وحدة في الشکل. وثراء واقعي جمالي.

  1. ربط أجزاء العمل النحتي المرکب

"يوحد اللون أجزاء العمل النحتي المرکب عندما تتلون کل أجزائه بلون متماثل أو عندما يظل اللون المتأصل في الخامة ثابت في العمل " 1 .

فباللون واستخدامه في تماثيل الميادين والأعمال النحتية المختلفة يمکن به إيجاد ترابط بين الأشکال بعضها مع البعض الآخر عن طريق استخدام خامة واحدة في التنفيذ أو بتلوين التماثيل والمنحوتات الميدانية بلون واحد. ويستخدم اللون الواحد لربط الشکل ککل. حيث يستطيع اللون أن يجعل هذه الأجزاء تتآزر وتتوحد لصالح العمل ککل .

  1. التخلص من صفات الخامة

" استطاع اللون يخطو بفن النحت خطوة هائلة عندما اکتشف الفنان قدرة اللون على التحکم في الصفات الظاهرية للخامة. ويساعد اللون الواحد على التخلص من صفات الخامة، حيث يصبح اللون هو الملمس لا الخامة الموجود عليها اللون 2" ، کما في (صورة رقم 4).

وکثيراً ما نعتقد عندما ننظر لبعض الأعمال النحتية الملونة أنه تم صياغتها من خامة معينة، غير أننا من خلال التدقيق حيث يتبين لنا أن العمل النحتي الذي ننظر إليه مصنوع من خامة أخرى مختلفة تماما عن توقعاتنا السابقة.

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

صورة 4  بورتوريه من النحت الأفريقي منفذ من خامة الخشب ، استخدم فيه اللون

للتخلص من صفات الخامة[3] .

  1. مضاهاة طبيعة الأشکال

استخدم اللون في النحت لتقليد اللون الأصلي الذي تأخذه الأشکال في الطبيعة، وقد کان هذا الاستخدام اللوني واضحاً في الأعمال النحتية، على مر التاريخ1.

واستخدم اللون أيضاً کبشرة، من أجل مطابقة العمل النحتي للأصل، وهو ما يبدو في أعمال الفنان (جورج سيجال) التي تحاکي الواقع (صورة رقم 5).

فإذا ما تتبعنا الأعمال المصرية القديمة (الحضارة الفرعونية)نجد أنهم أي النحاتون القدماء بالاستفادة من اللون مثل تمثال ( رع حتب وزوجته نفرت)، والذي يعد من أقدم التماثيل التي جاءت مطابقة للأصل الطبيعي .

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عمل من النحت البارز للفنان (جورج سيجال) حيث استخدم فيه الألوان لمضاهاة الشکل بالطبيعة.

  1. إظهار وإخفاء بعض الأجزاء في الکتل النحتية

تستخدم الألوان بأسلوب تجريبي تمويهي جديد، حيث يتحدى هذا الطراز البصري، بطرق متعددة صلابة العناصر النحتية، وقد کان هذا التمويه يهدف على إخفاء الاشياء وحجبها. وينتج ذلک من خلال إضافة سطوح ملونة للکتلة، الأمر الذي يساعد في التأکيد على بعض أجزاء من أجزاء الکتلة وإظهارها، وکذلک إخفاء أجزاء أخرى، کما في (صورة رقم 6).

 

 

 

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عمل نحتي للفنان (فاساريللي) على شکل مکعب ناقص بمدينة (الحمراء بالسعودية)، وقد استخدم اللون في العمل ليساعد على التأکيد على بعض أجزاء من الکتلة وإظهارها بأسلوب الخداع البصري.

  1. تأکيد فکرة العمل:

يستخدم اللون في إطار تأکيد القوة التعبيرية للتشکيل النحتي من خلال تأثير اللون على کل من الکتلة والحجم والفراغ النحتي. ويمکن أن يستخدم اللون کامتداد للقوة التعبيرية للشکل والحجم ولمفهوم الفراغ النحتي، بالنسبة لسطح الأرض، حيث يمکن الاعتماد عليه کنقطة حيوية في التجديد، کما في نرى ذلک في (صورة رقم7).

 
   

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

 

عمل نحتي للفنان (ديفد سميث) حيث استخدم فيه اللون کامتداد للقوة التعبيرية للشکل والحجم ولمفهوم
الفراغ النحتي.


  1. تأکيد وإظهار القيمة البعدية:

يمکن للنحات استغلال خاصية القيمة البصرية للألوان في إبداع تشکيلات نحتية، ذات مساحات تتفاوت ألوانها من حيث أطوال موجاتها لتحقيق تأثيرات بصرية مختلفة. وتستخدم الألوان کقيمة بعدية من حيث التأثير الأفقي للألوان، الذي ينسب إلى المؤثرات النظرية البصرية المستخدمة في التصوير، وذلک يجعل الأشياء البعدية تبدو قريبة 1 .

وعلى ضوء ما سبق تتضح الأوجه المختلفة لاستخدامات اللون في توحيد وإضافة الربط بين العناصر النحتية داخل الفراغ الميداني على أن توضع الشروط الواجب مراعاتها عند استخدام الألوان في النحت الميداني.

الشروط الواجب مراعاتها عند استخدام الألوان :

يشترط لنجاح استخدام اللون مراعاة الآتي:

1 ـ تحقيق الوحدة والانسجام

2 ـ ملائمة اللون للهدف

3 ـ التنويع والتشويق

قد لا يوجد عمل نحتي ملون يرضي جميع المشاهدين ولکن هناک أساسيات يتفق عليها الغالبية مثلاً: المواقف الجادة أو الوقورة تتطلب ألواناً قاتمة منخفضة الدرجة وقليلة التشبع، والعکس بالعکس.

إذا کانت الألوان تشکل تکويناً فيشترط إلى جانب الانسجام أن يکون هناک مرکز لجذب الانتباه، وذلک بجعل جزء من التصميم يتميز بالسيادة على ما يجاوره، وليس من المستحب تقاسم جزاءان أو أکثر من أجزاء التصميم لمرکز الجذب، لأن ذلک يشتت الذهن ويضعف القيمة الجمالية للتکوين.

1. يفضل أن تعرض الألوان المتقاربة المتشابهة في المساحات الصغيرة بصورة منتشرة.

2. تفضل العين الترتيب والتدرج في الألوان إذا تعددت.

3. يراعى التوازن في الألوان عند اجتماعها معاً في حيز واحد بحيث لا يطغى أحدهما على الآخر.

4. توجد ألوان يصعب انسجامها مع بعضها إلا في وجود ألوان متقاربة أو متضادة لإيجاد علاقة
ربط بينهما.

واللون الأبيض يتلاءم مع کل الألوان ويتجانس بالطرق الآتية:

1 ـ يظهر متوافق مع القيمة الضوئية الخفيفة Light values

2 ـ يظهر متعادل مع عدم وجود الدرجة القاتمة.

3 ـ يظهر متباين مع الألوان ذات القيمة الکاملة Full values ويظهر التغير في القيمة إذا کانت الخلفية تجعل اللون المحاط بها يبدو أغمق.

وإذا أحيط نفس اللون بخلفية أغمق فإنه يبدو أفتح فعلى سبيل المثال إذا أحيط المربع البرتقالي بأرضية رمادية فإنه يبدو أکثر احمراراً ولکن إذا أحيط نفس المربع البرتقالي بخلفية سوداء فإنه يبدو لأکثر اصفراراً1 .

واللون الأبيض کلون للتباين يجب أن يستخدم في حدود، وفي حالة ما إذا کان اللون الأبيض هو اللون السائد في المکان فلابد من استعمال الألوان الکاملة القيمة في حذر.

بينما يستخدم اللون الأبيض مع الألوان الأقل درجة بکثرة وسخاء لأنه يمنح التکوين تأثير سخي وجيد2 .

مما سبق يتضح أهمية وأثر اللون على الأعمال النحتية ومدى إمکانية الاستفادة من اللون وتطبيقه على الأعمال النحتية الميدانية. کذلک هناک دور مؤثر وفعال أيضاً للخامة في نجاح العمل النحتي الميداني ، وهو ما يتعرض إليه الباحث بالدراسة في الفاصل التالي.



* تعريف اللون: هو ذلک التأثير الفيسولوجي " أي الخاص بوظائف أعضاء الجسم" الناتج على شبکية العين سواء کان ناتجاً عن المادة الصباغية الملونة أو عن الضوء الملون. فهو إذن إحساس وليس له وجود خارج الجهاز العصبي للکائنات الحية". يحي حمودة: نظرية اللون ـ القاهرة ـ دار المعارف ـ 1981 ـ ص9.

* Sianey Geist: Astudy of the sculpture – gross man – new yourk – 1968 – P. 154.

1 يحي حمودة: نظرية اللون ـ القاهرة ـ دار المعارف ـ 1981 ـ ص133.

2 يحي حمودة: نظرية اللون ـ مرجع سابق ـ ص 142.

3 برنارد مايرز: الفنون التشکيلية وکيف نتذوقها ـ مرجع سابق ـ ص 241.

4 يحي حمودة: نظرية اللون ـ مرجع سابق ـ ص 127.

[1]  يحي حمودة: نظرية اللون ـ مرجع سابق  ـ ص 33

[2] Kent keegan , Pamelakeegan , Dennis getto , Eric Brubaker: Deck &Patios – Creative Homeowner Press – U. S. A. – 1980 – P. 59.

1 عبد الفتاح رياض : التکوين في الفنون التشکيلية ـ القاهرة ـ دار النهضة العربية ـ 1974 ـ ص 311.

1Wilkin Karen: David Smith – 1st ed – Abbeville press inc – New York – 1984 – P. 97.

1 يحي حمودة: نظرية اللون ـ مرجع سابق  ـ ص 9

2 نفس المرجع ـ ص 10

3 نفس المرجع ـ ص 11

1 Seymour, Anne: The Alistair Mcalpine Gift – the tate gallery – N.Y.- 1971 – P. 69.

1 Knobler, Nathan: The Visual Dialogue – Third Edition – new york – 1980 – P. 184.

2 Seymour, Anne: The Alistair Mcalpine Gift – Op. Cit – P. 69.

[3] Thompson, Jerry L. & Vogel Susan: Close Up: Lesson in The art Of Seeing African Sculpture – 2nd  ed. – The conter for African – Japan – 1991 – P. 90.

1 Knobler, Nathan: The Visual Dialogue – Op. Cit – P. 184.  

1 Seymour, Anne: The Alistair Mcalpine Gift – Op. Cit – P. 69.

1 اسماعيل شوقي: الفن والتصميم ـ القاهرة ـ زهراء الشرق ـ 1997 ـ ص 175

2 Johnk Mclemenys, Philip, Edinger: Garden color – 1st ed lane publishing Co. – Colifornia – 1981 –   P.160. 

  1. المراجع

    1. إسماعيل شوقي: الفن والتصميم ـ القاهرة ـ زهراء الشرق ـ 1997 ـ ص 175
    2. عبد الفتاح رياض : التکوين في الفنون التشکيلية ـ القاهرة ـ دار النهضة العربية ـ 1974 ـ ص 311.
    3.  يحي حمودة: نظرية اللون ـ القاهرة ـ دار المعارف ـ 1981 ـ ص133.
      1. Johnk Mclemenys, Philip, Edinger: Garden color – 1st ed lane publishing Co. – Colifornia – 1981 .    
      2. Kent keegan , Pamelakeegan , Dennis getto , Eric Brubaker: Deck &Patios – Creative Homeowner Press – U. S. A. – 1980.
      3. Knobler, Nathan: The Visual Dialogue – Third Edition – new york – 1980 – P. 184.
      4. Sianey Geist: Astudy of the sculpture – gross man – new yourk – 1968
      5. Seymour, Anne: The Alistair Mcalpine Gift – the tate gallery – N.Y.- 1971 – P. 69.
      6. Thompson, Jerry L. & Vogel Susan: Close Up: Lesson in The art Of Seeing African Sculpture – 2nd    ed. – The conter for African – Japan – 1991 .
      7. Wilkin Karen: David Smith – 1st ed – Abbeville press inc – New York – 1984.